ج58: رسالة الغيب والعرافين والمنجمين - ما هي بعض القصص المشهورة التي تصح والتي لم تصح مع العرافين المنجمين - قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع بن صياد - قصة الخليفة المعتصم بالله العباسي وقت فتح عمورية - قصة الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق مع المنجم - قصة علي بن أبي طالب في خروجه لقتال الخوارج وما قاله له المنجمون- قصة الثلاثة الذين تكلموا في المهد في أمور غيبية .

  بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

"الغيب والعرافين والكهنة"

(الجزء الثالث من الرسالة)

تعريفات – مناقشات – طرق العرافة قديما وحديثا

(الجزء الثامن والخمسون - والأخير)

* فهرس:

:: الفصل الثامن والخمسون - والأخير :: ختام الرسالة بقصص عن الملهمين بالحق وعن العرافين والمنجمين ::

1- س292: ما هي بعض القصص المشهورة التي تصح والتي لم تصح مع العرافين والمنجمين ؟ ::..

-  قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع بن صياد.

- قصة الخليفة المعتصم بالله العباسي وقت فتح عمورية.

- قصة الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق مع المنجم.

- قصة علي بن أبي طالب في خروجه لقتال الخوارج وما قاله له المنجمون .

- قصة الثلاثة الذين تكلموا في المهد في أمور غيبية .

#- ختام الرسالة .

 *********************

:: الفصل الثامن والخمسون - والأخير ::

:: ختام الرسالة بقصص عن المهلمين بالحق والعرافين والمنجمين ::

********************

..:: س292: ما هي بعض القصص المشهورة التي تصح والتي لم تصح مع الملهمين بالحق والعرافين والمنجمين ؟ ::..

 

#- أولا: من القصص التي صحت حكايتها وتداولها في كتب أهل العلم مع العرافين والمنجمين:

#- القصة الأولى:

-  قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع بن صياد:

- سبب القصة هو أنه كان قد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك غلاما يهودي قد اقترب من البلوغ وشاع خبره أنه يعلم غيبيات .. فذهب النبي ليختبره .. ويكشف أمره .. !!

 

- جاء في رواية الإمام أحمد .. أن سبب ذهاب النبي لرؤية بن صياد .. لمعرفته أن هناك فتى يهودي إحدى عينيه ممسوحة وفيها مثل جحوظ غريب .. فذهب النبي مع بعض صحابته لعله قد يكون الدجال .. فقد جاء في رواية الحديث عنِ ابْنِ عُمَرَ قال: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِابْنِ صَيَّادٍ، فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وَهُوَ غُلَامٌ، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ ... ثُمَّ قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ ... فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آمَنْتُ بِاللهِ وَبِرُسُلِهِ " .. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَأْتِيكَ؟ " قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ .. فَقَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُلِطَ لَكَ الْأَمْرُ " .. ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا " .. وَخَبَأَ لَهُ: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10] .. فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ!! .. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ ") رواه أحمد .. وأصله في البخاري ومسلم .. وقال الأرنؤوط على حديث أحمد: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

 

#- من معاني شرح الرواية السابقة:

1- معنى (نفر): بعض صحابته وكان منهم عمر وأبي بكر وغيرهما.

2- معنى (أطم بني مغالة): أي حصن بني مغالة .. وبني مغالة هي قبيلة من قبائل الانصار .. وكان هذا الغلام اليهودي يلعب مع أبنائهم.

3- معنى (غلام): أي مراهق قد اقترب من سن البلوغ.

4- معنى (أشْهَدُ أنَّكَ رَسولُ الأُمِّيِّينَ): أي لم يعترف بالنبي أنه رسولا للعالمين .. وإنما رسول للعرب فقط .. !!

5- معنى (قالَ ابنُ صَيَّادٍ: أتَشْهَدُ أنِّي رَسولُ اللَّهِ): أي أن بن صياد قال للنبي أتشهد أنت لي أنني رسول الله؟

 

- ملحوظة: بعد قول بن صياد السابق (أتشهد أني رسول الله) .. جاء في رواية البخاري بعده بلفظ: (فَرَفضَهُ النبيُّ): أي رفض النبي سؤاله .. ، وفي رواية بلفظ (رضَّه): أي دفعه منكرا عليه سؤاله ..

 

6- معنى (آمنت بالله ورسله): قالها النبي وكأنه يقول للفتى وأنت لست من رسل الله .. ودليل ذلك سأختبرك في شيء خبأته لك فأخبرني به لو كنت صادقا حيث أراد أن يظهر للحاضرين حقيقة حال هذا الفتى .. فلو هو رسول سيعلم ما سأختبره به.

 

7- معنى (ما يأتيك): ماذا تكاشف من الغيبيات من المرائي والأخبار .. وفي رواية البخاري بلفظ (ماذا ترى)، وفي رواية مسلم بلفظ (ما ترى).

 

8- معنى (يأتيني صادق وكاذب): أي مرة يأتيني آت بكشف صادق فيما أرى وانطق به .. ومرة يأتيني آت بكشف كاذب فيما أرى وأنطق به.

 

9- معنى (خلط عَلَيْك الْأَمر): أي خلط عَلَيْك شَيْطَانك مَا يلقى إِلَيْك من السّمع والمرائي .. فلا تعلم الحق من الباطل ..

 

10- معنى (خبأت لك خبيئًا) أي: أضمرت لك شيئا في نفسي .. فاخبرني به ما هو؟

 

11- معنى (لن تعدو قدرك): أي أن منزلتك لا تتخطى منزلة الْكُهَّان الَّذِين يسمعون ما تلقيه الشياطين في أنفسهم من بعض الصدق المخلوط بأكاذيب .. ولن يبلغ قدرك أن تطالع بالغيب من قبل الوحي المخصوص بالأنبياء، ولا من قبل الإلهام الذي يدركه الصالحون.

 

12- معنى (اخسأ): هو لفظ يزجر به الكلب ويطرد .. والمقصود بها هنا هو زجر هذا الفتى عما هو عليه ليظهر له دنو منزلته وحقارتها طالما سيظل كذلك .. !!

 

#- وجاءت القصة في رواية مسلم بلفظ: (ما تَرَى؟ قالَ: أَرَى عَرْشًا علَى المَاءِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: تَرَى عَرْشَ إبْلِيسَ علَى البَحْرِ، وَما تَرَى؟ قالَ: أَرَى صَادِقَيْنِ وَكَاذِبًا، أَوْ كَاذِبَيْنِ وَصَادِقًا، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لُبِسَ عليه) صحيح مسلم ..

 

13- ومعنى (لُبس عليه): أي اختلط عنده الحق بالباطل .. بلا تمييز.

 

- وليس معنى كلام بن صياد أنه يرى الصدق والكذب ويستطيع أن يميز بينهما في حال الكشف .. لا .. فهو كان يعلم الكذب والصدق بعد أن تظهر نتيجة ذلك في الواقع .. فيفهم حينئذ أن ما قاله أو رآه كان صادقا أو كاذبا .. !! .. فانتبه .. !!

 

- معنى (تَرَى عَرْشَ إبْلِيسَ علَى البَحْرِ): أي أنت ترى عرش إبليس وهذا ليس من حقائق الغيبيات العلوية .. !!

 

- معنى (صَادِقَيْنِ وَكَاذِبًا، أَوْ كَاذِبَيْنِ وَصَادِقًا): يقصد بذلك أن له اتباع من العالم الروحاني الغيبي .. قد يصدقون مرتين ويكذبون مرة أو يكذبون مرتين ويصدقون مرة.

 

#- والخلاصة لكل ما سبق ..

1- أن بن صياد المكاشف الروحاني الذي زعم أنه رسول يوحى إليه ويرى من المرائي ما يرى ويسمع من الأخبار ما يسمع .. كان كشفه المرئي والخبري ما هو إلا تخليط يجمع بين الحق والباطل من الشيطان ..

 

2- ولما اختبره النبي .. عما خبأه له في نفسه .. لم يستطع الشيطان الذي يلازمه أن يكشف له عن حقيقة ما في صدر النبي سوى بحرفين (دخ) .. ولم يستطع أن ينطق بآية الدخان كاملة .. (يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ) الدخان 10 ..

 

* أخي الحبيب ..

- لعلك تسأل: كيف الشيطان عرف حرفين مما في صدر النبي؟

- قلت لك: لعل النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بذلك عمر بن الخطاب أو صحابته الذين كانوا معه حينئذ .. وحاول الشيطان أن يتجسس على هذا الحوار فلم يمكنه الله سوى من حرفين فقط .. !! والله أعلم.

 

* أخي الحبيب ..

1- في الحديث .. يتضح لك بوضوح كامل كيف يحدث التخليط والتلبيس الروحاني على المكاشفين ويحدث خلط للحق بالباطل .. وأن صاحب هذا التلبيس يقال له: اخسأ .. امتهانا لما يفعله .. وكأنه قد نزل لمستوى ومنزلة الكلب .. فيجب إبعاده والبعد عنه .. لأن لفظ الخسأ معناه الطرد والإبعاد .. !!

