لمحات من حياتي - وذهبت لصديقي البحر أمام فندق رومانس - في مشهد غريب مع عروس البحر - صوت يقطع الصمت بمفاجأة غريبة - ضاقت عليك نفسك حتى تبصر شيئا جديدا - إياك وأن تنسى الأصول حتى لا تضع - عودة إلى المنزل.

بسم الله الرحمن الرحيم

لمحات من حياتي

وذهبت لصديقي البحر أمام فندق رومانس

(الجزء الثاني)

#- فهرس:

1- في مشهد غريب مع عروس البحر ..

2- صوت يقطع الصمت بمفاجأة غريبة ..

3- ضاقت عليك نفسك حتى تبصر شيئا جديدا ..

4- إياك وأن تنسى الأصول حتى لا تضيع ..

5- عودة إلى المنزل ..

***********************

(6)

..:: في مشهد غريب مع عروس البحر ::..

- لم تكاد اللحظات تمضي حينما كنت واقفا على ظهر صديقي البحر وهو يحملني في وسط البحر في مشهد غريب .. إلا أن ضوء القمر الساطع على ظهر البحر كان مشهد مبهر بالرغم من الظلام الحالك من كل جانب وكان مياه البحر لونها اسود بهيم .. إلا ما انعكس ضوء القمر عليه ..

 

- وأثناء تعجبي من هذا المشهد وقبل أن أسال صديقي لماذا أخذتني لها المكان .. فإذا بي أجد وكأن شيئا يتحرك من أمام عيني في الماء في هدوء تام .. وما هي إلا لحظات ووجدت وجه امرأة يظهر من الماء بيضاء واسعة العين وكأن شعرها نائم على سطح الماء .. ولا يظهر منها شيئا إلا وجها .. فنظرت إلى نظرة الذي لا يغيب نظره عنك .. مصحوبا بابتسامة هادئة ..

 

- فتعجبت من هذا الجمال الغريب الذي ظهر فجأة بين نور القمر وظلام البحر .. وحاولت أقترب منها أكثر فوجدتني لا أتحرك وكأن صديقي البحر يمنعني !!

 

- وكلما حركت رقبتي يمينا أو يسارا .. أجدها تتحرك مثل حركتي وكأنها مرآة أرى فيها حركاتي ..!!

 

- حاولت أن أكلمها .. فلم تنطق .. فقط تبتسم ولا تغيب بعينها عني ..!!  

 

**********************

(7)

..:: صوت يقطع الصمت بمفاجأة غريبة ::..

 

- أثناء هذا المشهد الذي كنت أنظره وأخذ مني جذبة غريبة لما رأيته .. فوجدت صوتا يقطع الصمت من حولي وهو يقول: بتبص على إيه يا ولد ..!!

 

- فإذا بي أنظر عن يميني فأجد شيخي الذي كان أول لقاء به في أول عزلتي .. كما هو بهيئته لم يتغير .. رجل وقور ولكنه كبير جدا في العمر ويقف متكأ على عصاه الطويلة .. وكان ينظر إلى نظرة ابتسامة حينما قال: بتبص على إيه ولد ..!!

 

- ومع التفاتي لشيخي .. اختفى مشهد المرأة التي ظهر لي وجهها .. وأصبحت وشيخي أمام ضوء القمر على سطح البحر .. وكأن صديقي البحر تركنا وحدنا ..

 

- فقال لي شيخي: أضاقت عليك الدنيا على اتساعها يا ولد ؟  

- فقلت له: ضاقت بشدة ..

- فقال: هل ينقصك مال ؟

- فقلت له: لا

- فقال: هل ينقصك دواء ؟

- فقلت : لا

- فقال: ما أخبار صحتك ؟

- فقلت: الحمد لله في فضل من الله

 - فقال: وهل أنت في ستر وأمان ؟

- فقلت له: الحمد لله في فضل من الله ..

 

#- فقال: إذن أنت تملك كل أسباب الحياة والرفاهية في الحياة .. فلماذا تشعر بالضيق ؟

 

#- فقلت له: لا أعلم ..!!

- فقال : اسمع يا ولد ..

 

*********************

(8)

..:: ضاقت عليك نفسك حتى تبصر شيئا جديدا ::..

 

- فانتبهت إليه بشدة .. وبدأ يتكلم فقال:

- أما عن الخنقة التي تعيشها .. فمن بعض حكمتها أن تتعلم أن لا تكون حاكما على نفسية أحد في حياتك إلا بقدر ما يظهر منه فقط وليس بقدر ما أنت تبصره فيه .. فلا تجعل الباطن يطغى على الظاهر فتظلم وتظن أنك على حق .. فتأدب ..!

 

- يا ولد: إذا كان القبض الذي يحدث لك حتى ضاق عليك الفضاء بأكمله .. بل ومع كامل عطاء الله لك .. ومع ذلك خاطرك الشيطان بالإنتحار .. وكان من الممكن أن تستجيب لولا التثبيت .. فما بالك بمن سُلبت منه أسباب الحياة كيف تكون نفسيته في تلك اللحظة ..!!

 

- فتأدب مع القدر وكن بصيرا .. ولا تجعل من تصرفات الناس التي ظاهرها الحرام سببا لك في أن تنظر إليهم بعين النقص والتحقير بل وإياك والتكفير .. وبقدر اتهامك بقدر حجابك .. والعاقبة للمتقين.

 

#- وأما عن المرأة التي رأيتها .. فهي مرآة نفسك التي لازال في نفسك شيئا من حب الدنيا .. فانتبه لأنه قد اقترب أوان كرامتك وفتنتك .. !!

- ولا تنسى يا ولد أن كل ما تراه ليس حقيقة ..

 

**********************

 (9)

..:: إياك وأن تنسى الأصول حتى لا تضع ..!! ::..

 

- قلت لشيخي: لماذا لم أراك منذ زمن ؟

 

- فقال: كل شيء بقدر .. وإن لم تكن تراني فهذا ليس معناه أني غائب عنك يا ولد .

 

#- ثم نظر إلى شيخي وكأنه يفتح لي كشفا من الماضي يذكرني به .. وإذا بالمشهد حينما كنت صغيرا في بداية عزلتي في الخامسة عشر من عمري تقريبا أو بعدها بقليل .. ورأيت نفسي جالسا على الأرض وقد ظهر لي شيخي .. وهو كان يوصيني ثم سألته من أنت ؟

 

- يا ولد: وبماذا يفيدك هذا في طريقك إلى الله ..؟ فلا تلتفت إلينا ولا تعتقد فينا .. وتعلق بالحي الذي لا يموت .. ولا تتعلق بمن يموت .. فإن فعلت فقد سقطت .. !! .. والعاقبة للمتقين ..

 

- يا ولد: لسنا أنوار ولسنا كرامات .. فنورك وكرامتك .. هي صدق توجهك إلى الله وإخلاصك في عملك مع الله .. ولن يتم ذلك إلا إن عملت ب (إياك نعبد وإياك نستعين) .. وسلام الله عليك ورحمته وبركاته ..

 

#- ثم انغلق الكشف الذي فتحه لي شيخي ليذكرني بشيء من الماضي .. ثم قلت له: وكيف أخرج من حالة القبض التي تكاد تزهق روحي وكأنك مقبرة تنغلق على صدري ..!!

 

#- فقال مبتسما: ماذا كان أول شيخ لك ؟

فنظرت إليه مبتسما فقلت: الرضا

قال: فالتزم بشيخك حتى يقضي الله ما يريد .. وما من قبض إلا ويتبعه بسط ولكن في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي أنت تريد .. سبحانه فعالا لما يريد .

 

#- ثم تأهل للرحيل .. فقلت له: ومتى اللقاء ؟

- فقال: هو وقت يدبره الله .. ولا تنسى يا ولد ان الأنفاس قليلة ويوم القيامة قريب .

 

- ثم قال السلام عليكم ورحمته الله وبركاته .. وغاب عني ..!!

 

- وأصبحت وحدي على ظهر البحر واقفا .. وقد أخافني كلام شيخي ..!!

 

- ثم فجأة رجعت إلى نفسي جالسا على رصيف البحر أنظر إلى الأشياء من حولي .. مستغربا مما حدث ..في تلك اللحظات القليلة جدا من الوقت الذي لم يمر فيه سوى بعض الدقائق القليلة ..!!

 

**********************

(10)

..:: عودة إلى المنزل ::..

- وما أن انتهيت من تلك اللحظات التي عشتها في خيالي .. إلا وقد اتخذت قرارا بالرجوع إلى المنزل .. وحالي يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله .. رضيت يا رب .

*****************

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .