ج6: رسالة الغيب والعرافين والمنجمين - ما هو الغيب النسبي - ما هو الإيمان بالغيب - ما معنى قوله (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) - وما هي كرامة الذي يخشي ربه بالغيب - كيف نتذوق قوله تعالى (خَشِيَ الرَّحْمَنَ) (بالغيب) وما الفرق بين مقام الخشية والخوف - ما الفرق بين الخشية والخوف.

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

"الغيب والعرافة والكهانة"

والفرق بين الكرامة والإهانة

 (الجزء السادس)

* فهرس:
:: الفصل السادس :: عن الغيب النسبي ::
1- س28: ما هو الغيب النسبي ؟
2- س29: ما هو الإيمان بالغيب ؟
3- س30: ما معنى قوله (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) ؟ وما هي كرامة الذي يخشي ربه بالغيب ؟
4- س31: كيف نتذوق قوله تعالى (خَشِيَ الرَّحْمَنَ) (بالغيب) وما الفرق بين مقام الخشية والخوف ؟
5- س32: ما الفرق بين الخشية والخوف ؟

***************************

:: الفصل السادس ::

:: عن الغيب النسبي ::

**************************

..:: س28: ما هو الغيب النسبي ؟ ::..

 

- سبق وتكلمنا أخي الحبيب عن تعريف الغيب النسبي في فصول سابقة .. ولكن دعني هنا أعيد عليك هذا التعريف لعلك نسيته مع مزيد بيان .. خاصة وأن هذا الفصل متعلق بمفهوم الغيب النسبي ..
 

- فالغيب النسبي: هو ما أطلعك الله عليه أو أظهره في الوجود من أخبار وأحداث وعلوم .. وقد يكون مدركا بالحس وبداهة العقل مثل كل العلوم والأحداث والأخبار الدنيوية التي قد تعرفها أنت ولا يعرفها غيرك أو العكس .. وقد لا يكون مدركا بالحس وبداهة العقل مثل الإيمان بالغيب .. ومثل بعض الأمور التي أتي بها الإذن الإلهي ليتم تنفيذها في الوجود ولا تعلمها أنت ولكن تعلمها الملائكة .. وسيأتيك تفصيل كل ذلك ..

 

#- فلو انتبهت لهذا التعريف .. ستجد فيه أنه يجمع ما بين معرفة خاصة بأمور الدنيا ومعرفة خاصة بأمور الآخرة .. وإليك تفصيل ما سبق تعريفه ..

 

#- أولا: الذي يتم إدراكه بالحس وبداهة العقل من أمور الدنيا .. وهذه المعرفة من فيض قوله تعالى: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) البقرة255.. وكل علم بإخبار من الله فهو من علمه هو ..

 

1- والذي يتم إدراكه بالحس وبداهة العقل .. هو كل ما يتوصل إليه الإنسان من خلال الأسباب .. ومثال ذلك المعارف والعلوم التي يتوصل إليها الإنسان نتيجة دلالات وأسباب توصله إلى نتائج .. وهذا يخضع للتجربة والخطأ حتى يصل إلى ما فيه قاعدة أو أصل صحيح يتوصل به إلى نتيجة فتصبح علما ينتفع به الناس ..  

 

- حيث أن مفهوم العلم: هو معرفة الأشياء بنتائج ثابته غير محتمله في نفسها .. مثل أن تقول أن السكين يقطع ويقتل وهذا من حيث هذا حقيقتها نفسها .. ولكن قد لا يقتل ولا يقطع شيء من حيث ما يوجه هذه السكين حيث قد يتحدث أسباب تمنعها من فعل ذلك كوجود عازل خشبي أو حديدي أو أن الاستخدام كان خاطيء .. أو ما شابه ذلك ..

 

- والعلوم كلها هي في أصلها من الغيب المطلق .. لأنه مما اختص الله به ذاته لأنه العليم .. حيث يقول تعالى: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) الإنسان1-3.

 

- ولكن قد يسمح الله ويأذن بشيء من العلم لينتفع به الناس في معيشتهم .. وذلك من فيض قوله (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) البقرة255.. وطالما الإنسان بدأ يعرفه فهذا لا يسمى غيب مطلق وإنما غيب نسبي .. يعرفه البعض من الخلق وليس بالضرورة أن يعرفه كل الخلق ..

 

- ولذلك في العلوم التجريبية يجعل الله لهذه المعرفة أسباب منطقية وعقلية توصلك لنتائج يقينيه ثابته .. كقواعد علمية تقول لك إذا فعلت كذا يحدث كذا .. أو حدوث كذا فلابد أن يكون بسبب كذا .. فالعلم مرتبط بالعقل حيث يرتب الأسباب والمسببات التي تجعلك تصل إلى نتيجة ..

 

- حتى العلوم النظرية فهي مرتبطة بمنطقية العقل حيث تفسير أمور اجتماعية أو نفسية ببصيرة العقل في فهم الحدث الذي ظهر ولا يخضع لقانون السببية بصورة مباشرة .. مثل علم النفس .. لأنك لا تعرف ردود أفعال النفس من كل إنسان .. ولكن ممكن أن تدرك وجود خلل نفسي في شخص ما .. ثم تستنتج ما يمكن أن يفعله هذا الإنسان دون وجه يقين في استنتاجك .

 

2- وسواء العلم التجريبي أو النظري .. فكله قائم على تحليل العقل لظواهر حادثة ووجودية وظهرت بالفعل في حيز الوجود .. أو قد يكون تصورات نظرية لما يمكن أن يكون نتيجة ظواهر موجودة فعلا تجعل العقل يستنتج أنه قد يكون وراء ذلك ما هو كذا وكذا .. مثل أن تتصور أنه يمكن أن يكون هناك طائرة تنقلك من بلد إلى بلد في دقيقة بدلا من نصف يوم .. أو تتصور أنه من الممكن أن يكون هناك جراحة آلية بدون إنسان .. وذلك لأن التطور في الآلية أصبح يفوق حدود التصور .. وما شابه ذلك ..

 

3- فكل ما سبق هو يسمى غيب نسبي .. حتى التوقع لما قد يظهر او يحدث فهو يسمى غيب نسبي تم بناءه على أساس واقعي له أصل وجودي في العلم الحالي ..

 

#- ثانيا: من الغيب النسبي الذي لا يتم إدراكه بالحس وبداهة العقل من أمور الدنيا ولا الآخرة .. وهذه المعرفة أيضا من فيض قوله تعالى: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) البقرة255.

1- من العلم الغيب النسبي الذي لا إدراك لك فيه بالأسباب العقلية والمنطقية والحس .. هو علم ما في غد وعلم الإيمان بالغيب والآخرة ..

- فأما علم ما في الغد خاصة أو علم مفاتيح الغيب الخمسة عامة .. فهو مما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (مَفاتِيحُ الغَيْبِ خَمْسٌ .. لا يَعْلَمُها إلَّا اللَّهُ: لا يَعْلَمُ ما تَغِيضُ الأرْحامُ إلَّا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُ ما في غَدٍ إلَّا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُ مَتَى يَأْتي المَطَرُ أحَدٌ إلَّا اللَّهُ، ولا تَدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أرْضٍ تَمُوتُ إلَّا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا اللَّهُ) صحيح البخاري.

 

- وسبب قولي لك أن قوله (ولا يَعْلَمُ ما في غَدٍ إلَّا اللَّهُ) فيها من الغيب النسبي بل وكذلك بعض باقي المفاتيح .. لأن الله قد يطلع ملائكته عليها لينفذوه في الأرض .. ولكن لم يأتي زمن تنفيذه وإظهاره بعد .. فيظل غيبا للإنسان .. ولكن ليس غيبا للملائكة وأيضا قد لا يكون غيبا لبعض الشياطين الذين قد يستمعون لما تهتف به الملائكة لبعضها من تنفيذ الأوامر .. وما قد يسمح الله حينئذ به لبعض الشياطين بسماعه لفتنة الكهنة والعرافين ليظنوا أنهم يعلمون الغيب ..!!

 

- فلا تستعجب حينما يعرف إنسان شيئا من هذا الغيب المطلق .. لأنه لم يعد مطلق طالما خرج وظهر لعالم الملائكة .. وإنما يظل غيب مطلق بالنسبة لجنس الإنسان لعدم معلوميته به ..!!

 

- فإذا وجدت أحد يعلم شيئا من مستقبل الغد قد يحدث .. ثم يحدث .. فاعلم يقينا أن ذلك لم يكن من الغيب المطلق الذي اختص الله به ذاته .. لا .. وإنما من الغيب النسبي الذي خفيت معرفته عن الإنسان إلا أن الملائكة تكون على معرفة به .. فانتبه وتدبر .

 

2- وكذلك من الأمور التي هي غيب نسبي .. هي الإيمان بالغيب وأمور الآخرة .. حيث أن الإيمان بالغيب لا يعلمه إلا المؤمن به فقط .. وغيرهم لا يعرفون ذلك .. فكان ذلك من الغيب النسبي ..

- ولكن ما هو مفهوم الإيمان بالغيب ؟ تعال معي نفهم هذا المفهوم الجميل الذي قد لا ينتبه له الكثير من المؤمنين .

 

*************************

..:: س29: ما هو الإيمان بالغيب ؟ ::..

 

1- الإيمان بالغيب: هو من الغيب النسبي الذي غاب عنك ولا سبيل لك لمعرفته بالحواس الظاهرة ولا ببداهة العقل .. وإنما تدركه بطريق الوحي فتؤمن به ولا يؤمن به آخرون ..

- مثل إيمانك بأن الله موجود وله تصريف بالقدرة في الدنيا والآخرة .. وأن تؤمن أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأن تؤمن بكل أنبياءه وكتبه ورسله والملائكة والشياطين .. واليوم الآخر والجنة والنار .. والقدر خيره وشره ..

- كما قال النبي صلى الله عليه وسلم واصفا الإيمان: (أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ) صحيح مسلم.

 

2- أول صفة مدح في القرآن للمتقين هي أنهم يؤمنون بالغيب .. حيث يقول تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ .....) البقرة2-3.

- أي يصدقون بما غاب عن حواسهم تصديق خضوع واعتراف لا يخالطه شك .. كتصديقهم بالله واليوم الآخر والثواب والعقاب والجن والنار والملائكة والكتب السماوية والأنبياء والرسل وما شابه ذلك ..

 

3- وأتي في قوله تعالى بحرف (الباء) في قوله (بالغيب) .. للتأكيد على أن هذا الإيمان إنما هو إيمان عن خضوع واعتراف وتصديق وثقة بما بلغهم عن ذلك الغيب الذي أخبرهم به النبي صلى الله عليه وسلم عنه بأنه الحق لا شك فيه ولا مجال للعقل بمراجعته مرة أخرى لأنه سكن في القلب واطمأن به.

 

************************

 

..:: س30: ما معنى قوله (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) ؟ وما هي كرامة الذي يخشي ربه بالغيب ؟ ::..

 

1- من كمال العلاقة الإيمانية مع الله هو اليقين في الله بظهر الغيب .. ولذلك يقول تعالى: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) ق31-35.

 

2- تأمل قوله (خشي): أتي بصيغة الفعل الماضي للدلالة على رسوخ هذه الصفة فيهم في حال حياتهم إلى لحظة مماتهم .. وكأنه يقول أن هذه الخشية كانت صفة لازمة لهم إلى يوم أن لاقوه .. والله أعلم .

 

3- وتأمل قوله تعالى: (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ) .. أي خشيه وهو غائب عنه لم يراه .. وهذا المؤمن هو من استولت مهابة الله على حاله بالرغم من معرفته بأنه رحمن ويغفر له من واسع رحمته إلا أنه التزم مقام الخشية مع الله أدبا وتوقيرا وإجلالا وتعظيما .. لأنه كان يرى الله في كل أفعاله وسلوكه .. وإن لم يكن يراه فكان موقنا بأن الله يراه رقيبا عليه في كل أفعاله وسلوكه .. فكان مخلصا لله بترك ما أمره بتركه وفعل ما أمره بفعله بالرغم من عدم رؤيته لله بعينه إلا أن الله حاضرا في قلبه منشغلا به ومنيبا إليه في كل أحواله ..

 

- فانعدام الرؤية البصرية لم تمنع المؤمن من إدراك وجود الله .. لوجود الهيبة في قلب المؤمن تجاه مولاه .. ولذلك يأنس المؤمن بوجود الله ..

 

4- ولذلك مدح الله الذي يخشونه بالغيب وتجلى عليهم بكرامة المغفرة ومزيد من فضله بأجر كبير .. فقال فيهم: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) الملك12.

- وتأمل قوله (يَخْشَوْنَ) في الآية السابقة .. وأتي بصيغة الفعل المضارع للدلالة على أن هذا حال لهم لا يفارقوه ويديمون عليه في كل أوقاتهم .. والله أعلم .

 

**********************

 

..:: س31: كيف نتذوق قوله تعالى (خَشِيَ الرَّحْمَنَ) (بالغيب) وما الفرق بين مقام الخشية والخوف ؟ ::..

 

- يقول تعالى: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) ق31-33.

 

#- من تذوقات الآية:

1- قوله (خَشِيَ الرَّحْمَنَ): فيه مزيج بين حال الهيبة واليقين بالرحمة .. فبالرغم من يقينه بأن الله رحمن .. إلا أن الهيبة لها مكانها في القلب فلا تجعل الطمع في رحمانية الله سببا في التهاون لهذه الخشية ..

 

- وكأن المؤمن يقول: يا رب أعلم أنك رحمن ولكن هذا لا يجعلني متجاوزا حدودي معك لأن لك مهابة في نفسي تمنعني من عصياك .. بالرغم من كامل يقيني فيك بأني لو عصيتك فأنك رحمن وستسعني برحمتك .

 

- فالمؤمن قد التزم بمقام الخشية تقديرا وإجلالا وتعظيما وتوقيرا لله ورغبة من المؤمن في أن يراه مولاه دائما في مقام ما يحبهم الله.

 

2- وكلمة (بالغيب) .. أتت لتثبت صفة الإخلاص للمؤمن في دوام معاملته لله لأنه مؤمن يقينا بأن الله رقيبا عليه ..

- وكأن المؤمن يقول: يا رب وإن غبت عن عيناي .. فعين قلبي تراك .. وتأنس بنور الإيمان بك .. فلبيك وسعديك حبا لك ورضا عنك يا مولاي ..

 

**************************

 

..:: س32: ما الفرق بين الخشية والخوف ؟ ::..

 

- بمناسبة الكلام عن الخشية .. فأحببت أن اوضح لك الفرق بين الخشية والخوف من خلال ما أدركه من آيات القرآن .. والله أعلم ..

  

#- فحال الخشية يختلف عن حال الخوف .. كيف ذلك ؟

1- الخشية تكسبك مهابة لله في نفسك تمنعك من فعل ما لا يحبه الله تعظيما لله حيث أنه لا يستحق إلا كل ما هو حقيقه به ..

 

2- وحال الخوف يكسبك مهابة في نفسك لله ظنا من أنك مستحقا للعقاب إما لتقصير في أداء فعل فعلته أو لخطأ تعمدته وأنت فعلته فعلا في الذي لا يستحق هذا الفعل منك وهذا التقصير وهذا الخطأ .. وهذا التقصير يترتب عليه عقابا لك ..

   

- ومثال ما سبق: هناك من يهاب كبير قوما وذلك تقديرا له لوجاهته ومقامه وعلمه .. ولكنه لا يخافه لأنه لم يعصيه أو لم يقصر في فعل طلبه منه .. وهناك من يخاف عقابا من كبير قوما لأنه فعل ما لم يصح فعله في حقه أو كان مقصرا في تأدية ما طلبه منه. 

 

- فالخشية: تمنعك من فعل الخطأ أو التقصير في تأدية واجب بقدر المستطاع ..

 

- والخوف: ينزل بالنفس انكسار بعد فعل الخطأ أو التقصير في تأدية واجب..

 

- وكلاهما مقام شريف .. طالما القلب ينيب إلى الله ويرجع إليه يسأله من فضله ويرجو رحمته .. والله غفور رحيم .

 

- والله أعلم ..

- ونستكمل الكلام على الغيب النسبي مرة أخرى من الأسئلة القادمة .. إن شاء الله تعالى ..

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .