ج14: رسالة الغيب والعرافين والمنجمين - متى بدأ الجن والشياطين في سماع الغيبيات من السماء ومتى توقفوا- هل كان يوجد استراق للسمع من غيبيات السماء قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم - هل كان الشياطين قبل بعثة النبي يستمعون للغيبيات من الملكوت الأعلى في السماء التي يسكنها الملائكة - هل يوجد رأي تفسيري يمنع سماع ومعرفة الجن لشيء من الغيب ويمنعه منعا مطلقا حتى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.

    بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

"الغيب والعرافة والكهانة"

والفرق بين الكرامة والإهانة

 (الجزء الرابع عشر)

* فهرس:

:: الفصل الرابع عشر:: عن سماع الجن والشيطان من غيبيات السماء قبل البعثة النبوية ::

1- س76: متى بدأ الجن والشياطين في سماع الغيبيات من السماء ومتى توقفوا ؟

2- س77: هل كان يوجد استراق للسمع من غيبيات السماء قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ؟  

3- س78: هل كان الشياطين قبل بعثة النبي يستمعون للغيبيات من الملكوت الأعلى في السماء التي يسكنها الملائكة ؟

4- س79: هل يوجد رأي تفسيري يمنع سماع ومعرفة الجن لشيء من الغيب ويمنعه منعا مطلقا حتى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ؟

********************

:: الفصل الرابع عشر ::

:: عن سماع الجن والشيطان من غيبيات السماء قبل البعثة النبوية ::

*********************

 

..:: س76: متى بدأ الجن والشياطين في سماع الغيبيات من السماء ومتى توقفوا ؟ ::..

- الجن والشياطين لهم مراحل وحدود في السماع من غيب السماء .. سواء قبل البعثة النبوية أو أثنائها أو بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم .. فكانوا يستمعون لشيء من غيب السماء قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .. ولم يستمعوا في زمن النبي .. أما بعد زمنه فالعلماء في ذلك مختلفين ..

 

1- قبل البعثة النبوية ..

-  كانوا يستمعون من الغيب ما شاء الله لهم أن يسمعوا ليفتنوا به أهل الأرض .. ودليل ذلك قوله تعالى عن خبر الجن حينما قالوا: (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا) الجن9.

 

- فقوله (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ): دليل على تمكنهم وتمركزهم في أماكن يسمعون منها المعلومات الغيبية .. بل ودليل على علم الله بذلك وعدم منعهم من هذا الفعل ..

 

2- أثناء البعثة النبوية ..

- كانوا لا يسمعون شيئا من الوحي الإلهي ولا غير ذلك من غيبيات أهل الأرض إلا بقدر الخطفة للمعلومة .. لأنه لم يعد لهم مقاعد للسمع في السماء .. ودليل ذلك: (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا) الجن9.

 

- فقوله (فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا): دليل على وجود عقاب فوري لمن يحاول أن يستمع .. وذلك بعد ظهور النبي صلى الله عليه وسلم .

- ليس هذا فحسب ولكن كانوا معزولين تماما عن السمع فيما يتعلق بالوحي القرآني لقوله تعالى: (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ) الشعراء210-212.

- ولكن من يحاول التسمع لغيب السماء ويسترق السمع فيخطف منه شيئا - في زمن النبي صلى الله عليه وسلم - يقول تعالى: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) الصافات6-10.. والخطف إنما يكون لمعلومة غير وحي الأنبياء والرسل لأن هذا علم هم عنه معزولون .

  

3- الحالة الثالثة: بعد البعثة النبوية .. وانتقاله لجوار ربه ..

- اختلف في ذلك العلماء فمنهم من قال بانتهاء سماع الشياطين للغيبيات وانتهت الكهانة .. ومنهم من قال يسمعون من باب الاستراق والخطف ..

- وسيأتي شرح وبيان كل ما سبق تفصيليا في الأسئلة القادمة .. إن شاء الله تعالى ..

 

- وانتبه في الأسئلة القادمة .. في أي زمن نتكلم .. هل قبل البعثة النبوية .. أم أثناء البعثة النبوية .. أم بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم ..

 

************************

  

(قبل البعثة النبوية – وفيما يتعلق بسماع الغيبيات)

..:: س77: هل كان يوجد سماع لغيبيات السماء قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ::..

 
- قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .. حيث لم يكن موجود نبي و رسول .. وهي الفترة بين سيدنا عيسى عليه السلام وبين نبينا عليه الصلاة السلام .. وهي ما يقرب من ستمائة عام ..
 
- فكان يوجد حراسة عامة في السماء ولا يستمع الشياطين إلا بقدر ما يسمح به القدر لهم بسماعه وذلك فتنة لأهل الأرض الذين يصدقون الكهنة .. ولذلك في هذا التوقيت قبل زمن بعثة النبي لم يمتنع عنهم الإستماع إلى غيبيات من أمور الحياة العامة بين الناس أو أحداث الحياة العامة مثل معرفة حدوث حرب بين طائفتين أو موت رئيس أو ملك في منطقة معينة .. أو ما شابه ذلك ..
 
#- أولا: الدليل من القرآن على أنه كان من الممكن الاستماع لأخبار السماء قبل البعثة النبوية:
1- يقول تعالى يخبرنا عن قول الجن عند ظهور بعثة النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالوا: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا) الجن8-9.
 
#- وفي هذه الآية بعض الإشارات التي ننتبه لها – والله أعلم- :
أ- قولهم: (كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ): فيه دلالة واضحة على أن هذا كان يحدث قبل إعلان ظهور النبي صلى الله عليه وسلم بأنه نبي ورسول الله .. فكانوا يأخذون لهم مقاعد أي مراكز معينة في السماء يستمعون منها .. والله يعلم بذلك وتركهم يخطفون من المعلومات ما يسمح به جل شأنه وذلك حتى يكونوا فتنة للكهان الذين يفتنون الناس بكهانتهم .
 
ب- وقوله (نقعد - مقاعد) .. فيه دلالة استقرار وتمكن .. وفي ذلك وضوح أنهم كان يجلسون في هذه الأماكن بلا أي مضايقه من الملائكة أو من الشهب ..!!
 
ج- وقولهم (فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا): فيه دلالة على أن الإستماع لخبر السماء قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث .. ولذلك استغربوا الجن والشياطين حينما وجدوا مثل هذا التأمين الغير مسبوق في السماء من كل جانب بالحراسة المشددة والشهب المترصدة لمن يحاول السمع ؟!!

2- قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ) الحجر16-18.
 
- فقوله (استرق السمع) دليل على إمكانية حدوثه ولو لم يحدث فلما يتبعه شهاب مبين .. ؟!! وحدوث ذلك الاستراق إنما يحدث من قبل زمن النبي صلى الله عليه وسلم لأن حفظ السماء من قبل زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. بدلالة قوله (وَحَفِظْنَاهَا) أتى بالفعل الماضي للدلالة على أن حال السماء هو الحفظ من الأزل إلى الأبد ...

3- قوله تعالى: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) الصافات6-10.
 
- فقوله (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ) دليل على إمكانية خطف المعلومة .. وإلا فلماذا يتبعه شهاب ثاقب ؟!! وحدوث ذلك إنما كان يحدث من قبل زمن النبي صلى الله عليه وسلم لأن حفظ السماء من قبل زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. بدلالة قوله (وَحِفْظًا) أتى بالإسم هنا للدلالة على تمكن هذا الفعل في السماء منذ ان خلقها جل شأنه .

#- ثانيا: والدليل من روايات الحديث أنه كان يحدث استماع لغيبيات السماء قبل البعثة النبوية ولم يكن يوجد رمي بالشهب .. هو ما جاء في رواية الحديث:
- عن عبد الله بن عباس قال: (انْطَلَقَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في طَائِفَةٍ مِن أصْحَابِهِ عَامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظٍ، وقدْ حِيلَ بيْنَ الشَّيَاطِينِ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وأُرْسِلَتْ عليهمُ الشُّهُبُ، فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إلى قَوْمِهِمْ، فَقالوا: ما لَكُمْ؟ فَقالوا: حِيلَ بيْنَنَا وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ، قالوا: ما حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إلَّا شيءٌ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأرْضِ ومَغَارِبَهَا، فَانْظُرُوا ما هذا الذي حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بنَخْلَةَ عَامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظٍ، وهو يُصَلِّي بأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا القُرْآنَ اسْتَمَعُوا له، فَقالوا: هذا واللَّهِ الذي حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إلى قَوْمِهِمْ، وقالوا: يا قَوْمَنَا: {إنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، يَهْدِي إلى الرُّشْدِ، فَآمَنَّا به ولَنْ نُشْرِكَ برَبِّنَا أحَدًا} [الجن: 2]، فأنْزَلَ اللَّهُ علَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {قُلْ أُوحِيَ إلَيَّ أنَّه اسْتَمع نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ} [الجن: 1] .. وإنَّما أُوحِيَ إلَيْهِ قَوْلُ الجِنِّ) صحيح البخاري ..
 
- قولهم (حِيلَ بيْنَنَا وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ): فيه دلالة أنه كان يتم الاستماع لخبر السماء من الغيبيات قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .. واستغراب من الجن لما يحدث وكأنه لم يكن يحدث تأمين السماء من كل جانب بالشهب بهذا الشكل منذ زمن عيسى عليه السلام ..!! والله أعلم .
 
2- جاء في رواية الحديث التي رواها أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قَضَى اللَّهُ الأمْرَ في السَّماءِ، ضَرَبَتِ المَلائِكَةُ بأَجْنِحَتِها خُضْعانًا لِقَوْلِهِ، كَأنَّهُ سِلْسِلَةٌ علَى صَفْوانٍ، فإذا فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ قالوا: ماذا قالَ رَبُّكُمْ؟ قالُوا لِلَّذِي قالَ: الحَقَّ، وهو العَلِيُّ الكَبِيرُ، فَيَسْمَعُها مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، ومُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ - ووَصَفَ سُفْيانُ بكَفِّهِ فَحَرَفَها، وبَدَّدَ بيْنَ أصابِعِهِ - فَيَسْمَعُ الكَلِمَةَ فيُلْقِيها إلى مَن تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيها الآخَرُ إلى مَن تَحْتَهُ، حتَّى يُلْقِيَها علَى لِسانِ السَّاحِرِ أوِ الكاهِنِ، فَرُبَّما أدْرَكَ الشِّهابُ قَبْلَ أنْ يُلْقِيَها، ورُبَّما ألْقاها قَبْلَ أنْ يُدْرِكَهُ .. فَيَكْذِبُ معها مِئَةَ كَذْبَةٍ، فيُقالُ: أليسَ قدْ قالَ لنا يَومَ كَذا وكَذا: كَذا وكَذا، فيُصَدَّقُ بتِلْكَ الكَلِمَةِ الَّتي سَمِعَ مِنَ السَّماءِ) صحيح البخاري.
 
- فقوله (إذا قَضَى اللَّهُ الأمْرَ في السَّماءِ): هذا قول عام في مطلق الأزمنة سواء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أو في زمنه أو بعد زمنه صلى الله عليه وسلم .
 

*****************************

(قبل البعثة النبوية – وفيما يتعلق بسماع الغيبيات)

..:: س78: هل كان الشياطين قبل بعثة النبي يستمعون للغيبيات من الملكوت الأعلى في السماء التي يسكنها الملائكة ؟ ::..

 

- من الأمور التي تكلم فيها بعض العلماء .. أن الاستماع قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كان من خلال الجلوس في السماوات العلا التي يسكنها الملائكة .. ثم بعد البعثة النبوية تم طردهم منها ..!!

 

#- ولعل سبب قولهم هذا استنادا إلى الرواية التالية : 

- وهي رواية تم ذكرها في بعض التفاسير .. كتفسير أبي الليث السمرقندي (المتوفى: 373هـ) .. حيث ذكر رواية عن بن عباس قال: (إن أهل الجاهلية من الكهنة قالوا: لا يكون كاهن إلا ومعه تابع من الجن، فينطلق الشياطين الذين كانوا مع الكهنة، فيقعدون من السماء مقاعد السمع، ويستمعون إلى ما هو كائن في الأرض من الملائكة، فينزلون به على كهنتهم فيقولون: إنه قد كان كذا وكذا من الأمر، فتفشيه كهنتهم إلى الناس، فيتكلمون به قبل أن ينزل على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فإِذا تكلم به النبي صلّى الله عليه وسلّم قالوا: قد علمنا قبله وكانت الشياطين لا تحجب عن الاستماع في السموات حتى بعث عيسى ابن مريم، فمنعوا من ثلاث سماوات، وكانوا يصعدون في أربع سماوات، فلما بعث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، منعوا من السموات السبع، وكان الشيطان المارد منهم يصعد، ويكون آخر أسفل منه، فإذا استمع قال للذي أسفل منه: قد كان من الأمر كذا وكذا، فيهرب الأسفل، ويرمي الذي استمع بالشهاب، ويأتي الأسفل بالأمر الذي سمع إلى كهنتهم، فذلك قوله: إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ) رواه أبو الليث السمرقندي في تفسيره والرازي والقرطبي والواحدي والخازن وغيرهم بدون سند ..!!

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذه رواية لم أجد لها سند ولا أعرف من أخرجها .. وفي ظاهرها البطلان .. لأسباب منها:
1- ظهر في الحديث أن الشياطين كانوا يستمعون لوحي الأنبياء والرسل .. وهذا باطل بنص القرآن .. لأنهم عن سماع الوحي معزولون (إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ) الشعراء210 .. فكيف كان الشياطين يستمعون لوحي الأنبياء ويلقون به للكهنة وهم أصلا عن سماع الوحي معزولون ؟!! هذا بخلاف أنه من الغيب الممتنع معرفته ولا يطلع عليه أحد إلا النبي والرسول ..!!

 
2- ولو كان الشياطين يستمعون للوحي فعلا ويلقون به للكهان .. فكيف حينئذ يميز الإنسان بين النبي والكاهن إذا كان الجميع تساوى في معرفة الوحي ؟!! وهذا أيضا كلام مخالف للقرآن لقوله تعالى: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ) القلم35 ..
 
3- ولأن استماع الشياطين إنما يكون من حيز السماء الدنيا وليس من حيث الملكوت الأعلى .. فما جاء في الرواية من منعهم من الاستماع في أربع سموات عند بعثة عيسى عليه السلام .. فهذا معناه دخولهم الملكوت الأعلى واستقرارهم فيه .. وهذا محال لأنه لا يدخله إلا الأطهار .. والشياطين عالم نجس لا يدخلوه .. هذا بخلاف أنهم مطرودون عن السكن فيها كما هو حال إبليس مطرود من الملكوت الأعلى .. فكيف يقال أنهم كانت لهم مقاعد للسمع في السماوات العلي التي هي الملكوت الأعلى ؟!!
 
4- بل أن هذه الرواية التي لا سند لها هي أيضا مخالفة للروايات الصحيحة .. التي جاء فيها عن عبد الله بن عباس قال: (رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى اسْمُهُ، إذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ العَرْشِ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هذِه السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ قالَ: الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ العَرْشِ لِحَمَلَةِ العَرْشِ: مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ؟ فيُخْبِرُونَهُمْ مَاذَا قالَ: قالَ فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَوَاتِ بَعْضًا، حتَّى يَبْلُغَ الخَبَرُ هذِه السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَتَخْطَفُ الجِنُّ السَّمْعَ فَيَقْذِفُونَ إلى أَوْلِيَائِهِمْ، وَيُرْمَوْنَ به، فَما جَاؤُوا به علَى وَجْهِهِ فَهو حَقٌّ، وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فيه وَيَزِيدُونَ) صحيح مسلم.
 
- فتأمل قوله (حتَّى يَبْلُغَ الخَبَرُ هذِه السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَتَخْطَفُ الجِنُّ السَّمْعَ): فيه دلالة أن الخطف لا يكون إلا في السماء الدنيا .. فانتبه .
 
5- ولو نظرنا في بعض الآيات كقوله تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ) الحجر17 .. ويقول تعالى: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ) الصافات6-7 .. ويقول تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ) الملك5 ..
 
- فإذا كانت السماء الدنيا المزينة بالكواكب والنجوم محفوظة من الشياطين بل وجعل الله فيها من الشهب ما هو رجوما للشياطين .. أتكون السماء العلوية المسكونة بالملائكة الأطهار هي مرتع لتكون مقاعد لسمع الشياطين في السبع سماوات .. حتى مبعث عيسى عليه السلام فتم منعهم من ثلاث سموات ..؟
- ثم كيف يعقل أن يقال أنه ظل الشياطين لهم مقاعد للسمع في أربعة سماوات علوية طوال ستمائة سنة وهي الفترة ما بين سيدنا عيسى وسيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام .. ثم بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم تم منعهم من الإستماع من السماوات العلا ..!! وعلى هذا فكانت للشياطين لها مقاعد في أربع سماوات علوية طوال فترة ما قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ..!! فكيف يعقل ذلك ؟!!
- بل لا يمكن للعقل إلا أن يقول ببطلان هذه الرواية من أساسه .. لثلاث أسباب رئيسية:
1- لا سند لها لمعرفة صحتها من ضعفها ..!!
2- ومخالفتها للروايات الصحيحة في الأحاديث ..
3- بل ومخلفتها للقرآن الذي أثبت طرد الشيطان من الملكوت الأعلى .. فكيف للشياطين أن تجلس فيها حينئذ .. وكيف يستمعون لوحي الأنبياء وهم عنه معزولون تماما ..!!
- والله أعلم ..
 

*****************************

 

(قبل البعثة النبوية – وفيما يتعلق بسماع الغيبيات)

..:: س79: هل يوجد رأي تفسيري يمنع سماع ومعرفة الجن لشيء من الغيب ويمنعه منعا مطلقا حتى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ::..

 

- يوجد رأي مخالف لما تم بيانه في السؤال السابق .. من حيث أن الجن والشياطين كانوا يسمعون من السماء قبل بعثة النبي صلى اله عليه وسلم ..!!

 

- فهذا الرأي المخالف يقول: بأن السماء محفوظة من الجن والشياطين في كل زمان سواء قبل البعثة أو أثناء البعثة أو بعد البعثة النبوية .. ودليل ذلك قوله تعالى: (إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ) الشعراء 212 .. ولقوله تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ) الحجر16-17..، ولقوله تعالى: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ) الصافات6-7..

 

- ولا يعلمون الغيب .. بدليل قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) الجن26-27.. وهذا النفي في الآية كافي لمنع أي أحد من معرفة الغيب في أي وقت من الأوقات إلا للأنبياء والرسل وفقط .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هذا الرأي فيه جانب من الصحة وجوانب من الخطأ ..

 

1- فكلامهم صحيح لو كان فيما يتعلق بالوحي الإلهي للرسل والأنبياء .. في كل الأزمنة .. ودليل ذلك قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) الجن26-27.. فهذه الآيات خاصة بالوحي الإلهي وليست مطلقة في عموم الأخبار .. وقد أثبتنا ذلك كثيرا ويمكنك الرجوع إلى الفصل الثالث والرابع والخامس .. لمزيد من التوضيح والبيان ..

 

2- أما عن إظهار فساد وبطلان قول أصحاب هذا الرأي بأن الجن لم يعلموا شيئا من الغيب مطلقا في أي زمن .. فهذا كلام معارض للقرآن أصلا ومخالفا له .. حيث أنه قبل البعثة النبوية لم يتم منعهم على العموم في أمور الحياة الغير متعلقة بالوحي الإلهي .. بل كانوا يعرفون شيئا من أخبار الناس أو حوادث الحياة العامة ويلقونها إلى الكهان .. ودليل ذلك أيضا: (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدً) الجن9.

 

- فقوله (كنا نقعد مقاعد للسمع): فيه دلالة على التنصت والسماع لشيء من أخبار أهل الأرض قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم .

 

3- وما يدل على فساد وبطلان قولهم أيضا .. أن الأحاديث النبوية أثبتت وجود الكهانة قبل البعثة النبوية .. بل وواقع الحياة كان يثبت ذلك في الجاهلية .. وأنه كان هناك من الجن والشياطين من يخطف المعلومات من خلال سماعه معلومة بسرعة خاطفة من السماء .. ويلقيها في أذن الكاهن .. كما جاء عن بعض الصحابة أنهم قالوا: (يَا رَسولَ اللهِ، إنَّ الكُهَّانَ كَانُوا يُحَدِّثُونَنَا بالشَّيْءِ فَنَجِدُهُ حَقًّا قالَ: تِلكَ الكَلِمَةُ الحَقُّ، يَخْطَفُهَا الجِنِّيُّ فَيَقْذِفُهَا في أُذُنِ وَلِيِّهِ، وَيَزِيدُ فِيهَا مِئَةَ كَذْبَةٍ) صحيح مسلم.

 

4- أما عن آية الحفظ من الشياطين .. فلم يذكروا ما بعدها حيث من آيات ليتضح المعنى:

- في سورة الحجر يقول تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ) الحجر16-18.

 

- فقوله (إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ): دليل على إمكانية حدوث سرقة وخطف معلومة .. حيث أن قوله (استرق) فعل ماضي يدل على حدوث السرقة فعلا .. وعلى هذا يكون الاستثناء متصل .. ويكون الحفظ المقصود به حفظ السماء من سماع الغيبيات .. ويكون المعنى "إلا من استرق السمع فسمع شيئا من أخبارها المتعلقة" .. وليس معنى (استرق) بمعنى من يحاول السرقة ..!!

 

#- ولذلك قال الإمام الماوردي رحمه الله (المتوفى: 450هـ): ومسترق السمع من الشياطين يسترقه من أخبار الأرض دون الوحي .. لأن الله تعالى قد حفظ وحيه منهم. (النكت والعيون ج3 ص152).

 

5- وكذلك لم يذكروا الآيات كاملة في سورة الصافات ليكتمل المعنى .. حيث يقول تعالى: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) الصافات6-10.

 

- فقوله (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ): فيه دلالة على إمكانية حدوث الخطف للمعلومة .. وليس معنى أنه أتبعه شهاب ثاقب فهذا فيه دليل على أنه لم يرسل المعلومة التي خطفها .. بل قد يكون قد أرسلها لبعض الشياطين قبل أن يلحقه الشهاب .. ولذلك جاء في بعض روايات الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (فَيَسْمَعُها مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، ومُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ - ووَصَفَ سُفْيانُ بكَفِّهِ فَحَرَفَها، وبَدَّدَ بيْنَ أصابِعِهِ - فَيَسْمَعُ الكَلِمَةَ فيُلْقِيها إلى مَن تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيها الآخَرُ إلى مَن تَحْتَهُ، حتَّى يُلْقِيَها علَى لِسانِ السَّاحِرِ أوِ الكاهِنِ، فَرُبَّما أدْرَكَ الشِّهابُ قَبْلَ أنْ يُلْقِيَها، ورُبَّما ألْقاها قَبْلَ أنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ معها مِئَةَ كَذْبَةٍ، فيُقالُ: أليسَ قدْ قالَ لنا يَومَ كَذا وكَذا: كَذا وكَذا، فيُصَدَّقُ بتِلْكَ الكَلِمَةِ الَّتي سَمِعَ مِنَ السَّماءِ) صحيح البخاري.

 

- قوله (ووَصَفَ سُفْيانُ بكَفِّهِ فَحَرَفَها، وبَدَّدَ بيْنَ أصابِعِهِ): سفيان هذا أحد رواة الحديث وهو يشرح كيف يكون تلقي السماع من الشياطين بين بعضهم البعض حين خطف المعلومة ..

 

6- أما عن قوله (إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ) الشعراء 212 .. فهذا أيضا استدلال في غير محله من أصحاب هذا الرأي الذي ينكر سماع الجن من غيب السماء في أي زمن .. وهذا الاستدلال غير صحيح لسببين:

- السبب الأول: أن هذه الآية تتعلق بزمن النبي صلى الله عليه وسلم وليس قبل زمن النبي صلى الله عليه وسلم ..

 

- السبب الثاني: لأنهم لم يذكروا ما قبله من الآيات .. حيث يقول تعالى: (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ) الشعراء210-212 ..

 

- ويتضح من ربط الآيات حينئذ .. أن هذا خاص بوحي القرآن .. حيث اتهم الكفار النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذا الوحي من إملاء الشياطين عليه .. ولكن الله رد عليهم وقال أن هذا ليس تنزيل من الشياطين ولا استطاعة لهم في فعل ذلك ..

 

- إذن هذه الآية تتعلق بالوحي الإلهي القرآن .. ويندرج حكمها في كل وحي سماوي لكل نبي ورسول في كل زمان ومكان ..

 

- وهذا هو ما اتفق عليه العلماء .. وهو أن الوحي الإلهي لا سبيل للشياطين على معرفته لأنه من الغيب المحظور إلا لمستحقه فقط .. وهو المذكور في قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) الجن26-27.

 

- فالعزل في قوله تعالى: (إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ) .. يقصد به منعهم منعا تاما كليا عن سماع شيئا من الوحي القرآن الذي يتم تبليغه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..

 

#- وخلاصة كل ما سبق:

1- أن الجن والشياطين كانوا قبل البعثة النبوية أي قبل ظهور النبي صلى الله عليه وسلم بنبوته ورسالته .. كانوا يسمعون من أخبار السماء الغيبية ما يتعلق بأحداث تخص أهل الأرض .. وكانت لهم مقاعد في السماء أي أماكن محددة ومعروفة يجلسون فيها ويستمعون للأخبار بقدر ما يسمح الله به لهم في معرفته ليفتنوا به أهل الأرض ..

 

2- الجن لا يعلمون الغيب ولن يعلموا الغيب بمعنى الإحاطة واليقين .. ولكن قد يسمعون شيئا من الغيب وليس كل الغيب ولا أي غيب .. بدليل أنهم لم يعلموا موت سليمان عليه السلام .. وذلك كان قبل زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. وإن كان ذلك مرتبط بما له علاقة بالأنبياء والرسل فلا يستطيعون معرفته بأي حال من الأحوال .. فانتبه .

 

3- والفرق بين سماع الجن للغيب وعلم الجن بالغيب .. هذا له تفصيل وفرق كبير يمكنك الرجوع فيه إلى السؤال رقم (57) تحت عنوان (ما الفرق بين العلم بالغيب وسماع الغيب ؟) ..

 

4- وللمزيد من التعرف على قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) الجن26-27.. فارجع إلى الفصل الثالث والرابع والخامس .. لمزيد من التوضيح والبيان ..

- والله أعلم .

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .