ج18: رسالة الغيب والعرافين والمنجمين- ما هي الآراء في مسألة سماع الشياطين للغيبيات بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم - وما هو رأي صاحب الرسالة الخاص بهذه المسألة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

"الغيب والعرافة والكهانة"

والفرق بين الكرامة والإهانة

 (الجزء الثامن عشر)

* فهرس:

:: الفصل الثامن عشر :: عن سماع الشياطين للغيبيات بعد زمن النبي ::

1- س97: ما هي الآراء في مسألة سماع الشياطين للغيبيات بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ (ورأي خاص بصاحب هذه الرسالة حول هذه المسألة) .

********************

:: الفصل الثامن عشر ::

:: عن سماع الشياطين للغيبيات بعد زمن النبي ::

*********************

(بعد زمن النبوية – وفيما يتعلق بسماع الغيبيات ورمي الشهب)

..:: س97: ما هي الآراء في مسألة سماع الشياطين للغيبيات بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ::..

 

- إذا كنا قد ناقشنا في الفصول السابقة مسألة سماع الجن والشياطين قبل زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. ثم أثناء زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. ثم تكلمنا عن المقصود بحفظ السماء وكيف يتطور أسلوب الحراسة حسب مجريات الأحداث ووفق قدر الله .. فهنا قد تسأل أخي الحبيب فتقول .. هل يوجد سماع للشياطين للغيبيات بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. ؟!! أي حتى زماننا هذا ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- اختلف العلماء على إجابة هذا السؤال ..

- أولا: الرأي الأول ..

- من العلماء من قال أن استماع الجن للغيبيات لا وجود له حتى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وإلى يوم القيامة .. ومنهم من قال أنه كان يوجد خطف للمعلومة ولكن لا تصل المعلومة أصلا .. واحتجوا بأن الحفظ السماوي من قديم الأزل ولا يطلع على الغيب إلا الرسل فقط .. وهذا الرأي كما هو الظاهر من كلام المعتزلة ..

 

#- نقد هذا الرأي من وجهة نظري:

1- أصحاب هذا الرأي قد فاتهم أن هذا الحفظ له أنواع وله درجات .. وهذا لا يخل بنظام الحفظ السماوي .. وإنما الحفظ السماوي له تدبير إلهي حيث قد يحكم الحراسة والشهب وقد لا يحكمها لحكمة أرادها من وراء نشر بعض الغيبيات للفتنة بكهنة أهل الأرض .. فله القدرة في بسط الحراسة وقبضها وفق مشيئته .. كما هو حال حفظه تعالى للأنبياء والرسل فقد يسمح لبعض الأذى لهم من أعدائهم ولكن هذا وفق إرادته مشيئته وحكمته ..

 

2- وفاتهم أيضا أن الجن انفسهم ذكروا انهم كانت لهم مقاعد للسمع .. وإذا ظن اصحاب هذا الرأي أن الجن كانوا يجلسون ولكن لا يستمعون .. فهذا شيء لا يعقل .. لأنه لو لم يكونوا يسمعوا شيئا فيكون جلوسهم في السماء هو نوع من العبث والحمق .. وهذا لا يمكن أن يكون ..!!

 

3- هذا بخلاف ما جاء في سورتي الحجر والصافات من استطاعتهم على استراق وخطف المعلومة من السماء ..

 

4- ومن قال منهم أن الشيطان يخطف المعلومة ولكنه لا يلقيها للكاهن .. فقد فاتهم ما جاء في الحديث بأن الشيطان قد يلقى المعلومة بعد خطفها قبل أن يدركه الشهاب .. وقد لا يلقيها .. فهذا حسب قدر الله في ذلك .. ودليل ذلك ما جاء في رواية الحديث: (فَرُبَّما أدْرَكَ الشِّهابُ قَبْلَ أنْ يُلْقِيَها، ورُبَّما ألْقاها قَبْلَ أنْ يُدْرِكَهُ) صيح البخاري.

 

5- فضلا عن أن الواقع في كل الأزمنة يؤكد وجود الكهانة .. فلا داعي للمجادلة في جزئية أن الشياطين ما كانوا يستمعون للغيب ..!! 

 

6- ولهم أسئلة تتعلق بما ذهبوا إليه .. وقد أجبت عليها سابقا بطريقة غير مباشرة دون التلميح بأنه إجابة على أسئلة تتعلق بآراء تفسيرية .. فارجع للأسئلة رقم (66-67) ..

- وللتوسع في الرد على هذا الرأي الذي ينفي سماع الجن والشياطين في أي زمن من الأزمنة .. من حيث استراق السمع والرمي بالشهب فارجع أسئلة الفصل الرابع عشر والخامس عشر .. من رقم (76) إلى رقم (83) ..

 

#####################

- ثانيا: الرأي الثاني ..

- ومن العلماء من قال أن الاستراق والخطف قد تم منعه في زمن النبي واستمر بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم وانتهت الكهانة بذلك .. ومن هؤلاء الإمام الألوسي وبن عاشور كما هو الظاهر من كلامهما ..

- علما بأن أصحاب هذا الرأي يظهر من كلامهم أنهم قاموا بتحميل الآيات في سور الصافات والحجر .. بأنها خاصة بزمن النبي صلى الله عليه وسلم .. لأنه بالنسبة إليهم قد انتهى الاستراق والخطف ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم ..

- وقاموا بتحميل الأحاديث التي تكلمت عن خطف المعلومات ورميها للكهان بأنها كانت حكاية لما كان يحدث قبل بعثة النبي .

 

#- نقد هذا الرأي من وجهة نظري:

1- وهذا الرأي أحسبه بعيدا عن الصواب .. لأن لو كانت الكهانة انتهت فكيف ظهرت الكهانة في عصور مختلفة من بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. لمن اشتهر عنهم ذلك سواء في بلاد العرب أو غيرهم مثل نوستراداموس الفرنسي المتوفى 1566 ميلاديا .. والجدة فانجا البلغارية والمشهورة بالعرافة العمياء وتوفت سنة 1996 ميلاديا ؟!!

 

2- فضلا عن أن الأحاديث تشير لوجود الكهانة حتى اليوم .. حيث يتم خلط المعلومة بمائة كذبة .. كما هي عادة الكهنة والعرافين .. والحديث الذي قد يخدمهم في اثبات صحة رأيهم .. هو ما جاء في آخر روايته بلفظ (فَانْقَطَعَتْ الْكِهَانَةُ الْيَوْمَ فَلَا كِهَانَةَ) رواه بن اسحاق في سيرته .. وقد يكون المقصد يقصد به زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم .. وقد تم بيان ضعف هذا الجزء من الرواية .. وهذه زيادة منكرة في الرواية .. وغالبا هو قول احد الرواة وتم دمجه في الرواية .. فضلا عن تدليس بن اسحاق لأنه لم يصرح بالتحديث .. وارجع للسؤال رقم (80) لمزيد بيان ..

 

3- أما عن تحميلهم للآيات في سورة الصافات والحجر وكذلك الأحاديث التي تتكلم عن الخطف والاستراق .. بأنها خاصة بزمن ما كان قبل النبي صلى الله عليه وسلم .. فهذا كلام لا دليل عليه .. بل وينقضه العقل .. حيث أنه لو كان انتهت الكهانة تماما .. فما فائدة وجود الشهب حينئذ ؟!! وما فائدة التعريف بالشيطان المارد ؟!! وما فائدة وجود أحكام في الشريعة تتعلق بالكهانة طالما الكهانة انتهت ؟!!

 

#####################

 - ثالثا: الرأي الثالث ..

- ومن العلماء من قال .. أن استراق السمع وخطف المعلومة لازال الأمر موجود ويحدث وإن كان قليل حدوثه ونادرا .. ويترتب على ذلك الرمي بالشهب .. وعلى هذا الرأي عموم وغالب العلماء .. كابن حجر (في فتح الباري) وبن كثير (في تفسيره) والشبلي (في آكام المرجان) والسهيلي (في الروض الآنف) .. وغيرهم.

 

- أما عن إمكانية وصول المعلومة للكاهن أم لا .. فأصحاب هذا الرأي على أنه قد يستطيع الشيطان أن يرسل المعلومة قبل أن يدركه الشهاب أو لا يستطيع فهذا حسب تقدير الله ومراده .. ودليلهم في إرسال المعلومة أو عدم الارسال هو ما جاء في رواية الحديث: (فَيَسْمَعُها مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، ومُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ - فَيَسْمَعُ الكَلِمَةَ فيُلْقِيها إلى مَن تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيها الآخَرُ إلى مَن تَحْتَهُ، حتَّى يُلْقِيَها علَى لِسانِ السَّاحِرِ أوِ الكاهِنِ، فَرُبَّما أدْرَكَ الشِّهابُ قَبْلَ أنْ يُلْقِيَها، ورُبَّما ألْقاها قَبْلَ أنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ معها مِئَةَ كَذْبَةٍ، فيُقالُ: أليسَ قدْ قالَ لنا يَومَ كَذا وكَذا: كَذا وكَذا، فيُصَدَّقُ بتِلْكَ الكَلِمَةِ الَّتي سَمِعَ مِنَ السَّماءِ) صحيح البخاري.

 

- وأصحاب هذا الرأي جعلوا من الأحاديث والآيات التي في سور الحجر والصافات والجن .. وذلك فيما يتعلق بمنع مقاعد السمع واستراق وخطف المعلومات .. مرتبطة بزمن النبي صلى الله عليه وسلم كمعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم .. والبعض منهم جعل هذا هو الحال المستمر حتى بعد النبي صلى الله عليه وسلم .

 

#- نقد هذا الرأي من وجهة نظري:

1- وهذا الرأي هو رأي جيد جدا ويجمع بين كل الأحاديث والآيات .. ولكن يقال لهم: ما هو مفهوم (النادر والقليل) عند أصحاب هذا الرأي ؟!! إذا كان أصلا مجموع ما يعلمه الشياطين من سماع الغيب هو نادر وقليل سواء قبل البعثة النبوية أو أثناء البعثة أو بعد البعثة .. لأنهم ببساطة لا يعلمون الغيب والقدر إلا بقدر ما يأذن به الله في حدوثه كفتنة لأهل الأرض .. وهذا القدر من المعرفة هو قليل ونادر أصلا ..!!

 

- فنحن لا نعلم مقدار الكثير الذي كانوا يسمعونه الشياطين حتى نعرف ما هو القليل والنادر الذي يتكلم عنه أئمتنا رحمهم الله ..!!

 

- وإذا كان المقصود من كلامهم بالقليل النادر هو مقارنة بما كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .. فهذا كلام جميل .. ولكن لازلنا لا نعلم ما هو حد الكثرة وما هو حد القلة ..!!

 

- وسبب كلامي هو أن مفهوم حدوث الكهانة كأمر نادر وقليل .. يجعلنا ننكر ذلك في عصرنا هذا الذي تفشت فيه الكهانة وتنتشر بصورة موسعة على وسائل الميديا .. فكيف نقول على هذا قليل ونادر بمفهوم علمائنا ؟!!

- وهذا سبب اعتراضي على هذا الرأي في إبهامهم لمفهوم أن الكهانة قليلة ونادرة بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

 

- فضلا عن أن القليل والنادر لطالما كان هو حال الكهانة في كل زمان ومكان .. مهما كثر أتباعها ومهما كثرت أقوالها ..!!

 

2- فإذا كان في زمن النبي الاستراق والخطف قليل ونادر وليس بشيء لأنه مجرد معلومة لا حجة فيها ولا بيان ولا دلالة لشيء .. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان انهم ليسوا بشيء .. أي لا قيمة لهم ولا حجة ولا بيان ولا يقين لهم فيما ينطقون به ..

- وإذا كان أصحاب هذا الرأي بأن بعد النبي لازال الاستراق والخطف نادرا وقليل ..

- فما هو الفرق بين النادر والقليل في زمن النبي وبعد زمن النبي ؟!!

- ولذلك مجهولية مفهوم القليل والنادر يدخلنا في حيرة واستغراب .. إلا أن يقال أن الأمر عاد كما كان عليه قبل زمن النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

 

3- وقد يقال أن هذا الرأي يتعارض مع قوله: (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا) الجن9.

 

- فقوله (فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ) .. فيه دلالة على انتهاء سماع الغيبيات من السماء للجن والشياطين .. حيث أن لفظ (الآن) قد تشير إلى زمن النبي وما بعده .. (وسيتم الرد على ذلك في أسئلة قادمة) ..

 

4- قولهم بأن اطلاع الجن والشياطين على الغيبيات قليل ونادر .. يجعلنا نتسائل فنقول: إذا كان المقصود بقولهم (قليل ونادر) كما كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. فكيف نفهم ما هو منتشر على مختلف الأزمنة من العرافين الذين يتركون تنبؤاتهم ونجد أن بعضها يتحقق بعد زمانه بكثير ؟!! وكيف نفهم ما هو في زماننا من انتشار العرافة كانتشار الجراد ..!!   

 

#####################

- رابعا: الرأي الرابع ..

- وهو رأي خاص بصاحب هذه الرسالة .. وهو تقريبا نفس الرأي الثالث الذي عليه غالب العلماء .. ولكن يختلف في الآتي:

 

1- الذي أحسبه هو أن السماء عادت كما كانت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .. وأن سبب زيادة حفظ السماء بالحراسة والشهب إنما كان خصوصية كرامة ومعجزة تدل على نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم في زمنه ..

 

2- فإذا كانت السماء قبل بعثة النبي فيها سماع للغيبيات وقلما يكون فيها رجم بالشهب .. فما المانع حينئذ أن تعود السماء كما كانت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .. خاصة وأننا لازلنا نرى الكهانة موجودة في عالمنا .. ويمكنك الدخول لعالم اليوتيوب وترى العرافين والمنجمين منتشرين كانتشار الجراد .. وكيف أن لهم متابعين بالآلاف ويصدقونهم .. وإن كانوا كثيرا لا يصدقون وكثيرا ما يكذبون فعلا ..!!

 

3- فمن المعلوم أن الجن كان يستمع في الفترة ما بعد عيسى عليه السلام إلى حين وقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .. وخلال هذه الفترة كانت الشياطين لها مقاعد للسمع .. وكان لازال الحفظ الإلهي للسماء لأن هذا قانون إلهي أزلي بحفظ السماء من الشياطين من سماع الغيبيات إلا ما سمح به قدر الله في ذلك .. فما المانع من أن يعود الأمر كما كان عليه قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ..؟!!

- ويكون قوله (فمن يستمع الآن) فهو محمول على زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. وليس المقصد الآن بزمن النبي وما بعد زمن النبي ..!!

 

4- وما أقصده هو أن الحراسة والشهب لم تعد السماء بهما مملؤة كما كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم ..

 

5- وبالتالي فإن الآيات الخاصة بسورة الجن والصافات والحجر والملك .. هي متعلقة بحال حفظ غيبيات السماء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كنوع من التحدي لكل الكهنة في زمن النبي ولذلك لم نجد كاهن في العرب أو غير العرب استطاع أن يتحدى النبي بكهانته ..

 

- أي أن هذه الآيات مختصه بزمن النبي صلى الله عليه وسلم فقط .. ككرامة ومعجزة نبوية خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم .. دلالة على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم .. وصدق القرآن الذي نزل عليه متحديا به .. وكان ممن تحداهم هو الكهنة أنفسهم ..

 

6- وبخصوص رمي الشهب .. فإنما يتم الرمي بالشهب أحيانا لمن يحاول التجسس على شيئا من الغيب النسبي الذي عرفته الملائكة وممنوع معرفته لأهل الأرض ويحاول بعض الشياطين أن يتعرف عليه فهذا يتم رميه بالشهب سواء استطاع الشيطان تبليغها أم لا يستطع فهذا وفق مراد الله وقدره .. ولكن الغالب أنهم يسمعون من أخبار أهل الأرض العادية .. وقد لا يكون لهم شهب لهم في استماع الأخبار العادية للناس .. وذلك حتى تستمر فتنة الناس وينكشف حقيقة الخبيث من الطيب .. والمطيع من العاصي ..

 

7- تنبيه: وحتى لا تنسى اخي الحبيب .. التسمع ليس بمعنى أنه شخص يجلس ويكتب كل شيء تتكلم به الملائكة .. لا .. وإنما هو بذل مجهود لسماع أي معلومة .. وما يحصل عليه الشياطين من أخبار لا تساوي شيئا .. لو تأملت ذلك وكنت من أهل العقل ..!! وهذا شيء سنكشفه في أسئلة قادمة إن شاء الله تعالى .. 

 

#- واعلم أخي الحبيب .. أن هذا الرأي الخاص بي .. (وإن كنت شخصيا أعتقده – أي خالد صاحب الرسالة) إلا أنه عليه بعض الإعتراضات التي قد يواجهها هذا الرأي .. وقد تفكرت فيها وأحببت أن أذكرها لك أخي الحبيب .. مع الرد أيضا على هذه الإعتراضات .. وستجد اعتراضاتي على الرأي الخاص بي قد تتشابه مع ما يمكن أن يقال على الرأي الثالث أيضا .. وستجدني أشير على ذلك بأن الاعتراض هذا قد يقال أيضا لأصحاب الرأي الثالث ..

 

#- خلاصة القول:

1- أنه يوجد سماع للغيبيات بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. إلا أنه قد يكون عن استراق وخطف .. ويترتب على ذلك عقاب بالشهب .. وقد تصل المعلومة للكاهن أو قد لا تصل .. فذلك حسب مراد الله .. وهذا الرأي هو الذي عليه غالب العلماء ..

 

2- وهناك رأي وبه أقول (خالد صاحب الرسالة) .. وهو بوجود سماع للغيبيات في جانب دون جانب .. كما كان الوضع قبل زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. وأن السماء لم تعد مملوءة حراسة وشهبا كما كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن علة وسبب امتلاء السماء بالشهب والحراسة إنما كانت تأييد للنبي ومعجزة نبوية وفيه تحدي للروحانيين الكهنة وأشباههم من أهل العرافة .. وهذا الرأي قد يظهر عليه اعتراضات .. وسأجيب عليها في السؤال التالي إن شاء الله تعالى ..

 

***********************

 

..:: س97: ما هي الإعتراضات التي تمنع من أن تكون الشياطين عادت لحالها الأول في سماع الغيبيات الأرضية كما كانت قبل بعثة النبي ؟ ::..

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .