ج12: رسالة الغيب والعرافين والمنجمين - ما هي الشهب التي يتم رجم الشياطين بها - هل أتت أسطورة حرق الجن والشيطان بسبب حرقهم بالشهاب - كيف يظهر بريق الضوء في الشهب - أين تتم عمليه حرق الشهاب في الغلاف الجوي - ماذا أفادنا أن نعرف أن الشهب تحترق في الطبقة الثالثة من الغلاف الجوي - ما هي أنواع الشهب وظواهرها العلمية - كيف نفهم حينئذ حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن سقوط الشهاب هو رجم للشياطين - لماذا قد يسمح الله للشيطان بخطف المعلومة من السماء ثم يرجمه بالشهاب وكان من الممكن أن يعزله وينتهى الأمر - كيف للشيطان أن يعلم أنه قد يموت ثم يذهب ليخطف المعلومة من السماء - هل الجن ممكن أن يحترق بالنار وهو مخلوق من نار - هل الشهاب الذي يصيب الشياطين يحرقهم فيقتلهم أم مجرد يصيبهم دون قتل

  بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

"الغيب والعرافة والكهانة"

والفرق بين الكرامة والإهانة

 (الجزء الثاني عشر)

* فهرس:
:: الفصل الحادي عشر:: عن الشهب وعلاقتها بالشياطين ::
1- س58: ما هي الشهب التي يتم رجم الشياطين بها ؟ (هل أتت أسطورة حرق الجن والشيطان عند الرقاة بسبب حرق الشياطين بالشهاب ؟).  

2- س59: كيف يظهر بريق الضوء في الشهب ؟
3- س60: أين تتم عمليه حرق الشهاب في الغلاف الجوي ؟
4- س61: ماذا أفادنا أن نعرف أن الشهب تحترق في الطبقة الثالثة من الغلاف الجوي ؟
5- س62: ما هي أنواع الشهب وظواهرها العلمية ؟
6- س63: كيف نفهم حينئذ حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن سقوط الشهاب هو رجم للشياطين ؟

7- س64: كيف يمكن للجن أن يحترق وهو مخلوق من نار ؟ (هل الجن ممكن أن يحترق بالنار وهو مخلوق من نار؟)

8- س65: هل الشهاب الذي يصيب الشياطين يحرقهم فيقتلهم أم مجرد يصيبهم دون قتل ؟

9- س66: لماذا قد يسمح الله للشيطان بخطف المعلومة من السماء ثم يرجمه بالشهاب وكان من الممكن أن يعزله وينتهى الأمر ؟

10- س67: كيف للشيطان أن يعلم أنه قد يموت ثم يذهب ليخطف المعلومة من السماء ؟

 **********************

:: الفصل الثاني عشر ::

:: عن الشهب وعلاقتها بالشياطين ::

**************************

 

..:: س58: ما هي الشهب التي يتم رجم الشياطين بها ؟ ::..

(وهل أتت أسطورة حرق الجن والشيطان عند الرقاة بسبب حرق الشياطين بالشهاب ؟ )

 
- يقول تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ) الحجر16-18.
 
- ويقول تعالى: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) الصافات6-10.
 
#- ثانيا: ما هي الشهاب ؟
- الشِّهَابُ: الشّعلة السّاطعة من النار الموقدة، ومن العارض في الجوّ (كما ذكر ذلك الأصفهاني (المتوفى: 502هـ) في المفردات ص465) ..
 
#- توضيح وشرح تعريف الإمام الأصفهاني عن الشهب:
أ- ويقصد بالشعلة الساطعة من النار الموقدة .. مشيرا بذلك لقوله (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ) النمل7 .. أي آتيكم بشعلة مضيئة من نار ..
 
ب- ويقصد بقوله الشعلة من العارض في الجو .. مشيرا بذلك إلى قوله (وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ) الحجر17-18.
 
- والشهاب: المقصد منه حدوث مثل صاعقة للشيطان المسترق السمع .. وكأن صاروخ مباشر ينطلق نحو الشيطان ليدمره .. علما بأن الشهب ليست فقط رجما للشياطين .. وإنما قد تحدث لأسباب فلكية أخرى لا نعلمها .. ولكن من مهامها هو رجم الشياطين الذين يتنصتون على الغيب من السماء .. والله أعلم .
 
#- ولعل من مثل هذه الآيات السابق ذكرها في سورة الحجر والصافات وغير ذلك .. ظن البعض مثل الرقاة والروحانيين .. أن قتل الجن والشيطان لا يكون إلا بالحرق .. وهذا خطأ لسببين:
 
- الأول: لأن هذه وسيلة تدمير للشيطان المارد الذي يحاول سرقة أي معلومة غيبية ..!!
 
- الثاني: وهي أن الشهب ليست محرقة من ذاتها حتى يقال أن وسيلة قتل الجن هي الحرق ..!! لا .. لأنها مجرد حجارة صخرية أو حديدية .. وإذا كانت الشهب من حيث حقيقتها فهي حجارة صخرية أو حديدية مخلوطة بالنيكل أو غير ذلك .. إلا أنها تحيط بها هالة من النار عند دخولها الغلاف الجوي بالأرض ويتم تدميرها بعد ثواني بسبب سخونة هذه النار التي تفجرها .. لأنها لو وصلت إلى الأرض ستسبب لها أضرار بالغة .. وسيأتيك تفصيل ذلك إن شاء الله ..
 

**********************

 

..:: س59: كيف يظهر بريق الضوء في الشهب ؟ ::..

 
- الشهب ما هي إلا أحجار صخرية أو حديدية وقد تكون كبيرة الحجم أو صغيرة .. وهي غير مشتعلة في أصلها .. قد يحدث لها جذب ناحية الأرض لأسباب غير معلومة ولكن منها أنها قد تكون سببا لرجم الشياطين كما هي في عقيدتنا ..
 
- وكلما اقتربت هذه الصخور من الأرض ودخلت منطقة الغلاف الجوي (سماء الأرض) .. مع سرعة هذا الشهاب واحتكاكه بالهواء يتولد حرارة شديدة تظهر في صورة نارية حول هذه الحجارة مما تدمرها في نهاية الأمر وتفتتها ولا تصل إلى كوكب الأرض ..
 
 
#- في جريدة النهار المصرية تحت عنوان (أسباب سقوط الشهب والنيازك) بتاريخ 12/يونيو/2015 .. ونقلا عن أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية:
- أن الشهب والنيازك هي قطع صغيرة من الحجر أو الحديد المخلوط بالنيكل أو الزجاج أو كلاهما معًا، وتسقط على الأرض بطريقة مستمرة، وهذه الأجسام تتواجد على أحجام مختلفة يصل قطر البعض منها إلى عدة أمتار، والبعض الآخر إلى سنتيمترات.
 
- وأشار إلى أنه إذا سقط شيء من هذه الأجسام واخـترق الغـلاف الجـوي يحترق نتيجـة الاحتكاك الشـديــد، وهو يُرى كما لو كان عود ثقاب اشتعل في السماء ثم سقط على الأرض، ويسميه عامة النـاس (النجمة أم ذيـل).

#- وكشف عن أسباب اختلاف ألوان الشهب قائلا:
- منها ما يميل إلى الأصفر أو البرتقالي؛ لاحتوائه على عنصر الصوديوم أو الحديد .. أما إذا كان لون الشهاب أخضر أو أزرق أو بنفسجي فهذا يعني أنه يحتوي على عنصر الأكسجين أو الماغنيسيوم أو الكالسيوم .. أما إذا كان لون الشهاب يميل إلى الأحمر فهو دليل على احتوائه على عنصر السيليكون".
- نقلا من موقع جريدة النهار المصرية .. مختصرا في المقال.
 

************************

 

..:: س60: أين تتم عمليه حرق الشهاب في الغلاف الجوي ؟ ::.. 

- تتم عملية حرق الحجارة وتتحول لشهاب ناري أو مضيء حينما تدخل المنطقة الثالثة من منطق الغلاف الجوي والتي تبعد عن الأرض بمقدار تسعين كيلو متر .. حيث أن الغلاف الجوي يتكون من أربعة مستويات أو أربعة طبقات ..

#- يقول موقع طقس العرب في مقال بعنوان (الغلاف الجوي مما يتكون وماهي طبقاته وماهي فائدته) بتاريخ 2/أكتوبر/2020:

- ما هو الغلاف الجوي..؟

هو غلاف غير مرئي من الغازات يحيط بكوكب الأرض ، ويتكون من مجموعة غازات مجذوبة إليه بفعل الجاذبية الأرضية.

- يتكون الغلاف الجوي من عدة طبقات ولكل واحدة منها اهميتها ولعل أبرزها مايلي..
1- طبقة التروبوسفير:
وهي الطبقة الأولى للغلاف الجوي تحدث فيها معظم الاضطرابات الجوية وتتكون بداخلها السحب المؤدية إلى هطول الأمطار.
 
2- طبقة الستراتوسفير:
وهي ثاني طبقات الغلاف الجوي وتحتوي في الجزء السفلي منها على طبقة "الأوزون" ويرسل إليها بالون الطقس وتحلق بها الطائرات.
 
3- طبقة الميزوسفير:
وهي الطبقة الثالثة من طبقات الغلاف الجوي ولها أهمية كبيرة في حماية كوكب الأرض حيث تحترق بها الشُهب والنيازك القادمة من الفضاء الخارجي.
  
4- طبقة الثيرموسفير:
وهي آعلى طبقات الغلاف الجوي لها أهمية كبيرة بحيث تدور بها الأقمار الإصطناعية ومحطات الفضاء الدولية.
  
#- أهمية الغلاف الجوي..
 - يزود المخلوقات الحية بالهواء للتنفس.
- يسمح بنفاد الأشعة المرئية والأشعة تحت الحمراء وغيرها من الأشعة الحرارية والضوئية القادمة من الشمس والتي تمتصها الأرض مما يوفر الدفئ.
- يقي سطح الأرض من الأشعة الضارة كالأشعة فوق البنفسجية والتي تسبب امراض جلدية وبصرية عديدة.
- يساهم على تنظيم وتوزيع درجات الحرارة.
نقلا من موقع طقس العرب باختصار في المقال ..
 

***************************

..:: س61: ماذا أفادنا أن نعرف أن الشهب تحترق في الطبقة الثالثة من الغلاف الجوي ؟ ::..

 
- قد تتسائل أخي الحبيب .. وتقول ما علاقة طبقات الجو أن نعرفها بموضوع الشهب وعلاقتها بالشياطين ؟!!
 
-أجيبك ببساطة .. أن هذا يكشف لنا بوضوح .. أن استماع الجن للغيبيات إنما يتم في سماء الأرض والمسمى بالغلاف الجوي .. وعلى وجه التحديد في الطبقة الثالثة التي يحدث فيها احتراق للحجارة أو الحديد الذي يتحول لشهب نارية قبل أن يتفتت ..
 
- فموقع الجن من استماع الغيبيات إنما يكون في هذا المكان من جو السماء .. لأن هذا المكان هو الذي يظهر فيه الشهب .. وليس في الملكوت الأعلى كما توهم البعض من العلماء بسبب رواية الحديث الغير صحيحة التي جاء فيها أن الشياطين كانت تستمع في السماوات السبع قبل مبعث سيدنا عيسى عليه السلام ثم اكتمل المنع بعد بعثة سيدنا محمد عليه السلام ..!! وقد سبق الكلام على هذه الرواية .
 
- علما بأن الشهب الساقطة في اتجاه كوكب الأرض .. يتراوح حجمها ما بين أكثر من متر إلى ما هو أقل من سنتمتر .. كما سيأتيك بيان ذلك في السؤال التالي ..
 

*******************************

..:: س62: ما هي أنواع الشهب وظواهرها العلمية ؟ ::..

 
#- في جريدة النهار المصرية تحت عنوان (أسباب سقوط الشهب والنيازك) بتاريخ 12/يونيو/2015 .. ونقلا عن أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية:
- إن من يراقب السماء ليلًا يمكن له أن يرى في المتوسط ثمانية شهب أو أكثر في الساعة الواحدة، وغالبًا ترى الشهب كما لو كانت تخرج من مكان معين في السماء، وهو اتجاه تيار الشهب الذي يدخل جو الأرض أثناء دورانها حول الشمس، مشيرا إلى أن ما يسمى بـ"السيل الشهابي" تم اكتشافه لأول مرة في شهر نوفمبر سنة 1833، ولاحظ الناس كمية من الشهب تتساقط كالأمطار في اتجاه برج الأسد.
 
- وأكد أن هذا التيار الشهابي يتكرر كل عام في منتصف شهر نوفمبر، والتفسير العلمي لهذه الظاهرة هو أن المذنبات عندما تفقد غازاتها تقذف مـادتها أيضًا في صورة سيل من الشهب على طول مساراتها، وعندما تدخل الأرض في إحدى مسارات تلك المذنبات القديمة تظهر في السماء هذه الظاهرة المعروفة بالسيل الشهابي (أو الزخة الشهابية).
 
- وقال: "أما إذا كان الجزء الساقط على الأرض ذا حجم كبير، فلم يحترق كله في الغلاف الجوي بل وصل جزء منه إلى الأرض، سمي في هذه الحالة نيزك، وكلما زاد حجم النيزك وكتلته زادت معه حجم الخطورة التي يمكن أن يحدثها عند اصطدامه بالأرض".
 
#- متابعة الزخات (السيل) الشهابية:
- وأضاف: "إن علماء الفلك يعشقون متابعة الزخات الشهابية، كما يتابعها الكثيرون من محبي الفلك والفضاء وينتظرونها في أوقاتها من كل عام، فهي تنتج عن حطام المذنبات القديمة ومخلفاتها التي تظل باقية في مداراتها حول الشمس، فعندما تعبر الأرض إحدى مديات هذه المذنبات فإن جزءًا من هذا المخلفات يسقط باتجاه الأرض مكونًا زخات الشهب أو ما يعرف بالمطر الشهابي، وغالبًا تسمى باسم الكوكبة التي تبدو الشهب وكأنها صادرة منها".
 
- وقال: "إن الشهب قد تسقط في أي اتجاه آخر في السماء، علمًا بأن هناك إحدى عشر زخّة شهابية في العام وهي: زخة الرباعيات في يناير - وزخة القيثارة في أبريل - وزخة إيتا الدلو في مايو - وزخة دلتا الدلو في يوليو - وزخة برشاوش في أغسطس - وزخة التنين (دراكون)، وزخة الجبار في أكتوبر - وزخة الثور الجنوبية، وزخة الثور الشمالية، وزخة الأسد في نوفمبر – وأخيرًا زخة الجوزاء (التوءم) في ديسمبر".
 
- كما قال: "نجد أن شهر نوفمبر أكثر وفرة بالزخات الشهابية عن الأشهر الأخرى"، ونوه أيضًا إلى مواعيد زخات الشهب أو المطر الشهابي للاستمتاع بها، مؤكدا أنها تبدأ يومي 28 و29 يوليو، وتسمى زخة دلتا الدلو ''الدلويات''، ويومي 12 و13 أغسطس تمطر زخة "دراكون"، وفي 21 و22 أكتوبر تمطر زخة "الجبار"، ويومي 4 و5 نوفمبر تمطر زخة "الثور الجنوبية".
 
- وأضاف: أن السماء تمطر شهبا في 12 و13 نوفمبر، وتسمى زخة "الثور الشمالية"، وتمطر في 17 و18 نوفمبر زخة الأسد، وتسمى زخة "الأسديات"، وتنتهي بمطر شهر ديسمبر في 13 و14 ديسمبر، بزخة "الجوزاء" التي تسمى بـ "التوءميات".
 
#- أشهر الزَّخات :
- وأشار إلى أن أشهر الزخات الشهابية المتداولة بين الهواة، فيطلقون عليها اسم الكوكبة تفصيلا، وهي "الجباريات - الأسديات - الثوريات، إلى آخره".
 
- كما لفت أستاذ الفلك، إلى أن الشهب تنقسم إلى نوعين:
- النوع الأول الشهب الفردية، وهي تظهر بشكل عشوائي في السماء ليلا ولا يمكن التنبؤ بها، وعددها لا يزيد عن 15 شهابا في الساعة.
- والنوع الثاني الزخة الشهابية، وهي تحدث في مواعيد معينة خلال العام وفي نفس المواعيد تقريبًا، وتحدث عندما تدخل الأرض إحدى مديات المذنبات القديمة؛ حيث يسقط عليها غبار ورماد هذه المذنبات وتظهر في صورة أمطار شهابية قد يصل عددها إلى 200 شهاب في الساعة، وتسمى الزخة الشهابية عاصفةً إذا زاد عدد الشهب بها عن 1000 شهاب في الساعة.
 
#- كما أكد أن عدم رؤية الشهب في السماء ..
- يرجع إلى تلوث الغلاف الجوي بالغبار والأتربة العالقة بالجو، أو التلوث الضوئي وهو إضاءة المدن بوفرة، والسحب وبخار المياه الذي يؤدي إلى الشبورة المائية، ونصح بالذهاب إلى الأماكن الهادئة مثل الريف المصري وتسلق الأماكن العالية حتى يمكن للمواطنين الاستمتاع برؤية المطر الشهابي في مواعيده طوال العام.
- نقلا من موقع جريدة النهار المصرية .. مختصرا في المقال.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- ما فائدة نقل كل ما سبق بيانه في المقال السابق ؟
1- هو أن تفهم أن هناك أنواع من الشهب متكرر على مدار العام وبكميات كثيرة .. وهذا فقط ما استطاع العلماء معرفته .. وتكرار حدوث ظاهرة معينة في توقيت معين .. يجعل العقل يستبعد أن يكون هذا التكرار له علاقة برجم الشياطين .. إذ أنه ليس بمصادفة فلكية تحدث على غير عادة .. وإنما هو عادة متكررة ومرصودة ..!!
 
- فيتبين لنا مما سبق .. أن كل ما تراه شهابا ساقط من السماء ليس بالضرورة أن يكون رجما لشيطان وإنما قد يكون بسبب حدث في فلك السماء يترتب عليه سقوط هذه النيازك .. خاصة ما فيه من فترات معلومة للعلماء ..
 
2- ولكن هناك نوع من الشهب يحدث ليلا وهو غير معلوم سببه ولا توقيت له .. وإنما يحدث مفاجأة .. وهو ما يسمى بالشهاب الفردي .. (وانتبه جدا لهذا النوع الذي ذكره صاحب المقال السابق) .. لأنه مرتبط بكلامنا في السؤال التالي ..
 

******************************

 

..:: س63: كيف نفهم حينئذ حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن سقوط الشهاب هو رجم للشياطين ؟ ::..

 
- جاء في الحديث عن عبد الله بن عباس قال: (أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِن أَصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مِنَ الأنْصَارِ، أنَّهُمْ بيْنَما هُمْ جُلُوسٌ لَيْلَةً مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ رُمِيَ بنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ، فَقالَ لهمْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَاذَا كُنْتُمْ تَقُولونَ في الجَاهِلِيَّةِ، إذَا رُمِيَ بمِثْلِ هذا؟ قالوا: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ، كُنَّا نَقُولُ وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ، وَمَاتَ رَجُلٌ عَظِيمٌ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فإنَّهَا لا يُرْمَى بهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى اسْمُهُ، إذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ العَرْشِ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هذِه السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ قالَ: الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ العَرْشِ لِحَمَلَةِ العَرْشِ: مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ؟ فيُخْبِرُونَهُمْ مَاذَا قالَ: قالَ فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَوَاتِ بَعْضًا، حتَّى يَبْلُغَ الخَبَرُ هذِه السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَتَخْطَفُ الجِنُّ السَّمْعَ فَيَقْذِفُونَ إلى أَوْلِيَائِهِمْ، وَيُرْمَوْنَ به، فَما جَاؤُوا به علَى وَجْهِهِ فَهو حَقٌّ، وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فيه وَيَزِيدُونَ) صحيح مسلم.
 
#- وإذا كنا قد عرفنا أن هناك نوعين من الشهب .. منه ما هو شهب جماعية معلوم وقت حدوثها .. ومنها ما هو شهب فردية مجهول حدوثها لأنها تحدث فجأة ..
 
- فبالتالي الذي نفهمه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. أن النوع الفردي هو الذي يتكلم عنه الحديث النبوي .. وهو الشهاب المجهول توقيته والغير معلوم سببه ويحدث فجأة في الليل ..
 
- وسبب كل ما ذكرته لك أخي الحبيب عن الشهب وما يتعلق بها من معرفة .. هو أني وجدت البعض يسخر من الأحاديث وخاصة الحديث السابق .. ويقول بأن العلم يقول بكذا وكذا .. إلا أن هذا الأعمى قلبه وعقله .. لم ينتبه إلى أن هناك ظاهرة شهب لا يعلم العلماء مصدرها ولا لماذا تحدث .. وهو ما يسمى بالشهب الفردية ..
 
- ولعلي أجد أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم السابق ذكره فيه إعجاز نبوي .. لأنه أثبت الظاهرة الفردية للشهب وأخبرنا أنها عن سبب غيبي وهو رجم الشيطان المارد الذي يتجرأ على سماع أخبار الغيب من السماء .. والله أعلم .
 

***************************

 ..:: س64: كيف يمكن للجن أن يحترق وهو مخلوق من نار ؟ ::..

(هل الجن ممكن أن يحترق بالنار وهو مخلوق من نار؟)

 
- من الأمور التي تخطر ببالك أخي الحبيب كسؤال فرعي يتعلق بإمكانية حرق الجن بصفة عامة كالإنسان الذي قد يصيبه الحرق .. وهذا السؤال هو: هل الجن ممكن أن يحترق بالنار وهو مخلوق من نار ؟ أو كيف يحترق الجن وهو مخلوق من نار ؟
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- مسألة حرق الجن بصفة عامة في عالمهم .. ممكن أن تحدث .. وذلك مثلما يحترق أي إنسي بسبب وجود نار مسكت فيه وتمكنت منه ..
 
- فهناك فرق بين أن يكون الجن مخلوق من مادة النار .. وبين أن تكون هيئته من نار ..!! فالجن مخلوق من نار ولكن هيئته ليست جسد ناري مشتعل .. لا .. وإنما يدخل في تكوين هيئته من عناصر النار ..
 
- كما أن الإنسان تكوين عناصره من تربة الأرض .. ولكن مع ذلك لو ضربته بحجر ممكن أن تقتله لأنه ليس تراب مخلوط بماء فصار طين ثم فخار .. وإنما هذه أصل خلقتك أو العناصر التي تكون منها مادتك أو هيئتك البشرية الأولى وهي آدم عليه السلام .. ولكن أنت لحم ودم وعظم وأعصاب وهذه هي هيئتك الآن وفيها عناصر من تربة الأرض ..
 
- فالجن من الممكن أن يحترق بسبب النار مثله مثل الإنسان تماما .. وأبسط دليل على ذلك .. هو أن المُصر منهما على عصيانه لله أو الكافر به جل شأنه .. فكلاهما مصيره إلى نار جهنم .. يقول تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) الأعراف179. 
 
- ملحوظة: هذا السؤال وإجابته نقلا من رسالة (رسالة الخرافة والبهتان في استحضار واستنطاق وحرق وقتل الجن والشيطان بالقرآن) .. فارجع إليها للمزيد من المعرفة ..
 

****************************

..:: س65: هل الشهاب الذي يصيب الشياطين يحرقهم فيقتلهم أم مجرد يصيبهم دون قتل ؟ ::..

 
#- اختلفت الآراء حول ما يترتب على إصابة الشياطان المارد بالشهب ..
1- فمن الصحابة كابن عباس قد قال أنه لا يتم قتله وإنما إصابته فيحترق أو يجرحه أو يخبله .. ويسقط على الأرض بما لا قدرة له على الصعود مرة أخرى للسماء ..
 
2- ومن التابعين كالحسن البصري من قال بل يتم قتله حرقا بما لا عودة له مرة أخرى للحياة ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- والذي أحسبه هو أن الشهاب يقتل الشيطان المارد .. بدلالة وصف الشهاب بكون ثاقب .. أي يخترق من يصيبه .. وهذا الإختراق فيه دلالة ظاهرة على القتل وإلا فما فائدة أن يصفه الله بأنه ثاقب .. إلا أنه قد لا يموت فورا .. ولكنه سيموت متأثرا بهذه الإصابة التي حدثت له ..
 
- ولعل سبب قول بن عباس بأن الشهاب لا يقتل بأنه فسر كلمة (ثاقب) بالمضيء الحارق بضوئه .. وهذا أحد قولي التفسير لكلمة ثاقب .. إلا أن القول الأول في الثقب هو الأرجح .. والله أعلم ..
 
- وحتى لو كان معنى الثاقب بانه المضيء الحارق بضوئه .. فكيف عرف أنه لا يقتل الشيطان هذا الحرق ..؟!! فهذا مجرد ظن منه رحمه الله ..
 
- وفي كل الأحوال .. هذه الآراء هي اجتهادات ظنية .. ولا يوجد دلالة قطعية تؤكد ما هي نهاية الشيطان الذي أصابه الشهاب الثاقب .. ولكن المؤكد فقط هو أن الشهاب يدرك الشيطان فيصيبه فعلا .. ولكن هل اصابة ترتب عليها القتل أم مجرد إصابة بلا موت .. فالله أعلم .

 ****************************

..:: س66: لماذا قد يسمح الله للشيطان بخطف المعلومة من السماء ثم يرجمه بالشهاب وكان من الممكن أن يعزله وينتهى الأمر ؟ ::..

 
- قد يخطر ببالك سؤال أخي الحبيب حينما تقرأ قوله تعالى: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) الصافات6-10.
 
- فتسأل نفسك قائلا: لماذا الله قد سمح لبعض الشياطين أن يخطف شيئا من السماء ثم يتبع ذلك عقابا له ..؟!! ما كان منعه من البداية وعزله عن السمع وانتهت المسألة كما فعل مع عزلهم ومنعهم عن سماع الوحي الإلهي للأنبياء والرسل ؟!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- الإجابة على هذا السؤال تتوقف على الرأي الذي تختاره من حيث هذا السؤال: هل خطف المعلومة مستمر أم انقطع ولم يعد له وجود ؟ وبالتالي على حسب اختيارك للجواب يكن الرد والتفهيم على حسب الرأي الذي اخترته .. وإليك بيان ذلك ..
 
- أولا: بالنسبة للرأي القائل بأن خطف المعلومة لا يصل لأهل الأرض .. فيكون الإجابة منهم كما يلي:
أما بالنسبة للرأي القائل بأن الخطفة التي يخطفها الجن لا تصل لأهل الأرض .. فقالوا: أن الله أراد إذلال الجن .. حيث جعله طامعا بخطف معلومة .. ثم سلبه ما خطفه وذلك حسرة له .. مع مزيد من الإهانة له بإصابته حرقا بما يفسد قوته أو يقتله أو يخبله ..
- ومثال ذلك .. كالذي ترمي له حبل نجاة ثم ما أن يمسكه فيفرح .. ثم تقطعه له لتصيبه بيأس بالغ أكثر مما لو كان بدون هذا الحبل ..
- والله أعلم .
 
- ثانيا: بالنسبة للرأي القائل بأن خطف المعلومة قد يصل لأهل الأرض .. فيكون الإجابة كما يلي:
1- لأن الله تركه يخطف معلومة حتى قد يصل منها شيء للروحانيين الكهان فيكون فيها فتنة لبعض أهل الأرض .. وإلا ما كان سمح الله له أن يخطف شيء من أساسه .. ولكنه سمح له بذلك كجزء من الإبتلاء لأهل الأرض ..
 
2- أما عن قتله أو حرقه أو إصابته .. فهذا للدلالة على كمال القدرة الإلهية وأنه محيط بكل شيء ولا يغيب عنه شيء .. كما يقول تعالى: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا) النساء126 ..، وكما في قوله تعالى: (عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) سبأ3 .
 
- ودليل أن الخطفة قد تصل وقد لا تصل .. هو ما جاء في الحديث التالي برواية أبو هريرة .. التي جاء فيها: (إذا قَضَى اللَّهُ الأمْرَ في السَّماءِ، ضَرَبَتِ المَلائِكَةُ بأَجْنِحَتِها خُضْعانًا لِقَوْلِهِ، كَأنَّهُ سِلْسِلَةٌ علَى صَفْوانٍ، فإذا فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ قالوا: ماذا قالَ رَبُّكُمْ؟ قالُوا لِلَّذِي قالَ: الحَقَّ، وهو العَلِيُّ الكَبِيرُ، فَيَسْمَعُها مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، ومُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ - ووَصَفَ سُفْيانُ بكَفِّهِ فَحَرَفَها، وبَدَّدَ بيْنَ أصابِعِهِ - فَيَسْمَعُ الكَلِمَةَ فيُلْقِيها إلى مَن تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيها الآخَرُ إلى مَن تَحْتَهُ، حتَّى يُلْقِيَها علَى لِسانِ السَّاحِرِ أوِ الكاهِنِ، فَرُبَّما أدْرَكَ الشِّهابُ قَبْلَ أنْ يُلْقِيَها، ورُبَّما ألْقاها قَبْلَ أنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ معها مِئَةَ كَذْبَةٍ، فيُقالُ: أليسَ قدْ قالَ لنا يَومَ كَذا وكَذا: كَذا وكَذا، فيُصَدَّقُ بتِلْكَ الكَلِمَةِ الَّتي سَمِعَ مِنَ السَّماءِ) صحيح البخاري.
 
#- من معاني الحديث السابق:
- قوله (ضَرَبَتِ المَلائِكَةُ بأَجْنِحَتِها خُضْعانًا لِقَوْلِهِ): أي تضرب الملائكة بأجنحتها وقوفا وخضوعا لله .. وهذا الكلام كناية عن شدة إنصات الملائكة لما يوحي به الله إليها ..
- ولعل الضرب يقصد به حركة أجنحتها بضمها إلى جنبها أدبا وخضوعا وقت حدوث قول الله لهم .. والله أعلم ..
- وفي الحديث دلالة على أن للملائكة أجنحة ..
 
- قوله (كَأنَّهُ سِلْسِلَةٌ علَى صَفْوانٍ): أي كأن كلام الله له صوت يشبه صوت السلسلة التي تسقط على الحجر الأملس .. وهو شبيه بما يحدث في الوحي كما كان النبي سمع صلصة الجرس ..
 
- قوله (فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ): أي تم إزالة هذا الفزع عنهم بعد سماع الوحي .. وهذا الفزع يحدث نتيجة قوة الصوت التي لا يتحملها البعض من الملائكة حتى أنهم لا يعلمون شيئا مما قاله الله لغلبة الفزع عليهم – والله أعلم .
 
- قوله (قالوا: ماذا قالَ رَبُّكُمْ؟ قالُوا لِلَّذِي قالَ: الحَقَّ): أي قال بعض الملائكة لمن هم اعلى منهم في الرتبة ماذا أراد الله ؟ فيقول أهل الرتبة العليا من الملائكة أن الله قال الحق يأمرنا به .. وهو يأمر بتنفيذ كذا وكذا .. ودليل ما سبق هو ما جاء في رواية بن مسعود حيث قال: (إذا تكلَّمَ اللهُ بالوحيِ سمِعَ أهلُ السَّماءِ الدُّنيا صلصلةً كجرِّ السِّلسلةِ على الصَّفا ، فيُصعَقونَ ، فلا يزالونَ كذلكَ حتَّى يأتيَهُم جبريلُ ، حتَّى إذا جاءَهُم جبريلُ ، فُزِّعَ عَن قلوبِهِم فيقولونَ : يا جبريلُ ماذا قالَ ربُّكَ ؟ فيقولُ الحقَّ ، فيقولونَ : الحقَّ الحقَّ) صحيح أبي داود .
 
- قوله (فَرُبَّما أدْرَكَ الشِّهابُ قَبْلَ أنْ يُلْقِيَها، ورُبَّما ألْقاها قَبْلَ أنْ يُدْرِكَهُ): فيه دلالة على أن الكلمة المخطوفة قد تصل لأهل الأرض وقد لا تصل .. وذلك حسب حكمة الله ومراده إن كان يريد ذلك أم لا ..
 
- قوله (وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ): فيه دلالة على أن الشهاب سيدركه لا محاله وسيصيبه بكل تأكيد ..سواء كان من قدر الله أن يلقى الكلمة المسروقة أم لا ..!!
 
- والله أعلم في كل ما سبق .. حيث حاولت أبصر سبب ميول العلماء لآرائهم وحكمة اختيارهم لما يميلون إليه .. وأرجو من الله أن أكون وفقت في ذلك .. وإن كنت أميل إلى الرأي القائل بأن الخطف لازال موجودا بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم بدلالة الحديث السابق .. والله أعلم .
 

************************

 

..:: س67: كيف للشيطان أن يعلم أنه قد يموت ثم يذهب ليخطف المعلومة من السماء ؟ ::..

 
- قد يستغرب العقل من فعل الشياطين .. فيقول لو كان الشياطين لازالوا يستمعون لخبر السماء بين الحين والآخر (كما يظن ذلك بعض من العلماء): فكيف للشياطين ترى أن ما يحدث لها من صعق وقتل .. ثم يحاولون مرارا وتكرارا في اختطاف المعلومات من السماء ؟!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- الله قد أجاب عن ذلك ولكن البعض لم ينتبه .. حيث قال تعالى: ((إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) الصافات6-10.
 
- فالله قد وصف أن الذي يفعل ذلك فهو ليس شيطان مطرود من رحمة الله فقط .. لا .. وإنما شيطان فاق طائفته في الفجر والتمرد والطغيان والشر حتى أصبح التحدي لله هو هوايته .. فهو جريء على الله .. ولذلك لا نستغرب أن يحدث ذلك ..
 
- والمارد المستمع للمعلومة هو الذي يصاب بالشهاب دون غيره من الشياطين الذين ينقلونها لمن بعدهم حتى تصل للكاهن أو الساحر أو المنجم .. مهما كان وصف هذا الشخص ..!! لأن المستمع للمعلومة هو الجريء على تحدي الله ..  
 
2- لو كان أهل المعصية يمتنعون عن فعل معاصيهم لمجرد علمهم بالعقوبة .. لكانوا امتنعوا .. ولكن هذا لا يحدث لأن كل واحد يظن في نفسه ان له القدرة على أن يفعل فعلته وينجو دون عقاب .. لأنه يظن في نفسه التميز عن غيره وله قدرة ليست لغيره .. وهكذا في كل زمان ومكان .. يعلم الشخص عواقب ما سيفعله ولكن غروره وجبروته وأنانيته يزينون له في نفسه أن له قدرة لا يستطيع أن يقهرها أحد ..!!

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .