ج29: رسالة الغيب والعرافين والمنجمين - كيف لعاقل أن يستمع لكاهن أو عراف - مناقشة مع عقول طالبي العرافة - هل العراف له القدرة على الاستخارة لك حتى تذهب إليه وتطلب منه ذلك - هل البحث في غيب الماضي حرام ؟ ولماذا - هل يوجد طائفة من الناس موصولين بالجن في غير استمتاع وقد تأتيهم الأخبار دون إرادة منهم - هل كل متصل بالجن مستمتع بهم وما الفرق بين الطالب والمطلوب من الجن - هل معرفة شيء من القدر مستقبلا يعتبر حرام ؟ ولماذا - لماذا العراف قد يصدق مع الذين يذهبون إليه وما حكمة وجوده - ما الذي فعلته في نفسك روحانيا بذهابك للعراف وسؤاله أو متابعته - لماذا تخدع نفسك يا طالب العرافة بأن العراف هو وسيلة توجيه وإرشاد قد يسرها الله لك لمعرفة أمور غيبية ؟!!

        بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

"الغيب والعرافة والكهانة"

(الجزء الثالث من الرسالة)

تعريفات – مناقشات – طرق العرافة قديما وحديثا

(الجزء التاسع والعشرون)

* فهرس:
:: الفصل التاسع والعشرون :: مناقشة مع عقول طالبي العرافة واستفساراتهم ::
1- س164: كيف لعاقل أن يستمع لكاهن أو عراف ؟ (مناقشة مع عقول طالبي العرافة) .
2- س165: هل العراف له القدرة على الاستخارة لك حتى تذهب إليه وتطلب منه ذلك ؟
3- س166: هل البحث في غيب الماضي حرام ؟ ولماذا ؟
4- س167: هل يوجد طائفة من الناس موصولين بالجن في غير استمتاع وقد تأتيهم الأخبار دون إرادة منهم ؟ (والسؤال بعبارة أخرى: هل كل متصل بالجن مستمتع بهم وما الفرق بين الطالب والمطلوب من الجن ؟)
5- س168: هل معرفة شيء من القدر مستقبلا يعتبر حرام ؟ ولماذا ؟

6- س169: لماذا العراف قد يصدق مع الذين يذهبون إليه وما حكمة وجوده ؟

7- س170: ما الذي فعلته في نفسك روحانيا بذهابك للعراف وسؤاله أو متابعته ؟ 

8- س171: لماذا تخدع نفسك يا طالب العرافة بأن العراف هو وسيلة توجيه وإرشاد قد يسرها الله لك لمعرفة أمور غيبية ؟!! 

*********************

:: الفصل التاسع والعشرون ::

:: مناقشة مع عقول طالبي العرافة واستفساراتهم ::

********************

..:: س164: كيف لعاقل أن يستمع لكاهن أو عراف ؟ ::..

(مناقشة مع عقول طالبي العرافة)

 #- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- دعني أناقش معك أخي الحبيب فكرة الذهاب للعراف .. في عدة نقاط ..
#- أولا: العاقل هو من يبتعد عن المشاكل والمصائب قدر استطاعته .. ولكن أن يذهب أحد برجليه ليستمع إلى ما يفقده السلام في حياته ويسبب له ما يفسد عليه مزاجه وحاله .. فهذا بالتأكيد إنسان غير سليم في عقله .. ليه ؟
 
- من الجانب النفسي .. فأنت قد تسمع ما قد يسوئك ويحبطك .. فلو قال لك أحد العرافين أنه يرى أنك ستقع في مشكلة أو سيحدث لك سحر سيوقف حالك أو ستنزل بك مصيبة الموت .. فأخبرني كيف ستعرف أن تعيش بعد أن تسمع ذلك ..؟!!
 
- أما عن الجانب الروحاني .. فأنت لا تتصور ما قد يصيبك من الوسواس الذي سيلازمك مثل ظلك ويكرر في نفسك كلام العراف ليؤكده لك .. وكل فكرة وكل فعل سيحدث قد كلمك عنه العراف سيقول لك الوسواس لقد صدق العراف في كلامه ..!!
 
- فلماذا كل هذا الغم والهم والتعاسة التي أصبحت تعيش بها منذ سماعك من العراف .. وأنت في غنى عن ذلك ؟!!
 
#- ثانيا: وماذا لو عرفت .. هل ستغير القدر ؟
- لأنك إما أن تكون عرفت قدر قد يحدث .. أو عرفت وهما لا وجود له ولن يحدث ..!!
1- فلو كان ما عرفته قدرا سيحدث فعلا .. فهل ستغير من القدر شيء ؟ لا .. فماذا أفادتك عرافته إلا مزيد شقاء لو عرفت سوءا سيحدث لك .. ؟ بل وحرمت نفسك من فرصة نزول اللطف وقت حدوث الحدث لو حدث فعلا ..!!
 
2- ولو كان وهما لن يحدث .. فأنت ظللت تعيش في وهما لا وجود له كالمجانين والمغفلين .. فلماذا فعلت ذلك بنفسك ؟!!
 
3- وفي كلا الحالتين .. أنت خسرت في نفسيتك وفي علاقتك بربك .. لأن أردت معرفة ما لا سبيل لك في جلبه أو دفعه .. لأنه قدر .. والقدر لا يتم تغييره .. فلماذا أصلا تسأل من لا يعلم شيئا في القدر . بل ولن يفيدك بشيء في تغييره .. وبالتالي لن يدفع عنك شرا ولن يجلب لك نفعا ..؟!!
 
4- وطالما لا حول ولا قوة إلا بالله .. وأن الأمر بيد الله وأنت مقر بذلك .. فلماذا لا تلجأ إلى الله وتطلب منه الخير وتسأله أن يدفع عنك الشر ..؟!!
- أمرك عجيب يا أخي ...!!
 
#- ثالثا: كيف تعتقد فيمن لا يعتقد في نفسه ؟ فهل وجدت عرافا يعرف غيبا لنفسه .. لا .. ليه ؟ لأنه يعلم أنه كذاب ..!!
- ألم تسأل نفسك .. لماذا لم نجد في تاريخ العرافين من تنبأ لنفسه بشيء وذكره للناس ؟!! لأنه يعلم أنه كذاب .. فافهم .
 
#- رابعا: كيف تصدق من حاله هو التجسس على قدر الله .. ثم كيف يعرف ما لا إدراك له فيه إلا إذا كان ذلك بوحي من الشيطان يلقيه في نفس العراف ؟!
- فكيف تصدق هذه النفوس حينئذ ؟!! وكيف تأمن على نفسك بعد ذلك أن لن يتجسس عليك ويتتبع أحوالك ؟!!
 
#- خامسا: ماذا يفيدك سماعك وقرائتك لصفحات العرافين كعرافة التنجيم في مطلع كل عام .. إذا قال لك: أن هناك وباء أو حرب ستحدث في منطقة كذا ؟!
- ماذا كسبت من وراء ذلك أو ما الذي انتفعت به ؟!!
- لا شيء سوى أنك تكون عصيت الله ورسوله لو كنت متعمد تكرار هذا الفعل دوما وهو الاستماع إليهم والقراءة لهم لمعرفة حظك اليوم وما هو حال برجك الذي ولدت فيه وما شابه ذلك .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهاك عن الاستماع إليهم ..!!
- أين عقلك لتفكر به يا أخي الحبيب ؟!!
- فهل غابت العقول أم على القلوب أقفال ؟!!
 
#- واعلم أخي الحبيب ..
1- أن قضاء الله يأتي مصحوبا باللطف وهو التدبير الخفي الذي يخفف عنك ما قد ينزل بك من سوء وضرر .. فاحذر من أن تبحث عن تدبير قبل أوانه فتحرم من معية اللطف في القضاء عند نزول بلاءه .. !!
 
2- واعلم أن يقظة القلب تأتي بالأمل دائما في رحمة الله التي هي نفحات من الله كل يوم ولحظة .. فلا تقطع نفحات الله عنك .. بعصيانك لله بما هو ليس بشيء فيه خير لك وإنما هو شر لك .. فانتبه وأفق من غفلة الكهانة والعرافة .. بل وكل ما قد يكون سببا في قطع نفحات وعطايا الله عنك.  
 

****************

 

..:: س165: هل العراف له القدرة على الاستخارة لك حتى تذهب إليه وتطلب منه ذلك ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): 
#- من عجيب الناس التي تذهب للعرافين .. هو أنهم يطلبون منهم الإستخارة .. بل والأغرب هو ما ستقرأه الآن حينما تعلم أن البعض يستخدم آيات القرآن متاجرة بدينه في معرفة الغيب .. ويسميها استخارة القرآن أو استخارة المصحف .. وهذه طريقة منحرفة وباطلة في استخدام القرآن .. وسيأتي الكلام عليه في التعرف على طرق العرافة ..
 
- ولكن لنسأل هنا الذين يذهبون للعراف .. مهما كانت طريقته في معرفة الغيب:
-  ماذا سيفيدك لو طلبت من العراف أن يستخير لك في موضوع ما أنت تسأل عنه هل سيحدث أم لا .. مثل تجارة أو زواج أو عمل أو غير ذلك .. ؟!!
 
- فهل العراف هو من يعلم حقيقة الغيب في هذه الأمور أو أن له معرفة تفوق معرفة الله .. والله لا يعلم ولذلك لجأت للعراف ليعرف لك ؟!!
- لو تظن ذلك فعلا .. فتكون بذلك في حالة كفر بالله .
 
- أم أن توكلك على العراف واعتمادك على مشورته قد أنساك التوكل على الله والاعتماد عليه ؟!!
- فلو تظن ذلك .. فتكون بذلك في حالة غفلة وجفاء إيماني عميق في قلبك .
 
- ألهذه الدرجة غاب عقلك .. وأصابك جفاء إيماني في قلبك .. حتى تظن في العراف أنه يستطيع أن يستخير لك .. فيعلم لك أين الخير فيما تسأل عنه ؟!!
- وكيف يعلم ما لا إحاطة له به أصلا ؟!!
 
- سأفترض مثلا: سيقول لك العراف لا تدخل هذه التجارة لأنك ستخسر مالك .. ولكن هل عرف ماذا ستربح منها ؟ وهل عرف ما سيترتب على ذلك من أحداث قد تكون في صالحك فيما بعد ؟
 
- لو قال لك أن فلانه ليست من نصيبك .. فلعل قوله قد يصدق ظنا منه بذلك .. ولكن ما يدريك ماذا سيحدث بعد ذلك فتكون من نصيبك ؟!!
 
- يعني باختصار .. هل العراف يعلم ما هي حكمة الله في تدبير أموره سواء بالمنع أو العطاء ؟!! بكل تأكيد .. لا .. ولو قلت أنه يعلم بحكمة التدبير فأنت تكون كفرت بالله .. بل ويتم اتهامك في عقلك لأنه كيف لعراف يعلم الحكمة وهو لا يعلم عن نفسه شيئا ..!!
 
- يبقى حتى هذا العراف لو عرف شيء وصدف أنه كان صحيحا .. فهو لا يعرف ولا يدرك ما حكمة الله وراء هذه الأحداث ..!! فلماذا تسأله حينئذ ؟!!
 
- أخي الحبيب .. عليك أن تستعمل عقلك قبل أن تقدم على هذه المعصية التي قد تكلفك كثيرا في العلاقة مع الله ..!!
 
#- ملحوظة هامة:
- قد تستخير الله من خلال توسلك بالقرآن إليه .. فهذه عبودية منك لله .. ولا مانع من التوسل بالقرآن .. ولكن أن تذهب لعراف ليكشف لك من الآيات ما تكون فيها استخارتك .. فهذا تضليل مبين بالقرآن .. والمال المستمد من ذلك مال غير نضيف .. ويكفي أنه شخص يأكل بالقرآن من خلال الباطل ..!!
 
- ولم نسمع في تاريخ الإسلام أن المسلمين الأوائل استخدموا القرآن في معرفة الغيبيات .. ولا توكلوا على عرافين يتاجرون بكل بآيات القرآن فيزعمون أنها ترشدهم للخير .. وإلا كان قادة المسلمين في كل العصور كانوا اتبعوا هذه الطريقة المهينة لآيات الله .. لما فيها من التشبيه بطرق العرافة .. فالغرض في النهاية هو التجسس على القدر من خلال عراف ولكنه يرتدي جلباب ويمسك في يده سبحة ويفتح قرآن أمامه ..!! كوسيلة نصب لكسب أموال الناس بالباطل ..!!
 

********************

 

..:: س166: هل البحث في غيب الماضي حرام ؟ ولماذا ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من الأسئلة التي يسألها طالبي العرافة فيقول: لماذا البحث في الغيب الماضي حرام ؟
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- المشكلة ليست في البحث عن غيب الماضي .. أو بمعنى أبسط البحث عما قد حدث وغائب عنا معرفته .. وإنما في كيفية تحقيق هذه المعرفة .. أي ما هي الوسيلة في تحقيق ذلك ؟
                                                          
1- فلو كنت تبحث من خلال تتبع آثار ودلائل تؤدي إلى نتائج .. فهذا شيء مباح .. لأنها أسباب واقعية ولها إدراك عقلي مفهوم ومعلوم وبالتبعية يستنبط من هذه الدلائل نتائج محتملة قد تفيد اليقين أو الظن ..
 
2- أما لو كنت تبحث عن غيب ماضي من خلال الذهاب إلى روحانيين .. يزعمون أنهم يعرفون معرفة غيب ما مضى .. فهذا يندرج تحت العرافة فعلا .. وعلى هذا ينسب لنفسه معرفة الغيب من خلال الجن والشياطين .. ليه ؟
- لأنهم لابد لهم الإستعانة بالجن والشياطين لمعرفة ما غاب من أحوال ما يتم السؤال عنه لأنه لا يوجد أسباب ظاهرة تؤدي للمطلوب .. فمثلا يستعينون بهم للوصول إلى معرفة الكنوز المخفية .. أو معرفة أحوال الناس .. أو معرفة الشيء المسروق والضائع .. فهذه كلها طرق محرمة لاستعانتك بالجن فيها .. لأنه استمتاع بالجن في جلب نفع لك .. سواء كنت طالب معرفة ما تسأل عنه أو أنت الفاعل بالتواصل مع الجن ..
 
- ولكن لو كان الشخص مشتهر عنه بمعرفة الغيب الماضي فهو عراف ومستمتع بالجن .. وأنت بذلك تكون طلبت الاستمتاع بالجن أنت أيضا من خلال اتباعك لهذا الروحاني العراف .. فتكون عصيت الله مرتين .. مرة باتباع العرافة ومرة باستمتاعك بالجن وتوكلك عليهم ..!! فانتبه .
 

***************************

..:: س167: هل يوجد طائفة من الناس موصولين بالجن في غير استمتاع وقد تأتيهم الأخبار دون إرادة منهم ؟ ::..

(والسؤال بعبارة أخرى: هل كل متصل بالجن مستمتع بهم وما الفرق بين الطالب والمطلوب من الجن ؟)

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- لعل هذا السؤال خارج عن الرسالة ولكنه مهم ويتبع السؤال السابق في توسيع دائرة الفهم .. لأنه قد يظن القارئ أن كل من يعرف أخبار هو عراف .. وهذا مفهوم خاطئ وفيه خلط لمن يظن ذلك لأنه لم يميز بين من هو طالبا للجن وبين من هو مطلوب من الجن .. فليس كل متصل بالجن مستمتع بهم ولا عراف ..!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أولا: توضيح بعض المفاهيم ..
- لعل من الأمور التي تختلط على بعض أهل الفتوى في فتاويهم .. هو عدم التمييز بين طالب الجن والمطلوب من الجن .. والفارق كبير جدا ..
 
1- فطالب الجن: هو من طلب التواصل مع الجن عن إرادة منه ورغبة وعزيمة في حدوث ذلك .. طالبا منهم أن يخدموه ..
- وكما قلنا كثير لا يوجد مجانيات في العالم الروحاني .. فلا خدمة إلا بمقابل .. والمقابل يكون أن تكون أنت الخدام لهم ومن ذريتك من يكون كذلك خاصة الإناث فيهم .. وبداية خدمتك لهم هو احتياجك إليهم وتوسلك إليهم في أن ينفعوك بشيء من قدرتهم أو يحموك بما لديهم من قدرات خاصة بهم .. !!
 
- وللأسف هؤلاء باعوا أنفسهم تحت أقدام الجن بالرخيص وكلها أوهام ولا تحدث .. وإلا كان الجن والشياطين دفعوا عن أنفسهم سيطرة سليمان عليه السلام عليهم .. وما كان استطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يمسك الشيطان بيده ويخنقه .
 
- ولو كان لهم قدرة على بن آدم بخلاف ما قدره الله .. فلماذا لم يطغوا علينا بما أعطاهم الله من قدرة ؟!! لأنهم لا حول لهم ولا قوة .. ولكن كثير من الناس لا يعقلون ويعظمون من شأن الجن ..!!
 
- والعزيز بالجن في ذلة وإهانة .. والعزيز بالله في عزة وكرامة .
 
2- المطلوب من الجن: هو لم يطلب الجن وإنما الجن هم من طلبوه وأرادوا التواصل معه .. فيظهرون له خيالا مرئيا أو هاتفا سمعيا أو قد يجمع له بين الأثنين وأحيانا يكون التواصل مناميا .. وغالبا يكون هذا الشخص يحدث معه خوارق عادات لا يمكن أن يحكمها قانون الأسباب ..
 
- وهؤلاء قد وصفتهم بأنهم المطلوبين من الجن كما ذكرت ذلك في رسالة "زمن أولياء الجن" .. وهؤلاء المطلوبين يقوم الجن بعمل اتصال بينهم وبين ذلك الإنسي .. لأن فيهم تفعيل روحاني جذب الجن إليهم ليتواصلوا معهم .. وغالبا يكون هؤلاء الناس مقهورين على هذا التواصل .. وإن كانوا ليسوا مقهورين على تنفيذ ما يقال لهم إلا من انقلب حاله من مطلوب إلى طالب لخدمة الجن .
 
#- ومن مواصفات هؤلاء المطلوبين .. أنه لا يخلو من أحد وصفين:
- الأول: أنه يمتلك قلب له علاقة محبة للبسطاء والفقراء ويحب عمل الخير .. حتى ولو كان غير مؤمن .. ثم قد يكون له مزيد حال مع الله بالعبادة فهذا يكون له شأن آخر ..
- الثاني: قد يكون يمتلك قلبا يحمل سوادا في نفسه مملوء غلا وكراهية للناس ..
 
- وسواء هذا أو ذاك .. فهذا الشخص يجب أن يكون له تفعيل روحاني قوي يظهر فيه .. لدرجة أنه يسمح للجن بالتواصل معه بسهولة .. وبقدر عمله مع الناس خيرا أو شرا .. يكن وصله من هذا العالم الروحاني .. لأن المعاملة مع الناس حبا في قضاء حوائجهم ومساعدتهم والإحسان إليهم بدون مقابل هي دليل الإخلاص وطهارة القلب .. كما لا يخفى مدد ومعونة اللطف الخفي أيضا الذي تصاحب هؤلاء الطيبين لأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ..
 
- أما عن الذين لديهم مس من الجن بالضرر .. فهؤلاء مطلوبين ولكن بالأذى لهم .. لأسباب وحكمة أرادها الله فيهم منها الإبتلاء لهم ..
 
- ملحوظة مهمة:
- قد ينقلب حال المطلوب إلى طالب لو تعلق بهم الشخص حتى أصبح هو المستحضر لهم عن إرادة منه ورغبة في ذلك .. وبالتالي تنقلب الأحكام ويصبح خاضع ذليل لهم .. بعد أن كان سيد نفسه وفي عصمة منهم .. وهذا غالبا يحدث مع أصحاب القلب الذي غلبه حب الأذى للناس فينقلب حاله إلى ساحر لأنه افتتن بقدرات الجن .. !!
- وهذه المسألة فيها بعض التفاصيل .. وليس هنا المجال لمناقشتها .
 
#- وما أريد أن أذكره لك هنا .. هو أنه إذا كان البعض يستمتع بالجن عن إرادة منه في ذلك ورغبة وعزيمة .. إلا أنه يوجد من هو موصول الجن أيضا في غير استمتاع بهم ..!!
 
#- ثانيا: يوجد فئة من المطلوبين والذين هم قد يكونوا موصولين بالجن في غير استمتاع بهم .. وقد تأتيهم الأخبار عن أحوال بعض الناس دون إرادة منهم في ذلك ولا رغبة ولا عزيمة ..
 
- وهم الذين يغلب الجن على أحوالهم دون إرادة منهم في حضورهم ولا التواصل معهم .. بل فجأة يهجمون على الشخص بالأخبار دون إرادة منه .. فهؤلاء الناس لا حول لهم ولا قوة في طلب ذلك ولا الرغبة فيه .. وغالبا يكون التعرف على أحوال البعض كرسائل يتم تبليغها لهم أو للإحتراس من بعض الناس .
 
- فهؤلاء الناس لا يندرجون تحت باب الإستمتاع بالجن .. لأنهم لم يسعوا لذلك ولا يسعون لطلب ذلك .. وهؤلاء الناس قد تُلقى إليهم الجن ببعض أخبار الناس وأحوالهم .. دون إرادة لهؤلاء الناس في معرفة ذلك .. وقد تكون الأخبار صحيحة أو غير صحيحة .. لأن هذا يتوقف على عوامل منها انفعالات الشخص في لحظة تلقيه الأخبار .. وهذه مسألة أخرى لا نناقشها هنا ..
 
- وإنما فقط هنا نناقش نقطة مهمة وهي .. أن هناك بعض الناس قد يلقى إليها الأخبار من الجن .. ليس طلبا منهم بذلك .. وإنما الجن هم من يلقون ذلك إليهم .. وفي أحيان يتم توجيه هذا الموصول بالجن أن ينقل أخبار لآخرين على سبيل التوعية والنصيحة له من خطر قد يحدث له من موضوع ما ..
 
#- وخلاصة القول:
1- لا تتهم أحد بالعرافة أو بالاستمتاع وأنت لا تعلم حاله ومنهجه حتى يتبين لك حقيقته ..
- فلا تكن كالجاهل الذي يكفر بعض الروحانيين ويدخلهم النار ويحرض الناس عليه ليؤذوه .. لمجرد أنه بلغه أن فلان قد يكون مصاحب له جن .. !!
- فهذا الجاهل المؤذي له حساب كبير عند رب العالمين لأنه قد يشهد شهادة زور في حق إنسان تؤدي لنفور الناس عنه واعتدائهم  عليه ..
 
2- ولمعرفة الفرق بين الطالب والمطلوب .. هو أن المطلوب لا يظهر حاله للناس .. وفي نفسه رحمة واسعة للبسطاء .. وفي نفسه زهد للدنيا .. والموت بالنسبة إليه قدر أمام عينه في انتظاره .. والمؤمن فيهم عزيمته (يا رب) وليس (يا عبد) .. ولا يبالي بمن حضر من العالم الروحاني ولا بمن فقد .. فالجميع في حضرة لا حول ولا قوة إلا بالله ..
- ويكفي الإشارة هنا بين الطالب والمطلوب ..  
 
#- انتبه جيدا أخي الحبيب:
- في هذا الجزء السابق تكلمت عن المطلوبين من الجن .. ولم أتكلم عن المطلوبين من العالم الروحاني ..!!
- لأنه إذا كان هناك من هو موصول بالجن الذي صلح حاله وليس بالمفسدين .. فاعلم أن هناك من هو موصول بالملائكة من لطف الله الخفي ورحمة به .. وهناك من هو موصول بالملائكة عقابا له وحسرة عليه .. وهذا له موضوع آخر في رسالة أخرى (رسالة المدد الإلهيِّ والتدبير الخفيِّ في مملكة الله العلي) يسر الله في كتابتها إن شاء الله تعالى ..
 

********************** 

.:: س168: هل معرفة شيء من القدر مستقبلا يعتبر حرام ؟ ولماذا ؟ ::..

 
- وأيضا من الأسئلة التي يسألها طالبي العرافة .. فيقولون: ولماذا التعرف على غيب المستقبل حرام في حين أنه يمكن التعرف حاليا على امور مستقبلية .. كأحوال الطقس ؟!!

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- المشكلة ليست في البحث عن غيب المستقبل الذي ينفع الناس ولا يفسد عليهم إيمانهم .. وإنما في كيفية تحقيق هذه المعرفة .. أي ما هي الوسيلة في تحقيق ذلك ؟
 
1- فأنت طالما تريد معرفة شيء من المستقبل بطريق مشبوه ومحرم كالعرافة والكهانة .. فهو تجسس على قدر الله .. فضلا عن أن ما يأتيك من وراء هذا الغيب هو ليس بعلم حتى تساويه بعلم المادة الذي تظهر نتائجه ويتم ملاحظتها .. وإنما رجما بالغيب .. لأنه لا يقين فيه حيث يغلبه الظن والكذب وأحيانا شيئا من الصدق ..
 
2- ولكن ليس طلب معرفة كل غيب مستقبلي هو حرام .. لأنه قد يطلب المؤمن من الله أن يوجهه إلى ما فيه الخير له .. فظهر له علامات في قلبه أو في منامه يتبين له أن الخير فيما سأل عنه هو بالاستمرار فيه أو الإمتناع عنه ..
 
3- وهناك ما يتم إلقاءه في الخاطر من أمور مستقبلية دون إرادة منك .. وتشعر بها وكأنها يقين .. ثم تحدث بعد ذلك فعلا .. فهذا أيضا وسيلة لا اتهام فيها لأنها أتتك دون طلب منك .. مثل أن يلقى في خاطرك أن فلان سيرزق بأولاد أو سيتزوج قريبا أو سيعمل في الخارج أو سيتم رفع بلاء عنه أو ما شابه ذلك ..

4- إنما العِرافة المذمومة شرعا .. فهي التي تتكلم عن الغيبيات التي لا إدراك للحواس الظاهرة بها سواء بنفسها أو بواسطة .. وأقصد بكلمة واسطة أي مثل الآلات والأدوات العلمية التي باستخدامها يتم مثلا معرفة أخبار الطقس نتيجة الظواهر الطبيعية المرئية بهذه الآلات .
 
5- لا تخلط بين العرافة المستمدة من إلقاء الشياطين في النفوس .. والمعرفة المستمدة من العلم وتجارب الحياة .. فهذا لا يصح أن يقال عنها عرافة .. مثلما يقول الطبيب لشخص ما مصاب بمرض قاتل فيخبره أن أيامه معدودة ... أو كعالم الفلك الذي يظن من الظواهر الطبيعية أنه قد يحدث أمطار أو قد تزداد البرودة .. فهذه تسمى احتمالات الحياة بناء على تجربة الحياة وخبرتها .. وهكذا .. وإن كانت معرفة غيبية ومستقبلية ولكنها لا عِرافة فيها بالمعنى المذموم لأنها مبنية على ظاهرة مادية واقعية متكررة ويترجمها العقل بحكم العلم أو التجربة إلى أقرب تحليل ونتيجة يعلمها بحكم الخبرة العملية والعلمية.
  

#- إذن ليست المشكلة في أنه قد ينكشف لك شيئا من غيب المستقبل .. لأن ما قد تعرفه أصلا هو غيب نسبي يكون غيرك قد عرفه وهم الملائكة .. ولكن المشكلة إنما تكون من خلال الوسيلة التي اتبعتها في الوصول لهذه المعرفة .
 
- كما أنه ليس معنى أن تدرك شيء نسبي من المستقبل فهذا معناه أنك تعلم الغيب .. !! لا .. لأن علم الغيب يستوجب إحاطتك بالغيب كله .. وهذا لن يكون إلا لله رب العالمين .. ولا يعلمه إلا الله .. وإنما يقال أن الله ألهمك بشيء من الغيب ..
 
#- ولذلك حينما تقول (عالم الغيب) فتفهم من ذلك أنه أحاط بعلم الغيب .. أي أنه محيط بكل تفاصيل الغيب في كل الأزمان وكل الأماكن ..!!
 
- ولكن الرؤية المستقبلية لعمومية أو خصوصية حدث .. مثل أن ترى شيء قد يحدث في منطقة معينة أو ترى شيء قد يحدث لك أو لغيرك .. فهذه الرؤيا قد تحدث ..  لأن في عالم الرؤيا قد يدرك الإنسان من المستقبليات أمور تحدث بعد ذلك .. وهذا للكافر والمؤمن على حد سواء .. لأنها عطاء ربوبية أي رزق عام لعموم الناس ..

 *****************

..:: س169: لماذا العراف قد يصدق مع الذين يذهبون إليه وما حكمة وجوده ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- قد يخبرك البعض .. أن لديه عرافا كثيرا ما يصدق في عرافته من خلال استخدام التاروت والفنجان .. فلماذا يحدث ذلك ؟

- فقل له: لابد أن يحدث ذلك .. لأنك أنت طلبت الفتنة من أصحاب الفتنة فحدثت لك الفتنة .. فهذا كان اختيارك وقرارك ..!! فسلط الله العراف ليفتنك بسبب اتباعك لعصيان الله .. فتعيش تعيسا في وساوس العراف .. عقابا لك على رغبتك في التجسس على غيب الله ..

 - ثم من قال لك أنه يصدق في غيب الله ؟!! فلو كان يصدق لكان عرف لنفسه وطلب من وراء ذلك الخير لنفسه ...!! أما معرفته لك لأمور حاضرة أو قد حدث في فترة قريبة فإنما لأنها حدثت فعلا أو تم الترتيب لها ولكنك لا تعرف ذلك .. ووسيلته في تحصيل هذه المعلومات هي الشيطان الذي يخدمه ويأتيه بالمعلومات .. فكن يقظا بعقلك لتدرك ما يحدث .. وكفاك عصيان لله ..!!

2- فإن قال لك: ولكن الغيب لا يعلمه إلا الله .. فكيف هذا العراف قد عرف ؟

- فقل له: ومنذ متى غيب الله يعرفه الضالون ؟!! وإنما هذا رجما بالغيب أو قذف به .. أما عن كونه كيف عرف .. فالإجابة على ذلك من أبسط ما يمكن .. إذ من أين يحصل الضالون على ضلالهم إلا من خلال واسطة شيطانية ؟!!

 

3- فإن قال لك: ولماذا لم يحميني الله من الفتنة ؟

- فقل له: وهل أنت لجأت لله ليحميك من الفتنة أم أنت الذي عصيت الله وذهبت للفتنة ؟ فكيف تتجرأ بعد عصيانك لله وتقول بعد ذلك أين حماية الله لك ؟!!

 

4- فإن قال لك: لماذا تتم فتنة الإنسان من كلام العراف ؟

- فقل له: لأنك أنت من أردت فتنة نفسك .. ولتنكشف حقيقة نفسك حيث يقول تعالى: (لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ) الحج53.

 

5- فإن قال لك: ولماذا يترك الله مثل هؤلاء ؟

- فقل له: اختبار لكثير من الناس حتى يظهر حال من يطيع الله ومن يعصي الله .. وهذا حال كل فتنة .. يقول تعالى (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) الأنبياء35 ..، وأنت واختيارك .. حيث يقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) الجاثية15.

 ************************

..:: س170: ما الذي فعلته في نفسك روحانيا بذهابك للعراف وسؤاله أو متابعته ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

 #- وانتبه أخي الحبيب للآتي جيدا:

- ذهابك للعراف مهما كانت طريقة فعله للعرافة .. فأنت بخلاف عصيانك لله تكون آذيت نفسك روحانيا  .. حيث أنك جعلت للشيطان سلطان عليك لحظة أن سمحت لهذا العراف أن يكشف لك عما تريد الاستعلام عنه .. لأن شيطان العراف لا يفعل شيئا مجانا ..!!

 

- فكما أنت طلبت أن تستمتع به .. فلابد للشيطان أن يستمتع بك .. وللشيطان في ذلك طرقه الخاصة وأهمها هو الاستيلاء عليك بالوسواس ..!!

 

- فانتبه .. لأن ذهابك للعراف هو تصريح منك وإذن عام منك .. بأن يتسلط عليك الشيطان في سبيل أن ينفعك الشيطان بما لديه من معرفه أنت تطلبها .. ولا تلومن سوى نفسك ..!!

- ومن يتوب فإن الله غفور رحيم .. فأسرع بالتوبة وطلب الغفران من الله .. فالأنفاس قليلة ويوم القيامة قريب .

- ولا يخفى أن من لديهم مشكلة روحانية أصلا وذهبوا لأهل العرافة من الروحانيين .. فإن المشكلة ستكون كبيرة فعلا ..!! وحتى لو لم يكن الروحانيين من أهل عرافة ولكن لديهم استمتاع بالجن .. فالذهاب للروحانيين وأنت تعلم انه مستعين ومستمتع بالجن .. فلا تلوم سوى نفسك .. وكما أخبرتك لا يوجد مجانيات في العالم الروحاني ..

- والصادقين فقط وأصحاب القلوب المحبة للخير .. هم فقط من ينفعل معهم العالم الروحاني بالخير ودون إرادة من الإنس .. وهؤلاء هم المطلوبين من العالم الروحاني .. كما سبق بيان ذلك .. وشرحنا بعض أوصافهم ..

************************

..:: س171: لماذا تخدع نفسك يا طالب العرافة بأن العراف هو وسيلة توجيه وإرشاد قد يسرها الله لك لمعرفة أمور غيبية ؟!! ::..

- قد يخطر على بال البعض من طالبي العرافة فيقول مبررا ذهابه للعرافين: أن العراف ما هو إلا وسيلة قد سخرها الله لنا لنعرف أمور من الغيب تساعدنا على اتخاذ القرارات .. ولو لم يرد الله ذلك فلماذا أعطى للبعض القدرة على العرافة ؟!!

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- هناك وسائل مباحة أعطاها لنا الله يمكننا من خلالها أن نبصر ما قد يكون عليه الأحداث .. من باب الأسباب والنتائج .. أو استشارة أهل العلم .. أو من خلال الاستخارة لله ودعاءه ..

- وهناك وسائل منعنا عنا الله .. لأنه لا يحبها ويغضب على من يتبعها ويعاقبه عليها .. ومن هذه الوسائل هي العرافة والكهانة بكل أسبابها وطرقها .. لأنها تجسس على غيب الله .. وتمنع التوكل على الله ..!!

- فلماذا تذهب إلى ما نهى الله عنه ولا تفعل ما هو مباح ..؟!!
 
2- يقول تعالى: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا) لقمان34 .. فكيف يعلم لك العراف أن ما تسأله عنك هو سيحدث أو لا .. أم هو خير أم شر .. إذا كان لا يعرف ما تكسب كل نفس في غد ؟!!
- ثم كيف يتصور عقلك من خلال أدوات يلقيها ثم يخبرك بما سيكون ؟!! بل إن هذا قذفا بالغيب بلا دليل عليه إلا محض دجل ومخادعة ولا دليل عليه إلا الظن .. فلماذا تضيع وقتك مع شخص يستغفلك ويضللك ..؟!!
 
3- يقول تعالى: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) النمل65 .
- أي لا يعلم أحد الغيب في السماوات ولا في الأرض إلا الله .. وهو الغيب الذي لم يظهر في الوجود ولا أمارة ولا دلالة عليه .. وهذه الآية هنا تشير إلى غيب المستقبل ..
 
- وجاء بلفظ (مَنْ) للعاقل .. حتى تفهم أنه إذا كان العقلاء لا سبيل لهم لهذه المعرفة من سبيل وهم عوالم الإنس والجن والملك .. فكيف لأدوات العرافة والتنجيم أن تعرفك الغيب وهي أمور غير عاقلة ..!!
 
4- ولو كان هؤلاء لا يزعمون معرفة الغيب .. فعرافتهم تثبت أنهم يزعمون معرفة الغيب .. وإلا فلماذا الناس تأتيهم ؟ ولماذا هم يتكلمون في الغيب ؟!!
 
5- من تزيين الشيطان لك .. هو أن يجعلك تذهب للعراف .. ليستخدم لك أدوات العرافة تحت مسمى أنها قد تكون إشارة من الله لك فيما تريد السؤال عنه .. وذلك من خلال أسلوب الطرق .. كرمي الودع وضرب الرمل بالعصا وهو أن تخط بالعصا على الرمل خطوطا .. أو رمي الأحجار الصغيرة على الأرض أو رمي العظام أو رمي أوراق شجر صغيرة أو رمي النرد ..
 
- وكل ذلك لا يمكن أن يكون إشارة من الله ..!!
 
- وكيف يكون إشارة من الله وهو فعل فيه معصية لله بأنك تتجسس على الغيب على يد عراف أو قد تكون أنت عراف نفسك ..؟!!
 
- وطالما الغيب كله لله .. فلماذا لا تأتي الإشارات من قرائتك في كتاب الله .. أو من خلال دعائك له واستخارتك له .. أو من خلال دلالات الأسباب الظاهرة ..؟!!
 
- ولكن الشيطان هو من زين لك في نفسك فكرة أن هذه أداوت أوجدها الله لتيسر لك أمورك .. ولكن في الحقيقة أن هذه أدوات أوجدها الشيطان في نفوس من زين لهم ذلك ليتجسسوا على غيب الله فيعصوا الله ويصلوا العباد ..
 
- ألا زلت لا تفهم أن المسألة فيها شيطان يحرك هذه النفوس بهذه الأدوات حتى تضل ..!!
 
6- فلماذا هذه الأشياء لا تدلك على الرزق الوفير ؟ ولماذا لا ترشدك إلى المسابقات المالية الكبرى كيف تكسب فيها ؟ ولماذا لا ترشدك في خروجك من المرض لو أصابك ؟ ولماذا لا ترشدك إلى ما تصحح به إيمانك وعلاقتك مع الله ؟!!
 
- وهذا يظهر لك مدى فساد عقلك وكيف زين لك الشيطان سوء عملك على أنه إشارة من الله .. حتى تستمر على ضلالك ..!!
 
7- دائما الشيطان يزين الباطل في نفوس أهل الباطل .. مثل من يتبع أسلوب الربى .. فيقول أنها تجارة .. فيعطي الشخص مالا .. ثم يحكم عليه بأن يرده إليه مضاعفا كأنه باعه هذا المبلغ .. فهذه بالنسبة إليه هي تجارة لأن صاحب الربى جعل من المال مجرد سلعة يبيعها للآخر بثمن .. ولكن الحقيقة هي أن المال ليس سلعة ليتاجر فيها .. وإنما هو مال في ذاته لا قيمة فيه أكثر مما هو عليه ..!!
 
- فلا تغتر يا طالب العرافة بالعراف .. وتخدع نفسك فتقول لها: لعلها علامة وإشارة من الله على يد شخص كما تأتي بعض الاشارات على يد البعض .. !!

- لا يا طالب العرافة .. فهؤلاء ليس أحوالهم بأحوال صالحين .. وهذه ليست إشارات ربانية .. وإنما هي عرافة نهى الله عنها مصحوبة بمعصية لله .. فلا تخدع نفسك ..!!

************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .