ج18: رسالة الملاك والجن والشيطان وإمكانية تمثيله وتجسيده في صورة إنسان - ما هي الروايات التي قيلت في بني إسرائيل وعن أهل الزهد وقد تدل على ظهور الجن والشيطان في صورة إنسان - قصة ظهور الشيطان وإرشاد الناس إلى المعازف والزنا بعد زمن آدم عليه السلام وقبل زمن نوح عليه السلام - قصة قارون وكيف أغواه الشيطان وجعله من عابد إلى كافر - قصة تعرض الشيطان لأم موسى عليها السلام - قصة الشيطان الذي ظهر بشكل إنسان وخدع رجل ليمنعه من قطع شجرة كان الناس يعبدونها - قصة الشيطان والعابد والعالم - خبر أن الأكراد هم جماعة من الجن كشف عنهم الغطاء - قصة زواج قابيل من أمرأة من الجن - لماذا قمت بسرد القصص والحكايات وتحقيقها سندا ومتنا وهي ليست حجة شرعية - ما الذي أرجوه من الله أن يتحقق ويتم تطبيقه في قوانين البلاد الإسلامية وخاصة مصر .

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الملاك والجن والشيطان

وإمكانية تمثيله وتجسيده في صورة إنسان

 (الفصل الثامن عشر)

#- فهرس:
:: الفصل الثامن عشر :: قصص عن بعض بني إسرائيل وأهل الزهد قد تشير إلى وجود تمثيل للجن مُتجسدا في صورة إنسان - ومناقشة هذه الروايات ::
1- س64: ما هي الروايات التي قيلت في بني إسرائيل وعن أهل الزهد وقد تدل على ظهور الجن والشيطان في صورة إنسان ؟
#- قصة ظهور الشيطان وإرشاد الناس إلى المعازف والزنا بعد زمن آدم عليه السلام وقبل زمن نوح عليه السلام.
#- قصة قارون وكيف أغواه الشيطان وجعله من عابد إلى كافر.
#- قصة تعرض الشيطان لأم موسى عليها السلام.
#- قصة الشيطان الذي ظهر بشكل إنسان وخدع رجل ليمنعه من قطع شجرة كان الناس يعبدونها .

#- قصة الراهب وإبليس الذي أتى لزيارته.
#- قصة الشيطان والعابد والعالم.

#- الخبر بأن جماعة أكراد العراق هم من جنس الجن وحي من أحياء الجن .. كشف عنهم الغطاء ونراهم في صورة إنس ..!!

#- قصة زواج قابيل امرأة من الجن صُوِّرَت له في صورة إنسية - وزواج هابيل من امرأة من الحور العين نزلت له من الجنة ..

2- س65: ما الذي لاحظته في الروايات الكثيرة التي قمت بتحقيقها وما الإنحراف الذي يترتب على نشرها بين الناس ؟

3- س66: لماذا قمت بسرد القصص والحكايات وتحقيقها سندا ومتنا وهي ليست حجة شرعية ؟

4- س67: ما الذي أرجوه من الله أن يتحقق ويتم تطبيقه في قوانين البلاد الإسلامية وخاصة مصر ؟

*************************

:: الفصل الثامن عشر ::

:: روايات عن بعض بني إسرائيل وأهل الزهد قد تشير إلى وجود تمثيل للجن مُتجسدا في صورة إنسان - ومناقشة هذه الروايات ::

*************************

 ..:: س64: ما هي الروايات التي قيلت عن بعض بني إسرائيل وأهل الزهد وقد تدل على ظهور الجن والشيطان في صورة إنسان ؟ ::..

 

- هناك قصص قد وجدتها قيلت عن بني إسرائيل والبعض يشير إلى أنها تحمل رائحة أهل الزهد .. والروايات تشير في بعضها إلى تجسيد الجن في صورة إنسان .. والبعض قد يستدل بها في هذه المسألة .. وهم خمسة قصص .. وبهذه القصص نختم القصص التي جمعتها وكانت تحمل شيئا في مسألة تجسيد الشيطان أو الجن في صورة إنسان .. والله الموفق .

 

#- الرواية الأولى: التي قد يظن البعض أنها تشير إلى الجن أو الشيطان يمكن أن يتمثل تجسيدا في صورة إنسان:

 

1- قصة ظهور الشيطان وإرشاد الناس إلى المعازف والزنا بعد زمن آدم عليه السلام وقبل زمن نوح عليه السلام.

 

- رواية صحابي عن قصة لبني اسرائيل .. (رواية باطلة - مرسلة ضعيفة ومنكرة المتن جدا وفيها كذب) .. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ- يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ- قَالَ: حَدَّثَنَا عَلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (أَنَّهُ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: «وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى» .. قَالَ: كَانَتْ فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ وَإِدْرِيسَ، وَكَانَتْ أَلْفَ سَنَةٍ، وَإِنَّ بَطْنَيْنِ (أي ذرية هابيل وذرية قابيل) مِنْ وَلَدِ آدَمَ، كَانَ أَحَدُهُمَا يَسْكُنُ السَّهْلَ (ذرية هابيل)، وَالآخَرُ يَسْكُنُ الْجَبَلَ (ذرية قابيل) .. وَكَانَ رِجَالُ الْجَبَلِ صِبَاحًا (أي جمالا) وَفِي النِّسَاءِ دَمَامَةٌ (أي قبح) .. وَكَانَ نِسَاءُ السَّهْلِ صِبَاحًا (أي جمالا) وَفِي الرِّجَالِ دَمَامَةٌ (أي قبحا) .. وَإِنَّ إِبْلِيسَ أَتَى رَجُلا مِنْ أَهْلِ السَّهْلِ فِي صُورَةِ غُلامٍ .. فَأجَّرَ نَفْسَهُ مِنْهُ (أي يعمل عنده بالأجر) وَكَانَ يَخْدِمُهُ .. وَاتَّخَذَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ شَيْئًا مِثْلَ الَّذِي يَزْمِرُ فِيهِ الرِّعَاءُ .. فَجَاءَ فِيهِ بِصَوْتٍ لَمْ يَسْمَعِ النَّاسُ مِثْلَهُ .. فَبَلَغَ ذَلِكَ مَنْ حَوْلَهُمْ .. فَانْتَابُوهُمْ يَسْمَعُونَ إِلَيْهِ، وَاتَّخَذُوا عِيدًا يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ فِي السَّنَةِ .. فَتَتَبَرَّجُ النِّسَاءُ لِلرِّجَالِ قَالَ: وَيَنْزِلُ الرِّجَالُ لَهُنَّ وَإِنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ هَجَمَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ فِي عِيدِهِمْ ذَلِكَ .. فَرَأَى النِّسَاءَ وَصَبَاحَتَهُنَّ .. فَأَتَى أَصْحَابَهُ فَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ .. فتحولوا اليهن فَنَزَلُوا عَلَيْهِنَّ .. فَظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِيهِنَّ، فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى») رواه الطبري في تفسيره وفي تاريخ الملوك والرسل.. وقال محقق كتاب تاريخ الطبري الشيخ محمد بن طاهر البرزنجي: أنه حديث مرسل ضعيف.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هذه الرواية ليست ضعيفة فقط وإنما متنها مكذوب.

 

- أولا: من حيث السند ..

1- إذا كان الخبر صحيح السند وموقوف على قول الصحابي بن عباس رضي الله عنه .. إلا أنه خبر مرسل صحابي ضعيف لأنه لم يعاين هذه الواقعة ولم يظهر لنا عمن أخذ هذه المعلومة الغيبية التي تحتاج إلى تلقين وحي ..!!

- ولذلك قال محقق كتاب تاريخ الطبري الشيخ محمد البرزنجي: أنه حديث مرسل ضعيف.

 

2- وغالبا بن عباس يكون سمعها من جماعة أهل الكتاب الذين أسلموا .. مثل كعب الأحبار .. والروايات الإسرائيلية في أخبار الأنبياء على وجه الخصوص غالبا تكون متروكة لفساد أخبارها ومخالفتها إما للعقل أو للقرآن .. نتيجة تحريف اليهود في هذه الأخبار ..

- والذي أميل إليه بل وأجزم به أن بن عباس لم ينقل هذه الرواية ولم ينطق بها أصلا .. بل هي رواية مزورة السند والمتن .. ليه ؟

- تابع معي تحقيق المتن .. وسترى عجبا ..

 

- ثانيا: من حيث المتن .. فهي رواية منكرة جدا وباطلة ومكذوبة على بن عباس نفسه .

1- هذه الرواية مجرد رواية إسرائيلية .. لا أصل لها في كلام الله ولا كلام رسول الله .. وبعضها مأخوذ من كتاب التوراة الذي يقرأه اليهود والنصارى والذي جاء في بعض توراة اليهود: (وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ (2) أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا) "سفر التكوين 1-3" .

 

- ويقصد بأبناء الله (ذرية شيث) .. ويقصد ببنات الناس (ذرية قابيل) ..

 

- ويوجد تفسيرات أخرى لهذا النص بأن أبناء الله هم (الملائكة) الذين سقطوا مع إبليس وتجسدوا في صورة إنسان وتزوجوا من بنات الناس وهم ذرية قابيل .. وهذا كله مرتبط بقصة كبيرة سنحكيها لكم إن شاء الله في رسالة (زواج الجن بالإنس) حتى تعرفوا من أين أتى الناس بهذه الخرافات من قديم الزمان في تعظيم قدرات الشيطان بل وجعلوها عقيدة .. وستكون رسالة ممتعة لم تحظى بمثلها إن شاء الله تعالى .. ولكني اكتفي في هذه الرسالة بالنصوص المذكورة في الكتب الإسلامية التي تشير إلى تجسيد الجن والشيطان في صورة إنسان .

 

2- والذي يرشدك على بطلان رواية بن عباس .. هو قوله بأنه بين نوح وإدريس ألف سنة .. وهذا مخالف للحديث النبوي .. ليه ؟

- عن أبي أمامة الباهلي قال: (أنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسولَ اللهِ، أَنَبِيًّا كانَ آدَمُ؟ قالَ: «نَعمْ»، قالَ: كم كانَ بَيْنَه وبَيْنَ نوحٍ؟ قالَ: «عَشَرةُ قُرونٍ»، قالَ: كم كانَ بَيْنَ نوحٍ وإبْراهيمَ؟ قالَ: «عَشَرةُ قُرونٍ»، قالَ: يا رَسولَ اللهِ، كم كانَتِ الرُّسُلُ؟ قالَ: «ثَلاثَمِئةٍ وثَلاثةَ عَشْرَ») رواه أحمد والحاكم .. " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ "، ووافقه الذهبي ..، وصححه الألباني في "السلسة الصحيحة" (7 / 582).

 

- فكيف حينئذ نقبل رواية بن عباس التي نناقشها وفيها أن بين إدريس ونوح ألف سنة ؟!!

- علما بأن ترتيب وجود الأنبياء هو هكذا (آدم - إدريس - نوح) ..

 

3- ومن ناحية أخرى .. فإن بن عباس بنفسه قال في رواية أخرى جاء فيها:

- عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (كَانَ بَيْنَ نُوحٍ وَآدَمَ عَشَرَةُ قُرُونٍ كُلُّهُمْ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْحَقِّ، فَاخْتَلَفُوا فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) رواه الحاكم وقال: حديث صحيح على شرط البخاري .. ذكره الألباني في الصحيحة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي هذا التصحيح نظر .. لأن قتادة لم يصرح بالسماع من عكرمة ومشهور عن قتادة بن دعامة التدليس .. وإنما تصح لموافقتها للحديث النبوي الصحيح ..

 

- ولو صحت الرواية السابقة عن بن عباس وهي (كَانَ بَيْنَ نُوحٍ وَآدَمَ عَشَرَةُ قُرُونٍ) .. فكيف حينئذ يكون الفترة بين نوح وإدريس ألف سنة كما جاء في الرواية الأولى التي نناقشها .. إذا كان الترتيب الزمني بين الأنبياء حسب تواجدهم هو (آدم - إدريس - نوح) ..!!!

- ولذلك الرواية الأولى التي رواها الطبري عن بن عباس هي رواية مكذوبة عليه بكل تأكيد ..

 

4- ومن ناحية أخرى .. قال السيوطي في الدر المنثور ج6 ص602 .. أخرج بن مردويه عن بن عباس أنه قال أن الجاهلية الأولى كانت بين زمن عيسى عليه السلام وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. !!

- "فأي بن عباس نصدق حينئذ" هل الذي قال أنها بين نوح وإدريس أم الذي قال أنها بين عيسى ومحمد .. ؟!!

 

5- والذي يرشدك على بطلان أي رواية تفسر الآية بأحوال السابقين .. هو أن نقول الآتي:

- هل رأى العرب كيف كانت الجاهلية الأولى التي كانت في الأزمنة السابقة حتى ينهاهم الله عنها ؟!! .. أم أنه نهاهم عما يفهمونه ويعقلونه وهو التبختر والعري وما شابه ذلك في حق المرأة ..!!

- أكيد يكلمهم بما يفهمونه ويعقلونه .. ولذلك هذه الرواية باطلة .. وسيأتيك الآن دليل كذبها ..  

 

6- ولنا أن نسأل من يستدل بهذه الروايات .. إذا كان هذا هو مفهومك للجاهلية الأولى بهذه القصة .. فهل هذا معناه أنه يجوز فعل التبرج بما لم يكن عليه الجاهلية الأولى ؟!! فيجوز الظهور بالعري على التلفاز واليوتيوب مثلا ؟!!

 

7- ومن ناحية أخرى بالعقل .. إذا كانت قصة الزنا التي قيلت عن بن عباس ممكن أن يصدقها عاقل وإن كنت لا أظن ذلك طبعا .. ولكن كيف نصدق أن الفجور استمر لمدة ألف سنة (كما تزعم الرواية المكذوبة) .. وظل الفحش والفجور مستمر لمدة ألف سنة حتى أتى إليهم نوح ليقول لهم توبوا واستغفروا ربكم ؟!!

- فهذا اتهام خطير لرب العالمين بأنه ترك عباده دون توجيه وإرشاد من أي مصلح ..!! وهذا كلام لا يعقله مؤمن ولا يصدقه عاقل ..!!

 

8- ومن ناحية أخرى دعني أثير في الضحك .. في هذه الرواية الخاصة ببداية انتشار الزنا والتي لا يصدقها إلا خفيف العقل ..  حيث الرواية لم تظهر لنا ماذا كان حال النساء والرجال القبيحون في الشكل ؟!! فإذا كان "الرجال القبيحي" الشكل من قبيلة هجموا على "النساء الجميلات" من قبيلة أخرى .. فأين كان "الرجال الجميلة" الشكل و"النساء القبيحة" الشكل في باقي القبيلتين ؟!!

- هل وقفوا يتفرجون ويصفقون للمغتصبون وهم يعتدون .. أم ماذا فعلوا ؟!!

- يا ناس أين العقول بالله عليكم ؟!!

 

9- الرواية تقول (ظهرت فيهن الفاحشة) .. وكأن هذه الروايات تزرع في عقول الناس أن المرأة هي دائما سبب الغواية والإنحراف .. والرجال في حالة براءة تامة .. والغريب حينما قرأت هذه الجملة في الرواية وهي (ظهرت فيهن الفاحشة) .. فقلت كيف يكون ظهرت فيهن الفاحشة إذا كان تم الهجوم عليهن بما يشير لاغتصابهن ؟!!

- ما هذا الكذب ؟!!

- حتى الذي كذب في الرواية لم يعرف كيف يحُبك الكذبة ..!!

 

10- تبقى أن أقول لك أخي الحبيب أمرين مهمين ..

أ- أن هذه الرواية التي تقول بأن إبليس أو الشيطان ظهر للناس ونشر بينهم المعازف والزنا .. ليست حجة في أي شيء لا من قريب ولا من بعيد .. لأن الدليل الشرعي يكون بحجة شرعية .. وليس بحدوته وقصة مجهولة الهوية ومكذوبة ومنسوب لأحد الصحابة قولها ..!!

 

- بل والمستدل بمثل هذه الرواية عليه أن يكذب حديث النبي .. ثم يتهم الله في عدله .. ثم عليه أن يثبت أن جريمة الزنا انتشرت في ذلك العهد .. لأن هذا ترتب عليه الطوفان حسب عقيدة التوراة التي بين اليهود .. في حين أن سبب الطوفان هو عدم إيمان قوم نوح بالله أي العقوبة بسبب الشرك .. ولم يذكر جرائم أخرى كانتشار الزنا وإلا كان ذكرها القرآن ..مثلما ذكر ذلك في قوم لوط ..!!

 

ب- يحلو للبعض على الإنترنت وخاصة اليوتيوب يحكي مثل هذه القصص التي تدل على عقل من يقوم بنشرها وعقل من يصدقها .. للدلالة على بداية انتشار الزنا وانتشار المعازف كان من خلال هذه الرواية السابقة ..!!

 

- وهذا كلام باطل ولا يخلو من كذب وباطل .. لأن هذه القصة ليست وحيا من الله حتى يجعلها حجة من يستدل بها .. فضلا عن أن الزنا ليس في حاجة ليكون بين جماعات .. فالزنا هو شهوة جنسية بين فردين بطريق الحرام .. ثم قد تنتشر في المجتمع بعد ذلك إن استباحوها .. ولا يعقل أن يكون فجأة قد انتشر الزنا في مجتمع بين عشية وضحاها ..!!

 

- وحتى نعرف ضآلة عقل من يستدل بهذه الروايات على بداية انتشار الزنا .. هو أن الرواية أصلا ليس فيها زنا .. وإنما فيها اعتداء واغتصاب .. وليس فيها معازف .. لأن زامرة الرعاء للنداء على مواشيهم مثل الصافرة .. لا تعتبر معازف ..!!

 

#- وخلاصة القول أخي الحبيب:

1- هذه الرواية وأشباهها .. ما هي إلا مجرد قصة لا دليل على صحتها من كلام الله ورسوله .. وإنما هي قصة مخالفة للعقل وللحديث النبوي الصحيح .. ولا أشك في أنها مكذوبة على بن عباس رضي الله عنه ..

- وبالتالي هي ليست حجة في إثبات تمثيل للشيطان وظهوره بصورة إنسان .. كما يزعم من زعم ذلك عن جهالة منه بذلك ..

 

2- أما الظن بأن هذه الرواية تشير لبداية الزنا وانتشار المعازف .. فهذا وهم آخر وكذب آخر .. ولا تشير إليه القصة أصلا .. بل وفيها تعارض غريب بين ألفاظها لا يمكن أن يقبله العقل أو المؤمن .. !!

- والله أعلم .

 

###################

#- الرواية الثانية: التي قد يظن البعض أنها تشير إلى الجن أو الشيطان يمكن أن يتمثل تجسيدا في صورة إنسان:

 

2- قصة قارون وكيف أغواه الشيطان وجعله من عابد إلى كافر.

 

- رواية من تابعي التابعين عن بني إسرائيل .. (مجرد قصة - سند صحيح ومتن منكر جدا) .. قَالَ أَبُو بكر الْقرشِي حَدثنَا مُحَمَّد بن إِدْرِيس حَدثنَا أَحْمد ابْن أبي الْحوَاري قَالَ سَمِعت أَبَا سُلَيْمَان وَغَيره قَالَ: (تَبَدَّى (أي ظهر) إِبْلِيسُ لِقَارُونَ قَالَ: وَقَدْ كَانَ قَارُونُ أَقَامَ فِي جَبَلٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتَعَبَّدُ فِيهِ قَدْ فَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْعِبَادَةِ، قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِشَيَاطِينَ لَهُ .. فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ .. فَتَبَدَّى لَهُ (أي ظهر له) فَجَعَلَ يَتَعَبَّدُ مَعَهُ .. وَجَعَلَ قَارُونُ يُفْطِرُ وَهُوَ لا يُفْطِرُ، وَجَعَلَ هُوَ يُظْهِرُ مِنَ الْعِبَادَةِ مَا لا يَقْوَى عَلْيَهَا قَارُونُ.

قَالَ: فَتَوَاضَعَ لَهُ قَارُونُ، فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: قَدْ رَضِيتُ بِهَذَا يَا قَارُونَ، لا تَشْهَدْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ جِنَازَةً، وَلا جَمَاعَةً.

قَالَ: فَأَحْذَرَهُ مِنْ مُبَارَحَةِ الْجَبَلِ حَتَّى أَدْخَلَهُ الْبَيْعَةَ.

قَالَ: فَجَعَلُوا يَحْمِلُونَ إِلَيْهِمَا الطَّعَامَ.

قَالَ: فَقَالَ لَهُ: قَدْ رَضِينَا بِهَذَا يَا قَارُونُ صِرْنَا كَلَّا (أي عبأ ثقيلا) عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ الرَّأْيُ؟ قَالَ: نَكْسِبُ يَوْمًا، وَنَتَعَبَّدُ بَقِيَّةَ الْجُمُعَةِ.

قَالَ: نَعَمْ.

ثُمَّ قَالَ لَهُ بَعْدُ: قَدْ رَضِينَا بِذَا، أَنْ لا نَتَصَدَّقَ وَلا نَفْعَلَ.

قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ الرَّأْيُ؟ قَالَ: نَكْسِبُ يَوْمًا، وَنَتَعَبَّدُ يَوْمًا، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ خَنَسَ عَنْهُ وَتَرَكَهُ وَفُتِحَتْ عَلَى قَارُونَ الدُّنْيَا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ وَشَرِّهِ) رواه بن أبي الدنيا في مكائد الشيطان وعنه ذكره الشبلي في آكام المرجان في أحكام الجان ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: من حيث السند ..

- إذا كان السند صحيح حتى أبو سليمان الداراني .. وهو من تابعي التابعين .. إلا أن الرواية مرسلة عنه ضعيفة .. لأن المتن مقطوع عليه ولا نعلم عمن أخذ هذه القصة الغيبية التي لا يمكن معرفتها إلا بوحي ..!!

 

- ثانيا: من حيث المتن ..

- المتن فيه نكارة شديدة .. ليه ؟

1- يقول تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ) القصص76..

- فالقرآن يخبرنا عن أن قارون كان من قوم موسى وبغى عليهم غرورا واستكبارا بماله .. ولم يصرح القرآن بأن قارون هذا قد عبد الله أربعون عاما في خلوة ..!! ..

 

2- كيف نصدق أن إبليس ترك مملكته وتفرغ لقارون حتى يغويه وجلس معه في خلوته عمرا حتى استدرجه لطمع الدنيا ..!!

 

3- هذه القصة قد تكون منقولة من قصص بني إسرائيل أو من تصورات أهل الزهد التي ينشرونها للتعريف بحيل الشيطان مع الإنسان كيف تحدث .. فهي قصة رمزية وليس قصة حقيقية ..

 

#- خلاصة القول:

- الرواية ليست حجة شرعية في إثبات تجسيد الشيطان في صورة إنسان .. لأن الرواية باطلة من أساسه ..

- فضلا عن أنه لا حجة شرعية في رواية تابعي ولا تابع التابعي ..!!

 

#################

 

#- الرواية الثالثة: التي قد يظن البعض أنها تشير إلى الجن أو الشيطان يمكن أن يتمثل تجسيدا في صورة إنسان:

 

3- قصة تعرُّض الشيطان لأم موسى عليها السلام.

 

- حديث موقوف وليس مرفوع .. (سند ضعيف ومتن فيه نكارة لمخالفته بعض القرآن) .. عن عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، أن سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: (سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40] .. فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْفُتُونِ مَا هُوَ؟ قَالَ: اسْتَأْنِفِ النَّهَارَ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ، فَإِنَّ لَهَا حَدِيثًا طَوِيلًا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ لِأَنْتَجِزَ مِنْهُ مَا وَعَدَنِي مِنْ حَدِيثِ الْفُتُونِ .. فَقَالَ: تَذَاكَرَ فِرْعَوْنُ وَجُلَسَاؤُهُ مَا كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يجْعَلَ فِي ذُرِّيَّتِهِ أَنْبِيَاءَ وَمُلُوكًا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَنْتَظِرُونَ ذَلِكَ مَا يَشُكُّونَ فِيهِ، وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَلَمَّا هَلَكَ قَالُوا: لَيْسَ هَكَذَا كَانَ وَعْدُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ فِرْعَوْنُ: فَكَيْفَ تَرَوْنَ؟ فَائْتَمَرُوا وَأَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ رِجَالًا مَعَهُمُ الشِّفَارُ يَطُوفُونَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَا يَجِدُونَ مَوْلُودًا ذَكَرًا إِلَّا ذَبَحُوهُ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّ الْكِبَارَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَمُوتُونَ بِآجَالِهِمْ، وَالصَّغَارَ يُذْبَحُونَ قَالُوا: تُوشِكُونَ أَنْ تُفْنُوا بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَتَصِيرُوا أَنْ تُبَاشِرُوا مِنَ الْأَعْمَالِ وَالْخِدْمَةِ الَّذِي كَانُوا يَكْفُونَكُمْ، فَاقْتُلُوا عَامًا كُلَّ مَوْلُودٍ ذَكَرٍ، فَيَقِلُّ نَبَاتُهُمْ، وَدَعَوْا عَامًا فَلَا تَقْتُلُوا مِنْهُمْ أَحَدًا، فَيَنْشَأُ الصِّغَارُ مَكَانَ مَنْ يَمُوتُ مِنَ الْكِبَارِ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَكْثُرُوا بِمَنْ تَسْتَحْيُونَ مِنْهُمْ فَتَخَافُوا مُكَاثَرَتَهُمْ إِيَّاكُمْ، وَلَنْ يَفْنَوْا بِمَنْ تَقْتُلُونَ وَتَحْتَاجُونَ إِلَيْهِمْ، فَأَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، فَحَمَلَتْ أُمُّ مُوسَى بِهَارُونَ فِي الْعَامِ الَّذِي لَا يُذْبَحُ فِيهِ الْغِلْمَانُ، فَوَلَدْتُهُ عَلَانِيَةً آمِنَةً ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ حَمَلَتْ بِمُوسَى، فَوَقَعَ فِي قَلْبِهَا الْهَمُّ وَالْحَزَنُ .. وَذَلِكَ مِنَ الْفُتُونِ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ، مَا دَخَلَ عَلَيْهِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ مِمَّا يُرَادُ بِهِ، فَأَوْحَى اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ إِلَيْهَا أَنْ {لَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 7] فَأَمَرَهَا إِذَا وَلَدَتْ أَنْ تَجْعَلَهُ فِي تَابُوتٍ وَتُلْقِيَهُ فِي الْيَمِّ، فَلَمَّا وَلَدَتْ فَعَلَتْ ذَلِكَ، فَلَمَّا تَوَارَى عَنْهَا ابْنُهَا أَتَاهَا الشَّيْطَانُ (أي موسوسا لها) .. فَقَالَتْ فِي نَفْسِهَا: مَا فَعَلْتُ بِابْنِي، لَوْ ذُبِحَ عِنْدِي فَوَارَيْتُهُ وَكَفَّنْتُهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُلْقِيَهُ إِلَى دَوَابِّ الْبَحْرِ وَحِيْتَانِهِ، فَانْتَهَى الْمَاءُ بِهِ حَتَّى أَوْفَى بِهِ عِنْدَ فُرْضَةِ مُسْتَقَى جَوَارِي امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَخَذْنَهُ ..... إلى آخر الرواية الطويلة جدا)..

 

#- وجاء في منتصف الرواية في خروج موسى بقومه ووصوله للبحر: (فَنَسِيَ مُوسَى أَنْ يَضْرِبَ الْبَحْرَ بِالْعَصَا) ..

 

#- وجاء في جزء من كلام الرواية في فتنة السامري: (وَكَانَ السَّامِرِيُّ مِنْ قَوْمٍ يَعْبُدُونَ الْبَقَرَ جِيرَانٍ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَاحْتَمَلَ مَعَ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ حِينَ احْتَمَلُوا، فَقُضِيَ لَهُ أَنْ رَأَى أَثَرًا فَأَخَذَ مِنْهُ قَبْضَةً، فَمَرَّ بِهَارُونَ، فَقَالَ لَهُ هَارُونُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا سَامِرِيِّ، أَلَا تُلْقِي مَا فِي يَدِكَ؟ وَهُوَ قَابِضٌ عَلَيْهِ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ طُوَالَ ذَلِكَ، فَقَالَ: هَذِهِ قَبْضَةٌ مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ الَّذِي جَاوَزَ بِكَمُ الْبَحْرَ، فَلَا أُلْقِيهَا بِشَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَدْعُوَ اللهَ إِذَا أَلْقِيْتُ أَنْ يَكُونَ مَا أُرِيدُ، فَأَلْقَاهَا وَدَعَا لَهُ هَارُونُ، فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ تَكُونَ عِجْلًا، فَاجْتَمَعَ مَا كَانَ فِي الْحُفْرَةِ مِنْ مَتَاعٍ أَوْ حِلْيَةٍ أَوْ نُحَاسٍ أَوْ حَدِيدٍ، فَصَارَ عِجْلًا أَجْوَفَ لَيْسَ فِيهِ رَوْحٌ ولَهُ خُوَارٌ) ..

 

- وفي ختام القصة قال الإمام النسائي مخرج الرواية: (رَفَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الرواية قد رواها النسائي في السنن الكبرى واللفظ له .. ورواها الطبري وأبو حاتم وأبو يعلى والطحاوي وأحمد ..

 

#- والرواية طويلة جدا .. أكتفى منها بما سبق لأنه ما سنعلق عليه بعد قليل .. وإليك تحقيقها من كلام العلماء:

1- قال بن كثير في البداية والنهاية: هكذا ساق هذا الحديث الإمام النسائي وأخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيرهما من حديث يزيد بن هارون والأشبه (والله أعلم) أنه موقوف .. وكونه مرفوعًا فيه نظر .. !! وغالبه متلقى من الإسرائيليات وفيه شيء يسير مصرّح برفعه في أثناء الكلام .. وفي بعض ما فيه نظر ونكارة .. والأغلب أنه من كلام كعب الأحبار .. وقد سمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول ذلك .. والله أعلم (البداية والنهاية 1/ 406)..

2- وقال البوصيري في الإتحاف: إسناده صحيح ..

3- وقال الأرنؤوط في تخريج مشكل الآثار للطحاوي: رجاله ثقات، إلا أن (أصبغ بن زيد وهو الجهني الوراق) له غرائب .. ولعل هذا الحديث منها .. وهو كما قال الحافظ بن كثير: موقوف من كلام ابن عبَّاس، وليس فيه مرفوع إلا قليل منه ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على هذه الرواية:

- أولا: من حيث السند ..

1- السند ليس صحيح وإنما ضعيف .. لوجود علة فيه وهي (أصبغ بن زيد) .. لأنه وإن كان ثقة في الرواية إلا أنه متكلم عليه في جزئية روايته للقصص بأنه يروي الغرائب .. وأكيد هذه منها لوجود نكارة في المتن مخالفة للقرآن .. وليس "لأصبغ بن زيد" متابعة من طريق آخر لتؤيد ما قيل من طريقه .. !!

 

2- لو كان هذا السند مرفوعا كما أشار الإمام النسائي في ختام الرواية .. بأن بن عباس رفع هذا الحديث أي جعله من قول النبي له .. فهذا حينئذ حديث مكذوب على النبي لمخالفته القرآن في بعض أجزاءه كما سيأتي في المتن ..

 

- ثانيا: من حيث المتن ..

- ففيه نكارة شديدة لبعض أجزاءه لمخالفتها القرآن .. منها:

1- قوله (فنسي موسى أن يضرب البحر بالعصا) وهذا ليس ظاهر القرآن .. لأن الله قال: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى) طه77 .. ولو كان مسألة النسيان ظهرت عليه لكان أظهرها الله كما اظهرها في قصة موسى ويوشع عند فقد الحوت قبل مقابلة الخضر عليهم السلام .. 

 

2- قوله (وكان السامري من قوم يعبدون البقر ، جيران لبني إسرائيل ، ولم يكن من بني إسرائيل .. إلى قوله: ولا ألقيها لشيء إلا أن تدعو الله إذا ألقيتها أن يكون ما أريد . فألقاها ودعا له هارون ، فقال : أريد أن تكون عجلا . فاجتمع ما كان في الحفرة من متاع أو حلية ، أو نحاس ، أو حديد ، فصار عجلا أجوف ، ليس فيه روح ، له خوار) ..

 

#- وهذا الجزء السابق من الرواية معارض ومخالف للقرآن وللعقل .. لأن الله يقول: (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى) طه88 ..

- أما عن مخالفته للقرآن .. لأن الذي أخرج لهم العجل هو السامري .. وإخراجه إنما يكون بصناعته .. والقرآن نسب الإخراج للسامري .. وليس ببركة دعوة هارون ..!!

- وأما عن مخالفته للعقل .. لأنه ما كان لنبي الله هارون أن يدعو دعوة لا يفهم مقصدها وإلا كان سفيها (وحاشاه).. وما كان الله ليستجيب في صناعة تمثال العجل لقوم موسى حتى يعبدوه لأنه يعلم نية السامري ..!!

- وهذا من باطل الرواية القبيح جدا والغير ممكن تصديقه في حث سيدنا هارون عليه السلام .. والله أعلم .

 
#- ملحوظة مهمة: إذا كان المتن فيه أجزاء مخالفة للقرآن فليس كل المتن مخالف للقرآن .. وإنما يقال أنها قصة نقلها بن عباس عن أهل الكتاب الذين أسلموا .. وخلط فيها بعضا من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم .. ولكن لا يقال عن الرواية كلها أنها حديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم .. فانتبه .
 

3- ومن ناحية أخرى:

- اتيان الشيطان لأم موسى كان وسوسة لها وليس في صورة إنسان متجسدا لها ..!! بدليل أن الرواية تقول: (فَقَالَتْ فِي نَفْسِهَا) أي أن الشيطان وسوس لها أن تقول بهذا الكلام في نفسها .. وذلك حتى يصيبها حزنا وألما .. فتذهب إلى ابنها وتصرخ وتقول أن هذا ابنها .. ولذلك ربط الله على قلبها وثبته ..

- وكان غرض إبليس من وراء وسوسته بذلك في نفسها .. هو أن يعرف آل فرعون أن هذا الطفل اسرائيلي فيقتلوه كما كانوا يقتلوه كل طفل ذكر وقتئذ ..

 

#- وخلاصة القول:

- أن هذا الحديث دليل وشاهد على من يستدل به بأن فعل الشيطان مع الناس إنما يكون بالوسوسة .. وليس بالظهور متجسدا في صورة إنسان ليوسوس للناس ..!! فانتبه .

 

###################

 

#- الرواية الرابعة: التي قد يظن البعض أنها تشير إلى الجن أو الشيطان يمكن أن يتمثل تجسيدا في صورة إنسان:

 

4- قصة الشيطان الذي ظهر بشكل إنسان وخدع رجل ليمنعه من قطع شجرة كان الناس يعبدونها .

 

#- رواية تابعي.. ( أثر ضعيف) .. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ سُلَيْمَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:

(كَانَتْ شَجَرَةٌ تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَجَاءَ إِنْسَانٌ إِلَيْهَا فَقَالَ: لأَقَطْعَنَّ هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَجَاءَ لِيَقْطَعَهَا غَضَبًا للَّهِ فَلَقِيَهُ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ إِنْسَانٍ ..

- فَقَالَ (الشيطان): مَا تُرِيدُ؟

- قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَقْطَعَ هَذِهِ الَّتِي تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ.

- قَالَ (الشيطان): إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْبُدْهَا فَمَا يَضُرُّكَ مِنْ عَبْدِهَا؟

- قَالَ: لأَقْطَعَنَّهَا.

- فَقَالَ لَهُ الشَّيْطَانُ: هَلْ لَكَ فِيمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ، لا تَقْطَعْهَا وَلَكَ دِينَارَانِ كُلَّ يَوْمٍ إِذَا أَصْبَحْتَ عِنْدَ وِسَادَتِكَ.

- قَالَ: فَمَنْ لِي بِذَلِكَ؟

- قَالَ: أَنَا لَكَ.

- فَرَجَعَ فَأَصْبَحَ فَوَجَدَ دِينَارَيْنِ عِنْدَ وِسَادَتِهِ، ثُمَّ أَصْبَحَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا فَقَامَ غَضَبًا لِيَقْطَعَهَا، فَتَمَثَّلَ لَهُ الشَّيْطَانُ فِي صُورَتِهِ، فَقَالَ: مَا تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَقْطَعَ هَذِهِ الشَّجَرَةَ الَّتِي تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ.

- قَالَ (الشيطان): كَذَبْتَ .. مَا لَكَ إِلَى ذَلِكَ مِنْ سَبِيلٍ ..

- فَذَهَبَ لِيَقْطَعَهَا فَضَرَبَ "الشيطان" بِهِ الأَرْضَ وَخَنَقَهُ حَتَّى كَادَ يَقْتُلُهُ.

- قَالَ (الشيطان): أَتَدْرِي مَنْ أَنَا؟ .. أَنَا الشَّيْطَانُ .. جِئْتَ أَوَّلَ مَرَّةٍ غَضَبًا للَّهِ فَلَمْ يَكُنْ لِي سَبِيلٌ "عليك" .. فَخَدَعْتُكَ بِالدِّينَارَيْنِ فَتَرَكْتَهَا .. فَلَمَّا جِئْتَ غَضَبًا لِلدِّينَارَيْنِ سلطت عليك) رواه بن أبي الدنيا في مكائد الشيطان .. وعنه الشبلي في آكام المرجان في أحكام الجان .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- الحديث ليس حجة شرعية في إثبات شيء .. ليه ؟

 

- أولا: من حيث السند ..

1- فيه (الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ) .. وهو في الرواية قد دلس عن الحسن البصري .. ولم يصرح بالسماع منه .. وهذه علة تضعف الرواية .. فضلا عن أن الإمام النسائي وغيره ضعفوا (المبارك بن فضالة) كما ذكر ذلك الذهبي في ميزان الاعتدال ترجمة رقم 7048.

 

2- السند موقوف عند الحسن البصري .. فالكلام مقطوع عليه .. ولا نعلم من أين أخذ هذه القصة الغيبية .. !!

 

- ثانيا: من حيث المتن ..

- القصة ما هي إلا حكاية رمزية لكيفية خداع الشيطان لنفسية الإنسان .. وإذا لم تكن منقولة من قصص بني إسرائيل .. فغالبا هي من روايات الزهاد للدلالة على كيفية إغواء الشيطان للإنسان .. وكيف أنه لو فسدت النية والإخلاص في العمل فإنه يتم إحباطه .

- ولا مانع من روايتها للعبرة والعظة .. مع التنبيه على أن مقابلة الشيطان هي أيضا صورة تمثيلية لبيان حضور الشيطان للإغواء ..

2- وكلام التابعي ليس بحجة شرعية ما لم يؤيد بكلام من النبي صلى الله عليه وسلم .. وبالتالي ليس حجة في إثبات تجسد الشيطان في صورة إنسان .. ولكنها تبقى مجرد قصة تقال للعبرة ..  

 

##################

#- الرواية الخامسة: التي قد يظن البعض أنها تشير إلى الجن أو الشيطان يمكن أن يتمثل تجسيدا في صورة إنسان:

5- قصة الراهب وإبليس الذي أتى لزيارته.

 
- هذه القصة أحد في روايتين مختلفتين الألفاظ .. رواها أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء .. وإليك الروايتين ..
1- (أثر باطل وتالف جدا) .. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ وَهْبٍ، رَحِمَهُ اللهُ: (أَنَّ رَاهِبًا تَخَلَّى فِي صَوْمَعَتِهِ فِي زَمَانِ الْمَسِيحِ فَأَرَادَ إِبْلِيسُ أَنْ يُكَايِدَهُ فَلَمْ يَقْدِرْ، ثُمَّ أَتَاهُ بِكُلِّ زَائِدَةٍ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَأَتَاهُ مُتَشَبِّهًا بِالْمَسِيحِ فَنَادَاهُ: أَيُّهَا الرَّاهِبُ، أَشْرِفْ عَلَيَّ أُكَلِّمْكَ. قَالَ: فَانْطَلِقْ لِشَأْنِكَ فَلَسْتُ أَزِيدُ مَا مَضَى مِنْ عُمْرِي. قَالَ: أَشْرِفْ عَلَيَّ فَأَنَا الْمَسِيحُ. فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ الْمَسِيحَ فَمَا لِي إِلَيْكَ مِنْ حَاجَةٍ، أَلَيْسَ قَدْ أَمَرْتَنَا بِالْعِبَادَةِ فَوَعَدْتَنَا الْقِيَامَةَ، فَانْطَلِقْ إِلَى شَأْنِكَ فَلَا حَاجَةَ بِي إِلَيْكَ، فَانْطَلَقَ اللَّعِينُ عَنْهُ وَتَرَكَهُ) رواه أبو نعيم في الحلية.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذا السند كأنه ملفق بالمجاهيل ..!! فليس في السند معروف سوى (أبو بكر الآجري) و (إبراهيم بن الجنيد – وهو إبراهيم بن عبد الله الختلي) – أما عن (عبد الله بن محمد العطشي) فهو مجهول الحال فضلا عن أن إبراهيم بن الجنيد ليس من مشايخه ..!! ..، وفيه (محمد بن الحسين) مجهول ولم أجده في كتب التراجم فلا هو من مشايخ (إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد - الختلي) ولا من تلامذة (بشر بن محمد) .. أما (بشر بن محمد) وهو صدوق له غرائب وقال عنه الأزدي منكر الحديث كما في ميزان الإعتدال ترجمة رقم 1221..، أما (الحسين بن عبد الله بن مسلم) مجهول العين ولا وجود له في كتب التراجم وليس من مشايخ (بشر بن محمد) ولا من تلامذة (وهب بن منبه) ..!!
 
2- (أثر منكر - صحيح السند ومتن فيه نكارة – وقصة من الإسرائيليات) .. عن إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ: (إِنَّ إِبْلِيسَ أَتَى رَاهِبًا فِي صَوْمَعَتِهِ فَاسْتَفْتَحَ عَلَيْهِ (أي طرق عليه الباب ليفتح له) ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الْمَسِيحُ. قَالَ الرَّاهِبُ: وَاللهِ لَئِنْ كُنْتَ إِبْلِيسَ مَا أَخْلُو بِكَ، وَلَئِنْ كُنْتَ الْمَسِيحَ فَمَا أَصْنَعُ بِكَ الْيَوْمَ شَيْئًا، لَقَدْ بَلَّغْتنَا رِسَالَةَ رَبِّكَ، وَقَبِلْنَا عَنْكَ، وَشَرَعْتَ لَنَا الدِّينَ وَنَحْنُ عَلَيْهِ، فَاذْهَبْ فَلَسْتُ بِفَاتِحٍ لَكَ (أي لا أفتح لك الباب). قَالَ لَهُ: صَدَقْتَ أَنَا إِبْلِيسُ وَلَا أُرِيدُ ضَلَالَتَكَ أَبَدًا، فَاسْأَلْنِي عَمَّا بَدَا لَكَ أُخْبِرْكَ بِهِ. قَالَ: وَأَنْتَ صَادِقٌ؟ قَالَ: لَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا صَدَقْتُكَ بِهِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي أَيُّ أَخْلَاقِ بَنِي آدَمَ أَوْثَقُ فِي أَنْفُسِكُمْ أَنْ تُضِلُّونَهُمْ بِهَا؟ قَالَ: ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ: الْحِدَّةُ، وَالشُّحُّ، وَالسُّكْرُ) رواه أبو نعيم في الحلية..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- السند صحيح حتى وهب بن منبه ولكنه مقطوع عليه .. ولكن الرواية مجرد قصة عن خبر مجهول لمجهولين .. وغالبا من قصص الاسرائيليات ..
 
2- أما عن نكارة المتن فهي تكمن في أن الراهب سأل إبليس النصيحة بعد أن عرف أنه إبليس .. !! في حين قال له في بداية كلامه (وَاللهِ لَئِنْ كُنْتَ إِبْلِيسَ مَا أَخْلُو بِكَ) .. فلم يرضى أن يجالسه ولكنه رضى أن يأخذ منه النصيحة !!
 
3- والرواية لا تظهر أن ابليس أتى للراهب بأي شكل لأن الراهب لم يفتح له الباب ليحدثه .. !!
 
#- وخلاصة القول:
- القصة ليست حجة شرعية في إثبات تجسيد الشيطان في صورة إنسان .. لفساد إسناد رواية ونكارة الرواية الاخرى .. فضلا عن كونها مجرد قصة مجهولة لا نعلم مصدرها ..
- والأخبار الإسرائيلية لا يثبت بها عقائد غيبية .. لجهالة مصدرها ..

######################

 

#- الرواية السادسة: التي قد يظن البعض أنها تشير إلى الجن أو الشيطان يمكن أن يتمثل تجسيدا في صورة إنسان:

 

6- قصة الشيطان والعابد والعالم.

 

#- رواية عن مجهولين .. (مجرد قصة - سند تالف وقصة للعبرة) .. قال ابن عبيد: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ بُجَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ بَعْضِ الْبَصْرِيِّينَ قَالَ: (كَانَ عَالِمٌ وَعَابِدٌ مُتَوَاخِيَيْنِ فِي اللَّهِ، فَقَالَتِ الشَّيَاطِينُ لإِبْلِيسَ: إِنَّا لا نَقْدِرُ عَلَى أَنْ نُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا.

- فَقَالَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ: أَنَا لَهُمَا.

- فَجَلَسَ بِطَرِيقِ الْعَابِدِ إِذْ أَقْبَلَ الْعَابِدُ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ إِبْلِيسَ .. (أي اقترب منه) .. قَامَ إِلَيْهِ فِي مِثَالِ شَيْخٍ كَبِيرٍ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ.

- فَقَالَ لِلْعَابِدِ: إِنَّهُ قَدْ حَاكَ فِي صَدْرِي شَيْءٌ أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ.

- فَقَالَ لَهُ الْعَابِدُ: سَلْ (أي اسأل) .. فَإِنْ يَكْنُ عِنْدِي عِلْمٌ، أَخْبَرْتُكَ عَنْهُ.

- فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: هَلْ يَسْتَطِيعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَالْجِبَالَ وَالشَّجَرَ وَالْمَاءَ فِي بَيْضَةٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَزِيدَ فِي الْبَيْضَةِ شَيْئًا، وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟

- فَقَالَ لَهُ الْعَابِدُ: مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ هَذَا شَيْئًا، وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يَزِيدَ فِي هَذَا شَيْئًا كَالْمُتَعَجِّبِ .. فَوَقَفَ الْعَابِدُ !!

- فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: امْضِهِ (أي أكمل طريقك أيها العابد) ..، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ أَهْلَكْتُهُ جَعَلْتُهُ شَاكًّا فِي اللَّهِ تَعَالَى.

- ثُمَّ جَلَسَ عَلَى طَرِيقِ الْعَالِمِ فَإِذَا هُوَ مُقْبِلٌ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ إِبْلِيسَ .. قَامَ إِلَيْهِ إِبْلِيسُ فَقَالَ: يَا هَذَا إِنَّهُ قَدْ حَاكَ فِي صَدْرِي شَيْءٌ أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ.

- فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ: سَلْ، فَإِنْ يَكُنْ عِنْدِي عِلْمٌ أَخْبَرْتُكَ.

- فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: هَلْ يَسْتَطِيعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَالْجِبَالَ وَالشَّجَرَ وَالْمَاءَ فِي بَيْضَةٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَزِيدَ فِي الْبَيْضَةِ شَيْئًا، وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ: نَعَمْ.

- قَالَ: فَرَدَّ عَلَيْهِ إِبْلِيسُ كَالْمُنْكِرِ "فقال له": مِنْ غَيْرِ أَنْ يَزِيدَ فِي هَذَا شَيْئًا، وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟!!

- فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ: نَعَمْ بِانْتِهَارٍ، وَقَالَ: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يقول له كن فيكون}) رواه بن أبي الدنيا في مكائد الشيطان.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: من حيث السند ..

1- السند فيه (علي بن عاصم) .. ضعيف الحديث وتركه البعض لنكارة بعض ما يرويه كهذه القصة .. وهو من تابعي التابعين ..

2- يوجد في السند مجاهيل وهم جماعة البصريين الذين روى عنهم (علي بن عاصم) ..

3- السند منقطع بين علي بن عاصم والبصريين الذين يروى عنهم ..

 

- ثانيا: من حيث المتن ..

1- الرواية مقطوعة على جماعة المجاهيل الذين لا نعرف من أين أخذوا هذه القصة الغيبية التي لا تكون إلا عن وحي ..!!

 

2- هذه مجرد قصة يرويها الزهاد بدليل الآية التي ظهرت في القصة وبالتالي فهي ليست من قصص بني إسرائيل .. وهي قصة تقال لبيان فضيلة العالم على العابد ..

- ولا مانع من روايتها للعبرة والعظة .. مع التنبيه على أن مقابلة الشيطان هي أيضا صورة رمزية لحضور الشيطان للإغواء ..

 

#- من ناحية أخرى قلت (خالد صاحب الرسالة):

- وللإجابة على سؤال إبليس .. هل يقدر الله على أن يفعل كذا ؟

- فيقال: نعم يقدر

- سيقول: كيف ذلك ؟

- فيقال: لست بخالق حتى أعرف كيفية ذلك ولكني أؤمن بذلك ..

 

#- خلاصة القول:

1- القصة ليست حجة شرعية في إثبات تجسيد الشيطان في صورة إنسان .. لفساد سندها .. ولكونها مجرد قصة مجهولة .. ولأنها رواية تصويرية أو قصة رمزية وليست حقيقية .. وهي تصوير لبيان كيفية استدراج الشيطان للإنسان وخداعه له مع بيان فضيلة العالم على العابد ..

 

######################

 

ومما جاء في بعض كتب أهل السنة والشيعة

 

#- الرواية السابعة: التي قد يظن البعض أنها تشير إلى الجن أو الشيطان يمكن أن يتمثل تجسيدا في صورة إنسان:

 

7- الخبر بأن جماعة أكراد العراق هم من جنس الجن وحي من أحياء الجن .. كشف عنهم الغطاء ونراهم في صورة إنس ..!! 

#- أولا: من كتب الأحاديث عن أهل السنة ومروياتهم ..
1- ذكر الراغب الأصفهاني رواية مكذوبة عن النبي صلى الله عليه وسلم .. وجاء فيها بالآتي:
- ذُكر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه روى عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال: (الأكراد جيل الجن كشف عنهم الغطاء) ..
 
- ثم قال الراغب الأصفهاني رحمه الله (المتوفى:502 هـ): وإنما سموا الأكراد لأن سليمان عليه السلام لما غزا الهند سبى منهم ثمانين جارية وأسكنهن جزيرة .. فخرجت الجن من البحر فواقعوهن (أي جامعوهن) فحمل منهم أربعون جارية .. فأخبر سليمان بذلك فأمر بأن يخرجن من الجزيرة إلى أرض فارس .. فولدن أربعين غلاما .. فلما كثروا وأخذوا في الفساد وقطع الطرق .. فشكوا ذلك إلى سليمان فقال أكردوهم (أي اطردوهم) إلى الجبال فسموا بذلك أكرادا. (نقلا من محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني ج1 ص426 – وما بين الأقواس ليس من كلام الراغب وإنما توضيح لمعاني الكلمات) .
 
#- والحديث الذي ذكره الأصفهاني هو مكذوب بكل تأكيد على عمر بن الخطاب ومكذوب على النبي .. فلا عمر قال بهذا الحديث ولا النبي أخبرنا بذلك .. ولا يوجد أصلا أي سند للحديث .. بل أن الرواية عن عمر بن الخطاب كتبها الأصفهاني وكأنه سمعها من عربجي أو جاهل أو غير سوي العقل .. حتى أنه وصفها بلفظ (ذُكر) وكأنه يعلم أنه لا مصدر لهذه الرواية أصلا .. ومع ذلك كتبه بطريقه غير علمية تماما .. وهذا فعلا شيء غريب جدا أن يكتب الأصفهاني هذا الكذب على الصحابي وعلى النبي ..!!
 
- ثم زاد في ذكر رواية مكذوبة على نبي الله سليمان عليه السلام .. ولا أدري من أين أتى بهذه الجرأة بالقول على الأنبياء دون بيان مصدر ذلك .. فضلا عن أن العقل والإيمان يرفض هذه المرويات قطعا ..!!
 
2- (حديث مكذوب على جعفر الصادق) .. جاء في الروايات المزيفة عن آل البيت .. عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا جَرَّاحٌ، عَنْ أَبِي وَلَّادٍ، قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: (الْأَكْرَاد حِيُّ مِنَ الْجِنِّ كُشِفَ عَنْهُمُ الْغِطَاءُ) رواه أبو الشيخ في العظمة.
 
#- وفي سند الرواية نجد الآتي:
أ- (عبد الله بن محمد بن يعقوب بن مهران) .. مجهول الحال.. والغريب أن كل الأحاديث التي وجدتها عن أبو الشيخ ويرويها (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ) يغلب عليها الوضع .. !!
ب- (عيسى بن ميسرة) .. متروك الحديث وله مناكير.
ج- (أبو يزيد القطان) وهو (عَبْد الرَّحْمَن بن مصعب بن يَزِيد) .. صدوق ..
د- (الجراح) هو الجراح بن الضحاك بن قيس الكندي .. وهو صدوق .
هـ- (أبي ولَّاد) .. وهو لا وجود له في كتب تراجم أهل السنة .. فهو مجهول العين .. وليس من شيوخ جراح بن الضحاك .. ولو كان هذا هو "أبو ولاد الحناط حفص بن سالم أو بن يونس" وذلك حسب ما هو مذكور في تراجم رجال الشيعة .. فكيف يكون الجراح بن الضحاك نقل هذا الحديث عن أبي ولاد وهو لم يقابله ولم يسمع منه أصلا ؟!!
 
و- الرواية مرسلة من جعفر الصادق .. لأنه يحكي معلومة غيبية لا نعلم عمن أخذها ..
 
#- ثانيا: ما جاء عن الأكراد في كتب الشيعة ..
1- عن أبى الربيع الشامي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام فقلت: (أن عندنا قوما من الاكراد، وأنهم لا يزالون يجيئون بالبيع، فنخالطهم ونبايعهم؟ قال: يا أبا الربيع لا تخالطوهم، فان الاكراد حي من أحياء الجن، كشف الله تعالى عنهم الغطاء فلا تخالطوهم) الكافي5/ 158 - من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق ج 3 ص 164 - بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 001 ص 83 ..
 
2- وفي رواية بلفظ: (ولا تنكحوا من الأكراد أحدا فإنهم جنس من الجن كشف عنهم الغطاء) الكافي 5/ 352 ..
 
#- وكل الروايات السابقة عن جعفر الصادق .. لا نشك في كونها روايات مزيفة ومنسوبة زور لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولا يوجد مؤمن يحب آل بيت رسول الله ويصدق هذا الكذب المنسوب لسيدي جعفر الصادق رضي الله عنه وأرضاه .. وحاشاه أن يكون لسانه قد نطق بهذه الخرافة .. ولا ينسب هذا الكلام لآل البيت معتقدا فيه إلا حاقد على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
 

#- ولا يمكن لإنسان عاقل أو فيه شيء من الإيمان أن يصدق هذه الروايات عن الأكراد في العراق .. فهذه شهادة زور عليهم.

- ومعنى أن الأكراد هم جن ونراهم .. فهذا مخالف للقرآن أصلا .. لأن القرآن يقول: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الاعراف:27 .

- حقا لا يصدق هذه الروايات عن جعفر الصادق إلا من سفه نفسه .. وحاشاه أن يكون نطق بهذا .. بل ينطق بهذا الكلام معتقدا فيه هم جماعة الكذابين والضلالية ..!!
 
#- وخلاصة القول:
- أن هذا الخبر عن جماعة الأكراد بالعراق .. هو كلام مكذوب عليهم بنسبة مائة في المائة .. ولا يوجد إنسان عاقل يصدق مثل هذه الروايات إلا من سفه نفسه .. وارتضى بالكذب على الصحابة والنبي وآل بيت النبي ..
- وطبعا هذه الروايات لا دليل فيها على تجسيد الجن في صورة بشر لأنها روايات مكذوبة .

 

######################

 

ومما جاء في بعض كتب الشيعة

 

#- الرواية الثامنة: التي قد يظن البعض أنها تشير إلى الجن أو الشيطان يمكن أن يتمثل تجسيدا في صورة إنسان:

 

8- قصة زواج قابيل امرأة من الجن صُوِّرَت له في صورة إنسية - وزواج هابيل من امرأة من الحور العين نزلت له من الجنة ..

 
#- من القصص المكتوبة في بعض كتب الشيعة والمكذوبة على آل بيت النبي:
- يُروى كذبا عن أبي جعفرٍ عليه السّلام قال (وهو لم يقل ذلك قطعا): (لَمَّا أَدْرَكَ قَابِيلُ مَا يُدْرِكُ الرَّجُلُ أَظْهَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ جِنِّيَّةً مِنْ وُلْدِ الْجَانِّ يُقَالُ لَهَا "جُهَانَةُ" فِي صُورَةِ الْإِنْسِيَّةِ .. فَلَمَّا رَآهَا قَابِيلُ وَمِقَهَا ـ أي أحبها ـ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ: أَنْ زَوِّجْ "جُهَانَةَ" مِنْ قَابِيلَ فَزَوَّجَهَا مِنْ قَابِيلَ.
- ثُمَّ وُلِدَ لآِدَمَ هَابِيلُ .. فَلَمَّا أَدْرَكَ هَابِيلُ مَا يُدْرِكُ الرَّجُلُ .. أَهْبَطَ اللَّهُ إِلَى آدَمَ حَوْرَاءَ وَاسْمُهَا "تُرْكُ الْحَوْرَاءِ" .. فَلَمَّا رَآهَا هَابِيلُ وَمِقَهَا .. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ أَنْ زَوِّجْ "تُرْكاً" مِنْ هَابِيلَ .. فَفَعَلَ ذَلِكَ .. فَكَانَتْ "تُرْكُ الْحَوْرَاءِ" زَوْجَةَ هَابِيلَ بْنِ آدَمَ) بحار الأنوار للمجالسي ج11 ص227.. ، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي ج20 ص392..، مستدرك الوسائل، للشيخ الميرزا حسين النوري الطبرسي ج14 ص361 ..
 
#- وَقَدْ رُوِيَ بلفظ آخر هكذا: (أَنَّ آدَمَ لَمْ يَكُنْ يُزَوِّجُ ابْنَتَهُ مِنِ ابْنِهِ، وَلَوْ فَعَلَ ذَلِكَ آدَمُ لَمَا رَغِبَ عَنْهُ (أي ما كان ابتعد عن سُنَّة آدم) النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا كان دين آدم إلا يكن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..!! وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا أَهَبَطَ آدَمَ وَحَوَّاءَ إِلَى الْأَرْضِ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا .. وَلَدَتْ حَوَّاءُ بِنْتًا فَسَمَّاهَا "عَنَاقًا" فَبَغَتْ .. وَهِيَ أَوَّلُ مَنْ بَغَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهَا مَنْ قَتَلَهَا .. ثُمَّ وَلَدَتْ لِآدَمَ قَابِيلَ، ثُمَّ وَلَدَتْ لَهُ هَابِيلَ .. فَلَمَّا أَدْرَكَ قَابِيلُ أَظْهَرَ اللَّهُ لَهُ جِنِّيَّةً مِنْ وَلَدِ الْجِنِّ .. يُقَالُ لَهَا: "جَمَّالَةٌ" فِي صُورَةِ إِنْسِيَّةٍ .. وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ أَنْ زَوِّجْهَا مِنْ قَابِيلَ فَزَوَّجَهَا مِنْهُ ..، فَلَمَّا أَدْرَكَ هَابِيلَ أَهْبَطَ اللَّهُ إِلَى آدَمَ "حُورِيَّةً" فِي صِفَةٍ إِنْسِيَّةٍ وَخَلَقَ لَهَا رَحِمًا .. وَكَانَ اسْمُهَا "بَزْلَةَ" .. فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا هَابِيلُ أَحَبَّهَا .. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ أَنْ زَوِّجْ "بَزْلَةَ" مِنْ هَابِيلَ فَفَعَلَ.
- فَقَالَ قَابِيلُ: يَا أَبَتِ أَلَسْتُ أَكْبَرَ مِنْ أَخِي ؟ قَالَ: نَعَمْ.. قَالَ: فَكُنْتُ أَحَقَّ بِمَا فَعَلْتَ بِهِ مِنْهُ .. فَقَالَ لَهُ آدَمُ: يَا بُنَيَّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَنِي بِذَلِكَ .. وَإِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ، وَلَكِنَّكَ آثَرْتَهُ عَلَيَّ .. فَقَالَ آدَمُ:" فَقَرِّبَا قُرْبَانًا فَأَيُّكُمَا يُقْبَلُ قُرْبَانُهُ فهو أحق بالفضل) ذكرها القرطبي في تفسيره ج6 ص134 .. وقال تعليقا على هذه الرواية: هذه الرواية عن جعفر ما أظنها تصح ..!!
 
#- وفي رواية أخرى: (لَمَّا أَدْرَكَ قَابِيلُ مَا يُدْرِكُ الرَّجُلُ أَظْهَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ جِنِّيَّةً مِنْ وُلْدِ الْجَانِّ يُقَالُ لَهَا جُهَانَةُ فِي صُورَةِ الْإِنْسِيَّةِ ، فَلَمَّا رَآهَا قَابِيلُ وَمِقَهَا ـ أي أحبها ـ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ أَنْ زَوِّجْ جُهَانَةَ مِنْ قَابِيلَ فَزَوَّجَهَا مِنْ قَابِيلَ .
ثُمَّ وُلِدَ لآِدَمَ هَابِيلُ ، فَلَمَّا أَدْرَكَ هَابِيلُ مَا يُدْرِكُ الرَّجُلُ ، أَهْبَطَ اللَّهُ إِلَى آدَمَ حَوْرَاءَ وَ اسْمُهَا تُرْكُ الْحَوْرَاءِ ، فَلَمَّا رَآهَا هَابِيلُ وَمِقَهَا ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ أَنْ زَوِّجْ تُرْكاً مِنْ هَابِيلَ ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ، فَكَانَتْ تُرْكُ الْحَوْرَاءِ زَوْجَةَ هَابِيلَ بْنِ آدَمَ) بحار الأنوار للمجالسي ج11 ص227.. ، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي ج20 ص392.
 
#- وفي رواية أخرى: عن أبي جعفرٍ عليه السّلام قال: (إنّ الله تبارك وتعالى أنزل على آدم حوراء من الجنّة فزوّجها أحد ابنيه .. وتزوّج الآخر ابنة الجان .. فما كان في الناس من جمالٍ كثيرٍ أو حسن خلقٍ فهو من الحوراء، وما كان فيهم من سوء خلقٍ فهو من ابنة الجان) (من لا يحضره الفقيه: 3 / 382 .. علل الشرائع: 1 / 103 .. جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج20 ص392) .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أولا: من حيث السند ..
1- نحن لا نعلم أحوال رواة رجال هذه الأسانيد .. وهل هي أسانيد متصلة أم منقطعة .. !!
 
2- الروايات مقطوعة على قول الإمام أبو جعفر الباقر .. ولا نعرف عمن أخذها ولا يمكن أن يكون توارثها عن أبيه ولا جده الحسين .. فضلا عن أنني لا أشك طرفة عين في كذبها عليه .. لمخالفتها العقل والعلم والقرآن .
 
#- ثانيا: من حيث المتن ..
- فالروايات منكرة وباطلة ومكذوبة على سيدي حعفر الصادق .. ليه ؟
 
- أولا: من حيث وجود ابنة آدم وحواء المسماة (عناق):
1- عن بن عباس قال: (نهي أن تنكح المرأة أخاها توأمها، وأمر أن ينكحها غيره من أخوتها، وكان يولد له في كل بطن رجل وامرأة، فبينما هم كذلك إذ ولد له امرأة وضيئة، وولد له أخرى قبيحة دميمة، فقال أخو الدميمة: أنكحني أختك وأنكحك أختي .. فقال: لا، أنا أحق بأختي .. فقربا قرباناً فتقبل من صاحب الكبش، ولم يتقبل من صاحب الزرع فقتله) رواه أبو حاتم بإسناد جيد.
 
- ولم يكن أبا جعفر الباقر ليخالف بن عباس رضي الله عنهما ..!!
 
2- لم يرد في كلام الله ولا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشير إلى ما جاء في هذه الروايات المنسوبة لسيدي أبا جعفر الباقر.
 
3- تزعم أحد الروايات بوجود امرأة اسمها عناق وأنها أول ما ولد آدم .. وأنها كانت مفسدة في الأرض .. !!
- وهنا نسأل ونقول: أي فساد هذا ولم يكن في الأرض غيرها هي وآدم وحواء فقط ؟!!
- فاخترعوا رواية أخرى .. مكذوبة على الإمام علي بن أبي طالب وجاء فيها:
- أن علي بن أبي طالب عليه السلام قال (وحاشاه أن يكون قال هذه الرواية) عن "عناق" هذه: (هي أول من بغى في الارض ، وعمل الفجور ، وجاهر بالمعاصي واستخدم الشياطين ، وصرفهم في وجوه السحر..، وكان الله عز وجل أنزل على آدم عليه السلام أسماء تطيعها الشياطين ، وأمره أن يدفعها إلى حواء فتعلقها على نفسها فتكون حرزا لها ، ففعل ذلك ، وكانت حواء تصونها وتحتفظ بها ، فاغتفلتها عناق وهي نائمة ، فأخذتها واستجلبت الشياطين بتلك الاسماء ، وعملت السحر ، وتكلمت بشئ من الكهانة ، وجاهرت بالمعاصي وأضلت خلقا كثيرا من ولد آدم عليه السلام ، فدعا عليها آدم عليه السلام ، وأمَّنت حواء .. فأرسل الله إليها في طريقها أسدا أعظم من الفيل .. فهجم عليها في بعض المغاور فقتلها .. ومزق أعضاءها ، وأراح الله آدم وحواء منها) رواه أبو الحسن العلي بن الحسين المسعودي في أخبار الزمان ص116-117.
 
- وهنا نسأل مرة أخرى ونقول: أي فساد هذا وأي سحر وأي جهر بالعصيان .. ولم يكن في الأرض "حسب هذه الرواية المكذوبة" .. يوجد أحد غيرها هي وآدم وحواء فقط ؟!!
- فأي كذب هذا على الإمام علي بن أبي طالب .. وأي مؤمن أو عاقل يصدق في مثل هذا الكلام الغير صادق ..!!
 
4- أول أبناء آدم هما قابيل وهابيل ولم يسبق لهما أحد .. لأنه لو كان كما تزعم الروايات أنه كان يوجد قبلهما أخت اسمها (عناقا) وقتلها الله .. فهذا معناه أنه تم دفنها .. ولكان عرف قابيل من تعاليم آدم كيفية دفن الموتى ولم ينتظر أن يأتيه الغراب ليعلمه كيف يدفن أخيه .. كما أخبرنا القرآن بذلك ..!!
 
5- هل نسى الله ورسوله (وحاشاهما) .. أن يذكرا لنا مسألة الإبنة (عناق) وجرائمها في الحياة "من سحر وإفساد في الأرض وظلم" التي جاءت في الروايات المكذوبة على الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ورضي الله عنه .. وتم ذكر جريمة الحسد فقط في قضية قابيل وهابيل ..؟!!
- أهذا كلام يقول به عاقل أو مؤمن..!!
 
#- ثانيا: من حيث قابيل وهابيل وزوجتهما الجنية والحورية ..
6- الرواية تظهر الله بأنه ظالم في حكمه .. حيث زوج قابيل جنية .. وزوج هابيل من حوراء من الجنة .. "وحسب عقيدة بعض الشيعة" أن الحور العين من الملائكة .. وهذه ليست عقيدة أهل السنة والجماعة وطائفة أخرى من الشيعة ..!!
 
- فلماذا يزوج الله واحدا من الجن والآخر من الملائكة ؟!!
 
- فالرواية تشير بوضوح إلى اتهام الله بأنه ظالم (وحاشاه جل جلاله) .. ولا يمكن أن ينطق بذلك أحد من المسلمين على الإطلاق إلا من كفر بالله ..!!
 
7- الرواية تشير إلى مخالفة القرآن .. لأن الله يقول: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم21.
- فلا الجن من أنفسنا .. وليس من أنفسنا أيضا جماعة الحور الذي يعتقد بعض الشيعة أنهم ملائكة ..!!
 
8- الروايات جعلت من الحور الذين في معتقد بعض الشيعة أنهم ملائكة .. فجعلوها إناثا يطأها الإنسان .. وقالوا بقول الكفار في تأنيث الملائكة .. حيث يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى) النجم27..، ويقول تعالى: (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) الزخرف19.
 
9- أما عن أكذوبة أن الجمال الإنسي من الحور .. والقبح الإنسي من الجن .. فهذا كلام لا يحتاج إلى أن نقول عنه أنه الكذب بعينه .. لأنه لا يمكن أن ينجب إنسي من جنية لأن الطبيعة الجنية غالبة عليها .. ولا يمكن للإنسي أن ينجب من ملائكة لأن طبيعة الملائكة روحانية .. فضلا عن أن لو "حور" من الملائكة كما يزعم البعض فالملائكة لا شهوة لهم .. فكيف يحدث نكاح وحمل وإنجاب ..!!
- ومن ناحية أخرى: على هذا المنطق .. فيكون العالم الغربي من دول أروبا وأمريكا نسائهم من سلالة ملائكية .. ويكون العالم الشرقي من سلالة شيطانية ..!!
- ومن ناحية أخيرة: منذ متى والجمال والقبح يتم قياسه بالشكل وليس بالجوهر والعمل ؟!! فالجميل جميل القلب والروح وما ينتج عنه من عمل .. فإن صادف ذلك هيئة فيها مزيد جمال فذلك قد يكون فيه فتنة ..
- وعموما ليس جمال الشكل هو دليل الملائكية والشيطانية .. وإنما طهارة الباطن وإخلاص العمل مع الله هو دليل جمالك عند مولاك الذي خلقك .. بل وعند الأسوياء من بني آدم ..!!
 
#- خلاصة القول على الرواية السابقة:
1- يظهر لك من الروايات السابقة .. كلها كذب في كذب ..!!
- كذب على القرآن كلام الله .. وكذب على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكذب على المؤمنين لترويج مثل هذه الروايات المكذوبة عليهم ..!!
 
2- لا يمكن لمؤمن أن يصدق أن الإمام أبو جعفر الباقر يقول بمثل هذه الروايات .. وحاشاه رضي الله عنه وأرضاه .. وإنما هو من الكذب الملفق لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ..!!
 
3- لا يوجد تمثيل من الجن في صورة إنسية من خلال هذه الرواية المكذوبة .. ولا حجة فيها لمن يستدل بها.
 
#- وبهذا يكون ختام الكلام على القصص والروايات التي أشار بها البعض على إمكانية تجسيد الشيطان في صورة إنسان .. أو التي قد يشير إليها البعض في هذه المسألة .. حيث جمعت كل ما يمكنني جمعه في هذه المسألة من كتب العلماء .. وقمت بتحقيقه سندا ومتنا .. حتى يطمئن قلب المؤمن أن هذا المعتقد الذي يدعو إليه بعض الناس بأن الجن والشيطان يمكن أن يتجسد .. إنما هو معتقد فاسد وباطل وليس من عقيدة المسلمين وإنما هو دخيل عليهم من معتقدات أهل الكتاب ..
 

***************************

..:: س65: ما الذي لاحظته في الروايات الكثيرة التي قمت بتحقيقها وما الإنحراف الذي يترتب على نشرها بين الناس ؟ ::..

 
#- الملاحظ في الروايات التي تتبعتها وحققتها .. هو الآتي:
1- أنها تتعمد إظهار قدرة الشيطان بالإغواء في عالم الظاهر والواقع مجسدا في صورة إنسان أو شبيه بهيئة الإنسان .. ثم يخنس ويهرب .. وكأن مهمته قد انتهت بذلك ..!!
 
2- اختفاء وسوسة الشيطان في هذه الروايات التي هي أصل مهمته مع الإنسان ..!!
- وكأن هناك من كان يريد تشويه حقيقة قرآنية ثابتة وهي الوسوسة .. !!
 
#- والسعي في نشر هذه الروايات والترويج لها بقوة في زماننا هذا يؤدي إلى فساد من جانبين:
 
- الجانب الأول: مزيد من الإلحاد بالتشكيك في الدين ..
- من خلال قولهم بأنه إذا كان للشيطان القدرة على أن يتجسد فما المانع أن يكون تجسد في صور الأنبياء والرسل .. وبالتالي فكل الديانات ما هي إلا وهم كبير وخدعة كبيرة يعيشها البشر ..
 
- الجانب الثاني: مزيد من الإنحراف الروحاني بتعظيم قدرة الشيطان ..
- فإظهار عقيدة تجسيد الشيطان في صورة إنسان .. ما هو إلا إثبات قدرة للشيطان ليست فيه .. وهذا يعتبر تعظيم له في النفوس وإلا فلماذا تثبت له قدرة ليست فيه ؟!!
- وهذا ما يتاجر به بعض الروحانيين من خدام الجن والشيطان وبعض الرقاة الذين استحوذ عليهم حب المال والشهرة .. من خلال تعظيم قدرة الشيطان في نفوس الناس ليرهبوهم ويخيفوهم من الشيطان .. ثم يظهرون أنفسهم بأنهم طوق النجاة لهذا الخوف لما لهم من ملكات روحانية خارقة في التعامل مع الشيطان .. ولكن عليك أن تدفع أموالك أو تظهره بأنه صاحب الكرامة ليظهر لك بركاته وكراماته ..!!

 **************************

 

..:: س66: لماذا قمت بسرد القصص والحكايات وتحقيقها سندا ومتنا وهي ليست حجة شرعية ؟ ::..

 

 #- وقبل ختام هذا الفصل .. أحب أن أشير إلى شيء ملفت للنظر لأهل العلم حينما يقرأ رسالتي وتحقيقي للروايات الخاصة بالصحابة والتابعين فيقول: ما الداعي لكل هذا التحقيق والمتابعة لهذه القصص والروايات .. وهي أصلا ليس حجة شرعية للإستدلال بها في إثبات أي عقيدة دينية أو حتى حكم شرعي .. طالما ليس هناك ما يؤيدها من كلام الله أو كلام رسول الله .. وكان يكفي الإشارة إلى كونها قصص لا حجة شرعية فيها ..؟!!

 
#- قلت لك .. لذلك سببين ..

1- السبب الأول .. 
- هذه الروايات التي ذكرتها سواء أحاديث أو قصص .. فهي قد جمعتها من كتب علماء ويتم نشرها وتداولها بين الناس بأنها كتب دينية وحقيقة شرعية مؤكدة .. ولا يوجد تحقيق لهذه القصص والروايات التي في هذه الكتب ..!!
 
- والخطورة تكمن في أن عامة المسلمين لا يعرف أن هذه القصص والحكايات ليست حجة شرعية بل يحسبونها حجة شرعية أي دليل على صحة المعلومة التي يعتقدونها .. بل وينظر للقصة وكأنها حقائق حدثت في الوجود ويستدل بها من باب التجربة الواقعية قد أثبتت ذلك بدليل ما حدث مع فلان وفلان وهم جماعة من علماء الدين الذين يُشهد بصلاحهم ولا يُشك فيهم .. !! في حين هي روايات وقصص باطلة ..!!
 
- وقد يفكر بعقله فيقول (كما كنت أقول سابقا حينما كنت صغيرا) .. أنه طالما صاحب هذه القصة هو رجل دين مشهور أو كتبها عالم من علماء الدين ولم يعترض عليها حينما كتبها .. فهي إذن عقيدة وهو يؤمن بها بل وهي معلومة دينية صحيحة .. وإلا فلماذا ذكرها لو لم يكن يعتقد ما فيها ؟ ولماذا لم يشير إليها إذا كانت خاطئة ؟!!
 
- إذن فالقصة التي أنت تتصور أنها مجرد قصة .. تشير لذهن القاريء حينما يجدها في كتاب ديني .. بأنها دليل الإعتقاد وموافقة العالم عليها بدليل استدلاله بها .. وهذا هو ما أعتقد أنه يظنه أي مسلم يقرأ في هذه القصص في الكتب الدينية ..!!
 
#- ولكن حقيقة كتابة العلماء لهذه المرويات والقصص حين كتابتهم لها .. كان لها توجيه آخر وليس من باب الاعتقاد فيما يروونه .. ليه ؟
 
1- لأن غالب أسلوب العلماء في الماضي كانوا لديهم هواية جمع القصص والآثار والروايات والأقوال التي تتعلق بمسألة معينة .. بغض النظر عن كونها صحيحة أو ضعيفة أو مكذوبة .. وذلك من باب الجمع للمعلومة الكاملة في كتاب واحد .. ويعتمد بعد ذلك على شرحه لما يكتبه لتلامذته وطلابه ويخبرهم بما هو صحيح أو ضعيف أو مكذوب .. أو يعتمد أن له مرجع قد كتبه موضح فيه الصحيح من الضعيف ..
 
- فمثلا الإمام السيوطي في روايات كثيرة مما كتبها في كتابة لقط المرجان (وهو مختصر لكتاب آكام المرجان للشبلي) .. قد ذكر أحاديث وروايات قام بالتعليق عليها وروايات أخرى لم يعلق عليها .. وإنما طعن فيها في كتاب خاص جمع فيع أحاديث مكذوبة كثيرة جدا .. ومنها بعض ما كان في ذلك الكتاب المشار إليه مثل روايات تتكلم عن الديك وأن له خصوصية روحانية لمن يقوم بتربيته في المنزل .. وما شابه ذلك ..
 
2- وكان أيضا بعض العلماء يذكرون هذه المرويات خاصة التي يتم نسبتها للنبي .. وذلك من باب التنبيه عليها بأنه لا تصح وباطلة .. وهذا وإن كان كثير فيما يخص الحديث النبوي .. ولكنه يكاد يكون منعدم فيما يتعلق بمرويات الصحابة والتابعين وتابعيهم .. التي رويت بأسانيد غالبا لم تصح ..!!

#- وهناك سبب آخر دفعني لتحقيق هذا الروايات وهو :

- حينما قمت بمتابعة أسانيد ومتون القصص المروية عن بني إسرائيل بصفة خاصة .. فذلك حتى أكشف لك سبب بطلان هذ الروايات .. حتى لا تظن أنها من الروايات التي يجوز روايتها عن بني إسرائيل .. ويخدعك الشيطان بكلام النبي الذي قال فيه (لا تُصَدِّقُوا أهْلَ الكِتَابِ ولا تُكَذِّبُوهُمْ) صحيح البخاري .. فتستبيح لنفسك رواية هذه القصص .. لا .. فما سنذكره ليست روايات من النوع الذي لا نصدقه ولا نكذبه .. لا .. فغالب ما سنذكره هو من النوع الذي يجب تكذيبه لأنه كذب وذلك لمخالفته للعقل والقرآن .. ولا يصدقه ولا يقبله مؤمن إلا لو كان خفيف العقل .. وجاهل لم يؤتى بصيرة في العلم لينتبه إلى ما ينشره دون تعقل لما ينشره .. !!
 
- وستجد البعض على الإنترنت يتعمد نشر هذه القصص وصباغتها بصبغة دينية إسلامية ويقوم بنشرها على أنه معتقد في الدين الإسلامي ..!! ويستعين في ذلك بأسماء رجال دين من الصحابة والتابعين أو روايات باطلة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو مجرد كلام مشايخ .. وكل ذلك جهلا منه في الغالب لأنه لم يعرف أن ما ينشره هو قصص باطلة ومكذوبة على الأنبياء والرسل بل وغالبا على الصحابة والتابعين الذين رووها أيضا ..
- وكيف سيعرف إذا كان سيجد عن بعض الروايات يتم بعدها كتابة أن السند قوي أو صحيح .. فيظن القاريء أن القصة صحيحة ولا يفرق بين السند الصحيح والحديث الصحيح ..!!
 
 
- والفارق كبير بين صحة السند وصحة الحديث .. فكل حديث أو رواية لها جزئين (سند ومتن) .. وحتى نقول أن الحديث صحيح فيجب أن يكون السند والمتن صحيح .. وليس السند فقط .. ولا المتن فقط .. بل كلاهما .. بأن لا يكون فيهما معارضة للقرآن ومخالفة له ولا للعقل الذي له تمييز وبصيرة في الفهم ..
 

- فمن أجل كل ما سبق أخي الحبيب:

- كنت أظهر العيوب في السند إن وجدت ذلك .. ثم أكشف على نصوص الروايات وهي المتون .. وأقوم بتحقيقها لإظهار الفساد والكذب الذي يكون فيها نتيجة مخالفات عقلية وقرآنية .. وبالتالي لا يحل رواية مثل هذه الروايات ولا نشرها بين الناس إلا على سبيل التوعية بأن هذه روايات كاذبة ولا علاقة لها بالدين الإسلامي أو عقائده . 

 
#- أخي الحبيب :
- لدينا مشكلتين في نشر الدين ..
#- المشكلة الأولى: هو أن دور النشر التي تقوم بطباعة هذه الكتب .. لا يأتون بمحققين أمناء ليحققوا ما في هذه الكتب ويظهروا الحق من الباطل فيها .. وإنما كل ما يهمهم هو تحقيق العائد المادي .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..!!
 
#- المشكلة الثانية: وهي عالم الإنترنت .. الذي نقل الخرافات من الكتب المطبوعة سابقا والتي لم يتم تحقيقها حين طباعتها .. وظنها البعض أنها حقائق دينية أو معلومة دينية صحيحة طالما هي موجودة في كتاب دين وكتبها عالم مسلم ..!!
 
#- أخي الحبيب ..
- طباعة الكتب الدينية دون تحقيق للروايات المذكورة فيها هي أوصلتنا الآن إلى متاهة ما بعدها متاهة .. لأن هذه الكتب كانت الخطوة الأولى التي جعلت الناس تتخبط ولا تعرف الصواب من الخطأ .. ومثال ذلك في الأمور الروحانية التي يكثر فيها الضلال والكذب من خلال الروايات والقصص الباطلة والمكذوبة .. حتى الدعاة أنفسهم يتخبطون لأنهم لا يعرفون الصواب من الخطأ .. بل يكتفون بأن ما يقرأ فيه هو كتاب ديني وكتبه عالم من علماء الدين ..!!
 
- ولهم العذر إذ كيف سيعرفون الصواب من الخطأ .. ولا يوجد تحقيق لهذه الروايات ..؟!!
 
- بل وكيف نريد إطفاء الفتن الدينية نتيجة المعلومات المغلوطة المنتشرة في الكتب الدينية .. ولازال الباطل يتم طباعته ونشره والترويج له كأنه حقيقة علمية شرعية ..؟!! 
 

***************************

 

...:: س67: ما الذي أرجوه من الله أن يتحقق ويتم تطبيقه في قوانين البلاد الإسلامية وخاصة مصر ؟ ::..

 

- من خلال متابعتي لقراءة الكتب الدينية أو غيرها .. فقد لاحظت أن كثير من الخلافات الدينية كلها أتى مصدرها من عدم تحقيق الروايات التي تم نقلها وكتابتها في المراجع العلمية سواء كان مرويات عن النبي أو الصحابة أو التابعين .. تحقيقا يطمئن له القلب بصحة أو فساد ما نقرأه .. ولذلك تنشأ فتنة الخلاف بين عامة المسلمين .. ويدخل عامة الناس في متاهة ما بعدها متاهة حتى يكره القرآءة في الدين .. لوجود جهالة فيما يقرأه ثم يكتشف بعد ذلك أنه خطأ أو باطل .. بل قد يطعن بعد ذلك في كل ما هو صحيح لدخول الشك في نفسه ..!!

 

- هذا بخلاف المشكلة الكبيرة وأصل كل فتنة من وجهة نظري .. وهي أن المسلم لا يعلم الفرق بين المعلومة الدينية والرأي الديني .. ولعل لبعض النفوس رغبة في ذلك للبقاء على سلطانها الديني ..!!

 

- ولهذا كتبت ما أرجوه بناء على خبرتي الطويلة في قراءة كتب العلم .. بما يمكن أن يكون فيه إصلاح لمنهجية العلم الديني .. وأرجو أن يكون فيه قبولا .. وهذا رجائي من الله ..

 

#- رجاء من الله -#

1- أرجو من الله أن يرشد حكام البلاد الإسلامية إلى وضع قانون إلزامي مصحوب بزجر قوي وعقوبات قوية .. بأنه لا يتم طباعة أي كتاب مهما كان وصفه سواء ديني أو غير ديني وسواء كان أفراد أو مؤسسات أو دور نشر .. طالما ذكر فيه أي حديث نبوي أو صحابي أو تابعي إلا ويكون محققا تحقيقا يطمئن به القاريء إلى صحة ما يقرأه .. وأن لا يتم تداول أي معلومة دينية على شبكة الإنترنت إلا وتكون محققة لما فيها من روايات يتم ذكرها .. ويكون في القانون زجرا قويا لمن لا يلتزم بذلك بالحبس تأديبا له مع الغرامة والتشهير بمن يفعل ذلك بأنه شخص غير أمين في كتابة العلم ليحترس منه الناس .. وكل شخص تكون عقوبته بقدر فعله ومتابعة الناس له .

 

2- وأرجو من الله أن يقوم الأزهر كأكبر مؤسسة دينية في العالم بتحقيق لكل المرويات المتاحة في كتب أهل العلم من أحاديث النبي والصحابة والتابعين .. ويتم نشرها على الإنترنت لسهولة الرجوع إليها ومعرفة الصواب من الخطأ فيها .. بدلا من كثير من التحقيقات المخلوطة بالتعصب المذهبي والفكري والتي تصحح هذا وتضعف هذا كما يتفق ومذهبه وليس كما يتفق وقواعد أصول أهل علم الحديث ..!!

 

3- وأرجو من الله أن يكون هناك قانون في كل بلد إسلامي بمتابعة للذين يتكلمون في المسائل الدينية على اليوتيوب والفيسبوك والبلوجر ممن غلب على حالهم المتابعة لهم من آلاف الناس وهم ليسوا من أهل الدين .. بل وفي الفن التمثيلي أيضا الذي أصبح الدين وسيلة للتكسب من وراءه خاصة في المسائل الروحانية وأحيانا الشرعية .. ثم التعقيب عليهم وإظهار مخالفاتهم والتشهير بهم بأنهم غير أمناء في كلامهم عن الدين وإنزال عقوبات مالية موجعة جزاء ما يقومون بكسبه من وراء قلة أمانتهم في نقل العلم واعتمادهم على أهوائهم فيما لا علم لهم فيه إلا الظن والهوى ودون تحقيق وبصيرة فيما ينشرونه للناس .. وما يتبع ذلك من إرجاف وزلزلة في نفوس المؤمنين نتيجة ما ينشرونه وفيه مخالفات للحقائق الدينية ..

 

4- وأرجو من الله .. أن تكون هناك قناة إعلامية لمؤسسة الأزهر الشريف (على التلفاز وعلى اليوتيوب وعلى الميديا المختلفة على الإنترنت) .. لأنها لازالت محل ثقة في نفوس المسلمين وتعود هيبتهم العلمية للنور مرة أخرى قبل فوات الأوان خاصة مع انتشار الإلحاد وجماعة مكذبي الحديث النبوي الصحيح .. وتكون هذه القنوات لتثقيف المسلمين في دينهم بصورة مبسطة ليكونوا على علم بدينهم بعيدا عن المذهبية والجماعات والطوائف .. ولا نريد فقط أشخاص يظهرون للفتوى .. لأن الدين ليس فتوى فقط ..!!

 

5- وأرجو من الله .. أن يتم التركيز المتكرر على تفهيم المسلمين .. الفرق بين المعلومة الدينية والرأي الديني .. لأن كثير من المسلمين لا يعلمون أن المعلومة الدينية هي كلام الله ورسوله كأقوال فقط دون شرح .. وإنما الرأي الديني هو شرح لهذه الأقوال .. وكثير من المسلمين يظنون أن آراء العلماء هي معلومات وحقيقة علمية دينية ... وهذه مصيبة كبيرة .. ومن هنا ينشأ الصراع الديني والإتهام للآخر وبالتالي حدوث الفتنة .

 

- اللهم هذا رجائي منك فحققه وأبلغه وأوصله لنفوس مؤمنه  تستقبله استقبال تحقيق وتنفيذ وإعلام بكل وسيلة ممكنة مطبوعة ومسموعة ومرئية .. آمين يارب العالمين.

 

#- أخي الحبيب ..

- ننتقل في رسالتنا إلى المحطة الأخيرة .. وهو المناقشات الختامية على رسالتنا هذه .. بأسئلة قد تخطر على بال البعض وقد لا تخطر على البال .. وفيها معرفة عقلية شيقة وعلم حلو جدا وممتع ويكون فيه خير ومنفعة بإذن الله .. والله ولي التوفيق.

  *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .