بسم الله الرحمن الرحيم
#- فهرس::: الفصل الثالث :: عن الأدلة الشرعية وما قاله العلماء
في إثبات صحة القول بأبوة النبي للمؤمنين ومناقشة من اعترض ::1- س13:
ما الدليل
الذي استدل به العلماء على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو المؤمنين ؟2- س14: هل قوله تعالى (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ
أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ) يعارض ويمنع
أن نقول عن النبي أنه أبو المؤمنين ؟******************..:: الفصل الثالث ::..:: عن الأدلة الشرعية وما قاله العلماء في إثبات
صحة القول بأبوة النبي للمؤمنين ومناقشة من اعترض ::********************..:: س13: ما الدليل الذي استدل به
العلماء على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو المؤمنين ؟ ::.. - إذا كنا تكلمنا فيما سبق عن مفهوم أبوة النبي للمؤمنين .. فهنا يأتي سؤال:
- ما هي الأدلة التي استند عليها العلماء
في إثبات جواز القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو المؤمنين ..؟!! #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- استند العلماء في ذلك إلى أدلة صريحة من القرآن
والحديث النبوي .. وإلى أدلة مستنبطة من ظاهر القرآن .. #-
فمن الأدلة على ذلك هو الآتي:
- أولا: من القرآن ..
1- الدليل الأول من القرآن :- قوله تعالى: (النَّبِيُّ
أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)
الأحزاب6. - كثير من علماء المسلمين استدل بهذه الآية على جواز
القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو المؤمنين .. فمن الصحابة (أبي بن كعب وبن عباس وعبد الله بن مسعود) ومن التابعين
(مُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ) .. ومن
العلماء كثيرين فهو عدد لا يحصى .. منهم الإمام الراغب
الأصفهاني وبن تيمية وبن القيم وبن كثير والقرطبي والفخر الرازي والسيوطي وغيرهم ..
ومن العلماء المتأخرين الشيخ الشعراوي والشنقيطي وعبد
الكريم الخطيب .. وغيرهم من العلماء .. وإليك نُبذة من كلامهم. أ- قال الراغب الأصفهاني
رحمه الله (المتوفى: 502هـ):-
الأب: الوالد، ويسمّى كلّ من كان سببا في إيجاد شيءٍ أو صلاحه أو ظهوره أبا، ولذلك
يسمّى النبيّ صلّى الله
عليه وسلم أبا المؤمنين، قال الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلى
بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) الأحزاب6..-
وفي بعض القراءات: (وهو أب لهم).المفردات في غريب القرآن ص57 ب- قال الإمام بن كثير رحمه الله في تفسيره (المتوفى:
774هـ):-
وقد روي عن أبي كعب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قرءا: (النَّبِيُّ أَوْلَى
بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَهُوَ أَبٌ
لَهُمْ).-
وَرُوِيَ نَحْوُ هَذَا عَنْ مُعَاوِيَةَ وَمُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ،
وَهُوَ أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ في مذهب الشافعي رضي الله عنه، حَكَّاهُ الْبَغَوِيُّ
وَغَيْرُهُ .. وَاسْتَأْنَسُوا عَلَيْهِ بِالْحَدِيثِ الَّذِي رواه أبو داود
رَحِمَهُ اللَّهُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ،
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنِ الْقَعْقَاعِ
بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ «إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ، فَإِذَا
أَتَى أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ فَلَا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلَا
يَسْتَدْبِرْهَا، وَلَا يَسْتَطِبْ بِيَمِينِهِ» . وَكَانَ يَأْمُرُ بِثَلَاثَةِ
أَحْجَارٍ وَيَنْهَى عَنِ الرَّوَثِ وَالرِّمَّةِ) وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ
وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عِجْلَانَ.تفسير بن كثير ج6 ص381 ج- ما ذكره
الإمام بن القيم (المتوفى: 751هـ) عن شيخه بن تيميه (المتوفى:
728هـ) أنه
قال:-
وقد قرأ أبي بن كعب رضي الله عنه: (النَّبِيُّ أَوْلَى
بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ) .. قال: ومعنى هذه الآية
والقراءة في قوله تعالى: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) الأحزاب6 ..، إذ
ثبوت أمومة أزواجه لهم .. فرع عن ثبوت أبوته.-
قال "أي الشيخ بن تيميه": فَالشَّيْخُ
وَالْمُعَلِّمُ وَالْمُؤَدِّبُ أَبُ الرُّوحِ .. وَالْوَالِدُ أَبُ الْجِسْمِ. (نقلا من مدارج السالكين ج3 ص70). د- وقال الإمام السيوطي رحمه الله (المتوفى: 911هـ):-
قوله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ..-
أخرج البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً (ما من مؤمن إلا أنا أولى الناس به
في الدنيا والآخره اقرءوا إن شئتم: (النَّبِيُّ أَوْلَى
بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) فأيما مؤمن ترك مالاً فليرثه
عصبته من كانوا فإن ترك ديناً أو ضياعاً فليأتني فأنا مولاه) صحيح البخاري..-
قوله تعالى: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) .. أي في وجوب البر وتحريم
النكاح.-
واستدل به من قال بتحريم الكافرة عليه - صلى الله عليه وسلم - لأنه لو تزوجها كانت
أما للمؤمنين ..-
وقرأ (هو أب لهم) .. واستدل به من جوز أن يقال
له أبو المؤمنين .الإكليل
في استنباط التنزيل ص210 هـ- قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله (المتوفى: 1393هـ):- (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ
وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) [33 \ 6] وَفِي
قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «وَأَزْوَاجُهُ
أُمَّهَاتُهُمْ وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ» وَرُوِيَ
نَحْوُهَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ..-
وَبِهَذَا الْقَوْلِ قَالَ
كَثِيرٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ.تفسير أضواء البيان ج2 ص190 و- وقال الشيخ عبد الكريم الخطيب رحمه
الله (المتوفى: بعد 1390هـ):-
إن النبىّ هو الأب الأعظم
للمؤمنين، هو الذي أحيا مواتهم، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، فكان له
بهذا سلطان مطلق على وجودهم الرّوحى، الذي لا وجود لهم إلّا به.. التفسير القرآني للقرآن ج11 ص651-652 2-
الدليل الثاني من القرآن ..- وهو من قوله تعالى (وأزواجه
أمهاتهم) الأحزاب6.- والشاهد في ذلك أنه إذا كانت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم هن
أمهات المؤمنين .. فبكل تأكيد يكن النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو المؤمنين .-
وإذا كان أبوهم فهو المرشد لهم ودليلهم إلى الله كما قال صلى الله عليه
وسلم: (إنَّما أَنا لَكُم بمنزلةِ الوالدِ أعلِّمُكم) صحيح النسائي .. #- وممن أشار لذلك جماعة من العلماء ..1- منهم الإمام بن تيميه (المتوفى: 728هـ) حيث قال رحمه الله:- وقد قرأ أبي بن كعب رضي الله عنه: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَهُوَ
أَبٌ لَهُمْ) .. قال: ومعنى هذه الآية والقراءة
في قوله تعالى: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) الأحزاب6
..، إذ ثبوت أمومة أزواجه لهم .. فرع عن ثبوت أبوته. (مدارج السالكين ج3 ص70). 2- قال الشيخ الشعراوي رحمه الله (المتوفى: 1419 هـ):-
لما كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أباً لكل مَنْ آمن به سَمَّى
الله زوجاته أمهات للمؤمنين، فقال سبحانه: (النبي أولى بالمؤمنين مِنْ
أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ..) [الأحزاب: 6] .-
وما دامت الأزواج أمهات .. فالزوج أب ..تفسير الشعراوي
ج16 ص9951 3-
الدليل الثالث من القرآن ..- وهو قوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
إِخْوَةٌ) الحجرات10.- وقد استنبط البعض من وراء هذه الآية .. طالما المؤمنون
أخوة فيكون النبي صلى الله عليه وسلم هو أبوهم بالتبعية .. فالمسألة لا تحتاج
لمناقشة العقل في ذلك ..!! #- وممن أشار لذلك الإمام أبو السعود
(المتوفى: 982هـ):- إنَّ كلَّ نبيَ أبٌ لأمَتهِ من حيثُ إنَّه
أصلٌ فيما به الحياة الأبدية ولذلك صار المؤمنون إخوةً.إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم ج7 ص91. 4-
الدليل الرابع من القرآن:- قوله تعالى: (مَا كانَ مُحَمَّدٌ
أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ)
الأحزاب40.- ولعل البعض يستغرب من الإستدلال بهذه الآية التي تنفي أن يكون سيدنا محمد أبا لأحد ..!!- ولكن انتبه للآتي:1- الحقيقة هي أن هذه الآية فيها نفي للأبوة الجسدية وإثبات للأبوة
الروحية .. فهي نفي للأبوة الجسدية التي يترتب عليها أحكام الزواج والنفقة
والميراث .. وفيها ثبوت للأبوة الروحية من حيث وجوب الإتباع والطاعة له حال كونه
رسول الله وخاتم النبيين . 2- ولذلك حينما نفى الله الأبوة قال (مُحَمَّدٌ)
باعتبار ذاته الآدمية الجسدية .. وأشار للأبوة الروحية بما هو وصف له فقال: (رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) لوجوب طاعته
واتباعه .. 3- قوله (مَا كانَ مُحَمَّدٌ
أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) فيها نفي لخصوصية الأبوة للفرد .. ولم ينفيها
عن جميع الأمة ولذلك لم يقل (ما كان محمد أبا لكم)
..!! #- وفي هذه الآية السابقة .. قال الإمام الفخر الرازي
رحمه الله (المتوفى: 606هـ):-
إنه تعالى لما نفى كونه أبا .. عَقَّبَهُ بما يدل على ثبوت ما هو في حكم الأبوة من
بعض الوجوه فقال: (وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ) .. فإن رسول الله كالأب للأمة
في الشفقة من جانبه، وفي التعظيم من طرفهم .. بل أقوى .. فإن النبي أولى بالمؤمنين
من أنفسهم .. والأب ليس كذلك.-
ثم بين ما يفيد زيادة الشفقة من جانبه والتعظيم من جهتهم
بقوله: (وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) .. وذلك لأن النبي الذي يكون
بعده نبي إن ترك شيئا من النصيحة والبيان يستدركه من يأتي بعده، واما من لا نبي
بعده يكون أشفق على أمته وأهدى لهم واجدى .. إذ هو كوالد لولده الذي ليس له غيره
من أحد. (تفسير مفاتيح
الغيب ج25 ص171). 4-
الدليل الخامس من القرآن:- قوله تعالى: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ
إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) الحج78 ..- فإذا كان سيدنا إبراهيم أبو المؤمنين في كل الأزمان ..
ألا يكون النبي صلى الله عليه وسلم من باب أولى هو أبو المؤمنين لكل من آمن به
واتبعه ؟!!- وهذا الدليل خطر ببالي فأحببت أن أثبته ..- ثم وجدت كلام جميل للشيخ الشعراوي رحمه الله حول قوله
(مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) .. فأحببت أن
أذكره لكم .. - قال الشيخ الشعراوي رحمه الله (المتوفى: 1419 هـ):-
ولنا مَلْحظ في قوله تعالى: (مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ..) الحج78 .-
نقول: الإسلام انقياد عَقَديٌّ للجميع ، وفي أمة الإسلام مَنْ ليس من ذرية إبراهيم
، لكن إبراهيم عليه السلام أبٌ لرسول الله محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
َ، والرسول أب لكل مَنْ آمن به .. لأن أبوة الرسول أبوة عمل واتباع ، كما جاء في قول الله تعالى في قصة
نوح عن ابنه: (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ..) هود46 .- ولما كان النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أباً لكل مَنْ آمن به سَمَّى الله زوجاته أمهات
للمؤمنين، فقال سبحانه: (النبي أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ
وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ..) الأحزاب6 .-
وما دامت الأزواج أمهات، فالزوج أب .. وبناءً على هذه الصلة يكون
إبراهيم عليه السلام أباً لأمة الإسلام، وإنْ كان فيهم مَنْ ليس من سلالته.تفسير الشعراوي ج16 ص9951 #- ثانيا:
الدليل من الحديث النبوي:
- جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنما أنا لكم مثلُ
الوالدِ أعلِّمُكم ، إذا ذَهَبَ أحدُكم إلى
الخلاءِ ، فلا يَسْتَقْبِلْ القبلةَ ، ولا يَسْتَدْبِرْها ، ولا يَسْتَنْجِ
بيمينِه . وكان يَأْمِرُ بثلاثةِ أحجارٍ ، ونهى عن الرَّوْثِ والرِّمَّةِ)
صحيح النسائي.
#- وهذا الدليل ظاهر جدا باللفظ .. في أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف نفسه
كالوالد للمؤمنين .. وأظهر بيان ذلك حال كونه معلما لهم لأمور دينهم .. وهذا
الدليل اعتمد عليه بعض الصحابة والتابعين وكثير من العلماء في جواز القول بان
النبي أبو المؤمنين .. وارجع لكلام الإمام بن كثير السابق ذكره .
#- ملاحظات على هذا الحديث السابق:1- قوله (الخلاء):
موضع قضاء الحاجة والوضوء خارج البيوت .. أي إذا أراد أحدكم الذهاب إلى مكان قضاء
الحاجة ليقضي حاجته من بول أو غائط .. ويسمى بالخلاء لأنهم كانوا يذهبون إلى منطقة
خالية من مرور الناس ليقضون حاجتهم فيها. 2- قوله (فلا
يستقبل القبلة ولا يستدبرها): أي لا يقف في اتجاه القبلة ويتبول .. ولا يعطي
ظهره للقبلة ليتغوط .. ولعل حكمة ذلك هو من باب الأدب وتعظيم شعائر الله .. وهذا
كلما استطعت ذلك .. ولكن إن كان المتاح لك هو قضاء الحاجة في اتجاه القبلة فلا حرج
عليك طالما أنت غير متعمد ذلك ولا تقصد من وراء ذلك إهانة القبلة بفعلك هذا . - وقال بعض العلماء أن المقصود باستقبال واستدبار القبلة هو في الفضاء الواسع كالصحراء ..
أما في مناطق العمران .. فلا يتعلق بها هذا الحكم .. -
علما بأنه أتت أحاديث صحيحة تدل على أن فعل النبي أحيانا كان يبول في
اتجاه القبلة .. وهذا يدل على أن في الأمر سعة ولا حرج فيه .. كما في حديث جابر بن
عبد الله الذي جاء فيه : (نهانا رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - أن نستقبل القبلة بفروجنا، ثم رأيته قبل موته بعام مستقبل القبلة) أخرجه أحمد والبزار وأبو داود والترمذي وابن الجارود
وابن خزيمة وابن ماجه وابن حبان والحاكم والدارقطني .. وزاد ابن حبان: (أو نستدبرها) .. وصححه البخاري فيما نقله الترمذي عنه،
وحسنه الترمذي والبزار وصححه ابن السكن .. وتوقف فيه النووي لعنعنة ابن إسحاق .. وقد
صرح بالتحديث في رواية أحمد وغيره .. فزال الإشكال واندفع ما يخشى من تدليس ابن إسحاق
.. وهو ثقة باتفاق إذا صرح بالسماع. (راجع حديث جابر بن عبد الله في كتاب شرح سنن
النسائي للإمام الشنقيطي رحمه الله ج1
ص148) . 3- قوله (ثلاثة أحجار):
أي ثلاثة أجسام صلبة للتطهر بها .. ونهي عن استخدام الروث وهو فضلات الدواب ويقصد
بها الفضلات التي تحجرت من بقائها في الشمس فترة طويلة .. ونهى عن استخدام العظام ..
ولعل علة النهي عن الروث لأنه يكون طعام لدواب الجن .. والعظام لأنها تكون طعاما
لبعض مؤمني الجن بصفة خاصة فلا يصح أن تتنجس وإلا حرموا من ذلك .. والله أعلم . #- خلاصة القول فيما سبق:- هو أن بعض الصحابة والتابعين وكثير من علماء التفسير
وبعض الفقهاء أجازوا وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أبو المؤمنين . #- ولكن هل هناك من
اعترض على ذلك ؟ وما دليله ؟ **************************..: س14: هل قوله تعالى (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ
مِنْ رِجَالِكُمْ) يعارض ويمنع أن نقول عن النبي أنه أبو
المؤمنين ؟ ::.. -
قال بعض من اعترض على وصف "النبي أبو المؤمنين" .. أنه لا يجوز أن يقال عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه أبو المؤمنين .. لأن ذلك مخالف لقوله تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ
وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) الأحزاب40. #- وممن أشار
إلى هذا الاعتراض:- ذكر الإمام بن كثير في تفسيره (تفسير بن كثير ج6 ص381) .. فبعد أن ذكر أن بعض الصحابة والتابعين والعلماء
أجازوا وصف النبي بأنه أبو الأنبياء .. إلا أن البعض منهم (ولم يذكر منهم واحدا!!)
اعترض ولم يجيز أن يقال عن النبي أنه أبو المؤمنين واحتجوا بقوله تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ) الأحزاب40 .. !!- وقد أشار
إلى هذا الإعتراض أيضا الإمام القرطبي في تفسيره .. (تفسير القرطبي ج14 ص125). #-
مناقشة هذا الإعتراض الذي لا وجه للإعتراض فيه من أساسه .. !!1-
ممن ناقش هذا الإعتراض وأجاب عليه إجابة موجزة ونفيسة جدا هو الشيخ
الشعراوي رحمه الله .. #- قال الشيخ الشعراوي رحمه الله (المتوفى: 1419 هـ):-
ونجد البعض ممَّنْ يحبون الاعتراض على كلام الله يقولون في مسألة أبوة الرسول
لأمته: لكن القرآن قال غير ذلك .. قال في قصة زيد بن حارثة:-
(مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ ..) الأحزاب40 .. فنفى أن يكون
محمد أباً لأحد ، وفي هذا ما يناقض كلامكم ؟!!- نقول: لو فهمتم عن الله ما اعترضتُم
على كلامه ..!!- فالله يقول: ما كان محمد أباً لأحدكم .. بل
هو أب للجميع .. فالمنفيّ أن يكون رسول الله أباً لواحد .. لا أن يكون أباً لجميع
أمته . وقال بعدها: (ولكن رَّسُولَ الله ..) الأحزاب40 .. وما دام رسول الله
.. فهو أب للكل.تفسير
الشعراوي ج16 ص9952-9951 2- وقال الإمام القرطبي رحمه الله (المتوفى: 671هـ) عند
تفسير هذه الآية:- قال قوم:
لا يجوز أن يُسَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبًا لِقَوْلِهِ
تَعَالَى: (مَا كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ)
الأحزاب40..، ولكن يقال: مثل الأب للمؤمنين كما قال: (إِنَّمَا
أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمُ ...) الْحَدِيثَ. خَرَّجَهُ
أَبُو دَاوُدَ.- والصحيح أنه يجوز أن يقال: إنه أب للمؤمنين .. أي في الحُرمة "يقصد القرطبي حرمته
كنبي ورسول" .. وقوله تعالى: (مَا كانَ مُحَمَّدٌ أَبا
أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) الأحزاب40 .. أَيْ فِي النَّسَبِ. (تفسير القرطبي ج14 ص125). 3- قلت (خالد صاحب الرسالة):-
الذين استدلوا بهذه الآية (مَا كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ
مِنْ رِجالِكُمْ) الأحزاب40 .. لمنع أن يقال عن النبي أنه أبا لأحد .. فهو
استدلال باطل ولا وجود له في الآية من اساسه .. ليه ؟أ-
لأن الآية معلوم أنها تتكلم عن الأبوة بالنسب التي يترتب
عليها أحكام تخص الزواج والنفقة والميراث .. وذلك بسبب الأبوة بالنسب التي تكون عن
توالد .. - فما علاقة هذه الآية
حينئذ بقولنا أن النبي هو أبو
المؤمنين ؟!! -
فإذا كانت الآية تثبت نفيا .. فهي تثبت نفي الأبوة الجسدية أي أبوة النسب فقط ولمن كان
في حكم التبني أي متبنيه النبي صلى الله عليه وسلم كزيد بن حارثة .. -
ولذلك من قال بأن هذه الآية تنفي أن يقال عن النبي أنه أبو المؤمنين .. فهو
إما يقصد الأبوة الجسدية أي بالنسب وهذا هو المقصود من الآية فعلا .. أو أنه تجرأ
على كلام الله وزاد فيه بنفي كل معاني الأبوة وهذا ليس موجود في الآية . ب-
لو كان في الآية منع لأن نقول: أن النبي هو أبو المؤمنين
كما زعم من استدل بهذه الآية .. لكانت الآية جاءت بصيغة النفي العام لكل الأمة ..
فيقال: (ما كان محمد أبا لكم) .. ولكن هذا لم يقل به الله ..-
فمن أين أتيتم حينئذ بالنفي العام لأبوة النبي صلى الله عليه وسلم في كل
معانيها ؟!! ج- بل أن الآية فيها ثبوت للأبوة الروحية لمن
تدبر .. من حيث وجوب الإتباع والطاعة له حال كونه رسول الله وخاتم النبيين .. ولذلك
قال تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ
وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) الأحزاب40.- فنفى
الأبوة الجسدية وأثبت الأبوة الروحية بلفظ: (رَسُولَ اللَّهِ
وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) ..- والله أعلم .
*****************- إذا كنا تكلمنا فيما سبق عن مفهوم أبوة النبي للمؤمنين .. فهنا يأتي سؤال:
#- ثانيا:
الدليل من الحديث النبوي:
- جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنما أنا لكم مثلُ
الوالدِ أعلِّمُكم ، إذا ذَهَبَ أحدُكم إلى
الخلاءِ ، فلا يَسْتَقْبِلْ القبلةَ ، ولا يَسْتَدْبِرْها ، ولا يَسْتَنْجِ
بيمينِه . وكان يَأْمِرُ بثلاثةِ أحجارٍ ، ونهى عن الرَّوْثِ والرِّمَّةِ)
صحيح النسائي.
#- وهذا الدليل ظاهر جدا باللفظ .. في أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف نفسه
كالوالد للمؤمنين .. وأظهر بيان ذلك حال كونه معلما لهم لأمور دينهم .. وهذا
الدليل اعتمد عليه بعض الصحابة والتابعين وكثير من العلماء في جواز القول بان
النبي أبو المؤمنين .. وارجع لكلام الإمام بن كثير السابق ذكره .
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .
ما شاء الله ..
ردحذفربي يكرمك استاذنا الفاضل
ويشفي صدورنا ويعيذنا من القلوب القاسية
ويرزقنا شوقا اليه وشوقا الى حبيبه من غير ضراء مضراء ولا فتنة مضلة .. امبن امين امين يارب العالمين
ماشاء الله كفيك ووفيت
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد صلاة تدوم بدوام الحي القيوم وعلى اله وسلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وسلم
اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي نور الأنوار وسر الأسرار ومفتاح باب اليسار وعلى آله وسلم
جزاك الله خير الجزاء استاذنا الكريم
ردحذفاللهم ارزقنا حبك وحب نبيك وحب من يحبك
تبارك الله و ما شاء الله و لا حول و لا قوة إلا بالله
ردحذفجزاكم الله عنا كل خير أستاذنا خالد
******************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و سلم
**********************
-هذه مجموعة من الفوائد ، أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
** كُن من خمسة على حذر:
احذر ... من الكريم إذا أهنته
ومن العاقل إذا أحرجته
ومن اللئيم إذا أكرمته
ومن الأحمق إذا مازحته
ومن الفاجر إذا عاشرته
**
واني ذقت الطيبات .. فلم أجد أطيب من العافية
وذقت المرارات كلها .. فلم أجد أمر من الحاجة إلى الناس
ونقلت الحديد والصخر .. فلم أجد أثقل من الدين
واعلم أن الدنيا يومان .. يوم لك ويوم عليك
فإن كان لك فلا تبطر .. وإن كان عليك فاصبر
● خمس كان عليها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حذف& لزوم الجماعة.
& اتباع السنة.
& عمارة المساجد.
& تلاوة القرآن.
& الجهاد في سبيل الله.
[الإمام الأوزاعي]
** العجلة من الشيطان إلا في خمس:
حذف- إطعام الطعام إذا حضر الضيف.
- تجهيز الميت إذا مات.
- تزويج البكر إذا أدركت.
- قضاء الدين إذا وجب.
- التوبة من الذنب إذا أذنب.
[حاتم الأصم]
[[ثُمَّ اعلم يا ولدي أنَّ الحُبّ فِي الله دَائِم ما دَامت الحيَاة الدُّنيا؛ ذلك أنَّه حبٌّ خالٍ من المَصالح الشَّخصيَّة والمَطامع الدنيوية، مَعناه أن تُحبّ المَرء لا تُحبه إلا مِن أجل طَاعته للّٰه وامتِثاله لأوامِر اللّٰه، فكُلَّما كان صَاحبُك للّٰه أقرب كُلَّما كَان حُبُّك لهُ أعظَم، إلى أن يصل الحب بينكما إلى حقيقة قوله تعالى : { الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِين }. ]]
ردحذفhttps://t.me/SaaltoShekhi
:"رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نورٌ بإجماع المسلمين، بل هو نور الأنوار، والسراج المنير الذي نَوَّر الله به مُلكه وملكوته كما قال تعالى مخاطبًا لجنابه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم:
ردحذف﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ [الأحزاب: 45-46]،
فأخبر سبحانه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو نور الله الذي ينير الطريق للسالكين، والأرواح إلى بارئها في معراجها القدسي، وقد قال سبحانه:
﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾[المائدة: 15].
والمراد بالنور في هذه الآية هو سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم".
دار الإفتاء المصرية
سبحانك ربي ما أعظمك...
ردحذفيا حنان يامنان ياودود...
احببتنا فرحمتنا وأرحتنا واغنيتنا بالقرآن وجنبتنا التوهان...
آية واحدة تغني عناء البحث في الكتب السماوية السابقة...
قال تعالى:
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) المائدة
يتعب العلماء وأوجدوا تخصص كامل في دراساتهم أسموه المقارنة بين الأديان...
وغفلوا عن قول الله عز وجل:
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) آل عمران
﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ ❤️
ردحذف