 

2- وتفهم من الحديث .. أن نفسية المكاشف غالبا تكون غير قابلة للمناقشة لاستيلاء الكبر والعُجب والغرور على نفسه .. لأنه يكون قد اكتسب من صفات الجن الذين يصاحبهم .. وهو واختياره .. فإما أن يبقى في غيبوبة التخليط والتلبيس الروحاني التي يعيش فيها إلى أن يموت على أوهامه .. أو يتحرر من أوهامه ويعود للواقع ويصحح علاقته مع الله .. !!

 

- ملحوظة: قد جاء في روايات أخرى .. أن بن صياد قد أسلم في مرحلة ما من عمره ولكن ليس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ..

 

3- وفي الحديث أن التخليط أو التلبيس الروحاني معناه هو خلط الحق بالباطل أي يحدث حالة من التخبط في نفسية المكاشف الروحاني .. ولا علاقة بدخول أو خروج الشيطان من الجسم.

 

#- ختاما لهذه القصة:

- لعلك قد تسأل في نفسك .. لماذا لم يساعد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الغلام المراهق الذي لم يبلغ عمره حينئذ الخامسة عشر .. ويكشف له أن ما هو عليه هو باطل ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- النبي صلى الله عليه وسلم عرض عليه الإسلام فأبى واستكبر .. بل جعل من نفسه رسول على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. !!

 

2- بن صياد ظل مصر إصرارا على ما هو عليه .. وليس بعد الإعتراف توجيه .. !!

 

3- بن صياد ارتضى أن يظل مستمتعا بالجن وبما يأتيه من أخبار ومرائي لأنه يكسبه خاصية تميز على من هم حوله بهذا الكشف الضلالي كما يحدث لكثير من أهل زماننا ..

- تم نقل قصة بن صياد وشرحها من رسالتي (رسالة التعريف بطريق الإيمان لمريد الله ص415-418).

 

*********************

#- القصة الثانية:

- قصة الخليفة المعتصم بالله العباسي وقت فتح عمورية:

 

- أشهر واقعة في العالم الإسلامي أظهرت كذب المنجمون .. هو ما حدث مع المعتصم بالله الخليفة العباسي عندما أراد فتح عمورية (عام 223 هـ) ..  فنصحه المنجمون بوقت غير الوقت الذي أراده .. فلم يصدقهم وسار بجيشه إلى عمورية وفتحها ..

- وعمورية موقعها حاليا ضمن حدود تركيا وتسمى "سفلي حصار" .

 

#- وقد مدحه أبو تمام في فتحه لعمورية بأبيات نذكر منها:

السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ .. في حَدهِ الحَدُّ بَيْنَ الجِد واللَّعِبِ

بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِفِ في .. مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ

والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً .. بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لا في السَّبْعَةِ الشُّهُبِ

أَيْنَ الروايَةُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا .. صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ

 

- معنى البيت الأول: سيف المعتصم هو الذي أظهر كذب المنجمين الذين استخرجوا من كتبهم أن خروج المعتصم للقاء الروم سيكون لقاء مشئوم على المسلمين وهزيمة للخليفة .. وكان في سيف المعتصم الحد الفاصل بين الحق والباطل.

 

- معنى البيت الثاني: والسيوف المصقولة البيضاء بالحق ونصرة الدين في نصرتها يكون جلاء الشكوك والظلام الذي سودته أحبار كتب المنجمين من أكاذيب وشكوك في نفوس الناس ..

- وبيض الصحائف كناية عن السيوف .. وسود الصحائف كناية عن كتب المنجمين .

 

- معنى البيت الثالث: والعلم اليقين والحق المبين إنما يظهر في ميدان المعركة بين الجيشين من خلال حركة السيوف والرماح والمجاهدة  بالسلاح .. وليس في التنجيم وفي أبراج النجوم والسبع كواكب التي يبنى عليها المنجمون توقعاتهم .. !!

 

- معنى البيت الرابع: ثم يسخر أبو تمام فيقول: أين كتب المنجمين وأين نجومهم التي ظلوا لها عاكفين يأخذون منها علمهم .. الذي ما هو إلا محض تزيين بالباطل من الشيطان في نفوس المملوءة بالأكاذيب.

************************

 

#- القصة الثالثة .. يرويها بعض أهل التفسير ولا سند لها:

- قصة الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق مع المنجم:

- أنه ذات يوم دخل منجم على الحجاج بن يوسف الثقفي وكان واليا على العراق في العهد الأموي ..  فأراد الحجاج أن يختبره .. فقبض الحجاج بعض الحصوات وعدها ووضعها في يده دون أن يراها المنجم ..

- وقال الحجاج للمنجم: أخبرني بعدد الحصوات التي في يدي ..

- فأجابه المنجم: بأن عدد الحصوات هو كذا .. وقد أصاب فعلا العدد كما هو ..

- ثم أخرجه الحجاج خارج الغرفة .. ثم طلب حضوره مرة أخرى .. وكان الحجاج قد قبض على حصوات عشوائيا بقبضة يده ولم يعدها كما في المرة الأولى ..

- وقال للمنجم: كم في يدي من الحصوات ؟

- فأجاب المنجم: وقال العدد خطأ خلاف ما في يد الحجاج ..!!

- ثم قال المنجم للحجاج: أظنك لَا تعرف عددها ؟!!

- فقال الحجاج: نعم لا أعرفها .. ولكن ما الفرق بين المرة الأولى حينما عرفت والثانية حينما لم تعرف ؟

- فقال المنجم: في المرة الأولى حينما أحصيت الحصى وعددته فقد خرج عن حد الغيب والمجهول فأصبح معلوما لك عدده .. ولكن في المرة الثانية أنت لم تحصيه فهو ظل في حيز الغيب الغير معلوم ولا يعلم الغيب في السموات والأرض إلا الله أيها الوالي ..

 

*******************

:: القصة الرابعة ::

#- ثانيا: قصة يتم روايتها عن العرافيين والمنجمين ولم تصح بالرغم من شهرتها:

- قصة علي بن أبي طالب في خروجه لقتال الخوارج وما قاله له المنجمون:

 

- فقد روي عن علي بن أبي طالب حينما خرج لقتال الخوارج يوم النهروان .. قد صادفه في طريقه مع جيشه وقابل منجم .. وتقول الرواية: (لقيه فِي مسيرة ذَلِكَ منجم، أشار عَلَيْهِ يسير وقت من النهار، وَقَالَ لَهُ: إن سرت فِي غير ذَلِكَ الوقت لقيت أنت وأَصْحَابك ضرا شديدا فخالفه، وسار فِي الوقت الَّذِي نهاه عن السير فِيهِ، [فلما فرغ من النهر حمد اللَّه وأثنى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: لو سرنا فِي الساعة الَّتِي أمرنا بِهَا المنجم لقال الجهال الَّذِينَ لا يعلمون: سار فِي الساعة الَّتِي أمره بِهَا المنجم فظفر) رواه الطبراني في تاريخه.

 

- وهذه الرواية إسناده تالف لا يصح .. فإنها من طريق أبي مخنف "لوط بن يحيى" عن عطاء بن عجلان .. وكلاهما متروك الحديث .. 

 

#- وهذا الأثر يروى بطرق أخرى لا سند لها مثل:

1- ما رواه بن كثير في البداية والنهاية: (لَمَّا عَزَمَ عَلِيٌّ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْجَيْشِ عَلَى الْبَدَاءَةِ بِالْخَوَارِجِ، نَادَى مُنَادِيهِ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ فَعَبَرَ الْجِسْرَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ عِنْدِهِ ثُمَّ سَلَكَ عَلَى دَيْرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ دَيْرِ أَبِي مُوسَى، ثُمَّ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ، فَلَقِيَهُ هُنَالِكَ مُنَجِّمٌ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِوَقْتٍ مِنَ النَّهَارِ يَسِيرُ فِيهِ ولا يسير في غيره، فإنه يخشى عليه فخالفه على فسار على خلاف ما قال فأظفره الله، وَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُبَيِّنَ لِلنَّاسِ خطأه وخشيت أن يقول جاهل، إنما ظفر لكونه وافقه) رواها بن كثير في البداية والنهاية ج7 ص287 ..

 

- واعتقد أن هذه الرواية نقلها الإمام بن كثير بالمعنى من تاريخ الطبري .

 

2- وهناك رواية أخرى بألفاظ أخرى ذكرها الشيخ بن تيميه في فتاويه بلفظ: (لما أراد علي بن أبي طالب أن يسافر لقتال الخوارج عرض له منجم فقال: يا أمير المؤمنين لا تسافر فإن القمر في العقرب .. فإنك إن سافرت والقمر في العقرب هزم أصحابك ـ أو كما قال ـ فقال علي: بل نسافر ثقة بالله، وتوكلا على الله، وتكذيبا لك .. فسافر .. فبورك له في ذلك السفر حتى قتل عامة الخوارج) الفتاوى الكبرى ج1 ص67.

 

- واعتقد أن هذه الحكاية نقلها أيضا بالمعنى من تاريخ الطبري .. بل وتحديد الساعة هي من محض ظن الشيخ بن تيميه رحمه الله لأن الرواية لم يأتي فيها تحديد الساعة ..!!

- والله أعلم .

 

#- وخلاصة القول:

- من الجميل أن ننقل حكايات ومواقف لنثبت حقيقة ما نريده .. ولكن الأجمل هو أن نتحقق مما ننقله ونكتبه قدر المستطاع .. فإن ذلك يكسب الإنسان قوة علمية ومصداقية .. ويخرجه عن كلام أهل الهوى ..!!

 

- وإذا كان القصد من تحقيق قصة الإمام علي بن أبي طالب هو الأمانة العلمية في التحقيق قدر المستطاع طالما يوجد أصل للقصة وسند لها وأمكن تحقيقها .. ولكن أيضا هناك هدف آخر وهو أن لا يأتي أحد من خدام النجوم والكواكب ويقول لك أن هذه القصة مختلقة ولا صحة لها فيحبطك ويحرجك .. ولذلك أنت تكون سابقا له وبصيرا قبله بهذه المعلومة ..

 

- ولا يخفى عليك أخي الحبيب .. أننا لسنا في حاجة لإثباتات واقعية لكذب المنجمين والعرافين .. لأنهم هم كذبة أصلا في أنفسهم .. وماذا تظن فيمن كان الشيطان قرينا ومعينا له ؟ بل ويكفيك أن ترى تنبؤاتهم في كل عام وتقارنها بالعام السابق له .. وهذا سهل على الإنترنت حيث يكتبون تنبؤاتهم كل عام .. وستجد الكذب هو سيد كلامهم .. وقلما يصيبوا شيئا ..!!

 

ألا قلْ للمنجمِ كيف تُدري .. بأحوالِ السعادةِ والشقاءِ

أرى أحوال بيتكَ عنك تَخفي .. فكيفَ عرفتَ أحوالَ السَّماءِ

هذا الشعر منقول من الروضة الفيحاء في أحوال النساء ص116.

**************************

:: القصة الخامسة ::

- ثالثا: أما عن قصص الملهمين بالحق في أمور غيبية .. 

- قصة الثلاثة الذين تكلموا في المهد في أمور غيبية .. وشيء عن عمر بن الخطاب وأبي سعيد الخدري .

 

- جاء في الحديث الصحيح .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

- لَمْ يتكلَّمْ في المهدِ إلَّا ثلاثةٌ:

- عيسى ابنُ مريمَ ..

- وصاحبُ جُريجٍ .. كان في بني إسرائيلَ رجُلٌ يُقالُ له: جُريجٌ فأنشَأ صَومعةً (أي مبنى مرتفع عن الأرض يتم الصعود لغرفته العليا بسلم حلزوني داخلي وهو يشبه المنارة) .. فجعَل يعبُدُ اللهَ فيها فأتَتْه أُمُّه ذاتَ يومٍ فنادَتْه فلَمْ يلتفِتْ إليها، ثمَّ أتَتْه يومًا ثانيًا فنادَتْه فلَمْ يلتفِتْ إليها، ثمَّ أتَتْه يومًا ثالثًا فقال: صلاتي وأمِّي .. فقالتِ: اللَّهمَّ لا تُمِتْه حتى ينظُرَ في وجوهِ المُومِساتِ ..

- قال: فتذاكَر بنو إسرائيلَ يومًا جُرَيجًا فقالت بَغِيٌّ (أي امرأة تمارس الزنا) مِن بغايا بني إسرائيلَ: إنْ شِئْتُم أنْ أفتِنَه فتَنْتُه (أي أغويه لكم واجعله يزني بي) .. قالوا: قد شِئْنا قال: فانطلَقَتْ فتعرَّضَتْ لِجُرَيجٍ (أي ذهبت إليه وحاولت أن تغويه ونادت عليه) فلَمْ يلتفِتْ إليها (أي فلم يستجب لها) .. فأتَتْ راعيًا كان يأوي (أي يرتاح ويجلس ويستند) إلى صَومعةِ جُرَيجٍ بغنَمِه فأمكَنْتُه نفسَها (نامت معه في الحرام وجعلته يزني بها) .. فحمَلَتْ فولَدَتْ غلامًا فقالت: هو مِن جُرَيجٍ فوثَب (أي فقاموا وانقضوا) عليه قومٌ مِن بني إسرائيلَ فضرَبوه وشتَموه وهَدُّوا صَومعتَه فقال لهم: ما شأنُكم؟ قالوا: زنَيْتَ بهذه البَغيِّ فولَدَتْ غلامًا قال: وأين الغلامُ؟ قالوا: هو ذا قال: فصلَّى ركعتَيْنِ ثمَّ أتى الغلامَ فضرَبه بإِصبَعِه فقال له: يا غلامُ مَن أبوك؟ قال: فلانٌ الرَّاعي قال: فوثَبوا (أي فقاموا) يُقبِّلونَ رأسَه قالوا له: نَبني صومعتَك مِن ذهَبٍ فقال: لا حاجةَ لي في ذلك ابنُوها مِن طينٍ كما كانت ..

- قال: وبيْنَما امرأةٌ في حِجْرِها ابنٌ تُرضِعُه إذ مَرَّ بها راكبٌ فقالتِ: اللَّهمَّ اجعَلِ ابني مِثْلَ هذا الرَّاكبِ .. فترَك الصَّبيُّ ثَدْيَ أُمِّه ثمَّ أقبَل على الرَّاكبِ ينظُرُ إليه فقال: اللَّهمَّ لا تجعَلْني مِثْلَ هذا الرَّاكبِ ..

- ثمَّ مُرَّ بامرأةٍ تُرجَمُ فقالتِ المرأةُ: اللَّهمَّ لا تجعَلِ ابني مِثْلَ هذه الأَمَةِ .. فترَك الصَّبيُّ أمَّه ثمَّ أقبَل على الأَمَةِ ينظُرُ إليها فقال: اللَّهمَّ اجعَلْني مِثْلَ هذه الأَمَةِ.

- فقالتِ المرأةُ: يا بُنيَّ مَرَّ راكبٌ فقُلْتُ: اللَّهمَّ اجعَلِ ابني مِثْلَ هذا الرَّاكبِ فقُلْتَ: اللَّهمَّ لا تجعَلْني مِثْلَه.

- ومُرَّ بهذه الأَمَةِ تُرجَمُ فقُلْتُ: اللَّهمَّ لا تجعَلِ ابني مِثْلَ هذه الأَمَةِ فقُلْتَ: اللَّهمَّ اجعَلْني مِثْلَها ..

- قال: يا أمَّاه إنَّ الرَّاكبَ جبَّارٌ مِن الجَبابرةِ وإنَّ هذه الأَمَةَ يقولونَ: سرَقَتْ ولَمْ تسرِقْ ويقولونَ: زَنَتْ ولَمْ تَزْنِ وهي تقولُ: حَسْبي اللهُ) صحيح بن حبان.

 

- إشارات سريعة على القصة السابقة:

#- أولا: الحديث يحكي لنا أن هناك ثلاثة تكلموا في المهد حيث كانوا يتمهدون الفراش ولا يستطيعون الحركة لكونهم أطفالا لازالوا في مرحلة الرضاعة .. وهؤلاء الثلاثة هم سيدنا عيسى عليه السلام، والطفل الذي نطق ببراءة جريج الراهب، وطفل له بصيرة من الحق في إدراك حقائق الأمور والإخبار بها .. ليكشف لأمه خطأ نظرتها للأمور الظاهرة أمام عينها.

 

#- ثانيا: ومرحلة المهد: هي مرحلة الرضاعة التي يكون فيها الطفل لا يقدر على النطق أو المشي .. ويتم وضعه في ملحفة ليسهل حمله على اليد أو نقله من مكان لمكان ..

 

#- ثالثا: قد تسأل فتقول: كيف علم الأطفال الثلاثة في القصة النبوية بالأمور الغيبية ؟

 

- كيف عرف عيسى أن أمه لم تخطيء وأنه رسول الله ؟

- وكيف عرف صاحب جريج أنه لم يزني ؟

- وكيف عرف الصبي الرضيع أن الفارس الذي رأته أمه أنه جبار من الجبابرة وكافر .. وأن المرأة المتهمة بالزنا والسرقة لم تزني ولم تسرق ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- عرفوا بالإلهام من الله .. وبما أجراه الله على ألسنتهم من خلال الملائكة ..

2- أما عن مقدرة النطق فهو بقدرة الله ..

 

- فلعل الله قذف في قلبهم خاطرا مصحوبا بعين يقين في صورة كل فعل رآه .. ولذلك نطق بقدرة الله بما رآه منطبعا في عين قلبه .. ولذلك نرى مثلا الطفل البصير بالحق رأى بعين قلبه ولم يرى بعين رأسه فقط .. وإلا كان رأى ما رأته أمه من ظاهر المشهد ..!!

 

- ونجد قذف الخاطر المصحوب باليقين المؤكد في القلب .. هذا مع كثير من الأولياء والصالحين .. كما حدث مع أم موسى حينما هاجمها خاطر بقوة يقين أن تلقيه في مياه النيل .. أو لعل الله رزق أم موسى رؤيا سابقة أرشدتها لهذا الفعل .

 

#- رابعا: وقد تسأل فتقول: كيف تعرف أن ما يجري في قلبك هو اليقين ؟

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- خاطر اليقين هو يهجم على القلب دون إرادة منك ولا تفكير عقلي ويثبت في القلب وكأنه حق لا شك فيه غير محتمل للتأويل والظنون ولا يتهمه العقل .. لأنه بمثابة علم يقين .

 

2- وإذا كان الطير له قوة يقين في قلبه لتوكله على الله .. ألا يكون لقلوب أولياء الله قوة يقين في قلوبهم لتمييز صوت الحق المقذوف فيها بإلهام من الله ..؟!!

 

3- ومثال ذلك ما حدث مع الصحابي عمر بن الخطاب حينما ألهمه الله بما يحدث في إحدى معارك المسلمين مع الفرس .. بل وألهمه الله بأن ينادي على قائد جيشه "ساريه" وحذره بأن يحتمي بالجبل قائلا له "يا سارية الجبل" .. حتى بلغ صوته من المدينة إلى العراق .. وقد سمع صوته سارية وبعض أفراد الجيش ..!!

 

- وكما حدث مع الصحابي أبي سعيد الخدري في معرفته بأن الرقية بسورة الفاتحة وسيلة شفاء للرجل الذي لدغته العقرب .. وحينما سأله النبي صلى الله عليه وسلم كيف علمت أن سورة الفاتحة رقية .. فأجاب الصحابي أنه تم إلقاء ذلك في رُوعه أي في خاطره وداخل نفسه ..

 

- وغير ذلك كثير مما يحدث مع المحبين لله ورسله .. في كل زمان ومكان ..

 

#- خامسا: وقد تسأل فتقول: ما المانع أن لا يكون الطفل الذي تكلم في المهد يلقنه شيطان وليس إلهاما من الله ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- الشيطان لا يهمه إلا تزيين الباطل والإنتصار له .. فمثلا تزيين الباطل إنما كان في قصة الفارس الجميل الهيئة .. لأنه يهم الشيطان أن يفتن الناس بهذا الفارس وينجذبوا إليه ليستمر بكفره فيهم بل وينشره على يديه بينهم .. أما عن الإنتصار للباطل فكان في قصة الفتاة حيث يريد أن يظهر المؤمن بمظهر المتهم حتى يدرك باقي المؤمنين أن الله قد تركهم ورحل عنهم .. فييئسوا ويكفروا بالله ..!!

 

- فلو كان تلقين الصبي الرضيع هو تلقين شيطان .. ما كان خالف حقيقة المظاهر وقال الحق .. وما كان ليطفيء زينة الفارس وما كان ليكشف حقيقة إيمان الفتاة ..!!

 

2- وأذكرك أخي الحبيب بأن الشيطان لا يستطيع أن يستخدم من الإنسان إلا ما هو متاح لدى هذا الإنسان وكان يستطيع فعله بالواقع .. ولذلك فإن الشيطان لا يستطيع أن يتكلم على لسان صبي لا يستطيع الكلام .. بل ولا يستطيع الكلام على لسان إنسان أخرس حتى ولو كان عمره عشرون عاما !!

 

- فالشيطان لا قدرة لديه على هذا الفعل .. بأن تكون له مخالفة لقانون الأسباب المعلومة في الحياة .. فلا يجعل من الغبي إنسان ذكي .. ولا يجعل من الأخرس إنسان متكلم .. لأن الشيطان لا قدرة له على ذلك ..!!

- ولذلك لا قدرة للشيطان على استنطاق هذا الطفل .. أو الكلام على لسانه .. حتى وإن كان ممكن أن يوسوس له .. إلا إن الأمر غير نافع .. لأنه لن يستطيع أن يعطيه القدرة على التكلم أو إيجاد نشاط عقلي مميز وإدراك للفهم فريد من نوعه .. لأن الشيطان لا قدرة له على ذلك .

 

3- وأريدك أن تعرف شيء مهم أخي الحبيب .. وهو أن هناك فارق كبير .. بين الملهم من الله .. وبين العراف من الشيطان ...!!

 

- فالملهم بالحق: هو من يلهمه الله في خاطره بحقائق غيبية وليس طالبا لها ولا يفكر فيها وليس لديه رغبة ولا عزيمة في البحث فيها .. وإنما هي خواطر تأتيه دون طلب منه في ذلك .. وكأنه شيئا ألقي في صدره ..

 

- والعراف بالشيطان: هو من يلقى الشيطان في خاطره بحقيقة مخلوطة بأكاذيب لأن هذه نفسية العراف تطلب ذلك عن إرادة وعزيمة ورغبة وتسعى إلى تحقيق هذه المعرفة الغيبية .. لأن مراده هو طلب الشهرة وإثبات الأنا بأنه يعرف ما لا يعرف الآخرون ..!!

 

#- سادسا: ما الذي نفهمه من معرفة الغيبيات في هذه القصة ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- القصة تكلمت عن الغيبيات الماضية .. وعن أطفال لا حول لهم ولا قوة ولا قدرة .. وإنما إلهاما من الله في صدورهم .. وقدرة من الله على إنطاقهم .. حتى تعلم أن الغيب كله لله ويستطيع أن يكشف الغيب كله بما فيه مخالفة للأسباب ومن حيث لا تدري ولا تحتسب ..

 

2- ولتفهم أن هناك طرق يرزقها الله لبعض خلقه بتدبير خفي فيلهمهم من علمه ما يشاء أن يرزقهم به .. وليسوا في حاجة إلى نجوم ولا فناجين ولا أوراق ولا رمال ولا غير ذلك .. لأنهم يتلقون من الله بإلهام في القلوب .. ولا يتلقون من الشيطان بوسوسة في الصدور ..!!

   

#- ولمعرفة المزيد حول هذه القصة الممتعة .. فارجع إلى رسالتي وهي (رسالة قصة الثلاثة الذين تكلموا في المهد) – فستجد فيها ما يمتعك إن شاء الله تعالى .

#- وقصص الملهمين بالحق أكثر من أن تحصى .. ومنها طبعا قصة الخضر عليه السلام مع موسى عليه السلام .. ولكن اكتفيت بقصة الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة .. حتى تؤمن بيقين أن رزق الله الغيبي يؤتيه الله لمن يشاء كيفما شاء وقتما شاء وبلا أسباب .. فافهم .
 
- اخي الحبيب ..
- أنت لست في حاجة إلى عراف ومنجم ليرشدك .. وإنما أنت في حاجة إلى صدق توجه إلى الله وهو يرشدك إلى ما فيه الخير لك .

***********************

:: ختام الرسالة ::

 

#- أخي الحبيب .. نصيحتي لك:

- لا تكن تابعا لخدَّام النجوم والكواكب والأبراج .. ولا تكن تابعا لخدَّام العرافة من أصحاب الرمل وفنجان القهوة وأوراق التاروت والويجا وغير ذلك من وسائل العرافة التي تكلمنا عنها ..

 

- بل كن تابعا للنبي صلى الله عليه وسلم وأطع الله ورسوله .. حتى تكون من الملهمين بالحق وتنال حب الله وغفرانه .. حيث يقول تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) آل عمران31-32.

#- أخي الحبيب:

- بهذه القصص يكون ختام رسالة الغيب والعرافين والمنجمين .. والكلام على أدواتهم وأفكارهم وأساليبهم المختلفة في تزيين الباطل وكيف يجعلون منه حقا ليجذبوا الناس إليهم .. مع ذكر المسائل المختلفة التي قد تخطر ببالك .. وقد أستخدمت في رسالتي منهجية العقل والنقل مستعينا بالله في ذلك مع تحقيق كل نص استخدمته قدر استطاعتي .. وأسأل الله أن يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم .. آمين يا رب العالمين .

 

- وكان بداية كتابة هذه الرسالة بتاريخ 23/1/2022 .. وتم رفعه على مدونة الروحانيات في الإسلام في نفس ذات التاريخ .. وختام الكتابة في هذه الرسالة بتاريخ 20/6/2022 .. فتمت كتابتها بفضل الله خلال خمسة أشهر إلا أيام قليلة وبلغت صفحاتها أكثر من ألف وخمسمائة صفحة .. والحمد لله على ما أكرمني به من كتابة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

****************************

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ..  في كل زمان ومكان .. آمين يارب العالمين .

 

******************************

اللهم صل على سيدنا محمدالنبي الأمي وعلى آله وسلم

اللهم عفوك ورضاك

وأسألك القبول

ولا حول ولا قوة إلا بالله

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .