ج21: رسالة الملاك والجن والشيطان وإمكانية تمثيله وتجسيده في صورة إنسان - من الذي لاحظته يقوم بنشر عقيدة تجسيد الشيطان في صورة إنسان في زماننا هذا وغرضه من وراء ذلك - لماذا الجن والشيطان لا يستطيع ولا يمكن أن يتمثل متجسدا في صورة إنسان سويا ويعيش بين الناس بصورة بني آدم وفي حقيقته هو شيطان - هل الإستعاذة من حضور الشيطان دليلا على أنه قد يحضر في صورة إنسان - هل الإستعاذة من حضور الشيطان دليلا على أنه قد يحضر في صورة إنسان - لماذا قال الله (أن يحضرون) ولم يقل مباشرة (حضورهم) .. حيث أن معنى (أن يحضرون = حضورهم) - لماذا قال تعالى (همزات) ولم يقل (من أن يهمز الشيطان) .. ولماذا أتى بالجمع في كلمة (همزات) - وما الدلالة في لفظ (همزات).

                 بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الملاك والجن والشيطان

وإمكانية تمثيله وتجسيده في صورة إنسان

 (الفصل الحادي والعشرون)

#- فهرس:

:: الفصل الحادي والعشرون :: خلاصة بحثي واجتهادي ورأيي في مسألة تمثيل الجن والشيطان وظهوره متجسدا في صورة إنسان في الواقع ::

1- س79: من الذي لاحظته يقوم بنشر عقيدة تجسيد الشيطان في صورة إنسان في زماننا هذا وغرضه من وراء ذلك ؟

2- س80: لماذا الجن والشيطان لا يستطيع ولا يمكن أن يتمثل متجسدا في صورة إنسان سويا ويعيش بين الناس بصورة بني آدم وفي حقيقته هو شيطان ؟

#- المناقشة القرآنية والحديثية والعقلانية لخلاصة تحقيق هذه الرسالة.

3- س81: هل مشاركة الشيطان في الأموال والأولاد تشير إلى إمكانية تجسيد الشيطان وظهوره بصورة آدمية حتى يستطيع المشاركة ؟

4- س82: هل الإستعاذة من حضور الشيطان دليلا على أنه قد يحضر في صورة إنسان ؟

#- مسائل على الآية خطرت على بالي :

#- أولا: لماذا قال الله (أن يحضرون) ولم يقل مباشرة (حضورهم) .. حيث أن معنى (أن يحضرون = حضورهم) ؟

#- ثانيا: لماذا قال تعالى (همزات) ولم يقل (من أن يهمز الشيطان) .. ولماذا أتى بالجمع في كلمة (همزات) - وما الدلالة في لفظ (همزات) ؟

*************************
:: الفصل الحادي والعشرون ::
:: خلاصة بحثي واجتهادي ورأيي في مسألة تمثيل الجن والشيطان وظهوره متجسدا في صورة إنسان في الواقع ::
*************************

..:: س79: من الذي لاحظته يقوم بنشر عقيدة تجسيد الشيطان في صورة إنسان في زماننا هذا وغرضه من وراء ذلك ؟ ::..

 

- الذي وجدته من خلال ما وجدته متابعا على شبكة الإنترنت .. أن الغرض في نشر هذه العقيدة يختلف باختلاف من ينشرها ..

 

#- وإليك بعض ما وجدته ولاحظته:

1- فقد يرغب من ينشر ما فيه تعظيم من قدرة الشيطان والجن لشغفه بهم .. وهذا نوع من التعظيم لهذا العالم الناري بما ليس فيه .. ويفعل ذلك خدام الجن من بعض الأنسيين الروحانيين ..

 

2- وقد يكون نشر هذه العقيدة لتخويف الناس من الشيطان وإصابتهم بالفزع والهلع مما قد يفعله بهم الشيطان .. لو كان يستطيع أن يتجسد بصورة إنسان .. ويفعل ذلك أيضا خدام الجن من بعض الأنسيين الروحانيين .. ويشاركهم في ذلك بعض الرقاة الذين لديهم هواية الظهور بمظهر قاهر العفاريت .. فبعد أن يعظم من قدرة الشيطان في النفوس ويخيف الناس منه .. فهنا تأتي اللحظة الخاصة به بأنه سيخلصهم من كل شيء لأنه صاحب السر والكرامة وقاهر الجن والعفاريت ..!!

 

3- وقد يكون التسويق والتريج ونشر هذه العقيدة من أجل التسويق لنشر خرافة الأطفال الزوهريين أبناء الجن من عالم الإنس .. وأن الشيطان له قدرة على جماع الإنسيات والإنجاب منهن .. ويفعل ذلك في زماننا أيضا هم خدام الجن من بعض الأنسيين الروحانيين .. ويشاركهم في ذلك بعض المعالج الرقاة الذين يعظمون من انفسهم بأنهم زوهريين ولهم قدرات خاصة وما شابه ها الكلام الذي سبق وتكلمنا عنه كثيرا في رسالة الزوهريين.. فارجع إليها .

 

4- وقد يكون إثارة لفضول الناس لتحقيق مكاسب .. حيث وجد البعض من محبي الترفيه أن الناس لها قبول في سماع الغرائب والعجائب .. فنشروا هذه الأمور لتحريك فضول الناس والتكسب المادي من وراء هذه المسائل الفضولية من خلال اليوتيوب والمسلسلات الفنية وغير ذلك ..

- والعجيب أن الناس تتلهف إلى سماع الغرائب حتى ولو باطل .. ولكن الإيمان والحق .. فعزيز جدا من يرضى أن يستمع إليه ..!! بل وقلما من ينشره ..!!

 

#- ولكن صدقا أخي الحبيب:

- من يظن أن الجن والشيطان له قدرة خارقة في التصور والتشكل بصورة إنسان سويا .. وأن له المقدرة على ذلك والتعايش بين الناس بهذه الهيئة الإنسانية ويتحكم فيهم كأنهم حمير ..!!

- فلا يرضى بهذا الكلام إلا من ارتضى في نفسه أن يكون حمار ..!!

 

************************

 

..:: س80: لماذا الجن والشيطان لا يستطيع ولا يمكن أن يتمثل متجسدا في صورة إنسان سويا ويعيش بين الناس بصورة بني آدم وفي حقيقته هو شيطان ؟ ::..

 

- أخي الحبيب .. إذا كنا أثبتنا فساد بعض الروايات التي تشير إلى تمثيل أو تشكل أو تجسيد الشيطان في صورة إنسان .. وناقشنا بعض المسائل التي قد تخطر ببالك .. فنكون قد وصلنا إلى الفصل الأخير من رسالتنا والتي فيها أظهر وأبين لك فساد إمكانية أن يتحول الشيطان في صورة إنسانا سويا ويعيش بين الناس كما الإنسان .. أو حتى يظهر للحظات في صورة إنسان متجسد .. فهذا مستحيل .. لا لأيام ولا لساعات ولا للحظات .. لأنه سيكون مخالف للعقل وللقرآن وللحديث النبوي .. ليه ؟ 

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: عن مخالفة عقيدة تجسيد الشيطان في صورة إنسان مع نصوص القرآن في طريقة تواصله معنا ..

1- يقول تعالى: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) الشعراء221-223.

 

- فإذا كانت الشياطين تتنزل على أوليائهم ليخبروهم بالمغيبات التي قد يسمعوها من السماء .. ولا تجسيد لهم لا في صورة إنسان ولا غير إنسان ..

- فكيف يقال أن الشياطين تتجسد في صورة إنسان أمام عموم الناس إذا كانوا الشياطين لا يفعلون هذا مع أوليائهم وحلفائهم ؟!!

- كيف نعقل ذلك يا جماعة العقلاء ؟!!

 

- يعني القرآن يصف طريقة التواصل بين الشياطين وحلفائهم من الإنس بمجرد تواصل سمعي .. ونحن نخترع قدرة للشيطان إضافية بانه يتجسد في صورة إنسان ..

- بقى ده كلام ناس عاقلة ؟!! 

 

2- يقول تعالى عن طرق تواصل شياطين الإنس بالجن: (وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ) الأعراف202 .. فالشياطين تمد أوليائها بالوسوسة ليضلوا الناس .. ولا حاجة لهم في التمثيل والظهور بأنفسهم في صورة إنسان ليضلوا الناس .. وإلا فما فائدة الإمداد من الشياطين لأوليائهم بالضلال طالما هم يستطيعون بأنفسهم أن يظهروا ويضلوا الناس ؟!!

 

3- وكذلك لو كان شياطين الجن يستطيعون التمثيل للناس بصورة إنسان .. فما فائدة شياطين الإنس حينئذ ؟ حيث يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) الأنعام112..

 

4- بل وفي قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) الأنعام112..

- لماذا أثبت الله الإيحاء بين شياطين الإنس والجن لو كان الشياطين من الجن يستطيعون التمثيل بصورة الإنس ويحدثونهم وجها لوجه ؟!!

 

5- يقول تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الأعراف27.. ويقول تعالى: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) الناس5 ..

- إذن هو في عالمه ونحن في عالمنا إلا أن الله قد سمح له بقدر معين في علاقته بنا وهي من خلال إمكانية رؤيتنا .. وله إمكانية أخرى في تواصله معنا بالوسوسة أي بالحديث الخفي في النفس .. وله حال آخر بالتواصل السمعي في أذن الإنسان كما في حال الكهان .

- فمن الذي ابتدع فكرة تواصل الشيطان معنا من خلال ظهوره متجسدا في صورة إنسان ؟!!

 

6- إذا كان القرآن أخبرنا بأن الشيطان أقصى قدراته في حياة الأنبياء والرسل .. هو الوسوسة في نفوس الناس حتى لا يقبلون دعوته .. كما قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الحج 52.

 

- فكيف يظهر الشيطان متجسدا مرتين في حياة النبي مناصرا للكفار .. والآية تثبت أنه لا قدرة له في حياة النبي بين من ينشر إليهم دعوته إلا على الوسوسة بظهر الغيب ؟!

 

- بل وكيف يظهر الشيطان متجسدا للناس في صورة إنسانا سويا حينئذ .. إذا كان هذا ليس من قدراته أصلا .. ولا من طرق تواصله مع الإنسان ..؟ فكيف نصدق حينئذ قصص مثل ظهور الشيطان في صورة شيخ نجد كناصح للكفار .. وظهوره في معركة بدر في هيئة وشكل أحد الأشخاص ؟!!

 

- أهذا هو الإيمان بالقرآن .. أن أتجاهل ما يخبرنا به القرآن وأصدق قصص لم يصح منها شيئا ..؟!! أهذا كلام يقول به عاقل أو مؤمن ؟!!

 

7- إذا كان الله يقول: (فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) النساء76 .. وهذا يشمل مقاتلة الشياطين بصفة عامة إنس أو جن .. فلماذا نستعيذ بالله حينئذ من الشيطان الجني طالما يتجسد ونستطيع مقاتلة .. إذ نحن مطالبون بمقاتلة العدو في الظاهر .. ؟!!

- وإذا قتلناه فمن يحكم فيه هل هو إنسان أم شيطان متجسد ؟

- فماذا سيكون حكم القاضي وعلى أي دليل وبينة سيكون حكمه ؟!!

 

8- يخبرنا الله عن منهج الشيطان في تواصله معنا فيقول: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) النساء119 ..

- فالوعود الكاذبة والأماني الباطلة كلها من وسوسته في النفس ولم يقل أحد من المسلمين أنه يظهر للناس ويفعل ذلك ..!!

 

9- ولماذا طلب الله منا الإستعاذة من وسوسته عند قراءة القرآن بل وفي كل حال نشعر فيها بوسوسته حيث وصفه الله بأنه يخنس أي يبتعد مع الاستعاذة بالله: (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) الناس5-6.. ؟!!

 

- فلماذا نستعيذ بالله حينئذ .. ونحن يمكن أن نقتله بأيدينا وننهي المسألة ونخلص من الشيطان ؟!!

- ولكن الإستعاذة بالله من الشيطان لأنه لا قدرة لنا عليه إلا بالله لأنه خفي ولا ندركه بقدراتنا .. فأوكلنا الأمر لله في أن يصرفه عنا لنه القادر على ذلك ..

- فالتصور بأن الشيطان يظهر متجسدا في صورة إنسان ليغوينا .. هو تصور باطل وفيه انحراف واضح عن اسقاط حق الربوبية في الإستعانة والإستعاذة به في دفع كيد الشيطان ..!!

 

10- اختلاف التكوين الخلقي يمنع الأدنى أن يرتقي للأعلى .. حيث يقول تعالى: (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) التغابن 3 .. ويقول تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) التين 4 ..

- فلو كان الجن يستطيع أن يرتقي لخلقة الإنسان فما فائدة تمييز الإنسان حينئذ .. ؟!!

- فستحيل انتقال الجن للصورة الآدمية.. !!

 

11- يقول تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الإسراء 70.

- فلو كان الجن يستطيع أن يرتقي للآدمية .. ما كان هناك وجه للتكريم والتفضيل .. ولكان الجن تحولوا للآدمية ليحظوا بهذا التكريم والفضل .. !!

- ولا يمكن لمؤمن بصير أن يتصور ذلك أو يصدقه ..!!

- والتكريم يرجع إلى الصفات الخَلقية وتسخير الأشياء له .. أما التفضيل فيرجع إلى ما اكتسبوه من عقائد سليمة (نزول الوحي)، وأخلاق قويمة، وعلوم شريفة .. والله أعلم ..

 

12- ما فائدة أن القرآن قال في تمثيل جبريل عليه السلام أمام مريم عليها السلام بأنه: (بشرا سويا) ؟!! أليس هذا التوصيف الدقيق يلفت الإنتباه إلى أن هذه خصوصية ملائكية ليست لغيرهم .. وإنما خص الجن أو الشيطان بالتمثيل بما هو أقل من رتبة الإنسان وهو الحيوان فسمح له للتمثيل به .. وذلك حتى تعلم الفرق بين تمثيل الجن والملك ..!!

 

- ولذلك لا الجن ولا الشياطين يستطيعوا التمثيل في هيئة بشرية سوية .. وإنما قد تكون هيئة غير سوية مشوهة ولا يألفها الإنسان حتى يشك فيهم وينكشف أمرهم .. فلا مانع ..

- فأبصر يا مؤمن كلام الله وتدبر فيه .. وستعلم مدى عمق بطلان أسطورة وخرافة تجسيد الجن في صورة إنسان ..!!

 

#- ثانيا: أما عن مخالفة عقيدة الشيطان المتجسد في صورة إنسان .. للأحاديث النبوية .. فنجد الآتي:

1- لماذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الجن يتمثل أو يتجسد في صورة إنسان .. في حين قال أن منهم من يتشكل في أشكال حيوانات كالحيات والكلاب .. ولم يذكر أن منهم من يتمثل في صورة إنسان .. ؟!!

- وهذا من أقوى الأدلة على بطلان هذه العقيدة المزيفة في الشيطان بقدرته على ظهوره بصورة إنسان .

 

2- إذا كان في أمة النبي سيكون رجال قلوبهم قلوب شياطين كما قال صلى الله عليه وسلم: (يَكونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لا يَهْتَدُونَ بهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فيهم رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ في جُثْمَانِ إنْسٍ) صحيح مسلم ..

- فما حاجة الشيطان حينئذ في أن يتجسد .. إذا كان مراسيله في الإنس ينفذون أوامره من خلال اتباع أهوائهم وتركهم منهج الله ..؟!!

- ممكن حد يفهمنا ليه ممكن يتجسد حينئذ ؟!!

 

#- وكما قلت سابقا للتوضيح .. لا تتصور أن قوله (قلوبهم قلوب شياطين) معناه أن هؤلاء شياطين في جسم إنسان ..!! لأنه لا يمكن أن يقول إنسان عاقل بهذا الكلام .. لأن الحديث يقول (فيهم) أي في هؤلاء الأئمة نوع آخر بخلاف من لا يتبعون النبي .. و(قلوبهم) هو وصف لحال قلوب هؤلاء الأئمة الذين ظاهرهم يخالف باطنهم .. !!

 

3- إذا كان الشيطان يستطيع أن يظهر للإنسان في صورة إنسية ليكيد له في عالم الواقع .. فلماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحمدُ للهِ الذي ردَّ كيدَه إلى الوسوسةِ) صحيح أبي داود ..؟!!

 

4- في الحديث عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَأْتي الشَّيْطَانُ أحَدَكُمْ فيَقولُ: مَن خَلَقَ كَذَا؟ مَن خَلَقَ كَذَا؟ حتَّى يَقُولَ: مَن خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ .. فَلْيَسْتَعِذْ باللَّهِ ولْيَنْتَه) صحيح البخاري.

 

- فتأمل رواية الحديث جيدا .. واسأل نفسك .. لماذا لم يوضح النبي أن الشيطان يمكن أن يأتيك في صورة إنسان ويفتنك بهذا القول بنفسه بدلا من هذا الصوت الخفي في النفس ؟!!

 

#- ثالثا: أما عن مخالفة عقيدة الشيطان المتجسد في صورة إنسان للعقل الإيماني .. فهذا للآتي:

1- لأن لو صدقنا أن الشيطان يمكن أن يتجسد في هيئة إنسانا سويا .. وإذا كان الشيطان ممنوع من التصور بهيئة الأنبياء والمرسلين .. إلا أن هذا حكم خاص فقط بالأنبياء والمرسلين .. وعلينا حينئذ ان نشك في كل إنسان غيرهم .. ونبدأ بالشك والإتهام مثلا في الصحابة ونقول ما يديرنا أن هؤلاء لم يكن الشيطان متشكلا في صورة أحد منهم وكان يحرف في الدين وينشر فيه ما ليس فيه ؟!! وما يدرينا بأن الذين جمعوا القرآن لم يكن فيهم شيطان تصور بأحد الصحابة في لحظة ما وحرف في كتابة آية من القرآن في غفلة عن الناس .. !! وهكذا يظل مسلسل الشك بسبب عقيدة أن الشيطان يتصور بهيئة بني آدم ..!!

 

- ولا أدري كيف لمؤمن عاقل أن يقبل روايات سليمان عليه السلام التي جاء فيها أن الشيطان تصور بصورته وجلس على كرسيه يحكم بين الناس ..!! ألم يفكر من يصدق هذه القصص بأن هذا لو حدث فعلا فكل الدين يكون محل اتهام وبطلان ..!!

 

- لأنه بنفس المنطق يقال أن موسى ليس موسى وعيسى ليس عيسى وإبراهيم ليس إبراهيم وهكذا في كل الأنبياء والرسل ويقال حينئذ أن الشيطان تصور بصورهم .. وأن الكتب السماوية ما هي إلا تلقين من الشيطان وكتابة منه ؟!!

 

- وكل ما سبق من شكوك من أجل ماذا ؟

- من أجل أن نثبت عقيدة باطلة لا وجود لها في ديننا .. ونجعل من الشيطان بطلا للقصة ؟!!

- هذا شيء وقح ..!!

 

2- من الأمور التي تلفت النظر في الشريعة .. أن مسألة بهذه الأهمية ولا يأتينا فيها نص صريح من القرآن ولا من النبي صلى الله عليه وسلم بأن من قدرات الشيطان أنه يظهر للناس في صورة إنسان ؟!!

 

- فالمتتبع للقرآن وللأحاديث .. سيجد أنها مملوءة بتفاصيل تتعلق بأفعال الشيطان مع الإنسان .. بأدق التفاصيل .. ومسألة كهذه لا وجود لها ؟!!

 

- فهل نسيها القرآن والنبي (وحاشاهما) .. أم أن الناس من بعد النبي هم الذين ابتدعوها في دين الله وصبغوها بصبغة شرعية ليجعلوا منها عقيدة دينية .. في حين هي باطل ..!!

 

3- ومن الأمور الملفتة للنظر .. أنه لم يأت على لسان أحد من الخلفاء الراشدين ومنهم علي بن أبي طالب باب العلم .. أن الشيطان يتمثل في صورة إنسانا سويا ..!!

 

4- ومن الملف للنظر أكثر .. أن غالبية هذه المرويات الكثيرة التي ذكرناها هي قصص باطلة .. التي تتكلم عن مسألة تجسيد الشيطان في صورة إنسان ..

 

5- والملف للنظر حتى بالنسبة لبعض القصص في السيرة النبوية والتي منها قصة ظهور الشيطان في صورة شيخ نجد يوم التخطيط لمقتل النبي أو في صورة سراقة يوم بدر .. لم تأتي في أي كتاب من كتب الأحاديث الصحيحة على الإطلاق ..!!

 

6- إذا كان الله جل شأنه .. والنبي رسول الله .. لما يخبرانا أن الجن يتشكل في صورة إنسان .. فلماذا نحن نجعل هذا معتقدا في ديننا ونصدقه ؟!!

يعني هذه العقيدة في الشيطان .. لم يأتي ذكرها في القرآن ولا في كلام النبي ولا في كلام الخلفاء الراشدين ..

- فمن أين أتيتم أيها القوم بهذا المعتقد الباطل ؟!! من قصص تم روايتها بأسانيد باطلة وجعلتم منها معتقد بأن الشيطان له هذه القدرة ؟!!

 

#- ومن ناحية أخرى تعالى يا مؤمن نفكر بطريقة عقلية أخرى:

7- لماذا لم يتجسد الجن المؤمن في عهد النبي في صورة إنسان حينما قابلوه .. ولم يظهروا لصحابه في صورة إنسان ؟!!

 

8- تمثيلات وتشكيلات الشيطان كلها التي حدثت مع الصحابة .. إنما عن تحولات في هيئة شكلية تتكلم ولكنها ليست بصورة إنسانية .. فلماذا مع كل الصحابة الذين حدث معهم هذا التمثيل للجن لم يحدث أن تحول واحد منهم في صورة إنسان كاملا سويا ؟!!

 

9- والذي يزعم أن الشيطان تشكل بصورة إنسان في زمن النبي في موقعة بدر .. فلماذا تشكل فقط في موقعة بدر ولم يتشكل في باقي أزمنة النبي صلى الله عليه وسلم ليضل المسلمين من باب أولى ؟!! ولماذا لم يتشكل في باقي غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وينقل للكفار أسرار المسلمين طالما لديه هذه القدرة ؟

 

#- ومن ناحية أخرى أخي الحبيب تذوق بعقلك ما سأقوله لك:

10- كيف للشيطان أن يتحول لصورة مكرمة عند الله قد خلقها الله على صورته ؟!! فإذا كان هذا ممكن للشيطان أن يتصور بصورة إنسان فهذا حينئذ فيه مخالفة صريحة لتحقير القرآن للشيطان وطرده من رحمته .. إذ كيف يحقر الله منه ويطرده من رحمته وكيف يمنحه تكريما بأن يتمثل على صورة الإنسان الذي خلقه على صورته ؟!!

- كيف يعقل هذا ؟!!

 

11- القول بأن الشيطان يتمثل في شكل الإنسان فهذا يدفعنا للقول بأن للشيطان ملكات ملائكية .. لأنه قد فعل ما تفعله الملائكة مع الإنسان بأنها تتشكل بهيئته البشرية .. فكيف يتساوى حينئذ أهل الكرامة بأهل الإهانة ؟!! وما وجه التكريم للملائكة حينئذ وهم رسل الله ؟!!

 

12- وإذا كانت الصورة الآدمية مكرمة .. لأن الله خلق آدم على صورته .. والشيطان مهان .. فلا يستطيع المهان أن يتحول للصورة المكرمة .. وإنما صح أن يتمثل عالم النور (الملائكة) بما فيه كرامة من الله لأنهم نور من الله ..

 

13- وقد أشار أحد المحبين لنا فقال إشارة لطيفة في علة منع تشكل الشيطان بشكل إنسان فقال ما معناه: لعل منع السجود لآدم هو الذي حرمه من التشكل بهيئته .. بخلاف الملائكة التي أطاعت وسجدت .. فحق لها الكرامة بخدمة الله في أرضه وسماءه والتشكل في صورة أكمل مخلوقاته ..

 

#- ومن ناحية أخرى بطريقة عقلية أخرى مبسطة نقول:

14- طالما الجن هو قادر على التمثيل والتجسيد في صورة إنسان ويظهر بذلك للناس .. فلماذا يرهق نفسه بمس الإنسان حينئذ بالوسوسة أو ينتظر خدمة ساحر له ليدخله في عالم الوجود ليؤذي أحد ؟!!

 

15- الذي يجعل الشيطان يتجسد في صورة إنسان .. فما المانع أن يتجسد كل عالم الشياطين ويغزو عالم الإنس .. فيقتلوهم وينتهي الجنس البشري أو يستعبدوهم في خدمتهم ؟!!

 

16- وإذا كان الشيطان يتجسد في شكل إنسان .. فما فائدة شياطين الإنس حينئذ ؟!!

 

17- لو كان الشيطان له القدرة على التمثيل جسدا في شكل وهيئة إنسان .. فلماذا يوسوس إلينا ولم يظهر لنا .. حتى تكون طريقته أسهل في الإغواء ؟!! 

 

18- إذا كان الشيطان يتمثل في صورة إنسان من نفسه .. فهذا سيجعل بعض الناس تبرر خطاياها فتقول أن الشيطان هو من فعل ذلك ولست أنا من فعل ذلك .. فالشيطان قد تمثل بصورتي وفعل هذه الاخطاء ولكني بريء منها ..

- ويترتب على ذلك مفاسد لا حصر لها في الأرض لو صدقنا هذه العقيدة الباطلة ..!!

 

19- القول بتجسيد الشيطان في صورة إنسان .. يشير إلى إمكانية أن الشيطان يمكن أن يجامع النساء وينجب منهن أبناء الشيطان ويكون منهم ذرية تنتشر في الأرض .. ويشار بذلك إلى أنك شيطان وكذلك أمك وأبوك وزوجتك وابنتك وابنك وأبوك وخالك وعمك وأصحابك والمجتمع هم جماعة شياطين .. ولكن منهم شيطان طيب وشيطان شرير ..!!

- ولا يقول بذلك إلا إنسان فقد عقله أو فقد إيمانه أو كلاهما ..!!

 

#- وخلاصة القول أخي الحبيب:

1- هذا كان ما جال بخاطري من أدلة قرآنية ونبوية وعقلية في حوالي خمسة وثلاثون دليل .. في بيان رفض عقيدة تمثيل الجن والشيطان في هيئة إنسان سويا بصورة واقعية مرئية وملموسة ومحسوسة .. بل واعتقدي أن هذه خرافة وأسطورة تم نقل من عقائد سابقة .. وهذا ما سأظهره في رسالة قادمة إن شاء الله وهي رسالة (الزواج والجماع والإنجاب بين الإنس والجن - حقيقة أم أسطورة) .. إن شاء الله تعالى .
 
2- فضلا عن أن عموم القرآن والكلام النبوي قائم على أن تواصل الشيطان مع الإنسان إنما من خلال الوسوسة وليس من خلال التجسيد في صورة إنسان ليوسوس للناس ..!!
- والله أعلم .
 

************************

 

..:: س81: هل مشاركة الشيطان في الأموال والأولاد تشير إلى إمكانية تجسيد الشيطان وظهوره بصورة آدمية حتى يستطيع المشاركة ؟ ::..

 

- قد يقول قائل: لا نختلف أن الوعود الكاذبة تكون من وسوسته .. ولكن مشاركته في الأموال والأولاد مؤشر على إمكانية ظهوره بين الناس حتى يستطيع المشاركة .. ودليل ذلك قوله تعالى: (وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) الإسراء64.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: عن معنى المشاركة ..

- المشاركة تعني أن يكون لك نصيب مع من تشاركه ..

 

- ثانيا: عن مشاركة الشيطان ..

1- من الذي قال أن المشاركة من الشيطان مؤشر أو دليل على ظهوره كإنسان وبني آدم يعيش بين الناس ؟!!

 

2- ومن الذي قال أن المشاركة في شيء تستدعي تواجد بالظهور من أساسه ؟!!

 

3- ومن الذي قال لك أن المشاركة لا تكون إلا بالمجهود البدني .. إذ أن المشاركة ممكن تكون بالمعلومة والمشورة والتوجيه .. وهذه لا تحتاج لظهور وإنما تحتاج لتلقين بالصوت في نفس الإنسان وهذا ما يفعله الشيطان بوسوسته ..!!

 

4- لو كانت المشاركة هي مشاركة الشيطان متجسدا فهذا معناه أن مشاركة الشيطان في طعام وشراب الإنسان تعني أنه يكون متجسدا أيضا ..!! وهذا لم يحدث ولم يقل به عاقل .. بل والحديث النبوي على خلاف ذلك .. وهذا سبب كافي لإبطال ما توهمته في عقلك ..!!

 

- مع ملاحظة: أن المشاركة في الطعام والشراب جزء من أموال الإنسان لأنها مما اكتسبه الإنسان بالمال .. وذلك حتى لا تقول لي ما علاقة الطعام والشراب بالآية كما يفعل بعض من حرمه الله نعمة الفهم ..!!

 

5- ومن ناحية أخرى .. كيف يشارك الإنسان وهو متجسدا في صورة إنسان .. إذا كان أصلا هو ليس لديه المقدرة على هذا الفعل بأن يتمثل أو يتصور في صورة إنسان سويا ؟!! فهل هو ملاك أم شيطان بن شيطان ؟!!

 

6- وختاما لكل ما سبق .. هل قال النبي صلى الله عليه وسلم أن من أصناف الجن من يتشكل في صورة إنسان ؟

- بكل تأكيد لم يقل .. فلماذا تبتدعوا ما لم يقل به الله ورسوله ؟!!

 

#- ثالثا: عن كيفية مشاركة الشيطان ..

- والمفهوم من المشاركة الشيطانية للإنسان .. هو مشاركة منهجه الشيطاني مع الإنسان في طرق تحصيل الأموال وتربية الأولاد .. لأن الشيطان يهمه عصيان الله في الكسب الحلال .. وعصيان الله في تربية الأولاد كما يحب الله .. حتى ينشأ جيل فاسد وتالف ومنحرف يسهل على الشيطان إغواءه ..

 

#- أما عن بدعة المشاركة الشيطانية في الزوجات .. التي اغتر بها بعض المفسرين نتيجة رواية مكذوبة على التابعي مجاهد بن جبر وهي رواية (انطواء الشيطان على إحليل الزوج وقت الجماع ومشاركته زوجته) .. فهي رواية باطلة ومكذوبة .. ولا يعتقد بذلك إلا من يعلم بأن الشيطان يشاركه في زوجته فعلا وإلا فكيف عرف هذه المسألة ولماذا قال بهذا القول الوقح والشاذ وارتضاه ..؟!!

- بل وما تم كتابته عن المشاركة الشيطانية في الزوجات من بعض المعالجين والرقاة وأشباههم .. إنما هو نوع من قلة الأدب والوقاحة التي تليق بنفوس هؤلاء الذين يروجون لها بالرغم من علمهم ببطلان هذه العقيدة ..

- ولا يليق لمؤمن عاقل أن يعتقد هذه المشاركة أو يصدقها لمخالفتها كلام الله ورسوله ..

- ويمكنك الرجوع إلى تحقيق هذه المسألة في رسالة الزوهريين ورسالة (الزواج والجماع والإنجاب بين الإنس والجن) .. فتجد فيهما ما يشبعك ويجعلك تفهم مدى استيعاب بعض كتب التفسير للعقائد الباطلة والمنحرفة والتي ليست من دين المسلمين أصلا ..!!

 

#- خلاصة القول لما سبق:

- أن المشاركة الشيطانية إنما هي مشاركة بمنهج الشيطان في حياة الإنسان ليؤثر عليه في توجيهه وسلوكه .. وليس بمعنى ان الشيطان يظهر بصورة إنسي ويشارك في الحياة كبني آدم !!

 

************************

 

..:: س82: هل الإستعاذة من حضور الشيطان دليلا على أنه قد يحضر في صورة إنسان ؟ ::..

 

- من الأمور التي قد تخطر ببالك .. فتقول: لعل الإستعاذة من حضور الشيطان فيه دليل على أن هذا الحضور قد يكون في صورة إنسان .. إذ أن الحضور لم يتم وصف كيفيته .. كما في قوله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) المؤمنون97-98.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من الذي قال لك أخي الحبيب أن الحضور الشيطاني يكون في صورة إنسان في هذه الآية ؟!!

- أين نجد ذلك في الآية ؟!! لا يوجد ..

- نعم قد يشمل الحضور هنا .. حضور بالوسوسة أو حضور تجسيدا في صور مختلفة من أشكال حيوانات أو يحضر بصور تخيلية في المنام أو في اليقظة .. فكل ذلك يسمى حضور ..

 

- ولكن ما علاقة الحضور بالهيئة الإنسانية ؟!! فلا يصح أن نعتدي على النص القرآني بما ليس فيه ولا يحتمله .. لأن هذا يسمى إلحاد في كلام الله .

- كما أن مسألة الهيئات الشيطانية التي يحضر بها .. هي محكومة بنصوص شرعية .. وليس بمزاجنا وظنوننا أن نطلق لها العنان ونقول يتصور بصورة حمار وبقرة وطيور وأسماك وما شابه ذلك ..!!

 

#- وخلاصة القول أخي الحبيب:

- أن الآية تثبت الحضور إمكانية حضور الشيطان ولا تثبت له كيفية معينة في الحضور ولا هيئة معينة ..!!

 

#- مسائل على الآية خطرت على بالي أحببت أذكرها وأجتهدت فيها - وأرجو من الله التوفيق:

- أولا: لماذا قال الله (أن يحضرون) ولم يقل مباشرة (حضورهم) .. حيث أن معنى (أن يحضرون = حضورهم) .. ؟

 

#- قلت لك - والله أعلم:

1- لأن لفظ (حضورهم) .. يعني تواجدهم بصفة مستمرة ..

2- ولكن أتى بلفظ (أن + يحضرون) ليظهر لك أنه لا يحضر بصورة مستمرة معك .. وإنما يحضر كلما وجد الدوافع التي تحركه لذلك ..

- ف (أن + الفعل المضارع) تفيد هنا إمكانية حدوث الفعل .. وليس إثبات دوام واستمرار الفعل .. بخلاف المصدر المؤول.

 

- ثانيا: لماذا قال تعالى (همزات) ولم يقل (من أن يهمز الشيطان) .. ولماذا أتى بالجمع في كلمة (همزات) - وما الدلالة في لفظ (همزات) ؟

#- قلت لك - والله أعلم:

- والهمزات هي الأصوات التي يتواصل بها الشيطان معنا من طريق خفي ..

1- وأتى بالإسم (همزات): للدلالة على ثبات هذه الصفة فيهم كأصل احترافي في كيدهم ..

2- وأتى بالجمع (همزات): للدلالة على التعوذ من كل ما يتعلق بهذه الهمزات من وسائل وحيل وأساليب يتبعونها ظاهرا وباطنا ..

3- الهمز هو النخس "أي النغز" من الخلف .. بخلاف اللمز يكون من الأمام .. فأتي بالهمز لتعلم أن فعل الهمز منهم إنما يأتيك من حيث لا تنتبه أي للدلالة على أنه من طريق خفي أنت لا تعلمه ..

- والله أعلم .

#- وبهذا يكون ختام المناقشات الخاص باجتهادي في مسألة تجسيد الشيطان .. بأن الجن والشيطان لا يمكن ولا يستطيع أن يتجسد في صورة إنسان .. والله أعلم .

- وننتقل بعد ذلك للمسائل الختامية العامة المصحوبة بمناقشات .. والله ولي التوفيق.

**************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .