بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
"الغيب والعرافة والكهانة"
(الجزء الثالث من الرسالة)
تعريفات – مناقشات – طرق العرافة قديما وحديثا
(الجزء الثاني والثلاثون)
* فهرس:
:: الفصل الثاني والثلاثون :: طريقة (الطَّيِرة) وعلاقة ذلك بالعرافة والغيب ::
1- س180: ما هي طريقة الطِّيَرَةَ وعلاقتها بالعرافة والجبت والشرك ؟
2- س181: كيف نظرت (خالد صاحب الرسالة)
إلى تفسير بعض أحاديث (الطيرة) وإلى قوله (وما منا إلا) ؟
3- س182: ما الفرق بين العِيافة والطَّيَرة ؟
4- س183: لماذا لا يقال أن تصرفات الحيوانات والطيور إنما هي إشارة من الله لنفهم ما قد يمنعنا من فعل شيء ؟
*********************:: الفصل الثاني والثلاثون :::: طريقة
(الطَّيِرة) وعلاقة ذلك بالعرافة والغيب ::********************(2) ..:: س180: ما هي طريقة الطِّيَرَةَ وعلاقتها بالعرافة والجبت والشرك ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
الطَّيَرة: هو سبب من
الأسباب الغير عاقلة التي يتخذها البعض أو يعتقد فيما يظهر منها بالتشاؤم .. فتمنعه
من السعي .
#- أولا: مفهوم طريقة (الطِّيَرَةَ) عند العرب:
-
هو أسلوب من أساليب التعرف على الغيب من خلال استخارة الطير في معرفة شيئا
ما هل هو خير أم شر وكان هذا الأسلوب يستخدم خصيصا في العرب عند السفر .. وكانوا
يلجئون إليه اختصار للسعي .. فيريدون أن يعرفوا مسبقا إن كان في هذا السفر رجاء
وتوفيق أم لا بدلا من المشقة والتعب والخسارة ..!! وكأن الطير يملك علما من الغيب
فيرشدهم به .. شيء غريب فعلا ..!!
-
وكان العرب يستخدمون أسلوب الطِّيرة عمدا .. معتقدين فيه بيقين .. وإلا ما
كانوا فعلوه واتبعوا ما ينتج عنه من حركات وأصوات ..!!
-
والذي أظنه .. أن من كان يستخدم هذه الطريقة هم غالبا أهل
التجارة والأعمال لأنهم هم من كانوا كثيرا يسافرون .. ولم يكن هذا الأسلوب يستخدم
في عموم حياتهم .. وإنما عند السفر .
-
فكانوا عند سفرهم يأتون بالعائف .. وهو من يزجر الطير ويحركه من أقفاصه .. ويطلقه في
الهواء .. فلو سار ناحية اليمين فهذا علامة خير ونجاح في السفر وتوفيق فيه .. ولو
طار ناحية الشمال فهذه علامة شر وعدم توفيق في سفرك هذا .. فلا تسافر .. !!
-
وكذلك كانوا يستخدمون من أصوات الطير .. علامات على التشاؤم مثل أصوات الغربان والبوم
..
-
وكذلك كانوا يعتقدون من أسمائها أن فيها دلالة على التشاؤم أو التفاؤل .. مثل رؤية البوم دليل على النحس ورؤية
العُقاب دليل على نزول عِقاب .. ورؤية الهدهد دليل على الهداية والخير لأن الهدهد
وسيلة لكشف الماء في الأرض .. وهكذا ..
#- ثانيا: أسلوب الطيرة في تاريخ الأمم القديمة أيضا:
1- عند الإغريق القدماء (أي اليونانيين الآن):
-
عرف الإغريق الطوالع (أي التنبؤات) من خلال النسور التي اعتبروها طيور نبوية حيث
يتم ملاحظة صرخات الطير واتجاه تحليقه إذ يحاول المبشرون التنبؤ بالمستقبل.
2- عند روما القديمة:
-
اعتمدت ديانة روما القديمة على طريقتين مميزتين لقراءة الطوالع (أي
التنبؤات) .. الأولى عن طريق المبشرين الذين يتنبؤون بحركة الطيور .. والكهنة
الذين استخدموا القرابين (من أضحية الحيوانات) للحصول على الأحشاء الضرورية لإجراء
التنبؤ (حيث كانوا يقرأون الخطوط الظاهرة على كبد الحيوانات وعلى عظام الأكتاف) .
-
الرومان على عكس اليونانيين اعتبروا الإشارات على اليسار
علامات خير ومرغوبة والإشارات على اليمين إشارات سلبية ومبغوضة.
(نقلا عن موسوعة ويكيبيديا
العربية تحت عنوان (الطالع) - وما بين الأقواس هي إضافة مني لتوضيح المقصد والمعنى)
#- ثالثا: أسلوب
(الطيرة) أتي في ألفاظ الحديث:
1-
سبق وجاء في رواية الحديث .. أن الطيرة من الجبت أي من أعمال الباطل التي لا يرضى
عنها الله .. كما جاء في الرواية (العِيافةُ
وَالطِّيَرَةَ والطَّرْقُ من الجِبْتِ) رواه أبي داود وأحمد وبن حبان
وغيرهم .. بسند مختلف على صحته كما أوضحنا سابقا ..
2- وجاء في روايات أخرى صحيحة أن (الطِّيَرَةَ)
هي من الشرك ..
-
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الطِّيَرةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ - ولكن
اللهَ عزَّ وجلَّ يُذهبُهُ بالتَّوَكُّلِ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح .
- وعن بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ("الطِّيَرَةُ شِرْكٌ .. الطِّيَرَةُ شِرْكٌ –
ثَلاثًا –" وَما مِنّا إِلاَّ .. ولكنَّ اللَّه يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ) صحيح أبي داود.
#- ملحوظة هامة بخصوص الحديث السابق:
- اعترض كثير
من الحفاظ على الجزء الثاني من الحديث السابق وهو من أول (وَما مِنّا إِلاَّ .. ولكنَّ اللَّه يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ) بأن
هذا من قول الصحابي بن مسعود .. ولعل سبب اعتراضهم هو لأنه لا يتصور أن يصيب النبي صلى الله عليه وسلم
شيئا من هذا التطير في نفسه الذي هو شرك .. وبالتالي فإن هذا من كلام بن مسعود ..
لأن عوام الناس دون الأنبياء قد يغلب في ظنهم رؤية ما يسوء حسب معتقدهم فيتشائموا
منه ..!!
#- قال الأرنؤوط في تخريج المسند (6/2014):
-
قال الحافظ في "الفتح" 10/213: وقوله: "وما منا إلا.." من كلام ابن مسعود أدرج في
الخبر، وقد بينه سليمان بن حرب شيخ البخاري فيما حكاه الترمذي عن البخاري، عنه.
- ثم نقل الشيخ الأرنؤوط شرح الإمام
السندي على الحديث .. قال السندي:
-
قوله: (الطيَرة) بكسر ففتح وقد تسكن: التشاؤم
بالشيء.
-
(شرك): أي: إذا اعتقد تأثيراً لغيره تعالى في
الإيجاد، وقيل: أي: إنها من أعمال المشركين، أو مفضية إلى الشرك باعتقاد التأثير،
أو المراد: الشرك الخفي.
-
(وما منا إلا): أي: ما منا أحد إلا ويعتريه
شيء ما منه في أول الأمر قبل التأمل.
(ولكن الله يذْهبه): أي: إذا توكل على الله، ومضى
على ذلك الفعل، ولم يعمل بوفق هذا العارض غفر له.
-
وقد ذكر كثير من الحفاظ أن جملة: (وما منا.... إلخ) ، من كلام ابن
مسعود مدرج في الحديث .. ولو كان مرفوعاً (أي من كلام النبي)
كان المراد: وما منا: أي: من الأمة. والله تعالى أعلم..
-
(انتهى النقل من
تخريج المسند باختصار – وجملة (أي من كلام النبي) هي توضيح مني للقارئ وليس
من كلام الإمام السندي في شرحه للحديث) .
#- قال الإمام السيوطي رحمه الله (المتوفى:911 هـ) .. في
مرقاة الصعود:
-
وقال البيهقي في شعب الإيمان: التّطيّر زجر الطير وإزعاجها عن أوكارها عند
إرادة الخروج للحاجة، حتى إذا مرّت على اليمين تفاءل به ومضى على وجهه، وإن مرّت
على الشمال تفاءل به ورجع وقعد، وهذا من فعل أهل الجاهلية الذين كانوا يوجبون ذلك
ولا يضيفون التدبير إلى الله.
-
وقوله: "الطيرة شرك" يريد على ما كان أهل
الجاهلية يعتقدون فيها
-
وقوله: "وما منّا إلَّا" يقال: هذا من قول عبد
الله بن مسعود وليس من قول النبي - صلى الله عليه وسلم –
-
وقوله "وما منّا إلَّا" يريد وما منّا إلَّا وقع
في قلبه شيء عند ذلك على ما جرت به العادة وقضت به التجارب، لكنه لا يقرّ فيه بل
يحسن اعتقاده أن لا مدبّر سوى الله فيسأل الله الخير ويستعيذ به من الشرّ، ويمضي
على وجهه متوكّلًا على الله تعالى. انتهى.
-
(نقلا من مرقاة
الصعود ج3 ص960-961) .
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
الذي أحسبه وأظنه أنني اتفق مع رأي العلماء القائل بأن هذا الجزء أيضا (وما منا إلا ..) من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن لي في ذلك ثلاث
تفسيرات خطرت ببالي – سأذكرها السؤال القادم إن شاء الله .. حيث أذكر لك أخي
الحبيب ما خطر ببالي حول شرح الحديث ..
-
وسيأتي بعد قليل في السؤال التالي إن شاء الله .. سبب اعتقادي في أن ذلك الجزء من الرواية هو
أنه لا مانع من أن يكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ..
#- رابعا: وهناك أحاديث أتت في الطيرة منها ما قد يرتقي لدرجة الحسن لشواهده الأخرى
ولكن في أصلها ضعيف مثل:
1- روي عن النبي صلى الله عليه
وسلم: (ليس منا من تطيَّرَ أو تُطيِّر له أو تَكَهَّن أو
تُكهِّن له أو سَحَر أو سُحِر له ومَن عقد عقدةً أو قال عقدَ عقدةً .. ومَن أتَى
كاهنًا فصدَّقه بما قال فقد كفر بما أُنزِلَ على محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) رواه البزار .. وقال
الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا إسحاق بن
الربيع وهو ثقة .. وقال الألباني في صحيح الترغيب بأنه صحيح لغيره .. وفي الصحيحة
صححه بشواهده .. ولكن أصل الحديث ضعيف .
2- وروي عن النبي صلى الله عليه
وسلم: (من أرجعته الطيرة عن حاجته فقد أشرك، قالوا: وما كفارة
ذلك يا رسول الله؟ قال: يقول أحدهم: اللهم لا طير إلَّا طيرك، ولا خير إلَّا خيرك،
ولا إله غيرك) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 292)، وأحمد
(2/ 220)، والطبراني في الكبير كما في المجمع (5/ 105) ومدار أسانيدهم على ابن
لهيعة، وهو ضعيف. (نقلا
من تحقيق المطالب العاليا 11/187).
3-
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من تكهن، أو تقسم، أو تطير فرده عن سفره لم ينظر إلى الدرجات
من الجنة يوم القيامة) أخرجه الخرائطي في مساوئ
الأخلاق (ح 775، 778)، والبيهقي في الشعب (2/ 64)، كلاهما من طريق عبد الملك بن
عمير، عن رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء مرفوعًا..، وعبد الملك بن عمير، ذكره
الحافظ في طبقات المدلسين (ص 65) وعده في أصحاب المرتبة الثالثة، الذين لا يقبل
حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع ولم يصرح هنا.(نقلا من تحقيق المطالب العاليا 11/188).
4-
(ثَلَاثٌ لَازِمَاتُ أُمَّتِي: الطِّيَرَةُ،
وَالْحَسَدُ، وَسُوءُ الظَّنِّ ". فَقَالَ رَجُلٌ: مَا يُذْهِبُهُنَّ يَا
رَسُولَ اللَّهِ مِمَّنْ هُنَّ فِيهِ؟ قَالَ: " إِذَا حَسَدْتَ فَاسْتَغْفِرِ
اللَّهَ، وَإِذَا ظَنَنْتَ فَلَا تَتَحَقَّقُ، وَإِذَا تَطَيَّرْتَ فَامْضِ) رواه الطبراني في الكبير ..
وقال الهيثمي في المجمع: رَوَاهُ
الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيُّ وَهُوَ
ضَعِيفٌ .. وذكره الألباني في غاية المرام بأنه حديث ضعيف .
-
وتوجد رواية تتعلق بالرواية السابقة يتم كتابتها في بعض الكتب بلفظ: (ثلاث لا يسلم منها أحد: الطيرة
والحسد والظن" قيل: فما نصنع؟ قال: "إذا تطيرت فامض، وإذا حسدت فلا تبغ،
وإذا ظننت فلا تحقق) هذه الرواية ليست بهذا اللفظ من أولها (ثلاث لا يسلم منها أحد) .. فلا يوجد رواية بهذا اللفظ
وإنما هذه رواية تكتب في الكتب ظنا أنها ألفاظ الرواية فعلا ولكنها ليست هي ألفاظ
الرواية .. والرواية الفعلية قد ذكرتها لك منذ قليل وهي التي بدايتها (ثَلَاثٌ لَازِمَاتُ أُمَّتِي: ....) .. وفي كل الأحوال هي
رواية ضعيفة .
#- وما سبق هي روايات ضعيفة ويوجد غيرها قد يشابها يتكلم عن
الطيرة .. واكتفيت بما هو مشهور منها وقد تجده في الكتب فتعرف درجة صحته وضعفه ..
وحتى لو كان بعضها ممكن أن يكون شاهدا لغيره .. ولكن لا يحتج بها ..
#- وخلاصة
القول:
1-
الطيرة هي أسلوب كان يفعله بعض العرب أو يعتقدون في حركاته وأصواته ما يسبب لهم تشاؤم بسببه فيمتنعون عن السعي بسبب ذلك .. فكانوا يطلقون الطير من أقفاصها .. لمعرفة هل ما يسعون إليه فيه شؤوم لهم أم لا
.. فلو طار
يمينا كان خيرا لهم وتوفيق في مسعاهم .. ولو طار يسارا كان شرا لهم وعدم توفيق في
مسعاهم ..
2-
أسلوب الطيرة نتيجته قد تكون التشاؤم بالطير .. وهذه النتيجة تسمى (التطير) ..
حيث أن الفرق بين (الطيرة) و(التطير) .. أن (الطيرة) هي استخدام أسلوب الطير .. و(التطير) هو النتيجة التشاؤمية التي
تنتج عن استخدام هذا الأسلوب أو ملاحظة ما ينتج عن فعل الطير وصوته وأسماءه
فيتشائم بذلك كما سبق وأوضحنا ذلك في بداية التعريف بأسلوب الطيرة ..
- ملحوظة: لفظ (التطير) أيضا يقال لمن يستخدم أسلوب
الطيرة فيقال عنه أنه يتطير .. ويقال أيضا لمن يتبع الأفكار الاعتقادية من ملاحظة
أسلوب الطير في الطيران أو ملاحظة صوته أو رؤيته ومعرفة اسمه .. فيقال عنه أيضا
أنه يتطير مما لاحظه من الطير وليس بالضرورة أن يكون قد بدأ بفعل أسلوب الطيرة ..
3-
هناك من يفعل أسلوب الطيرة عمدا معتقدا فيه قبل سفره .. وهناك من يعتقد في الطيرة بدون
فعلا منه .. فالأول هو من يبدأ بفعل ذلك قبل مسعاه .. والثاني هو من قد يصادفه
طيرا يطير أمامه فيعتقد فيه نفس اعتقاد الجاهلية فلو وجد طيرا ظهر أمامه يميل
يسارا في طيرانه فهو يتشائم .. ويرجع من سفره فيكون كالذي تطير من أول سفره ..!!
وكلاهما يقال عنه أنه (تطير) أي تشائم بالطير ..
4-
أسلوب الطيرة نوع من الجِبت أي من أعمال الباطل التي لا يرضى
الله عن فاعلها ..
5-
وإذا كان أسلوب الطيرة هو من الجبت .. إلا أن مفهوم لفظ التطير أصبح
مفهوما عند العراب أنه للدلالة على التشاؤم .. إذا قال أحد لآخرين تطيرت بكم .. أي
تشائمت من وجودكم أي حدث في النفس انقباض ونفور منكم .. لأنه يفعلون أمورا تخالف
منهجه وطباعه .. كالطير الذي يطير يسارا فيفهم منه البعض أنه لا توفيق من وراء
ذلك ..
- ولذلك كان الكفار يقولون لبعض المرسلين: (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ) يس18.. وذلك لمخالفة الرسل لمنهجهم وطباعهم الغير سليمة مما سبب لهم ضيقا ونفور من سماع الحق ..
- ولذلك قال لهم الرسل ردا عليهم: (قَالُوا
طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ) يس19 .. أي حقيقة هذا التشاؤم إنما هو عقيدة مصاحبة لكم
لمعتقداتكم الباطلة والمنحرفة .. ولسنا سبب هذا التشاؤم وإنما أنتم من اخترعتم هذا
التشاؤم في أنفسكم كلما أتاكم ما فيه تذكرة بالله ومخالفة لأفعالكم المذمومة
والمقبوحة لمن كان له عقل رشيد .. وذلك كما اخترع المتطيرين من اتجاه الطير يسارا أنه
عدم توفيق .. وهذا باطل ..!!
-
والله أعلم .
***********************..:: س181: كيف نظرت (خالد صاحب الرسالة) إلى تفسير بعض أحاديث (الطيرة) وإلى قوله (وما منا إلا) ؟ ::..#- قلت
(خالد
صاحب الرسالة):
#- جاء في روايات صحيحة أن (الطِّيَرَةَ) هي من الشرك .. ودليل ذلك:
1-
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الطِّيَرةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ - ولكن اللهَ عزَّ
وجلَّ يُذهبُهُ بالتَّوَكُّلِ) رواه أحمد
.. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح .
2- وعن بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ("الطِّيَرَةُ شِرْكٌ .. الطِّيَرَةُ شِرْكٌ – ثَلاثًا
–" وَما مِنّا إِلاَّ .. ولكنَّ اللَّه يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ) صحيح أبي داود.
#- شرح ألفاظ
الحديث (عن اجتهاد خاص مني):
-
قوله (شرك): أي لو اعتقد أن لها علم بما فيه منفعة له
وضر .. أو أنها من أعمال المشركين ولا يصح لمؤمن أن يفعلها .
-
قوله (وما منا إلا): أي ما منا من أحد نحن البشر
.. إلا ويصيب بعضنا التشاؤم في نفسه نتيجة أفكاره الخاطئة أو نتيجة وسوسة شيطانه
.. مثلما ينتج هذا عن افتعال حركة الطير في نفوس معتقديه .. وهو التشاؤم .
-
قوله (ولكن الله يذْهبه): أي أن الله يصرف هذا التشاؤم
من النفس بوجود التوكل في قلب المؤمن .. لأنه يكون معتمدا على الله ولا يلتفت
لحركة الطير ولا أصواتها ولا ما شابه ذلك ليكون سبا في منعه من السعي .. !!
#-
وقال النبي (يذهبه بالتوكل) ولم يقل (يغفره بالتوكل) لأن كثير من العلماء قال بأن
المعنى يغفر ما وجده في نفسه بالتوكل على الله .. وهذا لا أراه قول صائب .. والله
أعلم .
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أولا: لا اتفق
مع الرأي الذي يقول في شرح (الطيرة) بأنها التشاؤم بالشيء عموما .. دون تخصيص:
- بعض
العلماء يغلب عليهم في تفسيرهم أن معنى (الطيرة) في
الحديث هو التشاؤم بالشيء .. وبنوا شرح باقي الحديث على ذلك المعنى .. وبالرغم من
صحة هذا المعنى ولكن هذا
المعنى باعتبار ما يترتب على الطيرة .. وليس باعتبار لفظ الطيرة نفسه الذي
وصفه النبي بأنه شرك أو نوعا من الجبت .. لأن (الطيرة)
هي اتباع اسلوب الطيرة .. والتطير هو التشاؤم التابع من ملاحظة حركة الطير لو سار
ناحية اليسار..!!
#- وتفسير (الطيرة) في هذه الأحديث بأنه التشاؤم
بالشيء مطلقا دون تخصيصه بأسلوب (الطيرة) أو ما يشابهه .. هو من وجهة نظري خطأ في تفسير
الحديث دون تخصيص اللفظ بالأسلوب نفسه وليس بنتيجته .. ليه ؟
1-
لأن هذا يجعلنا نقول أن كل ما يصيب إنسان من قبض أو ضيق نتيجة شيء رآه أو سمعه
فمنعه من السعي مؤقتا .. هو تشائم .. وهذا كلام غير معقول أبدا .. وليس هذا من
الجبت لأنه ليس معتقدا فيه وإنما حالة نفسية أصابته وفهم من ذلك عدم الإستمرار ..
وقد يكون فيما لاحظه من أحداث غير مفهومة للآخر ولكن مفهومة له .. ومثال ذلك:
-
كالذي يشعر وجود شيء روحاني فاسد في مكان ما فيقرر الرحيل ولكن الآخرين لا
يشعرون بشيء ..
- أو قد تشعر إمراة متزوجة من سلوك امرأة أخرى بالغيرة
وتشعر أن هذه المرأة تريد تجذب زوجها إليها فتتشائم من وجودها .. في حين أن الرجل
لا يلاحظ ذلك .. !!
- وهكذا من
نماذج تؤدي لقبض ونفور .. أي تشاؤم من الاستمرار في الشيء ..
2-
فالتشاؤم حقيقته هو حدوث قبض ونفور في النفس من الاستمرار فيما كنت ترجو
من وراءه خيرا وسلاما لنفسك .. سواء كان علاقة أو مكان أو عمل أو غير ذلك ..
3-
فليس كل تشاؤم أو ما يظهر في النفس نتيجة حدث ما وقد يكون غير مفهوم للآخرين .. نحكم عليه بأنه التشاؤم المذكور في الحديث .. لا ..
فالحديث يتكلم عن أسلوب متبع أو عقيدة خاطئة فيها أفكار مغلوطة تم اتباعها كنتيجة
عن استخدام هذا الأسلوب .. وهو بكل تأكيد أسلوب خاطيء .. لأنه من قال أن الطير
يعلم الغيب ليختار لك الصواب من الخطأ ؟!! أو أن الطير فيه دلالات تدل الخير أو
الشر ؟!! فهذا تصور باطل ومنحرف عن الصواب ولا يعقله عاقل .. إلا لو كان من الطيور
الجارحة التي تؤذي فهذا سبب مفهوم ومعلوم للجميع ..
#- ثانيا: دليل
ما ذهبت إليه من فهم الحديث أنه ليس تشاؤم بالمعنى المطلق من كل شيء .. وإنما هو
مخصص بالسعي وعلاقته بأسلوب الطيرة أو ما قد يشابهه .. هو الآتي:
1-
قوله (الطيرة) .. أتي بالإسم المعرف للدلالة على قوة معرفته بوضوح عند من
يجالسونه ويسمعونه ومعلوما عندهم بهذا المسمى .. فهو يتكلم بذلك عن أسلوب معلوم كان
يتبعه البعض .. ولو كان يقصد به صفة التشاؤم لكان قال (التطير
شرك) .. ولكنه قال: (الطيرة شرك) ..!!
-
ولذلك لما سأله بعض الصحابة عن التطير (التشاؤم) فقالوا له: (كُنَّا نَتَطَيَّرُ قالَ:
ذاكَ شيءٌ يَجِدُهُ أحَدُكُمْ في نَفْسِهِ .. فلا يَصُدَّنَّكُمْ) صحيح
مسلم.
- ولم يقل
لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه شرك ..!!
- والفرق بين الطيرة والتطير .. هو أن (الطيرة)
هي أسلوب بفعله الإنسان ليدرك إن كان ما سيفعله فيه شر له أم لا .. ولكن (التطير) هو ما يترتب على هذا الفعل بعد أن يحدث ..
أي هو نتيجة هذا الفعل ..
2-
لو كان معنى قوله (يُذْهِبُهُ
بِالتَّوَكُّلِ) مرتبط بقوله (الطيرة شرك) .. لكان ذلك شيء
غير معقول ولا مفهوم .. ويكون قول من قال من العلماء أن قوله (يذهبه التوكل) هو غفران هذا الشرك من القلب .. فهذا لا يصح .. ليه؟
-
لأن التوكل على الله لا يغفر الشرك .. وإنما التوبة وطلب الغفران هو ما يغفر الشرك
.. وليس التوكل على الله .. !!
-
ولذلك هذا الحديث يتكلم عن مسائل مختلفة .. فقوله (الطيرة شرك) هذه مسألة .. وقوله (وما منا إلا) هذه مسألة أخرى .. وقوله (يذهبه بالتوكل) مسألة أخرى ..
3-
الحديث يتكلم عن التطير أو التشاؤم الناتج عن السعي وليس عن مطلق
التشاؤم بأي شيء في أي وقت بأي سبب .. بدليل أنه قال (يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ) .. والتوكل إنما يكون اعتماد
على الله في حركة الحياة وأسبابها .. ومنشأ التوكل هو القلب ليقينه في الله ..
4-
التشاؤم في ذاته ليس بشرك لأنه حالة قبض قد تحدث للإنسان نتيجة حدث ما ظهر فجأة
أمامه .. كالذي يرى حادثة طريق مفجعة أمامه فيحدث نفور نفسي من
استكمال ما كان يريد الذهاب إليه .. فهذا لن يكون شرك لأن الشرك هو أن تنسب صفة
قدرة للخالق إلى أي مخلوق .. وبالتالي فإن هذه الحادثة لا نقول فيها أن المتشائم
يقول عن الحادثة التي رآها أنها ستكون سببا في جلب الشر له .. ولا يعقل ذلك أبدا
.. بل ولا يقول به عاقل ..!!
- ولذلك تأمل معي رد النبي صلى
الله عليه وسلم حينما سأله بعض الصحابة عن
التطير فقالوا له: (كُنَّا نَتَطَيَّرُ قالَ: ذاكَ شيءٌ يَجِدُهُ
أحَدُكُمْ في نَفْسِهِ .. فلا يَصُدَّنَّكُمْ) صحيح مسلم.
- فلم يقل لهم أن هذا شرك .. لأنه تشاؤم يظهر في النفس نتيجة
ما قد يجده البعض في نفسه من حركة الطير كمعتقد كان فيهم في الجاهلية أن حركة
الطير واصواتها وأسمائها دليل على الفال الخير أو الشر ..
4-
الطيرة نوع من الجبت أي من أعمال الباطل التي لا يرضى
الله عن فاعلها .. والتوكل على الله يذهب هذا التشاؤم .. وليس بالندم والتوبة وطلب
الغفران على ذلك ..؟!!
5-
الطيرة تكون من ابتداء السعي وعن عمد في فعل ذلك .. والمتشائم لا يتعمد أن يتشائم وإنما قد يظهر
فجأة ما قد يدعوه إلى التشاؤم .. فلو كان معتقده فيه أنه فعلا مصدر للتشاؤم فهو
جاهل ويصحح معتقده بالتوكل على الله .. وإن كان هو تعمد فعل هذا الشيء (مثل تطيير
الطير) ليظهر له هذا التشاؤم وهو معتقد في هذا الشيء أن له قدرة على معرفة ذلك ..
فهذا الذي يكون قد دخل دائرة الشرك .. لأنه حينئذ يكون قد نسب لمخلوق قدرة معرفة
الخير والشر من مستقبل الأحداث .. وهذه القدرة هي صفة لله فقط لأنها من علم الغيب
الذي لا يعلمه إلا الله ..
#- ثالثا: كيف أجد (خالد
صاحب الرسالة)
تفسير أحاديث (الطيرة) خاصة حديث ("الطِّيَرَةُ شِرْكٌ .. الطِّيَرَةُ شِرْكٌ –
ثَلاثًا –" وَما مِنّا إِلاَّ .. ولكنَّ اللَّه يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ) ؟!!
#-
الذي أراه هو أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تكلم عن ثلاث
مسائل وليس مسألة واحدة .. فقوله (الطيرة شرك) هذه مسألة .. وقوله (وما منا إلا) هذه مسألة أخرى .. وقوله (يذهبه بالتوكل) مسألة أخرى ..
1-
فتكلم عن (الطيرة) كأسلوب من أساليب الجبت وأهل
الشرك .. والتي لا يصح أن تكون موجودة في نفسية المؤمن ولا يعتقدها .
2-
ثم تكلم عن نتيجة هذه الطيرة .. وهو التشاؤم .. حينما قال (وما منا إلا ..) أي باعتبار أصل الجبلة
البشرية .. وليس باعتبار الإيمان ..
3-
ثم أشار إلى علاج التشاؤم بالشيء .. وعلاجه يكون بالتوكل ..
#-
وربط التشاؤم بالطيرة لأنه هو ما يمنع المتطير من السعي إلى ما كان
سيسعى إليه .. فالحديث تكلم عن الفعل ونتيجة الفعل المترتبة على الفعل وهي التشاؤم
ثم أخبر أن علاجها هو التوكل ..
4-
كأن النبي صلى الله عليه وسلم يريد من وراء قوله: (وَما مِنّا إِلاَّ .. ولكنَّ اللَّه يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ):
أن
يخبرنا قائلا بما معناه أن من يتبع أسلوب الطيرة فهذا
أسلوب من أعمال أهل الشرك أو فيه شرك فعلا لو اعتقدته وظننت من حركته إلى اليسار
أنه دليل على التشاؤم وكأنك تستخير الطير وهو يدبر لك أمرك في السعي .. وهذا باطل ..!!
-
وما منا نحن البشر إلا وفي بعضنا من يصيبه هذا التشاؤم ..
-
(أو بمعنى) ما من أحد من البشر غير متوكلا
على الله إلا ويصيبه هذا التشاؤم .. ولكن المتوكل على الله يصرف الله عنه هذا
المعتقد لأنه لا يلتفت إلا لله ..
-
والله أعلم .
5-
فلفظ (إلا) في الحديث .. متعلقة ببعض
النفوس التي يصيبها ذلك .. أو قد يكون في الكلام تقديم وتأخير فيكون المعنى ما من
أحد من البشر غير متوكلا على الله إلا ويصيبه هذا التشاؤم ..
- وسواء كان هذا المعنى أو ذاك وكلاهما
اجتهاد مني وظن في فهم النص بنظرة أخرى .. فالنبي صلى الله عليه وسلم حينئذ
لا يندرج تحت لفظ (منا) لأنه ليس ممن يصيبه هذا
التشاؤم .. وليس ممن هو غير متوكلا على الله ..
6- قلت (خالد صاحب الرسالة) ويوجد معنى ثالث للحديث يدور في
نفسي حول قوله (وما منا إلا) :
-
أن قوله (ما منا إلا) يجتمع فيه النبي صلى الله
عليه وسلم .. لأن النص ظاهره يحتمل ذلك المعنى أيضا .. ولكن كيف حينئذ أن النبي قد
يصاب بالتشاؤم وهو لم يحدث معه ذلك ولا يتصور فيه ذلك ؟!!
-
فالمعنى حينئذ – والله أعلم - يكون (وما منا إلا ويوسوس له الشيطان بهذا التشاؤم في نفسه)
.. وقوله (وما منا إلا) غير مرتبط بفعل الطيرة نفسه فهذه
مسألة منفردة .. حتى لا تقول أن قوله (وما منا إلا) مرتبط بما قبله وكيف يكون
النبي فعل ذلك .. لا .. وإنما هو مرتبط بنتيجة ما يظهر في النفس من فعل الطيرة وهو
التطير .. أي مرتبط بظهور حال التشاؤم في النفس .. لأن أسلوب الطيرة هذا فعل لم
يفعله النبي صلى الله عليه وسلم لا قبل الإسلام ولا بعده .. وقد لا يكون كثير من
الصحابة اعتقد هذه الطريقة في الجاهلية .. !!
-
وبناء على ما سبق .. فقوله (وما منا إلا ) .. ويقصد به ظهور حال
التشاؤم في النفس نتيجة وسوسة من الشيطان بذلك في النفس على سبيل النزغ الشيطاني
في النفس .. والنزغ هو بداية ظهور الوسوسة في النفس .. وهذا ليس فيه نقيصة لأحد
وإلا ما كان قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ
بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الأعراف200.
-
فمجاهدة الشيطان هي شرف لكل إنسان مهما بلغت رتبته ومقامه ..
وإلا ما كان الله أعان النبي على قرينه فأسلم ..!!
#- خلاصة القول
.. في رأيي عن تفسير حديث الطيرة:
1-
أن قوله (الطيرة شرك) إنما هذا يتعلق
بأسلوب الطيرة نفسه وما ينتج عنه وليس بالتشاؤم عموما .. وأن قوله (وما منا إلا .. ويذهبه الله بالتوكل) يرتبط بالتشاؤم
الغير مبرر بأسباب معقولة كالذي يتشائم بحركة الطيور وما شابه ذلك .. والله أعلم .
2-
اجتهدت في فهم قوله (وما منا إلا) على الرأي بأنها من كلام النبي صلى الله عليه
وسلم .. فوجدت لها في نفسي ثلاث معان تفسيرية تحتمل
شيئا من الصواب إن شاء الله ..
-
الأول: (وما منا إلا) أي وما منا نحن البشر إلا ويصيب بعضنا ما يصيب
مثل ما يصيب من يتبع أسلوب الطيرة .. وهو التشاؤم.
-
الثاني: (وما منا إلا) ويصيبه نصيب من وسواس الشيطان في نفسه بهذا التشاؤم
.. ولكن المتوكل على الله يذهب الله هذا الوسواس عنه .
-
الثالث: (وما منا إلا) أي ما من أحد من البشر غير متوكلا على الله إلا ويصيبه هذا
التشاؤم .. ولكن المتوكل على الله يصرف الله عنه هذا المعتقد لأنه لا يلتفت إلا
لله .
- والله أعلم
.
*********************** ..:: س182: ما الفرق بين العِيافة والطَّيَرة ؟ ::..#- قلت
(خالد
صاحب الرسالة):
1- العيافة .. تكون في شيء
أنت تفعله بنفسك مختبرا حظك فتجد منه ما يسوئك .. أو قد تلحظه وأنت معتقدا فيما
تلحظه بأنه مما يسوء .. نتيجة أسباب غير معقولة وغير مفهومة وتبني عليها حكما بعدم
السعي .. وهذا يشمل كل أحداث الحياة وحسب ثقافتك البيئية التي نشأت فيها .. مثل من
تنقلب قهوته فيتشائم ولا يخرج من البيت هذا اليوم لأنه يعتقد في عقله أن قلب
القهوة هو فال شر ويترتب عليه بعده حدوث شر .. !!
- أما من لا يعتقد بذلك في ذلك
وإنما وجد أن هذه قد
تكون إشارة لشيء ما هو يظنه في نفسه ولذلك قد يتراجع عن الموضوع الي كان سيسير
إليه .. فهذا لا شيء فيه .. لأنه لا يعتقد في قلب القهوة بأنها تحتمل فال شر ..
وإنما هي مجرد علامة لشيء هو يعلمه في نفسه .. كالذي كان مستخيرا لله في موضوع ..
ثم يحدث له مثل هذه الحادثة فيظن منه أنه علامة ..
2- الطيرة .. هي في الحقيقة جزء من
العيافة .. ولكنها تتعلق بملاحظة الطير على وجه الخصوص وما يتعلق به من أصوات
وحركات ..
- ولذلك كان يسمى المتطير (أي مستخدم أسلوب الطيرة) بالعائف .. أي الذي يزجر الطير ويطيره ليعرف من
طيرانه هو السعي والسفر هو خير أم شر ..
3- وكلاهما يتفق في أنه قد تكون نتيجته عدم السعي لأنه تشائم بما حدث ..
**********************
..:: س183: لماذا لا يقال أن تصرفات الحيوانات والطيور إنما هي
إشارة من الله لنفهم ما قد يمنعنا من فعل شيء ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من الجيد أن تقول أن الله هو من
جعل هذه الإشارة .. لأنك نسبت
الفعل لله .. ولكن إشارات الله لا تأتي متكررة في الحيوانات والطيور بنمط واحد .. ولكل
الناس .. وإلا كان هذا الشيء هو صفة ذاتية في الحيوان نفسه كالطائر الذي له صوت
قوي فهذه خاصية فيه .. ولكن صفة التنبيه من شيء غيبي لمقدرات لك أنت .. فهذا ليس
من صفات الحيوانات ولا الطيور ولا الجمادات .. وإنما الشيطان هو من زين لك ذلك في
عقلك ..
- ولكن مشكلتك هو أنك أصبحت
تعتقد في الحيوانات والطيور والجمادات بأن أفعالها فيها دلالة على توجيهك في حياتك وكأنها المدبرة لحياتك ..
ولذلك فقدت التوكل على الله بالتوكل على الحيوانات والطير وما شابه .. !!
#- ومن
ناحية أخرى دعنا نناقش هذا الأمر بالعقل:
1- ظهور حيوان غير مقبول الشكل
أو صوت طير مزعج .. ليس
دليلا على حدوث شيء مكروه لك .. وإلا فلماذا لا تتشائم من وجود ابنك الذي يعصيك في
البيت حينما تراه وتترك البيت .. ولماذا لا تتشائم من مديرك الذي يؤذيك في العمل
فتترك العمل .. وهكذا في كل أحوال حياتك .. لماذا كل ما تتضايق منه لا تتشائم منه
وتجعله سببا لعدم سعيك في الحياة ؟!!
- فما سبق هو أبسط دليل على فساد القياس الذي
تقيس به أمورك في التشاؤم وتبطل به سعيك في حركة الحياة .. !!
2- إذا ظهور هذه الحيوانات وتصرفاتها تحدث لك ولغيرك .. فهل كانت سببا عند الجميع لفساد سعيهم حينما سعوا بعد أن رأوا ما رأوه
؟!! بكل تأكيد لا .. وإلا تكون أصبحت ربطت قدر الناس بتصرفات الحيوانات وتكون
جعلتها المتصرفة في حياتهم .. وهذا كلام لا يقول به عاقل أبدا ..!!
- فتصور معي أن بومة ظهرت لجماعة
من الناس يسيرون في طريق ولكل منهم سعيه الخاص في حياته .. وهي في معتقدهم أنها سبب للتشاؤم .. فهل هذا معناه أن أقدارهم جميعا في
حال سعيهم في تلك اللحظة ستكون شرا لهم فيما سيذهبون إليه ..!! بكل تأكيد .. لا ..
ولا يمكن لعاقل أن يقول بذلك ..
3- ومما سبق بيانه .. نجد
اعتقادك في حيوان بأنه يتصرف في قدرك .. فهذا بكل تأكيد فيه إشارة إلى بلادة عقلية ناتجة عن جهل عميق ..!!
#- لكن انتبه:
- قد تكون مربيا لكلب أو قط في
منزلك .. وأحيانا بعض الكلاب
والقطط يستشعر بوجود كيان روحاني مؤذي .. فتبدأ هذه الحيوانات برفع صوتها تنبيها
لشيء غريب .. فهذا لأن هذا الحيوان فيه هذه الخاصية أصلا ..
- أو نجد بعض الحيوانات تعرف بحدوث الزلازل فتبدأ بالرحيل عن منطقة الزلازل بسرعة .. وهذا لأن في
هذه الحيوانات هذه الخاصية ..
- أو قد تكون تائها في صحراء
.. وقد تجد حيوانا فتظن
فيه أنه يرشدك بحركته إلى شيء ما كوجود ماء مثلا .. فهذا يحدث .. ولكن ليس معناه
أن هذا الحيوان يعرف يدبر أمورك في حياتك وفي كل مكان ..!!
#- ولكن أن تقول أن الحيوان أو
الطير الذي وصفه أنه يطير لليسار أو اليمين أو له صوت مزعج أو شكل منفر للنفس .. .. أنه فعل ذلك ليرشدك إلى قدرك وما فيه المنفعة ويصرف
عنك ما فيه المضرة .. وأنت تعتقد في ذلك فعلا كعقيدة ثابته في نفسك تعتقدها كلما
تكرر الحدث .. فأنت أثبت خصوصية حيوان ليست له أصلا ولا يمكن أن
تكون له .. وهذا لا يمكن أن يقبله عقل ولا يقول به عاقل من أساسه .. إلا من زين الشيطان له ذلك ليضله
ويهينه في عقله كما حدث مع عرب الجاهلية وقدماء اليونانيين والرومان في استخدام
الطير للتنبوء به ..!!
#- خلاصة القول:
- قد تأتيك علامة من حيوان أو
طير في مرة من المرات .. فتفهم من
هذه العلامة أنها تدل على شيء .. ولكن أن تقول هذا الحيوان أو الطير هو مرشد لك في
قدرك .. فانت اعتقدت في هذا الحيوان بأن له قدرة على معرفة الغيب بتدبير أحوالك
بما فيه خير أو شر لك .. وهذا ضلال قد سكن في قلبك .. فانتبه حتى لا يدخل الشرك في
قلبك وأنت تظن أنك لم تفعل شيئا ..!!
*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .
سبحانك اللهم بيدك الخير كله
ردحذفانت المقدم وانت المؤخر وانت على كل شيء قدير
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
ومتعك بالصحة والعافية وبسطا في العلم
آمين يارب العالمين
السادة أهل المدونة الكرام:
حذفتم إضافة سؤال جديد للموضوع برقم (183) تحت عنوان:
س183: لماذا لا يقال أن تصرفات الحيوانات والطيور إنما هي إشارة من الله لنفهم ما قد يمنعنا من فعل شيء ؟
***************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
ماشاء الله لاقوة إلا بالله
ردحذفمدد ياالله مدد
بالتوفيق
ياالله بالمصطفى البدري
ردحذفوبالصحابة وبأهل بدر
يأتي الفرج بدري
من حيث لا ندري 🤲
123-///
ردحذف( بعنوان " طارد الجن الذي طاردني" )
و لأنني كالغريق الذي يتعلق بقشة. و لأنني أبحث عن سيدنا عمر. و لأنني لا أتعلم من أخطائي. و لأنني " ما باحرمش".
لكل هذه الأسباب عانيت، و عانيت ...
****
كان ذلك في إحدى أمسيات الصيف الحار عندما جلست في صالون بيتي بمصر الجديدة، بينما امتلأت المقاعد بأختي و زوجها و أولادها، و كذلك ابنتي و إحدى صديقاتي و زوجها.
كنا جميعا في انتظار ذلك القادم الذي ظننت أنه سيكون بديلا " لسيدنا عمر" الذي أبحث عنه.
دعوني أولا أقص عليكم قصة " سيدنا عمر" جاءه يوما رجل يشكو علة به، و قام " سيدنا عمر" بوضع يده على رأس الرجل، ثم قرأ الفاتحة، و إذا بالرجل يبرأ مما ألم به.
و بعد وفاة " سيدنا عمر " ألمت بنفس الرجل علة مماثلة؛ فقصد أحد الصالحين، و طلب منه أن يفعل مثلما كان يفعل ط سيدنا عمر " معه.
و لم يبرأ.
و عندما سأل المريض الرجل الصالح عن السبب في عدم برئه رغم أنه كان قد برأ عندما قرأها له " سيدنا عمر "؛ قال له الرجل الصالح:
- هذه الفاتحة، فأين عمر؟
أي أن أمر الله و إرادته رهين بالشخص الذي يختاره الله لتحقيق مشيئته، و أن إرادة الله قد تتجسد و تتمثل في طبيب أو دواء، أو شيخ، أو ولي، أو ... أو ...
و لذلك فقد كانت أبحث عن " سيدنا عمر"، و ما زلت أبحث عنه.
124-///
ردحذفكان زوج صديقتي يغريني بأن أعرض مشكلة آلام الصداع على أحد الأشخاص. و الذي كان يعمل موظفا في أحد المصالح الحكومية بسوهاج، و الذي كان يتردد على القاهرة لمدة يومين أسبوعيا لعلاج الحالات المستعصية، و كذلك علاج السحر و المس الأرضي.
و لم يكن زوج صديقتي الطبي الكبير يعرف الشيء الكثير عن ذلك الشخص، فقد رآه مرة واحدة فقط من قبل لدى أحد أصدقائه، حيث شاهده بعينه و هو يقوم ببعض الأشياء الخارقة للطبيعة.
و ظللت لعدة شهور أرفض ذلك العرض أملا في أن تقع يدي في يوم من الأيام على ذلك الدواء السحري الذي لم يخترعوه بعد للذهاب بآلامي. و اكتفيت بأن أرتمي على أعتاب الأطباء، و تجرعت كافة أصناف الأدوية من كل شكل و لون و نوع، و تجرعت معها آلام الصداع التي لم تفارقني.
إلى أم جاء يوم، يوم من أيام التمرد على الطب و الأطباء، و اتصلت بزوج صديقتي؛ ليحدد موعدا مع ذلك الرجل القادم من سوهاج.
وجاء الرجل في موعده.
كان رجلا متوسط الطول معتدل القامة، يبدو في بدلته الأنيقة و كأنه أحد رجال الأعمال، تبدو على ملامح وجهه المتناسقة المائلة إلى الاسمرار، مخايل الذكاء و التوقد.
و حرصت يومها ألا أشعره بأنني أعيش بمفردي، فجمعت له " ربطة المعلم "، و شعرت ساعتها أنه قد " اتخض " و هو يرى هذا العدد من الناس.
و تخيلت أنني بجمع " العيلة و عيلة العيلة" أؤمن نفسي، و لكنني كنت واهمة، فيبدو أنه قد " استحلاني " رغم أنني تعديت سن الشباب، و ربما أنه كان يريد امرأة، أي امرأة ... عندما رآني.
هل كانت مجرد نزوة مؤقتة من جانبه؟
لا.
هل يئس مني بعد شهر، اثنين، ثلاثة؟
" برضة " لا.
لم ييأس إلا بعد سنة كاملة.
***
بدأ الرجل الذي أكرمني الله بأن أنساني اسمه بعمل استعراضي بارع، عندما طلب مني أن أحضر من المطبخ " حلة " صغيرة، و أن أملأها بالماء إلى المنتصف. و فعلت.
ثم طلب مني أن أضعها على سجادة الصالون بعيدا عنه. و فعلت.
ثم طلب أن نخرج كل ما في جيوبنا من نقود فضية فئة " الخمسة قروش ".
و لست أدري لم فئة الخمسة قروش، و لم لا تكون فئة العشرة؟
125-///
ردحذفعلى أي جال.
تجمع لدى في ذلك اليوم نحو سبع قطع فضية، قمت بوضعها بنفسي داخل الحلة، حيث غاصت في قاعها في الحال و أخذ الرجل و كأنه ساحر في سيرك، ينظر إلينا الواحد بعد الآخر بطريقة استعراضية، ثم التفت إلى الحلة و هو يقول بلهجة آمرة كوميدية:
- لو كنت حضرت، اديني أمارة؟
و بدأ الرجل يصدر أوامره مرة بعد أخرى للقطع الفضية، فإذا بها تقفز واحدة بعد الأخرى في فضاء الغرفة لتستقر أمامنا على الأرض!
و أراد الرجل أن يزيد من انبهارنا بما كان يقوم به، حيث طلب مني إحضار كوب ملئ بالماء.
و أحضرت له الكوب حيث أمسكه بطرفي أصبعيه، ثم أخذ يوجه بعض الأسئلة إلى الكوب، فإذا بنا نرى الماء من خلال زجاج الكوب الشفاف، و هو يموج و يفور داخلها و كأنه يغلي دون أن يخرج منه أي أثر للبخار، في الوقت الذي تناسقت فيه حركات الماء علوا و انخفاضا مع ذلك الهسيس الواضح الذي أخذ يصدر من الكوب و الذي بدى كأنه نوع من الكلام غير المفهوم.
و داخلني للحظة الشك في أن الرجل هو الذي يصدر هذا الصوت نظرا لما أعرفه عن قدرة البعض على التحدث من البطن.
و تأكد لي تماما أنني كنت واهمة في شكوكي، عندما وجدته يترجم صوت ذلك الهسيس في نفس الوقت الذي يصدره منه الكوب، و الذي ارتبط بصورة لا يمكن لأحد إنكارها مع درجة تموج و فوران الماء.
و كان الحديث الذي دار بين الرجل و بين الماء، يتعلق ببعض المعلومات عني التي لم يكن الرجل يعرف شيئا عنها من قبل، و أنني في حاجة إلى علاج روحي في صورة عدة جلسات.
و لم أجد أمام تلك الظواهر غير الطبيعية بدا من تصديقه، و طلبت منه بعد أن أعطيته رقم تليفوني أن يتصل بي بمجرد عودته للقاهرة في الأسبوع التالي.
و على غير انتظار وجدته يتصل بي في اليوم التالي، و عرفت من خلال حديثه أنه يعرف أن زوجي مسافر و أنني أعيش بمفردي، و خمنت أنه بذكائه الواضح قد جمع خيوط الأحداث و الأحاديث التي دارت بالأمس أثناء زيارته لي، و وجدته يعرض علي أن يبدأ في نفس ذلك اليوم و قبل عودته إلى سوهاج في عقد جلسات العلاج.
و عندما طلبت منه أن يعاود الاتصال مرة أخرى بعد ساعة؛ حتى أكون قد اتصلت بأحد رجال العائلة لحضور تلك الجلسة، شعرت من نبرة صوته بشيء من الامتعاض، و أسرع يقول بأنه في عجلة من أمره و أنه سيكون لدي في ظرف عشر دقائق فقط.
126-///
ردحذفو خالجني الشعور بالتوجس و الشك في نوايا الرجل، و قررت أن أضع النقاط فوق الحروف منذ البداية؛ حتى لا أضع نفسي في موقف لا أستطيع السيطرة عليه.
و سألته و أنا أتصنع البراءة و الغباء عن نوعية تلك الجلسات التي سيقوم بها و كيف تتم؟ و لم يجد مفرا أمام إصراري " واستعباطي" من أن يكشف عن نواياه، التي حاول أن " يلف " و " يدور " حولها و كانت نواياه لا تختلف عن نوايا ذلك الرجل ذي الوجه القبيح، الذي هاجرت صديقتي و زوجها إلى أمريكا هربا منه.
و وجدتني رغم أنفي " أقفل " معه، و أنا أعلن له استغنائي عن خدماته، و إن كنت قد استخدمت في ذلك أسلوبا دبلوماسيا؛ حتى لا أتعرض لإيذائه إذا كان بالفعل من أصحاب القدرات.
و اتصل بي مرة أخرى في اليوم التالي مباشرة، و استخدم معي أسلوبا ناعما نعومة الثعابين، و لكنني أصررت على موقفي الرافض التعامل معه بأي صورة من الصور، و تعللت بأنني سأسافر إلى زوجي لأقيم معه. و وجدته يسألني بلهجة إيحائية خبيثة عما إذا كنت قد لاحظت أن حدة الصداع لدى قد ازدادت عما كانت عليه في اليومين الماضيين؟ و أدركت أنه يلمح لي بأنه قادر على إيذائي، كما أنه يستخدم أسلوبا إيحائيا للتأثير علي، و من ثم التجاوب معه.
و تركت بيتي فعلا لعدة أسابيع، و أقمت عند ابنتي عندما أدركت إصراره على مطاردتي و ملاحقتي. و اضطررت أخيرا أن أعود إلى بيتي، فقد كان ذلك شيئا لا مفر منه، و أصبحت أترك السيدة التي تأتي للقيام بأعمال المنزل ترد على التليفون و تخبره بأنني غير موجودة، أو أدع ابنتي أو زوجها يردون عليه، ثم أصبح ابني يرد على التليفون بعد أن عاد من الغردقة في فترة من فترات حياته للإقامة معي في القاهرة. و لم يتوقف عن مطاردتي حتى بعد أن تأكد من أن هناك من يقيم معي بصفة دائمة.
و أصبح الرد الوحيد لهم جميعا إذا ما طلبني أحد ممن لا يعرفونه شخصيا، هو أنني غير موجودة. و لم أعد أرد على التليفون إلا نادرا، و فقط في الحالات التي أكون فيها في انتظار مكالمة هامة.
و " اصطادني " بعض المرات و أنا أرد عليه. و حاولت ألا أعلن حربي و تمردي عليه خوفا من شره و انتقامه، و خاصة أن ابنتي أصبح يصيبها الهلع كلما ردت عليه، فقد كان يفزعها احتمال قيامه بإيذائها أو الأضرار بها انتقاما مني في شخصها، رغم عدم إيمانها و عد اقتناعها الكامل بالخوارق. و لذلك حاولت في كل مرة " يضبطني " فيها و أنا أرد عليه ألا أتحدث إليه في غلظة و فظاظة، و إنما في برودة و تحفظ.
و لم يمنعه برودي من محاولة الاتصال بي. و لم يمنعه تحفظي من أن " يجس " نبضي، أملا في أن ألين له. و مع طول البرود و التحفظ " رمى طوبتي " و انصرف عني.
***
أراكم تتساءلون مرة أخرى:
هل " تبت "؟
أستاذنا الحبيب خالد، ما مدى صحة قصة " هذه الفاتحة، فأين عمر؟ " التي ذكرت هنا؟؟!!
ردحذفهذه القصة لا أصل لها ..
حذفارجع للرابط التالي ستجد تفصيل ذلك
هل استخدم سيدنا عمر سورة الفاتحة مع اللمسة الشفائية ؟
**************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
جزاكم الله خيرا أستاذ على الرابط
حذفعلى فكرة لغاية يومنا هذا ما يزال الراقي المغربي أبو كراطيه " النمر المقنع " الذي ذكرتم في الانحرافات يمارس الرقية، بس دلوقتي تطورت التقنيات و بيلعب مصارعة مع المصاب و يلبس حذاء رياضي ماركة عالمية و لباس على شكل مصارعي WWE ، ويضع رجله - مرتديا الحذاء الرياضي – على صدر الشخص المصاب ثم يطوف حوله و هو يرتدي نظارة شمسية مستعرضا عضلاته و يتحدث مع العارض .. استعراض في شكل كوميديا شو هههههه ... و الغريب أن عدد زواره في تزايد و يتوافد عليه الناس من كل بلد .. و يعطي دروسا في علم الرقية في قناته على اليوتيوب و يعلم الناس .. أما تعليقات المشاركين عنده مصيبة كلهم يجمعون على كلمة واحدة " ما شاء الله عليك يا شيخ، ربنا يعينك عليهم و إليكم نموذج من التعليقات هههههه ( مرحباااا شيخنا الغاااالي ماشاء الله رقية اليوم قوية جدا لمن أراد أن يرى مادا تفعل الابالسة بالمرضى فيها الضحك والجد والقوة واللين والفهم روعة روعة قمة شيخ، والاجمل عندما اسلمت العاشقة ولان قلبها للاسلام، ولا يستطيع فعل هدا الا جوهرة الرقية الشرعية🇦 مبدع غااااالي ..) هههه
لا حول و لا قوة إلا بالله .. ربنا يهديهم
جزاك الله عنا كل خير أستاذي الحبيب
ردحذفالله يزيدك نور علي نور ويعينك علي ما كلفك
يارب يا قوي يا كريم يارحمن يارحيم
..................................
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
أستاذي الحبيب خالد،
ردحذفأسئلة جيّدة جدّا، وإجابات رائعة، وتفسيرات ذوقيّة عالية. أدام الله عليكم نعمة الفهم، وزادكم علما وفهما لكلامه سبحانه ولأحايث نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.
لفت إنتباهي كلامكم على الأشياء الغير منطقيّة والغير عقليّة التّي تمنع الشّخص عن السّعي، كالتشاؤم من أصوات الحيوانات وغيرها ممّا ذكرتم في موضعه؛ ولقد أثار هذا سؤالا في عقلي يسبقه إستفسار يقول:
لا شكّ أنّ الملاحظة ونتائجها من الأشياء العقلانيّة نوعا ما والتّي قد نتفهّمها إن إعتمدها الإنسان عند إتّخاذ بعض قراراته.
وللقياس هنا على معنى الأشياء التّي تكون سببا في إعاقة سعي الإنسان، فانّه بامكاننا تصوّر إلغاء السّفر بالطّائرة مثلا خشية الرّياح أو الأمطار المتوقّعة من النّموذج المعتمد في التكهّن بالحالة الجويّة من مصالح الرّصد الجوّي، وهذا بكلّ تأكيد لا يعتبر عائقا في سعي الإنسان، بل مزيدا في الحيطة والحذر منه، بل وحرصا على سلامته.
لكن في موضع رسالتكم حول التّنجيم والأبراج ذكرتم أستاذي الأكرم انّ هناك فئة ثانية من التّنجيم والفلك وهي طبقة الإستقراء والتّنجيم، يقوم بهاأولئك الأشخاص الذّين يرصدون تشكّل خارطة السّماء ويتوقّعون بشيئ من الحذر ومن عدم اليقين إمكانيّة حصول أحداث متشابهة لتشابه الخارطة الفلكيّة الحاليّة مع أحداث حصلت في الماضي لها خارطة مشابهة، أي يقولون أنّ هناك مؤشّرات عامّة على حصول كذا وكذا، لكنّها ليست نتائج مؤكّدة، أي فقط إحتمالات.
سؤالي إذن هو ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهي:
1- هل الأشخاص الذّين قد يقرّرون عدم السّفر للدّراسة أو لأيّ شأن آخر، ككوارث طبيعيّة ممكنة في أمريكا مثلا، وذلك قياسا على بعض المؤشّرات في التشكّلات النجميّة التّي سبق في الماضي وأن كانت أيضا مؤشّرا على حدث ما مشابه، هل يُعتبر قرارهم ذاك بعدم الذّهاب تطيّرا؟
2- ما الفرق بين أخذ قرار ما، يمكن أن يكون حتّى بخصوص تغيير مسار السّير بطرق بعينها بالسيّارة بناء على مؤشّرات الأمطار، ما الفرق بينه وبين تأجيل هذا السّفر بناء على هذه المؤشّرات الفلكيّة؟ طبعا لا أتحدّث عن أناس يعتقدون في النّجوم أو أنّ لها أرواحا أو غيرها، ولكن فقط يرون أنّ هناك مؤشّرات محتملة فقاسوا عليها خطواتهم القادمة.
3- إن كانت حقّا الخارطة الفلكيّة أحيانا قد تُؤشّر على بعض الأحداث التّي قد تحدث وقد لا تحدث، فكيف نفهم إذن إختصاص الله بعض هؤلاء النّاس ببعض التّحذيرات دون غيرهم باعطائهم الإمكانيّات التّي تمكّنهم من قراءة هذه الخارطة فيستغلّونها؟ إذ حتّى وإن كانت هنالك مؤشّرات بنسبة واحد بالمائة على حدوث فيضانات مثلا أو سنوات جفاف قد تحدث في بلد ما أو ما شابه، فهذا الواحد بالمائة سيستغلّه من يقرأ الخارطة لصالحه بكلّ تأكيد. فكيف نفهم اسم الله العدل واسم الله اللّطيف في هكذا أحداث؟
ورحم الله والدَيْكم وبوّأهما مقامات الصدّيقين، متنعّمين في جنّاته ورضوانه في هذه اللّيلة الأولى المباركة من الأيّام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين، بجاه سيّد المرسلين صلّى الله عليه وسلّم.
تمّت الإجابة على هذه الأسئلة في مجلس الذّكر الخاص بالمدوّنة بتاريخ 21 - 04 -2022، وستوجد تباعا في صوتيّات الأستاذ خالد الخاصّة بالمدوّنة تحت عنوان يوجد فيه كلة " تنجيم ".
حذف