ج2: رسالة الغيب والعرافين والمنجمين - ما هو معنى الغيب والشهادة - ومعنى وصفه تعالى بكونه (عالم الغيب والشهادة) - الغرض من البحث في تفصيل مسألة الغيب - ما هي أنواع الغيب في الشريعة الإسلامية - ما هو الدليل على الغيب المطلق من القرآن والحديث النبوي - ما الدليل على تخصيص شيء من الغيب المطلق لتأييد بعض رسله وما هو هذا الغيب - هل الرسول يعلم الغيب بغير ما يظهره الله له.

 بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

"الغيب والعرافة والكهانة"

والفرق بين الكرامة والإهانة

 (الجزء الثاني)

* فهرس:

:: الفصل الثاني :: عن التعريف بالغيب وأنواعه والتعريف بالغيب المطلق::
1- س5: ما هو معنى الغيب والشهادة - ومعنى وصفه تعالى بكونه (عالم الغيب والشهادة) ؟  
2- س6: والغرض من البحث في تفصيل مسألة الغيب ؟
3- س7: ما هي أنواع الغيب في الشريعة الإسلامية ؟
4- س8: ما هو الدليل على الغيب المطلق من القرآن والحديث النبوي ؟ 
5- س9: ما الدليل على تخصيص شيء من الغيب المطلق لتأييد بعض رسله وما هو هذا الغيب ؟
6- س10: هل الرسول يعلم الغيب بغير ما يظهره الله له ؟

**********************

:: الفصل الثاني ::

:: عن التعريف بالغيب وأنواعه والتعريف بالغيب المطلق ::

**************************

.:: س5: ما هو معنى الغيب والشهادة - ومعنى وصفه تعالى بكونه (عالم الغيب والشهادة) ؟ ::..

 
#- أولا: معنى الغيب ..
1- الغيب من حيث اللغة: هو كل ما غاب وخفي عنك ولا دليل عليه

ولا تعرفه في كل زمان ومكان ..
 
2- الغيب في الشريعة الإسلامية: هو كل ما غاب وخفي عنك سواء كان غيب مطلق أو غيب نسبي .. ولكل من الغيب المطلق والنسبي أحكامه المترتبة عليه ..
 
#- ثانيا: معنى الشهادة ..
- الشهادة تعني المشهود للعين والمدرك بالحواس أي الموجود والمعلوم .. وهي عكس الغيب الذي هو ما غاب وخفي عنك ولا دليل عليه ..

#- ثالثا: معنى وصفه تعالى بكونه (عالم الغيب والشهادة):
- إضافة لفظ العالم إلى الغيب والشهادة .. فهذا معناه كمال إحاطته العلمية لكل ما هو مغيب وحاضر ..
 
- فعالم الغيب: هو الذي يعلم كل الحقائق المغيبة .. سواء عن ذاته وصفاته .. أو عن الملائكة والجن أو عن تفاصيل كل المخلوقات خصائصها وأفعالها في كل الأزمان الماضية والحاضرة والمستقبلية ..
 
- وعالم الشهادة: ويعلم ما هو معلوم ومشاهد ومعروف لك ولغيرك من كل العوالم في كل الأماكن من لحظة حدوثها ..
 
- فوصف الله بكونه عالم الغيب والشهادة .. أي المحيط علما بالسر والعلن .. والظاهر والخفي .. في كل زمان ومكان .. والله أعلم .
 

******************************

 

..:: س6: والغرض من البحث في تفصيل مسألة الغيب ؟ ::..

 
#- الغرض من معرفة مسألة الغيب ..
1- هو معرفة ما اختص الله به نفسه فلا تبحث فيه .. لأنه منهي عنك البحث في هذه الجزئية .. وهو معرفة ذات الله ..، والوحي الإلهي وما يتعلق به ..، وما يتعلق بالقدر المستقبلي بما لم يظهره الله لأحد من خلقه ولا حتى ملائكته مثل تفاصيل ما تحتويه خزائن الغيب التي اختص الله به نفسه ..
 
2- كذلك معرفة الطرق الغير مشروعة والمنهي عنها حين البحث عن مسألة غيبية .. حتى تتجنب هذه الطرق الغير مشروعة والمنهي عنها ..
 
- أي نحن نبحث في مسألة الغيب من حيث ما هو محكوم بالشريعة الإسلامية .. وسنجد أن هناك نوعان من الغيب هما الغيب النسبي والغيب المطلق .. وسيأتيك تفصيل ذلك في السؤال التالي.
- فنبحث عن الغيب النسبي الذي يجوز معرفته والبحث فيه .. والطرق المباحة والمحرمة في البحث عنه ..
 
- وهناك من الغيب ما لا يجوز معرفته ولا البحث فيه .. وهو الغيب المطلق .. لأن الله قد اختص به نفسه .. وقد نهى عن البحث في ذلك .

 

****************************

 

..:: س7: ما هي أنواع الغيب في الشريعة الإسلامية ؟ ::.. 

- يوجد نوعان من الغيب .. قد تبين للعلماء أن الشريعة أشارت إليهما .. ولكن بينهما فرق .. وهذين النوعين هما الغيب المطلق والغيب النسبي ..
 
1- الغيب المطلق: هو ما اختص الله به نفسه من علم ولم يظهره لأحد من خلقه ولا حتى ملائكته .. ولا سبيل لأحد من خلقه لمعرفته .. وهو معرفة ذات الله ..، والوحي الإلهي وما يتعلق به ..، وما يتعلق بما تخفيه النفوس ..، وما يتعلق بالقدر المستقبلي بما لم يظهره الله لأحد من خلقه ولا حتى ملائكته مثل مفاتيح الغيب التي اختص الله به نفسه ..
 
2- الغيب النسبي: هو أطلعك الله عليه أو أظهره في الوجود .. وقد يكون مدركا بالحس وبداهة العقل مثل كل العلوم الدنيوية .. وقد لا يكون مدركا بالحس وبداهة العقل مثل الإيمان بالغيب .. وسيأتيك تفصيل كل ذلك ..
 
# وتفاصيل الغيب المطلق والنسبي .. سأتكلم عنهما ببعض من الاستفاضة .. حتى يتبين الفهم الصحيح لمسألة الغيب .. إن شاء الله تعالى .. وستكون استفاضتي في الشرح في حدود ما بلغني من العلم والفهم من نصوص الشريعة وما عليه الواقع .. حتى يكون التوصيف دقيق وجامعا بين ما تتعلمه وبين ما يصادفك في الواقع ..
 
- فإذا علمت ما سبق .. فيكون هذا بداية الكلام على الغيب المطلق إن شاء الله تعالى .. وهو الغيب الممنوع البحث فيه لأن الله اختص به نفسه .

**************************

..:: س8: ما هو الدليل على الغيب المطلق  من القرآن والحديث النبوي ؟ ::..

#- الدليل على الغيب المطلق:
1- الله يعلم غيب النفوس وما تخفيه من حق وباطل .. وليس لأحد العلم بذلك وما كان الله ليمنح أحد هذه الخصوصية ..
- حيث يقول تعالى: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ ....) آل عمران179.
 
- قوله (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ) والغيب هنا يقصد به ما غاب وخفي في النفوس والضمائر .. وهذا يظهر بدلالة ما قبله من الكلام ..
- والمعنى هو: ما كان ليطلعكم على ضمائر الناس .. حتى تعرفوا ما فيها من حق وباطل .. لأن هذه هي حكمة الله في دنيا .. أن يختبرهم بالأوامر والنواهي حتى يتبين ويظهر من هو المطيع ومن هو العاصي .. ومن هو المؤمن ومن هو المنافق والكافر .. ومن هو الصادق ومن هو الكاذب ..  
- وقوله (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَآءُ) أي يختار من رسله من يطلعه على ما في ضمائر بعض الناس ليحذرهم ويحذر المؤمنين منهم ..  
 
2- يقول تعالى: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) النمل65 .
 
- أي لا يعلم أحد الغيب (الذي لم يظهر في الوجود ولا أمارة عليه) إلا الله .. وهذه الآية هنا تشير إلى غيب المستقبل .. وجاء بلفظ (يعلم) لنفي العلم عنهم في كل الأوقات الحاضرة في كل زمن بأنه لا سبيل في كل زمن بمعرفة ما في المستقبل ..
 
- وجاء بلفظ (مَنْ) للعاقل .. حتى تفهم أنه إذا كان العقلاء لا سبيل لهم لهذه المعرفة من سبيل وهم عوالم الإنس والجن والملك ..
 
3- يقول تعالى: (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ) هود123 ..
- قوله (لله) اللام للدلالة على اختصاص الله وإحاطته بهذا العلم الغيبي وحده دون غيره في كل زمان ومكان .. 
 
4- قال تعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) الأنعام59 .
- قوله (مفاتيح الغيب) .. فيه دلالة على أنه وحده من يملك خزائن المعرفة الغيبية .. لأنه هو وحده من يملك مفاتيح هذه الخزائن الغيبية أي ما يوصل إلى هذه المعارف الغيبية .. ولا علم لأحد بهذه المفاتيح (الطرق أو الأسباب) الموصلة إلى هذه المعارف الغيبية التي اختص الله بها نفسه .. فكانت من الغيب المطلق الذي لا سبيل للوصول إليه وبالتالي لا سبيل إلى معرفته .
 
- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَفاتِيحُ الغَيْبِ خَمْسٌ .. لا يَعْلَمُها إلَّا اللَّهُ: لا يَعْلَمُ ما تَغِيضُ الأرْحامُ إلَّا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُ ما في غَدٍ إلَّا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُ مَتَى يَأْتي المَطَرُ أحَدٌ إلَّا اللَّهُ، ولا تَدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أرْضٍ تَمُوتُ إلَّا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا اللَّهُ) صحيح البخاري.
 
- ومفاتيح الغيب بناء على تفسير النبي صلى الله عليه وسلم .. تكون بذلك إشارة إلى ما غيب مستقبلي .. لأن ما في الأرحام يقصد به هل الرحم يحمل فيه حياة طفل أم لا .. ولو كان طفل فهو يعلم كل تاريخ حياة الطفل من لحظة باديته كنطفة إلى لحظة وفاته وما سيحدث له حين قيامته .. وكذلك يعم تفاصيل كل شيء يحدث مستقبلا .. والمطر لا أحد يعلم بموعد نزوله وما يحمل معه من تكليف يترتب على هذا النزول .. ولا يدري أحد باي مكان سيموت .. وكذلك لا أحد يعلم وقت قيام الساعة وانتهاء أجل الدنيا بما في ذلك الزمان من أحداث ..  

5- يقول تعالى: (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا) الجن25-28.
#- والمعنى من تفسير المنتخب:
- قل: ما أدرى - أيها الكافرون - أقريب ما توعدون من العذاب، أم يجعل له ربى غاية بعيدة؟!
- هو عالم الغيب، فلا يطلع على غيبه أحداً من خلقه، إلا رسولاً ارتضاه لعلم بعض الغيب، فإنه يدخل من بين يدى الرسول ومن خلفه حفظة من الملائكة تحول بينه وبين الوساوس
-  ليعلم الله - وعلمه كائن ومحيط - أن الأنبياء قد أبلغوا رسالات ربهم، وقد علم تفصيلا بما عندهم، وعلم عدد الموجودات كلها، لا يغيب عنه شئ منها. (انتهى النقل من تفسير المنتخب) .

#- وختام القول فيما سبق:

1- أن الغيب المطلق إنما هو لله ولا يحيط به أحد .. والغيب الذي يعني الإحاطة والشمول لكل صغيرة وكبيرة تحدث في الكون أو حدثت أو ستحدث .. لأنه محيط بعلم غيب السموات والأرضين .
 
2- لا أحد يملك خزائن المعرفة الغيبية .. لأن الله وحده هو الذي عنده ملكية الأسباب الموصلة لهذه المعارف الغيبية .. وبالتالي لا سبيل إلى المعرفة الغيبية إلا إذا منحها الله لمن يريد ..
 
3- قد يظهر الله من خزائن علم غيبه شيئا يعرفه لبعض ورسله ..
 

************************

 

..:: س9: ما الدليل على تخصيص شيء من الغيب المطلق لتأييد بعض رسله وما هو هذا الغيب ؟ ::..

 
- سبق وأخبرتك أخي الحبيب .. بان في تعريفي للغيب المطلق ذكرت لك أن الله قد يختص بشيء من غيبه لبعض رسله ..
 
#- أولا: دليل ذلك من القرآن:
1- قد يختص الله من يرتضي من رسول بشيء من الغيب .. يقول تعالى: (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا) الجن26-28.
 

- قوله (فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا) .. فيه دلالة على خصوصية نفي إظهار لغيب من غيوبه وهو الوحي الذي اختص به رسله .. وليس عمومية نفي لإظهار كل شيء في الغيب لأي أحد على الإطلاق .. وإلا كان قال: (فلا يظهر على الغيب أحد) .. ويشهد عليه ما قبله وهو قوله (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا) فهذا اختصاص بجزئية إيمانية مرتبطة بالوحي ..

- فدل ما سبق أن نفي ظهور الغيب المقصود به في الآية هو يظهره الله من الوحي الإلهي .. لأن الوحي الإلهي من غيب الله الذي لا يعرفه أحد .. إلا من اجتباه الله واصطفاه لذلك قال تعالى: (إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ) فإنه يطلعه على غيبه الخاص بوحي الرسالات ولا يجعل لأحد من المكلفين سبيل في معرفة ذلك إلا الرسول فقط .. 

 
- وأيضا دليل أن الغيب المقصود به في الآية الوحي الإلهي هو قوله بعد ذلك: (يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) أي يجعل حراسة من الملائكة لتبليغ رسالة الوحي كما هي دون أن يتدخل الشيطان فيها بأي حال من الأحوال .. وفي ذلك إشارة لقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) الحجر9.
 
- وهذه الحماية لهذا الغيب الموحى به للرسول لها غرض وهو: (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ) فالغرض من هذا الغيب وحمايته هو تبليغ رسالة الله المطلوبة من هؤلاء الرسل فلا يفسدها شيطان ..
 
- وقوله (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا): أي هذه العناية الخاصة بالرسل ليتحقق ما في علم الله وفق مراد الله وهو التبليغ .. وليس لأن الله يريد أن يعلم ..!! كما قد يخطر على بال البعض من ظاهر اللفظ ..!! وما سبق هو توجيهي في فهم قوله (ليعلم) .. والله أعلم .
 
#- قال الإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله (المتوفى : 1393هـ) .. في تفسير قوله تعالى (إلا من ارتضى من رسول):
- وَاسْتُثْنِيَ مِنْ هَذَا النَّفْيِ مَنِ ارْتَضَاهُ لِيُطْلِعَهُ عَلَى بَعْضِ الْغَيْبِ، أَيْ عَلَى غَيْبٍ أَرَادَ الله إِظْهَارَهُ مِنَ الْوَحْيِ فَإِنَّهُ مِنْ غَيْبِ اللَّهِ ..، وَكَذَلِكَ مَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُؤَيِّدَ بِهِ رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِخْبَارٍ بِمَا سَيَحْدُثُ أَوْ إِطْلَاعٍ عَلَى ضَمَائِرِ بَعْضِ النَّاسِ.
فَقَوْلُهُ: (ارْتَضى) مُسْتَثْنًى مِنْ عُمُومِ (أَحَداً). وَالتَّقْدِيرُ: إِلَّا أَحَدًا ارْتَضَاهُ، أَيْ اخْتَارَهُ لِلِاطِّلَاعِ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْغَيْبِ لِحِكْمَةٍ أَرَادَهَا اللَّهُ تَعَالَى.
- وَالْإِتْيَانُ بِالْمَوْصُولِ وَالصِّلَةِ فِي قَوْلِهِ: (إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) لِقَصْدِ مَا تُؤْذِنُ بِهِ الصِّلَةُ مِنَ الْإِيمَاءِ إِلَى تَعْلِيلِ الْخَبَرِ، أَيْ يُطْلِعُ اللَّهُ بَعْضَ رُسُلِهِ لِأَجْلِ مَا أَرَادَهُ اللَّهُ مِنَ الرِّسَالَةِ إِلَى النَّاسِ، فَيُعْلَمُ مِنْ هَذَا الْإِيمَانِ أَنَّ الْغَيْبَ الَّذِي يُطْلِعُ اللَّهُ عَلَيْهِ الرُّسُلَ هُوَ مِنْ نَوْعِ مَا لَهُ تَعَلُّقٌ بِالرِّسَالَةِ .. وَهُوَ غَيْبٌ مَا أَرَادَ اللَّهُ إِبْلَاغَهُ إِلَى الْخَلْقِ أَنْ يعتقدوه أَو أَن يَفْعَلُوهُ، وَمَا لَهُ تَعَلُّقٌ بِذَلِكَ مِنَ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ مِنْ أُمُورِ الْآخِرَةِ، أَوْ أُمُورِ الدُّنْيَا، وَمَا يُؤَيِّدُ بِهِ الرُّسُلَ عَنِ الْإِخْبَارِ بِأُمُورٍ مُغَيَّبَةٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ) الروم2-4 ..
- وَالْمُرَادُ بِهَذَا الْإِطْلَاعُ الْمُحَقَّقُ الْمُفِيدُ عِلْمًا كَعِلْمِ الْمُشَاهَدَةِ. فَلَا تَشْمَلُ الْآيَةُ مَا قَدْ يَحْصُلُ لِبَعْضِ الصَّالِحِينَ مِنْ شَرْحِ صَدْرٍ بِالرُّؤْيَا الصَّادِقَةِ، فَفِي الْحَدِيثِ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوءَةِ، أَوْ بِالْإِلْهَامِ»
. قَالَ النَّبِيءُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ ..، قَالَ مُسْلِمٌ: قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: تَفْسِيرُ (مُحَدَّثُونَ): مُلْهَمُونَ.
- وَقَدْ قَالَ مَالِكٌ فِي (الرُّؤْيَا الْحَسَنَةِ): إِنَّهَا تَسُرُّ وَلَا تَغُرُّ، يُرِيدُ لِأَنَّهَا قَدْ يَقَعُ الْخَطَأُ فِي تَأْوِيلِهَا. (نقلا من التحرير والتنوير ج29 ص248).
 
- ثم قال رحمه الله في ختام كلامه:
- فَلَيْسَ قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) بِمُقْتَضٍ أَنَّ الرَّسُولَ يَطَّلِعُ عَلَى جَمِيعِ غَيْبِ اللَّهِ .. وَقَدْ بُيِّنَ النَّوْعُ الْمُطَّلَعُ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ). (نقلا من التحرير والتنوير ج29 ص251).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- الحديث الذي ذكره الإمام الطاهر بن عاشور بلفظ: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوءَةِ، أَوْ بِالْإِلْهَامِ) .. لم يذكر مصدره .. وهو موجود عند موطأ الإمام مالك دون لفظ (أو بالإلهام) بسند فيه ضعف لأنه مرسل ولكنه صحيح موصول من طرق أخرى .. ولكن لم أجد هذا اللفظ (أو بالإلهام) في أي مصدر من مصادر الحديث التي متوفرة لدي بهذا اللفظ الذي ذكره الإمام رحمه الله .. وإليك بعض الروايات الصحيحة تقوي رواية الإمام مالك .. منها:
- ما جاء في رواية الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الرُّؤْيا الحَسَنَةُ، مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ، جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ) صحيح البخاري.
 
- وما جاء في رواية بلفظ: (يا أيُّها النَّاسُ، إنَّه لم يَبقَ بَعدي مِن مُبَشِّراتِ النُّبوةِ إلَّا الرُّؤْيا الصالحةُ، يَراها الرَّجلُ الصالحُ، أو تُرى له) رواه الطحاوي في مشكل الآثار .. وقال الأرنؤوط: صحيح على شرط مسلم.
 
- أما عن الجزء الأخير الذي جاء في الرواية التي ذكرها الإمام الطاهر بن عاشور وهو (أَوْ بِالْإِلْهَامِ) .. فهذا الجزء لم أجده في أي رواية حديث مما هو متوافر عندي .. بل ولم أجد أحد أشار إليه من علماء الحديث إلى لفظ (أو بالإلهام) ..!!
 
- والذي أظنه حول إدراج هذا اللفظ (أو بالإلهام) ..  أما أنه حدث خطأ من ناشر الكتاب وظن أن لفظ (أو بالإلهام) من سياق الحديث (وهذا غالب ظني) .. أو قد يكون قد اختلط على الإمام الطاهر بن عاشور هذا اللفظ في هذه الرواية وظن أنه منها .. أو لعله قرأه في كتاب اطلع عليه وظن أنه صحيح .. والله أعلم .
- ولكن هذا اللفظ (أو بالإلهام) لم يرد في ألفاظ الحديث .. !!
 
#- ثانيا: من الأمور الغيبية التي أخبرها الله للنبي صلى الله عليه وسلم وهي من غيب الله المطلق الذي اختصه الله به:
1- ومن الأمور التي اختصها الله بالنبي صلى الله عليه وسلم من خزائن الغيب .. هو القرآن كله .. فهذا من خزائن الله المكنونة .
 
2- واختصه في بعض القرآن ببعض الغيبيات التي تحدى بها أهل زمنه في أنفسهم مثل إعلانه بأن أبو لهب سيموت كافرا هو وزوجته .. !!
- يقول تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) سورة المسد 1-5 .
- ففي هذه السورة إخبار بالغيب عن أن أبا لهب وزوجته لن يؤمنا وسيموتان على الكفر .. وقد تحقق ذلك .. وكان ذلك من إعلام الله لنبيه من الغيب المطلق الذي اختص الله به نفسه ..
 
- وتخيل لو كان أبو لهب وقف في مكة وأعلن أنه أصبح مؤمنا هو وزوجته (ولو يقول هذا نفاقا أو ليطعن في القرآن) .. ماذا كان سيحدث ؟!! كان سيهدم الإيمان بالقرآن لأن القرآن قال أنه لن يؤمن لا هو ولا زوجته وكلاهما مصيرهما إلى النار ..!!
 
- ولكن من عظمة الله وعظمة القرآن .. أن انزل غيبا متحديا به نفوس أهل الكفر .. بما سيحدث لهم في حياتهم وبعد مماتهم بل وبأسمائهم المحددة أيضا ..!!
 
3- من الأمور الغيبية التي أخبرها الله للنبي صلى الله عليه وسلم هو قصص السابقين .. حيث نجد ان الله قد ذكر للنبي بعضا من قصة السيدة مريم ثم اتبع ذلك فقال له تعالى: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ) آل عمران45 .
- وكذلك بعد أن تم ذكر قصة نوح وما حدث فيها .. نجد الله يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ) هود49.
 
4- ومن الأمور الغيبية التي تحدي بها القرآن وظهرت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .. هو إخباره عن انتصار الروم على الفرس كما جاء في قوله تعالى: (غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ) الروم2-4.
- وفعلا بعد هزيمة الروم من الفرس .. في خلال الفترة من ثلاث إلى تسع سنوات وهي فترة (بضع سنين) .. وتم هزيمة الفرس بعد سبع سنوات في مكان بين الأردن وفلسطين (أدنى الأرض) لقربها من بلاد العرب وهي أطراف الشام ..
 
- وقوله (فِي بِضْعِ سِنِينَ) .. قد يخطر على البال سؤال فتقول: ولماذا لم يحدد القرآن فيقول بعد سبع سنوات سينتصر الروم ؟!!
 
- قلت (خالد صاحب الرسالة) - وهذا رأيي والله أعلم:
- أن قوله (فِي بِضْعِ سِنِينَ) بيان إلى أن الروم أخذوا يستعدون لهذه المعركة في خلال سنوات .. ولذلك قال القرآن (في بضع سنين) ولم يحدد فقط زمن الإنتصار النهائي فيقول بعد سبع سنوات .. لا .. لأن الله أراد منا أن نفهم أن بداية الانتصار يأتي له علامات ودلالات إن حدثت كان بها النصر حليفا لأهل الإيمان وبداية النصر تأتي من جمع الهمة والعزيمة على المجاهدة والاستعداد لهذه المواجهة .. كما يقول تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) الأنفال60 ..
 
- فكان الإنتصار للروم بدايته من وقت جمع الهمة والعزيمة للاستعداد للحرب .. أي أن انتصار الروم هو مجموع الفترة الزمنية التي استعدوا فيها حتى لحظة المواجهة .. وليس فقط يوم الحرب الذي انتصروا فيه .. لا .. وإنما كان هذا الانتصار استكمالا لجهود استمرت سنوات للوصل لهذا الهدف .. وهذا رأيي والله أعلم ..
 
#- وخلاصة القول في مسألة إطلاع الرسول على غيبيات:
- هو أن الله يسمح لبعض خلقه وهم أنبياءه ورسله .. في الإطلاع على شيئا من الغيب المطلق الذي اختص الله به نفسه .. وهو الوحي الذي يوحي به الله إليهم فيخبرهم به من خزائن غيبه ما يشاء لتأييد رسالتهم بأنهم على الحق .. وبالتالي لإقامة الحجة على غير المؤمن بأن هذا هو الحق .
 

******************************

 

..:: س10: هل الرسول يعلم الغيب بغير ما يظهره الله له ؟ ::..

 
- حتى لا يظن أحد أن النبي صلى الله عليه وسلم له معرفة بالغيب .. أو قد يتصور لبعض البسطاء أن النبي نظرا لمحبة الله له .. فإنه كان يكشف للنبي ويطلعه على الغيب كيفما شاء ووقتما شاء .. وبذلك يغلو البعض في النبي صلى الله عليه وسلم بما ليس فيه .. ولذلك حسم الله تبارك وتعالى هذه المسألة وطلب من النبي تبليغ الناس بأنه لا يعلم الغيب ..
 
#- فنجد في القرآن :
1- قال تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم: (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) الأنعام50 ..
- قوله (وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) .. يقصد به الاستغراق لكل أنواع الغيب وأزمانه وأماكنه .. ولا يمكن أن يكون ذلك لأحد إلا الله .. ولو كان يستحق أحد هذه المعرفة الغيبية لكان أولى بهذا النبي صلى الله عليه وسلم .. فلما نفى عنه هذه المعرفة الغيبية ..
 
- فكأن الله أراد من النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: (وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) .. حتى ينزع من نفوس المؤمنين أي صفة ربوبية من الممكن أن يظنها أحد في النبي صلى الله عليه وسلم مهما أبلغهم من غيب المستقبل لأنه في الأصل يتلقى من ربه ولا يعرف من نفسه .. ثم ينزع من نفوس الكفار أي صفة كهانة وعرافة قد يظنونها في النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم ..
 
2- وكذلك يقول تعالى مخاطبا للنبي صلى الله عليه وسلم: (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْر وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) الأعراف188 .
 
- قوله (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْر) .. أي لو كنت أعلم علم إحاطة بكل ما هو غيب .. لكنت اتخذت من الأسباب ما يجعلني من أهل الغنى .. فكنت سأبصر كيف يتم تدبير أرزاق الله وأسبابها وبالتالي كنت سأسلك هذه الأسباب .. ومثال ذلك معرفة أماكن الكنوز وصفقات التجارة الرابحة فأتجه إلى اغتنام هذه الفرص .. ولو كنت أعلم ما قد يحدث من الشر والسوء لكنت تجنبته وما أصابني بلاء مثل أن أعرف متى سيحدث مجاعة وفقر فأحذر من ذلك ولا يصيبني ما يصيب الناس .. ولكني لا أعلم الغيب .. ودليل ذلك هو حالي بين أيديكم لست من الأغنياء ويجري علي أحكام الإبتلاء .. وحالي كحال كل إنسان محكوم بحكمة الإبتلاء كما يقول تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) الأنبياء35.
 
- ومن فوائد هذه الآية .. أنها تدفع الظن عن النبي في أنه يعلم الغيب .. حتى لا يغلو فيه المؤمنين .. ولا يتهمه الكفار بالكهانة والعرافة ..
 
#- وانتبه أخي الحبيب .. في الآيات التي فيها مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم بنفي معرفة الغيب عن نفسه .. فأتي بلفظ (الغيب) معرفا بالألف واللام .. للدلالة على الاستغراق والشمول بكل تفاصيل الغيب من صغيرها وكبيرها .. وما يكون وما لا يكون .. إلا بقدر ما يخبره به الوحي فقط ..!!
- والله أعلم .

*************************

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .