ج52: رسالة الغيب والعرافين والمنجمين - كيف يستغل بعض المنجمين والعرافين بعض النظريات العلمية لاستباحة الغيب والتنجيم - ما علاقة نظرية العوالم المتوازية بالتنجيم والعرافة - كيف يخدع الروحانيون ومروجو الطاقة الروحانية عوام المسلمين في دينهم بالقرآن والروايات الحديثية لجذب انتباههم لعقيدة العوالم المتوازية - تحقيق رواية عن بن عباس التي قال فيها: ({اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] قَالَ: سَبْعَ أَرَضِينَ فِي كُلِّ أَرْضٍ نَبِيٌّ كَنَبِيِّكُمْ وَآدَمُ كآدمَ، وَنُوحٌ كَنُوحٍ، وَإِبْرَاهِيمُ كَإِبْرَاهِيمَ، وَعِيسَى كَعِيسَى) - عن مخاطر الانفتاح على العالم الروحاني - كيف يستغل بعض مروجي الطاقة الروحانية من لديهم تفعيل روحاني - هل قصة الإسراء والمعراج دليل على العوالم الموازية.

              بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

"الغيب والعرافين والكهنة"

(الجزء الثالث من الرسالة)

تعريفات – مناقشات – طرق العرافة قديما وحديثا

(الجزء الثاني والخمسون)

* فهرس:
:: الفصل الثاني والخمسون :: مسائل يذكرها العرافون والمنجمون لتقرير صحة ما يفعلوه ::
1- س263: كيف يستغل بعض المنجمين والعرافين بعض النظريات العلمية لاستباحة الغيب والتنجيم ؟!! (ما علاقة نظرية العوالم المتوازية بالتنجيم والعرافة ؟).
2- س264: كيف يخدع الروحانيون ومروجو الطاقة الروحانية عوام المسلمين في دينهم بالقرآن والروايات الحديثية لجذب انتباههم لعقيدة العوالم المتوازية ؟
#- تحقيق رواية عن بن عباس التي قال فيها: ({اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] قَالَ: سَبْعَ أَرَضِينَ فِي كُلِّ أَرْضٍ نَبِيٌّ كَنَبِيِّكُمْ وَآدَمُ كآدمَ، وَنُوحٌ كَنُوحٍ، وَإِبْرَاهِيمُ كَإِبْرَاهِيمَ، وَعِيسَى كَعِيسَى) رواه الحاكم .
#- عن مخاطر الانفتاح على العالم الروحاني .. وكيف يستغل بعض مروجي الطاقة الروحانية من لديهم تفعيل روحاني.
3- س265: هل قصة الإسراء والمعراج دليل على العوالم الموازية ؟

*********************

:: الفصل الثاني والخمسون ::

:: مسائل يذكرها العرافون والمنجمون لتقرير صحة ما يفعلوه ::

********************

..:: س263: كيف يستغل بعض المنجمين والعرافين بعض النظريات العلمية لاستباحة الغيب والتنجيم ؟!! ::..

(ما علاقة نظرية العوالم المتوازية بالتنجيم والعرافة ؟)

 
- لست هنا لمناقشة نظريات علمية لست أهلا لها .. ولكن يمكنك الذهاب إلى شبكة الانترنت والبحث تحت عنوان (الأكوان المتعددة في القرآن الكريم والعلم الحديث) .. وستجد كلام ممتع جدا .. قد كتبه الدكتور منصور أبو شريعة العبادي بجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية .. على موقع سوالف .. وهو من أمتع وأجمل ما يمكن أن تقرأ في هذا الموضوع ..
 
#- ما يهمنا هنا هو البحث في جزئية معينة .. وهي التي يحلو لبعض الروحانيين أو جماعة الطاقة الروحانية الترويج لها .. وهي استغلال بعض الافتراضات العلمية التي لا ترتقي لتكون نظرية والغير مؤكدة والغير صحيحة حتى الآن .. وإنما هو مجرد افتراض وظن نتيجة نظريات علمية أخرى .. ثم يجعلوا لها واقع حقيقي وصحيح ومؤكد .. وبالتالي فإن ما يفعلوه إنما هو من هذا النمط الإفتراضي الذي يقول به من يظن ذلك من العلماء .
 
- فإذا كانت النظرية تفترض وجود عوالم أخرى في أزمنة أخرى موازية لنا .. إلا أن البعض وجدته يقول بأن هذه العوالم مشابهة لعوالمنا ولكن بأزمنة مختلفة .. وتعيش نفس حياتنا ولكن بأزمان مختلفة عنا فقد تكن بالنسبة إلينا هي ماضي أو مستقبل .. وهذه الأزمنة لها فلكها الخاص بها أيضا مثل فلك الأرض تماما ..
 
- بمعنى أوضح .. مثلا حياتي تتكرر كما هي كأحداث ولكن في عوالم أخرى موازية للعالم الإفتراضي الذي أعيش فيه حاليا .. ولكن في عالم آخر حياتي تكون متقدمة في الزمن عن حياتي الحالية .. فمثلا الآن عمري خمسون عاما .. ولكن في نفس اللحظة في عالم آخر في أرض أخرى في عالم آخر عمري هو قد يكون أربعون عاما أو ستون عاما .. أي زمن ماضي أو مستقبل ..
 
- وبالتالي هذا يدفعنا للقول بأن القدر ينسخ نفسه في عوالم أخرى لنفس الأشخاص بنفس الأحداث .. ولو كان الأمر كذلك فما فائدة تعدده حينئذ ؟!! إلا لو كان المقصد من وراء ذلك الترويج للنظرية الهندوسية بتناسخ الأرواح .. وهذه عقيدة باطلة بنص القرآن .. حيث يقول تعالى : (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) المؤمنون99-100.
- فالذي يموت فهو في حجاب البرزخ ولا عودة له إلى الحياة الدنيا للحلول في أحد أو ليتجسد في شخصية أخرى .
 
- ولو كان المقصد هو وجود عوالم أخرى في أزمنة أخرى .. فما المستغرب من وجود عوالم أخرى في أزمنة أخرى أو عوالم أخرى في فضاء آخر ؟!!
 
- بل وأبسط دليل على وجود عوالم أخرى هو الجن والملائكة .. وهذا معلوم لكل مؤمن مسلم ..!! وبالتالي لا أنكر ذلك قطعا بوجود عوالم أخرى .. ولكن أنكر وجود إنسان له نفس قدري ولكن مع اختلاف مني متأخر أو متقدم .. لأن هذا إشارة واضحة إلى عقيدة تناسخ الأرواح وعقيدة الهندوس .. ولا علاقة حينئذ بالعلم ..!!
 
- ولكن انتبه .. لأن الغرض من عرض ما سبق هو التنبيه إلى ما يروج له جماعة الروحانيين .. فيزعمون أنهم يشاهدوا عوالم موجودة في أماكن أخرى .. يعيشون مثلنا وكأننا هم أنفسهم .. وبالتالي يعرفون منهم ما يعرفون من أحداث مستقبلية !! ولكن لماذا فقط أحداث مستقبلية وليس ماضية فيعرفوا أسرار الفراعنة مثلا ؟!! لأنهم كذابين ولا يعرفون ما يعرفونه إلا من شيطان يلقي ذلك في نفوسهم ..
 
#- ملحوظة هامة جدا:
- دائما ألاحظ أن الكثيرين لا ينتبهون إلى أن الإنسان مهما بلغت درجة علمه فقد يكون لديه تفعيل روحاني .. سواء جاهل أو مدَّعي أو عالم .. لأنهم إنسان .. ومن الأمور الخاصة بالإنسان هي أن يحدث له تفعيل روحاني يدرك به أمورا من عالم الغيب لا يدركها غيره .. بغض النظر عن كونها صحيحة أم غير صحيحة ..
 
- لكن ما أود أن أنبهك إليه إلى أنه لا مانع إطلاقا أن يظهر بعض العلماء ممن لديهم تفعيل روحاني .. فينكشف لهم روحانيا بعض المشاهدات الروحانية بناء على ظنونه العلمية التي كان يظنها فيتلاعب به في خياله ليؤكد له ظنونه .. فهذا ليس بمستبعد أيضا .. وقد يكون كشفا حقيقيا لتأكيد ما يظنه ولتنبيهه إلى ما يكمل به حقيقة علمية كان يبحث عنها .. ولكن الحقيقة الروحانية تأتي غالبا بدليل من الواقع يؤكده العقل وليس مجرد خيال وقصص عقلية كالذي يعيش عالم الأحلام ..
 
- والتفعيل الروحاني قد يحدث لأي شخص كان مهما كان مقامه أو عقله .. وقد يحدث مؤقتا وقد يستمر .. فهذه مسألة أخرى لا نناقشها هنا .
 
#- ما الغرض من عرض ما سبق:
- أولا: نظرية العوالم المتوازية .. هي مجرد نظرية وليس علم يقين حتى يؤكد لك أحد الدجالين الروحانيين أو مدعي العلم .. أن هذا شيء حقيقي وموجود فعلا .. والذي أنكره هنا ليس وجود عوالم أخرى .. بكل تأكيد لا .. لأنه لدينا عوالم أخرى موازية لنا في زماننا منها ولا نراها مثل الجن والملائكة وما لا نعلم من جنود الله وعالم البرزخ ما له من أفعال خاصة بالأنبياء والشهداء وغير ذلك .. وإنما أنكر ما يروج له البعض من وجود عوالم كعوالمنا ونفس أشخاصنا وأقدارنا .. 
 
- وستجد أكثر من يروج لهذه النظرية .. جماعة الطقياجية (أي ممارسو الطاقة الروحانية) أو الروحانيين المنجمين أو الروحانيين المعاهدين وما شابه هذه الجماعات .. والذين يتبنون الفكر الهندوسي أو البوذي القائم على عقيدة تناسخ الأرواح المخالفة للعقيدة الإسلامية ..
 
- ثانيا: وجدت للبعض من هؤلاء الروحانيين المنجمين .. من يستخدم هذه النظرية دليلا على عرافته وتنجيمه .. وليس بكهانة وإنما يحدث له ذلك من خلال حدوث ما يسمونه بالإسقاط النجمي .. أو بمعنى أدق كما كان يحدث مع بعض العرافين حينما يتعاطون ما فيه تنشيط لمادة ال DMT  التي سبق الكلام عليها في أدوات العرافة عند التعريف بمشروب الأياهوسكا الروحاني الذي يسبب لك فتح مجالا روحانيا .. حيث أن هذه المادة تؤثر على تنشيط الغدة النخامية التي لها تأثير على القوى الخيالية في الإنسان ..
 
- وبالتالي يقوم بعض من يخدمون الشيطان في منهجه .. وذلك من خلال نشر ما يزعمه من فتح العين الثالثة في الإنسان والتي هي قوى الخيال من خلال تنشيط الغدة النخامية في الإنسان .. وذلك للإنتقال روحانيا إلى هذه العوالم ومقابلة قرنائهم من أشباههم والتعرف على قدره وما سيحدث له  ..!!
 
- وكل هذا تحت مسمى أن العلم يقول بذلك .. وهذا شيء جميل جدا .. فهم يزينون للنفوس الضعيفة والجاهلة ما يدمرهم روحانيا ويفسد عليهم حياتهم بما قد يسبب لهم انتحارا في نهاية الأمر ..!!
 
- والأغرب والأعجب أن هؤلاء الناس يتاجرون بدينهم وقرآنهم على اليوتيوب وكأنه ينشر الخير للناس .. وهو كاذب .. لأنه طالما تكلم عن هذه الأمور مرشدا للناس فهو مدرك لما يترتب على ذلك ويعلم أنه ليس بخير أبدا .. وأكيد هو فاهم من هم الذين لديهم تفعيل روحاني ودرجة تحملهم للمستويات الروحانية ودرجة نفوسهم في التعامل الروحاني .. بل ويعلم من هم الذي يمتنع عليهم حدوث تفعيل روحاني لديهم لأنهم لو حدث لهم ذلك سيصابوا بالجنون والانتحار لأنهم غير مؤهلين لك ...!!
 
- أما عن استخدامه للقرآن للتفعيل الروحاني فهو من الأكذبين قولا على القرآن .. وإنما يحدث ذلك فقط لمن لديهم تفعيل روحاني أصلا ولا حاجة لهم للقرآن .. او شخص طامع لم يبتغي وجه الله من وراء عبادته بآيات الله فتسلط عليه الشيطان عقابا له ..!!
 
- فانتبه أخي الحبيب لهؤلاء الذين يرتدون عباءة الدين والصلاح ويخدمون منهج الشيطان .. لأنه مطلق الجهل ممن يريد تجربة هذه الأمور .. لأن ما يترتب على ذلك من عواقب .. لا يمكن لعاقل أن يفعلها .. فيكفي أنك تفسد القوى الخيالية عندك وقد تصاب بوسوسة لن تفارقك إلى يوم وفاتك .. بل قد تكون السبب الرئيسي في أن تقتل نفسك منتحرا ..!!
 
 - ثالثا: لا تستغرب أن تجد بعض المسلمين ممن لديهم هواية الإتباع الأعمى لكل ما يقوله من ينتسب إلى العلم .. فيصادف هوى في أنفسهم ويحاولون أن يثبتوه من الشريعة بأي شيء ليصبغوه بصبغة شرعية .. وذلك لأنها غالبا أمور تتحدث عن غيبيات .. فكيف حينئذ يثبتوه للمؤمنين ؟!!
- فلابد من صبغة شرعية على كلامهم ليقنعوا العوام بذلك .. !!
 
- فمن الأمور التي يروجون لها في إثبات العوالم المتوازية ليستبيحوا معرفة الأخبار تحت مسمى العلم بيقول كده .. فاستدلوا بالآتي وهو الذي عليه اعتمادهم ..
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ: ({اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] قَالَ: سَبْعَ أَرَضِينَ فِي كُلِّ أَرْضٍ نَبِيٌّ كَنَبِيِّكُمْ وَآدَمُ كآدمَ، وَنُوحٌ كَنُوحٍ، وَإِبْرَاهِيمُ كَإِبْرَاهِيمَ، وَعِيسَى كَعِيسَى) رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي .. ورواه البيهقي في الأسماء والصفات .
 
- وهذا نناقشه في السؤال التالي إن شاء الله ..

 

************************

..:: س264: كيف يخدع الروحانيون ومروجو الطاقة الروحانية عوام المسلمين في دينهم بالقرآن والروايات الحديثية لجذب انتباههم لعقيدة العوالم المتوازية ؟ ::..

 
 - كنا قد وقفنا في السؤال السابق عن الإستدلال الذي يستدل به البعض في الترويج لنظرية العوالم المتوازية إنسانيا وكأنه استنساخ لعالمنا بأزمنة مختلفة .. وقد وجدت أن البعض أخذ يستدل ببعض الأمور الدينية تلفيقا إما جهلا أو كذبا لإثبات ما يريده .. وإليك ما استدل به وكيف جهل أو كذب في الإستدلال ..
 
#- من الأمور التي استدلوا بها الآتي:
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ: ({اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] قَالَ: سَبْعَ أَرَضِينَ فِي كُلِّ أَرْضٍ نَبِيٌّ كَنَبِيِّكُمْ وَآدَمُ كآدمَ، وَنُوحٌ كَنُوحٍ، وَإِبْرَاهِيمُ كَإِبْرَاهِيمَ، وَعِيسَى كَعِيسَى) رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي .. ورواه البيهقي في الأسماء والصفات .
 
- وبالتبعية استدلوا بقوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) الطلاق12.
 
#- أولا: قلت (خالد صاحب الرسالة) .. أما عن قوله تعالى (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) :
1- قوله (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) يحمل معنى مثلية الإبداع والعدد .. ولا يحمل غير ذلك وإلا كان مثلية تطابق في الخلق وهذا لا يمكن .. لأن أهل السماء يسكنون السماء .. وأهل الأرض يسكنون الأرض .. !!
- فأي حجة فيما استدلوا به ؟!!
 
2- ما علاقة قوله تعالى (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) بوجود عوالم متوازية معنا ؟!! فأين دليلهم على وجود عوالم تسكن هذه الأرضين مثلنا أو حتى غيرنا ؟!! أم هي جرأة على كلام الله واعتداء على النص القرآني بما ليس فيه ؟!!
- وطبعا دليلهم هو رواية الحديث السابق ذكرها من رواية بن عباس .. ولكنها ليست حديث نبوي ليستدلوا به على عقيدة غيبية ..!!
- ولذلك سيكون كلامنا على هذه الرواية بتوسع .. لنظهر لكم كيف يتم استخدام الدين كوسيلة للسيطرة على عقول الناس بالباطل.
 
#- ثانيا: قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعليقا على رواية هذا الحديث:
1- من غريب الأمر أن كثير من الذين ينتصرون بهذه الرواية هم أصلا يجحدون الأحاديث وعلمائها ورواتها .. والبعض منهم يكفر بالأحاديث النبوية التشريعية ولا يعترف بما جاء في الأحاديث من تشريعات نبوية طالما لم يذكر لها نص في القرآن .. !!
 
- ولكنهم لإثبات أمور غيبية مثل العوالم المتوازية أو لإثبات أي عقيدة من عقائد الهندوسية والبوذية يهرعون إلى الشريعة الإسلامية في محاولة مستميتة منهم ليجعلوا المسلمين يؤمنوا بعقائد هؤلاء .. ودائما السؤال المهم: طالما ديننا فيه ما يغني عن غيره فلماذا تنشر غيره وتأتي بالدليل عليه من ديننا ؟!! إلا لو كان ذلك دليلا منك على اعتقادك الراسخ والمؤكد ودليل على إيمانك الكامل بدين هؤلاء ..!!
 
2- فإذا علمت أخي الحبيب ما سبق .. فإليك ما قاله العلماء في هذه الرواية .. وهو ما يخفونه من يستدلون بهذه الأدلة حتى تظل على عماك وجهلك ومعتقدا فيما يروجونه لك بأنه من الصحيح الواجب اعتقاده ..
- ولكن لماذا لا يكتبون كلام علماء الحديث في هذه الرواية من باب الأمانة العلمية ؟!! لعل لأن ضميرهم لا يستوعب الحق بقدر استيعابه للباطل ..!
 
- عموما إليك ما قاله علماء الحديث حول هذه الرواية:
أ- قال الإمام السخاوي في المقاصد الحسنة:
- وقال البيهقي عقبه "أي عقب هذه الرواية": إسناد هذا صحيح عن ابن عباس .. وهو شاذ بمرة .. لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا ..
- وقال ابن كثير - بعد عزوه لابن جرير بلفظ: (في كل أرض من الخلق مثل ما في هذه حتى آدم كآدمكم، وإبراهيم كإبراهيمكم) ..فهو محمول إن صح نقله عنه، أي عن ابن عباس على أنه أخذه عن الإسرائيليات .. وذلك وأمثاله، إذا لم يخبر به ويصح سنده إلى معصوم فهو مردود على قائله. (انتهى النقل من المقاصد الحسنة ص103).
 
ب- قال الإمام السيوطي في الحاوي:
- هذا الحديث رواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد .. ورواه البيهقي في شعب الإيمان وقال: إسناده صحيح ولكنه شاذ بمرة.. وهذا الكلام من البيهقي في غاية الحسن .. فإنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن كما تقرر في علوم الحديث .. لاحتمال أن يصح الإسناد ويكون في المتن شذوذ أو علة تمنع صحته .. وإذا تبين ضعف الحديث أغنى ذلك عن تأويله .. لأن مثل هذا المقام لا تُقبل فيه الأحاديث الضعيفة ..
- ويمكن أن يؤول على أن المراد بهم .. النُّذُرُ الذين كانوا يبلغون الجن عن أنبياء البشر .. ولا يبعد أن يسمى كل منهم باسم النبي الذي بلغ عنه. (الحاوي للفتاوي ج1 ص462)
 
ج- ملحوظة هامة: قد نبه جماعة من أهل العلم على أن الحديث الشاذ الذي يرويه الإمام الحاكم أو غيره من أهل الحديث .. أنه حديث يتفرد به ثقة من الثقات .. وليس للحديث أصل بمتابع لذلك الثقة .. مما يوجب نقد وطعن في الرواية لعدم وجود دليل يؤكدها .
 
- وقال ابن القيم كما في الفروسية بعد أن تكلم عن طريقة تصحيح الإمام الحاكم: وقد عُلِم أن صحة الإسناد شرط من شروط صحة الحديث وليست موجبة لصحة الحديث، فإن الحديث الصحيح إنما يصح بمجموع أمور منها: صحة سنده، وانتفاء علته، وعدم شذوذه ونكارته، وألاَّ يكون راويه قد خالف الثقات أو شذ عنهم.  (الفروسية ص245).
 
- وخلاصة ما سبق .. هو أن علماء الحديث أنفسهم لا يطمئنون لهذا الحديث لوجود علة الشذوذ فيه .. ولا يوجد ما يؤكده من طريق آخر ..
 
- أما عن علة ضعف متن الحديث نفسه من حيث ألفاظه .. فإليك بيان ذلك ..
 
#- ثالثا: قلت (خالد صاحب الرسالة) .. في التنبيه على بطلان هذه الرواية من ناحية العقل:
1- وجود أراضي أو سماوات متعددة ليس معناه وجود تطابق خلقي في كل سماء وفي كل أرض .. بل أن الشاهد يدل على أن السماوات السبع مختلفة المقامات .. بدليل وجود أنبياء مختلفين في سماوات مختلفة .. ولا يتم لهم نفس المقام في كل سماء ..  
 
- وبالتالي فمن يقول بأن المثلية من الأرض كالسماء ثم يقول أن الأراضي فيها تطابق خلقي مع اختلاف أزمنة .. فهذا كلام باطل وإلا كان تطابق سكان السموات أيضا .. حتى يكون من الأرض مثلهن ..!!
 
- وهذا أبسط دليل على فساد متن هذه الرواية الشاذة في متنها ..!!
 
2- لو كان كلام بن عباس يشير إلى وجود عوالم متوازية لها نفس أقدار الإنسان .. فهذا كلام باطل عقلا .. ليه ؟
لأننا سنكون بين أحد ثلاث احتمالات .. إما أن تكون هذه العوالم سابقة علينا زمنيا (ماضي) أو لاحقة علينا زمنيا (مستقبل) أو مثلنا زمنيا (حاضر) ..
 
أ- لو كانت العوالم المتوازية تسبقنا بزمن مستقبل:
- وهذا يدفعنا للقول بأنه لو كان هناك عالما متوازيا معنا يسبقنا بأقدارنا .. فهذا معناه أنني سأموت قبله وإلا فكيف يكون سابقا على زمني .. ؟!!
- وبالتالي نحن هنا نقف متحيرين .. حيث أنه طالما أنت رأيت في المستقبل أنني سأموت بالطريقة الفلانية مثلا .. فكيف أنا لازلت موجودا هنا .. في حين أنت رأيتني قد مت هناك .. إذا أنا انتهيت فعليا كما أنت رأيت ذلك يا من ترى .. فكيف حينئذ تحكي لي الآن أنني سأموت حيث قد مت فعلا ؟!! فمن فينا المستقبل حينئذ ؟ هل الذي رأيته أم الذي لازال سيحدث لي ؟!!
 
ب- لو كانت العوالم المتوازية مساوية معنا في الزمن ولكن في مكان آخر موازي لنا :
- وإذا كانت الأزمنة متساوية في كل العوالم وما يحدث هنا يحدث هناك في نفس اللحظة .. فكيف علمت ما هناك إذا كان ما هناك لازال لم يحدث بدليل أنه لم يحدث لك شيء هنا ؟!!
 
ج- لو كانت العوالم الموازية سابقة لنا ولها ماضي نحن نعيشه الآن نحن كزمن حاضر:
- أي إذا كان ما يحدث هناك سابق عما يحدث هنا .. فكيف أكون أنا هنا طالما انتهيت هناك ؟!!
 
- وما سبق يرشدك بيقين إلى أن فكرة تطابق الأقدار الإنسانية في عوالم متوازية لا يمكن أن تكون .. وأن ما يسعون لتحقيقه وإثباته نوع من الخرافة التي لن تتحقق .. وبالتالي فهذه الرواية أصلا التي يستدلون بها لا معنى لها لأنها مخالفة للعقل لو كانت كما زعم البعض أنها دلالة على تناسخ أقدار إنسان في أزمنة مختلفة .
 
#- رابعا: قلت (خالد صاحب الرسالة) .. في التنبيه على بطلان هذه الرواية من ناحية الشرع:
1- أما عن مخالفة هذا الحديث لأصول القرآن فإليك بيان ذلك:
- يقول تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) المؤمنون99-100.
 
- فنكون هنا بين أحد أمرين .. إما أن يكون القرآن صادقا فيما قال أو كاذبا .. فلو آمنت بأن القرآن صادقا .. فالموت واحد ولا عودة من وراءه بعد ذلك .. ولا أزمان متغايرة فيه ولو بصورة نسبية .. فكيف يكون هناك عوالم مثلنا لازال لها حياة في أزمنة مستقبلية أو لازالت تعيش أزمنة ماضية ولم تصل إلى ما هو نحن فيه حاضرون ؟!!
 
- ولو كان القرآن كاذبا فهذا معناه الكفر بالقرآن .. لأنك لا تصدق أنه لا عودة للحياة مرة أخرى ..!!
 
- وهذا يتوقف على عقيدتك في القرآن .. سواء بالتصديق أو بالتكذيب ..!! ولحظتها ستعرف حقيقة قلبك وما تحمله في نفسك ناحية كلام الله .
 
2- أما عن المخالفة الأخرى لهذه الرواية لما عليه الشرع .. فتخيل معي حينما نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نعلم أنه انتقل إلى جوار ربه .. فمن الذي نسلم عليه حينئذ وفي أي زمن هو .. ومن هو الذي نسأل الله له الوسيلة .. هل الذي في الأرض الأولى أم الثانية أم الثالثة أم الرابعة حتى السابعة ..!!
 
- فأي نبيا فيهم هو نبينا .. ولماذا تعدد وتواجد في كل أرض .. ومن فيهم الذي نؤمن به ونعتقد فيه أنه نبي رسول قد انزل عليه القرآن .. فإذا كان الذي في الأرض الأولى .. فما هو حال الذين في الأراضي الأخري ؟!!
- فكيف يعقل حينئذ ان نصدق هذه الرواية ؟!
 
3- ثم كيف يكون حينئذ أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو النبي الخاتم .. مع تواجد أنبياء في أراضين أخرى ؟
 
#- خامسا: قلت (خالد صاحب الرسالة) .. في مناقشة هذه الرواية من حيث كونها غيبا لا دليل عليه أصلا:
1- الرواية ليست عن حديث نبوي حتى نعتقده أو نؤمن بما جاء فيه .. لأنه من الغيبيات .. والغيبيات لا نؤمن بها في عقيدتنا إلا ما ثبت بيقين .. وهذا لا يقين فيه حتى يكون حجة يعتمد عليها من أساسه في إثبات ما يريدون إثباته .
 
2- لماذا لم يقل في الرواية أنه يوجد إبراهيم في السموات .. واكتفى بأن يثبت ذلك في الأرضين فقط ؟!! مع أن الشرع قد أثبت بوجود كثير من الأنبياء في مختلف السموات مثلما جاء أن إبراهيم في السماء السابعة ..
 
3- لماذا اختصت الرواية فقط بظهور الأنبياء ؟ .. وكان من الأولى أن يقال في كل أرض يوجد خلقا مثلنا .. ثم يعطي أمثلة على ذلك بالأنبياء ..  
 
4- هل الأراضي التي جاء ذكرها في الرواية هي أراضي حقيقية أم غيبية ؟ وذلك كما أن السماوات فيها الملكوت الأعلى وفيها الملكوت الأدنى وهو فلك السماء المحيط بنا ..
- فلو كانت هذه الأراضي غيبية .. فلا سبيل لمعرفتها إلا بوحي معصوم .. وإن كانت موجود فعلا فأين الدليل على ما فيها من أوصاف ذكرتها الرواية ؟!!
 
5- ما الفائدة من هذه المعلومة التي جاءت في الرواية ؟ وما قيمتها إيمانيا ؟
- فهي لا تفيد في أي شيء .. ولا حتى تفيد في إثبات القدرة .. لأن لإثبات القدرة لا يكون بإعادة تكرار نفس الحدث كما هو .. وكأن في ذلك إتهام للقدرة الإلهية بكونها عاجزة عن إيجاد خلق جديد في عوالم أخرى .. !!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة): والذي أحسبه من رواية بن عباس لو صحت معناها (ولا أظن ذلك) .. ولكن قد يكون القصد من الإشارة للأنبياء فقط في الرواية هو للدلالة على شيء .. هو أنه يوجد من هم على قدم نبيكم وقدم إبراهيم وقدم عيسى .. أي يوجد أتباعا من الناس اجتهدوا فبلغوا مراتب من الصفاء تشابهت بقلوب بعض الأنبياء .. فيقال عنه أنه إبراهيمي المشرب أو عيسوي المشرب .. أي يغلب عليه من أحوال هذا النبي .. فيكون سائرا في الناس بأحوال هذه الأنبياء .. فساروا على نهجهم واكتسبوا من صفاتهم .. فيبلغون الناس في كل أرض بما هم عليه بقدر أحوالهم .. وطبعا يبلغون الدين الإسلامي .. بهذه الأحوال التي تغلب عليهم ..
- وما سبق على افتراض يوجد حياة في كل أرض من هذه الأراضي السبعة المفترض وجودها ..؟!! وعلى افتراض أن هذه الرواية مقبولة أصلا .. لأنها في الحقيقة غير مقبولة عند أهل الحديث .
 
#- سادسا: قلت (خالد صاحب الرسالة) .. في مناقشة هذه الرواية من حيث مفهومها عند هؤلاء الروحانيين ومروجي تجارة الطاقة الروحانية:
1- الحديث لا يخدمكم فيما تزعمون .. لأنه يتكلم عن أنبياء ولا يتكلم عن عموم الناس والخلق .. ولو كان بن عباس يقصد عموم الخلق لكان قال ذلك صراحة .. ولكن ذلك لم يحدث .. فبطل الإحتجاج بهذه الرواية أصلا ..!!
 
2- ما فائدة قوله تعالى عن الشهداء: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) آل عمران169 .. فإذا كانوا أحياء في عوالم أخرى .. فيكون حينئذ خبر السماء كاذب .. وحاشاه سبحانه ان يكون كاذبا ..
 
3- لو كان ما يقال صحيحا عن العوالم المتوازية في وجود أنفسنا متكررة في عوالم أخرى .. ونجد من يروج لهذا من هؤلاء من يزعمون هذا الفكر ويزعمون أن لديهم العين الثالثة ويحدث لهم إسقاط نجمي وخروج الروح من الجسم والإنتقال لعوالم أخرى .. فلماذا لم يخبرونا حينئذ عن الناس الذين يقابلونهم في عوالم أخرى فينبئونا عن أخبار الفراعنة وأسرارهم أو يحلون لنا ألغاز تتعلق بالأمم السابقة .. طالما هم متواجدون في أزمان موازية سواء تأخرنا عنهم أو تقدمنا عليهم  ..
 
4- لماذا دائما نجد من هؤلاء العرافين ومروجو الطاقة الروحانية ممن يزعمون الإنتقال عبر الأزمان .. أنهم يعودون بما فيه هرطقة عقلية أو حماقة أو جهل أو غباء يدل على من يقول به ؟!! وهذا قد ظهر كثيرا في زماننا .. !!
 
5- لماذا هؤلاء العرافين لا يذهبون بقدراتهم الخارقة إلى العوالم المتوازية التي يزعمونها حسب اعتقادهم .. ليعرفوا مثلا نتائج المسابقات حتى يعرفون النتائج .. ؟ وهذا أبسط المعلومات ..
 
6- لماذا لم ينجح من يزعم ذلك أن يأتي بإنجيل عيسى أو توراة موسى .. أو يحكي لنا من خبر الأنبياء السابقين !!
 
7- هل جميع طبقات الأصفياء من المسلمين على مر الزمان .. خاصة أهل الكشف منهم والمشاهدة .. لم يلحظوا مثل ذلك الأمر .. فيقول أنه وجد من نفسه نسخة في عالم آخر وتكلم معها !! أم أن هذا الأمر كان غائبا وتم اكتشافه الآن ؟!! وكيف يتم اكتشاف ما هو ليس له إدراك عقلي أو مادي ؟!!
 
8- تلقين المعلومات وتبادلها بين طرفين روحانيا .. إما ان يكون عن حق أو باطل .. والحق يكون مؤيدا بالواقع الذي يشهد عليه الناس .. والباطل هو فقط ما يظل في سرد قصص وحكايات لا دليل عليها .. ولذلك كثير من المتواصلين روحانيا إنما يتواصل مع شيطانه ويظن المغفل روحانيا أنه تقابل مع نسخة منه في زمن آخر .. وما هي إلا شياطين تتلاعب به .. واقرأ معي قوله تعالى: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) الشعراء221-223.
- واقرأ معي قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) الأنعام112 .
 
9- أما عن الغرض في نفسية البعض من هؤلاء مروجي تجارة الطاقة الروحانية .. في نشر هذه الأفكار عن العوالم المتوازية الأقدار على العوام وتنشيط العين الثالثة والانتقال الروحي عبر الجسد وما يسمى بالإسقاط النجمي .. فكل هذه الأمور وتزيينها إنما هو لاستدراج البعض منهم خاصة ممن لديهم تفعيل روحاني ..  حتى يكون صيدا ثمينا لكم فتتلاعبوا بقواه الروحانية ليكون خادما للعالم الروحاني ويكون من ذريته من هو خداما للمسيخ الدجال .. حيث كما نعلم جميعا أن فتنة المسيخ الدجال تعتمد في المقام الأول على الكشف بخلاف ما سيهبه الله من أمور أخرى لفتنة الناس ..
 
#- أما عن مخاطر الانفتاح على العالم الروحاني من خلال هؤلاء الطقياجية:
- فلا يخفى أن ما يتم زراعته في نفوس العوام من فكرة فتح العين الثالثة والإسقاط النجمي بما يترتب عليه فضول من هتك حرمات العباد بالتجسس عليهم روحانيا .. من خلال الحث الدائم في نفوس من يحضرون إليهم على تعظيم الأنا في نفوسهم .. وهي أهم صفات الشخص الروحاني .
 
- وكذلك لا يخفى ما يفعله بعض من لديهم مهارات روحانية من اغتصاب وتحرش روحاني .. يتم لبعض النساء على يد بعض من لديهم مهارات روحانية في التواصل الروحاني ..
 
- وأيضا لا يخفى ما يترتب على هذه الأمور من عواقب ملعونة .. يخفونها مروجو الطاقة الروحانية حيث تسبب في فساد عقل الإنسان بالوسواس لأنها تكون فتحت مجالا للعالم الروحاني بالإستيلاء على هذا الإنسان قد يدفعه ذلك للإنتحار ..
 
- كما لا يخفى ما يحدث في بعض الأحيان للبعض من الشباب من استيلاء بالمس جسديا عليه بممارسة اللواط فيه حيث يتم حدوث شلل كامل للجسم ويشعر تماما بممارسة الأمر فيه دون أن يتحرك له ساكن حتى ينتهي العالم الروحاني من ممارسته فيه .. كما حدث مع كثيرين مما كانوا يتعالجون معي فترات زمنية سابقة ..!!
 
- كما لا يخفى أن أسهل طريق للتواصل مع الشيطان .. هو أن يكون لديك تفعيل روحاني وتستخدم آيات الله أو أسماءه أو ذكره جل جلاله من أجل التواصل الروحاني وهو ممتنع عليك الاستمتاع بذلك .. ولم تفعل الذكر من أجل العبودية لله وليس طلبا لحاجة تطلبها من الله .. فلا تلومن سوى نفسك حينئذ .. وإن كنت أعلم أنه تم خداعك من خلال أن ما تفعله هو ذكر لله .. ولكن المشكلة ليست في الذكر وإنما في نيتك من وراء هذا الذكر .. فانتبه واجعل عبادتك طلبا لله وليس طلبا لغيره .
 
- عموما لست هنا لمناقشة ما يفعله بعض هؤلاء وأمثالهم من أمور روحانية لا تليق بإنسان أن يفعلها .. وإنما ذكرتها من باب الشيء بالشيء يذكر .. لأن غرضنا الأساسي في هذه الرسالة هو الكلام عن الغيب والعرافين والمنجمين وأشباههم من الروحانيين ووسائلهم في تحقيق لك من أساليب وأدوات ومنهاج .
 

***********************

..:: س265: هل قصة الإسراء والمعراج دليل على العوالم الموازية ؟ ::..

 
- من الأمور التي يحتجون بها العرافين الذين لهم هواية الإحتجاج بافتراضية العوالم الموازية .. هي ما حدث في قصة الإسراء والمعراج مع سيدنا موسى .. فقد تم مشاهدة موسى في قبره يصلي .. ثم كان متواجدا خلف النبي يصلي .. ثم قابله النبي في السماء الخامسة .. فأين كان موسى بالتحديد ؟ إلا إن كان هناك أزمان متوازية ؟
 
- قلت: لو كانوا يكتفون بالسؤال هكذا لكان خيرا لهم .. إلا أنهم لابد لهم من ان يتبعوا أسئلتهم بالاستخفاف بعقول المشايخ ومدى ضآلة تفكيرهم وأنهم فقط المستنيرون بالعلم وغيرهم جهلاء .. ودائما يتعمدون إهانة اهل الشريعة في عقلهم وكأنهم جهلاء .. ولذلك لا تستغرب حينما أتهمهم في عقلهم الذي بلغ من البلادة ما بلغ .. وحدث ولا حرج ..!!
 
- بل ومن العجيب أيضا .. أن بعض هؤلاء المستدلون بقصة موسى والاسراج والمعراج .. للدلالة على نظرية العوالم المتوازية .. هم أنفسهم كافرون بأحاديث المعراج النبوي ..!!
- فانظر كيف يتاجرون بالدين كيفما يتفق وأهوائهم .. !!
- عموما إليك الرد على ما استدلوا به ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- إن كان الاستدلال بهذه القصة يدل على شيء فإنما يدل على غباء في الإستدلال وانطماس بصيرة العقل .. لأن ما استدلوا به لا دليل فيه إلى ما يريدون إثباته .. ليه ؟!!
1- ما علاقة ما استدلوا به على وجود عوالم متوازية لها نفس حياتنا ؟!!
- فهل موسى كانت أحواله برزخية أم مادية ؟ بكل تأكيد أحوال برزخية ..
- فكيف يتساوى ما هو حكمه برزخي بمن هو حكمه مادي ؟!!
- أم أن هذا خلطا في الأوراق وتزوير في الحقائق لتتوه الحقيقة ؟!!
 
- أما إذا كان الاستدلال بالقصة للدلالة على وجود عالم برزخ .. فما علاقة ذلك حينئذ بالعوالم المتوازية الحياتية الموجودة والمشابهة لنا ؟!!
 
2- ولا يخفى أن هذه القصة خاصة بالأنبياء أيضا ولا علاقة لها بعموم الخلق .. فلا يقاس عليها غيرهم .. وهذا كافي لبطلان استدلالهم ..!!
 
3- رؤية سيدنا موسى يصلي في قبره ثم يصلي مع النبي في الأقصى ثم يقابله في السماء الخامسة .. فهذه القصة تحدثت عن حدث أرضي وحدث سماوي مع سيدنا موسى .. فلم يكن هناك موسى متكررا سبع مرات في سبع أراضين ولا يوجد موسى متكررا في سبع سماوات ..!! كما استدلوا سابقا برواية بن عباس ..
 
4- إذا كان موسى القبر وموسى الأقصى وموسى السماوي .. الثلاثة واحد .. فاعتبارات موسى إنما ظهرت بعد الموت وليس في حياته .. فكلها أحوال برزخية تتعلق بصاحبها ولها أحكامها الخاصة .. ولا علاقة لها بنظرية العوالم المتوازية لا من قريب ولا من بعيد .. لأن نظرية العوالم المتوازية نظرية حياة قائمة في الوجود لا تنتهي ..
 
- والحقيقة – والله أعلم - هي أن موسى القبر ترك مقامه للذهاب في الصلاة خلف النبي في الأقصى ثم انتقل لمقامه السماوي ليكون في شرف استقباله .. وهذا له تفصيل نذكره إن شاء الله في (رسالة الإشارات الذوقية في رحلة الإسراء والمعراج النبوية).
 
- ولعل أبسط المشاهدات التي تدل على وجود ظهور مختلف للشخص الواحد .. هو في حال المنام .. فظاهرا هو نائما على سريره .. ولكن في عالم الخيال قد يكون له انتقالات روحية لا يشعر بها أحد .. فما بالك بعالم البرزخ الذي لا نحيط به علما ولا إدراكا ؟!!
 
5- وبالتالي فإن تعدد الصور الروحانية لمن أحوالهم برزخية ليس معناه تعدد لأزمنة مختلفة .. لأن حال البرزخ لا زمن فيه معلوم حتى يقال أن له أزمنة مختلفة ..
 
- ومن ناحية أخرى فتعدد الصور الروحانية هو تعدد هيئات وليس تعدد أزمنة .. وهذا شيء معلوم لمن له معرفة بذلك .
 
- أما ما لا ندركه عقلا كحياة البرزخ وما يحدث فيها .. فلا مجال للتفكر فيه .. لأن العقل مناط التفكير به إنما يكون بما هو له فيه إدراك أو له دلالة يتمكن العقل من فهمها .. فإذا انتقلنا للبرزخ أصبح لنا إدراك أهل البرزخ ..

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .