ج30: رسالة الغيب والعرافين والمنجمين - إلى أي مدى وصلت العرافة في زماننا - هل العرافون تنفعهم صلاتهم وزكاتهم وأعمالهم في الخير طالما يعملون أفعال الجاهلية - ما هي الأسباب التي ساعدت العرافين على نشر العرافة في زماننا - ما هي أغراض الشيطان من وراء انتشار العرافة وتجنيد العرافين - هل المتبع لمنهج الشيطان من طالبي العرافة والعرافين يمكن لهم العودة والرجوع إلى الله

         بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

"الغيب والعرافة والكهانة"

(الجزء الثالث من الرسالة)

تعريفات – مناقشات – طرق العرافة قديما وحديثا

(الجزء الثلاثون)

* فهرس:
:: الفصل الثلاثون :: أسباب انتشار العرافة في زماننا وغرض الشيطان من ذلك ::
1- س171: إلى أي مدى وصلت العرافة في زماننا ؟
2- س172: هل العرافون تنفعهم صلاتهم وزكاتهم وأعمالهم في الخير طالما يعملون أفعال الجاهلية ؟
3- س173: ما هي الأسباب التي ساعدت العرافين على نشر العرافة في زماننا ؟  
4- س174: ما هي أغراض الشيطان من وراء انتشار العرافة وتجنيد العرافين ؟
5- س175: هل المتبع لمنهج الشيطان من طالبي العرافة والعرافين يمكن لهم العودة والرجوع إلى الله ؟

*********************

:: الفصل الثلاثون ::

:: أسباب انتشار العرافة في زماننا وغرض الشيطان من ذلك ::

********************

..:: س171: إلى أي مدى وصلت العرافة في زماننا ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أصبحت قراءة القهوة وقراءة الكف وقراءة الطالع من خلال كوتشينة التاروت أو من خلال النجوم .. لها برامج متخصصة واحترافية على الموبايلات .. يتم تحميلها على الموبايلات .. دون ذكر أسماء هذه البرامج .. إلا أنها أصبحت مشهورة ..!!
 
- وهناك بعض العرافين من يتركون رقم الواتساب الخاص به وتصور له الفنجان أو تصور له كف يدك وترسل له مبلغ مالي ثم يفسر لك الفنجان أو يقرأ لك الكف ..
 
- وأصبح موضوع العرافة هو تجارة تحقق مكاسب خيالية من أكل أموال الناس بالباطل .. وقد بلغت من الإنتشار والتربح من أقبح ما يمكن أن يتخيله عقل في أي زمن ماضي ..!!
 

****************************

..:: س172: هل العرافون تنفعهم صلاتهم وزكاتهم وأعمالهم في الخير طالما يعملون أفعال الجاهلية ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): 

- بعض العرافين لا يعرفون خطورة الطريق الذي يمشون فيه .. وهو طريق العرافة .. ويظنون أنهم حتى لو صلوا وصاموا وفعلوا خيرا فهذا يعافيهم مما يفعلون .. وهذا ظن إنسان مغرور ومستدرج من الشيطان ..
 
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من ادَّعى دَعوى الجاهليَّةِ فإنَّهُ من جُثى جَهَنَّم، فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ وإن صلَّى وصامَ؟ فقالَ: وإن صلَّى وصامَ، فادعوا بدَعوى اللَّهِ الَّذي سمَّاكمُ المسلِمينَ المؤمنينَ، عبادَ اللَّهِ) صحيح الترمذي.
 
- معنى (دعوى الجاهلية): أي من دعا إلى فعل كانت تفعله العرب في الجاهلية وهو مخالف للشريعة ..
 
- معنى (جُثَى جهنم) بضم الجيم وياء مقصورة: جمع جُثوة وهي الشيء المجموع مع بعضه .. والمقصد أن فاعل ذلك هو مع الجماعات التي سيكون محلها في جهنم جزاء لإحياءه فتن الجاهلية .. وإن صام وصلى .. !!
 
- وروي بلفظ (جُثِيِّ) بتشديد الياء: جمع جاث من يجثو على ركبتيه .. وهو الوقوف على الركبتين .. وهو تأكيد لحالهم بحال الظالمين في جهنم كما في قوله (وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً) مريم 72.
 
- ومن دعاوي الجاهلية .. هي الإستعانة والإستعاذة بالجن والاستغاثة بهم ليحموهم من جن آخر .. أو يرجونهم ليعرفوا الأخبار .. فيتواصلون معهم طلبا للكشف الروحاني سواء كعرافة أو كهانة .. والعرافة (لمعرفة الغيبيات من خلال فتح المندل وقراءة الفنجان وقراءة الكف والتاروت والودع والرمل وما شابه ذلك) .. أو الكهانة (لمعرفة الغيبيات من خلال التواصل الشيطاني المباشر) .. وكل هذا من أفعال الجاهلية .. !!
 

**************************

 

..:: س173: ما هي الأسباب التي ساعدت العرافين على نشر العرافة في زماننا ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): 

- قبل الكلام عن طرق العرافة المختلفة في مر العصور .. فأريدك أن تعرف أخي الحبيب أن هناك أسباب مختلفة وراء انتشار العرافة في زماننا هذا ..
 
#- فمن أسباب انتشار العرافة:
1- هو ضعف العلاقة مع الله .. وجفاء الإيمان في النفوس حتى فقدوا التوكل على الله وبحثوا عمن يتوكلون عليه بتدبير أمورهم .. وكأن العراف له القدرة على التوجيه إلى الخير والبركة .. والله غائب عن معرفة ذلك ..
- ولو لم يكن العراف لا يعرف الغيب لمن يقول بذلك .. فلماذا ذهبوا إليه ؟ وإن كان يعرف الغيب فبماذا نفعهم ولماذا لم ينفع نفسه ؟!!
 
2- سهولة التواصل والانتشار .. حيث أن ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الإعلامية المختلفة المجانية سواء المرئية كاليوتيوب أو المكتوبة كالفيسبوك وغيرهم .. فهذه الوسائل قد ساعدت هؤلاء العرافين على الانتشار والتواصل بصورة كبيرة .. دون أي رقابة عليهم .. فنشروا الفساد في الأرض .
 

************************

..:: س174: ما هي أغراض الشيطان من وراء انتشار العرافة وتجنيد العرافين ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قد يكون هذا السؤال غريب .. ولكن الشيطان لا يقوم بتجنيد جماعة من الناس ليخدموا منهجه إلا لو كان له من وراء ذلك أسباب ستؤدي في النهاية إلى وجود مكاسب له .. فمن هذه الأسباب التي يريدها من وراء العرافة بطرقها المختلفة:
  
1- جذب من لديهم تفعيل روحاني من خلال استدراجهم بالفضول .. فيبدأ من لديه تفعيل روحاني غير نشط .. فيشعر بأنه يفهم أدوات العرافة التي يراها وكان هذه الرموز يتم فكها في عقله دون إرادة منه وكأنه يقرأ كتاب بلغة مفهومة .. وهذا يجعله يزيد من التعرف على هذا العالم وشيئا فشيئا يجد نفسه يريد الظهور والشهرة بين الناس بأنه الذي يعرف وهكذا تستمر الفتنة ..
 
#- ويترتب على الخطوة السابقة تنشيط البوابات الروحانية وتفعيلها عند الإنسان بعد أن كانت خامدة .. وذلك حتى يسهل أمر مهم جدا لعالم الشياطين ..
- وهذا الأمر المهم هو: سهولة التواصل الشيطاني مع من لديهم تفعيل روحاني .. ويسهل التواصل معهم .. مما يساعد الشياطين في سهولة ويسر تجنيد مثل هؤلاء لخدمة الجن والشيطان في تحقيق منهجية الشيطان في غواية الإنسان .. فيسعى الشياطين في تجنيد من لديهم تفعيل روحاني من خلال إغرائهم ببعض الملكات الروحانية .
 
2- إفساد عقيدة المؤمنين .. حيث يريد الشيطان وبعض النفوس الملحدة التي انحرفت عن الله وجحدوا إيمانهم .. أن يزرع الشك بأن هناك من هو يعلم الغيب .. وبالتالي فإن المؤمنين لو قالوا أن الله هو عالم الغيب .. فيقال لهم: لو كان الله يعلم الغيب فكيف هؤلاء يعلمون الغيب ؟!! ولو كان من صفة الإله علم الغيب .. فبهذا المنطق يكون هؤلاء العرافون آلهة ..!!
 
#- وكما ذكرت لك أخي الحبيب كثيرا أنه لا أحد يعلم الغيب كما يزعم هؤلاء الكاذبون .. ولو كان يعلم حقا هناك من يعلم الغيب لكان أخبرنا عما سيحدث معه من أحداث .. وما كان وما يكون وما سيكون فوق الأرض وتحت الأرض ويوم البعث ..!!
 
3- غواية الناس بجذبهم للمعصية والضلال .. فإن لم يستطع الشيطان إفساد عقيدة المؤمن فهو يسعى لجذب الناس إلى المعصية والضلال .. لإبعادهم عن طريق الله والحق وقراءة القرآن وذكر الله .. وبالتالي تكون وسيلة سهلة ليؤثر الشيطان عليك ويفسد عليك حياتك من خلال عصيانك لله باتباع وسائل العرافة .
 
4- تعظيم الجن .. فالشيطان يريد أن يقوم بتبليغ رسالة في نفوس الناس من خلال هؤلاء العرافين الذين هم اتباعه وجنوده .. حيث يريد أن يجعلك تؤمن بأن للجن والشيطان قدرات مؤثرة وحاضرة وهو الأولى أن تتجه إليه دائما وتتخذه وليا لك ونصيرا .. حيث أنك تجد ما تطلب ميسرا لك كلما أردت ذلك .. وهذا ما لا تجده في نفسك كمؤمن مع الله حينما تدعوه .. بدليل أنك تدعو وتدعو وتدعو .. وتريد أن يرشدك الله في المسألة التي تريد السؤال عنها ولكن لا تجد شيئا ..!!
- وهذا التأثير الشيطاني السابق في هذه الجزئية فيه دلالة على غباء الشيطان وغباء من يستمع إليه .. ليه ؟
 
- لأن الشيطان لو كان يستطيع أن ينفع نفسه .. لكان جعل من نفسه خيرا ومحبوبا في نفوس الناس وليس عدوا للناس وما كان جعل من نفسه عدوا لله ..
 
- أما عن غباء الإنسان .. فكيف يذهب إلى من لم يستطع أن ينفع نفسه بشيء ؟ بل وكيف يظن في الشيطان الخير وهو لا يعرف إلا الشر ؟ ولو كان من يذهب لطرق العرافة هو مؤمنا حقا ما كان يئس في توكله على الله واتجه للشيطان متوكلا عليه وهو الذي لا يستطيع أن ينفع نفسه بشيء ..!!
 
#- فثبت بذلك أن كلاهما قد استولى الغباء عليه .. وتشابهت القلوب في الضلالة والإنحراف .. وظهر من وراء ذلك فضيحة هذه النفوس الشيطانية أو التابعة لمنهج الشيطان .. بأنها رغبات نفسية يريد كلاهما من البعض تحقيقها .. فالشيطان يريد غواية تضليل وإفساد الإنسان .. والإنسان يريد من الشيطان تحقيق ما يظن أن فيه خير له من الشيطان ..!!   
 
#- خلاصة القول:
- نشر طرق العرافة والعرافة نفسها .. هي معونة للشيطان في تنفيذ خطته في إضلال الناس وغوايتهم .. فالعرافين أحد أدوات الشيطان في تنفيذ مهمته لإضلال بني آدم .. كما يقول تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ) الإسراء61-64 ..
 
- والمتأمل للآيات السابقة .. سيجد أن الشيطان سيبذل قصارى جهده في إضلال الإنسان وسيستخدم في ذلك وسائل للغواية متعددة وسيكون منهم جنود سيقوم بتجنيدهم وسيختصهم بملكات خاصة ليكونوا أدوات يستخدمها في أذية الإنسان وضلاله وإفساد علاقته بربه .. ولكن من اعتصم بربه وتوكل عليه فهو في عصمة من الشيطان وكل سلطان غوايته ..
 
#- وتفسير الآيات السابقة من التفسير الميسر:
- واذكر قولنا للملائكة: اسجدوا لآدم تحية وتكريمًا، فسجدوا جميعًا إلا إبليس، استكبر وامتنع عن السجود قائلا على سبيل الإنكار والاستكبار: أأسجد لهذا الضعيف، المخلوق من الطين؟
 
- وقال إبليس جراءة على الله وكفرًا به: أرأيت هذا المخلوق الذي ميزته عليَّ؟ لئن أبقيتني حيًا إلى يوم القيامة لأستولينَّ على ذريته بالإغواء والإفساد، إلا المخلصين منهم في الإيمان، وهم قليل.
 
- قال الله تعالى مهددًا إبليس وأتباعه: اذهب فمَن تبعك مِن ذرية آدم، فأطاعك، فإن عقابك وعقابهم وافر في نار جهنم.
 
- واستَخْفِف كل مَن تستطيع استخفافه منهم بدعوتك إياه إلى معصيتي، واجمع عليهم كل ما تقدر عليه مِن جنودك من كل راكب وراجل، واجعل لنفسك شِرْكة في أموالهم بأن يكسبوها من الحرام، وشِرْكة في الأولاد بتزيين الزنى والمعاصي، ومخالفة أوامر الله حتى يكثر الفجور والفساد، وعِدْ أتباعك مِن ذرية آدم الوعود الكاذبة، فكل وعود الشيطان باطلة وغرور.
 
- إن عبادي المؤمنين المخلصين الذين أطاعوني ليس لك قدرة على إغوائهم، وكفى بربك -أيها النبي- عاصمًا وحافظًا للمؤمنين مِن كيد الشيطان وغروره. (انتهى النقل من التفسير الميسر) .
 
#- وقد يكون الكثير من الناس مستدرج من الشيطان وفي حالة غفلة ولا يدري أنه جند من جنود الشيطان في غواية الناس .. ولكن غفلته لا تشفع له لأنه على علم بأن ما يفعله هو من الحرام الممنوع فعله .. إلا أن الغفلة أنسته ذلك ..
- ونسأل الله لهم اليقظة والتوبة والمغفرة والرحمة من الله.
 

**************************

..:: س175: هل المتبع لمنهج الشيطان من العرافين وطالبي العرافة يمكن لهم العودة والرجوع إلى الله ؟ ::..

 #- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لا تظن من كلامي السابق في أن من يتبع الشيطان في منهجه سواء كان طالبا للعرافة أو هو العراف نفسه .. بأنه لا توبة له ولا عودة إلى الله .. لا .. فأنت مخطئ لو ظننت ذلك .. فالجميع مقبول عند الله بإذن الله .. لو تاب واستمر على توبته وعلى العمل الصالح الذي يحبه الله .. فالله يقول: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) طه82.
 
#- ومعنى الآية من تفسير المنتخب:
- وإني عظيم الغفران لمن رجع عن كفره، وأحسن الإيمان، وأصلح العمل، واستمر على ذلك حتى يلقى الله. (انتهى النقل من التفسير).
 
#- فإذا انتبهت لما سبق .. فاعلم أخي الحبيب:
- أن كل إنسان من الممكن أن تمر عليه أوقات في حياته فيكون فيها تابعا للشيطان من حيث لا يدري .. وذلك بسبب غفلته عن أوامر الله وتكاسله عن أدائها ..
 
- فليس اتباعك للشيطان أو لمنهجه يعني أنك مؤمن به كرب أو إله .. لا .. وإنما هو أن تفعل أفعال الشر في نفسك وفي غيرك .. وذلك بمخالفة منهج الله .. فتكون فعلت أفعال الشيطان .. وسيتم محاسبتك عليها بكل تأكيد إن لم تتب وترجع إلى الله .
 
#- ولذلك تأمل معي قوله تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا) الفرقان68-71.
 
#- لو تأملت الآيات السابقة ستجد فيها كبائر الذنوب من الكفر بالله وقتل النفس والزنا .. ولها عقاب شديد .. ولكن الله قال بعدها (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا) .. لأن الله يحبك ولا يريد عذابك وإنما يريد ان يعطيك الخير .. شرط أن تلتزم بالأدب الذي طلبه منك وهو أن تبتعد عما حرمه وتفعل ما طلبه منك ..
 
- فابدأ أخي الحبيب بالرجوع إلى الله مهما كانت معاصيك وقل: تبت إليك يا رب .. واقبلني في عبادك الصالحين ..
 
#- ومعنى الآيات من التفسير الميسر:
 - والذين يوحدون الله .. ولا يدعون ولا يعبدون إلهًا غيره .. ولا يقتلون النفس التي حرَّم الله قتلها إلا بما يحق قتلها به: من "كفر بعد إيمان، أو زنى بعد زواج، أو قتل نفس عدوانًا" ..
- ولا يزنون بل يحفظون فروجهم .. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم.
- ومن يفعل شيئًا من هذه الكبائر يَلْقَ في الآخرة عقابًا.
- يُضاعَفْ له العذاب يوم القيامة، ويَخْلُدْ فيه ذليلا حقيرًا. (والوعيد بالخلود لمن فعلها كلَّها، أو لمن أشرك بالله) .
- لكن مَن تاب مِن هذه الذنوب توبة نصوحًا وآمن إيمانًا جازمًا مقرونًا بالعمل الصالح، فأولئك يمحو الله عنهم سيئاتهم ويجعل مكانها حسنات؛ بسبب توبتهم وندمهم. وكان الله غفورًا لمن تاب .. رحيمًا بعباده حيث دعاهم إلى التوبة بعد مبارزته بأكبر المعاصي.
- ومن تاب عمَّا ارتكب من الذنوب، وعمل عملا صالحا فإنه بذلك يرجع إلى الله رجوعًا صحيحًا، فيقبل الله توبته ويكفر ذنوبه. (انتهى النقل من التفسير الميسر).
 
#- وخلاصة القول:
- مهما ابتعدت عن طريق الله وانحرفت وعصيت .. فارجع إلى الله بالتوبة وطلب الغفران منه .. والله غفور رحيم ..
 
- ولا تيأس من رحمة الله وتقول أنه لا توبة لك لأن معاصيك كثيرة .. لا .. ولكن تذكر أن الله لك محب طالما قلت: يارب تبت إليك وراجع إليك .. فأقبل إليه بحب .. ستجده غفورا رحيما .
 
- يمكنك الرجوع إلى السؤال رقم (150) .. تحت عنوان (هل توجد توبة للعراف أو الكاهن أو المنجم أو لطالب العرافة والتنجيم والكهانة ؟ )

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .