ج3: رسالة الزواج والجماع والإنجاب بين الجن والإنس - ما هي بعض الآيات والأحاديث التي استند إليها من قالوا بإمكانية حدوث زواج بين الإنس والجن - (وشاركهم فِي الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد) - حديث عن أن زوجة سليمان عليه السلام كانت أمها جنية - حديث عن نهي النبي عن نكاح الجن.

  بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الزواج والجماع والإنجاب

بين الجن و الإنس

حقيقة شرعية أم خرافة تراثية

 (الجزء الأول)

(الفصل الثالث)

#- فهرس:
:: الفصل الثالث :: عن بعض الآيات والأحاديث التي استند إليها من قالوا بإمكانية حدوث زواج بين الإنس والجن ::
1- س13: ما هي بعض الآيات والأحاديث التي استند إليها من قالوا بإمكانية حدوث زواج بين الإنس والجن ؟
#- قَالَ الله تَعَالَى: (وشاركهم فِي الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد) الإسراء64.
#- الحديث الأول: عن أن زوجة سليمان عليه السلام كانت أمها جنية .
#- الحديث الثاني: عن نهي النبي عن نكاح الجن .

*************************

:: الفصل الثالث ::

:: عن بعض الآيات والأحاديث التي استند إليها من قالوا بإمكانية حدوث زواج بين الإنس والجن  ::

***********************

 

..:: س13: ما هي يعض الآيات والأحاديث التي استند إليها من قالوا بإمكانية حدوث زواج بين الإنس والجن ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- إذا كان أصحاب الرأي الذين قالوا أن إمكانية حدوث الزواج ممكنة مع الجن .. واستدلوا بضوابط شرعية .. إلا أن البعض منهم أستدل بأحاديث ووقائع قصصية دلت على إمكانية حدوث هذا الزواج .. وإليك بعض ما استدلوا به .. والبعض الآخر سنكمله في الجزء الخاص بجماع الجن للإنس.
 
#- أولا: من حيث الأدلة من القرآن ..
1- قَالَ الله تَعَالَى: (وشاركهم فِي الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد) الإسراء64.
- وطالما هناك مشاركة في الأولاد فهذا يعني قدرته على الزواج والجماع .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على الدليل السابق:
- هذا ليس دليل على إمكانية زواج الجن من الإنس نهائيا .. لا من قريب ولا من بعيد .. إذ كيف يمكن المشاركة المادية وهو كيان روحاني ؟!! وإلا فماذا لم يشاركنا في أموالنا فعليا كما شارك فعليا بالجماع على زعم من قال بذلك ..؟!!
 
- ولكن الحقيقة أن الذي ذهب رأيه في ذلك فهذا بسبب رواية باطلة تم دسها في كتب التفسير ولا أشك في كونها مكذوبة على التابعي مجاهد بن جبر والتي قال فيها: : (إذا جامعَ الرَّجلُ ولم يُسمِّ ؛ انطوى الجانُّ على إحليلِهِ ، فجامعَ معَهُ ، فذلكَ قولُه : "لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ") رواه الطبري في تفسيره والحكيم الترمذي في نوادر الأصول .. وقال الشيخ الألباني: وهذا إسناد مقطوع ضعيف مظلم..
 
- عموما الآية ليس فيها دليل على الزواج بالجن .. وإنما هم استخدموها قياسا على أنه طالما يستطيع أن يطء .. فهو قادر على الزواج .. ولا أدري أين دليل الوطء في الآية ؟!! إلا من خلال الرواية الباطلة التي يتم تداولها في كتب التفسير والسابق ذكرها .. وقد تبين لك بطلانها..
 
- والعجيب أصلا والغير معقول .. أن يتم الإستدلال بكلام تابعي في عقيدة غيبية لا دليل عليها من كلام الله ولا كلام رسوله .. ويذكرها بعض العلماء دون تعليق عليها وكأنها حقيقة تم التسليم لها ..!!
 
- فما بالك والرواية أصلا غالبا مكذوبة عليه بسبب السند الفاسد الذي نقل هذه الرواية ..!!
 
- وسيتم مناقشة هذه الرواية بالتفصيل في أدلة الجزء الخاص بجماع الجن مع الإنس .. إن شاء الله .
 

#####################

#- ثانيا: من حيث الأدلة من الأحاديث ..

#- الحديث الأول: عن أن زوجة سليمان عليه السلام كانت أمها جنية .

#- (حديث ضعيف ومنكر) .. عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كَانَ أَحَدُ أَبَوَيْهَا جِنِّيَّا يَعْنِي مَلِكَةَ سَبَأٍ) رواه أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة وغيره.. وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة وضعيف الجامع.

- وفي رواية بلفظ: (أَحَدُ أبَوَيْ بَلْقِيْسَ كَانَ جِنِّيَّا) رواه بن عدي في الكامل في الضعفاء ..
- وفي رواية بلفظ: (كَانَ أَحَدُ أَبَوَيْهَا جِنِّيًّا) رواه الطبراني في مسند الشاميين.
- وقالوا: فثبت بذلك إمكانية الزاوج والوطء والتوالد ..
#- وقد ذكر القرطبي في تفسيره: أن أبو بلقيس تزوج امرأة من الجن يقال لها ريحانة بنت السكن وولدت له بِلُقْمَةَ وَهِيَ بِلْقِيسُ .. وقال أبو هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كَانَ أَحَدُ أَبَوَيْ بِلْقِيسَ جِنِّيًّا) (راجع تفسير القرطبي ج13 ص214.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على الدليل السابق:
- أولا: الحديث السابق ضعيف السند .. فذكره بن القيسراني في ذخيرة الحفاظ بأن فيه "سعيد بن بشير" ضعيف .. وقال بن كثير في البداية والنهاية: غريب وفي سنده ضعف ..، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة وضعيف الجامع.
 
- وقد قمت بتحقيق سند الحديث وبيانه تفصيليا في رسالة (هل الزُّوهَريِّين من أبناء الجن وأصحاب القدرات الروحانية الخارقة ؟) .. فارجع إليها لو أحببت لمزيد تفصيل لتحقيق هذا الحديث.
 
- وكما تبين لك أن هذا الحديث السابق ضعيف ولا يرتقي للإحتجاج به في أي شيء .. وكلام القرطبي إنما هو ناقل ما هو مذكور في كتب السابقين دون تحقيق منه رحمه الله أن هذا كلام باطل ..!!
 
- ثانيا: إذا كان الحديث ضعيف وبالتالي لا يمكن الإعتقاد فيه أو تصديقه .. إلا أنه توجد مصيبة أكبر .. وهو أن المتن منكر جدا وغير معقول .. ليه ؟
- لأنه مخالفة للعقل والعلم .. حيث لا يخفى أن اختلاف الأجناس لا يتولد عنه آخر من خلال الوطء .. لاختلاف طبيعة الجنسين (الجن والإنس) .. فلا يمكن أن يأتي من جماع كلب مع قطة فيظهر مخلوق ثالث .. أو حتى مخلوق شبيه بالكلب ولها صفات قطه ..، وكذلك لم نسمع أن إنسان جامع بهيمة وأتى منها ببهيمة لها مواصفات إنسانية .. ولكننا نعرف أن هناك من ينكح البهائم فعلا لأنه إنسان شاذ جنسيا ..!!
 
- وإذا كان العلم لا يقول بإمكانية حدوث ذلك .. ولم يحدث ذلك في أي زمان .. فكيف يمكن قبول مثل هذه الروايات التي هي مجرد أقوال ملفقة وليست في الحقيقة أحاديث ضعيفة بل أحسبها موضوعة وتم تلفيقها من بعض مخترعي الأحاديث في أزمان سابقة ..
- فحتى لو صح السند فلا يمكن أن يصح المتن .. لا يمكن ولا يعقل أصلا.  
- أحيانا قد تكون الرواية صحيحة السند ولكنها قد يكون المتن غير صحيح أي منكر لمخالفته أصل شرعي أو حقيقة علمية أو أساسيات عقلية ..
 
#- قال السيوطي رحمه الله في "الحاوي" (1/ 462):
فإنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن كما تقرر في علوم الحديث .. لاحتمال أن يصح الإسناد ويكون في المتن شذوذ أو علة تمنع صحته .. وإذا تبين ضعف الحديث أغنى ذلك عن تأويله .. لأن مثل هذا المقام لا تقبل فيه الاحاديث الضعيفة.. (انتهي النقل) .
 
- ثالثا: توجد روايات أخرى تتعلق بأم بلقيس .. أذكرها لك من باب الإحاطة بالمعلومة .. وهم سبعة روايات .. أعرضها لك أيضا ببعض تحقيقها حتى نغلق باب هذه الرواية تماما ..
 
#- الروايات التي رواها بعض الصحابة والتابعين وتابعي التابعين في قصة الملكة بلقيس ..
1- أثر تابعي (ضعيف ومنكر): عَنْ قَتَادَةَ بن دعامة (من التابعين) قال: (قوله تعالى "إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ" .. قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهَا امْرَأَةٌ تُدْعَى بِلْقَيْسَ أَحْسَبُهُ، قَالَ: بِنْتُ شَرَاحِيلَ .. أَحَدُ أَبَوَيْهَا مِنَ الْجِنِّ مُؤَخَّرُ إِحْدَى قَدَمَيْهَا، مِثْلُ حَافِرِ الدَّابَّةِ وَكَانَتْ فِي بَيْتِ مَمْلَكَةٍ) رواه أبو حاتم في تفسيره .. وإسناده صحيح موقوفاً على قتادة.
 
- وقوله (وكانت في بيت مملكة): أي كان أبوها ملكا على اليمن وهي أميرة هذه المملكة .. والله أعلم .
 
- وفي رواية أخرى عَنْ قَتَادَةَ بن دعامة قَالَ: (بَلَغَنِي أَنَّهَا امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا بِلْقِيسُ، أَحْسِبُهُ قَالَ: ابْنَةُ شَرَاحِيلَ، أَحَدُ أَبَوَيْهَا مِنَ الْجِنِّ، مُؤَخَّرُ أَحَدِ قَدَمَيْهَا كَحَافِرِ الدَّابَّةِ) رواه الطبري في تفسيره ..
 
#- وقال الشيخ الألباني رحمه الله:
- أخرجه ابن جرير (19 / 95) ، وابن أبي حاتم في تفسيره (6 / 134 / 2).
- وإسناده صحيح موقوفاً على قتادة .. فيقال فيه ما قلته في أثر مجاهد الذي قبله وزيادة، وهي: أن الغالب على هذا وأمثاله مما يتعلق ببلقيس أنه من الإسرائيليات، وقد أشار إلى ذلك أبو حيان في تفسيره البحر المحيط (7 / 67) بعد أن ذكر معنى هذا الأثر: (وقد طولوا في قصصها بما لم يثبت في القرآن ولا في الحديث الشريف) . (السلسلة الصحيحة ج12 ص609).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على كلام الشيخ الألباني:
- قلت: الأثر وإن كان صحيح حتى قتادة كما قال الشيخ الألباني .. إلا أنه يظل ضعيف لوجود انقطاع فيه بين قتادة ومن أبلغ عنه الخبر .. حيث لم يظهر من الرواية من هو .. والبلاغات ما لم توصل بأصحابها فهي ضعيفة .. والله أعلم.
- كما أن هذه مجرد مرويات غالبا عن عقائد أهل الكتاب التي تروي دون أي دليل عليها أي مجرد حكايات .. لا دليل عليها من كلام الله ولا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فانتبه لذلك .
 
- كما أن المتن منكر ولا يمكن قبوله شرعا لأنه لا دليل عليه .. ولا يمكن قبوله عقلا لأنه لا يمكن تصور وجود امرأة بحافرين حمار ..!!
 
2- (أثر تابعي - ضعيف ومنكر) .. رواية عَن مُجَاهِد قَالَ: (أَنَّ صَاحِبَةَ سَبَأٍ كَانَتْ جِنِّيَّةً شَعْرَاءَ) رواه بن أبي شيبه ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- السند حتى مجاهد هو صحيح .. ولكن من أين أتى مجاهد بهذه المعلومة الغيبية ؟!!
- ولذلك تظل مثل هذه الروايات ضعيفة وغير مقبولة بالرغم من صحة سندها .. لأنه لا حجة فيها لمن يقول بها .. لأنها مجرد قصص وحواديت لا دليل عليها من القرآن ولا كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
- كما أن المتن لا يمكن قبوله ..!!
 
3- (أثر تابعي - ضعيف ومنكر): عَنْ مُجَاهِدٍ (من التابعين): (عند قَوْلَهُ تعالى {الصَّرْحَ} [النمل: 44] قَالَ: بِرْكَةٌ مِنْ مَاءٍ ضَرَبَ عَلَيْهَا سُلَيْمَانُ قَوَارِيرَ أَلْبَسَهَا .. قَالَ: وَكَانَتْ بِلْقِيسُ هَلْبَاءُ شَعْرَاءُ، قَدَمُهَا كَحَافِرِ الْحِمَارِ، وَكَانَتْ أُمُّهَا جِنِّيَّةٌ) رواه الطبري في تفسيره ..
 
#- من معاني ألفاظ هذه الرواية:
- قوله (الصرح): أي القصر العالي بناؤه .. ويقال على ما يشبع ناطحة السحاب ..، ولما دخلته وجدت أرضه كأنها ماء فرفعت بعض من جلبابها حتى لا يبتل .. فظهر أنها هلباء شعراء وقدمها مثل حافر الحمار ..!!
- قوله (قوارير ألبسها): أي كساها وغطَّاها بأرض زجاجية .. أي كانت الأرض محيطها بالكامل ماء ولكنه مغطى بالزجاج الصافي جدا لدرجة أنك تظن أنه لا يوجد أرض زجاجية فوق هذا الماء .
- قوله (هلباء): أي كثيرة شعر الرأس حتى غطى على ظهرها وجوانبها .. والله أعلم .
- قوله (شعراء): قد يقصد ظهور الشعر من ساقيها بصفة خاصة أو في الأماكن التي لا يظن أن يظهر فيها الشعر للنساء .. والله أعلم .
- وقد يكون يقصد (مشعرة هلباء) أي يظهر فيها الشعر بوفرة كثيرة .. والله أعلم .
 
4- (أثر تابعي - ضعيف ومنكر): عن عثمان بن حاضرٍ (من التابعين) قال: (كانت أم بلقيس من الجن، يقال لها: بلمقة بنت شيصبان) رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لا تغتر أخي الحبيب بمن يقول لك الرواية صحيحة ليوهمك بتصديق كلامه .. لا .. فهذه آثار ومرويات في مسائل غيبية غالبا مأخوذة من حواديت أهل الكتاب .. ولا قيمة لها على الإطلاق وكأنها رواية لا وجود لها ولا علاقة لها بالدين من أساسه ..!!
 
- والغريب أن الحكيم الترمذي بعد روايته للأثر السابق قال: (وقد كان ذلك في الآدميين في أوقات، وهم من يُشرَكون الجن في نسائهم، وكذلك الجن ربما غلب الآدمي على أهله، فيأخذ بقلبها ويعذبها .. والامتناع منهم باسم الله) .." نوادر الأصول ج4 ص464" .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وهذا الذي كتبه الحكيم الترمذي تعليقا على رواية بلقيس .. من حيث أنه كان هناك وقت الجن يشترك في النساء فيأتي منهم بمخلوق ثالث (الإنسان الجني) مثل بلقيس ملكة سبأ كما توهم من الرواية التي رواها .. فهذا كلام باطل ولا دليل عليه على الإطلاق في الدين .. ولعله فهمه من الرواية الضعيفة جدا أو المكذوبة  التي رواها مجاهد بن جبير والتي سبق وناقشناها والخاصة بانطواء الجن الشيطاني على إحليل الرجل ..!!
 
- أيضا ذكرت لك ذلك أخي الحبيب حتى لا يوهم أحد بكلام العلماء ليؤكد أن ما يقوله لك صوابا .. لا .. هو خطأ ولا يصح قوله ولا دليل عليه إلا مجرد خرافات تم تداولها عن أهل الكتاب .
 
5- (أثر تابعي - ضعيف ومنكر) .. عن محمد بن كعب القرظيّ (من التابعين) قال: (قَالَتِ الْجِنُّ لِسُلَيْمَانَ تُزَهِّدُهُ فِي بِلْقِيسَ: إِنَّ رِجْلَهَا رِجْلُ حِمَارٍ، وَإِنَّ أُمَّهَا كَانَتْ مِنَ الْجِنِّ) رواه الطبري في تفسيره..
 
6- (أثر تابعي - ضعيف ومنكر) .. عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ (من التابعين) قَالَ: (وَقِيلَ: إِنَّ سُلَيْمَانَ إِنَّمَا أَمَرَ بِبِنَاءِ الصَّرْحِ عَلَى مَا وَصَفَهُ اللَّهُ، لِأَنَّ الْجِنَّ خَافَتْ مِنْ سُلَيْمَانَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، فَأَرَادُوا أَنْ يُزَهِّدُوهُ فِيهَا، فَقَالُوا: إِنَّ رِجْلَهَا رِجْلُ حِمَارٍ، وَإِنَّ أُمَّهَا كَانَتْ مِنَ الْجِنِّ) رواه الطبري في تفسيره..
 
7- (أثر عن تابعي التابعين - ضعيف ومنكر) .. عن زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (من تابعي التابعين) قَالَ: (فَبَيْنَمَا هُوَ وَاقِفٌ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ يَقُولُ ذَلِكَ أَقْبَلَ الْهُدْهُدُ وَهُوَ يَقُولُ: وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَأ يَقِينٍ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ قَالَ زُهَيْرٌ، وَهِيَ بِلْقَيْسُ بِنْتُ شَرَاحِيلَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَأُمُّهَا فَارِعَةُ الْجِنِّيَّةُ) رواه أبو حاتم في تفسيره ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قد حذفت أغلب تحقيقات الروايات السابقة تفصيليا واكتفيت فقط ببعض تحقيق الروايات مع أثبات درجة كل رواية .. وإذا أحببت التوسع في معرفة سبب ضعف الروايات تفصيليا فارجع لرسالة (هل الزوهريين أبناء الجن) ..
 
#- وخلاصة القول:
1- لا دلالة فيما استندوا عليه على إمكانية زواج الجن من الإنس .. كما تبين لك فساد الحديث النبوي الذي استندوا إليه وهو (أَحَدُ أبَوَيْ بَلْقِيْسَ كَانَ جِنِّيَّا) .. ولا يمكن أن يكون حديث نبوي .. ويكفي أنها رواية باطلة سندا ومتنا ..
 
2- جميع الآثار والروايات التي تم روايتها عن بعض الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين .. فهي لا قيمة لها .. لأنها لا سند لها في كلام الله ولا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
- والله أعلم.

##################

2- الحديث الثاني: حديث نهي النبي عن نكاح الجن .

 
- جال بخاطري أنه يمكن الإستدلال بالحديث التالي في إمكانية الزواج من الجن ..
 
#- (حديث ضعيف) .. قال حرب الكرمانى في مسائله عن أحمد وإسحاق: حدثنا محمد بن يحيى القطيعى حدثنا بشر بن عمر حدثنا ابن لهيعة عن يونس بن يزيد عن الزهرى قال: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاح الجن) ذكره الشبلي في آكام المرجان وعنه السيوطي في لقط المرجان ..
 
#- فقد يقال على هذا الحديث: طالما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن نكاح الجن .. فهذا معناه أنه يمكن الزواج من الجن ولكن مع النهي عنه .. كما يمكن الزواج من عموم الإنسيات ولكن هناك موانع شرعية تمنع ذلك مثل أن يكن مجوسيات أو هندوسيات أو بوذيات أو ملحدات ..!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- والحديث ضعيف وفيه علتين:
1- فيه (عبد الله بن لهيعة) .. وهو ضعيف الحديث.
2- وفيه أن الحديث مرسل مقطوع على قول الإمام بن شهاب الزهري ..
 
#- وبالتالي الحديث ضعيف ولا يصح الإستدلال به .. سواء على إمكانية الزواج بالجن أو تحريم الزواج بهم ..

#- ملحوظة هامة في ختام هذا الفصل: 

- هناك آيات وروايات لم أذكرها هنا وتركتها في الجزء الخاص بإمكانية أو عدم إمكانية جماع الجن للإنس .. لأنها أدلة ظاهرها يشير إلى ذلك ولا يشير إلى مسألة الزواج بالجن من أساسه ..

- ولكن البعض يحلو له أن يقول طالما الجن يمكن أن يجامع فيمكن أن يتزوج .. !!

- وهذا تفكير خطأ .. لأنه على هذا التفكير فالبهيمة والحمار والكلب يمكن أن يتزوجوا من الإنسيات طالما لهم القدرة على الجماع ..!! أهذا عقل أو منطق يقول بهذا الكلام ..!! 

- ثم في أي نص شرعي صريح قيل أن الجن يمكن أن يجامع الإنس ؟!! وعموما سنناقش ذلك في مكان آخر من الرسالة إن شاء الله. 

#- وننتقل بعد ذلك لمناقشة بعض الوقائع والقصص التي استند إليها من قالوا بإمكانية حدوث زواج بين الإنس والجن.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .