ج49: رسالة الغيب والعرافين والمنجمين - هل القرآن أثبت تأثير النجوم على الأرض بدليل أن الله أقسم بمواقع النجوم والأبراج - معنى القسم بالأشياء في القرآن الكريم ودلالته - هل القسم في القرآن أتى فقط على الأجرام السماوية - هل القسم في القرآن بالأجرام السماوية دلالة على تأثيرها على قدر الإنسان في شيء - ما علاقة هذه الآيات التي تتحدث عن فلك السماء وما يحيط بكوكب الأرض من أجرام سماوية بكونها مؤثرة على مصير الإنسان وقدره - هل العلم الحديث يثبت أن النجوم والفلك السماوي يتحكم في أقدارنا ونعرف من خلاله عواقب الأمور كما يزعم البعض.

          بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

"الغيب والعرافين والكهنة"

(الجزء الثالث من الرسالة)

تعريفات – مناقشات – طرق العرافة قديما وحديثا

(الجزء التاسع والأربعون)

* فهرس:
:: الفصل التاسع والأربعون :: تابع/ مع شبهات المنجمين المسلمين في استدلالهم لبيان صحة تنجيم العرافة - وعلاقة ذلك بالعرافة والغيب ::
1- س255: هل القرآن أثبت تأثير النجوم على الأرض بدليل أن الله أقسم بمواقع النجوم والأبراج ؟
#- أولا: شرح عام لمفردات بعض الآيات المذكورة في شبهات المنجمين العرافين.
#- ثانيا: لا داعي لخلط الحق بالباطل ..
#- ثالثا: معنى القسم بالأشياء في القرآن الكريم ودلالته ؟
#- رابعا: هل القسم في القرآن أتى فقط على الأجرام السماوية ؟
#- خامسا: هل القسم في القرآن بالأجرام السماوية دلالة على تأثيرها على قدر الإنسان في شيء ؟
#- سادسا: ما علاقة هذه الآيات التي تتحدث عن فلك السماء وما يحيط بكوكب الأرض من أجرام سماوية .. بكونها مؤثرة على مصير الإنسان وقدره ؟!!
#- سابعا: ما يجب أن ينتبه إليه العقل في كلام المنجمين .. حينما يقولون لك تأثير النجوم عليك في قدرك مشابها لتأثير جاذبية القمر بالمد والجزر على الأرض ..
2- س256: هل العلم الحديث يثبت أن النجوم والفلك السماوي يتحكم في أقدارنا ونعرف من خلاله عواقب الأمور كما يزعم البعض ؟

 *********************

:: الفصل التاسع والأربعون ::

:: تابع/ مع شبهات المنجمين المسلمين في استدلالهم بالقرآن لبيان صحة تنجيم العرافة - وعلاقة ذلك بالعرافة والغيب ::

********************

..:: س255: هل القرآن أثبت تأثير النجوم على الأرض بدليل أن الله أقسم بمواقع النجوم والأبراج ؟ ::..

 
- من الشبهات الغريبة التي يذكرها بعض المنجمين المسلمين الباحثون في الغيبيات من خلال نجوم السماء .. أنهم يذكرون أن القرآن فيه دلالة على تأثير الكواكب والنجوم على الإنسان .. حيث يقول تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) الواقعة75-76 .. ويقول تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ) البروج1 .. ويقول تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوارِ الْكُنَّسِ) التكوير15-16 ..، ويقول تعالى: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا) الشمس1-2 ..
 
- والغرض من الإستدلال بما سبق .. هو أنه لو لم يكن لهذه الأجرام السماوية تأثير على الإنسان ما أقسم الله بها .. ولذلك عرفنا من هذا القسم أن لهذه الأجرام السماوية تأثير على الإنسان .. وطالما لها تأثير فهي لها تغير من قدره من خلال حركة الشمس والقمر في منازل البروج .. مما ينتج عنه أثر على الإنسان .. وهذا الأثر نلحظه من خلال ملاحظة ومتابعة النجوم مع احداث الارض .. فنفهم أنه مع تكرار ظهور تشكيل نجمي معين انه سيحدث شيئا ما على الأرض .. وهذا ليس بغيب وإنما نوعا من الفهم والتفكر في خريطة السماء .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من الغريب في هذه الشبهات .. هو الجرأة في استخدام كلام الله وكأنهم يتعمدون أن يصبغوها بصبغة من القرآن حتى يتم التأثير عليك بأن ما يذكرونه لك هو حق .. ولكن في حقيقة الأمر لو تدبرت كلامهم لوجدته يجمع ما بين الخداع بكلام الله .. والتزييف العقلي أي في طريقة التفكير لكونه متناقض مع بعضه البعض ومع ما استدلوا به من قرآن ..!!
 
- أولا: شرح عام لمفردات بعض الآيات المذكورة في شبهات المنجمين العرافين:
1- مواقع النجوم هي مواضعها في بروجها ومنازلها في السماء ..
2- والبروج تشمل منازل الشمس ومنازل القمر ..
3- وقوله (الخنس) هي النجوم التي تختفي مع ظهور النهار .. و (الكنس) هي نفس النجوم التي تبدأ في الظهور مرة أخرى بصورة جزئية للعين المجردة مع بداية أول الليل .. حيث تكون مخفاة حقيقة شكلها وإنما يظهر منها فقط ما يلمع أمام العين .. كالظبي الذي يختفي وراء الأشجار في الليل عند بيته ولا يظهر منه سوى رأسه ليبصر بها ويراقب المكان .. ومكان بيت الظبي يسمى (كِنَاسِهِ) .. والله أعلم .
 
#- ثانيا: لا داعي لخلط الحق بالباطل ..
- التفكر في خلق السماء والأرض مطلوب شرعا .. ولكن أيضا التجسس على غيب القدر الإلهي هو منهي عنه شرعا .. ففرق بين المطلوب شرعا وهو مباح .. وبين المنهي عنه شرعا وهو حرام .. فلا داعي للخلط بين الحق والباطل في كلامكم .. وإن كان هذا ليس بمستغرب منكم لأنه ماذا نتوقع ممن كان الكذب حال له .. !!
 
#- ثالثا: معنى القسم بالأشياء في القرآن الكريم ودلالته ؟
1- القسم معناه الحِلف على الشيء .. أي التعاهد على قول الحق بدلا من الباطل ..
 
2- والغرض منه التوكيد على حقيقة المقسم به والمقسم عليه.
 
3- والقسم الإلهي بالأشياء هو لجذب الإنتباه وإثارة فضول الإنسان للبحث في هذه المخلوقات التي أوجدها الله بقدرته .. والتي يريدك أن تتحقق منها لتزداد يقينا في أنه لا إله إلا الله الملك الحق المبين ولا خالق غيره ولا مبدع سواه .. ولذلك نجد الله يقول: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى) الروم8.
 
4- وكأن الله يريد منك من خلال ما يقسم به في القرآن أن تسأل نفسك فتقول: ما العجيب في هذه الأشياء التي أقسم الله عليها ؟
- ومن هذا السؤال تبدأ رحلة العلم والبحث لتجد الإجابات شيئا فشيئا ..
 
#- رابعا: هل القسم في القرآن أتى فقط على الأجرام السماوية ؟
1- القسم على الأشياء في القرآن أتى على العديد من الأشياء فمنها ما يتعلق بالسماء والأرض وما يتعلق بالإنسان .. وقد جاء كل ذلك في سورة واحدة وفي آيات متتابعة .. في قوله تعالى: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا) سورة الشمس1-7 ..
- والمعنى من التفسير الميسر: أقسم الله بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى، وبالقمر إذا تبعها في الطلوع والأفول، وبالنهار إذا جلَّى الظلمة وكشفها، وبالليل عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها مظلمًا، وبالسماء وبنائها المحكم، وبالأرض وبَسْطها، وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها. (انتهى النقل من التفسير).
 
#- ففي الآيات السابقة نجد أن الله قد أقسم بثلاثة أشياء أشياء علوية .. وبالأرض .. وبالنفس الإنسانية .. وبالزمن ليلا ونهارا .
 
- وفي سورة الطور أقسم الله تعالى بستة أشياء (وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) الطور1-6 .
- والمعنى من التفسير الميسر: (أقسم الله بالطور، وهو الجبل الذي كلَّم الله سبحانه وتعالى موسى عليه، وبكتاب مكتوب، وهو القرآن في صحف منشورة، وبالبيت المعمور في السماء بالملائكة الكرام الذين يطوفون به دائمًا، وبالسقف المرفوع وهو السماء الدنيا، وبالبحر المسجور المملوء بالمياه. (انتهى النقل من التفسير) .
 
#- ففي الآيات السابقة نجد أن الله قد أقسم الله بستة أشياء .. منها أربعة أرضية .. وواحدة سماوية وهي السقف المرفوع .. وأخرى ملكوتية غيبية وهي البيت المعمور ..
 
2- وفي عموم القرآن ستجد أن القسم بالعديد من الأشياء هو شيء معهود بخلاف القسم بذاته جل جلاله ..
أ- فمن القسم فيما يتعلق بالسماء: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ) البروج1 .. 
ب- ومن القسم بما يتعلق بالأرض: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) التين1-3.
- والمعنى من التفسير الميسر: أَقْسم الله بالتين والزيتون، وهما من الثمار المشهورة، وأقسم بجبل «طور سيناء» الذي كلَّم الله عليه موسى تكليمًا، وأقسم بهذا البلد الأمين من كل خوف وهي «مكة» مهبط الوحي. (انتهى النقل من التفسير).
ج- ومن القسم بيوم القيامة: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) القيامة1.
د- ومن القسم بالنفس الإنسانية: (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) القيامة2.
- والمعنى من تفسير المنتخب: أقسم وأؤكد القسم بيوم القيامة - وهو الحق الثابت - وأقسم وأؤكد القسم بالنفس التي تلوم صاحبها على الذنب والتقصير. (انتهى النقل من التفسير) .
هـ- ومن القسم في القرآن هو القسم بالقرأن الكريم قوله (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) يس2.
و- ومن القسم في القرآن هو القسم بحياة النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول تعالى: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) الحجر72.
 
3- إذن من كل ما سبق .. ستجد أن الله أقسم بالعديد من الأمور منها ما هو علوي أو أرضي أو نفسي أو غيبي أو أخروي أو له مكانة مقدسة أو غير ذلك مما لم نذكره مثل القسم بالملائكة كما في أول سورة الصافات .. والرياح والسحاب والسفن كما في أول سورة الذاريات .. وغير ذلك مما يطول شرحه ..
 
#- ملحوظة ورأي خاص ب (خالد صاحب الرسالة) يتعلق بنفي القسم في القرآن:
- جاء في بعض قوله تعالى نفي للقسم .. وكثير من العلماء يقولون أنه بمعنى القسم وأن حرف لا مزيدة للتوكيد .. مثل قوله (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) الواقعة75.
 
- ولكن الذي أحسبه هو أن يكون التفسير كذلك " فلا أقسم بمواقع النجوم إلا لكونها حق" .. وهكذا في كل آية أتى فيها نفي القسم مثل أيضا قوله تعالى: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) القيامة1-2.
- فيكون المعنى – والله أعلم – لا أقسم بيوم القيامة إلا لكونه حق .. ولا أقسم بالنفس اللوامة إلا لكونها تجاهد في طلبي بالحق ..
 
- ولذلك لا أستغرب أن يقسم الله بكل ما خلق وكان الحق غالبا فيه .. للدلالة على أن الحق هو ماله وصال بالحق جل شانه وما عدا ذلك فهو الباطل الذي هو عن الحق مقطوع .. والله أعلم .
 
- ولذلك نجد الله يلفت نظرنا دائما لمسألة خلق السموات والأرض وما بينهما أنه بالحق .. فيقول جل شأنه: (مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ) الأحقاف3 .. ويقول تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى) الروم8.
- والله أعلم بمراده .
 
#- خامسا: هل القسم في القرآن بالأجرام السماوية دلالة على تأثيرها على قدر الإنسان في شيء ؟
- بكل تأكيد لا يوجد في الآيات التي استدل بها المنجمون العرافون للغيب أي شيء يتعلق بان النجوم لها تأثير على قدر الإنسان في أي شيء ..!!
 
- وإذا كان القسم بالأشياء السماوية كما يزعمون فيه دلالة على التأثير على قدر الإنسان .. فهذا من انطماس بصيرتهم العقلية والقلبية .. ليه ؟
- لأنه سيكون الرد عليهم بنفس التفكير .. فنقول لهم كذلك القسم بالأشياء الأرضية فيه دلالة على تأثيرها على قدر الإنسان كذلك .. والقسم بالبحار والملائكة والأزمنة بل وبالنفس الإنسانية .. كل ذلك له تأثير بالقدر على الإنسان ومصيره .. وبالتالي هذا يستوجب أن يكون هناك خريطة قدرية لمصير الإنسان في كل ما أقسم الله به ..!! 
- ولا يقول بأي شيء مما سبق إلا إنسان فقد عقله ..!!
 
#- سادسا: ما علاقة هذه الآيات التي تتحدث عن فلك السماء وما يحيط بكوكب الأرض من أجرام سماوية .. بكونها مؤثرة على مصير الإنسان وقدره ؟!!
- ففي أي جزء من هذه الآيات ظهرت الإشارة بذلك المعنى من قريب أو من بعيد ؟!!
- لا يوجد إشارة على ذلك ..!!
- فهذا إذن استدلال بالحق (القرآن) على الباطل الذي يزعمونه وهو التنجيم الغيبي أو تنجيم العرافة .
 
#- سابعا: ما يجب أن ينتبه إليه العقل في كلام المنجمين .. حينما يقولون لك تأثير النجوم عليك في قدرك مشابها لتأثير جاذبية القمر بالمد والجزر على الأرض ..
- انتبه أخي الحبيب إلى أن تأثير الفلك الأعلى .. إنما هو تأثير على كوكب الأرض وليس على الإنسان خاصة .. فأي زعم هذا الذي يزعمونه بتأثير النجوم على مصير الإنسان وقدره أو حتى من يقولون بوجود خريطة القدر في السماء ..؟!!
 
- فأي عاقل ممكن أن يقبل بهذا الكلام السخيف .. ويتصور أن الفلك الأعلى يؤثر في الإنسان في حين أن الإنسان تابع لما يحدث ويؤثر على كوكب الأرض باعتبار حركته مع فلك السماء المحيط به ..!!
 
- فما سيحدث للإنسان سيحدث للحيوان والنبات .. وكل ما سيؤثر على كوكب الأرض نتيجة الظروف المحيطة بكوكب الأرض فهو سيؤثر على كل الكائنات الموجودة فيه وليس على الإنسان فقط .!!
 
#- وعن فكرة أن الأبراج والنجوم تؤثر على قدر الإنسان ومصيره .. وخدعة تشبيهها بالأحداث الكونية العامة المؤثرة على الأرض .. فارجع للسؤال رقم (س237: ما هي صفات الأبراج وهل لها تأثير على الإنسان ؟) .. وللسؤال رقم (س234: ما هو دليل بطلان أن الأبراج تؤثر بذاتها على سلوك الإنسان ومصيره ؟) .. وللسؤال رقم (254) أيضا ..
 

******************

..:: س256: هل العلم الحديث يثبت أن النجوم والفلك السماوي يتحكم في أقدارنا ونعرف من خلاله عواقب الأمور كما يزعم البعض ؟ ::..

 
- راسلني بعض المحبين في رسالة وأخبرني بأن له صديق قد ناقشه في أن الأبراج وحركة النجوم لها تأثير على الإنسان وأنه يعرف شيئا من القدر من خلال النظر إلى النجوم .. وقد ذكر له بعض الأدلة العلمية على وجهة نظره ..
 
#- وهذا هو موجز الرسالة:
#- أستاذي الحبيب ..
1- لقد أثبت علم الكونيّات والعلم الحديث أنّ هنالك عناصر موجودة في أجسامنا لا يمكن أن تتكوّن إلّا من خارج هذه الأرض، فالمعادن مثل الحديد والصوديوم والفسفور والكالسيوم وغيرها ممّا يوجد في أجسامنا هو متكوّن بدون أدنى شكّ من نجوم قديمة إنفجرت منذ فجر التّأريخ، فتكوّن من دخانها الغبار الكوني الذّي منه أيضا وُجدت الموجودات؛ فلذلك هذه المعادن أصلها هذه النّجوم، وكلّ معدن في أجسامنا، مثلا الفوسفور، متأتّي من عدّة نجوم وليس من نفس النّجم.
إذن، هذا هو الأمر العلمي الأوّل أستاذي.
2- أمّا الأمر الثّاني، فهي تجربة كنّا قد درسناها سنتين سويّا أنا وصديقي هذا في مسارنا الجامعي المشترك بالجامعة حينها (وقد تخصّص هو في الفيزياء)، هذه التّجربة العلميّة تُعرف باسم Aspect's experiment، قام بها هذا العالم سنة 1982.
 
- وتقول هذه التّجربة، وقد أُثبِتَت علميّا، أنّ الأجسام المولَّدة كتوأمين من نفس المصدر (مثلا فوتونين من الفوتونات المتولّدة من نفس المصدر الضّوئي)، هذه الأجسام تتأثّر آنيّا بما يحدث لأحد منها، فحتّى لو كان فوتون مثلا بالأرض والآخر المُولّدُ من نفس المصدر في آخر الكون، فكلّ تغيير فيزيائي على هذا الفوتون بالأرض يؤثّر نفس التّاثير على الفوتون الموجود بآخر الكون، وهذا التّاثير يحصل بسرعة تفوق سرعة الضّوء بكثير جدّا.
- علميّا يُعرف هذا الحدث الفيزيائي الرّهيب بالتّشابك الكمي، Quantum Entanglement.
 
- يقول هذا الصّديق، بما أنّ أجسامنا متكوّنة من ذرّات متأتّي بعضها من النّجوم، وبما أنّ أيّ تغيّر في الذّرّات الأخرى بالكون المتأتيّة من نفس النّجم المتأتّية منه بعض معادن أجسامنا، فبكلّ تأكيد، وبالعلم، إنّ أيّ تغيير في ذاك سيؤثّر في هذا؛ لذلك هذه الكواكب عند دخولها بروجا معيّنة وعند إقترانها بكواكب أخرى يحصل معها تغيّر فيزيائي، وبما أنّ أجسامنا بها مكوّنات مصدرها نفس مصدر الكواكب هذه في أغلب الحالات، فهذا الحاصلُ فيها يؤثّر على أجسامنا وعلى جميع الكون في الحقيقة الذّي له ذرّات متأتّية من نفس المصدر المتكوّنة منه هذه الكواكب (درسنا سويّا الكونيّات والفلك قبل الإختصاص، لذلك هو يكلّمني ببعض التعمّق).
 
#- الحقيقة أستاذي الحبيب أنّ في بعض كلامه حقٌّ، ولكن البّاطل متأتّي من كيفيّة قراءة هذه الخارطة الفلكيّة، وهنا يدخل التّنجيم حسب إعتقادي، لا فلك ولا كونيّات، فإن كانت لهذه الكواكب تأثيرات علينا نحن، فتأثيراتها عندي هي مثل تأثير حرارة الشّمس علينا أو نور القمر ليلا علينا، فهذا التّأثير ممكن، لكن أن يكون تأثيرا في قدر الإنسان، فهذا الباطل عينه، وهو يتعارض مع الإسلام أصلا وفصلا.
 
- العجيب أيضا معه، وهو صاحب خيول يربّيها ويسابق بها في مراكض الخيل، وأستاذ جامعي في مادة الفيزياء، العجيب أنّه يقول لي قبل أن تبدأ الخيول في السّباق .. يقول لي اّن هذا الحصان سيكون الأوّل وذاك الثّاني و...إلخ، وتكون النّتيجة صادمة لي، فهي غالبا صحيحة، دائما إلّا في بعض حالات الشكّ التّي يقدّم فيها أيضا بدائل لشكّه، إذ لو حصُل و شكّ، فيقول إمّأ هذا الحصان أو ذاك هو الأوّل، يعني أيضا له القدرة على تمييز حتّى مجال خطئه بين الخيول.
 
- يقول لي أنّه يدرس الرّهانات جيّدا علميّا، وأيضا يدرس الخارطة الفلكيّة، وكأنّه يدرس ما حصُل في سباقات ماضية عند إقترانات كوكبيّة مشابهة ليوم السّباق الذّي سيخوضه، ولذلك يحصل على نتائج، وأنّ هذا أيضا ليس حراما وليس تنجيما.
 
- عموما أستاذي الحبيب، ذكرت لكم هذه الشبهة المستندة على العلم، وأرجو أن تتطرٌّقوا للإجابة عليها بشيء من التّفصيل وضرب للأمثلة .. وجزاكم الله دوام الوصال معه صلّى الله عليه وسلّم، يقظة ومناما، وكتبكم أمّة لوحدكم، اللهم آمين يا ربّ العالمين..
- هذه الرسالة تم إرسالها بتاريخ 18/4/2022 .. انتهى .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أخي الحبيب ..
1- تنجيم العرافة .. هو أن تجعل من النجوم وسيلة إرشاد لك في مسألة غيبية لا أسباب فيها مدركة بالحس الظاهر .. ثم تتخذ على أساس تشكيلة هذه النجوم قرار في حياتك ..
- وبالتالي فإن قول صاحبك بأنه يتبع ما في الخرائط السماوية ويتخذ عليه قرار فهذا تنجيم محرم .
 
2- رسالتك تدور حول أمرين:
- الأول: مفهوم تأثير النجوم والكواكب على الإنسان .
- الثاني: عن خلط المسائل العلمية بقدر الإنسان .
 
#- وإليك بيان الرد على ما تفضلت وسألت عنه:
- أولا: فيما يتعلق بتأثير الكواكب والنجوم على قدر الإنسان:
1-  نسأل ما هو مفهوم تأثير النجوم والكواكب على الإنسان ؟!!
- هل القصد منه تأثير الفلك الأعلى على الإنسان بمعنى تدبير حياته وقدره .. أم القصد منه تأثير الفلك الأعلى على كوكب الأرض بحدوث ظواهر طبيعية كاختلاف الفصول الأربعة وما شابه ذلك .. مما هو معلوم لأهل العلم الفلكيين ..
 
أ- فإن كان المفهوم هو المقصد الأول بالتأثير على قدر الإنسان .. فهذا مما لا شك فيه باطل شرعا وعقلا ..
 
ب- ولو كان المقصد هو تأثير النجوم والكواكب باعتبار سيرها ارتباطها مع كوكب الأرض في مدارها .. فهذا شيء معلوم لأهل العلم ولا علاقة له بقدر الإنسان .. وإنما له علاقة بكوكب الأرض .. كتأثير الشمس على الأرض بحرارتها .. وتأثير القمر في عملية المد والجزر .. بل أن الظاهرة المناخية نفسها تؤثر على كثيرا من الناس في أمزجتهم .. سواء كانت الحرارة زائدة أو البرودة زائدة .. وقد تؤثر على الصحة نفسها ..
 
- فمن حيث هذه الجزئية من تأثير الفلك الأعلى على الأرض .. فهذا معلوم ومفهوم .. وأيضا لا يؤثر من ذاته وإنما بخصائص أودعها الله فيه تسير وفق تدبير ومراد الله وإذنه ..
 
2- ولكن البعض يحلو له خلط وجود الظواهر الطبيعية من تأثير الأجرام السماوية على كوكب الأرض نتيجة حركتها .. بأن هذا أيضا له تأثير على قدر الإنسان وتدبير مصيره .. وهذا منتهى الكذب والتضليل حيث جعلوا الإنسان هو كوكب الأرض .. ولا يقول بذلك إلا شخص غير عاقل أو شخص يخلط الحق بالباطل للوصول إلى مراده الذي يهواه ..
 
- وعن فكرة أن الأبراج والنجوم تؤثر على قدر الإنسان ومصيره .. وخدعة تشبيهها بالأحداث الكونية العامة المؤثرة على الأرض .. فارجع للسؤال رقم (س237: ما هي صفات الأبراج وهل لها تأثير على الإنسان ؟) .. وللسؤال رقم (س234: ما هو دليل بطلان أن الأبراج تؤثر بذاتها على سلوك الإنسان ومصيره ؟) .
 
3- من ناحية أخرى: ما علاقة وجود تأثير للكواكب من خلال حركة الأرض وحركة النجوم .. بكونها دالة على قدر الإنسان ؟!!
- بل إن هذا يدفعنا للقول بأن النجوم مؤثرة بذاتها في قدر الإنسان وهي التي تختار له وتدبر له أمره .. وهذا معناه ان الإنسان لا اختيار له وإنما هو مخلوق تسيره النجوم كالحمار وفق مرادها جبرا وقهرا لأنه لا اختيار له ..!!
- واعتقد أنه لا يقبل بذلك التفكير إلا من ارتضى مساواة نفسه بالحمار ..!!
 
#- ثانيا: فيما يتعلق بالنظرية العلمية التي ذكرتها:
- أما فيما يتعلق بما ذكرته من علم ونظريات علمية .. فلا علم لي بها .. ولكني سأجيبك بما يحتمله العقل ويفكر فيه نتيجة ما تفضلت وذكرته ..
 
1- أما عن وجود معادن في جسم الإنسان أصلها من خارج الأرض .. ثم تنبي على هذه الفكرة نظرية علمية وتثبت من خلالها أن وجود تأثير على قدر الإنسان وحركته في الكون .. فهذا يدفعني لأن أسأل الآتي بعقلي البسيط بناء على ما تفضلت وذكرته:

أ- ما علاقة هذه النظرية العلمية التي ذكرتها .. بكون هذا يؤثر على تدبير قدر ومصير الإنسان ؟!!
- ما علاقة هذا بذلك ؟!! أم هو مجرد خلط في المفاهيم ليخلط الحق بالباطل ؟! لمجرد أنه يريد أن يثبت وجود علاقة تأثير من النجوم على الأرض ؟!! فليس حينئذ هناك داعي ليذكر مثل هذه النظريات العلمية .. بل يكفيه أن يقول أن الأرض تؤثر بحرارتها على الإنسان ..!!
 
- ولكن سيظل السؤال وهو: ما علاقة تأثير الكواكب والنجوم على الأرض بخصائص كونية فيها بمعرفة الأقدار الغيبية للإنسان ؟
- فهل أي شيء يؤثر في الإنسان فهذا معناه أنه يعرف قدر الإنسان ؟!! بكل تأكيد .. لا ..
 
- فاستدلال صاحبك بهذه النظريات العلمية حينئذ هو استدلال باطل .. ولا يمكن أن يصدقه عاقل .. لأنه لا علاقة ولا رابطة بين قوانين الكون ومعرفتها للأقدار  ..!!
 
ب- وأيضا أن يجعلني صديقك أظن بتأثير من الكواكب والنجوم على الانسان .. بسبب وجود نسبة من المعادن أصلها في بعض ويوجد منها نسبة في تكوين الإنسان .. فهذا التأثير لا يمكن أن يقبله عقل .. لأن وجود المعادن ليس في جسم الإنسان فقط .. وإنما في كل أجزاء الكرة الأرضية .. فهل هذا معناه أن هذه الكواكب متصرفة في كل شيء في الأرض لوجود نسبة من هذه المعادن المتواجدة فيها في الأرض ..!!
 
- فعلى هذا المنطق فكل قدر كوكب الأرض تكتبه هذه الكواكب .. بل وتتصرف تصرف مطلقا في كوكب الأرض ..!!
 
- وهذا يجعلنا نتسائل فنقول: ومن الذي يكتب قدر الكواكب الأخرى حينئذ ويدبر أمرها ..؟!! فلو قال الله هو من يدبر أمرها .. إذن فهو أيضا من يدبر أمر الأرض ومن عليها ..  وإن قال هي تدبر امر نفسها بنفسها فهو حينئذ جاحد لله وملحد عن الإيمان ولا كلام لنا معه من أساسه .
 
ج- بل وفق هذه النظرية وما فهمته منها .. فلابد أن يكون هناك تأثير متبادل بين الأرض والكواكب التي يوجد فيها مثلية معادن  .. وبالتالي فكوكب الأرض يؤثر في قدر هذه الكواكب وفق هذا المنطق ..!! وبالتالي يتضح لنا أكذوبة تأثير الكواكب على كوكب الأرض بكونها مدبرة له ومتصرفة فيه ..!!
 
2- من ناحية أخرى .. فأنت مفترض أن التأثير يحدث لتوأمين .. لتشابه التكوين فيهما .. وتقارنه بعنصر موجود بنسبة لا تذكر في جسم الإنسان بعنصر موجود في جسم كوكب ..!! فكيف من الممكن أن يعقل هذه المقارنة ..؟!!
 
- إلا لو كان المفترض أن يؤثر الأقوى في الأضعف .. فهذا أيضا سيكون التأثير على كوكب الأرض بأكمله وليس الإنسان فقط .. فكيف نقارن عنصر في جسم الانسان بعنصر في جسم كوكب ..!!
- أهذه دعابة عقلية ؟!!
 
3- وهل من الصواب عقلا .. أن نقارن علميا بين مصير الإنسان وقدره وما يحمله جسم كوكب من معادن قد يتشابه شيئا منها في جسم الإنسان ..؟!!
 
- فهل هذا هو العلم ؟ أن يقارن ما هو مادي بما هو غيبي لا إدراك له فيه ولن يكون له إدراك فيه ؟!!
- بالتأكيد هذا ليس بعلم ..!!
 
#- ثالثا: بعيدا عن النظريات العلمية ولنذهب إلى مستوى آخر في التفكير ..
- ولأثبت لك فساد ما زعمه هذا الصديق .. وذلك من خلال مسألة مهمة وهي: طالما النجوم والكواكب تؤثر على الإنسان وتدبر قدره ومصيره أو مكتوب فيها قدره ومصيره .. فمن كان يؤثر في آدم وهو في جنته قبل أن ينزل على الأرض .. حينما كان في الجنة مع حواء وبعيدا عن فلك السماء الدنيا الذي فيه الكواكب والنجوم ..؟!
 
- وهذا يثبت لك مدى فساد وانحراف ما ذهب إليه صديقك ..
 
#- رابعا: أما عما يحدث مع صديقك في سباقات الخيول ..
- فهذا لا علاقة له بالخريطة السماوية وقدر الإنسان .. بقدر ما له علاقة بكونه يظن ذلك .. من كثرة ذهابه لنفس مكان السباق مرارا .. وإليك بطلان ما ذهب إليه واختلط عليك فهمه في هذه الجزئية:
 
1- لو كان ما يقوله صحيحا بأن الخارطة الفلكية تخبره .. فليجلس كلاكما أما شاشة تلفاز أمام أي سباق في أي دول في العالم .. ويخبرك عما ستقوله له الخارطة الفلكية حينئذ في تلك اللحظة ..!!
- ولكن أن يذهب لسباق .. عنده دراية وعلم مسبقا بأحوال هذه الخيول .. فهذه فراسة عملية نتيجة لمعرفته المسبقة .. ودليل ذلك شكه في الأمر أحيانا ..
- وإلا فلماذا لا يفعل ذلك في مراهنات سباقات السيارات أيضا وفي مراهنات مباريات كرة القدم كذلك .. أم أن الخارطة الفلكية عنده متخصصة خيول ؟!!
 
2- وما يزعمه عما تخبره به الخريطة الفلكية .. يستدعي في العقل سؤالا وهو: لماذا لا تخبره عن أحوال الناس أيضا .. أم أن الخارطة الفلكية عنده تخصص خيول فقط ولا علاقة لها بالإنسان .. فيكون السؤال حينئذ كيف لا يعرف قدر الإنسان ويعرف قدر الخيول ؟!!
 
3- ولو كانت هذه الخريطة الفلكية هي علم كما يزعم .. فلماذا دخل فيها الشك والإحتمال ؟!! ولماذا لم يعرف ماذا سيكسب غدا من مقدرات الحياة كما علم مثلا أن "الحصان لاكي أو كوكو" هو الذي سيفوز ؟!! أم أن خريطته الفلكية لازلت تخصص خيول ؟!!
 
4- وحتى تعرف مدى تدليسه فيما قاله لك .. فإليك الآتي:
- إذا كانت التشكيلات الكوكبية والنجمية اظهرت ظاهرة متكررة مع تشكيلاتها .. فهذا قد يكون مؤشر إلى حدوث شيئا ما في ذلك المكان على سبيل الظن أيضا وليس اليقين لأنه لا يوجد ظاهرة متكررة مع نفس كل تشكيل نجمي ..!!
 
- لكن سنفترض أن هذا التشكيل النجمي أخبره بوجود حالة فوز في هذا السباق .. فكيف تخبرك التشكيلات النجمية بأن "الحصان لاكي" مثلا هو الذي سيفوز ..؟!!
- أم أن هناك من يلقي في أذنه ذلك .. لأن هذا لا علاقة له بالتشكيلات النجمية ؟!!
- وحينئذ يكون تمثيلية تأثير الخريطة الفلكية أو التشكيلات النجمية .. إنما هو ضرب من التمويه حتى لا تعرف حقيقة مصدر معلوماته التي في أصلها يسمعها في أذنه ..!!
 
- أم أنه يتتبع معرفة أقدار كل جوكي "فارس" يركب الخيل ليعرف هل من قدره الفوز أم لا ؟!! وهذا أيضا لا علاقة له بالتنجيم .. وإنما له علاقة بما سيلقى في أذنه ..!!
 
#- وإذا كان هذا الشخص يقبض من مال هذه المراهنات .. فماذا تنتظر منه إلا استخدام أسلوب الخلط في الأمور لينتصر لما يراه مناسبا له .. وربنا يصلح حاله ..
 
5- واختم لك جزئية معرفة نتيجة سباقات الخيول من خلال التشكيلات النجمية .. بسؤال بسيط وهو:
- لو كان الأمر كما يزعم صديقك بأنه يعرف نتيجة المسابقات من خلال التشكيلات النجمية .. فلماذا لا يدخل المنجمون سوق السباقات ويراهنوا هم أيضا ويربحوا كثيرا ..؟ ولكن ذلك لا يحدث ..
-  أم أن صاحبك هو فقط من لديه هذا العلم .. فحينئذ هذا لا يسمى علما وإنما قذفا بالغيب على معطيات معلومات سابقة لديه ..
- مش كده ولا إيه ؟!!
 
#- أخي الحبيب:
- تأمل ما سأقوله لك الآن وهو خلاصة كل ما سبق ..
- إذا كان الله يقول (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا) لقمان34 .. فهل النجوم والكواكب هي التي تعلم ما سيكسبه أهل الأرض ؟!!
- بكل تأكيد .. لا ..
 
- فالنجوم لا تكتب أقدار البشر ولا ترشد لأقدار البشر .. وإنما من يتكلم في هذه الأمور عن عقيدة في النجوم واستمرار بدوام التنبوء بها .. إنما هو قد سلك مسلك أهل العرافة وانتهج منهج الشيطان المارد ..
- والله أعلم.
 
#- وتبقى أن أقول لك أخي الحبيب..
- أن مال المراهنات التي في سباقات الخيول والتي صورتها أن يتم دفع أموال على شباك المراهنة .. فإن خسر فرسه فهو يخسر ماله الذي راهن به عليه .. وإن فاز فهو يكسب مع ماله من مال الذين خسروا في مراهناتهم .. فهذا يعتبر من الميسر والمال المقبوض منه هو مال حرام .

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .