بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
حقيقة الأولياء
وأخبار القطب والأوتاد والنقباء والأبدال والنجباء
(الجزء الأول)
#- فهرس:
- :: الفصل الأول: مقدمة عن التعريف ببعض
مصطلحات الأحاديث ::
1- مقدمة الرسالة - وتوضيح منهج كتابة الرسالة.
2- س1: ما هو معنى
الحديث المرفوع والموقوف والمقطوع والمنقطع والمرسل والمنكر والموضوع وما هو الأثر ؟
3- س2: متى يتم الإحتجاج بالحديث الضعيف ويرتقي لدرجة الحسن لغيره ؟***********************..::
مقدمة الرسالة
::.. - بسم الله – اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى
آله وسلم ..
- السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته ..
- هذه رسالة نتكلم فيها عن مصطلحات متداولة في بعض الكتب
الدينية وهي تتكلم عن رتب ومقامات لبعض الأولياء .. وهذه المصطلحات هي .. النقباء
والنجباء والأقطاب والأبدال ..
- وقبل أن تقرأ محتوى الرسالة أخي الحبيب .. أريدك أن لا تنسى أنني لا أنتمي لطائفة دينية
.. وإنما باحث ومحقق في مسائل دينية أو روحانية معينة .. ولا أميل لطائفة دينية
دون أخرى .. وإنما مسلم دون تعصب لطائفة ولا لأفكار ولا لأشخاص مع كامل احترامي
للجميع .. وحيثما يكون الحق الذي أجده في بحثي فهو ما أثبته بالدليل .. والله
الموفق للصواب ولما يحب ويرضى ..
- وما يهمنا هنا في هذا البحث .. هو معرفة حقيقة الأولياء من الكتاب والسنة .. والتحقيق من وجود ما يتم تداوله في بعض
الكتب الدينية من وجود أوصاف لرتب ومقامات للأولياء التي كتب عنها البعض وأسماها
بالنقباء والنجباء والأبدال والأقطاب وغير ذلك .. وستكون رسالة الإمام السيوطي
رحمه الله هي محل اهتمام حول هذا الموضوع .. وهي الرسالة المسماة (الخبر الدال على
وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال) .. وذلك لكثرة الإدلة الموجودة فيها.
- وقد ظهرت مسألة خلافية بين بعض المسلمين
في هذه الجزئية .. فالبعض يثبت وجود هذه الرتب والمقامات للأولياء .. والبعض الآخر
ينكر .. ثم تجد على شبكة الإنترنت أقوال محزنة من الإتهامات التي لا يمكن إلا أن تكون عن
قلب ونفس تحتاج إلى تزكية وتطهير من الغل المستولى عليها .. فتجد كل واحد يحب أن
ينتصر لرأي مشايخه .. وتجد هجوم من الطرفين على الآخر وكأنهما أعداء في الدين ..
وكل طرف يرى الحق معه لأن مشايخه قالوا له ذلك وكتبوا كذا وكذا ..!!
- والمشكلة دائما في التعصب لآراء المشايخ
وتوجهاتهم وأفكارهم .. وهي التي ينتج عنها شقاق بين صفوف الأمة .. لأن البعض
يزعم أنه على الحق وحده دون غيره .. وكأنهم يزكون أنفسهم على الأمة الإسلامية ..!!
-
ولكن أين المنهجية في العلم بتحقيق طيب لإظهار وجه الخلاف وتفاديه .. بدون اتهامات سيئة وتجريح في الذمة
الدينية للآخر .. وبدون التعصب والميل بالهوى لما يراه كل طرف بأنه صواب ..؟!!
- لم أجد في خلال بحثي على الإنترنت في الفتاوى والمقالات التي تكلمت في هذه
الجزئية .. إلا مجرد أقوال وفتاوى يتم تداولها وكأنها أقوال وفتاوى مقدسة ..!!
- وأقصد بالمنهجية هو تتبع ما استدل به هذا
وذاك .. وتحقيق ما قالوه وإظهار الصواب والخطأ فيه .. فلعل أحد الطرفين غفل عما
لم ينتبه إليه الآخر .. وبالتالي يتم التصحيح وتقريب فجوة الخلاف بدلا من إشعالها
بمزيد من الخلاف ..!!
- ولكن للأسف في المسائل الخلافية
الطائفية خاصة بين من يصفون أنفسهم (صوفيه أو سلفية) .. ستجد المحرك فيها غالبا يكون
هو الرغبة النفسية في الإنتصار للرأي .. والإعتماد على أقوال المشايخ .. وكل طائفة
بما لديهم فرحون .. والجميع يزعم أنه على حق .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .
- وخلاصة القول أخي الحبيب ..
1- كن مسلما كما أراد الله منك .. ولا تلتفت إلى طائفة معينة حتى لا تتعصب لهم
فيحرمك الله بصيرة الحق التي قد تكون عند الطائفة الأخرى .. فليس جميع الطوائف على
حق وليس جميعهم على باطل .. ولكن الخلاف المذموم الذي يصل لحد التطاول بتكفير
المؤمنين أو اتهامهم في دينهم .. فإنما يظهر حينما يعتقد الإنسان في نفسه الحق وفي
غيره الباطل .. وكأنه يزكي نفسه على الآخرين ..!!
- فمن أين له هذه التزكية لنفسه أو
لجماعته ؟ أم أنه يفعل ذلك للمحافظة على كيانه الطائفي وسلطانه الديني من خلال الشهرة
بأنه أفضل من غيره ..؟!!
2- لا تنخدع بما يستدل به هذه الطوائف
في المسائل الخلافية بينهم من أدلة شرعية في الإنتصار لمذهبهم ورأيهم .. فلعلها أدلة فاسدة أي غير صحيحة .. ولعل
الإستدلال بنصوص دون نصوص أخرى قد غفل عنها ولم ينتبه لها .. ولعل طريقة الاستنباط
أو الفهم للنص هو فهم خاطيء .. ولعل للأهواء النفسية تدخل في هذا الموضوع فتميل في
فهم النص لرأي معين وتحجب الرأي الآخر على الرغم من رجاحته .. وغير ذلك من أسباب
..
3- لو وجدت مسألة خلافية بين طائفتين
في مسألة معينة .. فاقرأ حجة الطرفين بمنتهى الحيادية والأمانة العلمية
.. ولا تتأثر بما يسيء به كل طرف للآخر من ألفاظ سيئة وهجوم قبيح واتهام في
العقيدة .. لا علاقة له بالمناقشة العلمية .. ولا يدل إلا على نفسية من يفعل ذلك
.. بل وتفهم من هذه النفسية التي تهوى اتهام الآخر في دينه وعقيدته .. أن أدلته
فيها خلل وإلا ما كان سلك مسلك السوء في مناقشته وإثبات دليله ..
4- واعلم أن الانتصار برأي مشايخ مهما بلغ
قدرهم في إثبات شيء وصبغه بصبغة شرعية دون دليل شرعي .. إنما هو
دليل على إفلاس الحجة عند من يفعل ذلك ولا دليل لديه إلا آراء ظنها مشايخ وأراد أن
ينتصر بها لما يعتقده .. وكلامه حينئذ هو كلام باطل ..
5- ما لا وجود له في الشريعة فلا
يقال عنه أنه دين أو ننسبه لشريعة الله .. فلا يصح أن نعتقده ونقوم بتسويقه وترويجه
بين الناس على أنه حق وعلينا أن نؤمن به .. لا .. فهذا كلام باطل ولا يصح قوله ..
لأننا بذلك نكون انحرفنا في منهج الدين وضللنا المؤمنين .. !!
#- الغرض من المقدمة السابقة:
- هو توضيح وبيان أن تحقيق العلم لا يمكن أن يكون صحيحا مع الإنحياز والتعصب
لفكر طائفي أو جماعة أو أشخاص .. بل تحرر من ذلك وكن أمينا في كتابة العلم واجتهد
في بيان الصواب .. واعلم أنك مسئول عنه أمام الله ..
#- منهجيتي في هذه الرسالة:
1- وجدت من الأهمية بكتابة مقدمة
بسيطة عن بعض مصطلحات علم الحديث .. وهي مصطلحات عامة حتى تكون بصيرا بما يتم
كتابته في هذه الرسالة حول الاحاديث والروايات التي سيتم ذكرها فيها .
2- وجدت من الأهمية كتابة مقدمة أخرى
لهذه الرسالة .. وهي عن الأولياء ومفهوم القرآن والأحاديث عن الأولياء
وما هي أحوالهم وكيف وصلوا لدرجة الولاية وهذه المكانة الشريفة مع الله ..
3- تحقيق كل حديث أو
أثر يتم كتابته في هذه الرسالة لتكون على بصيرة من صحة أو ضعف هذه الرواية
.. وقد اعتمدت على الروايات الذي ذكرها الإمام السيوطي في كتابه (الخبر الدال على
وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال) ..
4- مراجعة تحقيقات الروايات التي
أذكرها .. فلا أكتفي بتحقيقات معينة للحديث .. لا .. بل أراجع سبب التحقيق وأقوم
بالتعليق عليها أن اقتضى الأمر ذلك ..
5- أثبت قبل كل رواية درجتها .. من حيث كونها صحيحة أو حسنة أو ضعيفة أو
موضوعة.
6- هناك روايات لم أجد لها تخريج
ومجهولة صحتها من ضعفها .. فاجتهدت فيها .. وقمت بتخريجها بقدر ما توافر عندي من
مصادر .
7- ناقشت بعض التخريجات لبعض الأحاديث
وهذا ستجده في حديث أم سلمة عن الأبدال .. وهو الذي رواه الطبراني وأبو داود وغيرهما
..
8- ناقشت المصطلحات (نقباء ونجباء
وأقطاب وأبدال) بالتعريف لها .. من حيث
المصطلح اللغوي والمقصد منها .. وليس من حيث الكشف الصوفي وما يذكروه فيه ..
9- ناقشت فكرة وجود هذه المراتب
للأولياء .. من ناحية الكشف الروحاني .
- وأرجو من الله التوفيق في كتابتها كما
يحب ويرضى .. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم .
************************
..:: س1: ما هو معنى الحديث المرفوع
والموقوف والمقطوع والمنقطع والمرسل والمنكر والموضوع وما هو الأثر ؟ ::..
- من المهم قبل أن نقرأ في هذه الرسالة أن نفهم أساسيات
معاني خاص بعلم الحديث .. حتى تفهم ما تقرأه فهما جيدا .. وسأذكر لك ما هو مهم لك
معرفته بطريقة مبسطة إن شاء الله ..
#-
أولا: معنى لفظ الحديث
..
1-
معنى كلمة "حديث" في اللغة: هو ما يتم التحدث
به من أقوال.
2-
ولفظ (الحديث) في العموم .. قد يقصد به حديث نبوي أو
حديث صحابي أو حديث تابعي ..
3-
ولكن لو تم تخصيص لفظ (الحديث) بقولهم حديث (مرفوع أو موصول أو مُسند) .. فيقصد به حديث النبي صلى الله عليه
وسلم ..
#- ثانيا: معنى الحديث المرفوع والموقوف والمقطوع والأثر ..
1-
الحديث المرفوع:
أ-
هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل
أو تقرير أو وصف خِلْقِيٍّ أو خُلُقِيٍّ.
-
أي هو الذي قام الصحابي برفعه للرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: (سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم) أو (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) ..
ب-
والحديث المرفوع ينقسم إلى حديث نبوي وحديث قدسي ..
ج-
وقد يكون الحديث صحيحاً أو حسناً أو ضعيفاً بحسب حال
سنده ومتنه.
د-
ولعل الحديث المرفوع تم تسميته مرفوعا .. بمعنى موصولا
بقول النبي صلى الله عليه وسلم .. ولذلك يسمي البعض الحديث المرفوع بالحديث
الموصول .. وأيضا يسمى بالحديث المُسند.
-
وقيل مرفوعا لرفعة شأن من قاله (وهو النبي صلى الله عليه وسلم) فسموه مرفوعا ..
والله أعلم.
2-
الحديث الموقوف:
أ-
هو الذي يقف سنده عند قول الصحابي فقط .. ولم يرفع
الصحابي هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. (ويسمى موقوف صحابي) ..
ب-
وتم تسميته موقوفا لأن الكلام وقف عند الصحابي .. فهو من
كلامه وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
ج-
وقد
يكون صحيحاً أو حسناً أو ضعيفاً بحسب حال سنده ومتنه.
د- هل يحتج بقول الصحابي ؟
- قول الصحابي هناك اختلاف في كونه
حجة أم لا .. وأقرب الأقوال للصواب هو أن قول
الصحابي إذا لم يكن له مخالف من رأي صحابي آخر فهو حجة .. وإذا كان له رأي مخالف
من صحابي آخر فليس بحجة .. ولكن لو اتفق الصحابة على رأي فهو حجة قاطعة اتفاقا ..
والله أعلم .
3-
الحديث المقطوع:
أ-
هو الحديث الذي أُضيف إلى التابعي أو من بعده موقوفا عليه من قولٍ أو فعلٍ ..
-
أي يكون هذه الرواية من قول التابعي .. (ويسمى موقوف تابعي).
ب-
وسُمي مقطوعا لأن الإسناد انقطع عند كلام التابعي ..
ج-
وقد يكون صحيحاً أو حسناً أو ضعيفاً بحسب حال سنده ومتنه.
د-
هل يحتج بقول التابعي ؟
-
قول التابعي لا يكون حجة بدون أن يكون هناك حديث مرفوع للنبي يؤيد
رواية التابعي .
#-
ملحوظة هامة: بعض العلماء يجعل الحديث الموقوف والمقطوع نوع واحد
ويسميه حديث موقوف .. ولكن يقول موقوف صحابي أو موقوف تابعي .. أي أن الكلام توقف
عند قول الصحابي فلان أو التابعي فلان ..
4-
الأثر:
- هو لفظ يغلب على
ما جاء عن أقوال التابعين وتابعي التابعين والصالحين .. فالحديث المقطوع يعتبر من
آثار التابعين ..
-
ويمكن أن نقول عن الآثار: هي الأقوال المروية عن التابعين أو تابعي التابعين .. وهي أقوال
تتعلق بأصحابها مجرد رأي عن معرفة وصلت إليه .. ولكن لا سند لها عنده موصول للنبي
أو لصحابي ..
- وهذه الآثار لا
يحتج بها .. وإنما يتم ذكرها كرأي.
#- ثالثا: الحديث المرسل والمنقطع والمنكر:
-
الحديث المنقطع والمرسل والمنكر من أقسام الحديث الضعيف ..
1-
الحديث المرسل:
أ-
هو الحديث الذي سقط من إسناده الراوي الذي بعد
التابعي .. وأخبر التابعي بقول أو فعل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ب- والمراد من لفظ التابعي .. هو
المسلم الذي لم يقابل النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكنه قابل صحابي وأخذ عنه علما
.. وسمي تابعي .. لأنه متبع لما كان عليه الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم ..
والله أعلم.
ج-
فلو قال التابعي (قال أو فعل النبي صلى الله عليه وسلم
كذا) .. فهنا نجد أن التابعي قد أسقط اسم الصحابي أو الرواي الذي أخذ عنه حديث
النبي .. لأن التابعي لم يقابل النبي صلى الله عليه وسلم ؟!! وبالتالي لا نعرف
مصدر الرواية هل من صحابي أم من شخص آخر لا نعرف ما هو حاله ..!!
د-
فهذا يسمى حديث مرسل لأنه تم إرساله أي وصله مباشرة إلى
النبي دون ذكر الصحابي الذي قال له كلام النبي .. والحديث المرسل من أقسام الحديث
الضعيف.
هـ-
هل يحتج بالحديث المرسل أو بالمراسيل ؟
-
الحديث المرسل هو حديث ضعيف لانقطاع في اسناده .. ولكن إذا ظهرت له طرق أخرى تقويه
وكان مرويا عن تابعين ثقات .. فلا مانع من الإحتجاج به .
2-
الحديث المنقطع:
-
هو الحديث الذي لم يتصل إسناده .. بأن يكون قد سقط راوي أو اكثر من سنده ..
3-
الحديث المنكر:
أ-
هو ما انفرد الراوي في روايته بأشياء لم يتابعه عليها
أحد ، أو خالف الثقات في روايته .. أو تقول هو ما انفرد الراوي الضعيف بروايته ..
ب-
والنكارة قد تكون في السند .. وقد تكون في ألفاظ متن
الحديث نفسه ..
ج-
ولفظ النكارة للدلالة على وجود خلل في هذا الحديث سواء
في إسناده أو متنه أو كلاهما .. مما لا يؤخذ به ويتم إنكاره وتركه .
..::
مقدمة الرسالة
::.. - بسم الله – اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى
آله وسلم ..
- السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته ..
- هذه رسالة نتكلم فيها عن مصطلحات متداولة في بعض الكتب
الدينية وهي تتكلم عن رتب ومقامات لبعض الأولياء .. وهذه المصطلحات هي .. النقباء
والنجباء والأقطاب والأبدال ..
- وقبل أن تقرأ محتوى الرسالة أخي الحبيب .. أريدك أن لا تنسى أنني لا أنتمي لطائفة دينية
.. وإنما باحث ومحقق في مسائل دينية أو روحانية معينة .. ولا أميل لطائفة دينية
دون أخرى .. وإنما مسلم دون تعصب لطائفة ولا لأفكار ولا لأشخاص مع كامل احترامي
للجميع .. وحيثما يكون الحق الذي أجده في بحثي فهو ما أثبته بالدليل .. والله
الموفق للصواب ولما يحب ويرضى ..
- وما يهمنا هنا في هذا البحث .. هو معرفة حقيقة الأولياء من الكتاب والسنة .. والتحقيق من وجود ما يتم تداوله في بعض
الكتب الدينية من وجود أوصاف لرتب ومقامات للأولياء التي كتب عنها البعض وأسماها
بالنقباء والنجباء والأبدال والأقطاب وغير ذلك .. وستكون رسالة الإمام السيوطي
رحمه الله هي محل اهتمام حول هذا الموضوع .. وهي الرسالة المسماة (الخبر الدال على
وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال) .. وذلك لكثرة الإدلة الموجودة فيها.
- وقد ظهرت مسألة خلافية بين بعض المسلمين
في هذه الجزئية .. فالبعض يثبت وجود هذه الرتب والمقامات للأولياء .. والبعض الآخر
ينكر .. ثم تجد على شبكة الإنترنت أقوال محزنة من الإتهامات التي لا يمكن إلا أن تكون عن
قلب ونفس تحتاج إلى تزكية وتطهير من الغل المستولى عليها .. فتجد كل واحد يحب أن
ينتصر لرأي مشايخه .. وتجد هجوم من الطرفين على الآخر وكأنهما أعداء في الدين ..
وكل طرف يرى الحق معه لأن مشايخه قالوا له ذلك وكتبوا كذا وكذا ..!!
- والمشكلة دائما في التعصب لآراء المشايخ
وتوجهاتهم وأفكارهم .. وهي التي ينتج عنها شقاق بين صفوف الأمة .. لأن البعض
يزعم أنه على الحق وحده دون غيره .. وكأنهم يزكون أنفسهم على الأمة الإسلامية ..!!
-
ولكن أين المنهجية في العلم بتحقيق طيب لإظهار وجه الخلاف وتفاديه .. بدون اتهامات سيئة وتجريح في الذمة
الدينية للآخر .. وبدون التعصب والميل بالهوى لما يراه كل طرف بأنه صواب ..؟!!
- لم أجد في خلال بحثي على الإنترنت في الفتاوى والمقالات التي تكلمت في هذه
الجزئية .. إلا مجرد أقوال وفتاوى يتم تداولها وكأنها أقوال وفتاوى مقدسة ..!!
- وأقصد بالمنهجية هو تتبع ما استدل به هذا
وذاك .. وتحقيق ما قالوه وإظهار الصواب والخطأ فيه .. فلعل أحد الطرفين غفل عما
لم ينتبه إليه الآخر .. وبالتالي يتم التصحيح وتقريب فجوة الخلاف بدلا من إشعالها
بمزيد من الخلاف ..!!
- ولكن للأسف في المسائل الخلافية
الطائفية خاصة بين من يصفون أنفسهم (صوفيه أو سلفية) .. ستجد المحرك فيها غالبا يكون
هو الرغبة النفسية في الإنتصار للرأي .. والإعتماد على أقوال المشايخ .. وكل طائفة
بما لديهم فرحون .. والجميع يزعم أنه على حق .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .
- وخلاصة القول أخي الحبيب ..
1- كن مسلما كما أراد الله منك .. ولا تلتفت إلى طائفة معينة حتى لا تتعصب لهم
فيحرمك الله بصيرة الحق التي قد تكون عند الطائفة الأخرى .. فليس جميع الطوائف على
حق وليس جميعهم على باطل .. ولكن الخلاف المذموم الذي يصل لحد التطاول بتكفير
المؤمنين أو اتهامهم في دينهم .. فإنما يظهر حينما يعتقد الإنسان في نفسه الحق وفي
غيره الباطل .. وكأنه يزكي نفسه على الآخرين ..!!
- فمن أين له هذه التزكية لنفسه أو
لجماعته ؟ أم أنه يفعل ذلك للمحافظة على كيانه الطائفي وسلطانه الديني من خلال الشهرة
بأنه أفضل من غيره ..؟!!
2- لا تنخدع بما يستدل به هذه الطوائف
في المسائل الخلافية بينهم من أدلة شرعية في الإنتصار لمذهبهم ورأيهم .. فلعلها أدلة فاسدة أي غير صحيحة .. ولعل
الإستدلال بنصوص دون نصوص أخرى قد غفل عنها ولم ينتبه لها .. ولعل طريقة الاستنباط
أو الفهم للنص هو فهم خاطيء .. ولعل للأهواء النفسية تدخل في هذا الموضوع فتميل في
فهم النص لرأي معين وتحجب الرأي الآخر على الرغم من رجاحته .. وغير ذلك من أسباب
..
3- لو وجدت مسألة خلافية بين طائفتين
في مسألة معينة .. فاقرأ حجة الطرفين بمنتهى الحيادية والأمانة العلمية
.. ولا تتأثر بما يسيء به كل طرف للآخر من ألفاظ سيئة وهجوم قبيح واتهام في
العقيدة .. لا علاقة له بالمناقشة العلمية .. ولا يدل إلا على نفسية من يفعل ذلك
.. بل وتفهم من هذه النفسية التي تهوى اتهام الآخر في دينه وعقيدته .. أن أدلته
فيها خلل وإلا ما كان سلك مسلك السوء في مناقشته وإثبات دليله ..
4- واعلم أن الانتصار برأي مشايخ مهما بلغ
قدرهم في إثبات شيء وصبغه بصبغة شرعية دون دليل شرعي .. إنما هو
دليل على إفلاس الحجة عند من يفعل ذلك ولا دليل لديه إلا آراء ظنها مشايخ وأراد أن
ينتصر بها لما يعتقده .. وكلامه حينئذ هو كلام باطل ..
5- ما لا وجود له في الشريعة فلا
يقال عنه أنه دين أو ننسبه لشريعة الله .. فلا يصح أن نعتقده ونقوم بتسويقه وترويجه
بين الناس على أنه حق وعلينا أن نؤمن به .. لا .. فهذا كلام باطل ولا يصح قوله ..
لأننا بذلك نكون انحرفنا في منهج الدين وضللنا المؤمنين .. !!
#- الغرض من المقدمة السابقة:
- هو توضيح وبيان أن تحقيق العلم لا يمكن أن يكون صحيحا مع الإنحياز والتعصب
لفكر طائفي أو جماعة أو أشخاص .. بل تحرر من ذلك وكن أمينا في كتابة العلم واجتهد
في بيان الصواب .. واعلم أنك مسئول عنه أمام الله ..
#- منهجيتي في هذه الرسالة:
1- وجدت من الأهمية بكتابة مقدمة
بسيطة عن بعض مصطلحات علم الحديث .. وهي مصطلحات عامة حتى تكون بصيرا بما يتم
كتابته في هذه الرسالة حول الاحاديث والروايات التي سيتم ذكرها فيها .
2- وجدت من الأهمية كتابة مقدمة أخرى
لهذه الرسالة .. وهي عن الأولياء ومفهوم القرآن والأحاديث عن الأولياء
وما هي أحوالهم وكيف وصلوا لدرجة الولاية وهذه المكانة الشريفة مع الله ..
3- تحقيق كل حديث أو
أثر يتم كتابته في هذه الرسالة لتكون على بصيرة من صحة أو ضعف هذه الرواية
.. وقد اعتمدت على الروايات الذي ذكرها الإمام السيوطي في كتابه (الخبر الدال على
وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال) ..
4- مراجعة تحقيقات الروايات التي
أذكرها .. فلا أكتفي بتحقيقات معينة للحديث .. لا .. بل أراجع سبب التحقيق وأقوم
بالتعليق عليها أن اقتضى الأمر ذلك ..
5- أثبت قبل كل رواية درجتها .. من حيث كونها صحيحة أو حسنة أو ضعيفة أو
موضوعة.
6- هناك روايات لم أجد لها تخريج
ومجهولة صحتها من ضعفها .. فاجتهدت فيها .. وقمت بتخريجها بقدر ما توافر عندي من
مصادر .
7- ناقشت بعض التخريجات لبعض الأحاديث
وهذا ستجده في حديث أم سلمة عن الأبدال .. وهو الذي رواه الطبراني وأبو داود وغيرهما
..
8- ناقشت المصطلحات (نقباء ونجباء
وأقطاب وأبدال) بالتعريف لها .. من حيث
المصطلح اللغوي والمقصد منها .. وليس من حيث الكشف الصوفي وما يذكروه فيه ..
9- ناقشت فكرة وجود هذه المراتب
للأولياء .. من ناحية الكشف الروحاني .
- وأرجو من الله التوفيق في كتابتها كما
يحب ويرضى .. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم .
************************
4-
الحديث الموضوع:أ-
وهو الحديث الذي وجد في إسناده راوي متهم بالكذب .. فيكون هذا الحديث مكذوب على
النبي صلى الله عليه وسلم.ب-
وسبب تسميته بالموضوع .. لأنه كلام مختلق وملفق وتم
نسبته للنبي بالكذب .. وهو أشر أنواع الحديث .. والله أعلم .
******************
..:: س2: متى يتم الإحتجاج بالحديث
الضعيف ويرتقي لدرجة الحسن لغيره ؟ ::..
-
هناك قاعدة في علم الحديث تقول: إن تعدد طرق رواية الحديث الضعيف يرفعه
إلى مرتبة الحسن لغيره إذا كان الضعف في الرواة من جهة الحفظ والضبط فقط .. ولا
يكون متهما بالكذب ولا متروك الحديث ولا متهما بفسق.
#- أولا: التعريف بشروط الإرتقاء بالحديث
الضعيف إلى الحسن لغيره.. مع التعريف بمفهوم الحديث الحسن لغيره.
#-
يقول الإمام بن الصلاح في كتاب الباعث الحثيث:
- لا يلزم من ورود الحديث من طرق متعددة
كحديث " الأذنان من الرأس ": أن يكون حسناً، لأن الضعف يتفاوت، فمنه ما
لا يزول بالمتابعات، يعني لا يؤثر كونه تابعاً أو متبوعاً، كرواية الكذابين
والمتروكين، ومنه ضعف يزول بالمتابعة، كما إذا كان راويه سيء الحفظ.. (الباعث الحثيث ص40).
#- يقول الدكتور
محمود الطحان في كتابه "تيسير مصطلح الحديث":
-
الحسن لغيره:
1- تعريفه:
-
هو الضعيف إذا تعددت طرقه، ولم يكن سبب ضعفه فسق الراوي أو كذبه.
-
يستفاد من هذا التعريف أن الضعيف يرتقي إلى درجة الحسن لغيره بأمرين، هما:
أ-
أن يروى من طريق آخر فأكثر، على أن يكون الطريق الآخر مثله أو أقوى منه.
ب-
أن يكون سبب ضعف الحديث إما سوء حفظ راويه، وإما انقطاعا في سنده، أو جهالة في
رجاله.
2- سبب تسميته بذلك:
-
وسبب تسميته بذلك أن الحسن لم يأت من ذات السند الأول، وإنما أتى من انضمام غيره
له.
-
ويمكن تصوير ارتقاء الحديث الضعيف إلى مرتبة "الحسن لغيره" بمعادلة
رياضية على النحو التالي:
ضعيف
+ ضعيف= حسن لغيره.
3- مرتبته:
-
الحسن لغيره أدنى مرتبة من الحسن لذاته.
-
وينبني على ذلك أنه لو تعارض الحسن لذاته مع الحسن لغيره قدم الحسن لذاته.
4- حُكْمه:
- هو من المقبول الذي يحتج به.
5- مثاله:
-
ما رواه الترمذي وحسنه، من طريق شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر
بن ربيعة، عن أبيه، أن امرأة من بني فزارة تزوجت على نعلين، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (أرضيت من نفسك ومالك بنعلين؟ " قالت:
نعم، قال: فأجاز).
-
قال الترمذي: "وفي الباب عن عمر، وأبي هريرة، وسهل بن سعد، وأبي سعيد، وأنس،
وعائشة، وجابر، وأبي حدرد الأسلمي".
-
قلت: فعاصم ضعيف لسوء حفظه، وقد حسن له الترمذي هذا الحديث لمجيئه من غير وجه.
(تيسير
مصطلح الحديث ص67)
#- وقال محققو مسند الإمام أحمد بإشراف الشيخ شعيب الأرنؤوط رحمه
الله .. في مقدمة المسند تعليقا على مفهوم الحديث الحسن لغيره:
-
والحسن لغيره أصله ضعيف .. كأن يكون في سنده مستور أو سيئ الحفظ أو
موصوف بالاختلاط أو التدليس، أو مختلف في جرحه وتعديله اختلافاً لعذر الترجيح فيه،
وإنما طرأ عليه الحسن بالعاضد الذي عضده، فاحْتُمِلَ لوجودِ العاضد، ولولا
العاضدُ، لاستمرت صفة الضعف فيه.
-
وفي هذا النوع من الحَسَنِ تتفاوتُ أنظار المحدثين، وتختلف أحكامهم فيه ..
-
ففريق منهم يَعْمِدُ إلى حديثٍ ما من هذا الباب، فيلتمسُ له الشواهد
والمتابعات، ويرى أنها صالحة لتعضيده "أي لتقويته" ، فيخرجه من قسم الضعيف
ويحسنه ويحتج به ..
-
بينما الفريق الآخر لا يرى أن تلك المتابعات والشواهد كافية
لإخراجه من قسم الضعيف وتحسينه ..
-
ولكل وجهة هو موليها.. وانظر " الموقظة " ص 33.
- أما إذا كان ضعف الحديث لفسق الراوي، أو اتهامه بالكذب،
أو لفحش غلطه ثم جاء من طرق أخرى من هذا النوع، فإنه لا يرتقي إلى الحسن بل يزداد
ضعفاً إلى ضعف إذ إنَّ تفرد المتهمين بالكذب أو المجروحين في عدالتهم بحديث لا
يرويه غيرهم يرجح عند جهابذة النقاد التهمة، ويؤيد ضعف روايتهم.
- وقد تساهل غير واحد من المتأخرين ممن ينتحل هذه الصناعة في هذا
القيد فحكموا على أحاديث ضعاف بالترقي إلى الحسن مع هذه العلة القوية.
(مقدمة
تحقيق مسند الإمام أحمد ج1 ص66)
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وخلاصة
ما سبق:
# قد يكون الحديث فيه انقطاع في السند مثل
الحديث المرسل .. أو أن الراوي سيء الحفظ أو مجهولا بحيث لا يعرف بعدالة ولا تجريح
أو مختلفا عليه غير مغفل كثير الخطأ .. وبالرغم من وجود هذه الأسباب التي تضعف
الحديث إلا أنه قد يرتقي لدرجة الحسن لغيره إذا تعدد طرق هذا الحديث لنفس الرواية
..
- ولكن
شرط أن لا يكون الراوي الضعيف متهما بالكذب أو متروك الحديث ولا متهما بفسق ..
#-
ثانيا: نماذج من مناهج بعض محققي
الأحاديث في تخريج الأحاديث في تحسين الضعيف إلى الحسن لغيره إذا تعددت طرقه
وتوافرت شروطه ..
#- من منهج الشيخ الألباني رحمه الله هو اتباع قاعدة
الإرتقاء بالحديث الضعيف إلى الحسن لغيره لو تعددت طرقه .. ومن ذلك:
1-
حديث رقم (616) .. الذي يبدأ بلفظ: (ابنوه عريشًا كعريشِ موسى يعني
مسجدَ المدينةِ) روي مرسلا عن الحسن البصري وسالم بن عطية
والزهري وراشد بن سعد .. وموصولا عن أبي الدرداء وعبادة بن الصامت.
#- والشيخ الألباني في ختام تحقيق هذه الرواية الضعيفة التي
قواها برواتين مرسلتين قال:
-
وجملة القول: أن الحديث بمجموع المرسلين الصحيحين وهذا الموصول يرتقي إلى درجة
الحسن إن شاء الله تعالى .. (السلسلة الصحيحة رقم616 ج2 ص180).
2-
حديث رقم (1518) .. الذي يبدأ بلفظ: (أقِلُّوا الخروجَ بعد هدأةِ
الرجلِ ، فإنَّ للهِ دوابَّ يبثُّهُنَّ في الأرضِ في تلك الساعةِ) أخرجه البخاري في الأدب المفرد
وأبو داود.
#- والشيخ الألباني في ختام تحقيق هذه الرواية الضعيفة من جميع طرقها
الأربعة قال:
-
وجملة القول أن طرق الحديث الأربعة كلها معلولة، لكن الحديث بمجموعها قوي يرتقي
إلى درجة الصحة. والله أعلم. (السلسلة الصحيحة برقم1518 ج4 ص23).
3-
حديث رقم (1728) .. الذي يبدأ بلفظ: (أوْثَقُ عُرَى الإيمانِ
المُوَالاةُ في اللهِ ، و المُعادَاةُ في اللهِ ، و الحُبُّ في اللهِ ، و البغضُ
في اللهِ) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير.
#- والشيخ الألباني في ختام تحقيق هذه الرواية الضعيفة بطرقها الثلاثة
قال:
-
قلت: فالحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن على
الأقل والله أعلم. (السلسلة الصحيحة ج2 ص314)
4-
حديث رقم (2644) .. الذي يبدأ بلفظ: (أَلا أدُّلُكَ على
صدقةٍ يُحبُّ اللهُ موضعَها ؟ تُصلحْ بين الناسِ ، فإنَّها صدقةٌ يُحبُّ اللهُ
موضعَها) أخرجه الأصبهاني في الترغيب.
#- والشيخ الألباني في ختام تحقيق هذه الرواية الضعيفة قال:
-
أن الحديث عندي يرتقي إلى مرتبة الحسن على الأقل، بمجموع
هذه الطرق، لاسيما وفيها ذلك المرسل الصحيح. والله أعلم. (السلسلة الصحيحة برقم2644 ج6 ص298).
5-
حديث رقم (1641) .. الذي يبدأ بلفظ: (إنَّ اللهَ تَصدقَ
عليكمْ عندَ وفاتِكمْ بثُلثِ أموالِكمْ زيادةً في أعمالِكمْ) رواه أحمد
وأبو داود والترمذى وحسنه.
#- والشيخ الألباني في ختام تحقيق هذه الرواية الضعيفة بطرقها الخمسة
قال:
-
وخلاصة القول: إن جميع طرق الحديث ضعيف شديد الضعف.. إلا
الطريق الثانية والثالثة والخامسة فإن ضعفها يسير .. ولذلك فإني أرى أن الحديث
بمجموع هذه الطرق الثلاث يرتقى إلى درجة الحسن .. (إرواء الغليل برقم 1641 ج6 ص79).
#- من منهج محققو المسند بإشراف الشيخ شعيب الأرنؤوط
.. هو تحسين الضعيف للحسن لغيره طالما تعددت طرق الضعيف وتوافرت شروطه .. ومن ذلك:
1- حديث رقم (472) .. الذي يبدأ
بلفظ: عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَيَدَيْهِ
ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ غَسْلًا) رواه أحمد .
#- ومحققو المسند في تحقيق
هذه الرواية الضعيفة بطرقها
قالوا:
-
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج - وهو
ابن أرطاة - مدلس وقد عنعن، وعطاء - وهو ابن أبي رباح - لم يدرك عثمان، وانظر
(418) ..، وأخرجه ابن أبي شيبة 1 / 9 و15، وابن ماجه (435) من طريقين عن حجاج،
بهذا الإسناد..، وأخرجه عبد الرزاق (124) عن ابن جريج عن عطاء به. (المسند برقم 472 ج1 ص514)
2- حديث رقم (699) .. الذي يبدأ
بلفظ: (مَنْ كَذَبَ فِي حُلْمِهِ، ُلِّفَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عَقْدَ شَعِيرَةٍ) رواه أحمد .
#- ومحققو المسند في تحقيق
هذه الرواية الضعيفة بطرقها
قالوا:
حسن
لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى- وهو ابن عامر الثعلبي-..، أبو أحمد
الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وسفيان: هو الثوري..، وأخرجه الترمذي
(2281) من طريق أبى أحمد الزبيري بهذا الإسناد. (المسند برقم 699 ج2 ص109).
3- حديث رقم (1129) .. الذي يبدأ
بلفظ: عَنْ عَلِيٍّ (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ) رواه أحمد.
#- ومحققو المسند في تحقيق
هذه الرواية الضعيفة بطرقها
قالوا:
-
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي..، وأخرجه
ابن ماجه (2163) ، والترمذي في "الشمائل" (354) عن عمرو بن علي بهذا
الإسناد. (المسند برقم 1129
ج2 ص348).
4- حديث رقم (1129) .. الذي يبدأ
بلفظ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي كِسَاءٍ، يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ
وَبَرْدَهَا) رواه أحمد.
#- ومحققو المسند في تحقيق
هذه الرواية الضعيفة بطرقها
قالوا:
-
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك بن عبد الله
النخعي، وضعف حسين بن عبد الله- وهو ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي
المدني ..، وأخرجه أبو يعلى (2576) من طريق وكيع بهذا الإسناد. (المسند رقم 1129 ج5 ص347).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):- سبب ذكر منهج الشيخ الألباني في تحسين الحديث الضعيف
بأنه يرتقي به لدرجة الحسن مع تعدد طرق وشواهده .. وكذلك منهج محققو مسند الإمام
أحمد بإشراف الشيخ شعيب الأرنؤوط .. لأنهما (أي الشيخ الألباني والأرنؤوط رحمهما
الله) أشهر من قاموا بتخريج الأحاديث في عصرنا ويأخذ عنهما غالب المحققين للأحاديث
.. وهذه الجزئية ستكون مهمة جدا معنا في تحقيق أحاديث الأبدال .. -
أخي الحبيب ..- انتبه لما ذكرته لك جيدا في هذا السؤال رقم (2) من هذه
الرسالة .. وأهميته ستظهر حينما نقوم بمراجعة تحقيق الأحاديث التي تتكلم عن الأبدال
والنقباء والنجباء والرفقاء وغير ذلك مما جاء في بعض الروايات .
- فإذا علمت ما سبق في هذه المقدمة .. من التعريف ببعض المصطلحات في الحديث وما قد يرتقي به الحديث الضعيف إلى درجة الحسن لغيره ومعرفة منهج الشيخ الألباني في ذلك .. فهذا ينقلنا إلى مقدمة أخرى لهذه الرسالة لابد منها وهي التعريف بالأولياء .
*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .
جزاك الله كل الخير يا استاذ ... ربنا يمددك بمدده يارب ويقويك على كتابه الرساله
ردحذفبارك الله فى اجتهادك ..وجزاك خيرا كثيرا ...متشوق جدا اعرف تحقيقك فى هذا الموضوع فاللهم يريك الحق حقا ويرزقنا جميعا اتباعه ويريك الباطل باطلا ويرزقنا جميعا اجتنابه ...امين
ردحذفربي يكتب لك التوفيق والسداد استاذنا الفاضل
ردحذفويفتح عليك من اوسع ابواب العلم والحكمة
مع التيسير والتأييد والرضا والقبول
آمين آمين آمين يارب العالمين
بداية نور جديد إلى قلوبنا وإلى كل أهل المدونه ولكل زائريها الكرام
ردحذفيارب افتح علينا بنور من عندك يونير قلوبنا وعقولنا واشرح صدورنا وإجعلنا من الذين تستخدمهم في الأرض
اللهم ارضي يارب عن أستاذنا الفاضل وزده نور على نور واجعله في حياتنا نور يا رحمن يا رحيم...... اللهم آمين يارب العالمين