ج4: رسالة الزواج والجماع والإنجاب بين الجن والإنس - ما هي بعض القصص التي استند إليها من قالوا بإمكانية حدوث زواج بين الإنس والجن - قصة الجن الذي يصرع فتاة ويتكلم على لسانها ويطلب زواجها - قصة حوار بين الجني والفقيه سليمان الأعمش - قصة حضور التابعي الأعمش لحفل زفاف جني على إنسية - قصة رجل مجهول يتزوج جنِّيَّة ولا يعلم أنها جنِّيَّة إلا بالمصادفة - قصة الشيخ أبو قلب جامد وصديقه الجني الذي زَوَّجَه ابنته - قصة الرجل الذي أنجب من الحورية جنِّية البحر التي حبسها على جزيرة يغتصبها وأنجب منها غلام ثم هربت - قصة زواج قابيل بن آدم من الجنِّيَّة جُهانة بنت الجان - قصة استعانة علي بن أبي طالب بساحرة يهودية من الجن لتضليل وخداع عمر بن الخطاب.

  بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الزواج والجماع والإنجاب

بين الجن و الإنس

حقيقة شرعية أم خرافة تراثية

 (الجزء الأول)

(الفصل الرابع)

#- فهرس:

:: الفصل الرابع :: عن القصص التي استند إليها من قالوا بإمكانية حدوث زواج بين الإنس والجن ::

1- س14: ما هي بعض القصص التي استند إليها من قالوا بإمكانية حدوث زواج بين الإنس والجن ؟

#- قصة الجن الذي يصرع فتاة ويتكلم على لسانها ويطلب زواجها.

#- قصة حوار بين الجني والفقيه سليمان الأعمش.

#- قصة حضور التابعي الأعمش لحفل زفاف جني على إنسية .

#- قصة رجل مجهول يتزوج جنِّيَّة ولا يعلم أنها جنِّيَّة إلا بالمصادفة .

#- قصة الشيخ أبو قلب جامد وصديقه الجني الذي زَوَّجَه ابنته.

#- قصة الرجل الذي أنجب من الحورية جنِّية البحر التي حبسها على جزيرة يغتصبها وأنجب منها غلام ثم هربت.

#- قصة زواج قابيل بن آدم من الجنِّيَّة جُهانة بنت الجان.

#- قصة استعانة علي بن أبي طالب بساحرة يهودية من الجن لتضليل وخداع عمر بن الخطاب.

 *********************

 :: الفصل الرابع ::

:: عن القصص التي استند إليها من قالوا بإمكانية حدوث زواج بين الإنس والجن ::

**********************

..:: س14: ما هي بعض القصص التي استند إليها من قالوا بإمكانية حدوث زواج بين الإنس والجن ؟ ::..

 

- اعلم أخي الحبيب .. أن الذين قالوا بإمكانية حدوث الزواج قد استندوا أيضا لبعض القصص ليبرهنوا أن ذلك يحدث فعلا في الواقع .. !!

 

- وبالرغم من أن المسائل الشرعية لا تكون إلا عن وحي من الله أو من خلال كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وليس من حكاوي وقصص المشايخ والناس ..!! ولكن البعض أشار لهذه القصص والحكاوي .. ولعل سبب استدلالهم من باب المؤانسة والمتابعة لبعض الأدلة الشرعية التي أشاروا إليها سابقا ..

 

- ولكن من الغريب أن نجد قصص عند طائفة الشيعة .. تم روايتها عن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهي طبعا قصص مكذوبة عليهم .. تشير لإمكانية تحقق هذا الزواج .. وقد أشار إليها الإمام القرطبي وبن حجر العسقلاني .. ولذلك جمعتها هنا لتكون على إحاطة بها بانها مجرد روايات مكذوبة على آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

 

#وعموما إليك توضيح هذه القصص وبيان حالها .. وأبدأ بالقصص التي ذكرها بعض أهل الحديث وي روايات عن التابعين والصالحين .

###############

- أولا: قصص مروية في كتب أهل السنة والجماعة

1- القصة الأولى:

- قصة الجن الذي يصرع فتاة ويتكلم على لسانها ويطلب زواجها

 

1- عن مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْفَيْضِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ: (عَلِقَ رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ جَارِيَةً لَنَا فَخَطَبَهَا إِلَيْنَا، وَقَالَ: إِنِّي مِنْ مُسْلِمِي الْجِنِّ وَقَدْ هَوَيْتُ جَارِيَتَكُمْ هَذِهِ فَزَوِّجُونِي بِهَا .. فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَنَالَ مِنْهَا مُحَرَّمًا فَزَوَّجْنَاهُ .. وَكَانَ يُحَدِّثُنَا بَعْدُ فَقُلْنَا لَهُ: كَيْفَ أَنْتُمْ؟ قَالَ: أُمَمٌ كَأُمَمِكُمْ وَقَبَائِلُ كَقَبَائِلُكُمْ قُلْنَا: فَهَلْ فِيكُمْ هَذِهِ الْأَهْوَاءُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْنَا: فَمِنْ أَيِّهَا أَنْتَ؟ أَوْ أَيُّهَا أَعْجَبُ إِلَيْكُمْ؟ قَالَ: الْمُرْجِئَةُ) رواه أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة.

 

- وفي رواية أخرى بسند آخر بلفظ: عن أَبُو سعيد عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ فِي كتاب اتِّبَاع السّنَن وَالْأَخْبَار حَدثنَا مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ حَدثنَا أَبُو الْأَزْهَر حَدثنَا الْأَعْمَش حَدثنِي شيخ من نجيل قَالَ" (علق رجل من الْجِنّ جَارِيَة لنا ثمَّ خطبهَا إِلَيْنَا وَقَالَ إِنِّي أكره أَن أنال مِنْهَا محرما .. فزوجناها مِنْهُ .. قَالَ فَظهر مَعنا يحدثنا فَقُلْنَا مَا أَنْتُم فَقَالَ أُمَم أمثالكم وَفينَا قبائل كقبائلكم قُلْنَا فَهَل فِيكُم هَذِه الْأَهْوَاء قَالَ نعم فِينَا من كل الْأَهْوَاء الْقَدَرِيَّة والشيعة والمرجئة قُلْنَا من أَيهَا أَنْت قَالَ من المرجئة) ذكره الشبلي في آكام المرجان في أحكام الجان.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- وفي الروايات السابقة يوجد ما يعيبها:

1- في كلتا الروايتين يوجد الآتي:

أ- أبو الأزهر مكتوب خطأ في الرواية الثانية والصحيح هو " أبي زهير عبد الرحمن ابن مغراء" .. وإن كان مختلف على قبول حديثه وتضعيفه .. إلا أنه في حديثه عن الأعمش قد قال فيه بن عدي: أنكر على أبي زهير أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه عليها الثقات.. هو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم. (راجع ميزان الاعتدال ترجمة رقم4980).

..

ب- مجهولية الشيخ الذي أخبر الأعمش بهذا الخبر ..!!

 

2- في الرواية الثانية التي ذكرها الشبلي: يوجد "محمد بن حميد الرازي" وهو ضعيف الحديث وقال البعض هو يكذب ولذلك تركو حديثه ..

 

#- ملحوظة مهمة للتعريف بالتابعي الأعمش: وهو سلمان بن مهران هو من كبار التابعين الثقات وله شأن في رواية الحديث وقابل بعض الصحابة وأخذ عنهم .. وكان يلقب بسيد المحدثين ..

 

####################

2- القصة الثانية

- حوار بين الجني والفقيه سليمان الأعمش

 

2- (أثر صحيح) .. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّجَادُ فِي أَمَالِيهِ، حَدَّثَنَا أَسْلَمُ بْنُ سَهْلٍ بَحْشَلُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ -هُوَ أَبُو الشَّعْثَاءِ الْحَضْرَمِيُّ، شَيْخُ مُسْلِمٍ-حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (1) قَالَ: سمعتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: (تَرَوَّحَ إِلَيْنَا جِنِّيٌّ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَيْكُمْ؟ فَقَالَ الْأُرْزَ. قَالَ: فَأَتَيْنَاهُمْ بِهِ، فَجَعَلْتُ أَرَى اللُّقَمَ تُرْفَعُ وَلَا أَرَى أَحَدًا. فَقُلْتُ: فِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ الَّتِي فِينَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَمَا الرَّافِضَةُ فِيكُمْ ؟ قَالَ شَرُّنَا) رواه بن كثير في تفسيره.

 

- ثم قال بن كثير تعليقا على الحديث السابق:

- عَرَضْتُ هَذَا الْإِسْنَادَ عَلَى شَيْخِنَا الْحَافِظِ أَبِي الْحَجَّاجِ المِزِّي فَقَالَ: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَى الْأَعْمَشِ. (تفسير بن كثير ج8 ص242).

 

#- (أثر ضعيف) وفي رواية بلفظ: عن أَحْمد بن سُلَيْمَان النجاد فِي أَمَالِيهِ حَدثنَا عَليّ بن الْحسن بن سُلَيْمَان ابي الشعناء الْحَضْرَمِيّ أحد شُيُوخ مُسلم حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة: (سَمِعت الاعمش يَقُول تزوج إِلَيْنَا جني .. فَقلت لَهُ مَا أحب الطَّعَام إِلَيْكُم فَقَالَ الْأرز قَالَ فأتيناه بِهِ فَجعلت أرى اللقم ترفع وَلَا أرى أحدا فَقلت فِيكُم من هَذِه الْأَهْوَاء الَّتِي فِينَا قَالَ نعم قلت فَمَا الرافضة فِيكُم قَالَ شَرنَا) رواه الشبلي في آكام المرجان.

 

- ثم قال الشبلي تعليقا على الرواية السابقة .. قَالَ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْحجَّاج الْمزي تغمده الله برحمته هَذَا إِسْنَاد صَحِيح إِلَى الْأَعْمَش ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- والأثر صحيح فعلا عند بن كثير .. وعند الشبلي السند فيه انقطاع في روايته لأنه أسقط من السند (أسلم بن سهل) .. !!

- وأبو معاوية هو محمد بن خازم السعدي الكوفي الضرير .. من الثقات ..

 

#- ولكن لي تعليقا على هذا الأثر:

1- المتتبع في الأثر سيجد أن ما ذكره بن كثير يختلف عما ذكره الشبلي .. ولا يخفى على عالم أن بن كثير أثبت من الشبلي في الحفظ ..

- والإختلاف في لفظين .. (تزوج) وهو قول الشبلي ..، و (تروح) وهو لفظ بن كثير .. فضلا عن سقوط السند عند الشبلي مما يضعف روايته لمن يحتج بها .. بل ولا أشك أن من هناك خطأ من الناسخ لرواية الشبلي فأسقط الراوي وقام بتحريف لفظ (تروح) إلى (تزوج) ..!!

 

- والترويح: معناه أنه أتاهم في وقت العشاء وتسامر معهم فسألوه أسئلة ..

 

- والذي يثبت لك أن اللفظ هو (تروح) .. هو ما أتى بعده من لفظ الرواية وهو (تَرَوَّحَ إِلَيْنَا جِنِّيٌّ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَيْكُمْ) فما علاقة معلومة التزوج بالطعام في سياق الرواية ؟!! أم المعقول أن يقال أنه ظهر متكلما معهم وقت العشاء عند حضور الطعام ؟!!

 

#- ولذلك الذين يحلو لهم ي زماننا الإنتصار برواية الشبلي .. فنقول لهم عذرا أيها السادة .. فلا حجة لكم بهذه الرواية من أساسه .. فضلا عن أنها قصة ولا حجة دينية شرعية فيها .. أم أن الأحكام الشرعية تؤخذ عندكم من القصص والحكايات ؟!!

 

2- ومن ناحية أخرى .. لا علاقة لهاذا الأثر بكونه حجة في إثبات أن الزواج بين الجن والإنس جائز .. لأن الشريعة لا تثبت بآثار التابعين وأقوالهم دون بيان متصل بنصوص الشريعة وإلا فهي مجرد أقوال وآراء خاصة بهم ولا حجة شرعية فيها .. أما من يتوهم أن هذه القصص حجة شرعية فهو شخص جاهل بكل تأكيد.

 

- وإذا كانت قصص وحواديت التابعين لا حجة شرعية فيها .. فكيف يحتج البعض بها في مسألة غيبية لا دليل عليها .. ويجعل البعض من قصص مشايخ التابعين وكأنها حجة شرعية وحكم ديني .. فهذا شيء عجيب ولا يقر له عقل ولا يسلم له قلب ..!!

 

3- وفي الرواية نكارة من حيث مسألة حب الجن للأرز وأكلهم له .. وسيتم مناقشة ذلك في الرواية التالية ..

 

#- وخلاصة القول:

- حتى هذه القصة التي وجدت البعض يتشدق بها وكأنها صيد ثمين في إثبات شيء .. فهي لا حجة فيها لمن يقول بإمكانية زواج الجن من الإنس .. بل الإحتجاج بمثل هذه القصص يدل على عقلية من يستدل بها أي جاهل .. لأنه لم يفهم أن العلماء الذين ذكروها فإنما ذكروها ليس احتجاجا وإنما من باب المتابعة على نصوص شرعية قد استدلوا بها كالتي ذكرناها في الفصل السابق .. !!

 

##################

3- القصة الثالثة

- قصة حضور التابعي الأعمش لحفل زفاف جني على إنسية ..!!

 

#- (رواية ضعيفة السند ومنكرة المتن) .. عن أبو بكر الخرائطي حَدثنَا ابو بكر أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي حَدثنَا دَاوُد الصَّغدِي حَدثنَا ابو مُعَاوِيَة الضَّرِير عَن الْأَعْمَش قَالَ: (شهِدت نِكَاحا للجن بكوثي .. قَالَ: وَتزَوج رجل مِنْهُم إِلَى الْجِنّ فَقيل لَهُم: أَي الطَّعَام أحب إِلَيْكُم .. قَالُوا الْأرز .. قَالَ الْأَعْمَش: فَجعلُوا يأْتونَ بالجفان فِيهَا الْأرز فَيذْهب وَلَا نرى الْأَيْدِي) رواه الخرائطي في هواتف الجنان .. وعنه ذكره الشبلي في آكام المرجان في أحكام الجان.

 

#- وهناك رواية بسند آخر ذكرها الشبلي بسند آخر : عن أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن أبي شيبَة فِي كتاب القلائد لَهُ فَقَالَ حَدثنَا أُميَّة سَمِعت أَبَا سُلَيْمَان الْجوزجَاني حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش بِنَحْوِهِ .

- ولم أجد لهذا السند أي دليل فيما توافر عندي من مصادر ..!!

 

- معنى (كوثي): هي منطقة بابل في العراف وتسمى حاليا بتل إبراهيم .. والله أعلم .

 

#- وقال الإمام الشبلي تعليقا على الرواية السابقة والتي يسبقها:

- وَالظَّاهِر عَن الْأَعْمَش جَوَازه لأَنا قدمنَا عَنهُ أَنه (حضر نِكَاحا للجن بكوثى قَالَ وَتزَوج رجل مِنْهُم إِلَى الْجِنّ) وَقَوله فِيمَا صَحَّ عَنهُ (تزوج إِلَيْنَا جني فَسَأَلته) إِلَى آخِره .. دَلِيل على أَنه كَانَ جَائِزا عِنْده إِذْ لَو كَانَ حَرَامًا لما حَضَره .. (آكام المرجان ص115).

- بل ونقل الإمام السيوطي قول الإمام الشبلي السابق ولم يعقب عليه وكأنه وافقه في ذلك ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: الرواية الأولى .. ضعيفة ومنكرة المتن:

- وفي السند يوجد (دَاوُد الصَّغدِي) وفي كتاب الشبلي مكتوب (الصفدي) .. وهو مجهول العين ولا وجود له في كتب التراجم المتوفرة عندي ..

 

- ولعل المقصود به هو (داود بن عمرو الضبي) وهو ثقة .. وتم تحريف الإسم .. ولكن إذا تم تحريف هذا الإسم .. فما المانع من تحريف كل القصة من أساسه يا مؤمن .. خاصة ولا يوجد لها أي شاهد في أي رواية يدل عليها ..!!

 

- ولو أخذنا نستنتج أسماء الرواة لكل سند ظنا منا باحتماليتها دون شاهد يؤكدها .. فنحن حينئذ نطبخ الأسانيد وفق أهوائنا ومصالحنا الخاصة .. وهذا حينئذ ليس علم حديث وإنما علم طبيخ ..!!

- مش كده ولا إيه يا سادة العلم ..!!

 

#- ثانيا: الرواية الثانية التي ذكر سندها الشبلي .. مجهولة ..!!

- فيها (أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن أبي شيبَة) .. وهذا لم أعرفه ولم أجده في كتب التراجم .. وليس هو الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة الحافظ المعروف صاحب المصنف .. بل ولو كان يوجد تحريف في الإسم والمقصد هو بن أبي شيبه صاحب المصنف .. فلا يوجد في مشايخه شخص اسمه (أمية) .. ولم أجد في كتبه كتابا اسمه القلائد ..!!

- والله أعلم .

 

#- ثالثا: تحقيق نص الرواية ..

- سأجعل نفسي موافق على صحة سند هذه الرواية وسأفترض هناك خطأ مطبعي في السند .. فلي سؤال:

- ما علاقة هذه الرواية في الاستدلال بها في إمكانية زواج الجن من الإنس . ليه بقول لكم كده ؟

 

1- تأمل ألفاظها يا مؤمن .. يقول الأعمش أنه شهد نكاحا للجن .. ولم يقل شهدت نكاحا بين الجن والإنس ..

- وأكيد حينما يقول لك أحد شهدت نكاحا للإنس .. فهذا معناه أنه بين الإنس والإنس .. وليس معناه بين إنس وجن .. ولو قال شهدت نكاحا للبهائم فهذا معناه بين البهائم وبعضها .. وليس معناه بين بهيمة وجن ..!! 

- والرواية تقول: أن رجل منهم تزوج إلى الجن .. يعني رجل من الجن تزوج إلى الجن ..

 

2- وقوله (فقيل لهم): هذا دليل على أن الاعمش ليس هو من قال وإنما شخص آخر موجود .. وغالبا هو الشخص الذي يصاحبه هذا الجني الذي سيتزوج .. ولعل الجن طلبوا وجود الأعمش ليتباركوا بوجوده ..!!

 

- ولعل كان هناك رجل من الإنس له صاحب من الجن يلازمه .. وهذا الجني أخبر صاحبه الإنسي أنه سيتزوج وطلب منه حضور سليمان الاعمش ليتبارك بحضوره .. وقام الرجل الإنسي احتفالا بصاحبه الجني .. فصنع وليمة للجن بمناسبة هذا الزواج المبارك .. وهذا ما نستنتجه من القصة ..

 

3- وعلى تفسير آخر .. ولنفترض أن قوله (رجل منهم) أي من أهل منطقة "كوثي" .. قد تزوج من الجن .. ولنا هنا سؤال:

- كيف شهد الأعمش زواجا لا دلالة عليه أصلا ..!! سوى أن شخص يقول أنه يتزوج من الجن ..!! أهذا كلام عقلاء ..

 

4- ومن ناحية أخرى.. فهذه القصة مخالفة في صياغتها للقصة السابقة المروية عن الأعمش .. حيث أتى فيها (تَرَوَّحَ إِلَيْنَا جِنِّيٌّ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَيْكُمْ؟ فَقَالَ الْأُرْزَ....) .. أي الجني قد تروح إليهم أي تسامر معهم .. فسألوه عن أسئلة كما في الرواية ..

 

- فلو قلت هما واقعتين .. فسأقول لك: هل كل مرة الأعمش يسأل عما يحبه الجن فيجيبوه أنه الأرز ..!! وكان الأعمش شخص فاضي لمجالس الجن الحوار معهم ..!!

 

6- ومن ناحية أخيرة في الرواية بخصوص أن الرواية منكرة .. فذلك من ناحية إذا كان الجن أحب الأرز وأكل منه .. فلو كان هذا الكلام صحيح .. فلماذا طلب الجن المؤمن من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم الله أن يأكلوا شيئا من طعام الإنس .. فكان لهم العظم يتحول لحما .. وحينئذ يقال في القصة لماذا لم يقدم لهم عظاما ؟!!

   

7- أما عن هذه الرواية فهي ليست دليلا ولا حجة في إمكانية زواج الإنس من الجن لاضطراب القصة أصلا .. ولم يظهر فيها قولا للأعمش بإمكانية حدوث ذلك ولا إباحته .. فضلا عن أنه لا يمكن تصديق أن الأعمش قد قال بهذه الرواية ولا حضر مثل هذا الزواج المجهول .. وحاشاه رضي الله عنه .. وليس هذا من فقه الأعمش ولا له علاقة به كما تصور الإمام الشبلي .. والله أعلم .

 

#- خلاصة القول:

- بالرغم من ضعف الروايات ونكارتها من وجهة نظري .. ولكن يتبقى سؤال مهم: منذ متى وقصص التابعين حجة شرعية في إثبات شيء لا دليل عليه من الكتاب والحديث النبوي الصحيح ..؟!!

 

###################

4- القصة الرابعة ..

- رجل مجهول يتزوج جنِّيَّة ولا يعلم أنها جنِّيَّة إلا بالمصادفة ..!!

 

4- (رواية باطلة سندا ومتنا) .. عن بكر بن أبي الدُّنْيَا حَدثنِي عبد الرَّحْمَن حَدثنَا عمر حَدثنَا أبو يُوسُف السرُوجِي قَالَ: (جَاءَت امْرَأَة إِلَى رجل بِالْمَدِينَةِ فَقَالَت إِنَّا نزلنَا قَرِيبا مِنْكُم فتزوجني .. قَالَ فَتَزَوجهَا .. ثمَّ جَاءَت إِلَيْهِ فَقَالَت قد حَان رحلينا .. فطلقني .. فَكَانَت تَأتيه بِاللَّيْلِ فِي هَيْئَة امْرَأَة .. قَالَ فَبينا هُوَ فِي بعض طرق الْمَدِينَة إِذْ رَآهَا تلْتَقط حبا مِمَّا يسْقط من أَصْحَاب الْحبّ قَالَ أفتبتغينه فَوضعت يَدهَا على رَأسهَا ثمَّ رفعت عينهَا إِلَيْهِ فَقَالَت لَهُ بأي عين رَأَيْتنِي قَالَ بِهَذِهِ فأومأت (أي فأشارت) بأصبعها فسالت عينه) رواه الشبلي في آكام المرجان.

 

- وفي السند:

- (أبو يوسف السروجي) وهو مجهول العين في كتب التراجم ولا وجود له ..!!

- ولا نعرف عمن أخذ هذه القصة المجهولة الهوية .. والشبيهة بقصص الساحرة الشريرة التي تزوجت أبو قلب طيب ..!!

 

- بل ولعل المأخوذ عنه الرواية ليس ( الحافظ أبو بكر بن ابي الدنيا) وشخص آخر اسمه (بكر بن أبي الدنيا) لأن هذا هو الاسم المكتوب في كتاب الشبلي (بكر) وكذلك نقله عنه السيوطي (بكر) وليس (أبو بكر) .. فلو كان الإسم (بكر) فالرواية كلها باطلة السند لأنه لا يوجد لهذا السند حينئذ وكأنه عن أسماء فضائيين وليسوا إنسيين ..!!

 

- ويقوي هذا الظن عندي .. أنه لم أجد هذا الإسناد في كتب بن أبي الدنيا .. ولم أجد هذا الحديث أصلا فيما توافر عندي من كتب بن ابي الدنيا ..!!

 

#- والقصة باطلة ولاشك في اختلاقها وكذبها .. وبالتالي ليست حجة ولا دليل على أي شيء ..!!

 

#####################

5- القصة الخامسة ..

 

- قصة الشيخ أبو قلب جامد وصديقه الجني الذي زَوَّجَه ابنته

 

5- (أثر عن تابعي التابعين - ضعيفة السند ومنكرة المتن) .. حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بَلَحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ: (أَنَّهُ كَانَ شَيْخٌ يَقْدُمُ عَلَيْنَا فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ فَكَانَ صَدِيقًا لِبَشِيرٍ يَزْعُمُ أَنَّ سُوقًا كَانَتْ تَكُونُ بِالْمَوْصِلِ فِي السَّنَةِ مَرَّةً يَوْمًا وَاحِدًا، وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ النَّاسُ مِنَ الْكُوفَةِ وَالْجَزِيرَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ .. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: أَدْرَكْتُ ذَلِكَ السُّوقَ، وَقَالَ الشَّيْخُ صِدِّيقُ بَشِيرٍ: فَكَانَ لِي أَخٌ لَهُ قَلْبٌ وَشَجَاعَةٌ فَقَالَ: لَأَخْرُجَنَّ إِلَيْهَا لِمَا وُصِفَ مِنْهَا قَالَ: فَاشْتَرَى بَغْلًا وَتِينًا، وَخَرَجَ فَإِذَا نَاسٌ وَأَمْرٌ وَأَشْيَاءُ فَلَمَّا كَانَ الْعَصْرُ جَعَلَ النَّاسُ يَتَقَلَّعُونَ يَمُرُّونَ، قَالَ فَمَرُّوا بِي فَقَالُوا: مَا يُقِيمُكَ؟ وَجَعَلْتُ أَحْتَبِسُ لَعَجِبِي بِذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَكَثْرَةِ أَهْلِهِ قَالَ: فَمَا شَعَرْتُ إِلَّا وَقَدْ مَرَّ النَّاسُ وَبَقِيَتُ وَحْدِي قَالَ: فَرَكِبْتُ وَجِئْتُ فَأَمْسَيْتُ فِي تِلْكَ الْبَرِيَّةِ وَحْدِي .. وَإِذَا الْغِيلَانُ قَدْ أَقْبَلَتْ نَحْوِي .. قَالَ: فَالْتَجَأْتُ إِلَى حَائِطٍ وَجَعَلْتُ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَحِينَ أَقْرَأُ يَمُرُّونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ حَتَّى كَلَّ لِسَانِي وَأَيْقَنْتُ بِالْهَلَكَةِ .. قَالَ: فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ قَائِمٍ فَقَالَ: بِاللَّهِ مَا رَأَيْتُ إِنْسِيًّا أَثْبَتَ قَلْبًا مِنْكَ.

- قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟

- قَالَ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِكَ مِنَ الْجِنِّ .

- قَالَ: قُلْتُ: فَأَنْتَ هَاهُنَا وَيُصْنَعُ بِي هَذَا؟

- قَالَ: فَطَرَدَهُمْ عَنِّي .

- قَالَ: فَوَاخَيْتُهُ فَكَانَ يَجِيئُنِي بَعْدُ

- قَالَ: فَعَرَضَ عَلَيَّ نِكَاحَ أُخْتٍ لَهُ

- قَالَ: فَقَبِلْتُ .. فَتَزَوَّجْتُهَا فَكُنْتُ إِذَا خَلَوْتُ بِهَا اسْتَوْحَشْتُ مِنْهَا ..

- قَالَ: فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى أَخِيهَا ..

- فَقَالَ لِي: تُرِيدُ مُفَارَقَتَهَا ؟ ..

- قُلْتُ: نَعَمْ ..

- قَالَ: فَقُلْ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّهَا فِرْقَةٌ ..

- قَالَ: فَتَحَنَّيْتُ عَلَيْهَا ..

- فَقُلْتُ: مَا قَالَ لِي أَخُوهَا فَذَهَبَتْ عَنِّي .. فَلَمْ أَرَهَا ..

- قَالَ الشَّيْخُ فَلَمَّا: كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ افْتَقَدْنَا أَخَاهَا فَلَمْ نَرَهُ بَعْدُ) رواه أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة.

 

- قوله (فتحنيت عليها): لعله يقصد بذلك أنه جبر بخاطرها بكلام حلو قبل أن يتلو عليها الكلمات التي أخبره به أخوها أن يقولها ليطلقها بها ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- والسند فيه (محمد بن سعيد بن بلح) .. وهو مجهول العين .. ولا وجود له في كتب التراجم .. ولا في مشايخ الوليد بن أبان .

2- وفي القصة لا نعرف حال هذا الشيخ الذي حكى قصته الحكم بن بشير ..!!

 

#- أما عن نكارة المتن:

1- قوله عن الغيلان التي أقبلت عليه .. شيء لا يصدقه عقل .. وكأن عالم الجن فجأة قد تجسد وأخذ يتمشى في الأرض للتنزه ..!!

 

2- كما كان الزواج بكلمة .. فالطلاق بكلمة .. وليس بكلام يحكيه يدل على الفراق .. وكأن الأخ الجني يخبر الإنسي بعزيمة روحانية ليصرف عنه أخته ..!!

 

#####################

 6- القصة السادسة

- قصة الرجل الذي أنجب من الحورية جنِّية البحر التي حبسها على جزيرة يغتصبها وأنجب منها غلام ثم هربت.

 
- (أثر من قصص الغرائب والعجائب - مجهولة السند وباطلة) .. يحكي لنا الشيخ الشبلي في كتابه آكام المرجان .. قصة ينقلها عن كتاب العجائب .. ويقول أن في هذه القصة إمكان الزواج من الجن ووقوعه .. فقال نقلا عن الحافظ محمد بن المنذر الهروي صاحب كتاب العجائب (المتوفى:303 هـ):

- حَدثنَا أَبُو بشر عبد الرَّحْمَن بن كَعْب ابْن البداح بن سهل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك الْأنْصَارِيّ حَدثنِي ابْن عمي عقبَة بن الزبير بن خَارِجَة بن عبد الله بن كَعْب بن مَالك الْأنْصَارِيّ عَن بعض أشياخه مِمَّن يَثِق بِهِ: (أَنه رأى رجلا مَعَه ابْن لَهُ فنهره ذَات يَوْم وَذكر والدته فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ لَا تفعل فَإِنِّي أحَدثك سَبَب هَذَا وَسبب والدته فَذكر أَنه ركب الْبَحْر فَكسر بِهِ وَسلم على لوح فَأَقَامَ بِجَزِيرَة حينا يَأْكُل من ثَمَرهَا ويأوي إِلَى شَجَرَة من اشجارها فَبينا هُوَ ذَات لَيْلَة إِذْ خرج من الْبَحْر حوار مَعَ كل وَاحِدَة درة ترمى بهَا ثمَّ تعدو فِي إثْرهَا وضوئها حَتَّى تأخذها ولهن غنغنة (أي صوت غناء) كأمثال الخطاطيف قَالَ فَتحَرك مِنْهُ مَا يَتَحَرَّك من الرِّجَال وهش إلَيْهِنَّ فتعرف أمورهن وآخرهن لَيْلَة وثانية ثمَّ نزل فَقعدَ فِي أصل شَجَرَة حَيْثُ لَا يرونه فَلَمَّا خرجن غَدا فِي إثرهن فَتعلق بِشعر وَاحِدَة مِنْهُنَّ وَكَانَ شعرهَا يجللها فجَاء بهَا يَقُودهَا حَتَّى شدها بِأَصْل الشَّجَرَة ثمَّ وَطئهَا فَحملت مِنْهُ بِهَذَا الْغُلَام فَلم يزل يعذبها حَتَّى أَرْضَعَتْه سنة ثمَّ هم بحلها فكره ذَلِك وَقَالَ حَتَّى يبلغ الْفِطَام وَيَأْكُل وَهِي فِي خلال ذَلِك تحمل الْغُلَام فَرحا بِهِ إِلَّا أَنَّهَا لَا تَتَكَلَّم فَرحا أَنَّهَا قد ألفته وَأَنَّهَا لَا تَبْرَح فَحلهَا فاستغفلته وَخرجت تعدو حَتَّى القت نَفسهَا فِي الْبَحْر وَبَقِي الصَّبِي فِي يَدَيْهِ فَلم يكن باسرع من أَن مر بِهِ مركب فلوح لَهُ ففر بِهِ وَخرج إِلَى بِلَاده فَهَذِهِ قصَّة هَذَا الْغُلَام) ذكره الشبلي في آكام المرجان.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أما عن إسناد الرواية.. فكله مجهول ..
1- فيه "أَبُو بشر عبد الرَّحْمَن بن كَعْب ابْن البداح بن سهل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك الْأنْصَارِيّ" .. فهذا شخص مجهول وليس له وجود في كتب أهل التراجم .. وكأنه من جماعة الفضائيين ..!! وأقصد بالفضائيين .. أي المجهولين الذين لا وجود لهم في كتب أهل العلم ..
 
2- اما عن بن عمه " عقبَة بن الزبير بن خَارِجَة بن عبد الله بن كَعْب بن مَالك الْأنْصَارِيّ" .. فهو بالتبعية من جماعة الرواة الفضائيين أيضا ..!!

3- وبالتالي الشيخ الثقة الذي تم الرواية عنه .. فهو أيضا من جماعة المجاهيل الذين لا وجود لهم إلا في خيال من كتب القصة 

 
#- أما عن المتن أي نص القصة ..
1- حتى لو صح الإسناد .. فلا يمكن لعاقل أن يصدق هذه القصة .. وكأن حورية البحر شخص آدمي يخرج من الماء يتنزه في الجزيرة ويعود لمكانه مرة أخرى وكأنهن يقضين إجازة نهاية الأسبوع يلعبن هناك ..
- فأين أهلها وصحباتها اللاتي كن يلعبن معها .. فجأة اختفوا من الجزيرة ..!!
 
2- هذه القصة لا أشك أنها مسروقة من كتاب قصصي مثل كتاب ألف ليلة وليلة .. تحت عنوان مثلا "حورية البحر ذات الشعر الطويل والعجوز الذي اغتصبها وأنجب منها" ..!!
 
#- والسؤال المحير هنا .. كيف يتم استدراج هذه القصص في كتب مشايخ من أهل العلم الشرعي ..!!
- فما علاقة هذا بالعلم يا مؤمن ؟!!
  

####################

7- القصة السابعة

#- من القصص المكتوبة في بعض كتب الشيعة والمكذوبة على آل بيت النبي:

- قصة زواج قابيل بن آدم من الجنية جهانة بنت الجان.

- (رواية مكذوبة) .. يُروى كذبا عن أبي جعفرٍ عليه السّلام قال (وهو لم يقل ذلك قطعا): (لَمَّا أَدْرَكَ قَابِيلُ مَا يُدْرِكُ الرَّجُلُ أَظْهَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ جِنِّيَّةً مِنْ وُلْدِ الْجَانِّ يُقَالُ لَهَا "جُهَانَةُ" فِي صُورَةِ الْإِنْسِيَّةِ .. فَلَمَّا رَآهَا قَابِيلُ وَمِقَهَا ـ أي أحبها ـ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ: أَنْ زَوِّجْ "جُهَانَةَ" مِنْ قَابِيلَ فَزَوَّجَهَا مِنْ قَابِيلَ.

- ثُمَّ وُلِدَ لآِدَمَ هَابِيلُ .. فَلَمَّا أَدْرَكَ هَابِيلُ مَا يُدْرِكُ الرَّجُلُ .. أَهْبَطَ اللَّهُ إِلَى آدَمَ حَوْرَاءَ وَاسْمُهَا "تُرْكُ الْحَوْرَاءِ" .. فَلَمَّا رَآهَا هَابِيلُ وَمِقَهَا .. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ أَنْ زَوِّجْ "تُرْكاً" مِنْ هَابِيلَ .. فَفَعَلَ ذَلِكَ .. فَكَانَتْ "تُرْكُ الْحَوْرَاءِ" زَوْجَةَ هَابِيلَ بْنِ آدَمَ) بحار الأنوار للمجالسي ج11 ص227.. ، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي ج20 ص392..، مستدرك الوسائل، للشيخ الميرزا حسين النوري الطبرسي ج14 ص361 ..

 

#- وَقَدْ رُوِيَ بلفظ آخر هكذا: (أَنَّ آدَمَ لَمْ يَكُنْ يُزَوِّجُ ابْنَتَهُ مِنِ ابْنِهِ، وَلَوْ فَعَلَ ذَلِكَ آدَمُ لَمَا رَغِبَ عَنْهُ (أي ما كان ابتعد عن سُنَّة آدم) النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا كان دين آدم إلا يكن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..!! وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا أَهَبَطَ آدَمَ وَحَوَّاءَ إِلَى الْأَرْضِ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا .. وَلَدَتْ حَوَّاءُ بِنْتًا فَسَمَّاهَا "عَنَاقًا" فَبَغَتْ .. وَهِيَ أَوَّلُ مَنْ بَغَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهَا مَنْ قَتَلَهَا .. ثُمَّ وَلَدَتْ لِآدَمَ قَابِيلَ، ثُمَّ وَلَدَتْ لَهُ هَابِيلَ .. فَلَمَّا أَدْرَكَ قَابِيلُ أَظْهَرَ اللَّهُ لَهُ جِنِّيَّةً مِنْ وَلَدِ الْجِنِّ .. يُقَالُ لَهَا: "جَمَّالَةٌ" فِي صُورَةِ إِنْسِيَّةٍ .. وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ أَنْ زَوِّجْهَا مِنْ قَابِيلَ فَزَوَّجَهَا مِنْهُ ..، فَلَمَّا أَدْرَكَ هَابِيلَ أَهْبَطَ اللَّهُ إِلَى آدَمَ "حُورِيَّةً" فِي صِفَةٍ إِنْسِيَّةٍ وَخَلَقَ لَهَا رَحِمًا .. وَكَانَ اسْمُهَا "بَزْلَةَ" .. فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا هَابِيلُ أَحَبَّهَا .. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ أَنْ زَوِّجْ "بَزْلَةَ" مِنْ هَابِيلَ فَفَعَلَ.

- فَقَالَ قَابِيلُ: يَا أَبَتِ أَلَسْتُ أَكْبَرَ مِنْ أَخِي ؟ قَالَ: نَعَمْ.. قَالَ: فَكُنْتُ أَحَقَّ بِمَا فَعَلْتَ بِهِ مِنْهُ .. فَقَالَ لَهُ آدَمُ: يَا بُنَيَّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَنِي بِذَلِكَ .. وَإِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ، وَلَكِنَّكَ آثَرْتَهُ عَلَيَّ .. فَقَالَ آدَمُ:" فَقَرِّبَا قُرْبَانًا فَأَيُّكُمَا يُقْبَلُ قُرْبَانُهُ فهو أحق بالفضل) ذكرها القرطبي في تفسيره ج6 ص134 .. وقال تعليقا على هذه الرواية: هذه الرواية عن جعفر ما أظنها تصح ..!! وأشار لهذه لرواية أيضا الإمام بن حجر وقال ليس لذلك أصل ولا شاهد فتح الباري شرح صحيح البخاري ج6 ص369.

 

#- وفي رواية أخرى: عن أبي جعفرٍ عليه السّلام قال: (إنّ الله تبارك وتعالى أنزل على آدم حوراء من الجنّة فزوّجها أحد ابنيه .. وتزوّج الآخر ابنة الجان .. فما كان في الناس من جمالٍ كثيرٍ أو حسن خلقٍ فهو من الحوراء، وما كان فيهم من سوء خلقٍ فهو من ابنة الجان) (من لا يحضره الفقيه: 3 / 382 .. علل الشرائع: 1 / 103 .. جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج20 ص392) .

2- (رواية مكذوبة) .. صحيفة الرّضا: عن أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ الطَّائِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي سَنَةَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا بإسناده إلى الحسين بن عليٍّ (عليهما السّلام) قال: (جاء رجل إلى الحسن بن عليّ (عليهما السّلام)، فقال: أحقّ ما يقول النّاس أنّ آدم زوّج هذه البنت من هذا الابن؟ فقال: حاشا الله، كان لآدم (عليه السّلام) ابنان، وهو شيث وعبد الله، فأخرج الله لشيث حوراء من الجنّة، وأخرج لعبد الله امرأةً من الجن، فولد لهذا، وولد لذاك، فما كان من حسنٍ وجمالٍ فمن ولد الحوراء، وما كان من قبحٍ وبذاء فمن ولد الجنّيّة) صحيفة الرضا حديث رقم 29 ص 90 تحقيق محمد مهدي نجف .. وتم إدراج هذه الرواية في مستدرك الوسائل: 14 / 363. بسند مختصر .

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: من حيث السند ..

1- الروايات الأولى مقطوعة على قول الإمام أبو جعفر الباقر .. ولا نعرف عمن أخذها ولا يمكن أن يكون توارثها عن أبيه ولا جده الحسين .. فضلا عن أنني لا أشك طرفة عين في كذبها عليه .. لمخالفتها العقل والعلم والقرآن ..

- فضلا عن أني لم أقف على سندها كاملا .. وإن كان يكفي نكارة متنها في بيان كذبها ..!!

 

2- أما عن الرواية المنسوبة إلى سيدنا الحسن والحسين فهي رواية مكذوبة أيضا عليهما .. وهي رواية مذكورة في الصحيفة المنسوبة لسيدي علي بن موسى الرضا .. وراوي هذه الصحيفة عن علي الرضا عليه السلام .. راوي اسمه (أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ الطَّائِيُّ) عن أبيه (أحمد بن عامر الطائي) عن (علي الرضا) ..

- و(أبو القاسم) وأبيه (أحمد بن عامر) كلاهما متهمان عند أهل السنة والجماعة بالكذب ووضع هذه الصحيفة على سيدي علي الرضا .. وقد ذكر بن الجوزي في الموضوعات عنهما: فإنهما يرويان عن أهل البيت نسخة كلها موضوعة .. وقال الذهبي: يروي نسخة موضوعة عن أبيه عن علي الرضا، ما تنفك من وضعه أو وضع أبيه  .. وقال بن عراق: له عن أبيه عن أهل البيت نسخة باطلة ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه .. واتهم بن حجر العسقلاني (أبو القاسم) بالوضع.. وراجع كتب التراجم في ذلك ..

 

#- ثانيا: من حيث المتن ..

- فالروايات منكرة وباطلة ومكذوبة على سيدي أبو جعفر الباقر وما تم ذكره في صحيفة الرضا وتم نسبته للحسن والحسين .. ليه ؟

- أولا: من حيث وجود ابنة آدم وحواء المسماة (عناق):

1- عن بن عباس قال: (نهي أن تنكح المرأة أخاها توأمها، وأمر أن ينكحها غيره من أخوتها، وكان يولد له في كل بطن رجل وامرأة، فبينما هم كذلك إذ ولد له امرأة وضيئة، وولد له أخرى قبيحة دميمة، فقال أخو الدميمة: أنكحني أختك وأنكحك أختي .. فقال: لا، أنا أحق بأختي .. فقربا قرباناً فتقبل من صاحب الكبش، ولم يتقبل من صاحب الزرع فقتله) رواه أبو حاتم بإسناد جيد.

 

- ولم يكن أبا جعفر الباقر ليخالف بن عباس رضي الله عنهما ..!!

 

2- لم يرد في كلام الله ولا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشير إلى ما جاء في هذه الروايات المنسوبة لسيدي أبا جعفر الباقر.

 

3- تزعم أحد الروايات بوجود امرأة اسمها عناق وأنها أول ما ولد آدم .. وأنها كانت مفسدة في الأرض .. !!

- وهنا نسأل ونقول: أي فساد هذا ولم يكن في الأرض غيرها هي وآدم وحواء فقط ؟!!

- فاخترعوا رواية أخرى .. مكذوبة على الإمام علي بن أبي طالب وجاء فيها:

- أن علي بن أبي طالب عليه السلام قال (وحاشاه أن يكون قال هذه الرواية) عن "عناق" هذه: (هي أول من بغى في الارض ، وعمل الفجور ، وجاهر بالمعاصي واستخدم الشياطين ، وصرفهم في وجوه السحر..، وكان الله عز وجل أنزل على آدم عليه السلام أسماء تطيعها الشياطين ، وأمره أن يدفعها إلى حواء فتعلقها على نفسها فتكون حرزا لها ، ففعل ذلك ، وكانت حواء تصونها وتحتفظ بها ، فاغتفلتها عناق وهي نائمة ، فأخذتها واستجلبت الشياطين بتلك الاسماء ، وعملت السحر ، وتكلمت بشئ من الكهانة ، وجاهرت بالمعاصي وأضلت خلقا كثيرا من ولد آدم عليه السلام ، فدعا عليها آدم عليه السلام ، وأمَّنت حواء .. فأرسل الله إليها في طريقها أسدا أعظم من الفيل .. فهجم عليها في بعض المغاور فقتلها .. ومزق أعضاءها ، وأراح الله آدم وحواء منها) رواه أبو الحسن العلي بن الحسين المسعودي في أخبار الزمان ص116-117.

 

- وهنا نسأل مرة أخرى ونقول: أي فساد هذا وأي سحر وأي جهر بالعصيان .. ولم يكن في الأرض "حسب هذه الرواية المكذوبة" .. يوجد أحد غيرها هي وآدم وحواء فقط ؟!!

- فأي كذب هذا على الإمام علي بن أبي طالب .. وأي مؤمن أو عاقل يصدق في مثل هذا الكلام الغير صادق ..!!

 

4- أول أبناء آدم هما قابيل وهابيل ولم يسبق لهما أحد .. لأنه لو كان كما تزعم الروايات أنه كان يوجد قبلهما أخت اسمها (عناقا) وقتلها الله .. فهذا معناه أنه تم دفنها .. ولكان عرف قابيل من تعاليم آدم كيفية دفن الموتى ولم ينتظر أن يأتيه الغراب ليعلمه كيف يدفن أخيه .. كما أخبرنا القرآن بذلك ..!!

 

5- هل نسى الله ورسوله (وحاشاهما) .. أن يذكرا لنا مسألة الإبنة (عناق) وجرائمها في الحياة "من سحر وإفساد في الأرض وظلم" التي جاءت في الروايات المكذوبة على الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ورضي الله عنه .. وتم ذكر جريمة الحسد فقط في قضية قابيل وهابيل ..؟!!

- أهذا كلام يقول به عاقل أو مؤمن..!!

 

#- ثانيا: من حيث قابيل وهابيل وزوجتهما الجنية والحورية ..

6- الرواية تظهر الله بأنه ظالم في حكمه .. حيث زوج قابيل جنية .. وزوج هابيل من حوراء من الجنة .. "وحسب عقيدة بعض الشيعة" أن الحور العين من الملائكة .. وهذه ليست عقيدة أهل السنة والجماعة وطائفة أخرى من الشيعة ..!!

 

- فلماذا يزوج الله واحدا من الجن والآخر من الملائكة ؟!!

 

- فالرواية تشير بوضوح إلى اتهام الله بأنه ظالم (وحاشاه جل جلاله) .. ولا يمكن أن ينطق بذلك أحد من المسلمين على الإطلاق إلا من كفر بالله ..!!

 

7- الرواية تشير إلى مخالفة القرآن .. لأن الله يقول: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم21.

- فلا الجن من أنفسنا .. وليس من أنفسنا أيضا جماعة الحور الذي يعتقد بعض الشيعة أنهم ملائكة ..!!

 

8- الروايات جعلت من الحور الذين في معتقد بعض الشيعة أنهم ملائكة .. فجعلوها إناثا يطأها الإنسان .. وقالوا بقول الكفار في تأنيث الملائكة .. حيث يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى) النجم27..، ويقول تعالى: (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) الزخرف19.

 

9- أما عن أكذوبة أن الجمال الإنسي من الحور .. والقبح الإنسي من الجن .. فهذا كلام لا يحتاج إلى أن نقول عنه أنه الكذب بعينه .. لأنه لا يمكن أن ينجب إنسي من جنية لأن الطبيعة الجنية غالبة عليها .. ولا يمكن للإنسي أن ينجب من ملائكة لأن طبيعة الملائكة روحانية .. فضلا عن أن لو "حور" من الملائكة كما يزعم البعض فالملائكة لا شهوة لهم .. فكيف يحدث نكاح وحمل وإنجاب ..!!

 

- ومن ناحية أخرى: على هذا المنطق .. فيكون العالم الغربي من دول أروبا وأمريكا نسائهم من سلالة ملائكية .. ويكون العالم الشرقي من سلالة شيطانية ..!!

 

- ومن ناحية أخيرة: منذ متى والجمال والقبح يتم قياسه بالشكل وليس بالجوهر والعمل ؟!! فالجميل جميل القلب والروح وما ينتج عنه من عمل .. فإن صادف ذلك هيئة فيها مزيد جمال فذلك قد يكون فيه فتنة ..

- وعموما ليس جمال الشكل هو دليل الملائكية والشيطانية .. وإنما طهارة الباطن وإخلاص العمل مع الله هو دليل جمالك عند مولاك الذي خلقك .. بل وعند الأسوياء من بني آدم ..!!

 

#- خلاصة القول على الرواية السابقة:

1- يظهر لك من الروايات السابقة .. كلها كذب في كذب ..!!

- كذب على القرآن كلام الله .. وكذب على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكذب على المؤمنين لترويج مثل هذه الروايات المكذوبة عليهم ..!!

 

2- لا يمكن لمؤمن أن يصدق أن الإمام أبو جعفر الباقر يقول بمثل هذه الروايات .. وحاشاه رضي الله عنه وأرضاه .. وإنما هو من الكذب الملفق لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

 

#############################

8- القصة الثامنة

#- من القصص المكتوبة في بعض كتب الشيعة والمكذوبة على آل بيت النبي:

- قصة استعانة علي بن أبي طالب بساحرة يهودية من الجن لتضليل وخداع عمر بن الخطاب

 

- (رواية مكذوبة) .. يروى كذبا عن جعفر الصادق أنه أتاه من يسأله عن مسألة تتعلق بالإمام علي بن أبي طالب (جده) .. وهو أن الإمام علي زوج ابنته أم كلثوم (لفلان) الذي يقصد به عمر بن الخطاب ..!! فأجاب الإمام جعفر فقال: (إنّ فلاناً خطب إلى عليٍّ عليه السّلام بنته أمّ كلثوم فأبى عليّ عليه السّلام .. فقال للعبّاس: والله لئن لم يزوّجني لأنتزعنّ منك السقاية وزمزم. فأتى العبّاس عليّاً عليه السّلام فكلمه .. فأبى عليه .. فألحّ العبّاس.. فلمّا رأى أمير المؤمنين عليه السّلام مشقّة كلام الرّجل على العبّاس .. وأنّه سيفعل بالسقاية ما قال .. أرسل أمير المؤمنين عليه السّلام إلى جنّيّةٍ من أهل نجران يهوديّة .. يقال لها: "سحيقة بنت جريرية" .. فأمرها، فتمثّلت في مثال أمّ كلثوم .. وحجبت الأبصار عن أمّ كلثوم، وبعث بها إلى الرّجل.

- فلم تزل عنده حتّى أنّه استراب بها يوماً (أي رأى ما يثير الريبة والشك فيها) .. فقال: ما في الأرض أهل بيتٍ أسحر من بني هاشم .. ثمّ أراد أن يظهر ذلك للنّاس .. فقتل .. وحوت الميراث .. وانصرفت إلى نجران .. وأظهر أمير المؤمنين أمّ كلثوم) رواه الراوندي في الخرائج والجرائح ج2 ص825 .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: من حيث السند ..

- الراوندي الذي روى هذه الرواية .. قد اخترع أسماء لا وجود لها مثل "أبي بصيرٍ جدعان بن نصر"، ومثل "أبو عبد الله محمّد بن مسعدة"، ومثل "محمّد بن حمويه بن إسماعيل الأربنوئي"، ومثل "أبي عبد الله الزبيني" .. ولا يوجد حسب بحثي وجود لهذه الشخصيات حتى عند الشيعة .. ولا يعرف من الإسناد إلا (عمر بن أذينة) وهو صاحب الإمام جعفر الصادق .. !!

- فآخر اسمين في السند فقط هما المعروفين .. وباقي السند من عالم المجهول الذي لا وجود له في عالم الوجود من أساسه ..!!

- فالرواية بكل ما فيها من مجاهيل لا يجعلك تشك ولو للحظة أنها مكذوبة على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

#- ثانيا: من حيث المتن ..

- فالرواية منكرة وباطلة ومكذوبة على سيدي حعفر الصادق .. ليه ؟

1- أهناك من يصدق في العالم كله أن الإمام علي بن أبي طالب هو إنسان غشاش ومخادع حينما خدع هذا الرجل " والمقصود به عمر بن الخطاب" ؟!!

 

2- هل يمكن أن يوجد مؤمن يصدق أن الإمام علي بن أبي طالب يستعين بالجن اليهودي الكافر بدين النبي صلى الله عليه وسلم ..  ليستمتع بخدماته الشيطانية في السحر .. حتى يجعله يتشكل في صورة السيدة أم كلثوم رضي الله عنها ؟!!

- فالذي يصدق هذه الرواية فهو يتهم الإمام علي رضي الله عنه بأنه ساحر قد استخدم سحر التخييل مستعينا بجن كافر.

- فما أقبح القلوب التي تصدق لك في الإمام علي رضي الله عنه.!!

 

3- كيف يصح هذا الزواج إذا كان العقد منصوص فيه أنه تزوج إنسية وهي بنت الإمام علي واسمها أم كلثوم ؟!! فكيف لا تكون السيدة أم كلثوم ليست زوجته حينئذ إذا كان عقد الزواج مرتبط بها وعلى أنها ابنة الإمام علي بن أبي طالب ؟!!

- فهل الشيطانة اليهودية ابنة الإمام علي ؟!!

- فما هذا الكذب على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

 

4- كيف نصدق أنه (فلان) في القصة والمقصود به "عمر بن الخطاب" .. لم يكتشف أن من ذهب معها هي مخلوق غريب وبكل تأكيد هي مستحيل أن تكون بشرا سويا ؟!!

- ألهذه الدرجة ارتضى من روى هذه الرواية أن يسب صحابيان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهما "عمر بن الخطاب" أظهره بمظهر الأعمى والساذج والمضحوك عليه .. و"علي بن أبي طالب" أظهره بمظهر الغشاش والمخادع والساحر المستعين بالجن الكافر ؟!!

- فما أقبح هذه القلوب التي تنطق بهذه الروايات ..!!

 

5- وهل يعقل أن يصدق إنسان مؤمن .. أن الخليفة عمر بن الخطاب يسب بني هاشم ويتهمهم بالسحر ؟!!

- فأي كذب هذا قاله هؤلاء الكذابون ..!!

- وكأن هذا الكذاب لهذه القصة يريد أن يرشدنا أن سبب قتل عمر هو لأنه أراد يكشف ما فعله علي بن أبي طالب فسلط الله عليه أبا لؤلؤة المجوسي فقتله ..!!

- فما أكذب راوي القصة ... وما أقبح شهادة الزور التي شهد بها على الإمامين علي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب ..!!

 

7- ومنذ متى والقاتل في الشريعة الإسلامية يرث المقتول ؟!!

8- ومنذ متى والجن يرث الإنس ؟!!

9- ومنذ متى واليهودي يرث المسلم ؟!!

 

#- وخلاصة القول على القصة السابقة:

1- هذه رواية مكذوبة على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم..، فالقصة كلها كذب في كذب على الإمامين جعفر الصادق والإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام ورضي الله عنهما .. وحاشاهما من هذه القصة المكذوبة عليهما .. وما يقول بهذه القصة إلا إنسان حاقد حقد شديد على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- ملحوظة: سبب خلط هذه القصة بالجن ونسبتها للإمام علي .. لأن بعض الشيعة يظن أن الإمام علي له سلطة على الجن ..!! بغض النظر على أن هذه الرواية كلها كذب في كذب .

 

2- لا يصح الإستدلال بهذه الروايات في إثبات أي شيء لأنها كلها كذب في كذب .. وبالتالي لا يعقل أن يستدل بها من يقول بإمكانية تمثيل الجن متجسدا في صورة إنسان ..!!

 

#- ملحوظة هامة .. تم نقل تحقيق آخر قصتين المرويتان عن الشيعة من رسالة (الملاك والجن والشيطان وإمكانية تمثيله وتجسيده في صورة إنسان) ...

#- وبهذا يكون ختام القصص التي استدل بها البعض على إمكانية حدوث الزواج من الجن .. والتي قد استطعت جمعها ومراجعتها .. وبعد ذلك ننتقل لآراء بعض العلماء في إثبات حصول الزواج بين الإنس والجن .. ثم أذكر رأيي الخاص في هذه المسألة .. وبعد ذلك إن شاء الله تعالى نقوم بمناقشة مسألة هل هذا الزواج حلال أم حرام .. للرأي الذي يقول بإمكانية حدوث الزواج .. 

 

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .