ج15: رسالة الزواج والجماع والإنجاب بين الجن والإنس - ما المقصود بجماع أو وطء الجن للإنس - هل يمكن حدوث جماع جنسي بين الجن والإنس - هل جماع الجن للإنس أو العكس هو حلال أم حرام - ما هو الوصف الصحيح لعلاقة الجماع بين الجن والإنس عند من يعلم ويوافق ويرضى بحدوث هذه العلاقة .. وعند من لا يعلم ولا يرضى ولا يوافق على هذه العلاقة - هل يصح القول أن الجماع بين الإنس والجن بالتراضي والموافقة بينهما يصح وصفه بأنه علاقة زنا - ما الذي عليك أن تفهمه قبل مناقشة أدلة من يقول بأن الجن يمكن أن يجامع الإنس في علاقة جنسية.

 بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الزواج والجماع والإنجاب

بين الجن و الإنس

حقيقة شرعية أم خرافة تراثية

وتحقيق خرافة جماع الملائكة للإنس

 (الجزء الثاني)

(الفصل الخامس عشر)

#- فهرس:
:: الفصل الخامس عشر :: عن التعريف بمسألة جماع ووطء الجن للإنس - وتوصيف هذه العلاقة ::
1- س51: ما المقصود بجماع أو وطء الجن للإنس ؟
2- س52: هل يمكن حدوث جماع جنسي بين الجن والإنس ؟
3- س53: هل جماع الجن للإنس أو العكس هو حلال أم حرام ؟
4- س54: ما هو الوصف الصحيح لعلاقة الجماع بين الجن والإنس عند من يعلم ويوافق ويرضى بحدوث هذه العلاقة .. وعند من لا يعلم ولا يرضى ولا يوافق على هذه العلاقة ؟
5- س55: هل يصح القول أن الجماع بين الإنس والجن بالتراضي والموافقة بينهما يصح وصفه بأنه علاقة زنا ؟
6- س56: ما الذي عليك أن تفهمه قبل مناقشة أدلة من يقول بأن الجن يمكن أن يجامع الإنس في علاقة جنسية ؟

*************************

:: الفصل الخامس عشر ::

:: عن التعريف بمسألة جماع ووطء الجن للإنس - وتوصيف هذه العلاقة ::

**************************

..:: س51: ما المقصود بجماع أو وطء الجن للإنس ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- المقصود بجماع الجن للإنس:
- هو أن يقال أن الجن يستطيع أن يجامع الإنسيات .. كجماع الرجل للمرأة في العلاقة الجنسية بعلاقة كاملة .. حتى يتم إدخال عضو الجن الذكري في فرج المرأة الإنسية .
 
2- المقصود بجماع الإنس للجن:
- وهو أن يجامع الرجل من الإنس امرأة من الجن .. كعلاقة جنسية كاملة .. حتى يتم إدخال عضو الإنس الذكري في فرج المرأة الجنيَّة .
 
#- وفي هذه المسألة الخاصة .. بإمكانية جماع الجن للإنسيات أو العكس .. قد حدث فيها خلاف بين العلماء ..

**************************

..:: س52: هل يمكن حدوث جماع جنسي بين الجن والإنس ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- اختلف العلماء في مسألة وطء وجماع الجن للإنس أو العكس .. وإليك توضيح ذلك باختصار ..
 
#- أولا: العلماء الذين أنكروا حدوث ذلك الجماع بين الإنس والجن:
- من العلماء من أنكر ذلك .. وهم الذين أصلا أنكروا إمكانية تصور حدوث زواج بين الإنس والجن مثل العز بن عبد السلام والماوردي ومن المتأخرين مثل الشيخ الألباني .. وقد سبق توضيح كلام هؤلاء العلماء في الجزء السابق من الرسالة فيمن أنكر إمكانية حدوث زواج بين الجن والإنس ..
 
- لأن من ينكر تصور الزواج أصلا فهو ينكر تبعاته وما يترتب عليه .. لأن تصور الحدوث عندهم غير ممكن من أساسه .
 
#- وحجة هؤلاء قوية جدا .. فهي تعتمد على عنصرين:
- الأول: الإعتماد على عقيدة قرآنية صريحة .. وهي أن الجن كائن خفي ولا نراه .. كما قال تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الأعراف27 .. فكيف حينئذ يمكن تصور او تعقل أن الجن يمكن جماع الإنسيات أو العكس ؟!!
 
- الثاني: وهو ما أحسب أنه يمكن أن يقوله أصحاب هذا الرأي .. وهو أنه لم يرد في القرآن نص بذلك .. ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأدلة صحيحة أو قطعية الدلالة لإمكانية حدوث هذا الفعل من عالم الجن مع الإنس .. فهذا من المسائل التي لا يصح الخوض فيها إلا بعلم من الوحي لأنها مسألة غيبية .. ومن يثبتها فعليه بالدليل اليقيني على ذلك .. وإلا فهو مجرد ظن .. والظن لا يغني عن الحق شيئا ..!!
 
#- ثانيا: العلماء الذين قالوا بإمكانية حدوث الجماع بين الجن والإنس ..
- جمهور العلماء الذين منعوا زواج الإنس من الجن أو الذين أباحوه .. لأن الذي أباح أو حرم الزواج من الجن .. فهذا معناه أنه افترض حدوث إمكانية حدوث الجماع والوطء بين الجنسين .. إلا أن الذين حرموا ومنعوا ذلك كان لاختلاف الفصيلة الجنسية التي لا يعقل الزواج بها فضلا عن ان نصوص القرآن لهم فيها قوة وحجة في ذلك .. وبالتالي تم اعتباره نوع من الإستمتاع المحرم والمنهي عنه بين الجن والإنس ..
 
- يعني ببساطة: من قال أنه يمكن نظريا أو فعليا زواج الجن من الإنس .. سواء قال حلال أو حرام .. فهو يظن أيضا أنه يمكن حدوث وطء وجماع الجن للإنس أو العكس .. بغض النظر عن كونه حلال أو حرام .. لأن هناك فرق بين إمكانية الحدوث والحكم الشرعي .
 
#- مثال ذلك لتوضيح ما سبق:
- العلاقة الجنسية بين الإنسان والحيوان هي حرام .. ولكن يمكن للرجل الإنسي أن يجامع بهيمة فيدخل عضوه في فرج البهيمة .. ويمكن للمرأة أن تخل عضو كلب في فرجها .. حفظ الله الأمة الإسلامية من ذلك البلاء الذي انتشر في زماننا خاصة بين من يقومون بتربية الكلاب ..!!
 
- مثال آخر: يمكن للرجل المسلم أن يتزوج ويجامع أي امرأة إنسية .. ولكن بحكم الشريعة لا يستطيع أن يتزوج ويجامع المرأة الهندوسية والبوذية والملحدة وعابدة الأصنام .. وكذلك المرأة الإنسية يمكنها الزواج وجماع أي رجل إنسي .. ولكن بحكم الشريعة فهي لا تستطيع أن تتزوج غير المسلم فقط .
 
#- إذن فهناك فرق بين الحكم الشرعي في مسألة بكونه حلال أو حرام .. وبين إمكانية حدوث شيء في الواقع .. لأنه يجب تصور إمكانية حدوث هذا الشيء أصلا .. وذلك حتى نستطيع أن نضع له حكم شرعي بكونه حلال أم حرام .. !!
 

***********************

 

..:: س53: هل جماع الجن للإنس أو العكس هو حلال أم حرام ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أولا: بالنسبة للعلماء الذين أنكروا حدوث جماع بين الجن والإنس ..
- فهؤلاء لا حكم لهم بالتحليل او التحريم في مسألة جماع الجن للإنس أو العكس .. ليه ؟
 
- لأن تصور حدوث جماع بين الإنس والجن مسألة غير متصور حدوثها عندهم .. لا عقلا ولا شرعا .. أي ممنوعة عقلا ولا دليل عليها شرعا .. وبالتالي لا حكم لها .. إذ كيف يحكمون على ما لا وجود له ولا يحدث .. لأن الحكم على الشيء فرعا عن تصوره ..!!
 
- وبناء على ما سبق فيعتبرون من يحكي هذه الأمور .. هو نوع من الهلوسة أو الوسوسة أو الإحتياج الجنسي الجسدي الذي يصور العقل له بأنه يتم التحرش به روحانيا كما يحدث في المنام بالضبط.
 
#- ثانيا: العلماء الذين قالوا بإمكانية حدوث جماع بين الجن والإنس أو العكس ..
#- وهؤلاء انقسموا إلى فريقين ..
- الفريق الأول: وهو الفريق الذي قال بتحريم ومنع زواج الجن بالإنس وهم جمهور العلماء .. وبالتبعية لهذا التحريم فيكون حدوث مثل هذا الجماع هو نوع من الحرام لمن يرضي ويوافق على حدوث ذلك هذا الجماع .. وعلى المسلم الذي لا يرضى بذلك إن شعر بهذا الجماع أن يستعيذ بالله من الشيطان ويقاومه و يرفضه ولا يوافق عليه ..
- وما سبق هو ما أفهمه من كلامهم بالمنع والتحريم ..
 
- الفريق الثاني: وهو الفريق الذي قال بإباحة الزواج من الجن وهم قلة .. فقالوا بإباحة جماع الجن من الإنس في حدود علاقة زوجية شرعية فقط .. وبالتبعية لذلك فيكون ما عدا ذلك فهو علاقة آثمة محرمة .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا الفريق الثاني المبيح الزواج من الجن:
1- سبق وأوضحنا استحالة حدوث ذلك الزواج شرعا ولا حجة لهم معتبرة في هذه الإباحة..
2- وعموما قولهم بإباحة الزواج بالجن .. فهذا معناه أنه يوجد كفاءة جنسية بين الطرفين استحقت هذا الزواج .. وحينئذ مفهوم الحرام عندهم في هذه العلاقة هو سيكون وصفه الزنا .. فكيف حينئذ سيتم تطبيق وتنفيذ حد الزنا على الجن ونحن لا نراه ولا قدرة لنا عليه ؟
- ولو قالوا بعدم الكفاءة الجنسية فكيف يصح الزواج حينئذ بالجن ؟!!
 
3- ثم نسألهم فنقول: لو جامع الجن امرأة إنسية بدون إرادتها وموافقتها ورضاها على ذلك .. فكيف سيقيمون عليه حد الزنا بالإكراه ؟!!
- فإذا عجزوا عن تحقيق ذلك .. فهذا دليل بطلان على بطلان ما يسمونه زواج أصلا .. وإنما هو علاقة استمتاع محرمة .
 

************************

..:: س54: ما هو الوصف الصحيح لعلاقة الجماع بين الجن والإنس عند من يعلم ويوافق ويرضى بحدوث هذه العلاقة وعند من لا يعلم ولا يرضى ولا يوافق على هذه العلاقة ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- العلماء الذين قالوا بتحريم الزواج بين الإنس والجن .. وبالتالي ما يتبع ذلك من جماع .. فلا يظهر من قولهم سوى أنها علاقة استمتاع محرمة أي آثمة بين الجن والإنس تستوجب العقاب من الله .. طالما الإنسي يعلم بهذه العلاقة ويرضى بها ويوافق عليها ..
 
- ولكن لو كان الإنسي لا يعلم بأن ما يحدث معه هو من الجن .. أو هو يعلم ولكن مغلوب على أمره فيحدث له ذلك ولكنه لا يرضى بذلك ولا يوافق عليه ويستعيذ بالله منه .. فهذا لا حرج ولا إثم على الإنسي بل وله ثواب على مجاهدته لهذا الجن الشيطاني الذي يؤذيه بالإعتداء عليه .. ولعلهما يحدث للإنسي من اعتداء روحاني عليه هو ابتلاء حدث له ليرفعه الله به درجات كلما جاهد وقاوم ولم يستسلم .. والله أعلم .
 
2- والذي يظهر من كلام علماء تحريم الزواج بالجن .. أنه لا حد شرعي في هذه العلاقة الجنسية التي بالتراضي بين الجن والإنس .. وذلك لعدم الكفاءة الجنسية .. والجماع الذي يحدث فهو مثل جماع البهائم ..
 
3- وللرجوع من علاقة الاستمتاع الآثمة بين الجن والإنس في حالة الموافقة والتراضي بينهما .. فذلك يكون من خلال التوبة وطلب الغفران من الله .. والله غفور رحيم.
 
#- ملحوظة هامة جدا:
- قول بعض العلماء بأن نكاح الجن مثل جماع البهائم .. فليس معنى ذلك أن الحكم فيه هو حكم جماع البهائم .. لا .. فهذا خطأ منك لو فهمت ذلك .. وإنما قالوا مثل البهائم لاختلاف الجنس وليس لأنهم بهائم فعلا .. ولذلك ذكرت لك هذه الملاحظة حتى لا تأتي بحكم العلماء على جماع البهائم وتجعله فتوى هنا في هذه المسألة .. فانتبه !!
 
#- وخلاصة القول:
1- الذي أقول به .. طالما كان الإنسي على علم بأن ما يحدث له هو من فعل الجن ورضي به ووافق عليه .. فهو علاقة استمتاع آثمة قد تؤدي بصاحبها إلى الخلود في النار إلى ما شاء الله .. كما أتى في النص القرآني .. ما لم يتب الإنسان ويرجع إلى الله .. والله أعلم .
 
2- أما عن الجماع أو الإحساس بأحاسيس جنسية على بعض نواحي الجسم كلمس الجسم .. ويكون ذلك دون إرادة الإنس ولا رضاهم ولا موافقتهم على ذلك .. فهذا يسمى اعتداء روحاني أو تساهلا قد يسمى بالتحرش الروحاني للدلالة على نوعية الإعتداء.
 

*************************

..:: س55: هل يصح القول أن الجماع بين الإنس والجن بالتراضي والموافقة بينهما يصح وصفه بأنه علاقة زنا ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لا يصح وصف العلاقة المحرمة بين الإنس والجن بأنها علاقة زنا .. لأنها تندرج تحت باب الإستمتاع بالجن بالمنهى عنه شرعا كما قال تعالى: (وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ. وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) الأنعام 128 - 129.
 
- فلا يصح وصف هذه العلاقة بين الجن والإنس في حالة التراضي بينهما والموافقة بأنها علاقة زنا لاختلاف الكفاءة الجنسية .. لأن الزنا شرعا علاقة جماع آثمة بين رجل وامرأة من نفس الجنس ولا يحلا لبعضهما البعض .. والجن والإنس من أجناس مختلفة .. والله أعلم .
 
- وإنما تسمى علاقة "استمتاع محرمة شرعا" .. ونقف عند هذا الحد .

#- والذين يحلو لهم على الإنترنت وصف العلاقة بين الإنس والجن بأنها زنا .. فهذه جرأة منهم .. وعليهم بإثبات الآتي:
1- إثبات الكفاءة الجنسية بين الجن والإنس .. وإذا كان الزواج يشترط فيه الكفاءة الجنسية .. فالعقاب بالحدود الشرعية يشترط فيه بما يتفق مع الكفاءة الجنسية حينئذ .. وهنا لا يوجد كفاءة جنسية فكيف تصفها بالزنا ؟
 
2- كيفية تحقيق وتطبيق حد الزنا على الجن .. وإذا كان مستحيل أن يحققه الإنس .. فهذا اتهام صريح حينئذ لله بالظلم .. لأنه نكون قد تم تكليفنا بما لا طاقة لنا به ..!!
 
3- كيفية إثبات حدوث هذا الزنا أصلا بين الإنس والجن ؟ وهو ما لا يمكن تحقيقه شرعا حتى ولو كان الجن حاضرا وجالسا مع امرأة .. ويوجد أربعة شهود .. فماذا سيرى الشهود حينئذ ؟ لا شيء ..!! فهذا اتهام صريح حينئذ للشريعة بالجهل لأنها تطلب ما هو مستحيل تحقيقه ..!!
4- عليهم إثبات بيقين وأدلة قاطعة الثبوت والدلالة على أن الجن يمكن أن يجامع الإنس ؟!! فإن لم يفعلوا ولن يفعلوا .. فيكون وصفهم لهذه العلاقة بالزنا هو قول باطل ومنكر ..!!
 
#- من ناحية أخرى تجد في الحياة نفوس مؤذية:
- فتجد البعض يصف الجن الذي يجامع امرأة دون إرادتها بأن هذا الجن يزني بها .. !!
- وهذا قول منكر وباطل - والله أعلم ..
 
- لأن المرأة التي تشعر باعتداء روحاني أو تحرش روحاني .. فلا يقال لها أبدا أن الجن يزني بها .. فهذا قول مسيء ولا يحق له القول بذلك .. ولا دليل عليه ليصف هذه العلاقة هذا الوصف القبيح ..

- وعليه أن يواجه العواقب النفسية لهذه المرأة التي حطمها نفسيا ما تبقى من حياتها .. حينما يصف هذه العلاقة: بأن الجن يزني بها ..!!

- وكأنه وصفها بأنها عاهرة الشيطان ..!!

- فهذا شخص مؤذي فعلا .. وكأنه قتلها بسكين في رقبتها بمنتهى الإستهتار منه .. لأن المرأة سيتعلق في نفسها كلمة "الزني" .. وستحتقر نفسها ما تبقى من حياتها .. مع أن الحقيقة ليست كذلك أصلا .. ولكن بسبب هذا المؤذي فقد حطمها بجهله ..!!

 
- وهذه النفوس المستهترة الجاهلة .. لا تعيش في سلام نفسي بسبب ما يفعلوه من أذى نفسي للعباد .. وكما فعلوا بالناس فسوف يُفعل بهم .. إلا من تاب وأصلح ..

- هذا رأيي والله أعلم .
 

************************

 

..:: س56: ما الذي عليك أن تفهمه قبل مناقشة أدلة من يقول بأن الجن يمكن أن يجامع الإنس في علاقة جنسية ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قبل أن نبدأ بمناقشة أدلة الجمهور الذي قال بإمكانية حدوث جماع بين الجن والإنس .. فعليك أن تعرف شيء مهم أخي الحبيب ..
 
1- وهو أن الفريق الذي أنكر حدوث هذه الإمكانية من أساسه .. له ظن راجح في هذه المسألة إلا أنه غفل عن حالة ماذا لو تجسد الجني ؟!!
- وأدلة إنكار هذا الفريق .. هي مثل أدلته في إنكار مسألة الزواج بين الجن والإنس ولا داعي لتكرارها هنا .. ويمكن الرجوع إلى الفصل الثاني بأكملة من السؤال رقم (6) وحتى السؤال رقم (12) ..  
 
2- والفريق الذي قال بإمكانية حدوث جماع بين الجن والإنس .. له ظن مرجوح لأنه لا حجة فيه شرعا ليحتجوا بها سوى إمكانية حدوث ذلك نظريا وذلك قياسا على أن الجن له قدرة على الوطء والجماع ببني جنسه ..

- بل أن البعض من هذا الفريق لا يجزم بإمكانية تحقيق هذا الجماع فعلا في الواقع لمجهولية تحقيق ذلك الفعل .. وهذا البعض من العلماء أصبح التيار السائد بين العلماء المعاصرين في زماننا .. ولعل ذلك لغلق باب الفتنة ..  والله أعلم ..!!  
 
#- أما عن سبب قولي أن رأي الجمهور هو قول لا حجة فيه شرعا وإن كان جاز عقلا أو نظريا .. فهذا ما سنناقشه في الفصول القادمة .. باستفاضة وتوسع كبير .. وسنأتي بما ذكره العلماء والجهلاء .. ونحقق هذا وذاك إن شاء الله تعالى ..
 
#- سبب ما ذكرته لك سابقا من أن آراء العلماء هي ظنون:
- فعليك بتحقيق ما قاله هذا وذاك ليتبين لك الفرق الأقرب للصواب .. دون تعصب جاهلي لرأي وتفرضه على الناس وكأنه دين الحق .. فهذه حيئنذ خيانة للأمانة العلمية .. لأن هذا ليس دين وإنما رأي ظني في مسألة فرعية شرعية ..
 
- فاقرأ العلم وتعامل معه بهدوء ودون تعصب .. واستعمل عقلك .. فالذي قال برأيه هو إنسان عالم له عقل .. وأنت أيضا إنسان متعلم ولك عقل .. فاستقبل العلم واستعقله ولا تقبله قبول تسليم لأنه مجرد ظنون واستفتي قلبك .. فانتبه.
 
#- فإذا علمت ما سبق .. فالآن ننتقل إلى مناقشة الأدلة التي أشار إليها من يظن بإمكانية جماع الجن للإنس .. والله ولي التوفيق.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .