بسم الله الرحمن الرحيم
#- فهرس::: الفصل الثاني :: عن حقيقة ذكر مسألة خطف الجن للإنسان في الأحاديث ..1- س5: هل قال النبي أن للجن قدرة على
خطف الإنس من عالم المادة إلى العالم الروحاني ؟ (وشرح حديث "فَإِنَّ لِلْجَنِّ انْتِشَارًا
وخَطْفَةً").
2- س6: ما هي الأحاديث
التي تشير إلى إمكانية خطف الجن للإنس ومدى صحتها أو ضعفها ؟#- من
الأحاديث النبوية التي تشير إلى مسألة خطف الجن للإنس ..@-
ما جاء في الأحاديث النبوية بلفظ يُظن أن قاله النبي ..- الحديث الأول .. حديث خرافة
..- الحديث الثاني .. حديث ليلة
الجن (الجزء الأول) ..- الحديث الثالث .. حديث ليلة
الجن (الجزء الثاني) ..-
الحديث الرابع .. خطف الشياطين لولا حماية الملائكة ..
1- س5: هل قال النبي أن للجن قدرة على
خطف الإنس من عالم المادة إلى العالم الروحاني ؟ (وشرح حديث "فَإِنَّ لِلْجَنِّ انْتِشَارًا
وخَطْفَةً").
- الحديث الخامس .. خطف الشياطين لمن يبتعدون عن جماعة المؤمنين .
- الحديث السادس .. طيران رجل
من جيش المسلمين بسبب الهواء الشديد.- الحديث السابع .. صحابي يحكي عن ظنهم في الجاهلية وقت الحج بإمكانية خطف الجن لهم .
**********************:: الفصل الثاني :::: عن حقيقة ذكر مسألة خطف الجن للإنسان في
الأحاديث ::************************..:: س5: هل قال النبي أن للجن قدرة على خطف الإنس
من عالم المادة إلى العالم الروحاني ؟ ::..
(وشرح حديث "فَإِنَّ لِلْجَنِّ انْتِشَارًا
وخَطْفَةً")
- من الأمور التي قد تسأل فيها .. هل جائنا
عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا منه أو تقريرا يفيد بأن الجن يمكن أن يخطف إنسان
وينقله من عالم المادة إلى عالم الجن ؟!!
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لم أجد من خلال اجتهادي أن رأيت قولا صحيحا
للنبي صلى الله عليه وسلم قد قاله ويشير إلى أن للجن قدرة على خطف الإنس .. ولم أجد تقريرا أي حادثة خطف حصلت من الجن
وأبلغه بها الصحابة وقد أقرهم على صدق هذا الخبر ..!!
- نعم وجدت روايات تشير إلى مسألة خطف الجن .. ولكنها غير صحيحة وسأشير إلى تلك الروايات
خلال السؤال التالي .. ولكني هنا أتحدث عن صحيح الأحاديث .. وليس عن كل الأحاديث
..
- اللهم إلا حديث واحد في الصحيح جاء فيه لفظ (للجن خطفة) وليس خطفا .. وهو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خَمِّرُوا الآنِيَةَ، وَأَوْكُوا الأَسْقِيَةَ، وَأَجِيفُوا
الأَبْوَابَ، وَاكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ الْمَسَاءِ، فَإِنَّ لِلْجَنِّ انْتِشَارًا
وخَطْفَةً، وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ
رُبَّمَا اجْتَرَّتِ الفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ) صحيح البخاري وأبو داود وأحمد.
- وفي رواية بلفظ : (إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ - أَوْ
أَمْسَيْتُمْ - فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ،
فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ
اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ،
فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ..) صحيح مسلم.
#- من معاني الحديث:
- قوله (خمروا): غَطُّوا.
- قوله (وأجِيْفُوا): أغلِقوا.
- قوله (وأَكْفِتُوا صِبيانَكم): ضُمُّوهم إلى أنفسِكم.
- قوله (انتشارا): أي حركة في هذا الوقت من
الليل بالذات وهو الساعة التي بين المغرب والعشاء أو بعد العشاء بساعة .. ولعل سبب
الحركة في هذا الوقت تحديدا هو تحصيل شيء من قوت أهل الأرض قد أذن الله به لهم ..
(هذا السبب مجرد ظن
مني بذلك - والله أعلم) ..
#- ملحوظة هامة جدا: ولا نعرف هل هذا الإنتشار يقصد به بهيئتهم الروحانية وبالتالي يقصد بالخطفة هو حدوث ضرر بالمس .. أم هو
انتشار بصور حيوانية كالكلاب والأفاعي تكون متجسدة ويكون لها خطفة بالأذى فيمن
تجده في طريقها ..!! الله أعلم .
-
قوله (خطفة): والخطف معناه الأخذ بسرعة وسلب الشيء ..
والخطفة معناه مرة واحدة ..
- والذي أحسبه وأظنه أن المقصد من الخطفة هو
الأخذة .. أي اللمَّة التي يصيبون بها الإنسان فيخطفون عقولهم أو سمعهم كما يخطف
البرق البصر أو يصرعونهم أو يحدثون لهم قبضة وضيق أو فزع أو ما شابه ذلك .. قال الإمام الكرماني: خشي رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - على الصبيان عند انتشار الجن تلم بهم فتصرعهم. (الكواكب الدراري
في شرح صحيح البخاري ج20 ص166)..، وقال القاضي عياض: وقد علل نهيه عن ذلك بانتشار
الشياطين حتى تذهب؛ لئلا يصيبها منها ضرر أو روع. (إكمال المعلم بفوائد مسلم ج6 ص482).
-
أو المقصد بالخطفة هو (السرعة) .. يقال : جَمَلٌ خَيْطَفٌ أي سريع المرور كما قال أهل
اللغة (راجع مقاييس اللغة للقزويني 2/196).. وهذا الرأي أحسبه مناسبا أيضا مع كلمة
"الانتشار" فيكون المعنى للحديث: (لهم انتشارا وسرعة) .. والله أعلم .
-
أو المقصد أن لهم خطفة للسمع من السماء في ذلك الوقت .. كما ذكر
القرآن ذلك (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ) الصافات10 .. والله أعلم.
- قوله (فَخَلُّوهُمْ): أي فاتركوهم يخرجون بعد هذه الساعة.
- قوله (الفويسقة): أي الفَأْرة.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):1- النبي صلى الله عليه وسلم قال
(خطفة) ولم يقل (خطفا) .. فأثبت لهم فعلا محددا قد يحدث وهو الأخذة أي اللمة
التي يصيبون بها الإنسان مثل المس الروحاني .. وهذا الذي جعل بعض العلماء يذهبون
إلى أنه فعل بالأذى والضرر يحدث في ذلك الوقت وليس بمعنى الخطف من عالم المادة والإنتقال
به إلى عالم الغيب .. لأن هذا لم يتم السماع به في أي عصر من العصور .. ولا شاهد
عليه لا من كلام الله ولا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وإلا فلماذا لا
يخطفون البشر منذ قديم الزمان .. وفي زماننا هذا الذي ينتشر فيه الصبيان في
الشوارع ويذهبون لدروسهم ليلا أو يتسامرون ليلا أو غير ذلك .. لماذا لم نسمع
بالخطف الشيطاني لهم .. !! - وكلامي عن حمل لفظ الخطفة لمعني اللمة أو الأذى
والضرر .. فهذا ليس بدعا من القول .. بل العقل يقول به وقد أشار إليه علماء من
السلف .. وقد سبق ذكر كلامهم كالقاضي عياض والكرماني .. #- قال الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر
(من المعاصرين) في شرح رواية أبو داود:-
قال: (واكفتوا صبيانكم عند العشاء أو عند المساء فإن للجن
انتشاراً وخطفة) يعني: ضموهم في أول الليل، فأول ما يأتي
الليل يكفت الصبيان، يعني: أن أهلهم يضمونهم إليهم ولا يتركونهم منتشرين، فإذا مضى
شيء من الوقت فلهم أن يتركوهم.-
وعلل ذلك بقوله: (فإن للجن انتشاراً وخطفة) يعني: يحصل منهم أذى بسرعة،
فكما يحصل خطف الشيء من صاحبه بسرعة، أي يحصل من الشياطين أو من الجن إيذاء
الأطفال إذا انتشروا في أول الليل. (شرح سنن أبي داود - دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية). 2- وبعض العلماء ظن أن معنى الخطف هو
الخطف الفعلي للأطفال .. وهذا لا دليل عليه من الحديث إذا لو كان للجن القدرة
على الخطف لكان فعلها في أي وقت وليس في وقت دون وقت .. - والعلماء الذين قالوا بالخطف .. استدلوا على امكانية ذلك بقصة الرجل الذي تم
خطفه في زمن عمر بن الخطاب .. وهذه القصة سيأتي مناقشتها إن شاء الله لتعلم أنها
لم تصح .. (وذلك في الفصل الثالث سؤال رقم7 - ورقم8).. وبل لتعلم انه لا يوجد أي
شاهد يدل على هذا الفعل من الجن من أساسه مع عالم الإنس وسيأتي تحقيق وتفصيل كل
قصة ورواية قيلت في هذا الأمر .. وسيتم الختام بمناقشة عقلية لمن كان له عقل وفهم
بالنصوص الشرعية .. وليس مجرد قصة وحدوته يثبت بها عقيدة دينية ..!! 3- وبعض العلماء جعل الشياطين في
الحديث المقصود بهم شياطين الإنس .. مثل قطاع الطرق ومخترقي وسارقي المنازل الذين ينتشرون ليلا .. #- قال الشيخ المباركفورى
(المتوفى: 1353هـ):-
قال بن الملك وعن بعض الفضلاء .. أن المراد بالشيطان شيطان الإنس لأن غلق
الأبواب لا يمنع الشياطين الجن .. وفيه نظر .. لأن المراد بالغلق هو الغلق المذكور
فيه اسم الله تعالى فيجوز .. أن يكون دخولهم من جميع الجهات ممنوعا ببركة التسمية
وإنما خص الباب بالذكر لسهولة الدخول منه فإذا منع منه كان المنع من الأصعب
بالأولى. (تحفة
الاحوذي ج5 ص433).
#- وخلاصة القول:
1- إذا كان القرآن كلام الله الحق .. والأحاديث الصحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم
.. لم يأتي فيهما خبر خطف الجن للإنس من عالم المادة إلى عالم الجن .. وحتى رواية
البخاري السابق ذكرها والتي تدل على أن لفظ الخطفة يدل على حدوث اللمة كما يتفق مع
ظاهر القرآن وبعض روايات الأحاديث .. فلماذا حينئذ البعض يتداول هذه المسألة في
الكتب الدينية ويفرضها كأنها عقيدة إسلامية .. وهي ليست فرضا ولا عقيدة دينية
لنعتقدها لأنه لا دليل عليها ولا واقع يؤيدها ..؟!!
2- علما بأن رواية البخاري التي أتى فيها
لفظة (خطفة) .. قد تكون زيادة من احد الرواة وليست من ألفاظ النبي .. لأن
هذه الرواية عن جابر تم روايتها من عدة طرق ولم يأت فيها لفظ (الخطفة) ..!! وعلى
المحتج بها أن يثبت أن هذا هو لفظ النبي فعلا الذي نطق به .. (ويمكنك مراجعة رسالة
المعتقدات الموروثة فيها بيان كل هذه الروايات بالتفصيل) ..
3- ونختم بسؤال: إذا كان مصدري التشريع (القرآن والحديث
الصحيح) لم يقولا بمثل هذه القدرة للجن بأنه يمكنه خطف الإنس من مكان لمكان بمنتهى
الوضوح .. فلماذا ننشر هذه القدرة للجن وننشرها في الكتب الدينية من خلال قصص
وحواديت يغلب عليها الفساد والبطلان ؟!!
..:: س5: هل قال النبي أن للجن قدرة على خطف الإنس
من عالم المادة إلى العالم الروحاني ؟ ::..
(وشرح حديث "فَإِنَّ لِلْجَنِّ انْتِشَارًا
وخَطْفَةً")
- من الأمور التي قد تسأل فيها .. هل جائنا
عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا منه أو تقريرا يفيد بأن الجن يمكن أن يخطف إنسان
وينقله من عالم المادة إلى عالم الجن ؟!!
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لم أجد من خلال اجتهادي أن رأيت قولا صحيحا
للنبي صلى الله عليه وسلم قد قاله ويشير إلى أن للجن قدرة على خطف الإنس .. ولم أجد تقريرا أي حادثة خطف حصلت من الجن
وأبلغه بها الصحابة وقد أقرهم على صدق هذا الخبر ..!!
- نعم وجدت روايات تشير إلى مسألة خطف الجن .. ولكنها غير صحيحة وسأشير إلى تلك الروايات
خلال السؤال التالي .. ولكني هنا أتحدث عن صحيح الأحاديث .. وليس عن كل الأحاديث
..
- اللهم إلا حديث واحد في الصحيح جاء فيه لفظ (للجن خطفة) وليس خطفا .. وهو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خَمِّرُوا الآنِيَةَ، وَأَوْكُوا الأَسْقِيَةَ، وَأَجِيفُوا
الأَبْوَابَ، وَاكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ الْمَسَاءِ، فَإِنَّ لِلْجَنِّ انْتِشَارًا
وخَطْفَةً، وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ
رُبَّمَا اجْتَرَّتِ الفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ) صحيح البخاري وأبو داود وأحمد.
- وفي رواية بلفظ : (إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ - أَوْ
أَمْسَيْتُمْ - فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ،
فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ
اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ،
فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ..) صحيح مسلم.
#- من معاني الحديث:
- قوله (خمروا): غَطُّوا.
- قوله (وأجِيْفُوا): أغلِقوا.
- قوله (وأَكْفِتُوا صِبيانَكم): ضُمُّوهم إلى أنفسِكم.
- قوله (انتشارا): أي حركة في هذا الوقت من
الليل بالذات وهو الساعة التي بين المغرب والعشاء أو بعد العشاء بساعة .. ولعل سبب
الحركة في هذا الوقت تحديدا هو تحصيل شيء من قوت أهل الأرض قد أذن الله به لهم ..
(هذا السبب مجرد ظن
مني بذلك - والله أعلم) ..
#- ملحوظة هامة جدا: ولا نعرف هل هذا الإنتشار يقصد به بهيئتهم الروحانية وبالتالي يقصد بالخطفة هو حدوث ضرر بالمس .. أم هو
انتشار بصور حيوانية كالكلاب والأفاعي تكون متجسدة ويكون لها خطفة بالأذى فيمن
تجده في طريقها ..!! الله أعلم .
-
قوله (خطفة): والخطف معناه الأخذ بسرعة وسلب الشيء ..
والخطفة معناه مرة واحدة ..
- والذي أحسبه وأظنه أن المقصد من الخطفة هو
الأخذة .. أي اللمَّة التي يصيبون بها الإنسان فيخطفون عقولهم أو سمعهم كما يخطف
البرق البصر أو يصرعونهم أو يحدثون لهم قبضة وضيق أو فزع أو ما شابه ذلك .. قال الإمام الكرماني: خشي رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - على الصبيان عند انتشار الجن تلم بهم فتصرعهم. (الكواكب الدراري
في شرح صحيح البخاري ج20 ص166)..، وقال القاضي عياض: وقد علل نهيه عن ذلك بانتشار
الشياطين حتى تذهب؛ لئلا يصيبها منها ضرر أو روع. (إكمال المعلم بفوائد مسلم ج6 ص482).
-
أو المقصد بالخطفة هو (السرعة) .. يقال : جَمَلٌ خَيْطَفٌ أي سريع المرور كما قال أهل
اللغة (راجع مقاييس اللغة للقزويني 2/196).. وهذا الرأي أحسبه مناسبا أيضا مع كلمة
"الانتشار" فيكون المعنى للحديث: (لهم انتشارا وسرعة) .. والله أعلم .
-
أو المقصد أن لهم خطفة للسمع من السماء في ذلك الوقت .. كما ذكر
القرآن ذلك (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ) الصافات10 .. والله أعلم.
- قوله (فَخَلُّوهُمْ): أي فاتركوهم يخرجون بعد هذه الساعة.
- قوله (الفويسقة): أي الفَأْرة.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):1- النبي صلى الله عليه وسلم قال
(خطفة) ولم يقل (خطفا) .. فأثبت لهم فعلا محددا قد يحدث وهو الأخذة أي اللمة
التي يصيبون بها الإنسان مثل المس الروحاني .. وهذا الذي جعل بعض العلماء يذهبون
إلى أنه فعل بالأذى والضرر يحدث في ذلك الوقت وليس بمعنى الخطف من عالم المادة والإنتقال
به إلى عالم الغيب .. لأن هذا لم يتم السماع به في أي عصر من العصور .. ولا شاهد
عليه لا من كلام الله ولا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وإلا فلماذا لا
يخطفون البشر منذ قديم الزمان .. وفي زماننا هذا الذي ينتشر فيه الصبيان في
الشوارع ويذهبون لدروسهم ليلا أو يتسامرون ليلا أو غير ذلك .. لماذا لم نسمع
بالخطف الشيطاني لهم .. !! - وكلامي عن حمل لفظ الخطفة لمعني اللمة أو الأذى
والضرر .. فهذا ليس بدعا من القول .. بل العقل يقول به وقد أشار إليه علماء من
السلف .. وقد سبق ذكر كلامهم كالقاضي عياض والكرماني .. #- قال الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر
(من المعاصرين) في شرح رواية أبو داود:-
قال: (واكفتوا صبيانكم عند العشاء أو عند المساء فإن للجن
انتشاراً وخطفة) يعني: ضموهم في أول الليل، فأول ما يأتي
الليل يكفت الصبيان، يعني: أن أهلهم يضمونهم إليهم ولا يتركونهم منتشرين، فإذا مضى
شيء من الوقت فلهم أن يتركوهم.-
وعلل ذلك بقوله: (فإن للجن انتشاراً وخطفة) يعني: يحصل منهم أذى بسرعة،
فكما يحصل خطف الشيء من صاحبه بسرعة، أي يحصل من الشياطين أو من الجن إيذاء
الأطفال إذا انتشروا في أول الليل. (شرح سنن أبي داود - دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية). 2- وبعض العلماء ظن أن معنى الخطف هو
الخطف الفعلي للأطفال .. وهذا لا دليل عليه من الحديث إذا لو كان للجن القدرة
على الخطف لكان فعلها في أي وقت وليس في وقت دون وقت .. - والعلماء الذين قالوا بالخطف .. استدلوا على امكانية ذلك بقصة الرجل الذي تم
خطفه في زمن عمر بن الخطاب .. وهذه القصة سيأتي مناقشتها إن شاء الله لتعلم أنها
لم تصح .. (وذلك في الفصل الثالث سؤال رقم7 - ورقم8).. وبل لتعلم انه لا يوجد أي
شاهد يدل على هذا الفعل من الجن من أساسه مع عالم الإنس وسيأتي تحقيق وتفصيل كل
قصة ورواية قيلت في هذا الأمر .. وسيتم الختام بمناقشة عقلية لمن كان له عقل وفهم
بالنصوص الشرعية .. وليس مجرد قصة وحدوته يثبت بها عقيدة دينية ..!! 3- وبعض العلماء جعل الشياطين في
الحديث المقصود بهم شياطين الإنس .. مثل قطاع الطرق ومخترقي وسارقي المنازل الذين ينتشرون ليلا .. #- قال الشيخ المباركفورى
(المتوفى: 1353هـ):-
قال بن الملك وعن بعض الفضلاء .. أن المراد بالشيطان شيطان الإنس لأن غلق
الأبواب لا يمنع الشياطين الجن .. وفيه نظر .. لأن المراد بالغلق هو الغلق المذكور
فيه اسم الله تعالى فيجوز .. أن يكون دخولهم من جميع الجهات ممنوعا ببركة التسمية
وإنما خص الباب بالذكر لسهولة الدخول منه فإذا منع منه كان المنع من الأصعب
بالأولى. (تحفة
الاحوذي ج5 ص433).
#- وخلاصة القول:
1- إذا كان القرآن كلام الله الحق .. والأحاديث الصحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم
.. لم يأتي فيهما خبر خطف الجن للإنس من عالم المادة إلى عالم الجن .. وحتى رواية
البخاري السابق ذكرها والتي تدل على أن لفظ الخطفة يدل على حدوث اللمة كما يتفق مع
ظاهر القرآن وبعض روايات الأحاديث .. فلماذا حينئذ البعض يتداول هذه المسألة في
الكتب الدينية ويفرضها كأنها عقيدة إسلامية .. وهي ليست فرضا ولا عقيدة دينية
لنعتقدها لأنه لا دليل عليها ولا واقع يؤيدها ..؟!!
2- علما بأن رواية البخاري التي أتى فيها
لفظة (خطفة) .. قد تكون زيادة من احد الرواة وليست من ألفاظ النبي .. لأن
هذه الرواية عن جابر تم روايتها من عدة طرق ولم يأت فيها لفظ (الخطفة) ..!! وعلى
المحتج بها أن يثبت أن هذا هو لفظ النبي فعلا الذي نطق به .. (ويمكنك مراجعة رسالة
المعتقدات الموروثة فيها بيان كل هذه الروايات بالتفصيل) ..
3- ونختم بسؤال: إذا كان مصدري التشريع (القرآن والحديث
الصحيح) لم يقولا بمثل هذه القدرة للجن بأنه يمكنه خطف الإنس من مكان لمكان بمنتهى
الوضوح .. فلماذا ننشر هذه القدرة للجن وننشرها في الكتب الدينية من خلال قصص
وحواديت يغلب عليها الفساد والبطلان ؟!!
4- الحديث الرابع .. خطف الشياطين لولا حماية الملائكة
..
-
من الروايات الحديثية .. التي قد يفهم البعض منها أن الجن أو الشياطين يمكن أن
يختطفوا أو يخطفوا الإنسان .. هو ما جاء في الحديث التالي:
1- (حديث سنده ضعيف جدا ومتن مضطرب جدا) .. عن أَبُو زَيْدٍ
الْحَوْطِيُّ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ
عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: (وُكِّلَ بِالْمُؤْمِنِ تَسْعَوْنَ وَمِئَةُ
مَلَكٍ يَذُبُّونَ عَنْهُ مَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، مِنْ ذَلِكَ النَّفْرِ
تِسْعَةُ أَمْلَاكٍ يَذُبُّونَ عَنْهُ (أي يدافعون عنه) كَمَا يُذَبُّ عَنْ قَصْعَةِ
الْعَسَلِ مِنَ الذُّبَابِ فِي الْيَوْمِ الصَّائِفِ (أي الشديد الحر)، وَمَا لَوْ بَدَا (أي لو ظهر) لَكُمْ لَرَأَيْتُمُوهُ عَلَى
جَبَلٍ، وَسَهْلٍ كُلُّهُمْ بَاسِطٌ يَدَيْهِ (أي يمد يده إليكم) فَاغرِ فَاهُ (أي فاتح فاه)، وَمَا لَوْ وُكِّلَ الْعَبْدُ
فِيهِ إِلَى نَفْسِهِ طَرَفَةَ عَيْنٍ خَطَفَتْهُ الشَّيَاطِينُ) رواه الطبراني في الكبير ..
وقال الهيثمي في المجمع: فيه عفير بن معدان وهو ضعيف.. #- ملحوظة:-
قوله (فاغر فاه - باسط يده): هو تركيبه لغوية يقصد بها قد طاوعته نفسه في
الاعتداء عليك .. 2-
وفي (حديث
سنده ضعيف جدا – ومتن مضطرب جدا) جاء بلفظ آخر .. عن عُفَيْرُ بْنُ
مَعْدَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَكَّلَ اللَّهُ بِالْمُؤْمِنِ سِتِّينَ وَثَلَاثَمِائَةِ
مَلَكٍ يَذُبُّونَ عَنْهُ .. مِنْ ذَلِكَ لِلْبَصَرِ: سَبْعَةُ أَمْلَاكٍ ..
وَلَوْ وُكِلَ الْعَبْدُ إِلَى نَفْسِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ اخْتَطَفَتْهُ
الشَّيَاطِينُ) رواه بن قانع في معجم الصحابة.. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي السند (غفير بن معدان)
وقد سبق الكلام عنه أنه ضعيف .. ولكن المتن فيه اضطراب لاختلاف ألفاظه الكبير بين
رواية الطبراني وبن قانع ..!! #- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على الروايتين:1- انتبه أخي الحبيب: الرواية السابقة عند الطبراني وبن قانع .. هي
عن طريق واحد وهو (عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ) وهو ضعيف جدا .. وسيأتي بيان ذلك ..
ولكن أريدك أيضا أن تلاحظ اضطراب الرواية أخي الحبيب بين ألفاظ رواية الطبراني
وابن أبي الدنيا .. في
عدد الملائكة الإجمالي فمرة تكون (190) ومرة تكون (360) .. وكذلك في عدد الملائكة
الذين يحرسون البصر مرة تكون (9) ومرة تكون (6) .. وستجد اختلاف كبير جدا .. وهذا
معناه اضطراب في متن الرواية مما يضعفها أيضا ..!! 2- أما
عن الراوي (عفير بن معدان) فهو ضعيف جدا .. وإليك كلام العلماء فيه:أ- قال البخاريُّ: مُنْكَر
الحديث. "التاريخ الصغير" 2/ 174.ب- وقال أبو زرعة الرازي:
مُنْكَر الحديث جدًّا، إلا أنه رجلٌ فاضل كان مؤذنهم بحمص وكان من أفاضلهم، إلا أن
حديثه ضعيفٌ جدًّا. "سؤالات البرذعي" صفحة 372.ج- وقال أبو داود: شَيْخٌ صالحٌ،
ضعيفُ الحديث. "سؤالات الآجري" 5/ الورقة 27.د- وقال أبو حاتم الرازيُّ: واهي
الحديث، لا يُشتغل بروايته وبحديثه، مُنْكر الحديث. "علل الحديث" 2011.هـ- وقال الترمذيُّ: عُفير بن
معدان يُضَعَّف في الحديث. "الجامع" حديث (1517).و- وقال النسائيُّ: ليس بثقةٍ.
"الضعفاء والمتروكون" 467. (راجع الجامع في الجرح والتعديل ترجمة رقم2945). #- وخلاصة
القول:-
الحديث ليس حجة في أي شيء لضعف شديد جدا في سنده واضطراب متنه .. ولا يصح كدليل على إمكانية خطف
الجن أو الشياطين للإنسان .
######################
5- الحديث الخامس .. خطف الشياطين لمن يبتعدون عن
جماعة المؤمنين .
- من غرائب
ما تجده من البعض أن يستدل برواية غريبة على خطف الشياطين .. ومن ذلك الرواية
التالية:
#- (حديث ضعيف جدا) .. بسند عن سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ،
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: (يَدُ اللهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ، فَإِذَا شَذَّ الشَّاذُّ
مِنْهُمُ اخْتَطَفَهُ الشَّيْطَانُ كَمَا يَخْتَطِفُ الذِّئْبُ الشَّاةَ مِنَ
الْغَنَمِ) رواه الطبراني في الكبير .. (قلت خالد
صاحب الرسالة): وفي السند (عَبْدُ الْأَعْلَى
بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ) وهو ضعيف جدا .. وقد كذبه يحيى بن معين، وقال
البخاري منكر الحديث ، وقال النسائي هو متروك الحديث، وقال أبو زرعة هو ضعيف جدا،
وقال أبو حاتم هو ضعيف الحديث وشبه المتروك .. وغير ذلك من أقوال العلماء .. (راجع تهذيب الكمال ترجمة رقم 3690)
.
#- يا أخي الحبيب .. على افتراض صحة الحديث .. فالمقصد منه ليس
اختطاف الشياطين بمعنى سيأخذونه ويطيرون به بعيدا ..!! فواضح جدا من ألفاظ الحديث
أن المقصد هو أن الشياطين ستؤثر عليه وتفسده سواء شياطين الإنس أو الجن .. فالمقصد
بالخطف هو أخذه من باب الإيمان إلى باب الكفر أو من باب الصلاح لباب الفساد ..
فهذا تعبير مجازي على سهولة استيلاء الشياطين عليه ..
#- والذي يؤكد
لك ذلك ما جاء في الرواية الصحيحة التالية:
- (حديث صحيح) .. بسند
عن عَرْفَجَةَ بْنِ شُرَيْحٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (يَدَ اللَّهِ مَعَ
الْجَمَاعَةِ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ يَرْتَكِضُ)
رواه النسائي في سننه وبن حبان .. وأشار السيوطي في الجامع الصغير إلى كونه حديث
صحيح ووافقه الشيخ الألباني في صحيح الجامع .
#-
وفي (حديث
ضعيف) .. ما يشير لما سبق (الشَّيطانُ يَهُمُّ
بالواحدِ والاثنينِ ، فإذا كانوا ثلاثةً لم يَهُمَّ بِهِم) رواه البزار .. (قلت خالد صاحب الرسالة): والحديث ضعيف وأشار الشيخ
الألباني لضعفه في السلسلة الضعيفة .. ولكن بكل تأكيد
ليس معنى (هم الشيطان) هو أن يخطفه ..!! وإنما
بمعنى أن يضلله ويفسد عليه حاله ..
-
إذن عيب عليك أخي الحبيب .. أن تأتي برواية تنتصر بها لما تظنه لمجرد أنك وجدت
لفظ (خطف الشيطان) دون أي اعتبار للفهم الصحيح من الرواية .. وكأنك تلهث وراء
ألفاظ الخطف لتنتصر لمعتقد أن الشيطان يخطف الناس .. وهذا تفكير خاطيء وتحتاج
لمراجعة تفكيرك مرة أخرى والإنتباه لما تنقله .. مع الإهتمام بأمانة العلم .. وليس
الإنتصار لما كنت تعرفه ..!!
-
وعموما الرواية التي استدللت بها هي باطلة ولم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا
اللفظ الذي فيه (اختطفته الشياطين) ..!!
#- وخلاصة
القول:
-
الحديث ليس حجة في أي شيء لضعف شديد جدا في سنده .. ولا يصح كدليل على إمكانية خطف
الجن أو الشياطين للإنسان .
##########################
***********************
سبحان الله .. مع ان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح الاول : [ آتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن ] .. أما كان يكفي ذلك لاستبعاد مسألة الخطف !! .. فكلماته صلى الله عليه وسلم تشير الى انه تم الأمر في هدوء وسلام .
ردحذفاللهم علمنا ما جهلنا وزدنا علما
وزادك الله نورا وحكمة استاذنا الفاضل
ردحذفاللهم اني اسلمت نفسي اليك.
ووجهت وجهي إليك وفوضت امري اليك و ألجأت ظهري اليك. رغبة ورهبة اليك.
لا منجا ولا منجا منك الا اليك. امنت كتابك الذي انزلت وبنبيك الذي ارسلت لا اله الا انت ربي والهي.