بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
"الغيب والعرافين والكهنة"
(الجزء الثالث من الرسالة)
تعريفات – مناقشات – طرق العرافة قديما وحديثا
(الجزء الثامن والأربعون)
* فهرس::: الفصل الثامن والأربعون :: مع شبهات المنجمين المسلمين في استدلالهم
لبيان صحة تنجيم العرافة - وعلاقة ذلك بالعرافة والغيب ::1- س252: هل الإشارة إلى الأجرام
السماوية في القرآن دليل على تأثير النجوم والفلك الأعلى على الإنسان في مصيره ؟2- س253: هل قال القرآن بأن سيدنا إبراهيم تأثر بالنجوم أو
قال بتأثيرها على الإنسان من خلال قوله (فَنَظَرَ
نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ) ؟3- س254: هل القرآن قال أن القدر
الإلهي للإنسان مرسوم في نجوم السماء بدلالة قوله (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ
وَمَا تُوعَدُونَ) ؟#- أولا: أن يكون في
السماء دلالة ظاهرة ترشد إلى القدر .. فهذا قول باطل .. ليه
؟
#- ثانيا: الغيب كله عند
الله في اللوح المحفوظ أو كتاب الأقدار .. فلا يمكن أن يكون في صورة مرئية وظاهرة .. ليه ؟
#- ثالثا: لو كان الرزق
معلوم لأهل الأرض .. لكان هذا مخالف للقرآن .. ليه ؟
#- رابعا: الغيب القدري لو كان في نجوم السماء .. فهذا معناه أنكم تعرفون الغيب القدري الماضي .. ليه ؟
#- خامسا: قوله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) .. ليس
فيه دليل على ما تزعمون من كونها تشير إلى القدر الغيبي المستقبلي .. ليه ؟
#- سادسا: ما نلاحظه في قوله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ) .. أن هذه الآية التي
استدل بها بعض المنجمين المسلمين لينتصروا لأهوائهم .. إنما في الحقيقة هي حجة عليهم وليست حجة لهم .. ليه ؟
#- سابعا: العقل يرفض ما يتكلم به هؤلاء المنجمون .. لأنه
متعارض مع العقل ..
ليه ؟
*********************:: الفصل الثامن والأربعون :::: مع شبهات المنجمين المسلمين في استدلالهم بالقرآن لبيان
صحة تنجيم العرافة - وعلاقة ذلك بالعرافة والغيب ::********************..:: س252: هل الإشارة إلى الأجرام
السماوية في القرآن دليل على تأثير النجوم والفلك الأعلى على الإنسان في مصيره ؟ ::.. -
من الأمور الغريبة جدا التي تصادفها في حياتك .. أن تجد جماعة المنجمين سواء المشتغلين بالجن
أو بالعرافة .. فالأول جماعة المنجمين السحرة والثاني هم جماعة المنجمين العرافين
.. - وسواء هذا او ذاك .. ونظرا لأنه يغلب عليهم أنهم يقولون أنهم
مسلمون .. وبالتالي يبررون أفعالهم من خلال سرد بعض الآيات القرآنية .. ليوهموا
العامة بأن ما يفعلوه هو شيء حلال .. وأنه طريق حق وليس باطل .. ولذلك لجئوا
لاستخدام طريقة خلط الباطل بالحق .. حتى تتوه الحقيقة أمام عامة الناس .. وإليك ما
استدلوا به لصحة ما يفعلوه من باطل في طريقة التنجيم .. سواء استعانوا بالجن أو
بالنجوم .. 1- قال بعض المنجمين العرافين ما
معناه: أن الله تبارك وتعالى قد أشار إلى الأبراج السماوية
ومنازل القمر .. وكل هذا فيه دلالة كبيرة إلى الإهتمام ب (علم التنجيم) .. وأنه
فيه من الأسرار ما ليس في غيره .. يعرفها من يعرفها ويجهلها من يجهلها .. ولا يخفى
على من له فطنة وبصيرة أن الآيات تشير إلى أن هذه النجوم والأبراج لها تأثير على
حياة الإنسان ..!! 2-
وقال بعض المنجمين الروحانيين ما معناه .. أن تلك الآيات أيضا تشير لوجود روحانيات تدبر
أمر هذه النجوم والأبراج فاستعانوا بهذه الأرواح واستغاثوا بها ..!! -
وكان من أدلة المنجمين فيما سبق زعمه .. يقول تعالى: (هُوَ
الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ
لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا
بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
يونس5 ..، ويقول تعالى: (تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي
السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً) الفرقان
61 .. ويقول تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا
وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) الحجر16..، ويقول تعالى: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ
يَهْتَدُونَ) النحل16. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- وحينما
نقرأ الآيات التي استدل بها هؤلاء ليبرروا أن النجوم أو الفلك الأعلى السماوي له
تأثير على مصير الإنسان .. فأول ما يخطر على العقل ويجب أن نسأله هو الآتي: - أولا: بخصوص
المنجمين بالنجوم لمعرفة الغيب:1-
ما علاقة هذه الآيات التي تتحدث عن فلك السماء وما يحيط
بكوكب الأرض من أجرام سماوية .. بكونها مؤثرة على مصير الإنسان وقدره ؟!! أو أن النجوم
تدل على السعد والنحس والسعادة والشقاوة والأعمار والأرزاق والعلوم والمعارف وسائر
ما في العالم من الخير والشر ..!!- ففي أي جزء
من هذه الآيات ظهرت الإشارة بذلك المعنى من قريب أو من بعيد ؟!!- لا يوجد
إشارة على ذلك ..!!-
فهذا إذن استدلال بالحق (القرآن) على الباطل الذي يزعمونه وهو التنجيم الغيبي أو
تنجيم العرافة . - ثانيا: بخصوص الروحانيين المستحضرين لأرواح النجوم:-
في أي آية من الآيات التي استدلوا بها .. يوجد أرواح مسيطرة ومهيمنة على هذا الأبراج
والنجوم ويتم استنزالها واستحضارها لتخدم أهوائهم وما يطلبون تنفيذ فعله من خلال
ما يرسمونه من أوفاق وطلاسم يستخدمونها في أعمالهم السحرية للناس ..!! -
ولا يوجد إشارة في هذه الآيات تدل على وجود أرواح مسيطرة ومهيمنة على هذه الأبراج
والنجوم .. وإنما هو كذب على كلام الله بما ليس فيه ..-
فهذا أيضا استدلال بالحق (القرآن) .. لتبرير الباطل الذي يزعمونه من حيث وجود
أرواح تخدم هذه الأفلاك بالخير والشر .. - ثالثا: ما يجب أن ينتبه إليه العقل ..-
هو أن تأثير الفلك الاعلى إنما هو على كوكب الأرض وليس على الإنسان خاصة ..
فأي زعم هذا الذي يزعمونه سواء الروحانيين المشتغلين بالتنجيم أو الذين يعملون
بتأثير النجوم على مصير الإنسان وقدره أو حتى من يقولون بوجود خريطة القدر في
السماء ..؟!! -
فأي عاقل ممكن أن يقبل بهذا الكلام السخيف .. ويتصور أن الفلك الأعلى يؤثر في الإنسان في
حين أن الإنسان تابع لما يحدث ويؤثر على كوكب الأرض باعتبار حركته مع فلك السماء
المحيط به ..!! -
فما سيحدث للإنسان سيحدث للحيوان والنبات .. وكل ما سيؤثر على كوكب الأرض نتيجة الظروف
المحيطة بكوكب الأرض فهو سيؤثر على كل الكائنات الموجودة فيه وليس على الإنسان فقط
.!! - وبناء على ما
سبق:أ-
لماذا هؤلاء الروحانيين المستعينين بأرواح النجوم.. لا يستخدمون هذه الأرواح في دفع الشر عن كوكب الأرض وجلب الخير لكوكب الأرض
..!! -
بل وأين الأرواح المسيطرة على كوكب الأرض ؟ لماذا لا يستعينون بها ليدافعوا عن كوكب
الأرض .. واكتفوا فقط باستحضار روحانية كوكب المشترى طلبا للفضل منهم .. وباستحضار
روحانية كوكب زحل طلبا للإنتقام وطلب الشر منهم .!! -
فهل ماتت روحانية كوكب الأرض ولذلك لا يستعينون بها فلجأوا لغيرها .. أم أن أرواحها ضعيفة أم ملعونة أم ماذا ؟!! ب-
أما عن المنجمون لمعرفة الغيب .. فهؤلاء لماذا لا يخبرونا عن مصير كوكب الأرض
وما يحدث فيه بتفاصيله يوميا لكل شيء يسكن فيه .. طالما خريطة القدر موجودة في
السماء ؟!! -
أم أن خريطة القدر متخصصة فقط في قدر الإنسان فقط دون غيره ؟!! ولو كان الأمر كذلك فأنت ستكون كذاب لأن
الخريطة السماوية أصلا موجودة قبل خلق الإنسان بآلاف السنين .. فكيف تكون علمت
أقدار الإنسان قبل أن يتم وجوده بآلاف السنين ؟!! -
بل ولو قلت أنها تظهر أقدار الإنسان فقط فانت تكون أثبت أن لهذه النجوم القدرة على
خلق قدر الإنسان وهي التي تتحكم فيه وبذلك تكون ظهرت نواياك في أنك تقول بتصرف
النجوم من ذاتها في خلق قدر الإنسان ومصيره فتكون أشركت بالله ..!!- ففي أي
معتقد أنت تسير أيها المنجم ؟!! #- مما سبق يتبين لنا أن هؤلاء
المستدلين بكلام الله ما هو إلا محض كذب صريح على كلام الله ..
لأنه لا دلالة فيه من قريب أو من بعيد لما يزعمونه .. -
بل والأغرب من ذلك أنهم لم يعقلوا ما كتبوه من كلام الله .. لأن في بعض الآيات التي نقلوها نجد أن الله
أوضح بعض الحكمة من خلق هذه الأجرام السماوية أو النجوم .. ومثال ذلك: - مثل قوله
تعالى: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ)
النحل 16 ..- والمعنى من تفسير المنتخب:- وجعل
علامات ترشد الناس في أثناء سيرهم في الأرض، وهم في ذلك يسترشدون في أثناء سيرهم
بالنجوم التي أودعها السماء إذا عميت عليهم السبل والتبست معالم الطرق. (انتهى النقل من التفسير)
. - ومثل قوله
تعالى: (هُوَ
الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ
لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا
بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
يونس5 .- والمعنى من تفسير المنتخب:وربكم
الذى خلق السموات والأرض، والذى جعل الشمس تشع الضياء، والقمر يرسل النور، وجعل
للقمر منازل ينتقل فيها، فيختلف نوره تبعاً لهذه المنازل، لتستعينوا بهذا فى تقدير
مواقيتكم، وتعلموا عدد السنين والحساب، وما خلق الله ذلك إلا بالحكمة، وهو سبحانه
يبسط فى كتابه الآيات الدالة على ألوهيته وكمال قدرته، لكى تتدبروها بعقولكم
وتستجيبوا لما يقتضيه العلم. (انتهى
النقل من التفسير) . # مما سبق يتبين
لك أخي الحبيب:- أن هؤلاء المنجمون
المستعينون بالجن والشيطان ويسمونها بأرواح الكواكب والنجوم .. أو المنجمون
العرافون للغيب ويقولون بتأثير النجوم أو كونها دلالات رمزية إلى اقدار ..- سواء كان هؤلاء
أو هؤلاء .. فجميعهم على باطل .. -
وقد ظهر لك أخي الحبيب .. أن البعض منهم قد استباح أن يخلط القرآن بالباطل الذي استباحوه .. ليثبتوا صدق ما يفعلوه .. ودليل معرفتهم
أنهم على باطل هو ما كانوا احتاجوا إلى الحق ليثبوا أنهم على حق .. لأن علم الحق
لا اعتراض عليه ولا شك فيه ولا كذب .. !! -
فمثلا علماء الطب والهندسة .. لا يستدلون بآيات قرآنية للدلالة على صدق علمهم بأنه حق
.. لأن العلم الحق هو الذي يقين لا شك فيه ولا كذب ولا يتعارض مع الدين بأي حال من
الأحوال . - ونسأل الله للجميع العودة للإيمان قبل فوات
الأوان .. والله غفور رحيم .. ************************..:: س253: هل قال القرآن بأن سيدنا
إبراهيم تأثر بالنجوم أو قال بتأثيرها على الإنسان من خلال قوله (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي
النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ) ؟ ::.. - من الشبهات الغير عاقلة التي يروج لها بعض
من غلبت قلبه الغفلة .. هو أنه يرى في قصة سيدنا إبراهيم ما فيه دلالة على أن
للنجوم تأثير على شخص الإنسان وأن فيها ما يدل على قدر الإنسان .. لأن إبراهيم لما
نظر للسماء فقد عرف منها ما سيحدث له .. واستدل في ذلك بقوله تعالى: (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي
سَقِيمٌ) الصافات88-89. #-
قلت (خالد
صاحب الرسالة):- من الأمور الغريبة هو الاستدلال بهذه الآيات التي
استدلوا بها .. لأنها حجة عليهم وليست حجة لهم .. لو كانوا يعقلون ما يستدلون
به إذا كان الظن بأن سيدنا إبراهيم علم من النجوم بأنه سيصيبه المرض .. فهذا دليل بلادة
عقل المستدل بهذه الآيات .. ليه ؟ 1- يقول تعالى: (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا
عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ
(91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ)
الصافات88-92. - فلو كان استدلال سيدنا إبراهيم بالنجوم فعلا كما
زعم المنجمين المستدلين بهذه الآية .. فهذا معناه أن كلامه في النجوم
باطل .. لأنه تبين أنه قال ذلك حيلة منه في التخلص من قومه .. بدليل أنه بعد خروج
قومه .. ذهب مسرعا إلى الأصنام وقام بتكسيرهم .. - فالآية مؤشر صريح .. إلى تكذيب المنجمين الذي يعرفون الغيب
.. لأن سيدنا إبراهيم أثبت أن هذا تضليل وكذب حينما خرج من بيته وذهب للأصنام
وكسرها .. - وبذلك يثبت أن من قال على سيدنا إبراهيم أنه
اعتقد في تأثير النجوم أو انها كاشفة عن القدر وما قد يحدث .. فهو إنسان كذاب على سيدنا إبراهيم
وعلى القرآن نفسه .. لأن لا سيدنا إبراهيم قال بذلك ولا القرآن أشار لذلك .. ولم
يقل أحد المفسرين بذلك .. وإنما يقول بذلك من غفل قلبه عن الإيمان وغلبه هواه ..
حتى لم يكلف خاطره بأن يقرأ في تفسير كلام الله وارتضى بما يمليه عليه شيطان نفسه ..!! 2- أما عن قوله (فَنَظَرَ نَظْرَةً
فِي النُّجُومِ) ..- فذلك حينما أتوه قومه وقالوا له ألا تخرج معنا
إلى العيد لتحتفل معنا .. فرفع رأسه إلى السماء ناظرا إليها بنظرة المتدبر في أحوال
النجوم .. وهذه نظرة تفيد الاستغراق وقتا لأن الله قال (في النجوم) وليس (إلى
النجوم) .. ومراد سيدنا إبراهيم من وراء ذلك هو التفكير في طريقة يقولها لهم ليتركوه
وشأنه .. فرأى أن يقول لهم أنه سقيم .. ولعل سيدنا إبراهيم أراد هذه النظرة
ليوهمهم أنه رأى في النجوم أن حاله سقيم ولا يصح له الخروج معهم في يوم العيد الذي
سياتي في غد .. - أي علل عدم ذهابه بأنه سيكون مصاب بمرض شديد
يمنعه من الذهاب إليهم .. وأوهمهم بذلك حينما نظر في النجوم نظرة استغراق .. فظنوا
أنهم ممن لهم إيمان بأن النجوم تخبره بقدره وتؤثر عليه .. - ويقصد سيدنا إبراهيم بهذا السقم .. هو ما وجده في نفسه من البغض
والكراهية والنفور والقرف مما يفعله قومه .. ولكنه لم يحدد لهم نوعية هذا السقم ..
وهم لم يسألوه واكتفوا بأنه يوجد به علة شديدة تمنعه من الخروج معهم . 3- ومن ناحية
أخرى .. لو
كان معنى أنه نظر في النجوم بمعنى الاعتقاد في تأثيرها عليه ومعرفة المقدر له ..
لكان كل من ينظر في النجوم هو يعتقد فيها بالتأثير عليه أو لكونها رموز للقدر ..
!! - ولا يمكن أن يقول بذلك أي عاقل على وجه الأرض
.. لأن
عموم البشر ينظرون للسماء متفكرين فيها أو لأنهم يشعرون براحة عند النظر إلى
السماء .. أو لأنهم يفكرون في شيئا ما ويريدون هدوء خاصا فينظرون ناحية السماء ..
!! #- وخلاصة
ما سبق:1- أن النظر في النجوم من
سيدنا إبراهيم .. إنما كان للتفكر في حيلة لتمنعه من الخروج معهم .. ولعله في
نفس الوقت ليوهمهم بنظرته للسماء أنه قد لاحظ أن طالعه يشير إلى كونه سقيم .. 2- وكما قلنا أن دليل بطلان
تأثير النجوم أو
كونها مؤشر إلى شيء .. هو أن سيدنا إبراهيم خرج من بيته وذهب إلى الأصنام وكسرها .. 3- والآيات فيها مؤشر صريح .. إلى تكذيب المنجمين الذي يعرفون الغيب
.. لأن سيدنا إبراهيم أثبت أن هذا تضليل وكذب حينما خرج من بيته وذهب للأصنام
وكسرها .. #- ورحم
الله الإمام بن عاشور رحمه الله (المتوفى : 1393هـ) حينما قال:- لَمْ ينْطق إِبْرَاهِيم فَإِن النُّجُومَ دَلَّتْهُ
عَلَى أَنَّهُ سَقِيمٌ وَلَكِنَّهُ لَمَّا جَعَلَ قَوْلَهُ: إِنِّي سَقِيمٌ مُقَارِنًا
لِنَظَرِهِ فِي النُّجُوم أَو هم قَوْمَهَ أَنَّهُ عَرَفَ ذَلِكَ مِنْ دَلَالَةِ النُّجُومِ
حَسَبَ أَوْهَامِهِمْ.- ثم قال رحمه الله: وَلَيْسَ فِي الْآيَةِ
مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلنُّجُومِ دَلَالَةً عَلَى حُدُوثِ شَيْءٍ مِنْ
حَوَادِثِ الْأُمَمِ وَلَا الْأَشْخَاصِ وَمَنْ يَزْعُمْ ذَلِكَ فَقَدْ ضَلَّ
دِينًا، وَاخْتَلَّ نَظَرًا وَتَخْمِينًا. وَقَدْ دَوَّنُوا كَذِبًا كَثِيرًا فِي
ذَلِكَ وَسَمَّوْهُ عِلْمَ أَحْكَامِ الْفَلَكِ أَوِ النُّجُومِ. (نقلا من التحرير والتنوير ج23 ص141). ****************** ..:: س254: هل القرآن قال أن القدر
الإلهي للإنسان مرسوم في نجوم السماء بدلالة قوله (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ
وَمَا تُوعَدُونَ) ؟ ::.. - من الأدلة التي يستخدمها بعض المنجمون
العرافون المسلمون في إثبات أن
القدر الإلهي موجود في خريطة السماء وأشكال النجوم .. هو قوله تعالى: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)
الذاريات22-23. - وظاهر ألفاظ الآية يدعم ما نقول
به .. حيث أن الرزق تم وضعه في السماء وما وعدنا الله
بتحقيقه .. فلا حرج حينئذ أن نبحث في السماء لأن الله قد أمرنا أن نتفكر فيها
مثلها مثل كل مخلوقات الله في الكون .. - فلا يوجد عرافة وإنما هو فك
لرموز موجودة فعلا وظاهرة .. ولكن فقط نحاول أن نفهم ونفك هذه الرموز .. وليس
هو معرفة للغيب بلا أسباب .. لا .. وإنما معرفة الغيب بـأسباب وهذه الأسباب هي
النجوم التي أوجدها الله . - ولا نقول بتأثير النجوم من ذاتها
على الإنسان .. وإنما نقول أن السماء تعكس ما سيحدث على الأرض ..
وهذا صنع الله الذي أتقن كل شيء .. فلا يصح لأحد أن يجعل منا عرافين ومشركين لأننا
موحدون بالله .. #- قلت (خالد
صاحب الرسالة):- عجيب أمركم أيها المنجمون العرافون .. تستدلون
بما تهواه أنفسكم من آيات وتتركون باقي القرآن .. وتفسرون ما يحلو لكم كما يتفق واهوائكم
بعيدا عن ظاهر ألفاظ القرآن ..!!- وطالما القرآن والعقل هو الحكم
بيننا وبينكم .. فليكن الأمر كذلك .. ولنترك المسلمين يقرروا
من تكلم في القرآن بحكمة واحترم العقل وأيقظ الناس .. ومن تكلم في القرآن بهواه واستخف
بالعقل واستغفل الناس .. #-
أولا: أن يكون
في السماء دلالة ظاهرة ترشد إلى القدر .. فهذا قول باطل .. ليه ؟-
يقول تعالى: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) النمل65 . -
أي لا يعلم أحد الغيب في السماوات ولا في الأرض إلا الله .. وهو الغيب الذي لم
يظهر في الوجود ولا أمارة ولا دلالة عليه .. وهذه الآية هنا تشير إلى غيب المستقبل
..-
وجاء بلفظ (مَنْ) للعاقل .. حتى تفهم أنه إذا
كان العقلاء لا سبيل لهم لهذه المعرفة من سبيل وهم عوالم الإنس والجن والملك .. فكيف
لأدوات العرافة ونجوم العرافين المنجمين أن تعرف الغيب وهي أشياء غير عاقلة ..!! #-
ثانيا: الغيب
كله عند الله في اللوح المحفوظ أو كتاب الأقدار .. فلا يمكن أن يكون في صورة مرئية
وظاهرة .. ليه ؟1- يقول تعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا
هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ
إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا
يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ
مُبِينٍ) الأنعام59. - والمعنى من التفسير الميسر:- وعند الله -جل وعلا- مفاتح الغيب أي: خزائن
الغيب، لا يعلمها إلا هو، ومنها: علم الساعة، ونزول الغيث، وما في الأرحام، والكسب
في المستقبل، ومكان موت الإنسان، ويعلم كل ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة من
نبتة إلا يعلمها، فكل حبة في خفايا الأرض، وكل رطب ويابس، مثبت في كتاب واضح لا
لَبْس فيه، وهو اللوح المحفوظ. (انتهى النقل من التفسير). 2-
يقول تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا
فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي
كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)
الحديد22. - والمعنى من التفسير الميسر:- ما أصابكم -أيها الناس- من مصيبة في الأرض ولا في
أنفسكم من الأمراض والجوع والأسقام إلا هو مكتوب في اللوح المحفوظ من قبل أن
تُخْلَق الخليقة .. إن ذلك على الله تعالى يسير. (انتهى النقل من التفسير). #- ومما سبق يتبين لك أن العلم الغيبي هو
محفوظ ولا يطلع عليه أحد .. فلو كان الغيب مثبت في نجوم السماء وحركاتها
.. فهذا يكون مخالف لنص القرآن الذي يقول بأن العلم الغيبي القدري مثبت في لوح
محفوظ لا يطلع عليه أحد .. #-
ثالثا: لو كان الرزق
معلوم لأهل الأرض .. لكان هذا مخالف للقرآن .. ليه ؟- لأن الله يقول: (وَمَا
تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) لقمان34 ..- فزعمكم أنكم تعرفون من السماء أنها تشير أو
ترشد إلى ما في الغد .. فهذا مناقض لكلام الله السابق .. لأنه لا يوجد نفس تعلم ما
في غدا ولا حتى النجوم نفسها ..!! #- رابعا:
الغيب القدري لو كان في نجوم
السماء .. فهذا معناه أنكم تعرفون الغيب القدري الماضي
.. ليه ؟- لأن كل لحظة مستقبلية هي ماضي حادث بعد
لحظة .. وبالتالي فالذي يعرف علم المستقبل فبكل تأكيد يعرف من
نفس المصدر علم الماضي .. وطالما السماء
تخبره بما يكون في المستقبل فهو يعرف من السماء أيضا بما حدث في الماضي .. مش كده
ولا إيه ؟!!- ولكن لما كانت السماء لكم تعجيزا في
معرفة هذا العلم الماضي .. كان هذا إثباتا عليكم بأن سمائكم لا تعرف
شيئا ولا تحمل غيبا لا ماضيا ولا مستقبلا ..!! وإلا كنتم عرفتم على أبسط تقدير من
تنجيم السماء أين كنوز الأرض المدفونة فيها .. وكذلك خفايا الأحداث التي تحير
علماء التاريخ ..!! #-
فإذا انتبهت أخي الحبيب لما سبق بيانه .. وفهمته
جيدا .. فإليك مناقشة الآية التي استدلوا بها .. #-
خامسا: قوله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا
تُوعَدُونَ) .. ليس فيه دليل على ما تزعمون من كونها تشير إلى القدر الغيبي
المستقبلي .. ليه ؟ 1- هل خصص الله لفظ السماء بكونه
السماء الدنيا ؟ لا .. وإنما أطلق اللفظ ولم يخصصه .. وهذا يجعل
تفسير الآية يسير في اتجاهين لهما دليل من القرآن .. أ- التفسير الأول .. أن يقصد من
السماء هو السماء الدنيا .. ويكون المقصود بالتبعية هو أن في هذه السماء رزقا لكم
.. ويقصد حينئذ بالرزق أحد أمرين:- الأمر الأول: يقصد به المطر خاصة
.. بدليل قوله تعالى (هُوَ
الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً)
غافر13 ..، ثم يشرح تعالى هذا الرزق فيقول جل شأنه: (وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ
السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) الجاثية5.. ، ثم يزداد الأمر
وضوحا بأن المقصود منه الماء فيقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ
أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ
يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ
مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي
الْأَلْبَابِ) الزمر21. - ولعل سبب توصيف الماء بالرزق في الآيات
.. لأن الله جعل منه رزق كل شيء حي .. لأنه جعل من الماء كل
شيء حي .. والله أعلم .. ب- الأمر
الثاني .. أن يكون مقصود
الرزق الذي في السماء هو كل ما أوجده الله في السماء من أفعال يترتب عليها رزقا
للأرض .. سواء كان من السحاب بنزول المطر أو إرشادات بالنجوم لأهل الأرض في السفر
أو حدوث مظاهر مناخية مترتبة من تأثير الشمس والقمر والنجوم على الأرض كمظاهر
كونية طبيعية .. وكل ما سبق له دلالة في القرآن مثل قوله تعالى: (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ
إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)
فاطر9..، وكقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ
بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ
وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) النحل 10-12 ..، وكقوله تعالى:(وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) النحل16..،
وكقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ
لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ
لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) الأنعام97. 2- التفسير الثاني .. أن يكون المقصد
هو ان الرزق مكتوب في مكان ما في سماء الملكوت الأعلى .. في المكان الذي به اللوح
المحفوظ .. وسماء الملكوت الأعلى هو أمر غيبي لا يطلع عليه أحد إلا من اختصه الله
بطهارة باطنية كالأنبياء والرسل والملائكة .. وهي التي صعد إليها النبي صلى الله
عليه وسلم في ليلة المعراج. - وعلى هذا التفسير السابق يكون قوله (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ) يقصد به حينئذ .. أي وفي السماء رزقكم مُدَبَّرا لكم كل يوم ..
ومقدَّرا من الله .. وكذلك في السماء ما توعدون به خلاف الرزق من تدابير أنتم لا
تعلمونها عن خزائن الغيب التي خفيت عنكم سواء فيما يتعلق بالدنيا أو بالآخرة .. (هذا التفسير هو عن فهمي في الآية -
والله أعلم) . - ودليل ما سبق قوله تعالى: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ
يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
(5) ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) السجدة5-6 .. -
وتأمل أخي الحبيب .. بعد أن ذكر الله فعله بالتدبير من السماء إلى الأرض .. فقد وصف الله نفسه قائلا: (ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) ..- وهذا يكشف لك أن التدبير في السماء لا يعلمه
إلا لمن كان عليما بالغيب .. أما الجريء على الغيب فهو كذاب .. كالمنجمين خصوصا والعرافين
عموما .. والله أعلم . - وكذلك ما يدل على التفسير الثاني
هو قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ
وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا
قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي
يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي
كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ
وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فصلت11-12.- وقوله (أمرها) أي ما قدره فيها وقضاه .. #-
ومن التفاسير التي جمعت كل الآراء السابقة في أسلوب بسيط هو ما جاء في تفسير مجمع
البحوث الإسلامية (التفسير الوسيط) (ج9 ص1094):-
(وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) أي وفي السماء تقدير رزقكم
وتعيينه، أو أسباب رزقكم من المطر، والشمس والقمر والمطالع والمغارب التي تختلف
بها الفصول فتختلف المحاصيل، وتتنوع الأرزاق.-
وذهب غير واحد إلى أَن المراد بالسماء السحاب، وبالرزق المطر ..-
ومعنى قوله تعالى: (وَمَا تُوعَدُونَ) أي الذي توعدونه من خير وشر،
وثواب وعقاب، أو جنة ونار .. لأن الأعمال وثوابها مكتوبة مقدرة في السماء. (انتهى النقل من التفسير) . #- سادسا: ما
نلاحظه في قوله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ) .. أن هذه الآية التي
استدل بها بعض المنجمين المسلمين لينتصروا لأهوائهم .. إنما في الحقيقة هي حجة عليهم وليست حجة لهم .. ليه ؟1- الرزق قد يكون ديني أو دنيوي ..
ظاهرا وباطنا .. وما يحدث فوق الأرض وتحت الأرض
.. فلماذا المنجمون لا يعرفون ما تحت الأرض يحدث من رزق الله لخلقه فيها .. طالما
السماء ترمز لمصير أهل الأرض ؟ ولماذا السماء لم تخبر المنجمون من كل دين وعقيدة
بحقيقة ما هم عليه من الإيمان والكفر ؟ ولماذا المنجمون لم يقرأوا في السماء أنه لا
إله إلا الله محمد رسول الله ؟!!- أليست العقائد والإيمانيات من
رزق الله ؟!! أم أن السماء تحمل فقط رزق الماديات ؟!! - فلو قلتم بأن السماء رمز للأحداث
المادية ..-
قلنا لكم: استدلالكم
بالآية باطل حينئذ .. لأن الآية تحمل بوضوح رزق الظاهر والباطن .. ويكفي من كلمة (رزقكم) ضمير (كم) لتفيد الإختصاص بأن هذا الرزق ظاهرا
وباطنا .. 2- ونجد في قوله (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ) فضيحة للمنجمين الذين
استدلوا بها .. فتأمل ماذا قال تعالى بعد الآية السابقة: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) الذاريات22-23. - فقوله تعالى (إِنَّهُ لَحَقٌّ) .. فيه
دليلا واضحا على أن هذا الرزق وما سبق من عطاءات الله في كل السورة هو حق .. أي حق
يقين .. والحق يعني أنه لا باطل فيه .. ولذلك لما كان ما ينطق به ضلالية المنجمون هو
عين الباطل لأنه مخلوطا بكذب كثير .. فلا يمكن أن يكون من الحق الذي أشار إليه
الله في قوله (إِنَّهُ لَحَقٌّ) .. وبالتالي ظهر
فساد ما استدل به هؤلاء العرافون المنجمون .. حيث أن ما ينطقون به هو مجرد ظنون
وقذفا للغيب وليس قراءة للرزق في السماء وإلا كانت قراءة عن حق يقين لا خطأ فيها
.. ولكنهم أهل العلم بالباطل وينطقون بالباطل .. وافتروا على كلام الله بما ليس
فيه ولا يحتمله .. !! 3- وما نجده في قوله (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ
وَمَا تُوعَدُونَ) .. أن جملة (وما توعدون) تفضح هؤلاء المنجمين أيضا .. ليه ؟-
لأننا سنجد في القرآن أن كلمة (تُوعَدُونَ) قد أحكمت بالغيب
الذي لا يطلع عليه إلا رسول (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ
مَا تُوعَدُونَ أَمْ
يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ
أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ) الجن25-27.. -
فتأمل قوله (عَالِمُ الْغَيْبِ) بعد قوله (تُوعَدُونَ) .. فتفهم أن ما
خباه القدر لا يطلع عليه الملك ولا الجن ولا البشر إلا بقدر ما يأذن الله لبعض خلقه
.. والله أعلم . 4- وما يفضح هؤلاء المنجمون .. أن ما في
السماء من رزق قد أوضح لنا الله تعالى بعضا من حكمته فيها .. وهو أن فيها منافع
للناس .. حيث قال رب العالمين:(وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ
هُمْ يَهْتَدُونَ) النحل16..، وكقوله تعالى: (وَهُوَ
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) الأنعام97. -
إذن فعلامات السماء كمنازل وأبراج فيها رزق لنا ينفع الإنسان في حركته على الأرض من خلال
رؤيتها في المساء .. وليس لمعرفة الغيب من خلالها ..!!- ولم
يقل تعالى أن النجوم في السماء لإرشادنا إلى الغيبيات القدرية ..!! 5- إذا كان في السماء رزقا لنا .. فهل قال الله
نطلب معرفة وتحقيق هذا الرزق من السماء أم من الله ؟- أكيد من الله يتم طلب الرزق إرشادا
وتحقيقا .. سواء كان رمزا وإشارة أو تحقيقا وواقعا .. يقول
تعالى (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ
وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) العنكبوت17 .. - فلو كنتم تبتغون الرزق عند الله .. فلماذا
تبحثون عن غيب الرزق في السماء .. وكأن السماء هي مطلبكم في معرفة الرزق وليس الله
؟!!- فلو كنتم تبتغون عند الله الرزق فما فائدة ما
تبحثون فيه من أقدار الله إذا كان الرزق محقق لا محالة .. 6- ومعرفة أن رزق الله في السماء .. يرشدنا إلى
قوله تعالى: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ) سبأ24.- تأمل قوله (السَّمَاوَاتِ)
.. فتفهم أن ما يقوله بعض
المنجمين من أن الرزق يقرأ في نجوم السماء الدنيا .. فهو كذاب يقينا .. لأن
الرزق يتم الإمداد به من السموات .. فكيف لأحد أن يحيط علما بالسموات وما يدور
فيها من أفعال الله سواء كان ذلك النجوم أو الإنسان أو الجن أو الملائكة ؟!!
#- أولا: أن يكون في
السماء دلالة ظاهرة ترشد إلى القدر .. فهذا قول باطل .. ليه
؟
#- ثانيا: الغيب كله عند
الله في اللوح المحفوظ أو كتاب الأقدار .. فلا يمكن أن يكون في صورة مرئية وظاهرة .. ليه ؟
#- ثالثا: لو كان الرزق
معلوم لأهل الأرض .. لكان هذا مخالف للقرآن .. ليه ؟
#- رابعا: الغيب القدري لو كان في نجوم السماء .. فهذا معناه أنكم تعرفون الغيب القدري الماضي .. ليه ؟
#- خامسا: قوله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) .. ليس
فيه دليل على ما تزعمون من كونها تشير إلى القدر الغيبي المستقبلي .. ليه ؟
#- سادسا: ما نلاحظه في قوله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ) .. أن هذه الآية التي
استدل بها بعض المنجمين المسلمين لينتصروا لأهوائهم .. إنما في الحقيقة هي حجة عليهم وليست حجة لهم .. ليه ؟
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
ردحذفونفعنا الله بعلمك وزادك نورا
آمين يارب العالمين
" قل من يرزقكم من السموات و الارض قل الله "
ردحذفو نعم بالله.. جزاك الله خير استاذنا
وفقك الله لما يرضي الله ورسوله اللهم امين امين امين يارب العالمين
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيراً
جزاك الله خيرا وانزلك منازل المقربين ان شاء الله
ردحذفجزى الله عنا سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ما هو اهله