ج53: رسالة الغيب والعرافين والمنجمين - كيف يؤثر المنجمين العرب في نفوس الناس ليصدقوهم - كيف يؤثر المنجمين المسلمين فيك من الناحية الإيمانية لتعتقد فيه وتصدقه - كيف يؤثر المنجمين المسلمين فيك حتى لا تعتقد فيهم أنهم كهنة ولا عرافين - كيف يؤثر المنجمين المسلمين فيك ليصرفوا عنك فكرة أنهم منجمون ولا علاقة لهم بالتنجيم .

             بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

"الغيب والعرافين والكهنة"

(الجزء الثالث من الرسالة)

تعريفات – مناقشات – طرق العرافة قديما وحديثا

(الجزء الثالث والخمسون)

* فهرس:
:: الفصل الثالث والخمسون :: هكذا يتلاعب المنجمون بعقول الناس ليثبتوا صحة كلامهم ::

1- س266: كيف يؤثر المنجمين العرب في نفوس الناس ليصدقوهم ؟  

2- س267: كيف يؤثر المنجمين المسلمين فيك من الناحية الإيمانية لتعتقد فيه وتصدقه ؟

#- عجبا للمنجم العراف الذي ارتضى بالتشكيلات النجمية في السماء مرشدة له في حياته .. فافتتن بها وضل وأضل ..!!

3- س268: كيف يؤثر المنجمين المسلمين فيك حتى لا تعتقد فيهم أنهم كهنة ولا عرافين ؟

4- س269: كيف يؤثر المنجمين المسلمين فيك ليصرفوا عنك فكرة أنهم منجمون ولا علاقة لهم بالتنجيم ؟

5- س270: كيف يؤثر المنجمين المسلمين فيك من خلال الآيات القرآنية حتى تعتقد صحة ما يقولون ؟

*********************

:: الفصل الثالث والخمسون ::

:: هكذا يتلاعب المنجمون بعقول الناس ليثبتوا صحة كلامهم ::

********************

..:: س266: كيف يؤثر المنجمين العرب في نفوس الناس ليصدقوهم ؟ ::..

 
- أولا: خلط علم الحق بالباطل .. لتزيين الباطل في نفوس الناس ..
- من الغريب في نفوس بعض المنجمين العرب هو أن لديهم هواية خلط الحق بالباطل .. وكأن الشيطان هو من يحركهم .. وكأنهم ارتضوا أن يكونوا خداما له وأتباعا ..!!
 
#- فمن أساليب خلط الحق بالباطل ..
- أنهم يقولون لك أن علم التنجيم علم شريف وطالما كان له علماء من الحكماء والفلاسفة وأهل الطب وما شابه ذلك ..
- وهذا الذي قالوه فيه حق مخلوط بباطل .. ليه ؟
- لأنهم لم يوضحوا عن أي تنجيم هم يتكلمون .. هل الذي فيه منافع للناس كما ذكرها القرآن مثل علم الفلك الموجود حاليا .. أم يقصدون به تنجيم العرافين المؤمنون بتأثير النجوم والأبراج على قدر الإنسان .. أم تنجيم الروحانيين المستعينين بالأرواح الشيطانية ..!!
 
1- لو كان المقصود بالتنجيم هو الإهتمام بما فيه منافع وعلم للإنسان كعلم الفلك .. فهذا شيء حميد ومطلوب ومندوب إليه في كل آيات القرآن التي تتكلم عن الفلك الأعلى المحيط بكوكب الأرض ..
 
- بل أن هذا شأن كل ما خلق الله في الكون .. هو التفكر فيه لمعرفة قدرة الخالق جل جلاله وما منحنا من كرامة تسخير هذه الأمور لنا .. حيث يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12) وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13) وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)  وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) النحل12-16.
 
2- ولكن لو كان التنجيم المقصود به هو تنجيم العرافين بالنظر في النجوم .. أو المستعينين بأرواح الشياطين .. فهذا علم الباطل .. لأن أصل استمداده من الشيطان .. لأن هذه هي أحدى وظائف الشيطان وخدامه وأتباعه .. حيث يسترقون السمع ويخطفون المعلومات الغيبية من السماء ..
 
#- ففرق بين علم التنجيم الحق المباح .. وعلم التنجيم الباطل المحرم ..!!  
 
#- فانتبه أخي الحبيب وكن يقظا ..
- حيث أنهم كتبوا لك كلمة (علم التنجيم) .. لتصدق أنه علم حق ومباح .. ولتتوهم أنه علم الفلك .. وذلك حتى يصرفوا تفكيرك عن تنجيم العرافة والشيطنة .. ولكن كن منتبها ويقظا .. وتسأل دائما عن أي تنجيم تقصد أيها المنجم ؟!! 
 
#- ثانيا: المخادعة بخلط التأثير الفلكي بالتأثير على قدر الإنسان ..
- فمما صادفنا كثيرا أنهم يخادعون البسطاء ليوهموهم بأن للأبراج والكواكب تأثير على الإنسان .. من خلال خلط التأثير الفلكي العام على كوكب الأرض بالتأثير الخاص على قدر الإنسان ..!!
.. فيأتون لك بحدث فلكي كوني له تأثير على كوكب الأرض مثل تأثير الشمس بحرارتها على كوكب الأرض .. ثم يقولون لك: هكذا تؤثر فينا الكواكب والأبراج .. !!
 
- وهذا طبعا مطلق الكذب لأن التأثيرات الفلكية لها علاقة بالأفلاك عموما فالتأثير يكون على كوكب الأرض وما يعيش على كوكب الأرض .. ولا علاقة له بقدر الإنسان وتفاصيل حياته ..
- فانتبه أخي الحبيب من خدعتهم هذه .. لأنها الخدعة المشهورة لديهم ..!!
 
#- ثالثا: التأثير النفسي عليك حتى لا تظهر بمظهر الجاهل ..
- قد يذكرون لك آيات من كلام الله أتى فيها ذكر النجوم والأبراج .. كما سبق ورددنا على شبهاتهم .. ثم تجدهم يقولون لك بعد سرد الآيات لك: (ولا يخفى على من له فطنة وبصيرة أن الآيات تشير إلى أن هذه النجوم والأبراج لها تأثير على حياة الإنسان) ..!!
 
- فهو يقول لك أمثال هذه الكلمات .. لأنه بذلك يريدك أن لا تناقشه فيما ذكره لك .. وإلا كنت إنسان غبي ولم تفهم كلام الله ولست بصيرا ..!!
 
- ولكن الإنسان العاقل هو الذي يتدبر ما يقال له ويفكر فيه .. وليس يأخذه كعلم يتم التسليم له دون أدنى تفكير منه .. وإلا كان هذا الإنسان لديه مشكلة في نفسه ..!!
 
#- رابعا: الترويج لما فيه صدق لهم وتزيينه للناس مع إخفاء الكذب..
- ومن الأمور التي يتبعوها هو الترويج لما قد يصدقوا فيه من توقعات حتى يوهموك أنه تنجيم العرافة هو علم صحيح وحق .. ولكن الحقيقة هو أنهم كذابون .. ودليل الكذب فيهم هو أنهم يكذبون أكثر مما يصدقون .. ولو كان علم حق لتطابق الحق مع الواقع ولم يخالفه ..!!
 
#- انتبه لهم أخي الحبيب وكن يقظا ..
- فهم يزينون لك الأمور لتنبهر بهم وتصدقهم .. ولكن الحقيقة المخفية عنك هو أنهم يكذبون كثيرا في معرفة الغيب .. فضلا عن ان البعض منهم مستعينا بالشياطين .. فكيف تأمن لهؤلاء ؟!!
 
- فليس كل ما يقال لك من هؤلاء المنجمون هو حقيقة .. فانتبه .. وإلا فكيف لعقلك ان يصدق من يغلب الكذب على حاله ويخبرك أنه علم ..!!
- أهذا كلام يعقل حينئذ يا أخي الحبيب ..؟!!
 
#- خامسا: البراءة من معرفتهم للغيب بقولهم أن الغيب لا يعلمه إلا الله ..
- حينما يقولون ذلك .. فالعقل هنا يتسائل فيقول:
1- طالما الغيب لا يعلمه إلا الله .. فلماذا أنت تتكلم في الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ؟!!
 
2- قولهم أن الغيب لا يعلمه إلا الله .. فيه دلالة إثبات على أنهم كذابين بيقين .. إذ كيف ينطقون بغيب يشهدون أن معرفته لله وحده ؟!!
- وبالتالي فكل ما يتكلمون فيه فهو كذب من محض تصوراتهم المريضة.
 
3- وطالما الغيب لله وحده وهو من شئون الله في إدارة مملكته .. فلماذا تتجرأ محاولا أن تتجسس على الشأن الإلهي .. ثم تضل الناس بأنك تعرف ما في الغيب لكل شخص يأتيك وكأنك وكيلا عن الله في معرفة الغيب ..!!
- فما أجرأكم على الله ..
 
#- فكونكم تزعمون أنكم تعرفون الغيب للناس .. فقد شهدتم على أنفسكم أنكم أخوان الشياطين وأوليائهم .. والقرآن يؤكد أن هذا فعل الشياطين .. وما تطلعكم لمعرفة الغيب إلا لمشابهة قلوبكم لما هو موجود عند الشياطين ..

#- سادسا: تزيين أنفسهم في صورة المستشارين ..
- حيث يجعلون من أنفسهم مستشارين للشخص مثلهم مثل أي مستشار في أي موضوع .. وظيفته هو أن يوجهك إلى ما فيه الخير لك ..
- ولكن هذا الكلام كذب .. لأن المستشار مؤتمن .. والعراف ليس بمؤتمن .. والمستشار له أسبابه المنطقية والواقعية التي يبني عليها توجيهه لك .. بخلاف العراف الذي يبني توجيهه لك على مجموعة نجوم أو كوتشينة أو شوية ودع ..!!

- ولمعرفة كيف يزين الشيطان العرافة في النفوس .. فارجع للسؤال رقم (س159: كيف تكون خطة الشيطان في تزيين العرافة لمن يطلب العرافة ؟). 
  

#- واعلم أخي الحبيب:
- إذا كان ما سبق هي أساليب نفسية ينتهجها المنجمون العرب ليؤثروا في عامة الناس ليكونوا مقبولين لديهم ويظهرون بمظهر البريء الطيب .. لكن هناك وسائل أخرى يستخدمونها المنجمون المسلمون دون غيرهم للتأثير النفسي عليك حتى يكون مقبولا عندك .. ولذلك تركت هذه الوسائل في أسئلة منفردة تالية حتى يسهل استيعابها ..  

**********************

..:: س267: كيف يؤثر المنجمين المسلمين فيك من الناحية الإيمانية لتعتقد فيه وتصدقه ؟ ::..

- عجبا للمنجم العراف الذي ارتضى بالتشكيلات النجمية في السماء مرشدة له في حياته .. فافتتن بها وضل وأضل ..!!

 
- من طرق تأثير المنجمين المسلمين على الناس .. والتي يحافظون عليها باستمرار في كلامهم .. أنهم لا يقولون أن النجوم تسقينا ولا يتعبدون للنجوم .. بل أن الله هو الفاعل وهو المسخر للنجوم .. ولكن النجوم هي رموز ودلالات  وإشارات .. قد أودع الله فيها سر القدر ..!!
 
- ولذلك فهم لا يدخلون في الحديث القدسي الذي جاء فيه: (أصْبَحَ مِن عِبَادِي مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ، فأمَّا مَن قالَ: مُطِرْنَا بفَضْلِ اللَّهِ ورَحْمَتِهِ، فَذلكَ مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ بالكَوْكَبِ، وأَمَّا مَن قالَ: بنَوْءِ كَذَا وكَذَا، فَذلكَ كَافِرٌ بي ومُؤْمِنٌ بالكَوْكَبِ) صحيح البخاري ومسلم.
 
- وبالتالي فهم ليسوا منجمين بهذا المفهوم الذي جاء في الحديث لأننا موحدين بالله .. ولا نعتقد في النجوم بكونها مؤثرة بذاتها .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- إذا كنتم ممن لا يقول بتأثير النجوم أو الأبراج على الناس .. وإنها مجرد دلالات ورموز وإشارات للغيب أو للقدر الغيبي .. فهذا وإن كان يخرجكم من دائرة الشرك بالله إلا أنه يدخلكم في دائرة الكذب على الله والتجسس على قدر الله .. ليه ؟
 
1- هل من الإيمان أن تزعموا أنكم تزعمون معرفة ما اختص الله به نفسه وهو الغيب ؟!!
- وإذا كنتم معترفين أنكم لا تعلمون الغيب .. ثم تنشروه بعد ذلك على الناس .. فهذا دليل على أنكم معترفين على أنفسكم أنكم تكذبون على قدر الله وعلى الناس .. وإلا فما الذي تخبرون به الناس طالما لا تعلمون الغيب .. بل ولماذا تنشرونه على الناس ؟!!
- وكيف لا تعلمون الغيب ثم تخبرون الناس بأنكم تعلمون ما قد يكون في الغيب  ؟!! كيف نعقل هذه الفزورة حينئذ ؟!!
 
2- وهل من الإيمان بالله هو التجسس على قدر الله وفعل أفعال الشياطين التي تتجسس على أخبار السماء ؟!! فهل هذا هو إيمانكم ؟!!
- فاعترافكم بأن علم الغيب لله ثم جرأتكم في التجسس على الغيب .. فهذا دليل صريح على أنكم عرافيين وكهنة .. تستمدون معرفة الغيب بالباطل .. كالذي يستمدها من وحي الشيطان الذي في أصله يخطف المعلومة من السماء ..!!
 
3- وهل من الإيمان فتنة الناس ليعتقدوا فيكم أنكم تعلمون الغيب لتصرفوهم عن استخارة الله والتوكل عليه ؟!! ليستخيروكم في أمورهم ؟!!
- فهل هذا هو الإيمان من وجهة نظركم ..؟!! فإذا كان كذلك .. فما هو الإنحراف حينئذ ؟!!
 
4- وهل من الإيمان تحريض الناس على منعهم من التوكل على الله ليتوكلوا على النجوم ؟!! فهل هذا هو إيمانكم ؟!! فأي لإيمان هذا حينئذ الذي يحرض على سلب الإيمان من الناس ؟!!

5- وإذا كانت السماء تحمل رمزية القدر كما تزعمون .. فما الذي يفعله باقي العرافون من قراءة الفنجان ورمي الزهر وفتح الكوتشينه وغير ذلك من أدوات العرافة حيث أن الجميع يزعم رمزي القدر فيها .. بل وماذا عن الكفيف الذي يعلم من الغيبيات دون استخدام أي أدوات للعرافة ؟!!
- أليس هذا دليل على كذب ما تنطق به ألسنتكم من حجج رخيصة لا يقبلها عقل رشيد ولا قلب مؤمن ..!!
 
6- اعتقادكم في الرموز والدلالات واتخاذكم قرارات بناء على ما ترونه من الرموز النجمية .. فهذا يندرج تحت مسمى الطيرة والاستقسام بالأزلام .. وهذا نوعا من الشرك وعمل من أعمال الشيطان.

- لأن كلا الوسيلتين تم استخدامهما في الجاهلية كرمز وإشارة إلى الامتناع أو القبول على ما يستفسر عنه الشخص مثل معرفة قراءة الطالع في الأبراج .. وقد تبين لكم حكم الطَّيَرة والإستقسام بالأزلام في أدوات العرافة.

- ونكتفي هنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (الطِّيَرةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ - ولكن اللهَ عزَّ وجلَّ يُذهبُهُ بالتَّوَكُّلِ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح .

- وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة90.

- وقد سبق شرح الحديث والآية السابقة في أماكنهما .. وارجع للأسئلة رقم (181) ورقم (189).

- وما سبق وإن كان نوعا من الشرك .. أي شرك أصغر لا يخرج صاحبه من الملة أو فعل من أفعال أهل الشرك .. لكن إذا اعتقد الشخص بأن النجوم ليست رموز وإنما هي مؤثرة بذاتها في أقدارنا كأنها إلهة .. فهذا شرك أكبر ويخرج صاحبه من الدين .

  
7- وإليك خلاصة القول أيها المنجم العراف:

- لو كانت السماء ترمز للقدر كما تزعم .. فما فائدة معرفته حينئذ ؟
أ- لأنك لو قلت لتفادي هذا القدر لو كان فيه مصيبة .. فأنت حينئذ ضلالي .. لأن القدر لا يتغير ..
 
ب- ولو قلت لمعرفة الخير والسعي إليه .. فانت أيضا ضلالي .. لأن ما كان لك فهو واصل إليك .. والله هو من يدبر لك الأسباب ..
 
ج- ولو قلت نعرف للإختيار فنتجنب الشر ونختار الخير .. فأنت تكذب حينئذ للمرة الثالثة .. لأن حكمة الله تكمن في تدبيره الذي لا يعلمه أحد .. لأنه لا تعلم نفس ماذا تكسب غدا كما أخبرنا القرآن بذلك ..
 
د- بل وأزيدك من الجرائم جرما مع الله .. وهو كونك تزعم معرفة الخير من الشر في القدر والقدرة على الإختيار بينهما في القدر .. فهذا اتهام منك لله بأنه غير عادل أو مدح في نفسك بأن الله يؤيدك بما ليس لغيرك .. ليه ؟
- لأنك تزعم أنه أعلمك بواسطة النجوم إلى معرفة القدر الذي أخفاه عن الخلق المكلفين .. أي تزعم بأن الله أعلمك بما حجبه عن البشر وفيه فتنة لهم واختبار .. ولاشك أن معرفتك للتمييز بين الخير والشر في القدر تدل على أنك تكذب على الله .. لأن الله لا يفعل ذلك أبدا .. لأنه عدل ..
 
- بل ولا يمنح فضله لمن عصاه واستعان بالشيطان عليه .. ولا تأييد بالغيب عن إرادة وعزيمة ورغبة من الإنسان في تحقيق ذلك .. وإنما الولاية والإختصاص إن حدثت بتلقين غيب لأحد فإنما يكون عن لا إرادة منه ولا رغبة ولذلك تلقى في نفسه وخاطره أو في رؤياه فضلا من الله ..!!
 
#- والحقيقة أنك تكذب وحالك حال الكهان .. ولا تعرف شيء من النجوم إلا بقدر ما يلقيه الشيطان في نفسك من ظنون لتخدع به الناس .. والا كنت عرفت من النجوم أنك مستقيما على الباطل .. وغافل عن الحق ..!!
 
#- أما عن مناقشة ما ذكروه تفصيليا حول فكرة أن النجوم هي رموز ورسائل للقدر .. فارجع للسؤال رقم (س232: ما دليل بطلان فكرة أن النجوم والأبراج تحمل رسائل رمزية لقدر الإنسان وسلوكه ومصيره ؟) .. وكذلك مراجعة السؤال: (س243: هل النجوم تحمل قدرا حتى يزعم المنجمون أنها رسائل تدل على القدر ؟) .. وكذلك مراجعة السؤال رقم ( س254: هل القرآن قال أن القدر الإلهي للإنسان مرسوم في نجوم السماء بدلالة قوله (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)).

*********************

 

..:: س268: كيف يؤثر المنجمين المسلمين فيك حتى لا تعتقد فيهم أنهم كهنة ولا عرافين ؟ ::..

 
- قال بعض المنجمين المسلمين .. أنهم ليسوا كهنة .. لأن الكاهن كما جاء توصيفه في الحديث هو من يستمع من الشيطان في أذنه المعلومات .. ولكن هؤلاء المنجمين المسلمين لا يستمعون من الشيطان شيئا ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- ما يفعله المنجمون سواء مسلم أو غير مسلم هو كهانة وعرافة لأنه اعتداء على قدر الله بالتجسس عليه مثلما تفعل الشياطين تماما .. وما زعمه هذا المعترض هو كلام باطل من عدة وجوه:
- الأول: الكاهن هو المتنبيء بالغيب لما قد يحدث .. وليس هو المستمع أو المتلقي في أذنه من الشيطان .. لأن هذا نوع من الكهان وليس هذا هو الكهانة ..
 
- الثاني: التلقي من الشيطان .. ليس بالضرورة يكون في الأذن وإنما يكون في النفس أيضا على سبيل الخاطر والوسوسة ..
 
- وقد سبق شرح وتفصيل هذه الجزئية في السؤال رقم (س244: ما هي طرق تلقين الشياطين للغيبيات في نفوس العرافين من المنجمين وأشباههم ؟) .. وكذلك يمكنك متابعة باقي الشبهة في السؤال رقم (س245: كيف يقال أن العرافين يعرفون الغيب من الشياطين طالما الشياطين لا يعرفون الغيب ؟!!) .
 

**************************

 

..:: س269: كيف يؤثر المنجمين المسلمين فيك ليصرفوا عنك فكرة أنهم منجمون ولا علاقة لهم بالتنجيم ؟ ::..

 
- كثيرا تجد من بعض المنجمين لا يذكرون كلمة منجم .. ويستبدونها بكلمة فلكي .. هل تعرف لماذا ؟
 
- وذلك لدفع شبهة العرافة والتنجيم عنهم .. وليثبت أنه من أهل العلم وأن ما يفعله ما هو إلا بالعلم ..
 
- فحتى يكونوا مقبولين في نفوس المسلمين .. فشبهوا أنفسهم بعلماء الفلك .. حتى تقتنع أنه من علماء الفلك والباحثين فيه وليس منجم عراف ..!!
 
- ولكن مهما حاول أن يتجمل في وصف نفسه فحقيقته تشهد عليه .. حيث ليس كونه خريج معهد البحوث الفلكية فهذا يجعل منه فلكي طالما امتهن مهنة العرافة وتنجيم الغيب .. فهذه هي حقيقته حينئذ أنه منجم عراف يتجرأ على الله بمعرفة الغيب المستقبلي متحديا لله ويفعل بالضبط ما يفعله الشيطان المارد .. مهما كانت شهادته معتمدة من معهد الفلك الذي درس فيه .
 
- ونرجو له التوبة عن العرافة والتوقف عن خيانة الناس بوهمهم بأن ما يفعله هو علم .. لأنه باطل وليس بحق وهو يعلم ذلك ..
 
- ونخشى عليه أن يعاقبه الله في الدنيا بسلب نور الإيمان منه ويظل على فتنة للناس .. وفي الآخرة له عقاب على تضليله للناس واتباعه منهج الشيطان المارد في جرأته على الله ..
 
- ولو كان صادقا في قوله بأنه ليس منجم عراف .. فلماذا يتكلم في الغيب ؟
- فنحن هنا بين حالتين :
1- إذ لو كان يزعم أنه لا يعرف شيئا من الغيب .. ثم تكلم فيه .. فهو حينئذ شهد على نفسه بأنه نصب على الناس وكذب فيما ينطق به ..
 
2- ولو كان يعرف شيئا من الغيب .. وتكلم فيه .. فكيف عرف إلا من الشيطان الذي يوسوس له بذلك حينما أو كلما ينظر في النجوم .. ؟!!
 
- وخلاصة القول أخي الحبيب:
- لا تغتر بمن يخرج لك شهادته ويقول لك أن هذا علم .. لا .. إلا إن كان يقصد علم الباطل .. ما عدا ذلك فعلم الغيب قد اختص الله به نفسه .. وترك البعض منه قد تسمعه الشياطين من الملائكة حتى يلقوه لأوليائهم العرافين من المنجمين وأشباههم .. ليفتنوا به الإنسان الذي لم يتأدب مع الله بطاعته بالابتعاد عن هؤلاء الناس العرافين الذين قد أمرنا الله بالإبتعاد عنهم ..
- حفظ الله المسلمين من كل فتنة وسوء .. آمين يارب العالمين .

 *********************

..:: س270: كيف يؤثر المنجمين المسلمين فيك من خلال الآيات القرآنية والأحاديث حتى تعتقد صحة ما يقولون ؟ ::..

 

- من الأمور التي تجرأ بها بعض المنجمين المسلمين هو استخدام آيات القرآن .. فيفسرونها طوعا لهواهم ليثبت لك أن علم التنجيم مشار إليه في القرآن .. وقد سبق وأظهرنا كيف يقوم بتفسير آيات القرآن كما يتفق وهواهم .. مثل قوله تعالى: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) القمر18-19 ..، قوله تعالى: (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا) النازعات5 ..، وقوله تعالى: (فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ) الذاريات4 .. وقوله تعالى: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) النحل16.. وقوله تعالى: (تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً) الفرقان 61 .. وقوله تعالى: (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ) الصافات88-89 .. وقوله تعالى: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) الذاريات22.

- ومثل حديث (لَا تُسَافِرُوا وَالْقَمَرُ فِي الْعَقْرَبِ) .. 

- وارجع للأسئلة رقم (251 حتى 256) ومن (260 حتى 265) .

- فإذا وجدت أخي الحبيب .. من يستدل بالقرآن ليثبت أن عرافته هي نوعا من الحق .. فاعلم أنه يكذب على القرآن .

 

#- وبهذا يكون ختام الكلام على التنجيم كأداة من أدوات العرافة والتي استغرقت قدرا أكثر من عشرة فصول كاملة وقدرا كبيرا من الأسئلة بلغ تقريبا خمسون سؤالا .. وتبقى لها أسئلة ولكنها أسئلة عامة تتعلق بالعرافين عموما أي يسألها أي عراف .. فتركتها في فصل خاص .. وهي أسئلة هامة جدا ممكن أن تخطر في بال أي عراف ليجادل بها عن عرافته وينتصر لها .. والله المستعان .   

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .