بسم الله الرحمن الرحيم
(رسالة)
سيدنا محمد
أبوة
نبوية روحية من الأزل إلى القيامة
(الجزء الأول)
#-
فهرس:
:: المقدمة والفصل الأول :: عن التعريف بمفهوم الأب الروحي
::
1- س1: ما هو سبب كتابة هذه الرسالة ؟
2-
س2: هل
قولنا عن النبي أنه الأب الروحي للمؤمنين فيه نوعا من الغلو ؟ (وما
معنى الولادة الروحية الأولى والثانية لمكاشفة الملكوت؟)
3- س3: هل جاء
وصف النبي بأنه الأب الروحي للمؤمنين في كتب العلماء ؟
4- س4: ما معنى توصيف فلان
بأنه الأب الروحي وكيف نفهم
ذلك كوصف بيان للأبوة النبوية ؟
******************( اللهم صل
على سيدنا محمد النبي الأمي الأمين
.. الأب الروحي للمؤمنين .. ونور الوصل
للمحبين .. وعلى آله وسلم )***************************..::
مقدمة
الرسالة ::.. - بسم الله والحمد لله .. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. هذه هي أحدى الرسائل البسيطة والتي فيها إشارة لطيفة
للذين يلتمسون محبة رسول الله في قلوبهم .. وكنت أسميتها (سيدنا محمد الأب الروحي للمؤمنين)
.. ولكن قمت بتعديل العنوان إلى (سيدنا محمد أبوة نبوية روحية من الأزل إلى القيامة)
.. ووجدت في هذا العنوان شمولية لمحتوى الرسالة .. وكذلك دفعا للفهم الخاطيء عند
البعض ..!!
1- في هذه الرسالة نتحدث عن مفهوم أبوة النبي صلى
الله عليه وسلم لأمته .. من حيث كونه أبا للمؤمنين في عالم الأرواح وعالم
الدنيا وعالم الآخرة .. وهل يجوز أن نقول له أنه أبو المؤمنين ؟ وما أدلة ذلك ؟ وغير ذلك من أسئلة ..
2- وفي
الرسالة نتذوق شيئا من مفهوم اجتماع الأرواح المؤمنة بالنبي صلى الله عليه وسلم في
عالم الأرواح .. ونحن نأنس بقول النبي صلى الله
عليه وسلم: (الأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها
ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ) صحيح مسلم.
3- ونتذوق شيئا من مفهوم أبوة النبي صلى الله عليه وسلم في عالم الوجود
.. ونحن نأنس في ذلك بقول
تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) الأحزاب6..، وبقول النبي صلى
الله عليه وسلم: (إنَّما أنا لكم بمَنزِلةِ الوالِدِ أُعَلِّمُكم)
صحيح أبي داود.
#- قال الراغب الأصفهاني رحمه الله
(المتوفى: 502هـ):
-
الأب: الوالد، ويسمّى كلّ من كان سببا في إيجاد شيءٍ أو صلاحه أو ظهوره أبا، ولذلك
يسمّى النبيّ صلّى الله
عليه وسلم أبا المؤمنين، قال الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ
مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) الأحزاب6..، وفي بعض القراءات:
(وهو أب لهم).. المفردات في غريب القرآن ص57.
4- وإذا كانت كلمة (أب) في اللغة تعني الذي يربي ويغذي الأجساد بحكم النسب
.. فتم استعارة
هذا الوصف الأبوي في مقام النبوة أيضا للدلالة على أنه المربي بتغذية القلوب
للمؤمنين بالإيمان بحكم النبوة .. ولذلك وصف بعض العلماء هذه الأبوة بالأبوة
الروحية .. أي أن النبي الأب الروحي للمؤمنين.. لأنها أبوة تقويم شاملة لباطن
الإنسان في عقله وقلبه .. وسيأتيك بيان ذلك في الرسالة إن شاء الله .
- فمفهوم الأبوة للنبي صلى الله عليه وسلم .. هو المعلم والمرشد الرباني للإيمان الحق بالحق .. من حيث
كونه رسول الله وخاتم النبيين - ومعلم الكتاب والحكمة ومزكي النفوس ليخرجها من
ظلمة المعصية والجهل النفسي إلى نور الطاعة والعلم الرباني .. كما قال تعالى: (كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ
وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)
البقرة151.
- إذن المقصد من "وصف الأبوة للنبي" هو وصف ذوقي للقلوب في فهم حقيقة نبوية .. أنه صلى الله عليه وسلم كالأب
الذي يخاف على أبناءه والمقصد بهم هنا هي أمته .. فيرشدهم للإيمان الذي فيه استقامة
حياتهم ولما فيه سعادة أبدية في الآخرة .. وله أدق وصفين في أبوته النبوية وهما
الرأفة والرحمة بالمؤمنين .. وسيأتيك بيان ذلك في الرسالة.
5- وهذا الوصف الذوقي للأبوة من حيث كونه رسول الله وخاتم النبيين .. له تذوق جميل في القلب حينما يحسه لأنه يشعرك بقرب كبير من النبي
ويشعرك بتذوق وصفه بأنه رؤوف رحيم بالمؤمنين .. فإن أحس القلب بهذه الأبوة وشعر به
وذاق منه .. حدث في القلب انفعال بمزيد من العمل والحب من خلال اتباع النبي صلى
الله عليه وسلم .. كما كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَن رَضِيَ
باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا) صحيح مسلم.
#-
فهرس:
:: المقدمة والفصل الأول :: عن التعريف بمفهوم الأب الروحي
::
1- س1: ما هو سبب كتابة هذه الرسالة ؟
2-
س2: هل
قولنا عن النبي أنه الأب الروحي للمؤمنين فيه نوعا من الغلو ؟ (وما
معنى الولادة الروحية الأولى والثانية لمكاشفة الملكوت؟)
3- س3: هل جاء
وصف النبي بأنه الأب الروحي للمؤمنين في كتب العلماء ؟
4- س4: ما معنى توصيف فلان بأنه الأب الروحي وكيف نفهم ذلك كوصف بيان للأبوة النبوية ؟
******************
..::
مقدمة
الرسالة ::.. - بسم الله والحمد لله .. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. هذه هي أحدى الرسائل البسيطة والتي فيها إشارة لطيفة
للذين يلتمسون محبة رسول الله في قلوبهم .. وكنت أسميتها (سيدنا محمد الأب الروحي للمؤمنين)
.. ولكن قمت بتعديل العنوان إلى (سيدنا محمد أبوة نبوية روحية من الأزل إلى القيامة)
.. ووجدت في هذا العنوان شمولية لمحتوى الرسالة .. وكذلك دفعا للفهم الخاطيء عند
البعض ..!!
1- في هذه الرسالة نتحدث عن مفهوم أبوة النبي صلى
الله عليه وسلم لأمته .. من حيث كونه أبا للمؤمنين في عالم الأرواح وعالم
الدنيا وعالم الآخرة .. وهل يجوز أن نقول له أنه أبو المؤمنين ؟ وما أدلة ذلك ؟ وغير ذلك من أسئلة ..
2- وفي
الرسالة نتذوق شيئا من مفهوم اجتماع الأرواح المؤمنة بالنبي صلى الله عليه وسلم في
عالم الأرواح .. ونحن نأنس بقول النبي صلى الله
عليه وسلم: (الأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها
ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ) صحيح مسلم.
3- ونتذوق شيئا من مفهوم أبوة النبي صلى الله عليه وسلم في عالم الوجود
.. ونحن نأنس في ذلك بقول
تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) الأحزاب6..، وبقول النبي صلى
الله عليه وسلم: (إنَّما أنا لكم بمَنزِلةِ الوالِدِ أُعَلِّمُكم)
صحيح أبي داود.
#- قال الراغب الأصفهاني رحمه الله
(المتوفى: 502هـ):
-
الأب: الوالد، ويسمّى كلّ من كان سببا في إيجاد شيءٍ أو صلاحه أو ظهوره أبا، ولذلك
يسمّى النبيّ صلّى الله
عليه وسلم أبا المؤمنين، قال الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ
مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) الأحزاب6..، وفي بعض القراءات:
(وهو أب لهم).. المفردات في غريب القرآن ص57.
4- وإذا كانت كلمة (أب) في اللغة تعني الذي يربي ويغذي الأجساد بحكم النسب
.. فتم استعارة
هذا الوصف الأبوي في مقام النبوة أيضا للدلالة على أنه المربي بتغذية القلوب
للمؤمنين بالإيمان بحكم النبوة .. ولذلك وصف بعض العلماء هذه الأبوة بالأبوة
الروحية .. أي أن النبي الأب الروحي للمؤمنين.. لأنها أبوة تقويم شاملة لباطن
الإنسان في عقله وقلبه .. وسيأتيك بيان ذلك في الرسالة إن شاء الله .
- فمفهوم الأبوة للنبي صلى الله عليه وسلم .. هو المعلم والمرشد الرباني للإيمان الحق بالحق .. من حيث
كونه رسول الله وخاتم النبيين - ومعلم الكتاب والحكمة ومزكي النفوس ليخرجها من
ظلمة المعصية والجهل النفسي إلى نور الطاعة والعلم الرباني .. كما قال تعالى: (كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ
وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)
البقرة151.
- إذن المقصد من "وصف الأبوة للنبي" هو وصف ذوقي للقلوب في فهم حقيقة نبوية .. أنه صلى الله عليه وسلم كالأب
الذي يخاف على أبناءه والمقصد بهم هنا هي أمته .. فيرشدهم للإيمان الذي فيه استقامة
حياتهم ولما فيه سعادة أبدية في الآخرة .. وله أدق وصفين في أبوته النبوية وهما
الرأفة والرحمة بالمؤمنين .. وسيأتيك بيان ذلك في الرسالة.
5- وهذا الوصف الذوقي للأبوة من حيث كونه رسول الله وخاتم النبيين .. له تذوق جميل في القلب حينما يحسه لأنه يشعرك بقرب كبير من النبي
ويشعرك بتذوق وصفه بأنه رؤوف رحيم بالمؤمنين .. فإن أحس القلب بهذه الأبوة وشعر به
وذاق منه .. حدث في القلب انفعال بمزيد من العمل والحب من خلال اتباع النبي صلى
الله عليه وسلم .. كما كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَن رَضِيَ
باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا) صحيح مسلم.
..::
مقدمة
الرسالة ::.. - بسم الله والحمد لله .. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. هذه هي أحدى الرسائل البسيطة والتي فيها إشارة لطيفة
للذين يلتمسون محبة رسول الله في قلوبهم .. وكنت أسميتها (سيدنا محمد الأب الروحي للمؤمنين)
.. ولكن قمت بتعديل العنوان إلى (سيدنا محمد أبوة نبوية روحية من الأزل إلى القيامة)
.. ووجدت في هذا العنوان شمولية لمحتوى الرسالة .. وكذلك دفعا للفهم الخاطيء عند
البعض ..!!
1- في هذه الرسالة نتحدث عن مفهوم أبوة النبي صلى
الله عليه وسلم لأمته .. من حيث كونه أبا للمؤمنين في عالم الأرواح وعالم
الدنيا وعالم الآخرة .. وهل يجوز أن نقول له أنه أبو المؤمنين ؟ وما أدلة ذلك ؟ وغير ذلك من أسئلة ..
2- وفي
الرسالة نتذوق شيئا من مفهوم اجتماع الأرواح المؤمنة بالنبي صلى الله عليه وسلم في
عالم الأرواح .. ونحن نأنس بقول النبي صلى الله
عليه وسلم: (الأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها
ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ) صحيح مسلم.
3- ونتذوق شيئا من مفهوم أبوة النبي صلى الله عليه وسلم في عالم الوجود
.. ونحن نأنس في ذلك بقول
تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) الأحزاب6..، وبقول النبي صلى
الله عليه وسلم: (إنَّما أنا لكم بمَنزِلةِ الوالِدِ أُعَلِّمُكم)
صحيح أبي داود.
#- قال الراغب الأصفهاني رحمه الله
(المتوفى: 502هـ):
-
الأب: الوالد، ويسمّى كلّ من كان سببا في إيجاد شيءٍ أو صلاحه أو ظهوره أبا، ولذلك
يسمّى النبيّ صلّى الله
عليه وسلم أبا المؤمنين، قال الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ
مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) الأحزاب6..، وفي بعض القراءات:
(وهو أب لهم).. المفردات في غريب القرآن ص57.
4- وإذا كانت كلمة (أب) في اللغة تعني الذي يربي ويغذي الأجساد بحكم النسب
.. فتم استعارة
هذا الوصف الأبوي في مقام النبوة أيضا للدلالة على أنه المربي بتغذية القلوب
للمؤمنين بالإيمان بحكم النبوة .. ولذلك وصف بعض العلماء هذه الأبوة بالأبوة
الروحية .. أي أن النبي الأب الروحي للمؤمنين.. لأنها أبوة تقويم شاملة لباطن
الإنسان في عقله وقلبه .. وسيأتيك بيان ذلك في الرسالة إن شاء الله .
- فمفهوم الأبوة للنبي صلى الله عليه وسلم .. هو المعلم والمرشد الرباني للإيمان الحق بالحق .. من حيث
كونه رسول الله وخاتم النبيين - ومعلم الكتاب والحكمة ومزكي النفوس ليخرجها من
ظلمة المعصية والجهل النفسي إلى نور الطاعة والعلم الرباني .. كما قال تعالى: (كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ
وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)
البقرة151.
- إذن المقصد من "وصف الأبوة للنبي" هو وصف ذوقي للقلوب في فهم حقيقة نبوية .. أنه صلى الله عليه وسلم كالأب
الذي يخاف على أبناءه والمقصد بهم هنا هي أمته .. فيرشدهم للإيمان الذي فيه استقامة
حياتهم ولما فيه سعادة أبدية في الآخرة .. وله أدق وصفين في أبوته النبوية وهما
الرأفة والرحمة بالمؤمنين .. وسيأتيك بيان ذلك في الرسالة.
5- وهذا الوصف الذوقي للأبوة من حيث كونه رسول الله وخاتم النبيين .. له تذوق جميل في القلب حينما يحسه لأنه يشعرك بقرب كبير من النبي
ويشعرك بتذوق وصفه بأنه رؤوف رحيم بالمؤمنين .. فإن أحس القلب بهذه الأبوة وشعر به
وذاق منه .. حدث في القلب انفعال بمزيد من العمل والحب من خلال اتباع النبي صلى
الله عليه وسلم .. كما كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَن رَضِيَ
باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا) صحيح مسلم.
6- ويكفي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وصف نفسه لنا فقال: (إنَّما أنا لكم بمَنزِلةِ الوالِدِ أُعَلِّمُكم) صحيح أبي داود.
- وطالما هو كالوالد لك .. فهو المرشد والمعلم والمربي الواجب الرجوع إليه في كل
شيء في حياتك يتعلق بالطريق إلى الله .. وذلك لتحققه صلى الله عليه وسلم بالصراط
المستقيم .. ولذلك هو يهدي إليه عن يقين ومعرفة كما قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)
الشورى52 ..
- وطالما هو كوالدك .. فحتما عليك أن تحبه وتوقره كما يليق به صلى الله عليه
وسلم .. وليس التوقير بالألفاظ فقط بأن تقول (سيدنا ومولانا ونبينا ورسولنا) ...
لا .. ليس هذا فحسب ..، بل من كمال التوقير له
وكمال الإيمان لك هو أن يغلبك حبه فلا يكون حب أحد من الخلق في نفسك أعلى من حبه
فيك .. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا
يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ
أجْمَعِينَ) صحيح البخاري ..
- وقوله (لا يؤمن): بمعنى لا يؤمن أحدكم إيمانا كاملا .. هكذا
قال العلماء .. وراجع ما ذكرته لك عن توقير النبي
صلى الله عليه وسلم في رسالة (الرفعة والمكانة في
جواز الأدب مع النبي بسيدنا ومولانا) ..
#- وأرجو من الله أن تكون هذه الرسالة سببا في أن تكسبك إحساس جميل في نفسك ويلمس قلبك بمفهوم الأبوة
النبوية المصحوبة بكامل الرأفة والرحمة .. مما يحرك فيك شيئا من محبته المستحقة له
.. فتطيعه وتتبعه قدر استطاعتك ..
- وأرجو من الله أن يكون هذا العمل هو عملا متقبلا .. وأن تكون هدية محبة مقبولة عنده صلى الله عليه وسلم ..
آمين يا رب العالمين .
- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..
***********************
..::
الفصل
الأول ::..:: عن التعريف بمفهوم الأب الروحي ::********************..:: س1: ما هو سبب كتابة هذه الرسالة ؟ ::.. #- هناك أسباب وراء كتابة هذه الرسالة.. منها: 1- خدمة ومحبة في النبي صلى الله عليه وسلم .. بل وتوقيرا له صلى الله عليه وسلم. 2- هو إظهار وتذوق جمال خصوصية نبوية قد لا ينتبه لها
الكثير من المؤمنين ..
وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو المؤمنين كما نفهم ذلك من كلام الله في
القرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. وأدق خصائص هذه الأبوة هي انه بالمؤمنين
رؤوف رحيم .. وسيأتي تفصيل بيان ما سبق إن شاء الله . 3- قد وجدت في نفوس بعض المؤمنين المحبين لله ورسوله .. رغبة في نفوسهم أن لو كانوا من نسب النبي صلى الله
عليه وسلم.. فيصيبهم بذلك شيئا من الحزن .. ولكنهم لم ينتبهوا أنه لو كانوا فقدوا
الأبوة الجسدية فلازالت لهم الأبوة الروحية أي الأبوة النبوية المحاطة بالرأفة
والرحمة الخاصة منه لهم .. - بل ووجدت
في نفوس البعض الآخر من المحبين لله ورسوله
.. من وجد في نفسه مشقة وألم بل وغرابة شديدة حينما يعلم من بعض الجهلاء أن الطريق
الصوفي لا وصول فيه إلا لمن هو من نسب النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذه درجة
كرامة وولاية لا تكون إلا لهم ..!! - وكأن النسب هو من يكسبهم الإيمان
والصفاء الباطني .. وليس العمل الصادق مع الله ..!! #- ومن أجل هذه الأسباب
الثلاثة السابقة .. أحببت
أن أوضح مفهوم الأبوة النبوية .. حتى لا يحزن المؤمن الذي لا يجد في نفسه أنه
منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم .. لأنه إن لم يكن منسوب بالدم فهو منسوب بالحكم
.. أي بالحكم الإلهي في القرآن حيث أن الله هو من حكم بذلك أن النبي صلى الله عليه
وسلم هو أبا لنا كحقيقة إيمانية .. حيث يقول تعالى: (النَّبِيُّ
أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)
الأحزاب6.- ويقول النبي صلى الله
عليه وسلم: (إنَّما أنا لكم بمَنزِلةِ الوالِدِ
أُعَلِّمُكم) صحيح أبي داود. ****************************..:: س2: هل قولنا
عن النبي أنه أبو المؤمنين فيه نوعا من الغلو ؟ ::.. 1- قد يخطر على بال البعض من وسوسة الشيطان له ..
أن قولنا عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أبا للمؤمنين .. فيه نوعا من الغلو
المذموم قوله في حق النبي صلى الله عليه وسلم .. 2- ولكن الحقيقة أن هذا خاطر شيطاني لمن يخطر بباله ذلك .. لأن
الغلو إنما يكون في أن تصف النبي صلى الله عليه وسلم بوصف إلهي مختص به نفسه ولا
يصح لغيره مثل أن تقول أنه إله أو بن الإله أو الخالق .. ودليل ذلك قوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا
تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ)
النساء171. - ولذلك قال
النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تُطْروني، كما أطْرَتِ النصارى ابنَ مريمَ، فإنما أنا
عبدُه، فقولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه) صحيح البخاري .- وقوله (لا تطروني): أي لا تمدحوني . 3- فأبسط سؤال
يأتي للعقل ويسأله .. وهو بماذا أطرت النصارى المسيح حتى نهى النبي عن ذلك ؟- سنجد أنهم قد
أطروه كما
جاء في بعض آيات القرآن بأنهم جعلوه "الله"، أو "بن الله"، أو
"ثالث ثلاثة" .. وهي ألفاظ عقائدية تشير إلى إثبات ألوهية للمسيح بطريقة
أو بأخرى .. 4- إذن
الغلو في الوصف الإنساني: معناه تجاوز الحد
المسموح به في توقير الإنسان حتى ترتقي به لدرجة الألوهية .. مثلما فعل بعض أهل
الكتاب من النصارى .. حيث قال البعض عنه أنه الإله والبعض قال بن الإله ..!! - ولمعرفة
المزيد عن مسألة الغلو في مدح النبي صلى
الله عليه وسلم فارجع إلى رسالة (الرد على جماعة العَو
الذين وصفوا توقير النبي بالغلو) .. يسر الله في إخراجها إن شاء الله. ********************* ..:: س3: هل جاء
وصف النبي بأنه الأب الروحي للمؤمنين كتب العلماء ؟ ::..(وما معنى الولادة
الروحية الأولى والثانية لمكاشفة الملكوت ؟) - جاء ذلك
وصف (الأب
الروحاني) في كلام الشيخ بن تيميه رحمه الله وذلك نقلا عما قاله العلماء
عند كلامهم في آية: (النَّبِيُّ
أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) الأحزاب6 .. - وقد
ذكرت لك مصدرين من كلام الشيخ بن تيمية للأمانة العلمية ..
حيث نقلت لك مرة مفهوم فتواه من مختصر الفتاوى المصرية .. ومرة نص كلامه نفسه في
الفتوى من كتاب جامع المسائل .. - وإن كان
كلا المصدرين قريب اللفظ والمعنى .. إلا
أن القول عن (الأب الروحاني) منسوب في مختصر الفتاوى لابن تيميه .. ولكن بن تيميه
نفسه نسب هذا التوصيف (الأب الروحاني) لما قاله العلماء في تفسير الآية السابقة ..
ولعل صاحب مختصر فتاويه حينما لم يجد اعتراض الشيخ بن تيميه على الوصف فنسبه إليه
.. والله أعلم . - ثم وجدت
الشيخ محمد علي الصابوني رحمه الله قد
ذكر هذا الوصف في كتابه روائع البيان في تفسير آيات الأحكام .. كما سأذكر ذلك بعد
قليل عن شاء الله . #- أولا: من مفهوم فتوى الشيخ بن تيمية رحمه الله (المتوفى:728هـ) في
مقارنة بين الوالد الأب الجثماني والأب الروحاني:- معنى قَوْله
تَعَالَى: (النَّبِيُّ
أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) الأحزاب6 .. فَهُوَ الْأَب الروحاني .. وَالْوَالِد هو الْأَب الجثماني
..- وَهُوَ صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم سبب السعادة الأبدية للمؤمن في الدنيا والآخرة .. والأب "الوالد" سبب لوجوده في الدنيا.- ومعلوم أن
الإنسان يجب
عليه أن يطيع معلمه الذي يدعوه إلى الخير ويأمره الله، ولا يجوز له أن يطيع أباه
في مخالفة هذا الداعي .. لأنه يدله على ما ينفعه ويقربه إلى ربه ويحصل له باتباعه
السعادة الأبدية ..- فظهر فضل الأب
الروحاني على الأب
الجثماني ..
فهذا أبوه في الدين، وذاك أبوه في الطين، وأين هذا من هذا؟!مختصر الفتاوى المصرية لابن تيميه ج1 ص174 #- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على مختصر فتوى الشيخ بن
تيميه رحمه الله:- ليس هذا هو نص كلام الشيخ
بن تيميه وإنما هو مختصر من مفهوم فتواه وقد كتبه أحد العلماء الحنابلة وهو بدر
الدين البعلي .. ولكن أصل كلام الشيخ بن تيميه رحمه
الله هكذا من فتواه التي كتبها بيده مما سبق بيانه في المختصر: قال تعالى:
(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ
وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) ، وفي القراءة الأخرى: "وهو أب
لهم".- وقد تكلم الناس في هذا
المقام بكلام كثير، قالوا: هذا
هو الأب الروحاني، وهذا هو الأب الجثماني، وهذا هو سببٌ للسعادة الأبدية من الدار
الآخرة، وهذا سببٌ لوجوده في الدنيا. (نقلا من جامع المسائل لابن تيميه ص274 - المجموعة
الرابعة). #- انتبه أخي الحبيب: ليس معنى أن الشيخ بن تيميه قال أن من
العلماء من قال بالأب الروحي والأب الجثماني .. أنه هو لم يكن يقول بذلك .. بل كان يقول بذلك أيضا ..
وقد سمعه تلميذه بن القيم يقول بذلك .. وإليك ما قاله بن القيم عن شيخه بن تيميه
رحمهما الله . #- يقول تلميذه بن القيم رحمه الله (المتوفى:
751هـ):- مما ُذكر عن المسيح عليه
السلام أنه قال: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَنْ تَلِجُوا
مَلَكُوتَ السَّمَاءِ حَتَّى تُولَدُوا مَرَّتَيْنِ) .- وسمعت شيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله يذكر ذلك ويفسره بأن الولادة نوعان:- أحدهما: هذه المعروفة ..- والثانية: ولادة القلب والروح وخروجهما من مشيمة النفس
وظلمة الطبع ..- قال"أي
الشيخ بن تيميه": وهذه الولادة لما كانت
بسبب الرسول كان كالأب للمؤمنين .. وقد قرأ أبي بن كعب رضي الله عنه: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ) .. قال: ومعنى هذه الآية والقراءة في قوله تعالى: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) الأحزاب6 ..، إذ ثبوت أمومة
أزواجه لهم .. فرع عن ثبوت أبوته.- قال "أي الشيخ بن تيميه": فَالشَّيْخُ وَالْمُعَلِّمُ
وَالْمُؤَدِّبُ أَبُ
الرُّوحِ .. وَالْوَالِدُ أَبُ الْجِسْمِ. (نقلا من مدارج السالكين ج3 ص70) #- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على مفهوم الولادتين .. بما
جال بخاطري:الذي
أراه في مفهوم الولادتين .. هو الآتي:1- الولادة الأولى: هي ظهور الإيمان في القلب مع الإعتقاد بيقين فيما تؤمن
به . 2- الولادة الثانية: هو الإرتقاء بهذا الإيمان لتزكية القلب وتطهيره .. حتي
ينفتح قلبك ويصبح محلا لاستقبال الصفات الروحية التي قد تكون سببا في حدوث نوعا من
مكاشفة الملكوت الأعلى كنوع من الكرامة الخاصة للمؤمن .. #-
لماذا اخترت ما جال بخاطري في مفهوم الولادتين ؟- لأنه لو
كان المقصد من أحدى الولادتين هو الولادة الطبيعية ..
فلماذا قال عيسى عليه السلام لبني اسرائيل أن دخول الملكوت بولادتين .. إذ هم أصلا
موجودين وحاضرين معه ..!!- ولكنه
أراد ان يفهمهم أن طريق الملكوت يبدأ من الإيمان
بالرسل الذي هو منهم ثم ترتقي بما يقوله لك هذا الرسول وتتبعه ليكون سببا في
الإرتقاء بإيمانك إلى مراتب الإحسان والتي يكون منها نوعا من مكاشفة الملكوت ..-
هذا رأيي .. والله أعلم. - ثانيا: من كلام العلماء بوصف
الأب الروحي .. ما قاله الشيخ محمد الصابوني رحمه الله (المتوفى:1442هـ):- قرأ الجمهور: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ وأزواجُه أمّهاتُهم) الأحزاب6.- قال أبو السعود "المفسر": وقُرئ (وأزواجُه أمّهاتُهم
وهو أبٌ لهم) أي في الدين .. فإنّ كلّ نبيّ أب لأمته من حيث إنه أصل فيما به الحياة الأبدية،
ولذلك صار المؤمنون إخوة.- أقول (أي الشيخ الصابوني): هذه القراءة تحمل على أنها تفسير لقوله
تعالى: {وأزواجه
أمهاتهم}
وهي قراءة عبد الله وكذلك في مصحف (أبيّ بن كعب) فإذا كان أزواجه الطاهرات أمهات
المؤمنين، فهو عليه السلام أبٌ للمؤمنين، ولا شك أن الأب
الروحي أعظم قدراً من الأب الجسدي .. وقد قال مجاهد: كل نبيِّ أبٌ لأمته،
يعني في الدين.روائع البيان في
تفسير آيات الأحكام ج2 ص277 *********************** ..:: س4: ما معنى
توصيف فلان بأنه الأب الروحي وكيف نفهم ذلك كوصف بيان للأبوة النبوية ؟ ::.. - كثيرا نسمع
أن فلان أباه الروحي هو المعلم أو المربي أو الشيخ كذا ..
وهذا كثيرا يقال خاصة بين الطالب والمعلم .. فيكون المعلم هو الأب الروحي للطالب
أو لجماعة من الطلبة .. ويقال بين الأيتام ومن يقوم بتربيهم ورعايتهم .. ويقال لكل
قائد يقود جماعة فيكون مرشدا لهم وسببا لعزيمتهم ..- ولكن لماذا يقال هذا التوصيف ؟- وكيف
نفهمه لو أشرنا إليه للأبوة النبوية ؟ #-
قلت (خالد صاحب الرسالة):- وصف
"الأب الروحي" .. هو توصيف لمن
يتأثر بمن يعلمه حتى يكتسب منه تعليمه ويتطبع به في نفسه وينشره .. 1- فكونه (الأب): أي
هو الذي يربيك ويكسبك طباع خاصة من وراء تعليمه لك .. وقد تكون هذه الصفات حسنة أو
سيئة .. 2- أما عن كون هذا المعلم أو المربي موصوف
بكونه (روحي) فهذا لسببين:- الأول: لأنه
ليس أباك الحقيقي بالنسب ..- الثاني: ولأنه
يؤثر عليك فيك باطنيا في عقلك وقلبك من خلال علمه وأفكاره .. فكان مؤثرا في قواك الباطنية
.. ولذلك يسمى أباك الروحي لأنك تأثرت به باطنيا وهو من شحن فيك هذه القوى
الباطنية . #- إذن
فالشخص الذي يوصف بأنه أبا روحيا .. فهذا
باعتبار تأثيره بفكره وعلمه وسلوكه فيمن حوله حتى تأثروا به واعتقدوا بصحة فكره
وعلمه واتبعوه .. - والتأثير
الروحي .. هو وصف مجازي لمن يؤثر في شخص باطنيا
"أي في عقله وقلبه" من خلال علمه وفكره .. وهذا بخلاف التأثير المادي
الذي يظهر أثره على تغذية الأجساد ونموها بالطعام والشراب ..!! #- ثانيا: كيف نفهم
وصف الأب الروحي مع النبي صلى الله عليه وسلم .. كما قد أشار لذلك بعض العلماء ؟!!1- كلمة (أب) تعني
المُربِّي .. وكلمة (روحي) إشارة مجازية لباطن
الإنسان .. والمقصد هو أنه المغذي لباطني بالإيمان الذي به حياة قلبي وعقلي وفيه
سعادتي الأبدية .. وذلك بخلاف حال الأب الحقيقي بالنسب الذي يغذي ظاهري الجسدي
بالطعام والشراب. 2- يكون
مفهوم أن النبي هو الأب الروحي للمؤمنين .. لأنه
يؤثر في باطن الإنسان من عقل وقلب بالإيمان الحق فتطيعه وتتبعه وتتكلم بكلامه
وتنشر تعاليمه .. والله أعلم . #- وليس المقصد من توضيح هذا الوصف هو كما قد يظن البعض أن تصلي على النبي أو تسلم عليه فتقول: " السلام عليك يا أبي
الروحي" .. بكل تأكيد
لا ..!! - ولكن وصف (الأب الروحي) هذا يسمى وصف بيان .. لكونه مؤثرا في باطننا (أي عقولنا وقلوبنا) بالإيمان .. بخلاف الأب
بالنسب الذي يؤثر في بناء اجسادنا بالطعام والشراب .. - إذن هذا الوصف (الأب الروحي) ليس وصفا لتسلم به على النبي .. وإن كان يجوز لك أن تقول أنه أبو
المؤمنين وتسلم عليه بهذا الوصف .. وعلى هذا كثير من العلماء .. - فكلمة الروحية .. توصيف
لحقيقة هذه الأبوة بأنها ليست أبوة جسدية أو أبوة نسب يترتب عليها أحكام شرعية المتعلقة
بين الولد وأبيه .. ولذلك قال تعالى: (مَا كانَ
مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ
النَّبِيِّينَ) الأحزاب40.. - فجزئية قوله (مَا كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) أشارت إلى نفي أبوة النسب الجسدي. - وجزئية قوله (وَلكِنْ رَسُولَ
اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) أشارت إلى إثبات الأبوة الروحية والتي هي
معنى مجازي لكونه صلى الله عليه وسلم المعلم والمربي والمرشد إلى الإيمان بالحق جل
شأنه . #- وخلاصة القول:- هو أن المقصد من وصف الأبوة النبوية "بالروحية" هو كونه مربي باطن الإنسان (عقلا وقلبا) على الإيمان الصحيح الذي
يكون به استقامته الدنيوية وسعادته الأبدية ..- والله
أعلم . *****************
..::
الفصل
الأول ::..:: عن التعريف بمفهوم الأب الروحي ::********************..:: س1: ما هو سبب كتابة هذه الرسالة ؟ ::.. #- هناك أسباب وراء كتابة هذه الرسالة.. منها: 1- خدمة ومحبة في النبي صلى الله عليه وسلم .. بل وتوقيرا له صلى الله عليه وسلم. 2- هو إظهار وتذوق جمال خصوصية نبوية قد لا ينتبه لها
الكثير من المؤمنين ..
وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو المؤمنين كما نفهم ذلك من كلام الله في
القرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. وأدق خصائص هذه الأبوة هي انه بالمؤمنين
رؤوف رحيم .. وسيأتي تفصيل بيان ما سبق إن شاء الله . 3- قد وجدت في نفوس بعض المؤمنين المحبين لله ورسوله .. رغبة في نفوسهم أن لو كانوا من نسب النبي صلى الله
عليه وسلم.. فيصيبهم بذلك شيئا من الحزن .. ولكنهم لم ينتبهوا أنه لو كانوا فقدوا
الأبوة الجسدية فلازالت لهم الأبوة الروحية أي الأبوة النبوية المحاطة بالرأفة
والرحمة الخاصة منه لهم .. - بل ووجدت
في نفوس البعض الآخر من المحبين لله ورسوله
.. من وجد في نفسه مشقة وألم بل وغرابة شديدة حينما يعلم من بعض الجهلاء أن الطريق
الصوفي لا وصول فيه إلا لمن هو من نسب النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذه درجة
كرامة وولاية لا تكون إلا لهم ..!! - وكأن النسب هو من يكسبهم الإيمان
والصفاء الباطني .. وليس العمل الصادق مع الله ..!! #- ومن أجل هذه الأسباب
الثلاثة السابقة .. أحببت
أن أوضح مفهوم الأبوة النبوية .. حتى لا يحزن المؤمن الذي لا يجد في نفسه أنه
منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم .. لأنه إن لم يكن منسوب بالدم فهو منسوب بالحكم
.. أي بالحكم الإلهي في القرآن حيث أن الله هو من حكم بذلك أن النبي صلى الله عليه
وسلم هو أبا لنا كحقيقة إيمانية .. حيث يقول تعالى: (النَّبِيُّ
أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)
الأحزاب6.- ويقول النبي صلى الله
عليه وسلم: (إنَّما أنا لكم بمَنزِلةِ الوالِدِ
أُعَلِّمُكم) صحيح أبي داود. ****************************..:: س2: هل قولنا
عن النبي أنه أبو المؤمنين فيه نوعا من الغلو ؟ ::.. 1- قد يخطر على بال البعض من وسوسة الشيطان له ..
أن قولنا عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أبا للمؤمنين .. فيه نوعا من الغلو
المذموم قوله في حق النبي صلى الله عليه وسلم .. 2- ولكن الحقيقة أن هذا خاطر شيطاني لمن يخطر بباله ذلك .. لأن
الغلو إنما يكون في أن تصف النبي صلى الله عليه وسلم بوصف إلهي مختص به نفسه ولا
يصح لغيره مثل أن تقول أنه إله أو بن الإله أو الخالق .. ودليل ذلك قوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا
تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ)
النساء171. - ولذلك قال
النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تُطْروني، كما أطْرَتِ النصارى ابنَ مريمَ، فإنما أنا
عبدُه، فقولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه) صحيح البخاري .- وقوله (لا تطروني): أي لا تمدحوني . 3- فأبسط سؤال
يأتي للعقل ويسأله .. وهو بماذا أطرت النصارى المسيح حتى نهى النبي عن ذلك ؟- سنجد أنهم قد
أطروه كما
جاء في بعض آيات القرآن بأنهم جعلوه "الله"، أو "بن الله"، أو
"ثالث ثلاثة" .. وهي ألفاظ عقائدية تشير إلى إثبات ألوهية للمسيح بطريقة
أو بأخرى .. 4- إذن
الغلو في الوصف الإنساني: معناه تجاوز الحد
المسموح به في توقير الإنسان حتى ترتقي به لدرجة الألوهية .. مثلما فعل بعض أهل
الكتاب من النصارى .. حيث قال البعض عنه أنه الإله والبعض قال بن الإله ..!! - ولمعرفة
المزيد عن مسألة الغلو في مدح النبي صلى
الله عليه وسلم فارجع إلى رسالة (الرد على جماعة العَو
الذين وصفوا توقير النبي بالغلو) .. يسر الله في إخراجها إن شاء الله. ********************* ..:: س3: هل جاء
وصف النبي بأنه الأب الروحي للمؤمنين كتب العلماء ؟ ::..(وما معنى الولادة
الروحية الأولى والثانية لمكاشفة الملكوت ؟) - جاء ذلك
وصف (الأب
الروحاني) في كلام الشيخ بن تيميه رحمه الله وذلك نقلا عما قاله العلماء
عند كلامهم في آية: (النَّبِيُّ
أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) الأحزاب6 .. - وقد
ذكرت لك مصدرين من كلام الشيخ بن تيمية للأمانة العلمية ..
حيث نقلت لك مرة مفهوم فتواه من مختصر الفتاوى المصرية .. ومرة نص كلامه نفسه في
الفتوى من كتاب جامع المسائل .. - وإن كان
كلا المصدرين قريب اللفظ والمعنى .. إلا
أن القول عن (الأب الروحاني) منسوب في مختصر الفتاوى لابن تيميه .. ولكن بن تيميه
نفسه نسب هذا التوصيف (الأب الروحاني) لما قاله العلماء في تفسير الآية السابقة ..
ولعل صاحب مختصر فتاويه حينما لم يجد اعتراض الشيخ بن تيميه على الوصف فنسبه إليه
.. والله أعلم . - ثم وجدت
الشيخ محمد علي الصابوني رحمه الله قد
ذكر هذا الوصف في كتابه روائع البيان في تفسير آيات الأحكام .. كما سأذكر ذلك بعد
قليل عن شاء الله . #- أولا: من مفهوم فتوى الشيخ بن تيمية رحمه الله (المتوفى:728هـ) في
مقارنة بين الوالد الأب الجثماني والأب الروحاني:- معنى قَوْله
تَعَالَى: (النَّبِيُّ
أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) الأحزاب6 .. فَهُوَ الْأَب الروحاني .. وَالْوَالِد هو الْأَب الجثماني
..- وَهُوَ صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم سبب السعادة الأبدية للمؤمن في الدنيا والآخرة .. والأب "الوالد" سبب لوجوده في الدنيا.- ومعلوم أن
الإنسان يجب
عليه أن يطيع معلمه الذي يدعوه إلى الخير ويأمره الله، ولا يجوز له أن يطيع أباه
في مخالفة هذا الداعي .. لأنه يدله على ما ينفعه ويقربه إلى ربه ويحصل له باتباعه
السعادة الأبدية ..- فظهر فضل الأب
الروحاني على الأب
الجثماني ..
فهذا أبوه في الدين، وذاك أبوه في الطين، وأين هذا من هذا؟!مختصر الفتاوى المصرية لابن تيميه ج1 ص174 #- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على مختصر فتوى الشيخ بن
تيميه رحمه الله:- ليس هذا هو نص كلام الشيخ
بن تيميه وإنما هو مختصر من مفهوم فتواه وقد كتبه أحد العلماء الحنابلة وهو بدر
الدين البعلي .. ولكن أصل كلام الشيخ بن تيميه رحمه
الله هكذا من فتواه التي كتبها بيده مما سبق بيانه في المختصر: قال تعالى:
(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ
وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) ، وفي القراءة الأخرى: "وهو أب
لهم".- وقد تكلم الناس في هذا
المقام بكلام كثير، قالوا: هذا
هو الأب الروحاني، وهذا هو الأب الجثماني، وهذا هو سببٌ للسعادة الأبدية من الدار
الآخرة، وهذا سببٌ لوجوده في الدنيا. (نقلا من جامع المسائل لابن تيميه ص274 - المجموعة
الرابعة). #- انتبه أخي الحبيب: ليس معنى أن الشيخ بن تيميه قال أن من
العلماء من قال بالأب الروحي والأب الجثماني .. أنه هو لم يكن يقول بذلك .. بل كان يقول بذلك أيضا ..
وقد سمعه تلميذه بن القيم يقول بذلك .. وإليك ما قاله بن القيم عن شيخه بن تيميه
رحمهما الله . #- يقول تلميذه بن القيم رحمه الله (المتوفى:
751هـ):- مما ُذكر عن المسيح عليه
السلام أنه قال: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَنْ تَلِجُوا
مَلَكُوتَ السَّمَاءِ حَتَّى تُولَدُوا مَرَّتَيْنِ) .- وسمعت شيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله يذكر ذلك ويفسره بأن الولادة نوعان:- أحدهما: هذه المعروفة ..- والثانية: ولادة القلب والروح وخروجهما من مشيمة النفس
وظلمة الطبع ..- قال"أي
الشيخ بن تيميه": وهذه الولادة لما كانت
بسبب الرسول كان كالأب للمؤمنين .. وقد قرأ أبي بن كعب رضي الله عنه: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ) .. قال: ومعنى هذه الآية والقراءة في قوله تعالى: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) الأحزاب6 ..، إذ ثبوت أمومة
أزواجه لهم .. فرع عن ثبوت أبوته.- قال "أي الشيخ بن تيميه": فَالشَّيْخُ وَالْمُعَلِّمُ
وَالْمُؤَدِّبُ أَبُ
الرُّوحِ .. وَالْوَالِدُ أَبُ الْجِسْمِ. (نقلا من مدارج السالكين ج3 ص70) #- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على مفهوم الولادتين .. بما
جال بخاطري:الذي
أراه في مفهوم الولادتين .. هو الآتي:1- الولادة الأولى: هي ظهور الإيمان في القلب مع الإعتقاد بيقين فيما تؤمن
به . 2- الولادة الثانية: هو الإرتقاء بهذا الإيمان لتزكية القلب وتطهيره .. حتي
ينفتح قلبك ويصبح محلا لاستقبال الصفات الروحية التي قد تكون سببا في حدوث نوعا من
مكاشفة الملكوت الأعلى كنوع من الكرامة الخاصة للمؤمن .. #-
لماذا اخترت ما جال بخاطري في مفهوم الولادتين ؟- لأنه لو
كان المقصد من أحدى الولادتين هو الولادة الطبيعية ..
فلماذا قال عيسى عليه السلام لبني اسرائيل أن دخول الملكوت بولادتين .. إذ هم أصلا
موجودين وحاضرين معه ..!!- ولكنه
أراد ان يفهمهم أن طريق الملكوت يبدأ من الإيمان
بالرسل الذي هو منهم ثم ترتقي بما يقوله لك هذا الرسول وتتبعه ليكون سببا في
الإرتقاء بإيمانك إلى مراتب الإحسان والتي يكون منها نوعا من مكاشفة الملكوت ..-
هذا رأيي .. والله أعلم. - ثانيا: من كلام العلماء بوصف
الأب الروحي .. ما قاله الشيخ محمد الصابوني رحمه الله (المتوفى:1442هـ):- قرأ الجمهور: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ وأزواجُه أمّهاتُهم) الأحزاب6.- قال أبو السعود "المفسر": وقُرئ (وأزواجُه أمّهاتُهم
وهو أبٌ لهم) أي في الدين .. فإنّ كلّ نبيّ أب لأمته من حيث إنه أصل فيما به الحياة الأبدية،
ولذلك صار المؤمنون إخوة.- أقول (أي الشيخ الصابوني): هذه القراءة تحمل على أنها تفسير لقوله
تعالى: {وأزواجه
أمهاتهم}
وهي قراءة عبد الله وكذلك في مصحف (أبيّ بن كعب) فإذا كان أزواجه الطاهرات أمهات
المؤمنين، فهو عليه السلام أبٌ للمؤمنين، ولا شك أن الأب
الروحي أعظم قدراً من الأب الجسدي .. وقد قال مجاهد: كل نبيِّ أبٌ لأمته،
يعني في الدين.روائع البيان في
تفسير آيات الأحكام ج2 ص277 *********************** ..:: س4: ما معنى
توصيف فلان بأنه الأب الروحي وكيف نفهم ذلك كوصف بيان للأبوة النبوية ؟ ::.. - كثيرا نسمع
أن فلان أباه الروحي هو المعلم أو المربي أو الشيخ كذا ..
وهذا كثيرا يقال خاصة بين الطالب والمعلم .. فيكون المعلم هو الأب الروحي للطالب
أو لجماعة من الطلبة .. ويقال بين الأيتام ومن يقوم بتربيهم ورعايتهم .. ويقال لكل
قائد يقود جماعة فيكون مرشدا لهم وسببا لعزيمتهم ..- ولكن لماذا يقال هذا التوصيف ؟- وكيف
نفهمه لو أشرنا إليه للأبوة النبوية ؟ #-
قلت (خالد صاحب الرسالة):- وصف
"الأب الروحي" .. هو توصيف لمن
يتأثر بمن يعلمه حتى يكتسب منه تعليمه ويتطبع به في نفسه وينشره .. 1- فكونه (الأب): أي
هو الذي يربيك ويكسبك طباع خاصة من وراء تعليمه لك .. وقد تكون هذه الصفات حسنة أو
سيئة .. 2- أما عن كون هذا المعلم أو المربي موصوف
بكونه (روحي) فهذا لسببين:- الأول: لأنه
ليس أباك الحقيقي بالنسب ..- الثاني: ولأنه
يؤثر عليك فيك باطنيا في عقلك وقلبك من خلال علمه وأفكاره .. فكان مؤثرا في قواك الباطنية
.. ولذلك يسمى أباك الروحي لأنك تأثرت به باطنيا وهو من شحن فيك هذه القوى
الباطنية . #- إذن
فالشخص الذي يوصف بأنه أبا روحيا .. فهذا
باعتبار تأثيره بفكره وعلمه وسلوكه فيمن حوله حتى تأثروا به واعتقدوا بصحة فكره
وعلمه واتبعوه .. - والتأثير
الروحي .. هو وصف مجازي لمن يؤثر في شخص باطنيا
"أي في عقله وقلبه" من خلال علمه وفكره .. وهذا بخلاف التأثير المادي
الذي يظهر أثره على تغذية الأجساد ونموها بالطعام والشراب ..!! #- ثانيا: كيف نفهم
وصف الأب الروحي مع النبي صلى الله عليه وسلم .. كما قد أشار لذلك بعض العلماء ؟!!1- كلمة (أب) تعني
المُربِّي .. وكلمة (روحي) إشارة مجازية لباطن
الإنسان .. والمقصد هو أنه المغذي لباطني بالإيمان الذي به حياة قلبي وعقلي وفيه
سعادتي الأبدية .. وذلك بخلاف حال الأب الحقيقي بالنسب الذي يغذي ظاهري الجسدي
بالطعام والشراب. 2- يكون
مفهوم أن النبي هو الأب الروحي للمؤمنين .. لأنه
يؤثر في باطن الإنسان من عقل وقلب بالإيمان الحق فتطيعه وتتبعه وتتكلم بكلامه
وتنشر تعاليمه .. والله أعلم . #- وليس المقصد من توضيح هذا الوصف هو كما قد يظن البعض أن تصلي على النبي أو تسلم عليه فتقول: " السلام عليك يا أبي
الروحي" .. بكل تأكيد
لا ..!! - ولكن وصف (الأب الروحي) هذا يسمى وصف بيان .. لكونه مؤثرا في باطننا (أي عقولنا وقلوبنا) بالإيمان .. بخلاف الأب
بالنسب الذي يؤثر في بناء اجسادنا بالطعام والشراب .. - إذن هذا الوصف (الأب الروحي) ليس وصفا لتسلم به على النبي .. وإن كان يجوز لك أن تقول أنه أبو
المؤمنين وتسلم عليه بهذا الوصف .. وعلى هذا كثير من العلماء .. - فكلمة الروحية .. توصيف
لحقيقة هذه الأبوة بأنها ليست أبوة جسدية أو أبوة نسب يترتب عليها أحكام شرعية المتعلقة
بين الولد وأبيه .. ولذلك قال تعالى: (مَا كانَ
مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ
النَّبِيِّينَ) الأحزاب40.. - فجزئية قوله (مَا كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) أشارت إلى نفي أبوة النسب الجسدي. - وجزئية قوله (وَلكِنْ رَسُولَ
اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) أشارت إلى إثبات الأبوة الروحية والتي هي
معنى مجازي لكونه صلى الله عليه وسلم المعلم والمربي والمرشد إلى الإيمان بالحق جل
شأنه . #- وخلاصة القول:- هو أن المقصد من وصف الأبوة النبوية "بالروحية" هو كونه مربي باطن الإنسان (عقلا وقلبا) على الإيمان الصحيح الذي
يكون به استقامته الدنيوية وسعادته الأبدية ..- والله
أعلم . *****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .
نور على نور استاذنا الفاضل
ردحذفوجبر الله خاطرك كما اسعفت قلوبنا بهذه الرسالة الروحية
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي صلاة حب توصل القلوب به يقظة ومناما وعلى آله وسلم
نور على نور يا باب من أبواب الرسول سقاك الله من قلب النبي أستاذي الحبيب
ردحذفيشتاق القلب لحبيبه وتدمع العين على فراقه وتتمنى النفس لقائه ياسيدي يا رسول الله يا نور الهدى يا من أشرقت الدنيا بنوره وسكن القلب بذكره وتطهرت النفس بإتباعه فداك نفسي ورحي وأهلي ومالي يا سيدي يا رسول الله
********************************************
اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي نور الأنوار وسر الأسرار ومفتاح باب اليسار وعلى آله وسلم
بارك الله فيك
ردحذفالسلام عليك يا والدي الروحي
ردحذفينفطر قلبي حين أسمعهم يقولون عن حب النبي صلى الله عليه وسلم ومدحه غلو
وددت لو أمسكت كل واحد منهم و شققت صدره و أشعلت فيه فتيل الحب ليضيء قلبه و يرى نور حبيبه
وددت لو أخبرتهم أن الحب غلبة حال لا يعرفها إلا من إشعلت نار شوق في صدره
وددت لو أخبرتهم أن المحروم ليس من حرم حضن الأم والأب
وأن المحروم ليس من حرم المال والبنين
وددت لو أخبرتهم أن المحروم من حرم حب النبي صلى الله عليه وسلم ،حضن النبي،شوق النبي،شفاعة النبي،سلام النبي
كل ما حزب بي أمر وضاقت عليا دنيا بما رحبت
جلست جلوس طفل صغير الذي فقد النغير وشرعت بالصلاة والسلام على صاحب القلب الحنون والدي الرسول
وما نهضت من مجلسي إلا وقد مسح على قلبي ببركة الصلاة عليه
وددت لو أخبرهم أنه كلما خارت قواي و انطفأ بريق الأمل وشعرت بوحدة وشوق للوالدي بعثت له من قلبي أنينا كأنين جذع يحن شوقا ليد أب تمسح دمعه وحضن أم تهدأ روعه فلا أقوم إلا وقد رسمت البسمة على الوجه و زملتني أنوار بركة الصلاة عليه
وددت لو أخبرتهم بأنه أنيس روح في وحشتها إن مات الأهل و ذهب الأصحاب
وددت لو أخبرتهم بأنه شعاع الأمل لتحمل كل صعاب
وددت لو أخبرتهم بأنه منبع الحب والحنان
وددت لو أخبرتهم بأنه قبلة كل عاشق في كل مكان وزمان
وددت لو أخبرتهم بأن من حن على طفل النغير يحن على كل قلب يإن
وددت لو أخبرتهم أن من حضن جذع نخلة ليهدأ من روعه يحضن كل قلب محب
وددت لو أخبرهم بأنه باب الوصول مغيث اللهفان والموصول به نال الأمن والأمان
وددت لو أخبرهم بأنه يعرف كل من يحبه بإسمه و يرد عليه السلام
وددت لو أخبرتهم أنه يستوحش إن غاب أو نسي محب ومر يوم ولم يسلم عليه
وددت لو أخبرهم بأن حبه لهم أكبر. وأعظم من حبهم له
وددت لو أخبر من يقول بأنه مات وفارق الحياة بأنه حي في القلوب لا يموت إلا لو القلب مات فأنظر لقلبك
وددت لو أخبرهم بأن الأحباب أحياء وإن فارقوا الحياة و أن ذكرهم يكون أقوى برحيلهم فالشوق نار لا يطفئها إلا اللقاء
وددت لو شققت الصدور ونثرت فتيل الحب والعطور لتصلي و تسلم على حبيبي ووالدي الرسول
يكفيني فخرا وعزا أنه لي رسول ونبي ووالد روحي
السلام عليك يا سيدي يا رسول الله
السلام عليك يا سيدي يا نبي الله
السلام عليك يا حبيبي يا رسول الله
السلام عليك يا والدي يا قرة عيني يا رسول الله
بأبي وأمي وأهلي أنت يا حبيبي يا رسول الله
عطر الجنة 🕊
رسالة نور هدية لرسول بكل حب وسرور أججت في الأحشاء لهيب الأشواق فنثرت العبرات و أخرجت العبارات
ردحذفتقبلها الله بقبول حسن و جعلها كلمات موصولة من قلبك إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم
تعرض عليه فيفرح بها ويفترخ بك ويدعوا لك
عجزت حروفي عن كلام ففي حضرة الحب كل العبارات خائنة فكلمة والدي الروحي كلمة قصيرة معانيها كبيرة لا تترجم بحروف ولا بالكلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم والدي الروحي أقولها بكل عز وفخر
( من القلب إلى القلب أستاذي الفاضل أنت والدي الروحي بما تحمله الكلمة من معاني لا تقال)
جزاك الله عنا كل خير وجعلك موصولا بسيدنا ووالدينا الرسول صلى الله عليه و سلم
املأ فؤادكَ بالغرام لأحمدٍ
ردحذففغرامُ أحمدَ رفعةٌ وضياءُ
إن كان رب العالمين أحبهُ
فالحبُ فيهِ فريضةٌ ورضاءُ
فمحبةُ المختارِ نور قلوبنا
وبها تنارُ دروبنا الظلماءُ
شرفٌ لقلبك أن يحب محمداً
فهو الطبيبُ وللقلوبُ دواءُ
يا عاشقينَ تمتعوا في حبهِ
صدقُ المحبةَ للقلوبِ صفاءُ
اللهم صل و سلم و زد كرما سيدنا و مولانا محمد النبي الأمي و على آله و صحبه أجمعين
أكرمك الله أستاذي العزيز وجعله في ميزان حسناتك وزادك نور على نور
ردحذفاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الله الله تبارك الله
ردحذفالله الله تبارك الله
ياسعد عبد قرع أبواب مولاه
ياسعد عبد قرع أبواب مولاه
من دق باب الكريم حاشاه ينساه
من دق باب الكريم حاشاه ينساه
وعبده العاصي بالستر غطاه
وعبده العاصي بالستر غطاه
ياخالق الكون من لست أنساه
..
فمن أحب النبي فالله يرعاه
ومن أحب النبي فالله مولاه
ومن أحب النبي فغدا يلقاه
ومن أحب النبي فالنور يغشاه
ومن أحب النبي فالله يرعاه
صلى عليه الإله ربي ورعاه
جزاكم الله أعلى مقامات الصدّيقيّة أستاذي الحبيب خالد لهذا الموضوع المبارك وزادكم فهما علما، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.
ردحذفأستاذي الأكرم،
أحسب أنّ موضوع الولادة الثّانية مقرون بمعنى الصّيام عند العارفين كما شرحتموه في مواضيعكم ذات الصّلة، إلّا أنّ عبارة مكاشفة الملكوت كنتيجة هذا الإرتقاء هي التي أشكلت عندي في الفهم، لذلك لديّ بغض الأسئلة لو تتكرّمون بتبيانهما إن تيسّر الأمر:
1- ماذا تقصدون بمكاشفة الملكوت؟ وما الذّي يمكن للمرء أن يكاشف به فيزيد من إيمانهبهذا الكشف؟ لأنّي أحسب أن لو تُرك هذا اللّفظ هكذا، فالخيال مجاله مبسوط وواسع عند الأغلب الأعم وأنا منهم بلا ريب؛
2- لقد ذُكر في القرآن مكاشفةُ الله لسيّدنا إبراهيم عليه السّلام الملكوتَ، وأيضا ذكر القرآن عدم زيغ بصر سيّد الخلق صلّى الله عليه وسلّم عندما كوشف بأشياء، فهل من الممكن حدوث إلتفات لغير الله في هذا الموقف؟ وفي حالة إن كان هناك إمكانيّة ميل القلب لهكذا مكاشفات، هل هذه المكاشفات هي التّي حذّر منها السّادة العارفون وقالوا أنّها تندرج ضمن صوم الرّّوح و السرّ عند الكُمّل فيكون حالم الصيام عنها لله؟
3- لعلّ سؤالا آخر أراه مهما، وهو يتعلّق بمشروعيّة طلب رؤية هذا الملكوت من الله، أو حتّى بتحرّك النّفس لهذا، خاصّة لما قد يحدث من تعلّق السّمع وإستشراف النّفس لهذا الفضول، فبماذا تنصحون، بل وتحذّرون، السّالكين الذّين لايزالون يشدون في علم السّلوك خاصّة وأنّ شمس نفوسهم بازغة ولا تمكين عندهم عن الملاحظات والمساكنات؟ إذ لعلّ المرء ينسى كلّ شيئ إلّا شهوة نفسه في هذا الكشف، ولعمري لهو طامّة كبرى في السّلوك إن حدث.
رحم الله والديكم وأسكنهما مع الأنبياء والشهداء والصدّيقين وحسن أولئك رفيقا، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.
أخي نزار..
حذف- حينما كتبت عن مكاشفة الملكوت .. فهو لتفهيم الولادة الثانية وليس لشرح ما في الملكوت الاعلى .. وكانك ما صدقت وجدت كلمة الملكوت الاعلى واطقلت في السؤال .. هههههه ..
#- ولكن عموما أجيبك على ما سألت عنه لأني أحب من يسأل .. فضلا عن أني أحبك:
-------------------------------------------------------------------------------
1- الملكوت الاعلى المشار به في مقولة سيدنا عيسى عليه السلام (على افتراض صحتها) .. فالمقصود منها عالم النعيم الأبدي وهو الجنة ..
- أما مقصدي من مكاشفة الملكوت .. هو رؤية مكاشفة شيئا من جميل التدبير الإلهي من عالم الغيب .. أي رؤية تجلي الله بصفاته في الوجود .. فقد يريك شيئا من قدرته أو قيوميته في التدبير .. مثلا .. وإن كان هذا يحدث في عالم المادة كل يوم ولكن دون أن ترى كيفية حدوث ذلك ..
- والإيمان يزيد وينقص ليس باعتبار العقيدة وإنما باعتبار العلم والحكمة والمعرفة ..
- فكل صفة في الوجود يتجلى الله بها يكون لها ظاهر وباطن ..فالظاهر هو ما تراه أنت مثل النطفة التي تتحول إلى طفل .. والباطن انت لا تراه في كيفية تخليق وتكوين هذا الطفل والمحافظة عليه حتى يولد وما بعد ذلك ..!!
- ومثل أن ترى الفلك الاعلى ظاهرا أمامك .. ولكنك لا ترى كيفية تدبيره .. وهكذا
#- والمقصد من التوسع قليلا في الكلام السابق .. هو أن حجة على الله على العالمين قائمة .. فليس كون العالم الباطني محجوب عنك فهذه حجة لك .. لا .. لأن العالم الظاهري امام عينيك .. والمتجلي على الوجود هو واحد ظاهرا وباطنا لأنه الظاهر والباطن ..
- وكما في عالم الظاهر اختبار ففي عالم الباطن اختبار أيضا .. وإلا ما كان افتتن اهل الديانات في كشوفاتهم الروحانية وانحرفت عقائدهم ..
- فانتبه لهذا الكلام جيدا .
2- أما عن رؤية المكاشفات لو كانت حقا فهي تزيدك علما ومعرفة وحكمة .. لن الإيمان في الأصل ثابت وراسخ ولا يهتز ولا يوجد شك فيه وإلا ما كان الله كاشفك بشيء من قدرته الغيبية ..!!
- فهذا يحدث لمن ثبت قلبه في باب الإيمان .. وصفا قلبه لمولاه .. قد يحدث كشف أو لا يحدث فهذا حسب مصلحة العبد في ذلك .. حيث قد يحجبك الله حتى لا تفتن وتتحرك نوازع نفسك التي جاهدتها وأطفات ثورتها وتعلقها بالدنيا .. وآخر قد يكاشفه الله لأنه يعلم انه لن يفتن .. وقد يكون حكمته في ذلك لا يعلمها أحد ..
- وانتبه: لأن الكشف ليس مقياس المنزلة والمكانة عند الله ولكن مكانة الله في القلب هي المقياس عند الله .
3- نصيحتي : لا تطلب ما حجبه الله عنك من أمور غيبية .. فلعلك تطلب ما فيه فتنة لك ووبال عليك ..
- وتذكر قصة واحدة .. إبليس .. ألم يرى من ملكوت الله ما لم يراه غيره من الجن والبشر ؟!! ومع ذلك افتتن وكفر وانطرد من رحمة الله ..!!
- فهل أنت تأمن على نفسك ؟!!
- ولا يخفى عليك انه لا مجانيات في الحياة الروحانية .. فما ستمنح فيه من عطايا سيكون على قدرها العقاب إن اخطأت ..!!
- واهمس لك في أذنك بالآتي:
- البعض يصور له الشيطان أنه من أجل خطأ واحد طرده الله من رحمته ؟!!
.. لا .. هو ليس خطأ واحد وإنما خطأئين ..فهو رفض الامر الإلهي .. واستكبر بحماقته التي يظنها انها علم وجعل من نفسه ندا لعلم الله .. وراجع الله في علمه وكأنه يعلم ما خفي عن الله بأن أثبت أن ناريته أفضل من طينة آدم ؟!!
- ولكن آدم لم يرفض الأمر الإلهي .. ولم يعتقد في نفسهالعلم .. بل اعترف بخطأه وانكسر لله .. (ومن اعترف اغترف - ومن انكسر لله انتصر على هواه) ..
- فانتبه لما سبق .. فإنه كلام نفيس .. في معرفة علة طرد إبليس من الجنة .
- فالمسألة خطيرة جدا ... ففليس بكثرة المكاشفات .. وإنما هذه المكاشفات قد تكون فتنة يترتب عليها كفر وطرد من رحمة الله لأعتقادك ان ما بلغك من العلم والمعرفة يؤهلك لأن تجادل به الله في فعله ..!! فانتبه .
#- ولكن إن طلبت شيئا من فضل الله في مسألة غيبية .. فاسأل الله فيه العصمة كأن تقول: (اللهم ارزقني كذا وكذا .... مصحوبا بعصمة منك في ذلك ولا تفتني فيه ..)
- وصدقني لا تطلب رؤية ما هو محجوب عنك مهما أصابك الفضول في ذلك .. فلعل ما تراه قد يسوئك ويفسدك .. ولعل حجابك عنه هو عين الرحمة لك .
- والله أعلم .
***************************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى آله وسلم
والله غياب نزار محسوس...
حذفأين أنت يانزار؟ هل معنى عدم طرحك للأسئلة أنك أصبحت متمكن من كل ما يطرحه سيدي خالد؟!!
من الموضوع:
ما ذكر عن المسيح أنه قال: "يا بني اسرائيل.. لن تلجوا ملكوت السماء حتى تولدوا مرتين)
يقول ابن تيمية الولادة نوعان: هذه المعروفة والثانية ولادة القلب والروح وخروجهما من مشيمة النفس وظلمة الطبع..
الولادة الأولى: ظهور الإيمان في القلب مع الاعتقاد بيقين فيما تؤمن به...
الولادة الثانية: هو الارتقاء بهذا الإيمان لتزكية القلب وتطهيره.. حتى ينفتح قلبك ويصبح محلا لاستقبال الصفات الروحية التي قد تكون سببا في حدوث نوعا من مكاشفة الملكوت الأعلى كنوع من الكرامة الخاصة للمؤمن...
☆ خالد أبو عوف
أختي الكريمة عائشة،
حذفأنا متواجد بينكم، ولا أغيب كثيرا إلّا بالمداخلات، وليس لأني لا أسأل فمعنى هذا أني أعرف ما يطرحه أستاذي وسيّدي خالد أبو عوف، طبعا لا يمكن أن يكون الأمر كذلك ولو بنسبة شعرة من جسده المبارك، فكيف بما قلتيه بحسن ظنّك فيّ ممّا لا ينبغي أن يكون من أحوال لأمثالي ههههههه؟ أستغفر الله من ان أدّعي ما ليس لي به علم.
وتفاعلا مع كلامك أختاه فلا أقول إلّا أن غيابي عن الأسئلة، في وقت ما، وجدته ضروريا وتلقائيا يفجَؤُني وأنا على ذلك إلى أن يأذن الله بخلافه وأجد بسطا مجدّدا مع النّاس، فأحيانا وفي أوقات ما يحتاج الغارق في الذنوب لسبر أسباب تقصيره وإعادة النّظر في تدبيره، وحسبي في كلّ ذلك أنّي أشرف أن أكون تراب نعل مولاي خالد أبو عوف، الآن وسابقا ولاحقا، فهو المرشد والدّليل بعد أن لم يستبقي من أمثال طينته الله إلّا القليل ، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
تحيّاتي لكم جميعا، وأسأل الله لكم جميعا منازل الصديقين، اللهم آمين آمين آمين يا رب العالمين
نعم اخي العزيز نزار ...
حذفهذا هو الكلام الذي انا شخصيا مفتقداه في المدونة... انت من المتابعين الذين يعرفون قدر سيدي خالد تمام المعرفة... وجودك بيننا هو تنبيه وتقريع اذا زللت حتى لا أقول زللنا( فيغضب مني اخوتي ممن لا تشملهم صفاتي)
دمت وفيا في كل أحوالك...
واحترم الوضع الذي اخترت لنفسك او اختير لك... واسأل الله لك مزيد من المدد والعرفان...
اختك عائشة تتمنى لك كل الخير وأن يبارك لك في ما أعطاك...
اما سؤالي ذاك فاعرف جوابه مسبقا فقط أردت استدراجك في الرد...هههههه...
وجازاك الله كل خير على ما دعوت لنا ورزقك مثله وزيادة...
طيب
حذففي حاجة أسمها (الأمن السيبراني)=الأمن السيبراني هو عملية حماية الأنظمة والشبكات والبرامج ضد الهجمات الرقمية.
طيب
أيضا في حاجة أسمها (الأمن الروحي) = حماية الإنسان من الوقوع في مصيدة الشيطان.
مثل =
( الكِبر والعُجُب والرياء والزهو والفخر والخُيلاء)
يعني
حذفجملة ( تراب نعل مولاي خالد)
مجد لايحبذ هذه العبارة = مجد عاوز العبارة تكون (أني أتشرف أن أكون تلميذ وطالب ودارس ومتعلم عند الأستاذ خالد أبو عوف فهو الدليل الآن وسابقا ولاحقا)
طبعا أخونا الفاضل نزار = هو يحترم ويحب الأستاذ خالد حفظه الله ورعاه
فقط إعادة صياغة العبارة
تحياتي لكم جميعا
أخي الكريم مجد،
حذفلك ان تعلم أنّ التراب كان يشرف بمرور سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، وكذلك الأمر بالنسبة للصّالحين، وأنا أشرف أن أكون ترابا يمشي عليه الصالحون يا مجد، فكيف بمن علّمني وأرشدني، ألا أشرف أن أكون ترابا يمشي عليه نعله فأشرُف به؟
مدوّنة الاستاذ خالد يا مجد تستقطب النّاس حولها، فترى ماذا يكون مقام صاحبها؟ قد تركت العبارة للإشارة، فهل يعي الناس حجم النعمة التي هم فيها؟ ولتتأكّد أنّي لا أجامل سيّدي خالد إذ تحدّثت يا مجد، محرّم عليّ المجاملة، ولكن شاءت الأقدار أن تستدرجني للكلام أو تستدعيني له، فلبّيت النّداء يا صديقي.
وفّقك الله وإيانا جميعا لما يحبه ويرضاه، وصلى اللهم على سيّد الأنام، وعلى آل بيته الكرام، آمين
شوف يا مجد اليمن ..
حذفو لأني أعرفك من هواة جمع مفردات و كلمات اللهجات العربية .. احتفظ بهذه عندك:
عندنا في المغرب نقول لمن نحبهم و نقدرهم و لمن لهم فضل علينا و لمن علمونا أو ممكن يكون في شكل اعتذار لمن لم نستطع أن نوفيهم حقهم علينا .. و انت مرتاح و عادي دون ان نشعر باحراج أو نقص .. لانك اصلا تقولها لمن انت واثق من مدى حبه لك.
العبارة يا مجد بالمغربي هكذا : " انا سيدي خدام تراب ديال ( بتاع ) رجليك "
او شخص يقول لمن يحب " انا كنحماق و كنتسطى على تراب الي كتمشي عليه برجليك .. و نبوس تراب رجليك " = أعشق التراب الذي تمشي عليه برجليك
و في مصر .. دايما اسمع عبارة يقولها الشخص لمن يحب أو لم يوفي حقه من التقدير " أنا يا سيدي ابوس تراب الارض اللي بتمشي عليه ).
و كل دولة كيف تعبر بطريقتها عن الحب و التقدير .. و هذا لا يُنقِص منك شيء بل يزيدك رفعة و تواضع و اعتراف للجميل.
***********
انا عارفك يا مجد و نزار و عايشة و كل اهل المدونة لسان حالهم يقول :
الاستاذ خالد هو على راسنا من فوق .. و إن ما شالتوش الارض نشيلوا جوى عينينا .. هو انت يا استاذ مش عارف إنك نور عينينا و لا إيه .. و ساكن جوى قلوبنا و مربع جواه.
*********
دايما بنقول ممكن و احيانا لظروف ما قد نغيب باجسادنا لكننا دايما مجتمعين بارواحنا و بقلوبنا .. و دايما الرابطة الروحية و القلبية كانت و لا زالت و ستظل إن شاء الله هي من تجمعنا = الحب لله
اللهم أدم علينا المحبة و الوصل و الود فيما بيننا .. امين يا رب العالمين
**********
تقبلوا مروري استاذ مجد
تحياتي لك أخي مجد و للاخ نزار و لأختنا عائشة و لاهل المدونة الكرام
====
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله وسلم
الجميل في سيدي خالد...
حذفلم يعد زي زمان يمنع من فاض خاطره بكلمة طيبة في شأنه...
بالموازاة لا يمنع من فاض خاطره بانتقاد لشخصه مهما كان...
سايب دفتي الميزان... رجحوها زي ما انتو عاوزين... ههههه
غير مجدي في ملتي واعتقادي...
نوح باكي ولا ترنم شادي...
عندنا مثل في الجزائر يقول: قال أحدهم لآخر
" الحبل داه (أخذه) الواد... قالو رأسه في يدي"
هههههههه...
والله أعلم
☆☆☆☆☆
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وآله
جميل ما تفضلت به يا حسن...
حذفنقول في الجزائر على شاكلة ما تقولون في المغرب لما نريد تبليغ السلام لأحد عزيز عن طريق انسان آخر " سلملي عليه وعلى الأرض التي يمشي عليها"
هذه فرصة...
سمعونا سلع الكلام الطيب في الوطن العربي!!
اللهم صل علي سيدنا محمد النبي الامي الأمين ..الاب الروحي للمؤمنين ..ونور الوصل للمحبين وعلي آله وسلم
ردحذفمن فرح بنا فرحنا به واسعدناه
ردحذفقصة المولد النبوي الشريف
قال سيدي الحسن البصري رضي الله عنه:: وددتُ لو كان لي مثل جبل أحُد ذهبا ًفأنفقهُ على قراءة مولد النبي صلى الله عليه وسلم
قال سيدي الامام الجُنيد البغدادي قدس الله سره:
من حضر مولد النبي صلى الله عليه وسلم وعظم قدرهُ فقد فاز بالايمان
وقال سيدي الشيخ معرُوف الكرخي قدس الله سره:
من هيأ طعاماً لأجل قراءة مولد النبي صلى الله عليه وسلم وجمع أخواناً وأوقد سراجاً ولبس جديداً وتبخرَ وتعطرَ تعظيماً لمولد النبي صلى الله عليه وسلم حَشرهُ الله يوم القيامة مع الفرقة الأولى من النبيين وكان في أعلى عليين
وقال سيدنا الامام الشافعي رضي الله عنه : من جمع لمولد النبي صلى الله عليه وسلم اخواناََ وهيأ طعاماََ وأخلى مكاناََ وعما احسانا وصار سببا لقراءته بعثه الله يوم القيامة مع الصديقين والشهداء والصالحين ويكون في جنات النعيم
وقال السري السقطي قدس الله سره: من قصد موضعاً يقرأُ فيهِ مولد النبي صلى الله عليه وسلم قصد روضةً من رياض الجنة لأنه ما قصد ذلك الموضع الا لمحبةِ النبي صلى الله عليه وسلم
وقال سيدنا النبي صل الله عليه وسلم
من أحبني كان معي في الجنة.
ﻗﺎﻝ سيدي الامام ﺟﻼﻝ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ
ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪاﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ اﻟﺸﻤﺎﺋﻞ:
ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺮأ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﻮﻟﺪ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻻ ﺭﻓﻊ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻘﺤﻂ ﻭاﻟﻮﺑﺎء ﻭاﻟﺤﺮﻕ ﻭاﻵﻓﺎﺕ ﻭاﻟﺒﻠﻴﺎﺕ ﻭاﻟﻨﻜﺒﺎﺕ ﻭاﻟﺒﻐﺾﻭاﻟﺤﺴﺪ ﻭﻋﻴﻦ اﻟﺴﻮء ﻭاﻟﻠﺼﻮﺹ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﺈﺫا ﻣﺎﺕ ﻫﻮﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻮاﺏ ﻣﻨﻜﺮ ﻭﻧﻜﻴﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪ ﺻﺪﻕ ﻋﻨﺪ ﻣﻠﻴك ﻣﻘﺘﺪﺭ ٠
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تجعلنا بها من أهل الوصل والمحبة وترزقنا بها رؤية النبي الأمي مناما ويقظة وعلى آله وسلم ..
ردحذفرسالة طال انتظارها .... فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
اعانكم الله أستاذي وسدد خطاكم ووفقكم دايما لما يحب ويرضى
وزادكم قربا ومحبة لمولانا وسيدنا محمد صل الله عليه وسلم ..
اللّهم صلّ على سيّنا محمد النبيّ الأميّ و على آله و سلم ..
ردحذفصل يارب وسلم
ردحذفعلى النبي خير معلم
الأب الروحي لكل مؤمن
ماشاء الله استاذنا الحبيب
ردحذفأ/ خالد .. أحبكم الله ورسوله واكرمكم في الدنيا والاخرة فاللهم أمين
اللهم صل علي سيدنا محمد النبي الأمي الأمين ... الأب الروحي للمؤمنين ... ونور الوصل للمحبين .. وعلي اله وسلم
سؤال استاذي
ردحذففي الجزء الخاص ب (لن تلجوا ملكوت السماء حتى تولدوا مرتين) ، هل الملكوت هنا هو ما يرى بالمكاشفة فقط
اول ما جال بخاطري في الولادة الثانية هي الولادة ما بعد الموت (البعث) ، ام ان هذا لا يصح ان يقال عنه ولادة ثانية
وان ولوج الملكوت هنا خاص أثناء حياتهم بالدنيا
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنامحمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدناابراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم، في العالمين انك حميد مجيد
ردحذفبارك الله فيك استاذنا وزادك نورا وعلما
يعني ببساطة زي ما في أفكار معينه سواء الأفكار لـ شخص ما او مجموعه وممكن تتأثر بيها بل وبيوصل الأمر إنك ممكن تضحي بنفسك عشانها ... فالأولى إنك تعرف رسولك بشكل اكبر وتعرف أمر بأيه ونهى عن ايه وتعمله لأنه من ثوابت الإيمان!
ردحذفكل ما تتبع النبي وتفهم الحكمه من كل نهي او أمر فيما ورد عنه وحتى لو مفهمتش الحكمه انت مطالب بأمر الهي بالاتباع والتنفيد ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ) .
كل ما هتتعلق وتحاول بقدر الإمكان تتبع اللي قاله سيدنا النبي ... ده في وجهة نظري هيخلي في رابطة روحية تجمعك بيه. بالتالي هتبدأ تفهم الحكمه من بعض الأوامر والنواهي . ومحبته هتدخل قلبك وتملاه نور.، والنور ده هيمحي أي ظلمة جواك.
انت مآمن بيه بتنفذ أمر إلهي في إتباعه فبالتالي في تأثير جواك. هتبدأ لما تيجي توجه حد هتفتكر حديث نبوي . أشكل عليك أمر هتلاقي وقع ف خاطرك حديث يدلك إزاي كان النبي بيتصرف في موقف زي ده.. أو قالك لو حصل كذا تعمل إيه. فبالتالي هيكون هو الأب الروحي ليك باطنياً ( روحياً) يدلك ويساعدك ويفهمك ويثبت الإيمان في قلبك في المواقف المختلفة.
والكرامة دي مش هتجيلك غير بالإتباع. خليك فاكر إن الأفعال وحدها هي من تثبت صدق المحبة 🙂
كمان مش عايز افكرك كمان إنها دليل على حبك لربنا بص كده للآية دي :
﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾
*إتباع سيدنا النبي دليل على حبك لله
*سبب ان ربنا يحبك
*سبب لغفران الذنوب
أتمنى نظرتي البسيطة دي تكون عبرت عن الموضوع بشكل مختلف. 🙂
°°°°°°°°°°°°°°°°
"لستُ إنساناً كاملاً أو مثالياً ، لكني دائماً حقيقي وهذا يكفي ."
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ❤️
نورت يا احمد .. كلامك جميل وسهل وبسيط .. ربي يزيدك نور وحب .. آمين يارب العالمين
حذف