ج51: رسالة الغيب والعرافين والمنجمين - هل القرآن يشير إلى أن الكواكب لها تأثير بالتوفيق وعدم التوفيق وبالسعادة والنحس على الإنسان - هل يوجد في الأحاديث ما يدل على وجود تأثير للكواكب والنجوم على حياة الإنسان بالنحس والسعد - هل القرآن أشار للنجوم والكواكب بكونهم المقسمات والمدبرات أمرا في السماء.

            بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

"الغيب والعرافين والكهنة"

(الجزء الثالث من الرسالة)

تعريفات – مناقشات – طرق العرافة قديما وحديثا

(الجزء الحادي والخمسون)

* فهرس:
:: الفصل الحادي والخمسون :: مع شبهات بعض المنجمين المسلمين في استدلالهم بالقرآن والأحاديث لبيان صحة التأثير الفلكي على قدر الإنسان بالنحس والعكوسات ::
1- س260: هل القرآن يشير إلى أن الكواكب لها تأثير بالتوفيق وعدم التوفيق وبالسعادة والنحس على الإنسان ؟
2- س261: هل يوجد في الأحاديث ما يدل على وجود تأثير للكواكب والنجوم على حياة الإنسان بالنحس والسعد ؟
3- س262: هل القرآن أشار للنجوم والكواكب بكونهم المقسمات والمدبرات أمرا في السماء ؟

*********************

:: الفصل الحادي والخمسون ::

:: مع شبهات بعض المنجمين المسلمين في استدلالهم بالقرآن والأحاديث لبيان صحة التأثير الفلكي على قدر الإنسان بالنحس والعكوسات ::

********************

..:: س260: هل القرآن يشير إلى أن الكواكب لها تأثير بالتوفيق وعدم التوفيق وبالسعادة والنحس على الإنسان ؟ ::..

 
- من الأمور التي يروج لها المنجمون الروحانيون المسلمون وغيرهم .. هو أن للكواكب والنجوم تأثير على حياة الإنسان فتجعل له حالة من السعادة أو النحس .. حسب تأثير الكواكب عليه .. وفيها تأثير على الإنسان بالتوفيق وعدم التوفيق ..!!
 
- ويستخدمون أحجبة .. لدفع نحوسة الكواكب ولدفع العكوسات التي تسببها نحوسة هذه الكواكب .. مثل النحس الذي يسبب قلة الزواج أو الرزق أو الصحة .. أو ما شابه ذلك مما فيه تأثير بالسلب على حياة الإنسان ..!!
 

#- ويستدلون على ذلك بالآتي:

1- قال الروحانيون أن الدليل على وجود أياما نحيسة وسعيدة هو قوله تعالى: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ) فصلت15-16 ..

 

#- والمعنى من التفسير الميسر:

- فأما عاد قوم هود فقد استعلَوا في الأرض على العباد بغير حق، وقالوا في غرور: مَن أشد منا قوة؟ أو لم يروا أن الله تعالى الذي خلقهم هو أشدُّ منهم قوة وبطشًا؟ وكانوا بأدلتنا وحججنا يجحدون.

- فأرسلنا عليهم ريحًا شديدة البرودة عالية الصوت في أيام مشؤومات عليهم؛ لنذيقهم عذاب الذل والهوان في الحياة الدنيا، ولَعذاب الآخرة أشد ذلا وهوانًا، وهم لا يُنْصَرون بمنع العذاب عنهم. (انتهى النقل من التفسير).

 

2- وقوله تعالى: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) القمر18-19 ..

 

#- والمعنى من التفسير الميسر:

- كذبت عاد هودًا فعاقبناهم، فكيف كان عذابي لهم على كفرهم، ونذري على تكذيب رسولهم، وعدم الإيمان به؟ إنه كان عظيمًا مؤلمًا.

- إنَّا أرسلنا عليهم ريحًا شديدة البرد، في يوم شؤم مستمر عليهم بالعذاب والهلاك. (انتهى النقل من التفسير).

 

#- وقال بعض المنجمين ما على سبق الإستدلال به :

- وما سبق إن دل فإنما يدل على مدى تأثير الكواكب على حياة الإنسان .. وأنها تكون سببا في النحس وعدم التوفيق .. لأن الزمن لا يأتي إلا من حركة الأرض وما يتبع ذلك من علاقة بالكواكب الأخرى وأبراج السماء في ذلك الوقت .. فيحدث هذا التأثير ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- لا يخفى على عاقل مدى فساد ما ذكروه .. ومدى استدلالهم بالحق على الباطل الذي يروجونه للناس .. حيث يريدون أن يوهموهم أن للأبراج والكواكب تأثير على قدر الإنسان بطريقة ما .. وكأن الكواكب والنجوم لها قدرا تدبر به حياة الإنسان ..!!

 

#- وعموما فإن ما ذهبوا إليه هو باطل من عدة وجوه:

- أولا: هذه الآيات التي استدللتم بها هي حجة عليكم ودليل على كذبكم .. ليه ؟

- لأنكم تربطون اليوم بأوقات سعيدة ونحيسه .. في اليوم الواحد .. والله  جعل على الكفار يوم نحيس واستمر لمدة سبعة ايام .. فأين ذهبت الأوقات السعيدة في هذه الفترة طوال السبعة أيام ؟ أليس هذا أبسط دليل على افترائكم في كلام الله بالباطل ؟.

 

- ثانيا: مفهوم النحس هو عكس السعد .. والنحس هو كل سبب يظهر من وراءه تشاؤم وشر على الإنسان فتأتي الأمور عكس ما يرجو الإنسان .. بخلاف ما يكون في ظهوره سبب تفاؤل وخير للإنسان ..

 

- وبالتالي لو كانت النجوم والكواكب والأبراج سببا في النحس والسعد .. ما كان ذلك ليتم وفق اختيار العقيدة وإنما وفق ميلاد الإنسان كما يزعم المنجمون .. ولما كان النحس في الآيات متعلق بالعقيدة .. فقد ثبت بذلك أنهم كذبوا وافتروا على آيات الله بالباطل ..

 

- ثالثا: ما علاقة الآيات القرآنية التي استدلوا بها بكون الأبراج والكواكب لها تأثير بالنحس والسعد على حياة الإنسان ؟!!

- فهل الله هو من قال بهذا الكلام أم أنكم تفترون على الله بما لم يقل به ؟!!

- أكيد أنتم تفترون الكذب لأن الله لم يقل بهذا الكلام الذي تزعمونه في تأثير الكواكب بالنحس والسعد على الإنسان .. لأن كلام الله ليس فيه ما يشير إلى وجود تأثير للفلك الأعلى على قدر الإنسان بالسعد والنحس ..

 

- رابعا: الله قد قال (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ) فصلت15 .. وقال (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ) القمر19 ..

- وهنا نسأل سؤالين لتقرير الإجابة ..

 

1- سؤال: من الذي أرسل ما فيه نحس على الكفار ؟

- جواب: الله هو من أرسل ذلك ؟ وليس الكواكب ..ولا حتى بتأثير من الكواكب .

 

2- سؤال: الله أرسل ما فيه نحس على مين ؟

- جواب: أرسله على الكافرين ..

 

#- وبناء على ما سبق:

- كيف يقال أن الكواكب هي التي أثرت بالنحس على الإنسان .. وإلا كيف تم تخصيص النحس بالكفار فقط دون المؤمنين .. وهذا يفضحكم ويكشف تزويركم على كلام الله .. لأن المسألة هنا لا تتعلق بميلاد الإنسان ولا بتواجده في مكان وزمن معين .. وبالتالي لا له علاقة بالأبراج والنجوم يا كذابين على الله .. وإنما هذا عقاب له علاقة بعقيدة فاسدة مستقرة في قلب الإنسان الكافر بالله .

 

#- خامسا: كيف يقال بأن الكواكب لها تأثير على قدر الإنسان بالنحس والسعد .. ومن المفترض أن يكون لها تأثير على كوكب الأرض بصفة عامة وليس على الإنسان بصفة خاصة .. حيث أن حركة الأرض وظهور الأيام والليالي عليها .. إنما يتعلق بالأرض ككوكب سواء كان يوجد عليها ناس أم لا يوجد .. وبالتالي فما يحدث للإنسان في تفاصيل حياته وقدره .. فلا علاقة له بهذه الأبراج والكواكب والنجوم وما يزعمه كذبة المنجمون الروحانيون .      

 

#- سادسا: أما عن تفسير الآيات .. فهذا دليل آخر على فساد ما ذهبوا إليه هؤلاء المنجمون الروحانيون في محاولة لتضليل الناس في كلام الله ..

 

- فما الذي قاله بعض المفسرون ؟

 

1- قال الإمام بن القيم رحمه الله (المتوفى: 751هـ) .. عند قوله تعالى (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ):

أ- لا ريب أن الأيام التي أوقع الله سبحانه فيها العقوبة بأعدائه وأعداء رسله كانت أياما نحسات عليهم .. لأن النحس أصابهم فيها .. وإن كانت أيام خير لأوليائه المؤمنين .. فهي نحس على المكذبين .. سعد للمؤمنين.

- وهذا كيوم القيامة .. فإنه عسير على الكافرين .. يوم نحس لهم .. يسير على المؤمنين .. يوم سعد لهم..

 

ب- ثم قال رحمه الله بعد كلام كتبه:

- كان اليوم نحسا عليهم لإرسال العذاب عليهم فيه .. أي لا يقلع فيه .. أي لا يقلع عنهم .. كما تقلع مصائب الدنيا التي تأتي وتذهب .. بل هذا النحس دائم على هؤلاء المكذبين للرسل.

- و(مستمر) صفة للنحس .. لا لليوم .. ومن ظن أنه صفة لليوم .. وأنه كان يوم أربعاء آخر شهر .. وأن هذا اليوم نحس أبدا .. فقد غلط وأخطأ فهم القرآن .. فإن اليوم المذكور بحسب ما يقع فيه ..

- فكم لله من نعمة على أوليائه في هذا اليوم، وكم له فيه من بلايا ونقم على أعدائه، كما يقع ذلك في غيره من الأيام ..

- فسعود الأيام ونحوسها: إنما هو لسعود الأعمال، وموافقتها لمرضاة الرب، ونحوس الأعمال: إنما هو بمخالفتها لما جاءت به الرسل.

- واليوم الواحد .. يكون يوم سعد لطائفة، ونحس لطائفة، كما كان يوم بدر يوم سعد للمؤمنين، ويوم نحس على الكافرين. (التفسير القيم لابن القيم ج1 ص 456).

 

2- قال الإمام الألوسي رحمه الله (المتوفى: 1270هـ) عند الكلام على سورة الصافات: 

- وأما وصفه تعالى بعض الأيام بالنحوسة .. فليس ذلك لتأثير الكواكب ونحوستها بحسب ما يزعم المنجم بل لأن الله تعالى عذب أعداءه فيها فهي أيام مشائيم على الأعداء فوصف تلك الأيام بنحسات كوصف يوم القيامة بأنه عسير على الكافرين . (ج12 ص105 مختصرا في كلامه) .

 

3- قال الإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله (المتوفى: 1393هـ) عند الكلام في سورة القمر على قوله (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) فقال:

- وَالنَّحْسُ: سُوءُ الْحَالِ.

- وَإِضَافَةُ يَوْمِ إِلَى نَحْسٍ .. مِنْ إِضَافَةِ الزَّمَانِ إِلَى مَا يَقَعُ فِيهِ كَقَوْلِهِمْ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ ..

- وَإِنَّمَا يُضَافُ الْيَوْمُ إِلَى النَّحْسِ بِاعْتِبَارِ الْمَنْحُوسِ .. فَهُوَ يَوْمُ نَحْسٍ لِلْمُعَذَّبِينَ يَوْم نَصْرٍ لِلْمُؤْمِنِينَ وَمَصَائِبُ قَوْمٍ عِنْدَ قَوْمٍ فَوَائِدُ.. وَلَيْسَ فِي الْأَيَّامِ يَوْمٌ يُوصَفُ بِنَحْسٍ أَوْ بِسَعْدٍ لِأَنَّ كُلَّ يَوْمٍ تَحْدُثُ فِيهِ نُحُوسٌ لِقَوْمٍ وَسُعُودٌ لِآخَرِينَ، وَمَا يُرْوَى مِنْ أَخْبَارٍ فِي تَعْيِينِ بَعْضِ أَيَّامِ السَّنَةِ لِلنَّحْسِ هُوَ مِنْ أَغْلَاطِ الْقَصَّاصِينَ فَلَا يُلْقِي الْمُسْلِمُ الْحَقُّ إِلَيْهَا سَمْعَهُ.

- وَاشْتَهَرَ بَيْنَ كَثِيرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ التَّشَاؤُمُ بِيَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ. وَأَصْلُ ذَلِكَ انْجَرَّ لَهُمْ مِنْ عَقَائِدِ مَجُوسِ الْفُرْسِ .. (التحرير والتنوير ج27 ص 192).

 

4- قال الشيخ محمد سيد طنطاوي رحمه الله (المتوفى1431هـ) .. عند الكلام على قوله تعالى (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ) .. قال:

- وقد ذكر بعضهم أن الأيام النحسات التي نزل فيها العذاب على قوم عاد .. كانت في أواخر شهر شوال .. وأن أولها كان في يوم الأربعاء .. وآخرها- أيضا- كان في يوم الأربعاء، ولذا صار بعض الناس يتشاءم من هذا اليوم.

- والحق أن ما ذكروه في هذا الشأن لا دليل عليه، ولا يلتفت إليه، وأن ما أصاب هؤلاء إنما كان بشؤم كفرهم ومعاصيهم . (التفسير الوسيط ج12 ص340).

 

- وفى موضع آخر من تفسيره عند الكلام على قوله (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) .. قال:

- وإضافة «يوم» إلى «نحس» من إضافة الزمان إلى ما يقع فيه، كقولهم: يوم فتح خيبر ..

- والمراد أنه يوم منحوس ومشئوم بالنسبة لهؤلاء المهلكين، وليس المراد أنه يوم منحوس بذاته، لأن الأيام يداولها الله- تعالى- بين الناس، بمقتضى إرادته وحكمته . (التفسير الوسيط ج14 ص107) .

 

**************************

..:: س261: هل يوجد في الأحاديث ما يدل على وجود تأثير للكواكب والنجوم على حياة الإنسان بالنحس والسعد ؟ ::..

 

#- يوجد عند الكلام على الاحاديث هنا مشكلتين :

1- الأولى: كما سبق واستدل بعض المنجمون ببعض الآيات للدلالة على ما يزعمونه من تأثير الأبراج والنجوم على حياة الإنسان .. فكذلك استدلوا ببعض الأحاديث التي أشاروا بها على تأثير الفلك الأعلى حياة الإنسان .. بالنحس وعدم التوفيق .. وطالما لها تأثير بالنحس وعدم التوفيق فبالتالي يكون لها تأثير من السعد والتوفيق ..

 

#- فمن الأحاديث التي استدلوا بها:

- وقالوا يوجد من الأحاديث ما يؤكد أن للكواكب تأثيرا على حياة الإنسان بالنحس أو عدم التوفيق .. فمن ذلك:

1- ما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا تُسَافِرُوا وَالْقَمَرُ فِي الْعَقْرَبِ) .. أي في شرف برج العقرب.

 

2- وجاء في رواية: (آخِرُ أَرْبِعَاءٍ فِي الشَّهْرِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) .

 

3- وجاء في رواية : (كانَ عَلِيٌّ يَكْرَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ، أَوْ يُسَافِرَ في انْمِحَاقِ الْقَمَرِ، أَوْ إِذَا نَزَلَ الْقَمَرُ في الْعَقْرَبِ) .

4- وعن علي كرم الله تعالى وجهه: (أن رجلا أتاه آخر الشهر فقال: أريد الخروج في تجارة فقال: تريد أن يمحق الله تعالى تجارتك استقبل هلال الشهر بالخروج).

 

#- وقالوا ما معناه: وما سبق إن دل فإنما يدل على مدى تأثير الكواكب على حياة الإنسان .. وأنها تكون سببا في النحس وعدم التوفيق .. وإلا ما كان تم المنع من الحركة في السفر والتجارة في أوقات معينة كما ظهر من الأحاديث السابقة.

- وطالما هي سببا في النحس وعدم التوفيق .. فهي كذلك لها تأثير بالسعد والتوفيق .

 

2- المشكلة الثانية:

- أن بعض المسلمين نتيجة بعض الأحاديث المغلوطة أو الموضوعة والمكذوبة .. ظنوا خطأ أن (الأيام النحسات) التي كانت تسليطا بالنحس على عاد .. كانت في يوم الأربعاء .. واختلفوا  في تعيين اليوم:

- فقال البعض هو آخر أربعاء من شهر صفر .. فجمع آخر أسبوع فيه كان بدايته أربعاء وآخره أربعاء ..

- والبعض قال أن يوم الأربعاء من آخر كل شهر هو يوم نحس ..

- والبعض قال أن يوم الأربعاء دائما هو يوم نحس ..

 

#- ولكن الغالب على عقول البعض في أزمنة سابقة عند بعض المسلمين .. أن الأربعاء من آخر كل شهر هو يوم نحس وفيه عدم توفيق .. (ولا أدري هل لازال هذا المعتقد حتى الآن موجود أم لا) .. !!

 

#- وسبب هذا المعتقد المغلوط هو ما جاء في هذه الروايات:

1- قيل عن بن عباس أنه قال في قوله تعالى (في أيام نحسات):

- (أن الأيام كلها خلق الله بعضها سعودا وبعضها نحوسا كما أن الخلق عبيد الله لكن بعضهم للجنة وبعضهم للنار وما من شهر إلا وفيه سبعة أيام نحسات: منها اليوم الثالث قتل فيه قابيل هابيل واليوم الخامس فيه أخرج آدم من الجنة وطرح يوسف في الجب واليوم الثالث عشر فيه نزل بلاء على أيوب واليوم السادس عشر فيه سلب ملك سليمان واليوم الحادي والعشرون فيه خسف بقوم لوط واليوم الرابع والعشرون فيه ولد فرعون وفيه غرق واليوم الخامس والعشرون فيه ألقي إبراهيم في النار .. ويوم الأربعاء إذا كان آخر الشهر فذلك يوم نحس مستمر لأن فيه أرسل الريح على عاد والصيحة على ثمود) هذه رواية ستجد بعضها مذكور في بعض كتب التفاسير .

 

2- وجاء في رواية حديث: (آخِرُ أَرْبِعَاءٍ فِي الشَّهْرِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ)

 

3- وجاء في الحديث: (يوم الأربعاء يوم نحس مستمر) .. ولعل ها هو سبب منع النبي أن يتم الحجامة يوم الأربعاء حيث قال: ((احْتَجِمُوا يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءِ، فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي عَافَى اللَّهُ فِيهِ أَيُّوبَ مِنْ الْبَلَاءِ، وَضَرَبَهُ بِالْبَلَاءِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَبْدُو جُذَامٌ وَلَا بَرَصٌ إِلَّا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، ولَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ) رواه بن ماجه ..

 

#- مما سبق من روايات .. قد ظن البعض منها أن يوم الأربعاء هو يوم نحس .. لكثرة هذه الروايات المذكورة في بعض التفاسير خصوصا عند الكلام على الآيات المتعلقة بقصة عاد ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أما عن تأثير الكواكب بالنحس والسعد .. فقد أجبت عليه في السؤال السابق .. وأوضحت لكم أن النحس والسعد ليس باعتبار الزمان وإنما باعتبار ما ترتب على عقيدة هذا الشخص .. فالزمن لا علاقة له بالموضوع .

 

#- أولا: أما بخصوص الأحاديث التي استدل بها المنجمون .. فإليك تحقيقها وبيانها:

1- حديث موضوع: (لَا تُسَافِرُوا وَالْقَمَرُ فِي الْعَقْرَبِ) رواه الصاغاني في الموضوعات .. وعنه ذكره الفتني في تذكرة الموضوعات.

 

2- حديث موضوع: روى إبراهيم بن ناصح عن شبابة عن عمر بن مجاشع عن تميم بن الحارث عن أبيه قال: (كانَ عَلِيٌّ يَكْرَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ، أَوْ يُسَافِرَ في انْمِحَاقِ الْقَمَرِ، أَوْ إِذَا نَزَلَ الْقَمَرُ في الْعَقْرَبِ) رواه السيوطي في الدرر المنتثرة .. وهو حديث موضوع وآفته ابراهيم بن ناصح .. وهو متروك الحديث .. وقال الصاغاني حديث موضوع.

 

- قوله (انمحاق القمر): هو ما يتبقى من الشهر القمري ليلة أو ليلتين ..

 

- وأخرجه الصولي في كتاب الأوراق .. من طريق المأمون، عن الرشيد، عن أمامة، عن ابن عباس قال: (لاَ تُسَافِرُوا في انْمِحَاقِ الشَّهْرِ، وَلاَ إِذا كانَ الْقَمَرُ في الْعَقْرَبِ) رواه السيوطي في الدرر المنتثرة .. وقال: هو إسناد صحيح إن احتج بالخلفاء الذين فيه وهم أربعة.

- قلت (خالد صاحب الرسالة): والمأمون بن هارون الرشيد .. مجهول الحال .. وهارون الرشيد مقبول .. ولذلك أشار السخاوي بضعفه في المقاصد الحسنة حيث ذكره بلفظ (يُروى من طريق المأمون عن الرشيد) ..

 

3- أثر مجهول: وهو ما روي عن علي كرم الله تعالى وجهه: (أن رجلا أتاه آخر الشهر فقال: أريد الخروج في تجارة فقال: تريد أن يمحق الله تعالى تجارتك استقبل هلال الشهر بالخروج) قال الألوسي في تفسيره: فلا يعلم ثبوته عنه رضي الله تعالى عنه، والكذابون كثيرا ما ينفقون سلعهم الباطلة بنسبتها إليه أو إلى أهل بيته، ثم لو صح عنه فليس فيه تعرض لثبوت أحكام النجوم بوجه . (تفسير الألوسي ج12 ص108) ..

- قلت خالد صاحب الرسالة: وهذا الأثر لم أجد له أثر في كتب أهل الحديث .. لا صحيح ولا ضعيف .. ومن ملامحه يظهر أنها قصة ملفقة ..!!

 

#- أما عن أحاديث أن يوم الأربعاء هو يوم نحس .. فهذا بيانه فيما سيأتي .

 

#- ثانيا: أما عن الأحاديث التي سببت إشكالية عند بعض المسلمين بخصوص أن يوم الأربعاء هو يوم نحس .. فبيان ذلك من ناحيتين:

- الأمر الأول: هذه الإشكالية عن يوم الأربعاء يتم إزالتها بوجود فضيلة ليوم الأربعاء .. حيث جاء في رواية الحديث أن يوم الأربعاء فيه كرامة استجابة للدعاء .. فقد جاء في الحديث .. أنه تم الإستجابة للنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء بين صلاة الظهر والعصر ..

- (أنَّ النبيَّ دعا في مسجدِ الفتحِ ثلاثًا: يومَ الاثنينِ ، ويومَ الثلاثاءِ ، ويومَ الأربعاءِ .. فاستُجيبَ له يومُ الأربعاءِ بين الصلاتَينِ ، فعُرِفَ البِشْرُ في وجهه .. قال جابرٌ: فلم ينزلْ بي أمرٌ مهمٌّ غليظٌ إلا توخَّيتُ تلك الساعةَ ، فأدعو فيها ، فأعرف الإجابةَ) رواه أحمد والبيهقي .. وقال الهيثمي: رجاله ثقات .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب بأنه حديث حسن .. وضعفه محققو المسند .

 

- الأمر الثاني: أما عن الروايات التي سببت إشكالية في الاعتقاد الخاطيء عن يوم الأربعاء .. فإليك بيانها مع مزيد روايات تتعلق أيضا بيوم الأربعاء :

1- أثر موضوع: أما عن رواية حديث ابن عباس في قوله تعالى (في أيام نحسات) قال الأيام كلها خلق الله بعضها سعودا وبعضها نحوسا .... إلى آخر الرواية ..

- فقد سأل الإمام بن حجر عن هذه الرواية .. فقال الإمام بن حجر: هذا كذب على ابن عباس لا تحل روايته. (ذكر ذلك الفتني في تذكرة الموضوعات ص155).

 

2- حديث موضوع: (آخِرُ أَرْبِعَاءٍ فِي الشَّهْرِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد .. وذكره السيوطي في اللآلئ المصنوعة وقال: مسلمة "متروك" .. ويقصد بذلك أحد رواة الحديث هو ( مسلمة بْن الصَّامِت) .. وأورده بن الجوزي في الموضوعات .. وقال الألباني: وهذا إسناد ضعيف جدا .. 

 

3- حديث موضوع: (يومُ الأربعاءِ يومُ نَحْسٍ مُسْتَمِرِّ) رواه الطبراني في الاوسط والبيهقي في سننه .. وقال بن الجوزي في الموضوعات : بأنه حديث موضوع .. وذكره الألباني في إصلاح المساجد بأنه حديث موضوع .

 

4- حديث موضوع: (سُئلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم عن الأيامِ وسُئلَ عن يومِ الأربعاءِ قال : يومُ نحسٍ قالوا : وكيفَ ذاك يا رسولَ اللهِ قال أغرقَ اللهُ فرعونَ وقومَهُ وأهلكَ عادًا وثمودًا) رواه السيوطي في اللآليء المصنوعة وقال: فيه أَبُو الأخيل مُتَّهم.

 

5- حديث موضوع: عن جابر بن عبد الله: (أتاني جبريلُ فأمرني أن أقضيَ باليمينِ مع الشاهدِ وقال يومُ الأربعاءِ يومُ نحسٍ مستمرٍ) رواه الطبراني في الأوسط .. وقال بن حجر في التلخيص: فيه  إبراهيم ضعيف جدا .. وقال بن حبان في المجروحين: إبراهيم بن أبي حية يروي مناكير وأوابد يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها.

- وفي رواية عن علي بن أبي طالب بنفس اللفظ .. قال السيوطي في اللآليء المصنوعة: "عباد: رافضي داعية .. و"عيسى" متروك.

 

6- حديث موضوع: (يَوْم السبت يَوْم مكر ومكيدة قَالُوا وَمَا ذَاك يَا رَسُول الله قَالَ إِن قُريْشًا أَرَادوا أَن يَمكروا فِيهِ فَأنْزل الله {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} ، وَيَوْم الْأَحَد يَوْم بِنَاء وغرس قَالُوا ولِم ذَاك يَا رَسُول الله قَالَ لِأَن الْجنَّة بنيت وغرست فِيهِ، وَيَوْم الِاثْنَيْنِ يَوْم سفر وتِجارة، وَيَوْم الثُّلَاثَاء يَوْم دم قَالُوا ولِم ذَاك قَالَ لِأَن ابْن آدم قتل أَخَاهُ فِيهِ، وَيَوْم الْأَرْبَعَاء يَوْم نحس وَفِيه إرْسَال الله الرّيح عَلَى قوم عَاد وَفِيه ولد فِرْعَوْن وَفِيه ادّعى الربوبية وَفِيه أهلكه الله، وَيَوْم الْخَمِيس يَوْم دُخُول عَلَى السُّلْطَان وَقَضَاء الْحَوَائِج قَالُوا ولِم يَا رَسُول الله قَالَ لِأَن إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن دخل عَلَى ملك مصر فَرد عَلَيْهِ امْرَأَته وَقضى حَوَائِجه، وَيَوْم الْجُمُعَة يَوْم خطْبَة وَنِكَاح قَالُوا ولِم يَا رَسُول الله قَالَ لِأَن الْأَنْبِيَاء ينْكحُونَ ويخطبون فِيهِ لبركة يَوْم الْجُمُعَة) رواه السيوطي في  اللآلئ المصنوعة .. وقال: مَوْضُوع .. فِيهِ ضعفاء وَمَجْهُولُونَ وَيحيى لَيْسَ بِشَيْء وَكَذَا السَّمرقَنْدِي.

 

7- حديث ضعيف جدا .. روي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا: (يومُ السبتُ يومُ مكرٍ وخديعةٍ ، ويومُ الأحدِ يومُ غرسٍ وبناءٍ ، ويومُ الاثنينِ يومُ سفرٍ وطلبِ رزقٍ ، ويومُ الثُلاثاءِ يومُ حديدٍ وبأسٍ ، ويومُ الأربعاءِ لا أخذَ ولا عطاءَ ، ويومُ الخميسِ يومُ طلبِ الحوائجِ ودخولٍ على السلطانِ ، ويومُ الجمعةِ يومُ خطبةٍ ونكاحٍ) رواه أبو يعلى .. ذكره السيوطي  اللآلئ المصنوعة وقال: عطية وفضيل وسلام الثلاثة ضعفاء.

- وروي مثل هذا الحديث السابق بألفاظ مختلفة قليلة عن أبي هريرة مرفوعا .. وذكره بن الجوزي في الموضوعات وقال: موضوع فيه ضعفاء ومجاهيل ويحيى ليس بشيء، وكذا السمرقندى ..، وعن بن عباس موقوفا وأشار إليه السخاوي في المقاصد الحسنة بأنه ضعيف وقال الغُماري في المداوي لعلل الجامع: عمرو بن الحصين متروك، ويحيى بن العلاء كذاب.

 

8- حديث لا وجود له ..!! وجدت حديث في تفسير روح البيان للألوسي قال: في الفردوس عن عائشة مرفوعا: (لولا أن تكره أمتي .. لأمرتها أن لا يسافروا يوم الأربعاء، وأحب الأيام إليّ الشخوص فيها يوم الخميس) ثم قال الألوسي تعليقا على الحديث: وهو غير معلوم الصحة عندي.

- قلت (خالد صاحب الرسالة): هذا الحديث لم أجده في كتب أهل الحديث المتوفرة عندي بهذا السياق ولم أجده في كتاب الفردوس بمأثور الخطاب للديلمي الذي أشار إليه الألوسي .. !! وعدم وجود سند للحديث مع عدم تواجده في كتب أهل الحديث يدل على أنه لا أصل له .. والله أعلم .

 

9- حديث مجهول السند ولا نعرف من قاله: (إنَّ لكلِّ يومًا نَحْسًا فادفعوا نَحْسَ ذلكَ اليومِ بالصدقةِ) رواه بن رجب في لطائف المعارف .. بدون سند .. وكذلك رواه السيوطي في الدر المنثور وقال أخرجه ابْنُ مَرْدَوَيْهِ .. ولم يذكر له سند أيضا .. وذكره الشوكاني في تفسيره فتح القدير ولم يذكر له سندا .. وقال الشيخ الألباني في الضعيفة (14/437): وما وجدت له مصدراً حتى الآن، ولا عزاه هو لأحد..، ثم رأيت السيوطي قد عزاه في " الدر المنثور " (5/ 239) لابن مردويه؛ يعني: في " التفسير "، وهو غير مطبوع، وما أظن إسناده بصحيح. والله أعلم." (انتهى كلام الشيخ الألباني) .

 

10- حديث موضوع: (الحجامةُ يومَ الأربعاءِ يومَ نحسٍ مستمرٍّ) رواه بن عدي في الكامل في الضعفاء .. وقال بن القيسراني في ذخيرة الحفاظ: فيه عيسى بن عبد الله لا يتابع على إسناده.. وقال الذهبي في ميزان الإعتدال: فيه عيسى بن عبد الله بن محمد قال الدارقطني : متروك الحديث ، وقال ابن حبان : يروي عن آبائه أشياء موضوعة.

 

11- حديث ضعيف جدا: (اجْتَنِبُوا الحِجَامَةَ يَوْمَ الأَرْبعَاءِ، فَإِنَّهُ اليَوْمُ الذي ابْتُلِى فِيهِ أَيُّوب، وَمَا يَبْدُو جُذَامٌ وَلا بَرَصٌ إِلَّا فِي يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ أَو فِي لَيْلَةِ الأَرْبِعَاءِ) رواه الحاكم وبن ماجه .. وقال بن الجوزي في الموضوعات وقال: لا يصح من جميع طرقه.. وقال الأرنؤوط: إسناده ضعيف لضعف عثمان بن عبد الرحمن -وهو الطرائفي- وجهالة عبد الله بن عصمة وسعيد بن ميمون.

 

- وفي رواية بلفظ: (احْتَجِمُوا يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءِ، فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي عَافَى اللَّهُ فِيهِ أَيُّوبَ مِنْ الْبَلَاءِ، وَضَرَبَهُ بِالْبَلَاءِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَبْدُو جُذَامٌ وَلَا بَرَصٌ إِلَّا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، ولَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ) رواه بن ماجه .. وقال الأرنؤوط في تخريج سنن بن ماجه: إسناده مسلسل بالضعفاء.

 

#- وخلاصة القول:

1- أن الأحاديث المستدل بها فيما أراد المنجمون إثباته .. جميعها احاديث لا تخلو من طعن سواء بكونها ضعيفة أو موضوعة ..

 

2- الأحاديث الخاصة بيوم الأربعاء بكونه يوم نحس .. فهي أحاديث إما موضوعة أو ضعيفة جدا .. وكذلك الأحاديث التي تتعلق باجتناب عمل الحجامة يوم الأربعاء لم تصح .

#- بل وتخصيص بعض الناس بيوم الأربعاء من آخر كل شهر بأنه يوم نحس لأن فيه هلاك قوم عاد .. فهذا من الباطل .. لأن العقاب كان أسبوعا كاملا وليس يوما واحد كما قال تعالى: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) فصلت16 ..، وقال تعالى: (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ) الحاقة 7 ..

- فثبت بهذا بطلان من يقول أن يوم الأربعاء يوم نحس لأنه يوم هلاك قود عاد .. لأن قوم عاد تسلطت عليهم الريح سبع ليال .. وبالتالي يكون من الأولى أن يقال كل أيام الأسبوع نحس لأن الريح تسلطت على قوم عاد لمدة سبعة ليال وليس ليلة واحدة .. !! والقول بأن كل أيام الأسبوع نحس .. هو كلام لا يقول به عاقل أبدا ..!!   

 

*****************

..:: س262: هل القرآن أشار للنجوم والكواكب بكونهم المقسمات والمدبرات أمرا في السماء ؟ ::..

 

- قال بعض أهل التنجيم .. أن قوله تعالى: (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا) النازعات5 ..، وقوله تعالى: (فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ) الذاريات4 ..  

 

- والمدبرات والمقسمات هي النجوم .. والقسم بذلك فيه دلالة على تأثير النجوم على الإنسان ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ما ذهب إليه بعض المنجمين هو كلام باطل .. ليه ؟

1- من أين أتى بأن هذه الآيات تشير إلى النجوم من أساسه حتى يجزم بذلك ؟!! في حين أن غالب المفسرين على أن المقصود بها الملائكة ..

- فالمدبرات أمر: أي الملائكة المنفذات أمر ربها فيما أوكل إليها تدبيره من شؤون الكون .

- المقسمات أمرا: أي الملائكة التي تُقَسِّم أمر الله في خلقه.

 

2- القسم بالشيء ليس لأن فيه دلالة على التأثير في حياة الإنسان .. وإلا كان كل شيء أقسم الله به فهو يؤثر على الإنسان ..!! وقد سبق الكلام على هذه الجزئية بالتفصيل .. فارجع إليها في السؤال رقم (س255: هل القرآن أثبت تأثير النجوم على الأرض بدليل أن الله أقسم بمواقع النجوم والأبراج ؟) .

 

3- تقسيم الأمور وتدبيرها عن أمر الله .. يتطلب وجود تكليف بذلك .. والكواكب والنجوم لا توصف بالتكليف في تدبير شئون الكون .. فكيف حينئذ يقال أن النجوم والكواكب لها قدرة على تقسيم ما أنزله الله .. أو تدبير ما أمر الله به في كونه .. وهي غير مكلفة بذلك ..؟!!

- وإنما يقال أن لها إدراك خاص بها لتنفيذ أوامر الله فيما يتعلق بها نفسها من أحكام أودعها الله فيها .. كما قال تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فصلت11.

 

- إذن فالأرض والسماء لهما إدراك في فهم كلام الله .. وهذا الإدراك هو خاصية فيهما لأن الله خالقهما ويعلم كيفية أمرهما وقهرهما.. ولكن التدبير عن أمر الله بتنفيذ قدره في الوجود إنما يكون تكليفا للملائكة التي اختصها الله بذلك ..

- والله أعلم .

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .