ج16: رسالة الملاك والجن والشيطان وإمكانية تمثيله وتجسيده في صورة إنسان - ما هي الروايات التي قالها بعض الصحابة وقد تدل على ظهور الجن والشيطان في صورة إنسان - رواية الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص في أن الشياطين ستخرج على الناس من البحر وتقرأ عليهم قرآن - رواية الصحابي بن مسعود في أن الشيطان يتمثل في صورة رجل يتحدث بالكذب - قصة الجن الذي خرج الناس من بين الشجر - قصة الجن الي ضربه بن الزبير بن العوام بالسَّوط - قصة الجن الذي خرج من الجبل وتكلم مع الصحابي نضلة الأنصاري - قصة مصارعة عمر بن الخطاب مع الشيطان في الصحراء - قصة ابن الزبير مع الجميلات في المسجد الحرام وضيافة الجن له - قصة المجوسي الذي ظهر الشيطان لزوجته على صورته وكان يجامعها. (أسطورة الشيطان المتجسد في صورة الزوج).

            بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الملاك والجن والشيطان

وإمكانية تمثيله وتجسيده في صورة إنسان

 (الفصل السادس عشر)

#- فهرس:

:: الفصل السادس عشر :: روايات عن الصحابة قد تشير إلى وجود تمثيل للجن مُتجسدا في صورة إنسان - ومناقشة هذه الروايات ::

1- س62: ما هي الروايات التي قالها بعض الصحابة وقد تدل على ظهور الجن والشيطان في صورة إنسان ؟

#- رواية الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص في أن الشياطين ستخرج على الناس من البحر وتقرأ عليهم قرآن.

#- رواية الصحابي بن مسعود في أن الشيطان يتمثل في صورة رجل يتحدث بالكذب.

#- قصة الجن الذي خرج الناس من بين الشجر ..

#- قصة الجن الي ضربه بن الزبير بن العوام بالسَّوط  ..

#- قصة الجن الذي خرج من الجبل وتكلم مع الصحابي "نضلة الأنصاري" ..

#- قصة المجوسي الذي ظهر الشيطان لزوجته على صورته وكان يجامعها. (أسطورة الشيطان المتجسد في صورة الزوج).

#- قصة ابن الزبير مع الجميلات في المسجد الحرام وضيافة الجن له.

#- قصة مصارعة عمر بن الخطاب مع الشيطان في الصحراء.

*************************

:: الفصل السادس عشر ::

:: روايات عن الصحابة قد تشير إلى وجود تمثيل للجن مُتجسدا في صورة إنسان - ومناقشة هذه الأحاديث ::

***************************

..:: س62: ما هي الروايات التي قالها الصحابة وقد تدل على ظهور الجن والشيطان في صورة إنسان ؟ ::..

 

- بعد أن انتهينا من سرد الأحاديث النبوية ثم الروايات التي أشارت لتعرض الشيطان للأنبياء والمرسلين .. فهنا نقوم بعرض الأحاديث التي قال بها بعض الصحابة والتي قد يظن البعض أثناء قرائتها أنها تشير إلى إمكانية ظهور الشيطان في صورة إنسان ..!!

 

 

1- الرواية الأولى: التي قد يظن البعض أنها تشير إلى الجن أو الشيطان يمكن أن يتمثل تجسيدا في صورة إنسان:

 

1- رواية عبد الله بن عمرو بن العاص في أن الشياطين ستخرج على الناس من البحر وتقرأ عليهم قرآن.

- (أثر صحابي موقوف بسند صحيح ومتن منكر) .. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: (إِنَّ فِي الْبَحْرِ شَيَاطِينَ مَسْجُونَةً، أَوْثَقَهَا سُلَيْمَانُ، يُوشِكُ أَنْ تَخْرُجَ، فَتَقْرَأَ عَلَى النَّاسِ قُرْآنًا) صحيح مسلم.. قلت خالد صاحب الرسالة: السند صحيح ولكن الأثر أراه ضعيف .. لأن الأثر فيه نكارة لمخالفته أحاديث نبوية تثبت خلاف ذلك .. وسيأتيك بيان ذلك بعد قليل .

 

- وفي رواية بلفظ: (يوشك أن يظهر شياطين قد أوثقها سليمان يفقهون الناس في الدين) رواه الدارمي في مسنده .. وقال محقق الدارمي حسين أسد سليم: إسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم . وهو حديث موقوف.

 

- وهذا الأثر عن الصحابي .. يفهم منه أن بعض الشياطين في آخر الزمان سيتم فك سجنها وستخرج للناس وتقرأ عليهم قرآنا .. ولا يكون ذلك إلا لو كانت هذه الشياطين ستتمثل في صورة بشر ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على الرواية السابقة:

- أولا: هذه رواية لصحابي في مسألة غيبية ولا دليل عليه من قرآن أو حديث نبوي .. وبالتالي هو ليس حديث نبوي حتى أعتقده أو أصدقه في مسألة غيبية مثل هذه ..!!

 

- ثانيا: يحتمل أن يكون قد سمع هذا الكلام من النبي ويحتمل أن يكون قد سمعه من أهل الكتاب .. والثاني هو الأرجح لكون عبد الله بن عمرو كان مشهورا عنه الأخذ من الإسرائيليات ..!! وإذا تطرق الإحتمال يبطل الإستدلال به لجعله عقيدة نؤمن بها ..!!

 

- ثالثا: والذي يؤكد أن هذه كلام مسموع من أهل الكتاب .. وأن هذا المتن منكر .. هو أن كلام عبد الله بن عمرو مخالف ومعارض لكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. إذ جاء في الحديث النبوي الآتي:

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: (سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ، وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ) صحيح مسلم..

 

- وفي رواية بلفظ: (يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ، وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لَا يُضِلُّونَكُمْ، وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ) صحيح مسلم .

 

- فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل أنهم شياطين في صور إنسية ولا حتى جن يتمثل لكم شيخا ..!!

 

- وكلمة (الأحاديث): تشمل كل حديث تستغربه النفس ولكن سيكون له تأثير بفتنة النفوس .. وإلا ما كان النبي يقول (إياكم وإياهم) تحذير بالبعد الشديد لهؤلاء الناس وإلا سيترتب على ذلك إضلال وفتنة شديدة في الدين والدنيا .. ومثال ذلك في زماننا مثل الروحانيين الذين يجذبونك للعالم الروحاني للتواصل مع الجن والشيطان .. والطقياجية (الذين ينشرون الطاقة الروحانية) وحقيقتها جن وشياطين .. وما أكثر اغراءات هؤلاء على الإنترنت لجذب النفوس المريضة بالفضول الروحاني ..!!

 

- رابعا: وإذا افترضنا أن عبد الله بن عمرو قد سمع ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم .. فالمقصد منه كما يغلب على ظني ومطمئنا له .. هو أن هذه الشياطين ستخرج بهيئتها الروحانية ولكن لهم قدرة في التواصل مع بعض الناس ويوسوسوا إليهم تلقينا من علوم الشر فيهم ليقوم هؤلاء الناس بنشر علوم الشياطين .. (والمقصود بالناس هنا هم الروحانيين والذين لهم قدرة على التواصل الروحاني مثل السحرة) وهم الذين من خلالهم سيتم نشر هذه العلوم لباقي الناس .. 

- ودليل ذلك قوله تعالى (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ) الأنعام121 .. وكما قال تعالى عن الشياطين: (الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) البقرة102.. والمقصود بالناس من لهم تواصل مع الشياطين مثل السحرة .. وكذلك من يستطيع الشياطين التواصل معهم كسائر الروحانيين .. وليس كل الناس طبعا .

 

- خامسا: القرآن المقصود به في الرواية ليس القرآن الكريم .. وإنما المقصد به المعنى اللغوي وهو كلام مجموع ومقروء .. وتشبيهه بالقرآن .. لأنه يحمل معنى القداسة والتعظيم في نفوس البعض لما يحقق من وراءه قرائته استمتاع للناس روحانيا أي استمتاع بالجن ..

 

- وهذا شبيه بما ينشره الروحانيين من عزائم روحانية وكلام يتواصلون به مع العالم الروحاني .. ومثل ما ينشرونه جماعة الطاقة من طقوس لتفعيل الجانب الروحاني في الإنسان .. ومثل من يستخدم الآيات والأذكار في استحضار العالم الروحاني الناري .. وغير ذلك من قراءات يجعلونها مقدسة وفيها تعظيم لما يحقق لهم من وراء ذلك من مكاسب ومنافع واستمتاع من خلال التواصل الروحاني.. والله أعلم .

 

#- خلاصة القول:

1- هو أن الرواية موقوفة على قول صحابي .. وليست حجة شرعية في إثبات تجسيد الشياطين في صورة إنسان .. لأنها ليست حديث نبوي ولا قرآن .. فكيف تجعل منها حجة شرعية في إثبات عقيدة غيبية ..!!

 

- ملحوظة هامة: قد سبق وناقشنا روايات شبيهة برواية عبد الله بن عمرو بن العاص في السؤال رقم (34)  .. وزعم البعض أن النبي قد قالها .. وقد أثبت لك كم هي روايات باطلة ..!!

 

2- ورواية عبد الله بن عمرو بن العاص لو صحت .. فالمقصود منها هو تلقين هذه الشياطين لعلومهم إلى أوليائهم من عالم الإنس ليستمتع بعضهم ببعض كما أخبرنا الله تعالى .. حيث قال جل شأنه: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) الأنعام128-129.

- والله أعلم .

 

#######################

 

2- الرواية الثانية: التي قد يظن البعض أنها تشير إلى الجن أو الشيطان يمكن أن يتمثل تجسيدا في صورة إنسان:

 

2- رواية الصحابي بن مسعود في أن الشيطان يتمثل في صورة رجل يتحدث بالكذب.

 

- (أثر صحابي موقوف صحيح) .. وهو ما جاء عن ابْنِ مَسْعُوْدٍ حيث قَالَ: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَتَمَثَّلُ فِي صُورَةِ الرَّجُلِ، فَيَأْتِي الْقَوْمَ فَيُحَدِّثُهُمْ بِالْحَدِيثِ مِنَ الْكَذِبِ، فَيَتَفَرَّقُونَ فَيَقُولُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ: سَمِعْتُ رَجُلًا أَعْرِفُ وَجْهَهُ وَلَا أَدْرِي مَا اسْمُهُ يُحَدِّثُ) صحيح مسلم.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على الرواية السابقة:

- أولا: هذه رواية لصحابي في مسألة غيبية .. وليس حديث نبوي حتى نعتقده أو نصدقه .. ولا دليل عليها من كلام الله ولا كلام رسول الله لو كان مقصد كلامه على أن الشيطان يتجسد فعلا في صورة إنسان ..!!

 

- ثانيا: يحتمل أن يكون قد سمع من النبي صلى اله عليه وسلم .. أو بلغه من كلام أهل الكتاب .. أو مجرد رأي خاص به .. وتطرق الإحتمال يبطل الإستدلال به لجعله عقيدة نؤمن بها ..

 

- ثالثا: وعلى افتراض أن هذا الكلام سمعه بن مسعود من النبي .. فالمقصود من كلام بن مسعود - والله أعلم - هو ما قاله أحد العلماء .. من أن مقصد الصحابي هو أن الشيطان ليظهر متمثلا في صورة شيطان من الإنس لأنهم من جنوده وأعوانه .. فيظهر الإنسي المتشيطن قلبه في صورة الرجل التقي الصالح الذي يفهم في العلم .. ويتكلم في العلم الديني ويضلل الناس بعلمه .. وهذا كثير في حياتنا الحالية خاصة على عالم الإنترنت واليوتيوب المرئي والمدونات المكتوبة كصفحات من ينكرون الحديث النبوي الصحيح ويطعنون فيه ويظهرون بمظهر المصلحين الأتقياء ..

 

#- قال الشيخ عبد الحق الدهلوي رحمه الله (المتوفى: 1105هـ):

- ويحتمل -واللَّه أعلم- أن يكون المراد شيطان الإنس يجيء في صورة رجل صالح ثقة فيحدث بالكذب، هذا ما يخطر ببالي في شرح الحديث.

لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح ج8 ص169

             

- قلت (خالد صاحب الرسالة): فيكون مقصد بن مسعود هو أن الشيطان ليظهر بكلامه وأفكاره ووساوسه في صورة رجل منكم .. أي أن الشيطان يحرك إنسان ما ويوسوس إليه بما يريده على لسانه لينشره بين الناس .. فيكون مثل مرسال الشيطان .. وهذا يتفق مع قوله تعالى: (وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ) الأعراف202 .. أي وإخوان الشياطين وهم من ارتضى باتباع منهج الشيطان ممن ضل من الإنس .. فهؤلاء تمدهم الشياطين من الجن في الضلالة والغَواية .. وكذلك قوله تعالى: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ) الأنعام121.

- فهكذا يستقيم قول الصحابي مع القرآن ..

 

- ثالثا: أما على تفسير كلام الصحابي بالمعنى الحرفي كما ظن ذلك بعض مفسري الحديث .. وهو أن الشيطان يتمثل فعلا في صورة إنسان .. فحينئذ يكون قول الصحابي مخالف لمفهوم القرآن والحديث النبوي والعقل .. ويكون قوله مردود ..

1- أما مخالفته للعقل .. فهذا يجعلنا نظن في كل من يحدثنا أنه شيطان طالما لا نتفق مع ما يقوله لنا ويخبرنا به ..!!

- وكذلك لو كان شياطين الجن يستطيعون التمثيل للناس .. فما فائدة شياطين الإنس حينئذ ؟ حيث يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) الأنعام112.. ولماذا أثبت الله الإيحاء بين شياطين الإنس والجن لو كان الشياطين من الجن يستطيعون التمثيل بصورة الإنس ؟!!

 

2- أما مخالفته للقرآن .. فلأن الله يقول: (وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ) الأعراف202 .. فالشياطين تمد أوليائها بالوسوسة ليضلوا الناس .. ولا حاجة لهم في التمثيل بأنفسهم ليضلوا الناس .. وإلا فما فائدة الإمداد من الشياطين لأوليائهم بالضلال طالما هم يستطيعون بأنفسهم أن يظهروا ويضلوا الناس ؟!!

 

- فضلا عن أن عموم القرآن والكلام النبوي قائم على أن تواصل الشيطان مع الإنسان إنما من خلال الوسوسة وليس من خلال التجسيد في صورة إنسان ليوسوس للناس ..!!

 

3- أما مخالفته للحديث النبوي .. فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يَكونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لا يَهْتَدُونَ بهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فيهم رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ في جُثْمَانِ إنْسٍ) صحيح مسلم ..

 

- فتأمل قول النبي (رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ في جُثْمَانِ إنْسٍ) .. فظاهرهم إنسان وإمام عالم .. ولكن من هؤلاء الأئمة من يكون قلبه قلب شيطان يحرك الفتنة بين المسلمين .. فظاهره إنسان وباطنه قلب قد استولى الشيطان عليه فملأه بكل شر من أجل أطماعه الخاصة به ..

 

#- ملحوظه: لا تجعل شيطانك يوهمك بأن معنى قوله (قلوبهم قلوب شياطين) أن هؤلاء شياطين في جسم إنسان ..!! طبعا لا يمكن أن يقول إنسان عاقل بهذا الكلام وأنت أذكى من ذلك .. لأن الحديث يقول (فيهم) أي في هؤلاء الأئمة نوع آخر بخلاف من لا يتبعون النبي .. و(قلوبهم) هو وصف لحال قلوب هؤلاء الأئمة الذين ظاهرهم يخالف باطنهم .. فضلا عن أن الحديث يتكلم عن بشر بدلالة قوله (سيكون بعدي) ولا يخلف النبي الإنسان إلا إنسان .. !!

- فقط أحببت أن أنبهك لهذه الجزئية حتى لا يخدعك الشيطان بذلك .

 

#- وكذلك ما يثبت لك أن مثيري الفتنة دائما هم البشر .. سواء بعد عصر النبي كما في الحديث السابق .. أو في آخر الزمان الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ، وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لَا يُضِلُّونَكُمْ، وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ) صحيح مسلم .

 

#- خلاصة القول فيما سبق:

 

1- هو أن الرواية موقوفة على قول صحابي .. وليست حجة شرعية في إثبات تجسيد الشياطين في صورة إنسان .. لأنها ليست حديث نبوي ولا قرآن .. فكيف تجعل منها حجة شرعية في إثبات عقيدة غيبية ..!!

 

2- أن الأحاديث النبوية الصحيحة .. أثبتت أن الخيانة في العلم الديني لا تحتاج إلى ظهور شياطين .. وإنما تحتاج إلى قلوب تستجيب لوسوسة الشيطان لأن القلب الإنساني قابل للتحول إلى الوصف الشيطاني كلما خضع لمطالب الشيطان.

 

########################

  

3- الرواية الثالثة: التي قد يظن البعض أنها تشير إلى الجن أو الشيطان يمكن أن يتمثل تجسيدا في صورة إنسان:

3- قصة الجن الذي خرج الناس من بين الشجر  ..

 

 
- (أثر صحابي موقوف ضعيف – ومتن منكر جدا) .. عن وهب بن جَابر عَن أبي بن كَعْب قَالَ: (خَرَجَ قَوْمٌ يُرِيدُونَ مَكَّةَ فَضَلُّوا الطَّرِيقَ فَلَمَّا عَايَنُوا الْمَوْتَ أَوْ كَادُوا أَنْ يَمُوتُوا لَبِسُوا أَكْفَانَهُمْ وَاضْطَجَعُوا لِلْمَوْتِ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ جِنِّيٌّ يَتَخَلَّلُ الشَّجَرَ وَقَالَ: أَنَا بَقِيَّةُ النَّفَرِ الَّذِينَ اسْتَمَعُوا عَلَى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ عَيْنُهُ وَدَلِيلُهُ لَا يَخْذُلُهُ" .. هَذَا الْمَاءُ وَهَذَا الطَّرِيقُ ثُمَّ دَلَّهُمْ عَلَى الْمَاءِ وَأَرْشَدَهُمْ إِلَى الطَّرِيقِ) رواه أبو نعيم في الدلائل وعنه الشبلي في آكام المرجان .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أولا: من حيث السند ..
1- السند فيه (وهب بن جابر) مجهول .. وأظن أنه ليس هو (وهب بن بيان بن جابر الخيواني) .. لأنه لو كان هو الخيواني فهذا لم يروى إلا عن عبد الله بن عمرو بن العاص .. ولم يروي عنه إلا أبو إسحاق الهمداني .. والحديث الذي معناه ليس فيه هذا ولا ذاك ..!!
- ولو كان هو وهب الخيواني .. قال عنه الذهبيُّ: وثقه ابن معين والعجلي، وقال ابن المديني والنسائي: مجهول .. (راجع تهذيب تهذيب الكمال ترجمة 7515).
 
2- والسند فيه انقطاع بين (وهب بن جابر – لو كان هو الخيواني) و بين (أبي بن كعب) .. حيث لم يثبت سماع من وهب لأبي بن كعب .. فضلا عن أن وهب من أهل الطبقة الرابعة (كما قال بن حجر في تحرير التقريب ترجمة 7471) .. فكيف يروي عن أبي بن كعب ؟!!
 
3- ولا نعرف كيف بلغت أبي بن كعب هذه القصة ولا حال من أبلغها له .. لأنه ليس هو من عاش أحوالها .. فضلا عن أن الظاهر من القصة أنها حدثت بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم وإلا كان أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم .. أو انتشر خبرها بين الصحابة .. بل ولكان هذا الجني طلب منهم أن ينقلوا سلامه إلى النبي حينما يقابلوه .. وحينئذ فهؤلاء ليسوا بصحابة  حتى نأمن ما ينقلونه من الخبر ..
 
- ثانيا: من حيث المتن ..
1- لا يوجد حديث للنبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ .. وإنما يروى بلفظ: (المؤمنُ مرآةُ المؤمنِ ، والمؤمنُ أخُو المؤمنِ يكُفُّ عليه ضيْعتَه ، ويَحوطُه من ورائِه) صحيح أبي داود ..
2- من غريب الرواية أن نجد قوم يسافرون ومعهم أكفانهم ..!!
 
#- خلاصة القول:
2- الرواية تقول أنه خرج عليهم جني .. فهذا واضح وصريح أنه كان بهيئة مغايرة لهيئة الإنس .. ولا دليل فيها على إمكانية أن يتجسد الجن في صورة إنسان ..
3- وأصلا لا حجة في الاستدلال بهذه الرواية في إثبات إمكانية تجسيد الجن في صورة إنسان .. لأسباب:
- الأول: الرواية أصلا ضعيفة ..

- الثاني: لأن الرواية لم تقل أنه كان إنسان بل جن وله هيئة أكيد مغايرة لهيئة الإنس وإلا ما كان قال لهم أنه جني ..!!
- الثالث: لأن الصحابي الذي نقل هذه القصة لم يكن مع القوم الذي حكى لنا عنهم هذه الرواية .. وإنما هو مجرد ناقل خبر قصة .. 

 

######################

 

 

4- الرواية الرابعة: التي قد يظن البعض أنها تشير إلى الجن أو الشيطان يمكن أن يتمثل تجسيدا في صورة إنسان:

4- قصة الجن الي ضربه بن الزبير بن العوام بالسَّوط  ..

- لا تستغرب أخي الحبيب الرواية التالية وإن كان يرويها أحد من تابعي التابعين .. ولكنه يرويها عن صحابي (عبد الله بن الزبير بن العوام) .. ولذلك وضعتها هنا في فصل الروايات الخاصة بما كان يحدث مع الصحابة من حالات تجسيد الجن ولم يأت في حديث نبوي .. بخلاف ما ذكرناه في أحاديث سابقه عن الصحابة ولكنها كانت تحمل وصف الحديث النبوي لأن الصحابة كانوا يذهبون فيسألون النبي فيجيبهم ..

 

#- (أثر رواه تابعي التابعين مقطوع السند) .. ذكر الْعُتْبِي: (أَن ابْن الزبير رأى رجلا طوله شبران على بردعة رَحْله فَقَالَ مَا أَنْت قَالَ إزب قَالَ وَمَا إزب ؟ .. قَالَ رجل من الْجِنّ .. فَضَربهُ على رَأسه بِعُود السَّوْط حَتَّى ناص أَي هرب) ذكره الشبلي في آكام المرجان.

 

#- هذه الرواية رواها الشبلي مختصرة .. وأصلها عند القتبي وليس العتبي (مكتوب خطأ في آكام المرجان) .. والمقصود بالقتبي هو بن قتيبة الدينوري .. حيث قد ذكر هذه الرواية عن عبد الرحمن "بن قريب الباهلي"، وعن سهل "بن محمد بن عثمان أبو حاتم السجستانى"، عن الأصمعي "أبو سعيد الباهلي"، عن يعلى بن عقبة شيخ من أهل الْمَدِينَة مولى لآل الزبير قال: (أَنه خرج فَبَاتَ القفر فَلَمَّا قَامَ ليرحل وجد رجلا طوله شبران عَظِيم اللِّحْيَة على الولية (أي البردعة وهي كسوة ظهر البعير) .. فنفضها فَوَقع (أي وقع الجني) .. ثمَّ وَضعهَا على الرَّاحِلَة .. وَجَاء وَهُوَ (يحمل) الْقطع (أي مكان قعدة السائق الذي يوضع على البردعة) .. فنفضه فَوَقع (أي وقع الجني) .. فَوَضعه (أي القطع) على الرَّاحِلَة .. وَجَاء وَهُوَ بَين الشرخين (أي جانبي الرحل) فنفض الرحل ثمَّ شده .. وَأخذ السَّوْط (أي عصا أو كرباج صغير) .. ثمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: من أَنْت قَالَ: أَنا أزب. قَالَ: وَمَا أزب قَالَ رجل من الْجِنّ. قَالَ: افْتَحْ فَاك أنظر. فَفتح فَاه فَقَالَ أهكذا خلوقكم لقد شوه الله خلوقكم ثمَّ قلب السَّوْط فَوَضعه فِي رَأس أزب حَتَّى باص (أي هرب)) رواه بن قتيبة الدينوري في غريب الحديث .. ومرة قال بدل من (خلوقكم) قال (حلوقكم) ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ملحوظة .. قمت بوضع تعريف كامل لأسماء السند "ووضعتها بين علامات تنصيص" بدلا من اختصارها كما وضعها بن قتيبة وذلك لمن يريد مزيد علم بالرواية ..

- أما عن تحقيق الرواية ..

 

- أولا: من حيث السند ..

- السند تالف .. ليه ؟

1- لأن الأصمعي وهو أبو سعيد الباهلي .. لم يسمع ولم يرى ولم يعرف يعلى بن عقبه .. فالأصمعي من الطبقة التاسعة ويعلى بن عقبة من الطبقة الثالثة .. فالرواية منقطعة .. !!

- والطبقة يقصد بها الفترة الزمنية التي تجمع الشيخ بتلميذه .

 

2- ولأن يعلى بن عقبة لم يقابل عبد الله بن الزبير وإنما قابل وحكى عن ابنه خبيب بن عبد الله بن الزبير .. فالرواية كذلك مرسلة ..!!

 

- ثانيا: من حيث المتن ..

1- الرواية مجرد قصة يحكيها الأصمعي عن شخص لم يقابله في حياته .. و (يعلى بن عقبة) لم يسمع ولم يشاهد أصلا عبد الله بن الزبير بن العوام ..!!

2- الرواية يظهر فيها تجسيد الجن ولكن في صورة غير إنسانية .. بهيئة صغيرة وناطقة ..!! وكأنه شبه بشخصيات الكرتون المسماة بالسنافر ..!!

3- وما علاقة الاستدلال بهذه الرواية بإمكانية أن يتجسد الشيطان أو الجن في صورة إنسان ؟!!

- فهل كان هذا الإزب كان في صورة إنسان ؟!!

- بكل تأكيد .. لا .. !!

- فلماذا يستدلون بها محبي إثبات أن الجن يتجسد في صورة إنسان ؟

- أفلا يعقلون ؟!!

 

######################

 

5- الرواية الخامسة: التي قد يظن البعض أنها تشير إلى الجن أو الشيطان يمكن أن يتمثل تجسيدا في صورة إنسان:

5- قصة الجن الذي خرج من الجبل وتكلم مع الصحابي "نضلة الأنصاري" ..

 

- (أثر صحابي موقوف).. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ الرَّمْلِيُّ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْأَزْهَرِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: (أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ عَلَى الْعِرَاقِ فَسَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِحُلْوَانَ أَدْرَكَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ وَهُوَ فِي سَفْحِ جَبَلِهَا فَأَمَرَ مُؤَذِّنَهُ نَضْلَةَ فَنَادَى بِالْأَذَانِ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ..

- فَأَجَابَهُ مُجِيبٌ مِنَ الْجَبَلِ كَبَّرْتَ يَا نَضْلَةُ كَبِيرًا.

- فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ: كَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ.

- قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: بُعِثَ النَّبِيُّ .

- قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ قَالَ: الْبَقَاءُ؛ لِأَنَّهُ مُحَمَّدٌ .

- قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ قَالَ: كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ

- قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ: كَبَّرْتَ كَبِيرًا

- قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَانْفَلقَ الْجَبَلُ فَإِذَا شَيْخٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ هَامَتُهُ مِثْلُ الرَّحَى

- فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟

- قَالَ: أَنَا زُرَيْبُ بْنُ ثَرْمَلَا وَصِيُّ الْعَبْدِ الصَّالِحِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، دَعَا رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِي بِطُولِ الْبَقَاءِ وَأَسْكَنَنِي هَذَا الْجَبَلَ عَلَى نُزُولِهِ مِنَ السَّمَاءِ فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَتَبَرَّأُ مِمَّا فَعَلَهُ النَّصَارَى ..

- مَا فَعَلَ النَّبِيُّ؟

- قُلْنَا: قُبِضَ فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا حَتَّى خَضَّبَ لِحْيَتَهُ بِالدُّمُوعِ

- قَالَ: مَنْ قَامَ فِيكُمْ بَعْدَهُ

- قُلْنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: مَا فَعَلَ؟

- قُلْنَا: قُبِضَ قَالَ: فَمَنْ قَامَ فِيكُمْ بَعْدَهُ؟

- قُلْنَا عُمَرُ قَالَ: فَأَقْرِئُوهُ مِنِّي السَّلَامَ وَقُولُوا لَهُ: يَا عُمَرُ سَدِّدْ وَقَارِبْ فَإِنَّ الْأَمْرَ قَدْ تَقَارَبَ، خِصَالٌ إِذَا رَأَيْتَهَا فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ، إِذَا اسْتَغْنَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ وَكَانَ الْوَلَدُ غَيْظًا وَالْمَطَرُ قَيْظًا وَزُخْرِفَتِ الْمَسَاجِدُ وَزُوِّقَتِ الْمَسَاجِدُ وَتَعَلَّمَ عَالِمُهُمْ لِيَأْكُلَ بِهِ دُنْيَاهُمْ، وَخَرَجَ الْغَبِيُّ فَقَامَ لَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، وَكَانَ أَكْلُ الرِّبَا فِيهِمْ شَرَفًا، وَالْقَتْلُ فِيهِمْ عِزًّا فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ، قَالَ: فَكَتَبَ بِهَا سَعْدٌ إِلَى عُمَرَ فَكَتَبَ عُمَرُ، صَدَقْتَ؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «فِي بَيْتِ الْجَبَلِ وَصِيُّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ» [ص:35] فَأَقَامَ سَعْدٌ بِنَفْسِ الْمَكَانِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا يُنَادِي يَا ثَرْمَلَا، فَلَا يُجَابُ) رواه بن أبي الدنيا في هواتف الجنان.

 

- وفي رواية بلفظ: (لَمَّا ظَهَرَ سَعْدٌ عَلَى حُلْوَانَ الْعِرَاقِ بَعَثَ جَعْوَنَةَ بْنَ نَضْلَةَ فِي الطَّلَبِ ..

- قَالَ: فَأَتَيْنَا عَلَى غَارٍ أَوْ نَقْبٍ فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ قَالَ: فَأَذَّنْتُ فَقُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَأَجَابَنِي مُجِيبٌ مِنَ الْجَبَلِ كَبَّرْتَ كَبِيرًا

- قَالَ: فَاخْتَبَأْتُ جَزَعًا .. قَالَ: فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ: أَخْلَصْتَ فَالْتَفَتُّ يَمِينًا وَشِمَالًا فَلَمْ أَرَ أَحَدًا

- قَالَ: قُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ..قَالَ: نَبِيٌّ بُعِثَ

- قُلْتُ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ قَالَ: فَرِيضَةٌ وُضِعَتْ

- قُلْتُ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَجَابَهَا اسْتَجَابَ لَهَا كُلُّ مَلَكٍ يَقُولُ

- فَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا

- قَالَ: قُلْتُ: جِنِّيٌّ أَنْتَ أَمْ إِنْسِيٌّ؟ ائْتِ، فَأَشْرَفَ عَلَيَّ شَيْخٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ..

- فَقَالَ: أَنَا زُرَيْبُ بْنُ ثَرْمَلَا مِنْ حَوَارِيِّي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ .. وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ .. وَأَنَّهُ الْحَقُّ وَأَنَّهُ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الْحَقِّ وَقَدْ عَلِمْتُ مَكَانَهُ فَأَرَدْتُهُ فَحَالَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كُفَّارُ فَارِسَ .. فَأَقْرِئْ صَاحِبَكَ السَّلَامَ فَكَتَبَ سَعْدٌ إِلَى عُمَرَ فَكَتَبَ عُمَرُ: ابْغُونِيهِ الرَّجُلَ فَطُلِبَ فَلَمْ يُوجَدْ) رواه بن أبي الدنيا في هواتف الجنان والواقدي وأبو نعيم في الدلائل والبيهقي في الدلائل وغيرهم ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هذا الحديث بين الضعيف والضعيف جدا والباطل الموضوع .. وقد قام العلماء بتحقيق سنده .. وجزاهم الله خيرا ..

- قال بن الجوزي في الموضوعات: حَدِيث بَاطِل لَا أصل لَهُ وَأكْثر رُوَاته مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ..

- وأنكره بن عراق في تنزيه الشريعة ..

- وجمع السيوطي جميع طرق هذه الرواية (أحدى عشر رواية) في اللآليء المصنوعة في الاحاديث الموضوع وقام بتوضيح كل علة فيها وفساد كل رواية أتت بها (راجع تحقيق كل الروايات في اللآليء المصنوعة ج1 ص164) ..

- وقال محققو كتاب المطالب العليا .. بعد أن حققوا روايات مختلفة لهذه الرواية ثم قالوا: "وجملة القول أن حديث الباب روى من طرق متعددة إلَّا أنها ضعيفة بأجمعها لا يصح منها طريق واحد، بالإِضافة إلى أن متنه فيه نكارة". (راجع تحقيق المطالب العليا ج18 ص409 حديث برقم4507).

 

#- ومن ناحية أخرى:

- هذه الرواية مكتوبة في كتاب "آكام المرجان" مختلفة على اسم الرجل الذي ظهر من الجبل باسم: (أبا رزين بن ثرملا) .. فقط أردت التنويه إلى ذلك ..!!

 

#- أما عن الكلام على هذه الرواية:

1- فقد سبق وتبين أن سند الرواية ما بين ضعيف وضعيف جدا وموضوع باطل .. ولا حجة فيه لمن يستدل به على شيء !! فضلا عن أن هذا أثر صحابي ولا حجة فيه لإثبات أي شيء لبطلانه ولأنه ليس له ما يؤيده من الوحي .

 

2- الطريف في الأمر هو أن الرواية تتكلم عن إنسي دعا له عيسى بطول البقاء وليس عن جني .. لأن حواري عيسى كانوا إنس وليس منهم جن ..!!

 

##################

6- الرواية السادسة: التي قد يظن البعض أنها تشير إلى الجن أو الشيطان يمكن أن يتمثل تجسيدا في صورة إنسان:

 

6- قصة المجوسي الذي ظهر الشيطان لزوجته على صورته وكان يجامعها.

(أسطورة الشيطان المتجسد في صورة الزوج)

 

#- أثر صحابي .. (رواية مكذوبة تالفة السند ومنكرة المتن جدا) .. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: (إِنِّي لَأَسِيرُ (أي كنت أتمشى)  بِتُسْتَرَ (وهي مدينة فارسية تقع في إيران حاليا) فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِهَا زَمَنَ فُتِحَتْ (أي وقت فتح تستر على يد المسلمين في عهد عمر) .. إِذْ قُلْتُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ: فَسَمِعَنِي هَرْبَذٌ (أي مجوسي ممن يعبد النار) مِنْ أُولَئِكَ الْهَرَابِذَةِ فَقَالَ: مَا سَمِعْتُ هَذَا الْكَلَامَ مِنْ أَحَدٍ مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنَ السَّمَاءِ قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ رَجُلًا أَفِدُ عَلَى الْمُلُوكِ أَفِدُ عَلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ فَوَفَدْتُ عَامًا كِسْرَى فَخَلَفَنِي فِي أَهْلِي شَيْطَانٌ تَصَوَّرَ عَلَى صُورَتِي فَلَمَّا قَدِمْتُ لَمْ يَهَشَّ إِلَيَّ أَهْلِي كَمَا يَهَشُّ أَهْلُ الْغَائِبِ عَلَى غَائِبِهِمْ فَقُلْتُ لَهُمْ: مَا شَأْنُكُمْ؟ فَقَالُوا: إِنَّكَ لَمْ تَغِبْ قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَظَهَرَ لِي (أي في هذه اللحظة ظهر لي الشيطان) فَقَالَ: اخْتَرْ أَنْ يَكُونَ لَكَ مِنْهَا يَوْمٌ وَلِي يَوْمٌ وَإِلَّا أَهْلَكْتُكَ .
- فَاخْتَرْتُ أَنْ يَكُونَ لَهُ يَوْمٌ وَلِي يَوْمٌ (أي أن الشيطان قال له اختار يوم تنام مع زوجتك وأنا يوم آخر معاها وهو وافق) ..
- قَالَ فَأَتَانِي يَوْمًا (وهذا معناه أنه وافق على شرط الشيطان !!) .. فَقَالَ "أي الشيطان": إِنَّهُ مِمَّنْ يَسْتَرِقُ السَّمْعَ وَإِنَّ اسْتِرَاقَ السَّمْعِ بَيْنَنَا نُوَبٌ (أي يوجد تناوب على السماع بين الشياطين) وَإِنَّ نَوْبَتِي اللَّيْلَةَ (أي في استراق السمع والتجسس على الأخبار) .. فَهَلْ لَكَ أَنْ تَجِيءَ مَعَنَا قُلْتُ: نَعَمْ . (من الواضح أن المجوسي كمان اتصاحب مع الشيطان ويسهرا مع بعض!!) ..
- فَلَمَّا أَمْسَى أَتَانِي فَحَمَلَنِي عَلَى ظَهْرِهِ فَإِذَا لَهُ مَعْرَفَةٌ كَمَعْرَفَةِ الْخِنْزِيرِ (أي له مثل الشعر الكثيف حول عنقه) .. فَقَالَ لِي: اسْتَمْسِكْ فَإِنَّكَ تَرَى أُمُورًا وَأَهْوَالًا فَلَا تُفَارِقْنِي فَتَهْلِكَ قَالَ: ثُمَّ عَرَجُوا حَتَّى لَصِقُوا بِالسَّمَاءِ ..
- قَالَ: فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: (لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَا يَكُونُ) .. قَالَ: فَلُبِجَ بِهِمْ (أي كأنهم صعقوا) فَوَقَعُوا مِنْ وَرَاءِ الْغَمَرَاتِ (الأراض الخربة التي لا عمار فيها) فِي غِيَاضٍ (أي يابسة) وَشَجَرٍ ..
- قَالَ: وَحَفِظْتُ الْكَلِمَاتِ فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ أَهْلِي فَكَانَ إِذَا جَاءَ (في يومه المخصص اللي جاي فيه ينام مع مراته) .. قُلْتُهُنَّ (أي قلت هذا الذكر) فَيَضْطَرِبُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ كُوَّةِ الْبَيْتِ (أي فتحة في الحائط مثل الشباك) فَلَمْ أَزَلْ أَقُولُهُنَّ حَتَّى انْقَطَعَ (أي لم يعد يأتي)) رواه بن أبي الدنيا في الهواتف.. وعنه رواه الشبلي في آكام المرجان تحت عنوان (بَيَان تعرض الْجِنّ لِنسَاء الْإِنْس) ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- ملاحظة: يوجد تحريف في سند الحديث في اسم (أَبُو عُمَر حفص بن عُمَر الضرير) حيث تم كتابته (أبو عامر الضرير) ..!!
 
- والرواية ضعيفة جدا ..  والمتن مكذوب بكل تأكيد .. ليه ؟
 
#- أولا: من حيث السند ..
1- فيه (سماك بن حرب) مختلف عليه بين القبول والرد بسبب اختلاطه آخر عمره .. وحديثه هنا ضعيف لأنه انفرد به .
2- فيه انقطاع بين (سماك بن حرب) وبين الصحابي (جرير بن عبد الله) لأنه لم يسمعه ولم يقابله بل ولم يكن موجود في زمنه أصلا ..!!
3- القصة منقولة عن مجوسي يعبد النار ..!!
 
#- ثانيا: من حيث المتن ..
1- القصة رواها شخص مجوسي ممن يعبدوا النار .. فكيف يمكن تصديق ذلك ؟!!
 
2- طالما الشيطان يأتي متجسدا في صورة إنسان .. فلماذا لم يقاتله هذا المجوسي .. لأن قتاله حينئذ هو أمر سهل جدا .. بل ولا قدرة للشيطان في حالة التجسيد على مقاتلة الإنسان ..!!
 
3- أما عن كونه يترك زوجته للشيطان لينام معها بموافقته .. فلا ملامة حينئذ على الشيطان .. إذا كان الزوج كانت لديه فرصة متكررة في قتاله ولم يقاتله حينما كان يجالسه متجسدا ..!! بل وصاحبه وكان يسهر مع الليل قبل أن يذهب لينام مع زوجته .. !!
 
4- أما عن كونه سمع الذكر في السماء .. فوجد الحل لمشكلته بان يتخلص من الشيطان بهذا الذكر .. فهذه أكبر كذبه في الرواية .. ليه ؟
 
- أولا: لأن الشيطان لا يتأثر بالذكر في حال التجسيد .. وإنما في هذه الحالة يتأثر بالإنذار ثم بالمقاتلة مثل الإنسان لتساوي القدرة بينهما ..
 
- ثانيا: ولأن الذكر لا ينفعل مع شخص ديوث .. قد سمح بإرادته ووافق على أن يجامع الشيطان زوجته يوما بعد يوم .. ولكن قد ينفعل الذكر مع الإنسان في حال الندم والتوبة وصدق التوجه إلى الله .. وهذا المجوسي لا ندم ولا تاب ولا صدق في التوجه إلى الله لأنه لا يعرفه أصلا ..!!
 
$- ملحوظة هامة جدا - أسطورة الشيطان المتجسد في صورة الزوج:
- من خلال هذه القصص ظهر وانتشر بين بعض الرقاة أسطورة تجسيد الشيطان في صورة إنسان ويذهب لجماع الزوجات حينما يغيب زوجها .. وهي تحسب أنه هو .. !!
 
- وأصبح هناك معتقد أن هذا الشيء حقيقي ويحدث .. وأصل قصتهم هي هذا المجوسي ..!!
 
- ومن غير كلام كتير مع هؤلاء الرقاة من معظمي قدرة الشيطان في نفوس الناس .. فلي لهم سؤال واحد فقط .
 
$- دعني أسأل سؤال أيها العاقل:
- لماذا يذهب الشيطان للمتزوجات ولا يذهب للبنات الأبكار ليستمتع بهن ؟!!

- سأترك الإجابة على هذا السؤال .. لمن يعظمون قدرة الشيطان بنشر هذه القصص المكذوبة بين الناس .. !!
 
#- وخلاصة القول:
1- هذه الرواية مجرد أثر صحابي تم تلفيق هذه الرواية إليه في الغالب وهو بريء منها .. لأن من رواها عنه لم يقابله من أساسه لأنه لم يكن في زمنه .. فكيف رواها عنه ..؟!!
 
2- والرواية لا حجة فيها لمن يستدل بها على إمكانية تجسيد الشيطان في صورة إنسان .. لأنهل رواية مكذوبة باطلة .. وحتى لو كانت صحيحة فراويها مجوسي يعبد النار .. وإذا كانت الرواية الاخبارية القصصية لا حجة شرعية فيها لصحابي ولا لتابعي .. أفيكون فيها حجة شرعية لمجوسي يعبد النار ..؟!!
 

 ##################

#- الرواية السابعة: التي قد يظن البعض أنها تشير إلى الجن أو الشيطان يمكن أن يتمثل تجسيدا في صورة إنسان:
 
7- قصة ابن الزبير مع الجميلات في المسجد الحرام وضيافة الجن له.
 

- أثر صحابي .. (أثر تالف السند ومكذوب المتن) ..عن أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر نا أبي نا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ نا إسحاق بن إسماعيل نا معاذ بن عبد الوهاب عن سفيان بن عيينة قال .. قال ابن الزبير: (دخلت المسجد ذات ليلة فإذا نسوة يطفن بالبيت فأعجبنني فلما قضين طوافهن خرجن مما يلي باب الحذائين فقلت لاتبعهن حتى أعرف مواضعهن فما زلن يمشين حتى أتين العقبة ثم صعدن العقبة وصعدت خلفهن ثم هبطن وهبط خلفهن حتى أتين فجَّا (أي طريقا) فدخلن في خربة (أي في مكان غير معمور) .. فدخلت في إثرهن فإذا مشيخة جلوس فقالوا ما جاء بك يا ابن الزبير؟ فقلت لهم ومن أنتم ؟ قالوا نحن الجن .. قلت إني رأيت نسوة يطفن بالبيت فأعجبنني فاتبعتهن حتى دخلت هذا الموضع فقالوا إن اولئك نساؤنا .. اشهى يا ابن الزبير ما شئت ؟ قلت اشتهي رطبا وما بمكة يومئذ من رطبة .. فأتوني برطب فأكلت ثم قالوا لي احمل ما بقي معك ... إلى آخر القصة) رواه بن عساكر في تاريخ دمشق .. وعنه ذكره الشبلي في آكام المرجان.

 

- أولا: من حيث السند  ..

1- فيه (عبد الله بن أحمد الدمشقي بن زبر) وهو والد محمد بن عبد الله بن زبر .. ضعيف الحديث ..

 

2- فيه (معاذ بن عبد الوهاب) .. وهو مجهول جهالة تامة لم يتم ذكره إلا في هذه الرواية عند بن عساكر  ..!!

 

#- والعلة فيه على (معاذ بن عبد الوهاب) الذي لاوجود له في كتب التراجم ولا في مشايخ (اسحاق بن اسماعيل) ولا فيمن رووا عن (سفيان بن عيينه) .. بل ولا وجود له في كتب التراجم .. واعتقد ان كذب الرواية كله أتى من عنده .. والله اعلم .

 

- ثانيا: أما عن نكارة المتن ..

1- فكيف نصدق أن صحابي جليل مثل عبد الله بن الزبير بن العوام .. يدخل المسجد الحرام ليصلي فينظر لنساء ويعجب بهن .. فيترك عبادة الصلاة .. ويتابع هؤلاء النسوة ويسير ورائهن في الطرقات ..!!

- فهل هذا كلام يقبله مؤمن في هذا الصحابي في هذا المكان وهو المسجد الحرام ؟!!

 

2- أي جن هؤلاء الذين قابلوا عبد الله بن الزبير في الخرابة ؟!! فهل ترك الجن عالم وأتوا للجلوس في الأماكن الخَرِبَة ؟!! ولماذا تركوا نساؤهم وحدهم يذهبن للمسجد الحرام ؟! ولماذا كانوا متجسدين وبإمكانهم فعل ذلك وهم على حالتهم الروحانية ؟!!

 

3- ثم يقول للجن أنه معجب بهؤلاء النسوة .. دون أي حياء ..!!

- بل والجن يضايفونه ويرحبون به بأكل الرطب .. الذي أصلا لا تخلو منه مكه .. بل وتزعم الرواية بأنه ما كان بمكة يومئذ رطبة .. !!

- بقى ده كلام يا ناس !!

 

#- وخلاصة القول:

- إذا استبحت رواية هذه القصة بعد أن علمت بأنها قصة مكذوبة أصلا عليه ولم تحدث من أساسه .. فأنت قد علمت حقيقة نفسيتك فعلا .. ولسنا في حاجة للتعليق عليك ..!!

- ربنا يهديك .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .

####################

8- الرواية الثامنة: التي قد يظن البعض أنها تشير إلى الجن أو الشيطان يمكن أن يتمثل تجسيدا في صورة إنسان:

 

8- قصة مصارعة عمر بن الخطاب مع الشيطان في الصحراء.

 

- هذه الرواية أثبت فقط منها رواية واحدة .. لكونها رواها صحابي وتتفق مع مطلب سؤالنا .. وقد سبق ذكرها مرتين في السؤال رقم (18) ورقم (34) .. ولكن كل مرة تكون حسب مطلب السؤال ..

 

#- ولكن هنا ستجد مزيد بيان في التعليق على القصة بما لم أذكره من قبل .. فانتبه ... وإليك الرواية ..

 

#- (أثر صحابي موقوف ضعيف السند) .. عن الشعبي عن عبد الله بن مسعود قال: (لَقِيَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنَ الْجِنِّ، فَصَارَعَهُ فَصَرَعَهُ الْإِنْسِيُّ. فَقَالَ لَهُ الْإِنْسِيُّ: إِنِّي لَأَرَاكَ ضَئِيلًا شَخِيتًا (أي نحيف الجسم)، كَأَنَّ ذُرَيِّعَتَيْكَ ذُرَيِّعَتَا كَلْبٍ، فَكَذَاكَ أَنْتُمْ مَعْشَرَ الْجِنِّ، أَمْ أَنْتَ مِنْ بَيْنِهِمْ كَذَلِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ إِنِّي مِنْهُمْ لَضَلِيعٌ (عظيم الجسم) .. وَلَكِنْ عَاوِدْنِي الثَّانِيَةَ .. فَإِنْ صَرَعْتَنِي عَلَّمْتُكَ شَيْئًا يَنْفَعُكَ .. فَعَاوَدَهُ فَصَرَعَهُ .. قال: هَاتِ عَلِّمْنِي، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: تَقْرَأُ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّكَ لَا تَقْرَؤُهَا فِي بَيْتٍ إِلَّا خَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ، لَهُ خَبَخ كَخَبَخ (أي مثل ظراط) الْحِمَارِ .. ثُمَّ لَا يَدْخُلُهُ (أي لا يدخل الشيطان البيت) حَتَّى يُصْبِحَ ".. قالوا يا أبا عبد الرحمن فمن ذلك الرجل؟ قال: فمن ترونه إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه) رواه الدارمي والطبراني في الكبير .. قلت خالد صاحب الرسالة: الحديث ضعيف لأن عامر الشعبي لم يسمع من عبد الله بن مسعود ..!! وقال محقق مسند الدارمي الشيخ حسين الداراني: رجاله ثقات ولكن عامرا الشعبي قال الحاكم والدارقطني وأبو حاتم: " لم يسمع من ابن مسعود.

 

- قوله (كأن ذريعتيك ذريعتا كلب): هو تصغير لحجم ذراعي من كان يصارعه .. فبدلا من أن يقول (ذراعيك) قال (ذريعتيك) للدلالة على قلة حجمهما وقصره مع وجود كثافة في الشعر فيهما كما هو حال الكلب .. فكأن عمر يشببه ذراع من صارعه بذراع الكلب في الحجم والطول وكثافة الشعر .. والله أعلم .

 

#- واعلم الآتي أخي الحبيب:

1- كل روايات هذه القصة سبق وذكرناها بالتفصيل في السؤال رقم (18) .. يمكنك الرجوع إليها .. وقد ذكرت هذه القصة هنا لظهور تجسيد للشيطان فيها .. وكل الروايات ضعيفة ولا ترتقي لتكون حجة في شيء إلا مجرد إشارة إلى فضيلة آية الكرسي كتحصين من الشيطان ..

 

2- الذي يحتج بهذه القصة في تشكل وظهور الجن في صورة إنسان .. فهي حجة عليه وليس حجة له .. ليه ؟

- لأن الذي صارعه عمر بن الخطاب كان يعرف أنه شيطان .. وعرف ذلك بدليل أنه قال له (فكذاك أنتم معشر الجن) .. !!

 

- فهيئته كانت تدل عليه بأنه ليس في شكل إنسان سويا .. وإن كان هيئته تشبه الإنسان في شكل قوامه ولكن بحجم صغير وضئيل جدا كأنه قزم صغير ونحيف وكثيف الشعر ..

- فانتبه وافهم الكلام جيدا يا مؤمن وكن بصيرا حتى لا يخدعك خدام الجن وأولياؤه ..!!

 

#- وخلاصة القول:

1- الرواية ضعيفة بكل طرقها وروايتها (وقد سبق بيانهم في السؤال رقم (18) ..

2- الرواية في ذاتها ليست حجة شرعية للإستدلال بها على معتقد معين مثل أن الشيطان يتجسد في صورة إنسان .. حتى ولو كانت الرواية صحيحة .. لأنها قصة موقوفة على كلام صحابي .. وليست دليل شرعي من الوحي حتى نعتقدها ونصدقها ..!! فانتبه.

- والله أعلم .

 

#- ملحوظة هامة جدا :

- قد تلاحظ أنني لم أذكر رواية مصارعة عمار بن ياسر مع الشيطان في هذا الفصل .. وذلك لأنه تم إدراجها سابقا في السؤال رقم (18) ورقم (34) بالتفاصيل لكل ما يدور حولها .. وذلك لأنها وإن كانت يرويها صحابي وتابعي .. إلا أنه يسر القول فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم .. ولذلك وضعته هناك ولم اذكرها هنا .. لأن ما أذكره في هذا الفصل هو فقط ما يتعلق بما قاله الصحابي كقصة .. وليس فيه ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم .

 

#- وبهذا يكون ختام الروايات الخاصة بما قد يستدل به من كلام الصحابة بما حدث لهم أو معهم .. وقد حسب البعض أنه يشير إلى ظهور الجن في صورة إنسان ..

- وننتقل بعده لما قاله التابعين وما حدث معهم أو أشاروا إليه .. إن شاء الله تعالى ..

 

  *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .