ج50: رسالة الغيب والعرافين والمنجمين - ما هو التنجيم الروحاني ومن أين أتت فكرة الأرواح العلوية عند المنجمين الروحانيين - ما هي طوائف المنجمين (المنجم العراف – المنجم الروحاني) - ما هو التنجيم الروحاني - ما هي فلسفة إثبات وجود أرواح مدبرة للكواكب والنجوم - ما هي علاقة الأوفاق بالتنجيم الروحاني - ما هي الأوفاق - هل الأوفاق من علم الأولياء والصالحين وخواص الناس مثل سيدنا علي وآل البيت - هل هناك أوفاق بلا تنجيم ولا عزائم ولا رغبة نفسية وتأتي إلهاما وتوفيقا - (أوفاق القلوب) - (وعلم الحرف في قلوب الأولياء).

           بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

"الغيب والعرافين والكهنة"

(الجزء الثالث من الرسالة)

تعريفات – مناقشات – طرق العرافة قديما وحديثا

(الجزء الخمسون)

* فهرس:

:: الفصل الخمسون :: مع شبهات المنجمين المسلمين في استدلالهم لبيان صحة التنجيم الروحاني ::

1- س257: ما هو التنجيم الروحاني ومن أين أتت فكرة الأرواح العلوية عند المنجمين الروحانيين ؟

#- ما هي طوائف المنجمين (المنجم العراف – المنجم الروحاني)؟

#- ما هو التنجيم الروحاني ؟

#- ما هي فلسفة إثبات وجود أرواح مدبرة للكواكب والنجوم ؟

2- س258: ما هي علاقة الأوفاق بالتنجيم الروحاني ؟

#- أولا: ما هي الأوفاق ؟

#- ثانيا: متى ظهرت هذه الأوفاق ؟

#- ثالثا: ما هي الكرامات الذين يزعمها المنجمون العاملون بها ؟

#- رابعا: هل الأوفاق من علم الأولياء والصالحين وخواص الناس مثل سيدنا علي وآل البيت ؟ 

#- خامسا: استخدموا الآيات والأسماء الحسني في الخير والشر ؟

#- سادسا: كيف تعلم بطلان هذه الأوفاق وأنها من الشر في حياة المسلم ؟!!

#- خلاصة القول أخي الحبيب ..

3- س259: هل هناك أوفاق بلا تنجيم ولا عزائم ولا رغبة نفسية وتأتي إلهاما وتوفيقا ؟ (أوفاق القلوب) - (وعلم الحرف في قلوب الأولياء)

#- هكذا تكتب القلوب بالإلهام .. بدون رغبة ولا عزيمة وإنما عن محبة ورحمة.

*********************

:: الفصل الخمسون ::

:: مع شبهات المنجمين المسلمين في استدلالهم لبيان صحة التنجيم الروحاني ::

********************

..:: س257: ما هو التنجيم الروحاني ومن أين أتت فكرة الأرواح العلوية عند المنجمين الروحانيين ؟ ::..

 

#- أخي الحبيب:

- لعلنا سابقا لم نعطي مفهوم واضح وشرح لمعرفة التنجيم الروحاني حينما ذكرناه في الأسئلة (222-223) .. وكنا مكتفيين بالكلام عن تنجيم العرافة التي يهتم بمعرفة الغيب .. ولكن وجدت أنه من المهم الكلام أيضا الكلام عن أهل التنجيم الروحاني ..

 

#- أولا: ما هي طوائف المنجمين (المنجم العراف – المنجم الروحاني)؟

- الأولى: جماعة المنجمين المشتغلين بالعرافة .. ويوصف بالمنجم العراف المستعين بالنجوم للدلالة على الغيب .. ويغلب على أحوالهم تلقين من الشيطان إما في أذنهم أو في نفوسهم بالأمور الغيبية ..

 

- الثانية: جماعة المنجمين المشتغلين بالجن .. ويوصف بالمنجم الروحاني المستعين بالجن .. لجلب نفع أو دفع ضر أو أذى الناس .. من خلال استخدام الأوقات الفلكية في استحضار شياطينهم لتنفيذ مطالبهم .. وهؤلاء يغلب على أحوالهم الإشتغال بالسحر .

 

#- ثانيا: ما هو التنجيم الروحاني ؟

- التنجيم الروحاني .. هو ما يعتقده الشخص الروحاني من عالم الإنس في وجود أرواح مدبرة للنجوم والكواكب فيستعين بها لقضاء حوائجه إما بجلب الخير له أو لدفع الأذى عنه أو لتحقيق الضرر لمن يريد به ذلك وهو ما يسمى بسحر التنجيم ..

 

- وفي التنجيم الروحاني يستعين الشخص الروحاني بالأوقات الفلكية لاستحضار أنواع معينة من الشياطين لتحقيق مراده .. وكل وقت وله أسياده الذين يتوسل إليهم هذا الشخص الروحاني خدام الجن والشياطين .. ويصاحب ذلك كتابة عزيمة روحانية مكتوبة يفعلها الشخص الروحاني ثم يطويها ويتركها في العراء مكشوفة للسماء مثل أن يضعها في أعلى سطح عمارة .. وذلك حتى تنزل الشياطين المطلوبة في هذه الورقة لخدمة هذه العزيمة ويضعوا بصمتهم عليها وشرهم فيها ..

 

- ولعل هذا التنجيم الروحاني هو بعض مما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: (منِ اقتبسَ عِلمًا منَ النُّجوم، اقتبسَ شعبةً منَ السِّحرِ زادَ ما زادَ) صحيح أبي داود.

- وقد سبق شرح هذا الحديث بالتفصيل .. فارجع للأسئلة رقم (222-223) ..

 

- ويتم في حالة التنجيم الروحاني استخدام الأوقات الفلكية في جلب نفع أو دفع ضر أو أذى الناس .. من خلال الإستعانة بالأرواح التي يظنون أنها أرواح علوية مدبرة للنجوم والكواكب .. وفي الحقيقة هي تنزيل لعالم الشياطين والتوسل إليهم لتنفيذ مطالب خادمهم من الإنس الروحانيين .

 

#- ثالثا: ما هي فلسفة إثبات وجود أرواح مدبرة للكواكب والنجوم ؟

#- ذكر الإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى: 606هـ):

- عند التعريف بالفرق التي  تتصور حقيقة الجن والشياطين .. فكان منها الفريق الثالث وهم الذين يؤمنون بوجود قوى روحانية مدبرة للكواكب والنجوم .. ولهم في ذلك فلسفة معينة في إثبات ما قالوه ..

 

- فيقول الإمام الفخر الرازي رحمه الله :

- الْفَرِيقُ الثَّالِثُ .. وَهُمُ الَّذِينَ يُنْكِرُونَ وُجُودَ الْأَرْوَاحِ السُّفْلِيَّةِ، وَلَكِنَّهُمْ أَثْبَتُوا وُجُودَ الْأَرْوَاحِ الْمُجَرَّدَةِ الْفَلَكِيَّةِ ..

- وَزَعَمُوا أَنَّ تِلْكَ الْأَرْوَاحَ .. أَرْوَاحٌ عَالِيَةٌ قَاهِرَةٌ قَوِيَّةٌ، وَهِيَ مُخْتَلِفَةٌ بِجَوَاهِرِهَا وَمَاهِيَّاتِهَا، فَكَمَا أَنَّ لِكُلِّ رُوحٍ مِنَ الْأَرْوَاحِ الْبَشَرِيَّةِ بَدَنًا مُعَيَّنًا .. فَكَذَلِكَ لِكُلِّ رُوحٍ مِنَ الْأَرْوَاحِ الْفَلَكِيَّةِ بَدَنٌ مُعَيَّنٌ، وَهُوَ ذَلِكَ الْفَلَكُ الْمُعَيَّنُ ..

- وَكَمَا أَنَّ الرُّوحَ الْبَشَرِيَّةَ تَتَعَلَّقُ أَوَّلًا بِالْقَلْبِ ثُمَّ بِوَاسِطَتِهِ يَتَعَدَّى أَثَرُ ذَلِكَ الرُّوحِ إِلَى كُلِّ الْبَدَنِ .. فَكَذَلِكَ الرُّوحُ الْفَلَكِيُّ يَتَعَلَّقُ أَوَّلًا بِالْكَوَاكِبِ ثُمَّ بِوَاسِطَةِ ذَلِكَ التَّعَلُّقِ يَتَعَدَّى أَثَرُ ذَلِكَ الرُّوحِ إِلَى كُلِّيَّةِ ذَلِكَ الْفَلَكِ وَإِلَى كُلِّيَّةِ الْعَالَمِ ..

- وَكَمَا أَنَّهُ يَتَوَلَّدُ فِي الْقَلْبِ وَالدِّمَاغِ أَرْوَاحٌ لَطِيفَةٌ وَتِلْكَ الْأَرْوَاحُ تَتَأَدَّى فِي الشَّرَايِينِ وَالْأَعْصَابِ إِلَى أَجْزَاءِ الْبَدَنِ وَيَصِلُ بِهَذَا الطَّرِيقِ قُوَّةُ الْحَيَاةِ وَالْحِسُّ وَالْحَرَكَةُ إِلَى كُلِّ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ الْأَعْضَاءِ .. فَكَذَلِكَ يَنْبَعِثُ مِنْ جِرْمِ الْكَوَاكِبِ خُطُوطٌ شُعَاعِيَّةٌ تَتَّصِلُ بِجَوَانِبِ الْعَالَمِ وَتَتَأَدَّى قُوَّةُ تِلْكَ الْكَوَاكِبِ بِوَاسِطَةِ تِلْكَ الْخُطُوطِ الشُّعَاعِيَّةِ إِلَى أَجْزَاءِ هَذَا الْعَالَمِ ..

- وَكَمَا أَنَّ بِوَاسِطَةِ الْأَرْوَاحِ الْفَائِضَةِ مِنَ الْقَلْبِ وَالدِّمَاغِ إِلَى أَجْزَاءِ الْبَدَنِ يَحْصُلُ فِي كُلِّ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ ذَلِكَ الْبَدَنِ قُوًى مُخْتَلِفَةٌ وَهِيَ الْغَاذِيَةُ وَالنَّامِيَةُ وَالْمُوَلِّدَةُ وَالْحَسَّاسَةُ- فَتَكُونُ هَذِهِ الْقُوَى كَالنَّتَائِجِ وَالْأَوْلَادِ لِجَوْهَرِ النَّفْسِ الْمُدَبِّرَةِ لِكُلِّيَّةِ الْبَدَنِ .. فَكَذَلِكَ بِوَاسِطَةِ الْخُطُوطِ الشُّعَاعِيَّةِ الْمُنْبَثَّةِ مِنَ الْكَوَاكِبِ الْوَاصِلَةِ إِلَى أَجْزَاءِ هَذَا الْعَالَمِ تَحْدُثُ فِي تِلْكَ الْأَجْزَاءِ نُفُوسٌ مَخْصُوصَةٌ مِثْلُ نَفْسِ زَيْدٍ وَنَفْسِ عَمْرٍو، وَهَذِهِ النُّفُوسُ كَالْأَوْلَادِ لِتِلْكَ النُّفُوسِ الْفَلَكِيَّةِ ..

- وَلَمَّا كَانَتِ النُّفُوسُ الْفَلَكِيَّةُ مُخْتَلِفَةً فِي جَوَاهِرِهَا وَمَاهِيَّاتِهَا، فَكَذَلِكَ النُّفُوسُ الْمُتَوَلِّدَةُ مِنْ نَفْسِ فَلَكِ زُحَلَ مَثَلًا طَائِفَةٌ .. وَالنُّفُوسُ الْمُتَوَلِّدَةُ مِنْ نَفْسِ فَلَكِ الْمُشْتَرِي طَائِفَةٌ أُخْرَى .. فَتَكُونُ النُّفُوسُ الْمُنْتَسِبَةُ إِلَى رُوحِ زُحَلَ مُتَجَانِسَةً مُتَشَارِكَةً .. وَيَحْصُلُ بَيْنَهَا مَحَبَّةٌ وَمَوَدَّةٌ .. وَتَكُونُ النُّفُوسُ الْمُنْتَسِبَةُ إِلَى رُوحِ زُحَلَ مُخَالِفَةً بِالطَّبْعِ وَالْمَاهِيَّةِ لِلنُّفُوسِ الْمُنْتَسِبَةِ إِلَى رُوحِ الْمُشْتَرِي ..

 

- وَإِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَنَقُولُ:

- قَالُوا: إِنَّ العلة تكون أقوى من المعلول، فكل طَائِفَةٍ مِنَ النُّفُوسِ الْبَشَرِيَّةِ طَبِيعَةٌ خَاصَّةٌ، وَهِيَ تَكُونُ مَعْلُولَةً لِرُوحٍ مِنْ تِلْكَ الْأَرْوَاحِ الْفَلَكِيَّةِ وَتِلْكَ الطَّبِيعَةُ تَكُونُ فِي الرُّوحِ الْفَلَكِيِّ أَقْوَى وَأَعْلَى بِكَثِيرٍ مِنْهَا فِي هَذِهِ الْأَرْوَاحِ الْبَشَرِيَّةِ ..

- وَتِلْكَ الْأَرْوَاحُ الْفَلَكِيَّةُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى تِلْكَ الطَّائِفَةِ مِنَ الْأَرْوَاحِ الْبَشَرِيَّةِ كَالْأَبِ الْمُشْفِقِ وَالسُّلْطَانِ الرَّحِيمِ .. فَلِهَذَا السَّبَبِ تِلْكَ الْأَرْوَاحُ الْفَلَكِيَّةُ تُعِينُ أَوْلَادَهَا عَلَى مَصَالِحِهَا وَتَهْدِيهَا تَارَةً فِي النَّوْمِ عَلَى سبيل الرؤيا، وأخرى في اليقظة في سَبِيلِ الْإِلْهَامِ ..

- ثُمَّ إِذَا اتَّفَقَ لِبَعْضِ هَذِهِ النُّفُوسِ الْبَشَرِيَّةِ قُوَّةٌ قَوِيَّةٌ مِنْ جِنْسِ تِلْكَ الْخَاصِّيَّةِ وَقَوِيَ اتِّصَالُهُ بِالرُّوحِ الْفَلَكِيِّ الَّذِي هُوَ أَصْلُهُ وَمَعْدِنُهُ ظَهَرَتْ عَلَيْهِ أَفْعَالٌ عَجِيبَةٌ وَأَعْمَالٌ خَارِقَةٌ لِلْعَادَاتِ ..

راجع التفسير الكبير للفخر الرازي ج1 ص82

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: ما نقله الإمام الرازي رحمه الله هو أصل فلسفة تدبير القوى الفلكية لعالم الإنسان .. وكيفية تصور نشأتها وتدبيرها .. وترتب على هذه الفلسفة ظهور القوى الروحانية في النجوم والتي هي المدبرة والمسئولة بكل فلك والتي تمد الإنسان بمدد منها خاص من حيث كونها مدبرة لأموره ..

 

- وهذه الفلسفة السابقة لازال يقول بها المنجمون العرافون الذين يريدون إثبات تأثير ذاتي من النجوم على قدر الإنسان .

 

#- بالرغم من ظاهر الفلسفة المنطقية التي يثبت بها أصحاب القوى الروحانية العلوية زعمهم بأن النجوم السماوية هي من نفسها ذات مدبرة وكأن فيها روح تحركها .. ولكن لنا أسئلة على ما سبق:

1- من أين أتت هذا التصور بأن لهذه النجوم أرواح تسكنها وتدبر أمرها ولها وصال بالبشر ؟

- ولو كان هذا الكلام صحيح .. فكيف كان وصالها بآدم وحواء وهما في حضرة الله حيث لا فلك ولا نجوم .. في مكان ما بالملكوت الأعلى بصحبة الملائكة ؟!!

- وهذا أول دليل على بطلان هذه الفلسفة ..

 

2- ما الذي يثبت أن لهذه النجوم مدد موصول بالبشر ؟

- ولو كان هذا الكلام صحيح .. ما كان ظهر اختلاف بين البشر المولودين الذين يجمعهم برج واحد .. ولكننا نرى واقعا مدركا بأن أصحاب البرج الواحد وقد يكونوا مولودين في نفس اللحظة .. إلا أن النفوس على اختلاف كبير جدا .. بل ومختلفة لما يقولونه عن صفات هذه الأبراج والكواكب ..

- وهذا ثاني دليل على بطلان هذه الفلسفة ..

 

3- لو كانت النفوس البشرية لها علاقة سببية بالكواكب .. لكانت الكواكب خالقة لقدره ومدبرة ومتصرفه في حياته .. وهذا لا يمكن أن يحدث ولن يحدث وإلا كان هذا حدث مع آدم وحواء ..

- وهذا ثالث دليل على بطلان هذه الفلسفة ..

 

4- وصف الكواكب وكأنها مدبرة لحياة الإنسان .. يجعلنا نعتقد فيها وندعوها لتستجيب لنا .. وهذا باطل ولن يكون لأنها تحتاج إلى من يدبر لها أمرها حيث لم تكن موجودة فوجدت فعلمت أن لها مدبرا يدبر لها أمرها .. فكيف تدبر ما لا قدرة لها من نفسها على إيجاده وتدبيره وفعله لأنه لا إرادة لها أصلا من ذاتها فاعلة ..!!  

- وهذا رابع دليل على بطلان هذه الفلسفة ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ثانيا: الفلسفة السابقة .. التي نقلها الإمام الرازي لمعتقد بعض المنجمين .. هي أصل فكرة تأثير الكواكب على الإنسان كيف تكون ..

 

- إلا أنه أتى بعض الروحانيين من أهل الديانات السماوية كالمسلمين .. وجعلوا لكل كوكب أرواح مدبرة له بدلا من أن يقولوا بأن النجوم مدبرة من ذاتها .. حتى يهربوا من جزئية الشرك بالله ..

 

1- فالذي أحسبه أن الشيطان .. قد أوحى إليهم وكشف لهم بأن لكل كوكب حاكما يحكم عليه ويدبر أمره .. ولكل وقت من الأوقات ملك من الملوك خاص بهذا الوقت .. وجعلوا الملائكة هي الأصول المدبرة .. وأسفل هذه الملائكة جماعة من الجن محكومين بأوامر هذه الملائكة .. ووصفوا الجميع بأنهم خدام وأعوان وملوك وحكام ومحكومين .. وكل روحاني من الإنس حسب استمتاعه بالجن والشيطان ينكشف له من هذه الدرجات القيادية في السلسلة الروحانية ..!! 

 

2- ولذلك تجدوا بعض الروحانيين ممن هم خدام الجن في استغاثتهم الروحانية .. كثيرا يتوسلون إلى الأرواح الحاكمة على هذه الكواكب وهم الملائكة ثم إلى الملوك الأرضيين الذين تحكمهم الملائكة العلويين .. وهكذا .. من أجل تحقيق الرغبات التي يرغب فيها خدام الجن وأولياؤه ..!!

 

- وكل ما سبق إنما هو تلاعب من الشيطان ليصرف الناس عن التوكل على الله والتوجه إليه .. بالتوكل على الجن والتوجه إليه .. ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون ..

 

#- والذي يثبت لك فساد ما يقول به الروحانيين في هذه العلاقات الروحانية والترتيب القيادي السماوي بين الملائكة والجن وما شابه ذلك .. هو الآتي:

 

1- أن كل أصحاب دين يختلفون عن الآخرين في هذا الترتيب وهذه القيادة مع اختلاف الأسماء الحاكمة أيضا .. بل وأصحاب العقائد الغير سماوية كالهندوسية والبوذية لهم قيادة حاكمة للفلك الأعلى تختلف عما يقول به الروحانيين من أهل العقيدة السماوية ..!!

 

- فإذا كانت العقائد الدينية قد حدث فيها انحراف .. ألا يحدث انحراف في العقائد الروحانية حينئذ ..؟!! بل ما بني على باطل فهو باطل ..

 

2- وكذلك الحال في عقيدة الروحانيين المسلمين الذين يعملون بالتنجيم الروحاني فيغلب عليهم الباطل .. ولكن ليس لأن عقيدتهم باطلة وإنما لأن ما اعتقدوه في الروحاني هو باطل .. لأنهم ارتضوا بما كاشفهم الشيطان واعتقدوه وصدقوه ولم يحترموا عقيدتهم وخالفوها.. فصادف ما كاشفهم الشيطان هوى في أنفسهم فاتبعوه ولم يتبعوا كلام الله فخالفوه .

 

- إذن الشيطان يزين لأصحاب الكشف كلا حسب عقيدته التي يظنها هو .. ثم يجعل الشيطان له أحكاما وقواعد وضوابط تتعلق بعقيدته ..

 

3- ولو كان الكشف واحد والعقيدة واحدة في العالم الروحاني .. لكانوا اتفقوا .. ولكن هيهات .. لن يتفقوا .. لأن كل عقيدة ولها برنامجها الروحاني الخاص الذي نجح الشيطان في بثه فيهم ..!!

 

*******************

..:: س258: ما هي علاقة الأوفاق بالتنجيم الروحاني ؟ ::..

 

 

- هناك شيء في العلم الروحاني يسمى بالأوفاق .. وهذه الأوفاق لها استخدامات متعددة أكثرها في الباطل وهو ما يتعلق بالتنجيم .. وما يهمنا هنا هو الكلام الذي يتعلق بالتنجيم .. حتى نفهم لماذا جاء في الحديث النبوي: (منِ اقتبسَ عِلمًا منَ النُّجوم، اقتبسَ شعبةً منَ السِّحرِ زادَ ما زادَ) صحيح أبي داود..

 

#- أولا: ما هي الأوفاق ؟

1- الوفق .. هو رسمة مكونة من مجموعة خانات متساوية الأضلاع الخارجية والداخلية  .. ويتم كتابة أرقام فيه دلالة على حروف في أصلها .. أي هي حروف وتم تحويلها إلى أرقام من خلال حساب الجمَّل أو حساب أبجد هوز حطي كلمن ... وكل حرف وله رقم .. ويتم ترتيب هذه الخانات في الوفق بطريقة (بطد زهج واح) .. بحيث يتساوى الطول مع العرض مع المحور .. أي لو جمعت الخانات بالطول تتساوى مع الخانات التي بالعرض وتتساوى مع الخانات التي بالمحور .. ولذلك تسمى أوفاق لأنك توفِّق بين مربعات هذا الوفق .. وذلك حسب عدد الإسم أو الآية التي تريد أن تستخدمها وكتابتها في ذلك الوفق .

2- وكثيرا ما يتم كتابات آيات حول الوفق كالتحويطة له .. وأحيانا يتم تحويط أطراف الوفق من الخارج فيتم كتابة (قوله الحق وله الملك) .. ثم يكتب بعد ذلك الآيات أو الأسماء الإلهية بصورة دائرية حول الوفق ..

 

3- والوفق منه المثلث .. وهو الذي يكون مكون من ثلاث خانات بالطول وبالعرض .. أي مكون من ثلاث مربعات طولا وعرضا .. وقد يكون الوفق مربعا أو مخمسا أو مسدسا أو مسبعا أو غير ذلك .. وهناك أشكال للوفق أخرى بخلاف المربعات فتكون على شكل نجمة متوافقة الأضلاع أيضا .. أو غير ذلك من الأشكال ولكن يغلب عليها شكل المربعات .

 

 

4- وكل وفق وله كوكب مخصوص وتنجيم خاص به .. ويتوقف على ما في اعتقاد المنجمين من سعود ونحوس تتعلق بهذه الكواكب .. فمثلا السعد عندهم هو المشترى والزهرة والقمر .. والنحس عندهم هو زحل والمريخ وعطارد ..

 

5- وكل وفق يتم كتابته في شرف كوكب معين .. فحسب شرف هذا الكوكب وطلب الخدمة الروحانية المتعلقة به فيكون السعد والنحس للذي يتم فعل هذا الوفق له .. وأكثر ما يتم فعل ذلك هو فيما يسمى وقف الحال سواء في تجارة أحد أو زواج او منع حمل أو ما شابه ذلك ..

 

6- - وتنجيم الاعمال .. بعد كتابتها موافقة لأوقاتها الروحانية  المزعومة .. فيتم ترك هذه الأعمال المكتوبة في مواجهة السماء مثل أن تتركه في مكان خالي كصحراء أو مقابر أو على سطوح بيت ليكون مواجها للسماء بدون سقف .. لتنزل عليه الملائكة ببركتها في الخير على هذا الوفق .. أو لتنزل عليه الشيطان بلعنتها لو كان في الشر .. وقد يستمر التنجيم لعدة أيام ويتم رفعه مع الفجر وإعادته كل ليلة لمكانه .. وهكذا ..

 

7- تبقى أن نقول أن الوفق في حقيقته ليس علاجا فعليا لمشكلة .. وإنما في استخدام الوفق لما فيه خير (كما يزعمون) فإنه يكون وسيلة حماية كحجاب تضعه معك أينما ذهبت .. ولكنه ليس علاج لمشكلة ..

 

#- ثانيا: متى ظهرت هذه الأوفاق ؟

- الأوفاق ظهرت قبل ظهور الدين الإسلامي وانتقلت من بلاد فارس بعد الفتح الإسلامي .. كما هو حال جميع الكتب الروحانية التي تمت ترجمتها ونقلها للعالم الإسلامي .. وبلاد فارس حينئذ كانت تجمع (إيران والعراق حاليا) .. 

- وفي العموم فإن هذه الأوفاق منقول معرفتها من حضارات سابقة .. وليست ابتداع عربي أو إسلامي .. ولكن برع فيها الروحانيين المسلمين بعد ذلك واشتهروا بالعمل بها خاصة لما خلطوها بالآيات والأسماء الحسنى وربطوا ذلك بالتنجيم .. !!

#- ثالثا: ما هي الكرامات الذين يزعمها المنجمون العاملون بها ؟

- الأوفاق تحقق لك المعجزات وتنقلك في لحظات من مكان لمكان .. في خطوة .. وتقهر الشيطان وتفتح لك القبول .. وتسدد عنك الديون .. وتجلب الحبيب .. وتطرد الشرير .. وتفتح لك السعد وأيضا تسبب عكوسات وشر .. وغير ذلك ..

 

#- رابعا: هل الأوفاق من علم الأولياء والصالحين وخواص الناس مثل سيدنا علي وآل البيت ؟
1- من الأمور التي زعموها أن هذه الأوفاق هي علم شريف من علوم أولياء وخاصة أمة النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا كذب كبير منهم .. لأن هذه الأفعال الروحانية إنما تم نقلها من حضارات سابقة .. وظهرت هذه العلوم بعد الفتح الإسلامي كما سبق وأوضحت ذلك.
- ثم أتى بعض الروحانيين المسلمين وخلطوا تنجيم الأوفاق بالآيات والأسماء الحسنى .. وجعلوا منها أرقاما وأنزلوها في مربعات الأوفاق وجعلوا منها شرا وفعلوا أسحارا لأذية الناس .. وجعلوا من بعض الأوفاق الأخرى أنها للخير لفتح الأبواب المغلقة والقبول وما شابه ذلك ..
- ومن ضمن ما يستدرج به الروحانيون الناس هو كتابة قصص مزورة ومكذوبة في كتبهم عن بعض الخلفاء كهارون الرشيد وغيره .. ويزعمون أن المنجمون كانوا يكتبون للملوك والأمراء هذه الأوفاق للحفظ من كل سوء ..!!
 
2- وكيف يكون علم الأولياء وكان يعلمه الكفار من قبل الفتح الإسلامي لهذه البلاد التي نقلوا عنها هذه العلوم .. ولازال حتى الآن يفعله يستخدمه الكثير من السحرة في كل مكان ومن مختلف العقائد ..
 
3- بل من لديه تفعيل روحاني في نفسه .. يمكنه أن يتعلم كتابة الأوفاق باحتراف في مدة بسيطة .. وليس في حاجة لمعلم ليعلمها له .. وذلك لو ارتضى أن يعلمه الجن بذلك .. فكل ما عليه فعليه هو القرآءة في الكتب الروحانية ويظهر رغبته وعزيمته في أن يتعلم ما هو مكتوب في هذه الكتب الروحانية وسيتم له الأمر .. ولكن شرط أن يكون من لديه تفعيل روحاني أن يكون نفسيته وعزيمته قوية .. وليس لين وخفيف العقل ..
 
4- نسب بعض الروحانيون المنجمون لأهل العلم الشرعي أنهم كتبوا كتبا في الأوفاق .. مثل الإمام الغزالي والسيوطي .. ونسبوا لهم كتبا بالكذب عليهم ووضعوا أسماء العلماء على هذه الكتب المزورة عليهم .. وذلك ليصبغوا ما يسمونه بعلم الأوفاق بالصبغة الشرعية ليصدق الناس أنها من علم الحق وليست من علم الباطل ..!!
- ومن الكتب المكذوبة مثل كتاب (الأوفاق) وكتاب (مثلث الغزالي)  وكتاب (المضنون به على غير أهله) المنسوبين للإمام الغزالي ..، وكتاب الرحمة في الطب والحكمة للسيوطي .. فهذه كتب مزورة ومكذوبة على هؤلاء الأئمة وليست فيما قاموا بتدوينه ..
 
5- وهناك من قال أن الأوفاق من علم سيدنا علي رضي الله عنه ومن علم آل البيت ..
- وهذا كلامه كله كذب في كذب .. لأن هذه الامور منقولة من حضارات أخرى .. بل أن هذا الزعم معناه أن من قام بتعليم الإمام علي هو النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا كذب آخر على النبي صلى الله عليه وسلم .. لأنه لا دليل على ما زعموه ..
 
- وهل يوجد مؤمن له قلب سليم .. ويصدق أن الإمام علي كان يكتب الآيات والأسماء الحسنى في شكل أوفاق وينجمها ليقضي بها حوائجه ؟!! بكل تأكيد لا يوجد مؤمن له قلب سليم يقول بهذا القول القبيح وبهذا الإفتراء على الإمام علي رضي الله عنه.
 
- فلماذا يهوى البعض الكذب على سيدنا علي وآل البيت ؟ هل كل ذلك لتصبغ الباطل بصبغة شرعية حينما تقول أن أهل البيت فعلوا ذلك ؟ أم أنك تظن بذلك أنك تثبت لهم أنهم أهل كرامة .. ؟!! ولو كان هذا ظنك السيء بآل البيت .. فهل آل البيت النبوي وهم من أهل القرآن .. في حاجة إلى أن تنسب لهم شيئا بالكذب وتساويهم السحرة المنجمين ؟!!
 
- فإذا كانت هذه هي الكرامة فما هي الإهانة .. فيا لك من قبيح القلب لتنسب لآل البيت النبوي مثل هذه الإفتراء والكذب لتبرر قبيح أفعالك وتصبغها بالصبغة الشرعية لتزينها في نفوس المسلمين لتتكسب من ورائها ما تتكسبه بالباطل ..!!
 
6- من يزعم أن الأوفاق هي باب الولاية عند المسلمين .. فهو مضلل في الحقائق .. وإلا ما كان فعله المسلم وغير المسلم .. وهي موجودة من قديم الزمان وليس من ابتداع المسلمين ؟!!
 
- والواقع يقول: أن كثير من السحرة يتقنون عمل الأوفاق التنجيمية باحتراف .. لأنه مخاويا للشيطان وتابعا له وخدام للجن .. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (منِ اقتبسَ عِلمًا منَ النُّجوم، اقتبسَ شعبةً منَ السِّحرِ زادَ ما زادَ) صحيح أبي داود ..
 
7- يا أخي الفاضل .. منذ متى وولاية الله يتم صناعتها في ورقة .. وتنجيمها ؟!!
 
8- ومنذ متى والولاية مع الله .. تكون بمشاركة الولي لما فيه من علم السحرة .. والله قد اخبرنا في القرآن عن أوصاف الأولياء بأنهم من الذين آمنوا وكانوا يتقون ..
- فهل صناعة الأوفاق دليل على أن فاعلها من الذين آمنوا وكانوا يتقون ؟ كيف ذلك ويفعلها الكافر مثل السحرة وغيرهم ؟!!
  

#- خامسا: استخدموا الآيات والأسماء الحسني في الخير والشر ؟

 

1- تجد في كتب الروحانيين مملوءة بالأوفاق .. المحاطة بالآيات والسور القرآنية والأسماء الحسنى .. وكيفية تحويل الآيات والأسماء لأرقام في مربعات الوفق .. ثم كيف تقرأ عليه العزيمة الروحانية وربطها بما يسموه بروحانيات الكواكب .. ثم قد يتم تنجيمه تحت السماء بعدد الأيام مع اختيار الكوكب الذي يكون ظاهرا في شرفه والخدمة الروحانية التي تخدمه في زعمهم ..!!

 

2- وإذا كنت تظن أن الله سيترك بعض الناس يتلاعبون بآيات الله وأسماءه في مربعات وربطها بعقيدة تنجيم الكواكب كما سبق وشرحنا .. فأنت متوهم .. وإنما يؤخرهم ليوم الحساب .. وليظلوا من أهل الفتنة ويتبعهم من هو ارتضى بهم وكيلا ولم يرتضي بالله وكيلا ..

 

3- وإذا كان قد يظهر لبعض الأوفاق التنجيمية منفعة مؤقته .. فما يدريك ما سيترتب ورائها بعد ذلك ؟!!

 

#- سادسا: كيف تعلم بطلان هذه الأوفاق التنجيمية وأنها من الشر في حياة المسلم ..؟!!

1- هل النبي استخدم كلام الله وأسماءه في شكل مربعات وقام بتنجيمها ؟!! .. بكل تأكيد .. لا ..

هل يوجد أحد من الصحابة فعلها ؟ أو التابعين ؟ أو من تابعي التابعين ؟ لا ..

- انتبه أخي الحبيب ..
- ستجد من يستغفلك في القواعد الكلية الدينية .. ويقول لك: عدم فعل النبي للشيء ليس دليلا على إنكاره .. وإلا كان كل علم هو باطل ومنكر .. وعلم الأوفاق لم يكن في زمن النبي ولا نكارة فيه ..
 

- قلت (خالد صاحب الرسالة): الكلام السابق صحيح فيما يتعلق بأن ليس كل ما لم يأتي فيه نهي نبوي أو لم يفعله النبي فهو باطل .. ولكن الغير صحيح أن يتم خلط ما هو ديني بما هو ليس ديني .. فالفعل هنا مرتبط بالقرآن والأسماء الحسنى وليس متعلق بعلم الهندسة والطب .. وبالتالي فانت تتكلم في مسالة دينية .. لابد أن يكون عليها دليل أو سند أو أصل لهذه الكيفية التي يتم استخدام فيها القرآن والأسماء الحسنى ..!!

 

- وإلا هذه حينئذ تسمى بدعة دينية .. وليس مجرد شيء لا علاقة له بالدين .. حتى تزعم أنه لا نكارة فيه ..!! بل فيه نكارة ظاهرة .. حتى تأتي بأصل يتفق مع هذه البدعة .. وهي تحويل الآيات والأسماء الحسنى لأرقام ووضعها في مربعات .
 

- ولو كانت الأوفاق مرتبطة بالتنجيم فهي ليست بدعة وإنما فعلا محرما لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (منِ اقتبسَ عِلمًا منَ النُّجوم، اقتبسَ شعبةً منَ السِّحرِ زادَ ما زادَ) صحيح أبي داود ..  

 

- ومن قال من العلماء بإباحة كتابة الأوفاق مثل الإمام بن حجر الهيتمي في فتاويه وغيره من الفقهاء .. فهذا باعتبار ما فيه منفعة مباحة من وراءه .. وطبعا مع اعتبار الشروط الأخرى وهو أن لا يكون فيها ارتباط بالتنجيم وعلاقتها بالكواكب والأرواح المسيطرة عليها واستحضار الملائكة والزعم باستخدامهم وجعلهم خدام لقضاء حاجته .. وما شابه هذه الأمور .. !!

 

- قلت (خالد صاحب الرسالة): ولكن من يضمن ذلك النفع ومن يضمن الأمان من فاعله .. ومن يضمن لنا كيف كانت طريقة كتابة هذا الوفق بدون تنجيم أو ما فيه مخالفة للشريعة ..!! هيهات فلا ضامن في ذلك .

#- نعود فنكمل كيف تعلم سبب بطلان هذه الأوفاق التنجيمية ..   

#- نعود فنكمل كيف تعلم سبب بطلان هذه الأوفاق التنجيمية ..  

2- هل هذه الأمور التي تزعم أنها تفتح لك أبواب الرزق والزواج وقضاء الحاجات والقول واسم الله الاعظم ..
- فدعني أسألك سؤال: لماذا هؤلاء الناس غالبا نجدهم متسولين ما في أيدي الناس بهذه الأوفاق ؟
- أي لماذا هذه الأوفاق لم تفتح لأصحابها القبول والتجارة والرزق الواسع والعلم النافع .. طالما هذا علما من الحق وليس من الباطل ؟!!
 
3- وطالما هذه الأوفاق التنجيمية فيها ما فيها من الكرامات .. فلماذا لم نجد أحد منهم صنع وفقا لينفع به الناس في أي شيء ؟!!

4- ولماذا يحلو للبعض تصديق ما يكتبه هؤلاء المنجمون الروحانيون من قصص حينما يكتبون وقد جربها فلان وحدث له كذا وكذا وكذا .. أليس لك عقل حتى تميز وتقول لمن يخبرك بهذا الكلام: ولماذا لم يظهر عليك هذا الحال الذي تزعمه ؟!!
 
- وببساطة شديدة .. إذا كان يقول لك أن الأوفاق ستجعلك تصل إلى ما تريد الوصول إليه .. فلماذا هي لم توصله للذي هو كان يريد ؟!!
 
5- ولماذا لم نرى أحد من علماء المسلمين المشهود لهم بالعلم والصلاح يرشدنا للعمل بهذه الأوفاق ؟!! وأنه استخدمها فأوصلته لطريق الكرامة أو أبعدته عن معصية أو أوصلت له رزق ؟!!
 
- لماذا نجد دائما ما يفعل هذه الأوفاق التنجيمي .. هم من لهم علاقة بالعالم الروحاني فقط دون غيرهم .. وطالما هو علم شريف فلماذا لم تعمل به الأمة من علماء المسلمين ؟!!
- ما لكم كيف تحكمون يا عقلاء ؟!!
 
- يعني يا أخي الحبيب .. أهل القرآن لم يكن لهم كرامة من القرآن .. وأهل الأوفاق هم الذين لهم كرامة من القرآن حينما يضعوا آياته في مربعات ويقومون بتنجيم هذه الأوفاق لتتنزل عليها الشياطين لخدمتها ؟!!
 
- احترم عقلك واحترم إيمانك ..

6- وأختم لك على ما يدلك بيقين على كذب هؤلاء المنجمون السحرة الذين يستخدمون هذه الأوفاق في الشر .. فإليك الآتي:

 

- طالما في الأوفاق من الكرامات ما فيها .. كما يزعم أصحابها ولها تأثير على القلوب بالمحبة والقبول .. فهل لها تأثير على الإيمان وهو صفة قلبية فتجعل من المؤمن كافر ومن الكافر مؤمن .. فتغير من صفات قلبه ..؟

 

- فلو قالوا: أن الإيمان بيد الله ..!!

- قلنا: أيضا المحبة والقبول بيد الله ..!!

 

- وبالتالي على حسب منهجهم وبنفس قياسهم .. فإن هذه الأوفاق لو لم تجعل من الكافر مؤمن .. كما جعلت من الكاره محبا ومقبولا .. فقد ثبت لك كذبهم بكل يقين .. بل وبنفس منطقهم فهي تجعل من العاصي مطيع وتاب ..!! طالما لها كرامة تلاعب بصفات القبول في القلب ..!!

 

- أم أنها مخصصة فقط للأمور التي تتعلق بما يحتاجه الناس في الأزمات الأقتصادية حيث يضيق الرزق وتنخفض معدلات الزواج

؟!!

 

- وكأن هؤلاء المنجمون الروحانيون المروجين لهذه الأوفاق بارعون في النصب على ما يحتاجه الناس نظرا لضيق الحاجة عندهم ..!!

 

#- خلاصة القول أخي الحبيب:

1- أنت لا تأمن هذا المجال الروحاني المتعلق بالأوفاق بأي حال من الأحوال .. وهو مرتبط بعالم الشر ارتباط وثيق .. وله معتقدات منحرفة في الكواكب وروحانياتها ..

 

2- انتبه من تزيين الروحانيين المنجمين لك في الكتب الروحانية وعلى مواقع الفيسبوك واليوتيوب .. بأن هذه الأوفاق التنجيمية هي علم الأولياء وآل البيت .. لأنهم يكذبون عليك .. بل ويكذبون على آل البيت وبالتبعية يكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم .

- وأصلا لا يذكرون للناس أن هذه الاوفاق لها علاقة بالتنجيم ..!!

 

3- انتبه من تزيينهم لك في الكتب الروحانية وعلى مواقع الفيسبوك واليوتيوب .. بأن الأوفاق من علوم علماء الشريعة كالغزالي والسيوطي وغيرهما .. لأن هذا أيضا كذب .. بل ويذكرون بعض الفتاوى التي تجيز عمل الأوفاق ولكن مع إخفاء حقيقة كيفية فعل هذه الأوفاق والتي ينكرها من أفتى بجواز كتابة الاوفاق . 

- وأصلا لا يذكرون للناس أن هذه الأوفاق لها علاقة بالتنجيم ..!! ولكنهم يزخرفونها بالآيات والأسماء الحسنى ليصرفوا عقلك عن حقيقة ما يفعلونه .

4- إذا كان في عمل هذه الأوفاق التنجيمية أي خير .. فهو شيء مؤقت وليس دائم .. ثم الله أعلم ماذا ستكون عاقبته بعد فترة .. بل والغالب على فاعلها أنه يستخدمها في الشر ..

 

5- إذا كانت الآيات والأسماء الإلهية تنفعل مع هذه النفوس التي تكتب الآيات والأسماء وتنجمها .. فهذا يرشدك إلى أن هذه النفوس لا يمكن أن تكون نفوس طيبة .. وإلا ما كانوا فعلوا بآيات الله وسور القرآن وأسماءه الحسنى ما يفعلوه من مجرد كتابتها في شكل طلاسم رقمية مع ربطها روحانيات الكواكب التي يزعمونها ..!!

 

6- الفضول في الروحاني طريق باطل .. ويوصلك لباطل .. وسيفسد عليك حياتك .. وإلا ما كانت الحاجة للأنبياء والرسل حينئذ ؟ !! لأنهم هم من يعرفون الأمور الغيبية الصحيحة والسالمة .

 

7- لماذا لم تتبع قانون الأسباب لتكتسب محبة الناس .. سيقولون أن الأوفاق من الأسباب .. لا .. أنت مضلل .. فلو كانت من أسباب الحق لماذا تخلطها بالجن والشيطان والنجوم ..

 

8- أختم لك أخي الحبيب بأن لا تنسى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (منِ اقتبسَ عِلمًا منَ النُّجوم، اقتبسَ شعبةً منَ السِّحرِ زادَ ما زادَ) صحيح أبي داود.

- وقد سبق شرح هذا الحديث بالتفصيل .. فارجع للأسئلة رقم (222-223) ..

 

- والله أعلم .

 

************************

 

..:: س259: هل هناك أوفاق بلا تنجيم ولا عزائم ولا رغبة نفسية وتأتي إلهاما وتوفيقا ؟ ::..
 (أوفاق القلوب) - (وعلم الحرف في قلوب الأولياء)

#- إذا كنت تكلمت سابقا عن الأوفاق التنجيمية التي يتبعها المنجمون الروحانيون .. إلا أنه يوجد طريقة أخرى للأوفاق ..

1- فهناك بعض الأوفاق يتم كتابتها بلا تنجيم ولا ربط لها مع النجوم .. بل وليس لها عزائم روحانية .. فيتم كتابة الوفق إلهاما في خاطره كصورة منطبعة فيه .. ثم قد يتم طي هذا الوفق وجعله كحجاب مع الشخص الذي يحمله ويكون للحماية غالبا .. وقد يتم إذابة هذا الوفق في ماء والمسح به أو شربه .. وذلك في العلاجات ..

- ولا يوجد ضابط لهذه الطريقة إلا أن الله أراد ذلك في تلك اللحظة .. وليس عن رغبة ممن كتبه وإنما سرى الإذن في نفسه بمساعدة فلان بهذه الكيفية في تلك اللحظة .. 

- وهذه طريقة لا يقال فيها بدعة أو ليس بدعة لأنها بهذه الكيفية لا علاقة لها بالدين .. لأنها طريقة عن إلهام في الخاطر بما يحقق نفع لإنسان .. بكيفية غالبا لا يعلمها من كتبها .. ففي الظاهر هي مجموعة أرقام مكتوبة .. وفي حقيقتها هي حروف لها تأثير وإن لم تدرك ذلك ..

2- واعلم أخي الحبيب أن هناك تأثير للحروف والأعداد والأشكال .. طبعا مع خصوصية النفس التي تكتبها .. وكيف عند اجتماعها مع بعض يتم ظهور أثر معين من خلال هذه التركيبة .. وهذا هو ما أشار إليه الإمام الغزالي في بعض كتبه وضرب مثالا على ذلك بوفق المثلث .. ولكنه لم يشير إلى عمل الأوفاق التنجيمية أبدا كما قال الكذابون عليه ولم يؤلف في الاوفاق كتبا كما شهدوا عليه زورا .. 

 

3- وهذه الأوفاق الملهمة بالطريقة السابقة غالبا يتم كتابتها كرد فعل على ضرر .. وكأنه يتم قلب القوى على بعضها البعض .. مثل رد قوى السحر بعمل حجاب لها يحجزها .. وهذه الطريقة تحدث مثلما تحدث المعادلة الكيميائية تماما .. وهذه تتطلب معرفة القوى المؤثرة في الموقف الذي أنت تواجهه وهذا لن يحدث إلا بتوفيق وإلهام من الله .. 

 

4- وممكن أن تستخدم في علاج المرض لو عرفت تحديد قوى المرض الملازم للإنسان بالسلب عليه .. وعرفت القوى المؤثرة عليه إيجابيا .. وهذا يستدعي إلهاما كخاطر في النفس بقوة .. فهو نوع من قلب قوى الأشياء على بعضها البعض .. كدفع الناس بعضهم ببعض .. ولا يصح الحديث بأكثر من ذلك .. والتوفيق من الله ولا قدرة لبشر بمعرفة هذا العلم وإنما تلقينا ومددا من الله .. فافهم .

 

5- وحتى يتم ذلك فلابد من وجود مدد رباني مع هذا الشخص ليلهمه بما يكتبه .. وليس أي شخص يستطيع أن يفعل ذلك .. حتى ولو تعلم مائة سنة .. فلن يصل إلى شيء إلا لعمل الأوفاق للسحر أو للضرر وما له عواقب مؤذية له ولغيره.. أو ليخدع الناس بوجود أثر لها ..  

 

6- ولذلك عند بعض الروحانيين ممن لهم نفوس سوية وقلوب تقية .. إن غلب عليهم الحال الروحاني في لحظة ما .. فقد يتم تلقينهم بكتابة وفق في هذا الحال دون إرادة منه ولا إرادة ولا عزيمة .. وتكون كتابته لحكمة في هذه اللحظة .. ولا حرج في حمله واستخدامه ..

 

- واعلم أن ما يتم كتابته في تلك اللحظة .. فسره ليس فيما تم كتابته وإنما سره فيمن كتب بيده .. وإلا ما كان تم إلهامه .. فانتبه لما قلته لك ..

 

7- واعلم أخي الحبيب ..

- هناك أوفاق أوصفها بأنها أوفاق قلبية وتكون بكتابة الحروف فقط .. ووصفي لها بأنها أوفاق قلبية .. لأن القلب علم من سر الحروف ما له تأثير في الواقع بما يتعلق بمسألة معينة مثل علاج أحد أو دفع شر عن أحد ..

 

- وهذه الأوفاق القلبية لا علاقة لها برسم الأوفاق كالأشكال التي وصفتها لك كالمثلث الذي به تسعة خانات .. بل كلما ارتقيت بصدق اتباعك للنبي والقرآن فيكفي كتابة الحروف فقط .. حيث يكفى معرفة قوى الحرف مع قوى الظرف (الموقف أو المشكلة الحاصلة) .. حتى تدفع ذلك بذلك .. أي تعرف ما هي قوة المشكلة وما الحرف الذي يدفع قوى هذه المشكلة .. وهذا له علاقة في الأساس بعلم الحرف الرباني الذي يتم بالتلقين في القلب .. ولا علاقة له برسم الأوفاق ولا بما يزعمه من يضلل الناس على شبكة الإنترنت سواء عمدا أو جهلا منه .. فانتبه.

 

#- قصة ذو النون المصري وحرف النون:
- مما سبق تعرف كيف كان العارف بالله ذو النون المصري واسمه ثوبان وهو أحد علماء القرن الثالث الهجري .. كان يعالج الناس بكتابة حرف النون على جبهتهم .. لأن السر فيمن كتب وليس السر في الحرف الذي تم كتابته .. فافهم .

#- ومن طريف هذه القصة أن بعض الأطباء في زمن ثوبان رضي الله عنه أراد أن يفعل مثله .. وقال نظرا لأني طبيب والمسألة هي مجرد أن اكتب حرف النون على الجبهة .. فلا مشكلة .. (هكذا يتصور في عقله) ..!! ثم كتب على دكانه أنه يعالج بحرف النون مثل ذو النون المصري (ثوبان) .. وأتاه الناس وظل يكتب عليهم حرف النون ولم يشفى أحد وضجر الناس منه .. وبلغ الخبر (ثوبان) فمر عليه وابتسم للطبيب قائلا: "السر ليس في الحروف وإنما في الكفوف" .. أي السر في الكف الذي يكتب الحرف وليس في مجرد رسمة الحرف أيها الطبيب ..!!

 

#- أخي الحبيب :

- أولا: لا تنخدع بكلام الروحانيين المنجمين والمؤذيين وأشباههم .. ممن يزينون لك الباطل في صورة الحق .. وحاول تميز بين ما كتبته لك حتى لا يختلط عليك الأمر ..

 

- ثانيا: ما تم كتابته في الكتب الروحانية من أوفاق .. فمآلها إلى الشر .. حتى ولو زخرفوها بالآيات والسور القرآنية والأسماء الحسنى ..!!

 

- ثالثا: أوفاق أهل الحق تكتب في قلوبهم أولا .. ثم تمر على أيديهم .. وكل ذلك إلهاما .. وليس عن عزيمة ورغبة نفسية منه .. وليس مصحوبا بتنجيما وعزائم روحانية .. بل مكتوبا بكل الحب والرحمة .. لأن إملاء الإلهام إنما يكون في قلب محب للخير وصادق وفيه رحمة .. فافهم .

- والله أعلم .

#- تبقى أن أذكر لك اخي الحبيب شيئا يتعلق بعلم الحرف ..

- أن ما يسمونه بعلم الحرف وعلم الجفر وما ينسبونه من أكاذيب على الإمام علي رضي الله عنه .. وما يتم نشره في الكتب الروحانية وعلى اليوتيوب والفيسبوك .. فكل هذا فيه من التضليل ما فيه .. ولا علاقة له بعلم الحرف المتلقى في قلوب المتقين .. وإن تشابها في الإسم (علم الحرف) ولكن الفرق بينهما كالفرق بين أن تقول كلمة (طعام) ولكن من الطعام ما هو حلال وطيب وما هو حرام وخبيث .. فلا تظن أن نفحات القلوب يتركها في يد الذين ظلموا أنفسهم بالشهرة والعجب والرياء .. فكن بصيرا.

  *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .