ج28: رسالة الغيب والعرافين والمنجمين - كيف تكون خطة الشيطان في تزيين العرافة لمن يطلب العرافة - لماذا يسعى طالب العرافة إلى العراف وما الذي يرجوه من وراء هذه العرافة - ما هي أحوال وأصناف الذين يطلبون العرافة - ما هي أصناف العرافين الذين يبحثون في الغيب - ما الذي يدفع هؤلاء العرافين لمعرفة الغيب للناس

       بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

"الغيب والعرافة والكهانة"

(الجزء الثالث من الرسالة)

تعريفات – مناقشات – طرق العرافة قديما وحديثا

(الجزء الثامن والعشرون)

* فهرس:

:: الفصل الثامن والعشرون :: عن خطة الشيطان وتزينه لمعصية العرافة وأحوال طالبي العرافة والعرافين ::

1- س159: كيف تكون خطة الشيطان في تزيين العرافة لمن يطلب العرافة ؟

- التزيين بالفضول للتسلية ..

- التزيين بأن فيه منفعة لك أو دفع مضرة عنك ..

- التزيين بأنه وسيلة استخارة ..

2- س160: لماذا يسعى طالب العرافة إلى العراف وما الذي يرجوه من وراء هذه العرافة ؟

3- س161: ما هي أحوال وأصناف الذين يطلبون العرافة ؟

4- س162: ما هي أصناف العرافين الذين يبحثون في الغيب ؟

5- س163: ما الذي يدفع هؤلاء العرافين لمعرفة الغيب للناس ؟

*********************

:: الفصل الثامن والعشرون ::

:: عن خطة الشيطان وتزينه لمعصية العرافة وأحوال طالبي العرافة والعرافين  ::

********************

..:: س159: كيف تكون خطة الشيطان في تزيين العرافة لمن يطلب العرافة ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من خلال متابعتي لليوتيوب وصفحات الإنترنت المختلفة التابعة للعرافين بمختلف طرقهم سواء منجمين أو مستخدمي التاروت أو قارئي الفنجان أو ما شابه ذلك .. فقد لاحظت وجود رغبات نفسية سابقة لطالبي العرافة مما يؤهلهم ليكون لهم استعداد لقبول العرافة .. ولكن كل ما على الشيطان هو تزيين العرافة في نفوسهم وذلك تبعا لما لاحظه الشيطان في نفوس بعض الناس ..

 

- وقد وجدت أن الشيطان يزين العرافة في نفوس الناس من خلال العرافين بأحد ثلاث طرق ليستدرج بها الناس تبعا لرغباتهم النفسية .. وما سأذكره لك هو تصوري لكيفية تزيين الشيطان العرافة في نفوس الناس من خلال العرافين .. من خلال تتبع أحوال طالبي العرافة وأحوال العرافين في كيفية جذب للناس ليستمعوا لعرافتهم ..

#- الشيطان يزين لك تحليل مسألة العرافة على ثلاث مسارات:

1- الأول: وهي أن يجعلك تفهم أنها نوع من الفضول الجائز والتسلية المباحة .. ولا ضرر من ذلك .. ودليل الفضول الجائز هو أنك لا تؤمن بها .. ولا تسعى إليها ولا تعتقد فيها ..

 

- تعليق على ما سبق: ولكن هذا نوع من الإستدراج من الشيطان للإنسان تحت مسمى الفضول الجائز .. لأنه في الحقيقة هذا فضول ليس جائز لأن هناك نهي شرعي عن الذهاب للعراف وسماعه ..

- ثم ينتقل من مرحلة فضول السماع والقراءة .. ثم يرتقي إلى درجة اعتقاد وادمان على الشيء .. فيصبح سعيك للبحث عن حظك اليوم وبرجك هذا الشهر وما شابه هذه الأمور .. هو سعي عن اعتقاد وليس فضول .. مثل من يصبح حاله هو متابعة أخبار حظك اليوم .. فهذا اعتقاد في العراف .. وطالما أنت معتقد فيه فأنت معتمد عليه .. وإلا فلماذا تتبع أقواله يوميا أو شهريا ؟!!

 

- ثم يرتقي بك الفضول من مرحلة القراءة والسماع إلى مرحلة أن تكتب سؤالا للعراف لتسأله عن شيئا ما خاص به .. فتكون حينئذ قد تواصلت مع العراف لتسأله .. وبالتالي تُحرم أجر صلاة أربعين ليلة ..

- وكل ما سبق منشأه كان الفضول ..!!

 

- ولكن ما يجعل العقل يتعجب .. لماذا الفضول فيما ليس فيه نفعا لك وإنما فيه ضرا لك بأنك ستكون عصيت الله ورسوله باستماعك للعراف حتى ولو لم تتبعه ؟!!

 

2- الثاني: يوهمك الشيطان أن ذهابك للعراف وسؤاله .. هو نوع من الاستشارة في موضوع ما تريد أن تستفسر عنه .. وليس لأنه يعلم الغيب .. ولكن قد يكون رجل له بصيرة خاصة .. وأنه مجرد وسيلة لبيان ما يحيرك وتريد أن تسأل عنه ..!!

 

- تعليق على ما سبق: وهذا النوع من الاستدراج أيضا هو نوع من التبرير الغير عاقل لمن ينتبه له .. لأن العراف ليس مستشار حيث أن المستشار يكون في تخصص مهنة معينة .. أو له عقل راجح في استنباط ما قد يحدث نتيجة لأحداث يتم سردها له فيتوصل من خلال ذلك إلى نتائج محتمله .. وليس مجرد عراف يستخير التاروت والكوتشينة والفنجان والنجوم والودع لمعرفة ما قد يحدث لك ..!!

- فانتبه من هذا الخداع العقلي الشيطاني في قلب الحقائق وتزيينها لك ؟!!

 

3- الثالث: يستدرجك الشيطان من خلال أن يقول لك أنك فقط تريد أن تعرف الشر الذي يحيط بك حتى تجتنبه .. وهذا حقك أن تدافع عن نفسك .. ولا شيء في ذلك ..!! أو تعرف معلومة قد تفتح عليك بخير كوجود كنز أسفل بيتك ..!!

 

- تعليق على ما سبق: وهذا النوع من الاستدراج أيضا فيه خلل واضح .. لأنه كيف ستعرف ما هو شر لك وهو من القدر .. ثم كيف ستتجنبه ؟!! كيف يُعقل ذلك ؟ فطالما هو قدر فهو سيحدث .. ولا حيلة لك .. وإن لم يكن قدر فهو وهم وكذب ولن يحدث .. وفي كلا الحالتين لا يوجد ما تستطيع أن تدافع به عن نفسك .. لأن الأول لا حيلة لك فيه .. والثاني لا وجود له أصلا فكيف ستدافع عن نفسك فيه ؟!!

 

- أما عن معلومة ما تنفع به نفسك فهذا جهل عميق لمن يصدقه وفساد عقل واضح .. ليه ؟ لأنه لو كان الأمر كذلك .. فلماذا هذا العراف لم ينفع نفسه طالما يستطيع أن يعرف ما فيه منافع للناس فيذهب لما فيه منافع ويحصل عليها بدلا من أكل السحت الذي يفعله مع الناس من خلال عرافته ؟!!

 

- فانتبه من تزيين الشيطان لك ما يجعلك تظن به أنه حق من حقوقك ..!!

 

#- وهنا حقائق عليك أن تنتبه لها:

1- بداية الشر كثيرا ما تكون بسبب الفضول في البحث عن الغيبيات .. فانتبه لأن عواقبه كثيرا لا تكون حميده ..  

 

2- أن العرافة هي استخارة شيطان .. فانت طلبت استخارة من خلال ما يوحي به الشيطان للعراف في نفسه ويتعلق بما أنت سألت عنه أو طلبت منه أن يعرفه لك فيما يحدث أو سيحدث .. فأنت طلبت الخير فيما تسأل عنه ممن لا يملك الخير .. وتوكلت على ما لا سبيل على الاعتماد عليه والرجاء فيه لأنه منحرف في علاقته بالله بهذه المهنة التي هي عرافته .. فكيف ستجد من معصية الله (العرافة) بمعصية الله (طلبك للعرافة) ما هو خير لك ؟!! أليس لك عقل رشيد ؟!!

 

3- العرافة فيها قطع أرحام وفساد علاقة بين الناس .. من خلال التشهير ببعض الناس فتظن فيهم أنهم من أهل الشر .. في حين أنهم بريئون من تلك التهم والحقيقة تكون خلاف ما قاله العراف .. ولكن أنت الذي ارتضيت أن تتجسس على الغيب .. فسلط الله عليك شيطان العرافة ليضلك ويجعل قلبك آثم بسوء ظنك في خلق الله .. بل وقد يجعل الله شيئا من كلام العراف صحيح حتى يفتنك به كنوع آخر من العقاب لك .. وإما أن تفيق وتتوب من غفلتك أو تظل تابع ذليل لعرافة هذا العراف .. وتزيد فجوة الحجاب بينك وبين الله أكثر ..

 

***********************

..:: س160: لماذا يسعى طالب العرافة إلى العراف وما الذي يرجوه من وراء هذه العرافة ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): 

- نجد أن سبب سعي طالبي العرافة للعراف .. هو أحد ثلاث أسباب مستمدة من خطة تزيين الشيطان السابق ذكرها ..

 

#- فنجد طالبي العرافة يسعون للعرافة لأحد ثلاث أسباب:

 

- الأول: الفضول في معرفة الغيب من باب التسلية ..

 

- الثاني: الإستخارة في معرفة مسألة غيبية يبحث عنها الشخص في زواج أو تجارة أو عن أحوال أشخاص او ما شابه ذلك ..

 

- الثالث: الرغبة في معرفة معلومة قد تساعده في مستقبله لو عرفها .. سواء بجلب نفع له أو دفع ضرر عنه .. كالذي يخبره العراف بوجود كنز أسفل منزله .. أو كالذي يعلم بوجود سحر له .. ولكن لا هذه المعلومة تنفع .. ولا هذه المعلومة تدفع ..!!

 

#- وقد سبق الرد على ما سبق .. بالتفصيل  في السؤال السابق .. فارجع إليه ..

 

***********************

 

..:: س161: ما هي أحوال وأصناف الذين يطلبون العرافة ؟ ::..

 

#- اعلم أخي الحبيب أن طالب العرافة كما رأيت أحوالهم فهم على ثلاث أصناف:

1- الأول (يسمع ويقرأ للعراف):

- هو من يريد أن يبحث عن حظه أو بخته أو الطالع الخاص به .. أي يبحث في مستقبله ومستقبل من يشابهه في البرج الذي اتولد فيه .. أي بحث عن قدر عام يتعلق بميلاد أصحاب هذا البرج .. عسى أن يجد فيه ما يبهجه ويشرح صدره .. !!

 

- وهذا النوع من الناس هو الغالب على أحوال كثير من الناس حاليا من خلال متابعة عرافة التنجيم .. حيث يذهبون للعرافين على اليوتيوب والفيسبوك وصفحات الإنترنت المختلفة التي تتكلم عن حظوظ الأبراج .. ويقرأون لهم ما يخبئه القدر لمواليد الأبراج ..!!

- وهؤلاء هم المستمعون والمتابعون لأخبار العرافة .. دون سؤال منهم في شيء ..

 

- ولا يخفى أن هذا السماع والتعرف على أخبار الكهان والعرافين .. هو شيء منهي عنه في الشريعة حتى ولو لم يكن عن سؤال .. وارجع للسؤال رقم (131-133) ..

 

2- الثاني (يتواصل ويسأل على الخاص على طالع المستقبل بصورة عامة):

- هو من يريد أن يعرف أحداث خاصة به عما قد يحدث في مستقبله .. وهذا يتطلب تواصل مع العراف وسؤاله على الخاص أو الذهاب إليه خاصة .. مثل من يذهب لقارئة الفنجان أو قارئة التاروت أو قارئة الودع أو ما شابه ذلك .. ليقرأ له ما يخبئه قدره ..

- ومثل من يريد أن يعرف ما يحدث في المستقبل من خلال معرفة الطالع فيذهب للمنجم فيأخذ اسمه وتاريخ ميلاده ليبحث له عن طالعه ليخبره عما سيحدث معه سواء خير أو شر في خلال الشهر المتاح حاليا ..

- وحكم من يتواصل مع العراف ليسأله .. فارجع للسؤال رقم (131-133) ..

 

3- الثالث (يتواصل ويسأل على الخاص على أمور معينة):

- وهناك من يذهب للعراف فقط ليستخيره في أمور تحدث معه ويريد معرفة ما يحدث معه وما نتيجة ذلك .. كالذي يسأل عن مواضيع معينة بذاتها عن زواج أو تجارة أو عمل أو أحوال ناس ..

 

- وهناك من يتحايل على العرافة .. بعرافة أخرى تسمى باستخارة القرآن أو الكشف بالقرآن أو ما يسمى بفتح المصحف .. وهذا يستخدم للطلب عن مسألة معينة يتطلب بت الرأي فيها على وجه السرعة أو لمعرفة أمر غائب .. أي يتعاملون مع القرآن مثل فتح الكوتشينة والتاروت تماما .. وسبق الكلام والإشارة لهذه الطريقة وما يحدث من ورائها من انحرافات المعالجين .. تحت عنوان (الطريقة رقم (43) - تعرية الجزء السفلي للجسد) .. وسيأتي بيان ذلك في أسئلة قادمة إن شاء الله تعالى ..

- وحكم من يتواصل مع العراف ليسأله .. فارجع للسؤال رقم (131-133) ..

 

#- وخلاصة ما سبق:

- تختلف أحوال طالبي العرافة باختلاف الوسيلة وباختلاف المطلوب .. فهل الوسيلة هي مجرد السماع والقراءة لهم كمعرفة عامة تتعلق بمواليد برج معين .. أم الوسيلة هي التواصل معهم لمعرفة أمور خاصة بهم في واقعهم ومستقبلهم .. أم الوسيلة هي التواصل معهم لمعرفة استخارة خاصة بأمور معينة في مستقبلهم فقط ؟!!

 

*******************

..:: س162: ما هي أصناف العرافين الذين يبحثون في الغيب ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): 

#- إذا كنا قد تكلمنا عن أصناف طالبي العرافة .. وجدت أنه من المهم الكلام عن أصناف العرافين أنفسهم ..
 
1- الصنف الأول: من يغلب عليه الإستعانة بالجن والشياطين .. في معرفة الأخبار وحالهم كحال الكهان الذين يستمعون للجن الذين يلقون الأخبار في أذنهم .. ولكن نظرا لأن الكهانة قليل فاعلها لأنها تتطلب ملكات روحانية خاصة وتواصل خاص مع مستوى عالي من الشيطنة ..
 
2- الصنف الثاني: وهم الذين لا قدرة روحانية لديهم مثل المستوى السابق في التواصل المباشر مع عالم الجن .. فلجئوا إلى الإستعانة بأدوات يتواصلون بها مع هذا العالم الروحاني ليخبرهم من خلال هذه الأدوات عن بعض المعلومات التي يظنها البعض أنها علم بالغيب .. وإنما هي قذف بالغيب أو رجم بالغيب ..  وهؤلاء مثل جماعة التاروت والتنجيم والفنجان والرمل والودع وأشباههم ..
 
- وهؤلاء التواصل معهم ليس بالسماع المباشر من الجن (وإن كان هذا يحدث أحيانا) .. ولكن يكون التلقين من الجن من خلال الوسوسة في نفوسهم بمعرفة ما ترمز إليه هذه الأشياء التي يستخدموها .. ولذلك يقول تعالى: (شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ) الأنعام111-112 ..
 
- فحينما يحدث توافق للنفوس الإنسية والنارية (الجن) .. فيتم حدوث تلقين وتعليم من هذا العالم الناري للعالم الإنسي .. وسبب ذلك هو نوع من الفتنة حتى يتبين من سيتبعهم ومن الذي سيجتنبهم .. ومن يتبعهم فقد سلك مسلك أهل الكفر من الذين لا يؤمنون بالآخرة وإن لم يكن ليس بكافر ولكنه فعل شيئا من أفعالهم .. وعليه أن يتوب ويرجع إلى الله ..
 
3- الصنف الثالث: وهو النصاب الذي يزعم معرفة الغيب أو المستخبي من الأمور .. فهذا أيضا قد لبس ملابس العرافة والكهانة .. وحاله كحالهم من العقوبة .. إلا أنه لا علاقة له بالعالم الروحاني .. ومثل هؤلاء إليك فيهم هذه القصة:

- عن السيدة عائشة قالت: (كانَ لأبِي بَكْرٍ غُلَامٌ يُخْرِجُ له الخَرَاجَ، وكانَ أبو بَكْرٍ يَأْكُلُ مِن خَرَاجِهِ، فَجَاءَ يَوْمًا بشَيءٍ، فأكَلَ منه أبو بَكْرٍ، فَقالَ له الغُلَامُ: أتَدْرِي ما هذا؟ فَقالَ أبو بَكْرٍ: وما هُوَ؟ قالَ: كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لِإِنْسَانٍ في الجَاهِلِيَّةِ، وما أُحْسِنُ الكِهَانَةَ، إلَّا أنِّي خَدَعْتُهُ، فَلَقِيَنِي فأعْطَانِي بذلكَ؛ فَهذا الذي أكَلْتَ منه. فأدْخَلَ أبو بَكْرٍ يَدَهُ، فَقَاءَ كُلَّ شيءٍ في بَطْنِهِ) صحيح البخاري.

- قوله (الخراج): أي ضريبة يدفعها العبد لسيده نتيجة كسبه .. كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر ..

- قوله (فجاء يومًا بشيء): من كسبه .

- قوله (خدعته): دليل على أنه ليس بكاهن فعلا .. وإنما تقمص دورهم فتنبأ لهذا الشخص عمدا وليس عن خاطر .. موهما لهذا الشخص أنه يرى ذلك له ..

- قوله (فقاء): أي استفرغ وتقيأ ما في بطنه .. لأن حلوان الكاهن حرام "مكافأة الكهان" .. حتى لو كان ليس بكاهن له شيطان يلقي إليه .. ولأن كل ما يتم تحصيله بطريق الخداع هو حرام .
 
#- واعلم أخي الحبيب:
- إذا كان الجن لا يعلم الغيب فعلا .. ولكنه يشارك في فتنة المعرفة الغيبية .. وليس معنى أنه لا يعلم الغيب .. أنه فهذا معناه أنك تظن أنه لا يعرف شيئا من الأمور الغيبية التي أظهرها الله في الدنيا وقد يكون أطلع عليها ملائكته .. كما سبق وأوضحنا ذلك ..
 
- فهناك فرق بين كون الجن يعلم الغيب وبين كونه قد يعرف معلومة من الغيب .. فالعلم بالغيب المحيط بكل شيء هو الذي منفى معرفته عن الجن والإنس والملائكة .. الجميع على حد سواء .. ولكن المعرفة الجزئية لشيء من الغيب فليست ممتنعة المعرفة بها طالما أظهرها الله من غيبه المطلق .. فطالما خرجت من غيبه المطلق فهي ليست غيب في الحقيقة وإنما غيب نسبي قد يعرفه البعض والبعض لا يعرفه ..
 

*********************

..:: س163:  ما الذي يدفع هؤلاء العرافين لمعرفة الغيب للناس ؟ ::..

 #- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- كما سبق وتكلمنا عن الدوافع التي تدفع طالبي العرافة لمعرفة العرافة .. فهنا أيضا نبحث في الدوافع التي تحرك العرافين لترويج عرافتهم .. والذي أراه هو عدة أسباب:
 
1- نفوس تطلب حب الظهور الشهرة .. وهم الذين لديهم حب الظهور بكونه استطاع أن يعرف ما هو يخبئه القدر .. فيحاول أن يتجسس على الغيب .. ليكون له السبق في تعريف الناس بما قد يحدث لهم ..
- فجذب انتباه الناس إليه .. ليشيروا إليه بأن له بصيرة في معرفة الغيب ..
- وهؤلاء الناس لهم أشكال مختلفة .. فقد يرتدون ملابس الشيوخ أو ملابس الأجانب .. وتحت مسميات مختلفة:
 
- فمرة يصف نفسه بأنه صوفي .. !!
- وهو ليس بصوفي أصلا وإنما يختبأ وراء عباءة التصوف ليطمئن له الناس ويصدقوه .. وحقيقته هو شخص ضلالي ..!!
 
- ومرة يصف نفسه بأنه معلم أو ماستر للطاقة ويتبع البوذية وتعاليمهم ..!!
- وهؤلاء لديهم نقص في إيمانهم .. وإلا ما كان قاموا بترويج دين غير المؤمنين وجعلوا منه علم وما هو بعلم ولكنها عقائد بوذية يروجونها بالكذب على الناس بأنها نوع من العلم .. !!
 
- ومرة يصف نفسه بالمنجم العظيم الذي يعرف الأشياء من خلال تراكيب النجوم ..!!
- ولو كان صادقا لكان عرف لنفسه من باب أولى وما كان ليتسول بتنجيمه ليأكل من أموال الناس بالباطل ..!!
 
- ومرة يصف نفسه بقاريء الفنجان الذي لا يخيب له قراءة .. وكأن قرائته تأتي مطابقة للواقع تماما ..!!
- ومن يصدق هذا فهو إما جاهل بمعنى علم الغيب أو شخص يبحث عما حدث أو يحدث من خلال إرشاد الجن له من خلال رموز الفنجان .. وفي الحالتين قد انحرف عن الصواب إلى ما فيه حجاب له في العلاقة مع الله ..
  
#- وحب الظهور والشهرة من خلال إظهار أنفسهم بانهم الذين يعرفون من خلال قدراتهم الخاصة .. إنما لها أحد سببين:
أ- إما رغبته بوجود اهتمام ممن حوله به .. وقد لا يطلب مال من وراء ذلك ..
 
ب- وإما رغبته في تحقيق مكاسب مادية ومكانة وسط الناس ..
 
2- نفوس تطلب المال من وراء فعل العرافة .. وكسب أموال الناس بالباطل .. من خلال ما يفعله من باطل .. حتى أصبح الحرام هو مهنة له ..!! إضافة لحب الشهرة والظهور بين الناس ..
 
3- نفوس طالبة للعرافة خدمة للشيطان .. إذا كانت النفوس السابقة قد تكون تفعل العرافة عن غفلة منها بهذه الفتنة لجهالتها بالدين أو لغرور بأنفسهم ..
 
- ولكن هناك نفوس أخرى تتبع العرافة ليس عن غفلة منها بأنها معصية لله .. وإنما هو يفعلها تحديا لله في ملكه ورغبة منه في غواية الناس .. وذلك تنفيذا واتباعا لخطة الشيطان .. لأنه شخص روحاني فاسد جعل من نفسه خدام لهذا العالم الناري .. فعظم من هذا العالم الناري جعل له الكرامة واخلص لهم في طاعته حتى جعلوه كالكلب ليكون خادم مطيعا لهم .. في تنفيذ ما يريدون .. ومقابل ذلك الإضلال لخلق الله فهم يمنحونه قدرات خاصة وعلوم خاصة تعينه أيضا على أذية خلق ربنا ..
 
#- وخلاصة القول:
1- أن هذه النفوس السابقة في استخدامها للعرافة .. مهما كان ميولها النفسية لهذا الفعل .. فهو فعل منحرف وضال ومخالف لشريعة الله ..
 
2- ولو ترتب على ذلك أكل مال من وراءه فهو مال باطل ومحرم .. لأنه مال سحت منزوع البركة من الله وعليه سخط من الله ..
 
3- ولكن انتبه أن منهم نفوس غافلة ومغرورة بالباطل وهي العرافة التي تكسبهم شهرة ومال .. وهناك نفوس أعلنت بالكفر دينا لها لتحديها لله في ملكه خدمة للشياطين وقد يكون ذلك مقابل خدمات أخرى يكسبونها لهم ..

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .