ج24: رسالة الزواج والجماع والإنجاب بين الجن والإنس - هل يقال أن الشيطان استولى على ملك سليمان وظل يجامع زوجاته مدة أربعين يوما كدليل على جماع الشيطان للإنس - هل قال النبي في حديث للمرأة (هَلْ تُحِسُّ مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ أَنَّ الْجِنَّ تُجَامِعُهَا) - هل قال أحد الصحابة أن الجن يجامع المرأة الإنسية بشعلة من نار - ما علاقة اغتصاب امرأة في زمن عمر بوجود جماع من الجن - هل أوصى الخليفة عمر بن عبد العزيز بما معناه "لا تنامي على ظهرك وإلا سيطمع فيكي الشيطان" - هل الشيطان يجامع الزوجة كالعاهرة وينزل نطفته مع نطفة الرجل في رحم الزوجة - هل بعض الصحابيات قد تعرضن لمحاولة اغتصاب من الجن كما زعم من أرادوا الإستدلال على جماع الجن للإنس

        بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الزواج والجماع والإنجاب

بين الجن و الإنس

حقيقة شرعية أم خرافة تراثية

 (الجزء الثاني)

(الفصل الرابع والعشرون)

#- فهرس:

:: الفصل الرابع والعشرون :: عن مناقشة روايات مختلفة منسوبة النبي ولم يقل بها - وروايات عن بعض الصحابة والتابعين .. أشار البعض إلى أنها دليل على إمكانية جماع الجن للإنس ::

1- س75: هل يقال أن الشيطان استولى على ملك سليمان وظل يجامع زوجاته مدة أربعين يوما كدليل على جماع الشيطان للإنس ؟

2- س76: هل قال النبي في حديث للمرأة (هَلْ تُحِسُّ مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ أَنَّ الْجِنَّ تُجَامِعُهَا) ؟

3- س77: هل قال أحد الصحابة أن الجن يجامع المرأة الإنسية بشعلة من نار ؟

4- س78: ما علاقة اغتصاب امرأة في زمن عمر بوجود جماع من الجن ؟

5- س79: هل أوصى الخليفة عمر بن عبد العزيز بما معناه "لا تنامي على ظهرك وإلا سيطمع فيكي الشيطان" ؟

6- س80: هل الشيطان يجامع الزوجة كالعاهرة وينزل نطفته مع نطفة الرجل في رحم الزوجة ؟

7- س81: هل بعض الصحابيات قد تعرضن لمحاولة اغتصاب من الجن كما زعم من أرادوا الإستدلال على جماع الجن للإنس ؟

*************************
:: الفصل الرابع والعشرون ::
:: عن مناقشة روايات مختلفة منسوبة النبي ولم يقل بها - وروايات عن بعض الصحابة والتابعين .. أشار البعض إلى أنها دليل على إمكانية جماع الجن للإنس ::
**************************
..:: س75: هل يقال أن الشيطان استولى على ملك سليمان وظل يجامع زوجاته مدة أربعين يوما كدليل على جماع الشيطان للإنس ؟ ::..
 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من أقبح ما يمكن أن تتخيله في عقلك أن يستدل البعض بأعراض الأنبياء لإثبات قضيته الخاصة في إثبات جماع الجن للإنس .. فاستباح عرض نبي الله سليمان عليه السلام .. وقال أن الشيطان طالما جامع زوجاته فهذا دليل على أن الجن يمكن أن يجامع الإنس ..!!

 

#- وذكروا من الروايات .. روايتيين:

- الرواية الأولى: 

#- رواية عن تابعي .. (مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم) ..

- أخرج عبد بن حميد عَن عبد الرَّحْمَن بن رَافع رَضِي الله عَنهُ قَالَ: (بَلغنِي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: حدث عَن فتْنَة سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: إِنَّه كَانَ فِي قومه رجل كعمر بن الْخطاب فِي أمتِي فَلَمَّا أنكر حَال الجان الَّذِي كَانَ مَكَانَهُ .. أرسل إِلَى أفاضل نِسَائِهِ فَقَالَ: هَل تنكرن من صاحبكن شَيْئا ؟ قُلْنَ: نعم كَانَ لَا يأتينا حيضا وَهَذَا يأتينا حيضا .. فَاشْتَمَلَ على سَيْفه ليَقْتُلهُ .. فَرد الله على سُلَيْمَان ملكه .. فَأقبل فَوَجَدَهُ فِي مَكَانَهُ فَأخْبرهُ بِمَا يُرِيد) ذكرها السيوطي في الدر المنثور .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- السند تالف والمتن موضوع أي مكذوب على النبي وهو بريء منه صلى الله عليه وسلم ..

 

- أولا: من حيث السند ..

1- فيه (عبد الرحمن بن رافع التنوخي - تابعي - توفى 113 هـ) .. هو ضعيف الحديث وتركوه بسبب مناكيره والتي منها هذا الحديث ..!!

 

2- وفيه انقطاع بين (عبد الرحمن بن رافع) والنبي صلى الله عليه وسلم .. حيث لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما بلغه عنه .. ولا نعرف عمن أبلغه هذا الخبر المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

 

- ثانيا: من حيث المتن ..

1- القول بأن هذا حديث نبوي .. فهذه شهادة زور على النبي صلى الله عليه وسلم إن ظننت أنه قال هذه الرواية .. بل وفيك ظن السوء بسليمان وزوجاته وكأنك جعلتهن عاهرات الشيطان ..

 

- لأنه لا يمكن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يظن أن الله قد فعل ذلك بسليمان عليه السلام .. بأن سلط عليه شيطان ليسلبه ملكه ونبوته وزوجاته .. وتصبح الزوجات العفيفات المؤمنات محظيات في حضن الشيطان كالعاهرات بين يديه .. ويجامعهن في حال الحيض .. بل وزوجاته يكتمن ذلك ولا يعترضن .. ولم يكشفن عن ذلك إلا لما تم سؤالهن ..!!

 

2- وكأن الله سمح للشيطان بفعل الفحشاء والمنكر في كل ما يخص سليمان عليه السلام ..!!

- أهذا كلام يقول به عاقل أو مؤمن ؟!! بكل تأكيد .. لا ..

- وإنما يصدق هذه الرواية من كان في نفسه سفالة وحقد على الله وأنبياءه ..

 

- سبحانك يارب .. ما قيل في هذه الرواية بهتان عظيم .

 

#- خلاصة القول:

- أن هذه الرواية فاسدة تماما وباطلة ومكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم .. وفيها اتهام لله جل شأنه .. !!

 

#- الرواية الثانية:

- رواية صحابي .. (خبر موقوف ومتن منكر جدا ومكذوب على الله ونبي الله سليمان)..

- عن مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: (كَانَ الَّذِي أَصَابَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي سَبَبِ (أي بسبب) امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ يُقَالُ لَهَا جَرَادَةُ، وَكَانَتْ أَحَبَّ نِسَائِهِ إِلَيْهِ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ نِسَاءَهُ أَوْ يَدْخُلَ الْخَلَاءَ أَعْطَاهَا الْخَاتَمَ .. فَجَاءَ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْجَرَادَةِ (أحدى زوجاته) يُخَاصِمُونَ قَوْمًا إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَكَانَ هَوَى سُلَيْمَانَ أَنْ يَكُونَ الْحَقُّ لِأَهْلِ الْجَرَادَةِ فَيَقْضِيَ لَهُمْ (أي يحكم بالباطل لأهل زوجته جرادة ويظلم الآخرين الذين في نزاع معهم) .. فَعُوقِبَ حِينَ لَمْ يَكُنْ هَوَاهُ فِيهِمْ وَاحِدًا ..

- فَجَاءَ حِينَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُ .. فَأَعْطَاهَا الْخَاتَمَ وَدَخَلَ الْخَلَاءَ .. وَمَثَّلَ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ سُلَيْمَانَ .. قَالَ: هَاتِي خَاتَمِي .. فَأَعْطَتْهُ خَاتَمَهُ فَلَبِسَهُ .. فَلَمَّا لَبِسَهُ دَانَتْ لَهُ الشَّيَاطِينُ وَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ وَكُلُّ شَيْءٍ ..

- قَالَ: فَجَاءَهَا سُلَيْمَانُ .. قَالَ: هَاتِي خَاتَمِي ..

- قَالَتْ: اخْرُجْ لَسْتَ بِسُلَيْمَانَ.

- قَالَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ ذَاكَ مِنْ أَمْرِ اللهِ، أُبْتَلَى بِهِ..

- فَخَرَجَ فَجَعَلَ إِذَا قَالَ: أَنَا سُلَيْمَانُ رَجَمُوهُ حَتَّى يُدْمُونَ عَقِبَهُ، فَخَرَجَ يَحْمِلُ عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ .. وَمَكَثَ هَذَا الشَّيْطَانُ فِيهِمْ مُقِيمًا يَنْكِحُ نِسَاءَهُ .. وَيَقْضِي بَيْنَهُمْ (أي يحكم الشيطان المتشكل بصورة سليمان بين الناس على أنه سليمان) ... إلى آخر الرواية)) رواه النسائي في السنن الكبرى.

 

#- الرواية الثانية بنفس الإسناد وبلفظ آخر:

 - رواية صحابي .. (خبر موقوف ومتن منكر جدا ومكذوب على الله ونبي الله سليمان) .. عن ابن عباس قال: (أَرَادَ سُلَيْمَانُ أَنْ يَدْخُلَ الْخَلَاءَ فَأَعْطَى لِجَرَادَةَ (وهو اسم زوجته) خَاتَمَهُ .. وَكَانَتْ جَرَادَةُ امْرَأَتَهُ .. وَكَانَتْ أَحَبَّ نِسَائِهِ إِلَيْهِ ..

- فَجَاءَ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ سُلَيْمَانَ فَقَالَ لَهَا: هَاتِي خَاتَمِي فَأَعْطَتْهُ ..

- فَلَمَّا لَبِسَهُ دَانَتْ لَهُ الإنس والجن والشياطين ..

- فلما خرج سليمان مِنَ الْخَلَاءِ قَالَ: هَاتِي خَاتَمِي .. قَالَتْ قَدْ أَعْطَيْتُهُ سُلَيْمَانَ.

- قَالَ أَنَا سُلَيْمَانُ.

- قَالَتْ كَذَبْتَ لَسْتَ سُلَيْمَانَ .. فَجَعَلَ لَا يَأْتِي أَحَدًا يَقُولُ أَنَا سُلَيْمَانُ إِلَّا كَذَّبَهُ، حَتَّى جَعَلَ الصِّبْيَانُ يَرْمُونَهُ بِالْحِجَارَةِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ.

- وَقَامَ الشَّيْطَانُ يَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ ..

- فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرُدَّ عَلَى سُلَيْمَانَ سُلْطَانَهُ .. أَلْقَى فِي قُلُوبِ النَّاسِ إِنْكَارَ ذَلِكَ الشَّيْطَانِ .. فَأَرْسَلُوا إِلَى نِسَاءِ سُلَيْمَانَ فَقَالُوا لَهُنَّ: تُنْكِرْنَ مِنْ أَمْرِ سُلَيْمَانَ شَيْئًا؟ قُلْنَ نَعَمْ إِنَّهُ يَأْتِينَا وَنَحْنُ نَحِيضُ، وَمَا كَانَ يَأْتِينَا قَبْلَ ذَلِكَ..!!

- فَلَمَّا رَأَى الشَّيْطَانُ أَنَّهُ قَدْ فُطِنَ لَهُ ظَنَّ أَنَّ أَمْرَهُ قَدِ انْقَطَعَ .. فَكَتَبُوا كُتُبًا فِيهَا سِحْرٌ وَكُفْرٌ فَدَفَنُوهَا تَحْتَ كُرْسِيِّ سُلَيْمَانَ، ثُمَّ أَثَارُوهَا وَقَرَءُوهَا عَلَى النَّاسِ وَقَالُوا بِهَذَا كَانَ يَظْهَرُ سُلَيْمَانُ عَلَى النَّاسِ وَيَغْلِبُهُمْ .. فَأَكْفَرَ النَّاسُ سُلَيْمَانَ .. فَلَمْ يَزَالُوا يُكَفِّرُونَهُ ..

- وَبَعَثَ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ بِالْخَاتَمِ فَطَرَحَهُ فِي الْبَحْرِ فَتَلَقَّتْهُ سَمَكَةٌ فَأَخَذَتْهُ .. وَكَانَ سُلَيْمَانُ يَعْمَلُ عَلَى شَطِّ الْبَحْرِ بِالْأَجْرِ .. فَجَاءَ رَجُلٌ فَاشْتَرَى سَمَكًا فِيهِ تِلْكَ السَّمَكَةُ الَّتِي فِي بَطْنِهَا الْخَاتَمُ، فَدَعَا سُلَيْمَانَ فَقَالَ: تَحْمِلُ لِي هَذَا السَّمَكَ؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَ بِكَمْ؟ قَالَ بِسَمَكَةٍ مِنْ هَذَا السَّمَكِ، فَحَمَلَ سُلَيْمَانُ السَّمَكَ ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمَّا انْتَهَى الرَّجُلُ إِلَى بَابِ دَارِهِ .. أَعْطَاهُ تِلْكَ السَّمَكَةَ الَّتِي فِي بَطْنِهَا الْخَاتَمُ، فَأَخَذَهَا سُلَيْمَانُ فَشَقَّ بَطْنَهَا فَإِذَا الْخَاتَمُ فِي جَوْفِهَا فَأَخَذَهُ فَلَبِسَهُ ..

- فَلَمَّا لَبِسَهُ دَانَتْ لَهُ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ وَالشَّيَاطِينُ وَعَادَ إِلَى حَالِهِ .. وَهَرَبَ الشَّيْطَانُ حَتَّى لَحِقَ بِجَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ .. إلى آخر الرواية) رواه أبو حاتم في تفسيره وعنه ذكره السيوطي في الدر المنثور وذكره بن كثير في تفسيره وقال: إسناده إلى ابن عباس قوي ولكن الظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس "إن صح عنه" من أهل الكتاب .. وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان عليه السلام .. فالظاهر أنهم يكذبون عليه .. ولهذا كان في السياق منكرات من أشدها ذكر النساء .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على الروايتين السابقتين:

- أولا: من حيث السند ..

- فيه علتان ..

1- في الرواية (الأعمش) وقد دلس في السند فلم يصرح بالسماع من المنهال بن عمرو وإن كان من مشايخه .. مع نكارة المتن التي تؤكد تدليسه لهذه الرواية .. فضلا عن تفرده بالرواية عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن بن عباس في هذه الرواية الملعونة وليس له متابعة على ذلك .. !!

- وحتى إن صح السند من توثيق رواته واحتمالية سماع الأعمش .. فإن الحديث غير صحيح لنكارة متنه المخالف والمعارض للقرآن ..!!

 

2- الحديث موقوف على قول الصحابي بن عباس رضي الله عنه .. وإن كان السند صحيح إلى بن عباس .. إلا أنه مرسل صحابي ضعيف لأنه لم يحضر هذه القصة ليرويها لنا ولم يظهر لنا عمن أخذ هذه المعلومة الغيبية التي تحتاج إلى تلقين وحي .. وغالبا أخذها عن تابعي من مسلمة أهل الكتاب .. !!

 

#- فالرواية معلولة بعنعنة الأعمش وبإرسال بن عباس .. فكيف تصح الرواية ..؟!!

 

- وحتى لو ظهر في الرواية .. أن بن عباس مثلا أخذ الرواية عن كعب الأحبار .. فستظل الرواية مرسل ضعيف لأن كعب الأحبار لم يأخذها تلقينا من نبي يوحي إليه وإنما من نصوص تم تحريفها وتبديل نصوصها .. فما بالك لو كان أخبار إسرائيلية مقبوحة ومنكرة وفيها مخالفة للقرآن وللعقل ؟!! فهذه لا يحل روايتها إلا على سبيل التحذير منها .. لمخالفتها القرآن والعقل ..

 

- وعموما فإن الرواية قد أنكرها عموم علماء المسلمين لنكارة المتن القبيح جدا في قصته .. منهم الإمام بن كثير كما سبق بيان ذلك .

 

- ثانيا: من حيث المتن لهذه الروايات (فانتبه جيدا وبتركيز قوي) ..

- أما عن المتن فهو نص مكذوب على نبي الله سليمان ومعظمة مخالفات ومعارض للقرآن وفيه اتهامات لله جل شأنه .. وكل الرواية مخالفة للعقل من أساسه .. ولنناقش كل جزئية فيه بهدوء وببساطة ..

 

#- الأول: جزئية حكم سليمان وأنه ظلم فيه ...

- الرواية تظهر أن سليمان عليه السلام كان يحكم بالباطل لأهل زوجته المسماة "جرادة" .. لأنه كان يهوى زوجته حتى أفسدت حاله وأصبح يسير على هواها ويحكم لأهلها بالباطل من أجل أن يرضيها ..

- وهذا كلام باطل من ناحيتين:

1- لأن الله ذكر جماعة من الأنبياء ومنهم سليمان عليه السلام .. وقال بعد ذكرهم: (إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ) ص46-47..

2- يقول تعالى في حق سليمان: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص 30...

- فهل هذا الأواب أي الدائم الرجوع إلى الله بالعبادة والإخلاص له .. يقال عنه أنه نبي ظالم ومفترى ويمشي على هوى النسوان ..!!

 

#- سبحانك يا رب هذا بهتان عظيم على سليمان عليه السلام ..!!

 

#- الثاني: جزئية إظهار أن كرامة سليمان في خاتمه ..

- قول الرواية (أَرَادَ سُلَيْمَانُ أَنْ يَدْخُلَ الْخَلَاءَ فَأَعْطَى لِجَرَادَةَ خَاتَمَهُ) ..

فهذا معناه الآتي .. 

 

- أن الرواية تريد أن توضح لك أن ملك سليمان ونبوته مرتبطة بهذا الخاتم .. وأن لولا هذا الخاتم فلا قيمة لسليمان وكأنه شخص عادي وتافه في الحياة .. وهذا كذب صريح على كلام الله .. ليه ..؟

 

- لأن الله أعطى ملكه لسليمان تبعا لنبوته وليس تبعا لخاتمه .. بدليل قوله تعالى: (هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ) ص39-40 ..

 

#- الثالث: جزئية أن الشيطان اجتمع بزوجات سليمان وعاشرهن وجامعهن جماع الزوجات وفي وقت الحيض ..

- وأما عن قوله في الرواية: (إِنَّهُ يَأْتِينَا وَنَحْنُ نَحِيضُ) وفي رواية أخرى بلفظ: (وَمَكَثَ هَذَا الشَّيْطَانُ فِيهِمْ مُقِيمًا يَنْكِحُ نِسَاءَهُ) ..

 

- فهذا معناه أن زوجات سليمان أصبحن محظيات للشيطان يعاملهن معاملة العاهرات بين يديه .. وهذه جرأة في سب وقذف نبي الله سليمان بهذا السب والقذف الوقح .. وهذا لونا من الكفر بالله من خلال سب أنبياء الله في شرفهم ..

 

- فهو كلام باطل جدا .. ليه؟

1- لكونه يشير إلى السبَّ والشتم والقذف الشهادة الزور على الله جل شأنه فيقال:

- إذا كان هذا ما حدث فإن هذا معناه أن الله كان غافلا وجاهلا بما يحدث .. ولو كان عالما بذلك وسمح به .. فهو حينئذ متهما بأنه محبا للشيطان وعدوا للمؤمنين لأن زوجات سليمان لا يمكن أن يكونوا إلا مؤمنات .. وإذا كان سليمان ارتكب كبيرة كما تزعم الرواية (وهذا كذب) .. فما ذنب المؤمنات العفيفات أن  يكن محظيات للشيطان ..؟!!

 

- وسواء هذا أو ذاك ففي كلا الأمرين كفر صريح بالله وإعلان واضح بتعظيم قدرة الشيطان بالتصرف في الكون وفق إرادته هو .. وأن له قدرة وغلبة وقهر على عصيان الله بأن يفعل ما يريد ..!!

 

2- ولكونه يشير إلى السبَّ والشتم والقذف الشهادة الزور على سليمان عليه السلام فيقال:

- معنى أن يقال أن زوجات النبي كن في حضن الشيطان كالعاهرات بين يديه مع علم النبي بذلك دون أن يحارب ويقاتل الشيطان فيموت دون حدوث ذلك .. فهذا اتهام صريح لسليمان عليه السلام بأنه ديوث ملعون .. ولا يقول القول إلا من كفر بالله وبأنبياءه ..

 

3- ولكونه يشير إلى السبَّ والشتم والقذف الشهادة الزور على زوجات سليمان عليه السلام .. فيقال:

- كيف يتصور عاقل أن الشيطان يعتدي على زوجات سليمان وهن لا يعرفنه طوال أربعون يوما وليلة .. بل ويجامعنه في وقت الحيض ولم تعترض واحدة منهن عليه طوال هذه الفترة .. فهل كن يستمتعن بالجماع وقت الحيض ؟!! (وحاشاهن) بل من قال بهذه الرواية من اليهود هو الكذاب عليهن .. ولا نستغرب أن يقول بهذا الكلام من سافل باع نفسه للشيطان .. حتى يسب زوجات الأنبياء بهذا السب والشتم والشهادة الزور عليهن ..!!

 

#- رابعا: أما عن جزئية أن الشيطان حينما انكشف أمره فألقى الخاتم في البحر ..

- فهذا كلام باطل .. ليه ؟

1- لأنه كيف يلقي ما كان يكسبه سلطانا على الإنس والشياطين الجن .. ويتحكم فيهم بموجب هذا الخاتم ؟!!

 

2- فهل يوجد مخلوق يكون معه كل هذه القوة ليلقيها في البحر ..!! بكل تأكيد .. لا .. لأنه في الحقيقة لا يوجد خاتم ولا يوجد شيطان في قصة سيدنا سليمان من أساسه ..!!

 

#- الخامس: أهانوا نبي الله فقالوا مقهور بالشيطان ..

- الذين يستدلون بهذه الروايات ويروجون لها في زماننا .. نجد في أنفسهم خبل عقلي عجيب .. فهم يثبتون أن الشيطان يفر من عمر بن الخطاب .. وهذا حقيقي فعلا .. ولكنهم يثبتون في سليمان عليه السلام نبي الله أنه مقهور بالشيطان فاستولى على ملكه ونساءه بل ويزني بهن ويعاملهن معاملة المحظيات .. ويحكم بين الناس على أنه نبي الله ..!!

- لا تعليق .. سوى أن أقول ربنا يرزقهم البصيرة ويحررهم من تعظيم قدرة الشيطان في أنفسهم ونفوس الناس ..!!

 

#- خلاصة تحقيق القصة ..

1- لا يخفى على عاقل أن هذه القصة ليست حجة شرعية في إثبات شيء .. لأنها قصة كل مروياتها مكذوبة بالكامل ..

 

2- هذه الرواية ما هي إلا اتهام بالباطل في حق الله وحق نبي الله سليمان .. بل وفيها تعظيم وتبجيل لقدرة الشيطان في التصرف في ملك الله وقدر الناس كما يحلو له ووفق إرادة الشيطان .. وكأن الناس مجموعة أغنام يحركها كيفما شاء ..!!

 

3- واعلم أخي الحبيب لقد اختصرت التعليق على هذه الرواية .. ويمكنك مراجعة تحقيق كل جزء في قصة سليمان عليه السلام ورواياتها المختلفة .. في رسالة (الملاك والجن والشيطان وإمكانية تمثيله وتجسيده في صورة إنسان - الفصل الرابع - من السؤال رقم 55 إلى رقم 58) .. وستجد ما يدهشك ..

4- والغريب ليس في قصة الشيطان وملك سليمان .. وإنما الغريب فيمن استباح لنفسه أن يستدل بزوجات سليمان في حض الشيطان للدلالة على أنها دليل على جماع الجن للإنس ..!!

- أهذه نفوس أسوياء ؟!!

- لا أعتقد .. بل نفوس تشرب قلبها بحب الشيطان حتى أصبحت تبحث عن أي شيء ليعظم به قدرات الشيطان في نفوس الناس .. حتى ولو كذبوا على رسل الله وهتكوا أعراضهم .. ليثبتوا فعلا للشيطان .. !!

 

*****************************

..:: س76: هل قال النبي في حديث للمرأة (هَلْ تُحِسُّ مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ أَنَّ الْجِنَّ تُجَامِعُهَا) ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من غرائب العلماء .. التي يتم ذكرها في الكتب .. هو ما ذكره الشيخ شرف الحق الصديقي ..

- حيث أتى رحمه الله في شرحه لحديث المغربين عند أبي داود .. وذكر رواية قال فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هَلْ تُحِسُّ مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ أَنَّ الْجِنَّ تُجَامِعُهَا) ذكره الشيخ شرف الحق الصديقي في عون المعبود شرح سنن أبي داود ج14 ص8 .

 

- وهذه الرواية بحثت عنها كثيرا ولم أجد لها أي أثر في كتب الأحاديث بل ولم أجدها حتى كأثر رواه صحابي أو تابعي ..!! ولا أدري من أين تم الإتيان بهذه الرواية التي نسبها للنبي صلى الله عليه وسلم والتي هي مجهولة المصدر وبالتالي هي رواية باطلة حيث لا سند لها ولا يوجد مصدر يدل على روايتها ..!!

 

- ولعل هذه الرواية التي ذكرها الشيخ "شرف الحق الصديقي" .. هي من كلام أحد شراح الأحاديث ولكن قد اختلط عليه الأمر وظنه حديث نبوي .. وهذا هو يغلب على ظني والله أعلم .. وقد لزم التنويه والإشارة إلى هذه الرواية حتى لا تظن أنها حديث نبوي فعلا .. فانتبه .

 

***********************

 

..:: س77: هل قال أحد الصحابة أن الجن يجامع المرأة الإنسية بشعلة من نار ؟ ::..

#- استدل بعض جماعة الإنترنت برواية من أغرب ما يمكن أن تصدقه .. ليثبتوا أن الجن يجامع الإنس ..!! فذكروا الآتي:

1- (أثر باطل) رواية بلا سند: (جاء رجلا لابن عباس وقال: إن امرأتي استيقظت ، وكأن في فرجها شعلة نار ، قال : ذاك من وطء الجن . قال: فمن أولادهم ؟ قال : هؤلاء المخنثون) رواه السمعاني في تفسيره بلا سند ..!!

 

2- (أثر صحيح) - روي عبد الرزاق عن بن عيينة عن عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه : (أَنَّ أَبَا مُوسَى، كَتَبَ إِلَى عُمَرَ فِي امْرَأَةٍ أَتَاهَا رَجُلٌ وَهِيَ نَائِمَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّ رَجُلًّا أَتَانِي، وَأَنَا نَائِمَةٌ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ حَتَّى قَذَفَ فِيَّ مِثْلَ شِهَابِ النَّارِ، فَكَتَبَ عُمَرُ: «تِهَامِيَّةٌ تَنَوَمَّتْ قَدْ يَكُونُ مِثْلُ هَذَا»، وَأَمَرَ أَنْ يُدْرَأَ عَنْهَا الْحَدُّ) رواه عبد الرزاق في مصنفه.

 

- قوله (تهامية): أي امرأة تعيش في تهامة وهي أحد مدن الحجاز .. والظاهر أنها تعيش خارج حدود المدينة كالبدو .. والله أعلم.

 

- قوله (تنومت): اللفظ يدل على أنه تم إجبارها على النوم بطريقة ما سواء غلبها النوم بقوة أم أنه تم إعطائها شيئا لتشربه فنامت عميقا .. وبالتالي قد يحدث مثل ذلك وهي مغلوبة على أمرها .. ولعلها ظنت أنها تحتلم من شدة النوم والتعب .. والله أعلم .

 

#- ما الذي يريد المستدلون بهذا الأثر أن يقولوه لنا ؟

- كأنهم بهذا الأثر يريدون أن يقولوا لنا: أن المرأة قالت أنه قُذف فيها مثل شهاب النار .. إذا فالشيطان أخرج ناريته في فرجها وأصبحت حامل ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة ):

- دائما نقول لهؤلاء أن الاحتجاج الشرعي لا يكون برأي صحابي في اثبات الأمور العقائدية الغيبية .. ويظل رأيه مجرد اجتهاد ظني منه .. فهو ليس مُلزِم لأحد .. هذا على افتراض أنه قد قال بهذا الكلام .

 

#- أولا: بخصوص الرواية الأولى ..

1- وهي ما ذكره الإمام السمعاني عن بن عباس .. فهذه رواية باطلة ولا يصح منها شيء أصلا وبلا سند ولا دليل عليها .. ويتم روايتها في كتب التفسير بلا إسناد لها ..

- هذا بالإضافة إلى أنه يتم روايتها بصيغة التضعيف فتكتب هكذا (رُوي عن) .. أي العلماء يعلمون انها رواية غير صالحة وضعيفة .. وإنما يذكروها من باب الإحاطة بالمعلومة حول ما يقال حول الآية ..

 

2- لا يصح الاستدلال بكلام موقوف على كلام صحابي في بيان عقيدة غيبية .. ليس لها ما يؤيدها من الشرع أو إجماع من الصحابة .. فما بالك لو رواية باطلة لم تصح .. !!

 

2- ولكن الذين هم جهلاء يأخذون مثل هذه الروايات ويحتجون بها انتصارا لإثبات قدرات للشيطان .. دون توضيح حقيقتها ..!!

- فيا لها من جرأة في الدين .. وخيانة في العلم ..!!

 

#- ثانيا: بخصوص الرواية الثانية:

1- أما عن الرواية الثانية التي تتعلق بقول عمر بن الخطاب .. فالرواية ترشد إلى فقه عمر بن الخطاب في مسائل إغتصاب النساء بالإكراه دون معرفة الفاعل ..!!

- فما علاقة الجن والشيطان بهذه المسألة ؟!!

- حتى أن الإمام عبد الرزاق الذي روى هذه الرواية وضعها في كتابة تحت عنوان (بَابٌ الْبِكْرُ وَالثَّيِّبُ تُسْتَكْرَهَانِ ج7- ص408) ..

- ولم يقل احد من العلماء أن الرواية تتعلق بالجن أصلا ..!!

 

2- كيف يتم الإستدلال بمثل هذه الرواية على ما تزعمون من جماع الجن للإنسية والحمل بها ؟!!

- أم أن خيالكم المرض وشيطان أنفسكم زين لكم حينما وجدتم جملة (قَذَفَ فِيَّ مِثْلَ شِهَابِ النَّارِ) أن الذي جامعها هو جن .. !!

- أهذا كلام يعقله عاقل يا ناس ؟!!

 

3- وكيف يكون التصور أنه جن في حين أن المرأة قالت: (أتاني رجل) ولم تقل أتاني شبح أو جن أو خيال ؟!!

                                                                          

4- بل أن المرأة قالت: (قَذَفَ فِيَّ مِثْلَ شِهَابِ النَّارِ) أي قالته هذا كمثال وليس كحقيقة .. لأنها تقصد به وصف لماء الرجل النازل الذي يكون دافئا ..

- بل بمنطق ومفهوم هذه العقول الغير واعية لما تنقله .. لو كان الذي تم قذفه هو فعلا شهاب من نار في فرجها .. لكانت المرأة ماتت ولم نجد لها أثر من أساسه ..!!

- فهل غابت العقول أم على القلوب أقفال ؟!!

 

5- ولعل قد يذهب الخيال المريض في هؤلاء إلى أن هذا الرجل الذي اغتصب المرأة هو جن قد تجسد في صورة إنسان ..!!

- فلو حدث هذا فأنت شخص فعلا غير عاقل .. لأنه كيف يتجسد في صورة مادية ويقذف في حالة نارية في نفس الوقت ؟!! هذا بالإضافة إلى أن الجن لا يتجسد ماديا في صورة إنسان سويا ....!!

 

#- ولكن لنا هنا سؤال لخدامين قدرات الشيطان:    

- لنا هنا أن نسأل فنقول لو كان هذا تصوركم أن الجن يقذف بشهاب من نار .. فهذا لا يكون إلا عن تجربة حدثت وتكررت حتى استقر في العقل وجودها .. وهذا لا يتم إلا لو كنتم طرف في هذه المعاشرة مع الجن أو عاينتوها بأعينكم وهذا يتطلب رؤيتكم للجن وهو ينكح النساء وهذا لا يحدث ..

- ولذلك لا يبقى لنا إلا أن نستفسر ونقول: هل عاشرتم الجن فقذف فيكم بشهاب من نار حتى تجزموا بأنه يقذف شهاب من نار ؟!!

- وإلا فمن أين علمتم أن قذف الجن يكون في هيئة شهاب من نار إلا لو كنتم قد ذقتم ونالكم شيئا من هذا الشهاب الناري فيكم ؟!!

- أم أنكم تكذبون ؟!!

- وهو كذلك فعلا ..

*************************
 
..:: س78: ما علاقة اغتصاب امرأة في زمن عمر بوجود جماع من الجن ؟ ::..
 

#- استدل بعض جماعة الإنترنت على جماع الجن للإنس .. برواية لا تدل على أي شيء إلا على وجود اغتصاب .. فهل ظن هؤلاء أنه اغتصاب روحاني ؟!!

- لا أستبعد ذلك على عقولهم البليدة .. وإليك ما استدلوا به ..

 

- (أثر صحيح) - عن عبد الرزاق عن الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: (بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ امْرَأَةً مُتَعَبِّدَةً حَمَلَتْ، فَقَالَ عُمَرُ: «أُرَاهَا قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ تُصَلِّي فَخَشَعَتْ فَسَجَدَتْ فَأتَاهَا غَاوٍ مِنَ الْغُوَاةِ فَتَحَشَّمَهَا، فَأَتَتْهُ فَحَدَّثَتْهُ بِذَلِكَ سَوَاءً فَخَلَّى سَبِيلَهَا») رواه عبد الرزاق في مصنفه.

 

#- من معاني الرواية السابقة:

- قوله (غاو من الغواة): أي يقصد به معتدي من المعتدين ممن انحرف عن طريق الحق ومال قلبه للباطل ..

- قوله (فتحشمها): أي اعتبرها من حشمه واستباحها كأنها خادمة من عبيده وملكا له وفعل بها فعلته أي اغتصبها .. والله أعلم .

- قوله (فحدثته بذلك سواء): أي أخبرته مثلما ظن وتصور عمر أن هذا ما حدث .. فتطابق كلامها مع ظن عمر .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة ):

1- يقال في هذه الرواية ما قيل في الرواية السابقة من حيث أن هذا رأي صحابي وفقهه وليس وحي سماوي لنعتقده ..

 

2- وكذلك هذه الرواية تتكلم عن حال المرأة التي يتم اغتصابها بالإكراه دون إرادتها من رجل من الإنس .. ولا علاقة له بالجن ..

- فما هذا الجهل ..؟!!

 

3- أين الجن في هذه الرواية من أساسه حتى يقال أن الرواية تشير إلى أن الجن جامعها ؟!!

 

4- ولو كان ظنهم أن هذا المعتدي هو من الجن .. فهذا إن دل فإنما يدل على مدى جهلهم وضآلة عقولهم .. لأنهم بذلك يجعلون كل معتدي على امرأة بالإغتصاب هو من الجن .. ولا يخفى مدي الحمق الذي يحمله هذا التصور فضلا عن عمق الكذب الذي وراء هذا القول لأنه لا واقع له ..!!

 

#- خلاصة القول:

1- أن الذين استدلوا بهذه الرواية إما أنهم جهلاء عن أن الرواية تتكلم عن الإغتصاب بالإكراه للنساء من رجال الإنس .. وإما أنهم يتعمدون الكذب في شريعة الله بما ليس فيها ويحرفون في الروايات عما هي عليه ليخدموا أهوائهم الخاصة ..!!

- وكلا الأمرين أمر من الآخر لأنه يدل على أحوال هؤلاء الذين استدلوا بمثل هذه الروايات ..!!

 

2- فكيف يصدق الناس مثل هؤلاء الذين استباحوا تزوير الحقائق عما هي عليه وحرفوا النص بغير ما هو عليه من معنى  ..!!

- ويكفي أنك عرفت حالهم فلا تتبعهم يا مؤمن فتكون من الذين يفتنون الناس في دينهم .. فاحذرهم .

 
*********************
..:: س79: هل أوصى الخليفة عمر بن عبد العزيز بما معناه "لا تنامي على ظهرك وإلا سيطمع فيكي الشيطان" ؟ ::..
 

#- واستدل بعض جماعة الإنترنت الذين يريدون إثبات وطء الجن ..  فأتوا برواية غريبة .. وهي مجرد أثر ولا قيمة له في أن يحتج به أحد .. فما بالك لو كان هذا الأثر سنده تالف وفاسد ولم يصح ..!! وهذا هو ما استدلوا به ..

 

- (أثر ضعيف السند ومنكر المتن وباطلة شرعا) - عَنْ حُمَيْدَةَ، مَوْلَاةٍ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَتْ: (كَانَ عُمَرُ، يَقُولُ: لَا تَدَعِينَ بَنَاتِي يَنَمْنَ مُسْتَلْقِيَاتٍ عَلَى ظُهُورِهِنَّ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَظَلُّ يَطْمَعُ مَا دُمْنَ كَذَلِكَ) رواه بن أبي شيبه في مصنفه.

- وقالوا كره ذلك الإمام أحمد بن حنبل وبن سيرين ..!!

 

* قلت (خالد : صاحب الرسالة):

- أولا: ما علاقة هذا الأثر بوطء الجن للإنس ؟!! ففي أي جزء في هذا الأثر يشير لحدوث جماع من الجن ؟!! بكل تأكيد لا يوجد ..

- فما وجه الإستدلال حينئذ لهذه الرواية ؟!!

- أم أنه طالما ظهر في الرواية لفظ شيطان فأنتم تتخذوه وسيلة للإحتجاج به ؟!!

- ما هذا الجهل ..؟!!

 

- ثانيا: نحن لا نعرف حال الست "حُميدة" خادمة عمر بن عبد العزيز التي كانت ترعى بناته .. ولا نعرف لها ترجمة عند أهل العلم .. فهي مجهولة لنا .. فلا نعرفها صادقة أم كاذبة أم سفيهة أم مدلسه أو حتى موثوق فيها أم لا ..

- ولذلك فالرواية لا يصح الإستدلال بها ..

- وإذا بطل الدليل بطل الاستدلال به ..

 

- ثالثا: وعلى افتراض صحة الرواية (وهي غير صحيحة) .. فإن قول عمر بن عبد العزيز ليس حجة شرعية .. فهو مجرد ظن يظنه وقد قاله في صورة توجيه ونصيحة ..!!

 

- رابعا: تعالوا نناقش هذه الرواية بالعقل يا عقلاء .. حتي يتبين لك فسادها وبطلانها ومخالفتها للشريعة أصلا ..!!

1- لا يخفى أن هذه الرواية معارضة للقرآن أصلا .. لأن الله يقول (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) البقرة223..

- وعلى هذا فيكون الذي يجامع زوجته وهي مستلقية على قفاها .. فقد تسبب بحدوث لعنة لزوجته لأن الشيطان سيطمع فيها ويغتصبها ..!!

- فكيف يتم تصديق هذه الروايات يا عقلاء حينئذ ؟!!

 

2- ولا يخفى أن هذا مخالف لكلام النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (رأى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا مُضطجِعًا علَى بطنِهِ فقالَ إنَّ هذهِ ضِجعةٌ لا يحبُّها اللَّهُ) صحيح الترمذي.

- فتأمل قوله: (هذهِ ضِجعةٌ لا يحبُّها اللَّهُ) .. ولا تخصيص فيها لرجل أو امرأة .. فالكلام على العموم .

- فكيف يتم تصديق هذه الروايات يا عقلاء حينئذ ؟!!

 

3- كيف لإمرأة تستطيع أن تعيش مع هذا الجو الروحاني الفاسد حينما تعلم أن الشيطان محيط بها ويتلصص عليها وهي مستلقية على ظهرها ؟!! كيف يمكن قبول ذلك لأي مؤمن ؟!

- ما هذا الرعب الذي يتم زراعته في نفوس النساء .. وهو التخويف من الشيطان .. !!

- وفي ذلك الرعب أذى للمرأة المؤمنة واعتداء على حريتها في الحياة بمحض هوى بعض من سمح لنفسه أن يقول بهذا القول ..!!

 

4- وما الفرق بين الرجل والمرأة .. إذ نلاحظ دائما أن بعض المشايخ يحلو لهم أن يظهروا المرأة وكأنها مطمع للشيطان جنسيا .. ولكننا لا نسمع عن هذه المشايخ روايات تدل على طمع الشيطان في الرجال جنسيا ؟!!

- أم أن الإباحية فقط في عالم الشيطان خاصة لنساء الإنس دون رجال الإنس ؟!!

- ما لهؤلاء كيف يحكمون ؟!!

- فهل غابت العقول أم على القلوب أقفال ؟!! 

 

5- وعلى هذا المنطق الفاسد في الرواية والذي لا وجود له في شريعة الله أصلا .. فعلى المرأة كلما جلست فلتجلس على بطنها .. لأن الشيطان يراها .. وكأنه لا يوجد مفاتن للمرأة من ظهرها .. وكأنه  شيطان أعور أو أحول يرى من جهة واحدة ..!!

- من يصدق هذا الكلام يا عقلاء ؟!!

 

6- ثم الذي يطمع في المرأة لا يفرق له أنها على ظهرها أو بطنها .. فلماذا يطمع الشيطان من الاستلقاء على البطن ولا يطمع من الإستلقاء على الظهر ؟!!

- هل تحب أن تعرف رد بعض العلماء على ذلك .. ؟

- لأنهم قالوا بأن الحكمة في ذلك هو أن المرأة تتكشف لو نامت على ظهرها ..!!

- وكأن الذي يتكشف من ظهرة لا يتكشف من بطنه ..؟!!

- أفلا يعقلون ؟!!

- ما هذا السخف الغريب الذي يروج له البعض عن الشيطان .. وينسبون للشيطان أفعالا لم يأتي بها الشرع ..!!

 

7- والغريب أنه لا مانع من استحمام المرأة عارية ..!! فأين الشيطان حينئذ والمرأة تكون بلبوص كيوم ولدتها أمها ؟!! أم أنه يأتيها فقط وهي مستلقية على ظهرها فقط ومرتدية ملابسها ؟!!

- أفلا تعقلون يا ناس ..!!

- يا أمة النبي الأمي كيف تصدقون هؤلاء الكذابين الذين ينشرون هذه الروايات للدلالة على جماع الجن للإنس ..!!

 
**********************
 
..:: س80: هل الشيطان يجامع الزوجة كالعاهرة وينزل نطفته مع نطفة الرجل في رحم الزوجة ؟ ::..
 

- مما استدل به جماعة الإنترنت على جماع الجن للإنس بل والبعض استخدمها للدلالة على وجود اطفال للجن من الإنسيات .. هو ما جاء في الرواية التالية:

- عن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن علي قال: (إِن الشَّيْطَان يقْعد على ذكر الرجل؛ فَإِذا لم يسم الله أصَاب امْرَأَته مَعَه، وَأنزل فِي فرجهَا كَمَا ينزل الرجل) رواه السمعاني (المتوفى: 489هـ) في تفسيره .

 

- وطالما الشيطان ينزل نطفته مع نطفة الرجل فهذا معناه أنه يجامع الزوجة مع زوجها ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- هذه الرواية شبيهة برواية الإمام مجاهد بن جبر التي سبق وتكلمنا عنها بالتفصيل .. وأثبتنا بطلانها بالعقل والشرع وأنها مخالفة لنصوص الشريعة أصلا .. وهي مجرد خرافة .. وهذا هو أيضا حال هذه الرواية التي معنا هنا.. فما قيل هناك فهو يقال هنا ..

 

2- هذه الرواية لم أجد لها أي سند في أي مرجع إسلامي فيما توافر عندي من مراجع .. وأقدم مرجع رأيته ذكر هذه الرواية هو تفسير السمعاني (المتوفى: 489هـ) .. ومن بعده ظهرت هذه الرواية في كتب التفاسير كتفسير البغوي والمظهري والخازن وغيرهم ..

- وهذه الرواية يتم كتابتها في كتب التفسير بصيغة (روي عن جعفر بن محمد) للإشارة إلى أن هذه الرواية ضعيفة.

 

- لكن الحقيقة هذه الرواية باطلة ولا وجود لها أصلا لأنه لا سند لها من أساسه ..!!

 

3- وعلى افتراض أن للرواية سند .. فهي لا يصح الإحتجاج بها لأنها رواية منقطعة السند .. فلا نعرف عن (جعفر بن محمد وهو المشهور بجعفر الصادق) عمن أخذ هذه المعلومة .. وبالتالي تظل الرواية لا محل لها في الإستدلال بها شرعا وليست حجة ..!!

 

4- ومن ناحية أخرى .. من يقول بأن سيدي جعفر الصادق الذي هو حفيد الإمام الحسين الذي هو حفيد النبي صلى الله عليه وسلم .. قد قال بهذه الرواية دون أن يظهر لنا بيقين نسبتها إليه فقد كذب على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وعليه من الله ما يستحق.

 

#- خلاصة القول:

- الرواية باطلة ولا أصل لها .. لأنها بلا سند .. فضلا عن أن المتن منكر وفاسد ومخالف لنصوص الدين كما سبق وأوضحنا ذلك في التعليق على رواية مجاهد بن جبر التي جاء فيها ما معناه (الشيطان ينطوي على إحليل الرجل إذا لم يسم الله) .

 

**********************
..:: س81: هل بعض الصحابيات قد تعرضن لمحاولة اغتصاب من الجن كما زعم من أرادوا الإستدلال على جماع الجن للإنس ؟ ::..
 

- ومن الأمور التي استدل بها جماعة الإنترنت بصورة غريبة .. بل وجعلوا منها قصة حقيقية .. وصححوا أسنادها .. وجعلوا منها حجة شرعية ..!!

- والغريب أن هذه القصص تحمل رائحة الفبركة الروحانية من أجل تسويقها بين الناس وصبغها بالصبغة الشرعية ..!!

 

- والمصيبة فوق ما سبق .. أنهم أتوا بحكايات وقصص وحواديت وجعلوا منها شريعة دينية ليقنعوا الناس بأنها دين .. وهذا منتهى الكذب في الدين ..!!

 

- أحببت أن أذكر لك ذلك .. حتى تفهم كيف يستغل خدامين الجن والشيطان .. جهل الناس بضوابط استخدام الأدلة الشريعة لأن الدليل يكون من كلام الله ورسوله .. فيخدعونهم بأن هذه القصص هي شريعة دينية ..!!

 

#- وهنا يروون قصة .. عن الصحابية (الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بن عَفْرَاءَ) وهي صحابية.. في أربعة روايات مختلفة المتن .. وأذكر لك كل رواية مع تحقيق السند .. ثم بعد ذلك نقوم التعليق على نص الروايات بصورة مجملة .. وإليك هذه القص.

 
#- قصة الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بن عَفْرَاءَ .. ولها عدة روايات:
(الرواية الأولى)
 

1- في رواية عن محمد ابن قُدَامَةَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ:

(كانت ابنة عوف بن عَفْرَاءَ، مُسْتَلْقِيَةً عَلَى فِرَاشِهَا، فَمَا شَعُرَتْ إِلَّا بِزِنْجِيٍّ، قَدْ وَثَبَ عَلَى صَدْرِهَا، وَوَضَعَ يَدَهُ فِي حَلْقِهَا ، فَإِذَا صَحِيفَةٌ صَفْرَاءُ، تَهْوِي بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، حَتَّى وَقَعَتْ عَلَى صَدْرِي. فَأَخَذَهَا- تَعْنِي الزَّنْجِيُّ- فَقَرَأَهَا، فَإِذَا فِيهَا: مِنْ رَبِّ لَكِينٍ إِلَى لكين: اجتنب ابنة الْعَبْدِ الصَّالِحِ، فَإِنَّ لَا سَبِيلَ لَكَ عَلَيْهَا، فَقَامَ وَأَرْسَلَ يَدَهُ مِنْ حَلْقِي، وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى رُكْبَتِي، فَاسْوَدَّتْ، حَتَّى صَارَتْ مِثْلَ رَأْسِ الشَّاةِ. قَالَتْ: فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهَا. فَقَالَتْ: يَا ابْنَةَ أَخِي إِذَا حِضْتِ، فَاجْمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ، فَإِنَّهُ لَنْ يَضُرَّكِ بإذن شَاءَ اللهُ-، قَالَ "أي أنس بن مالك": فَحَفِظَهَا اللهُ بِأَبِيهَا، إِنَّهُ "عَلِيٌّ" كَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ شَهِيدًا) رواه بن أبي الدنيا في مكائد الشيطان وعن طريقه رواه البيهقي في دلائل النبوة .. قلت خالد صاحب الرسالة: هذا أثر ضعيف ومتن منكر.

 

- قولها (عائشة): يقصد بها عمتها عَائِشَةَ بِنْتِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. على تحقيق سند الرواية الأولى:

 

1- قد صحح هذه الرواية الإمام بن حجر في بذل الماعون .. واغتر بتصحيحه محبي إثبات العقائد الشيطانية في الشريعة ..

- وهذا التصحيح فيه نظر وتساهل من الإمام بن حجر ولا حجة له فيه كما سيتبين لك ذلك بوضوح .. لأن في السند "محمد بن قدامه الجوهري" وهو ضعيف الحديث .. واسمه كاملا  كما جاء في تهذيب الكمال (ج26 ص310) برقم 5555 .. هو ( مُحَمَّد بن قُدَامَةَ الأَنْصارِيّ الجوهري اللؤلؤي - أبو جعفر البغدادي) ..

 

#- ورأي العلماء في "محمد بن قدامه الجوهري":

- قال يحيى ابن مَعِين عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ الجوهري، فقال: ليس بشيءٍ..، وَقَال أَبُو عُبَيد الآجري: سألت أَبَا دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ الجوهري، فقال: ضعيف، لم أكتب عَنْهُ شيئا قط. (راجع تهذيب الكمال ج26 ص311).

- وقال عنه الإمام الذهبي (المتوفى: 748هـ): مُحَمَّد بن قدامَة الْجَوْهَرِي ضعفه أَبُو دَاوُد لم يخرج عَنهُ أحد. (راجع المغني في الضعفاء ج2 ص626).. وقال مرة أخرى عنه أنه: لين (راجع الكاشف ج2 ص212).

- وقال الإمام بن حجر (المتوفى: 852هـ): ضعفوه .. (راجع لسان الميزان ج9 ص414).

- ثم عاد بن حجر فقال: فيه لين (راجع تحرير تقريب التهذيب ج3 ص308) ..

- وقال محققو تحرير التهذيب تعليقا على قول بن حجر: بل: ضعيفٌ، قال ابنُ معين: ليس بشيء، وقال أبو داود: ضعيفٌ، فلا نعلم لم قال فيه: "فيه لين"، وليس فيه سوى هذين القولين؟!! . (راجع تحرير تقريب التهذيب ج3 ص308)

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

أ- ملحوظة هامة جدا: ذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد برقم (1547) (ج3 ص406) .. "محمد بن قدامة بن أعين بن المسور - أبو جعفر الجوهري" .. ثم ذكر فيه أن النسائي قال عنه أنه صالح الحديث وأن الدارقطني قال عنه ثقه ..

 

- وهذا كلام فيه خلط من أبو بكر الخطيب البغدادي حيث أنه خلط بين شخصين وجعلهما شخص واحد .. الأول وهو "محمد بن قدامه الجوهري" وهو ضعيف الحديث .. والثاني وهو "محمد بن قدامه المصيصي" وهو ثقة وحديثه صحيح ..

 

ب- ولذلك قال الإمام أبو الحجاج المزي (المتوفى: 742):

- خلط أَبُو بكر الخطيب "البغدادي" وغيره هذه الترجمة بالتي قبلها (يقصد ترجمة مُحَمَّد بن قُدَامَةَ بن أعين المسور المصيصي التي ذكرها برقم 5554) .. وقد ميز بينهما عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبي حاتم وغيره وهو الصواب.. ومن أدل دليل على ذلك أن أبا داود قد روى عدة أحاديث عَنْ "مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ بن أعين وهو المصيصي" ، وقد روى الخطيب بإسناده عَن أبي عُبَيد الآجري أنه سأل أبا داود عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ الجوهري، فقال: ضعيف لم أكتب عَنْهُ شيئا قط كما تقدم في ترجمته .. فهذا دليل صريح أنهما اثنان .. وأن الذي روى عنه أبو داود ليس بالجوهري.. وأيضا: فإن النَّسَائي قد روى عن مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ، وَقَال في شيوخه: مُحَمَّد بن قُدَامَةَ مصيصي لا بأس بِهِ. كما حكينا عنه في ترجمته، ولم يدرك النَّسَائي مُحَمَّد بن قُدَامَةَ الجوهري فإنه مات سنة سبع وثلاثين ومئتين كما ذكر الخطيب، وإنما كانت رحلة النَّسَائي بعد الأربعين ومئتين، والله أعلم. (راجع تهذيب الكمال ج26 ص312-313).

 

 ج- وإذا كان الإمام بن حجر رحمه الله قال بتصحيح هذه الرواية .. فهذا تصحيح فيه نظر .. لأن كيف يصح الحديث وفيه "محمد بن قدامه الجوهري" الذي هو شيخ بن أبي الدنيا .. بل والإمام بن حجر هو نفسه من قال بأن "محمد بن قدامه الجوهر" قد ضعفوه ومرة قال هو لين الحديث أي ضعيف .. فكيف يقول بتصحيح هذه الرواية .. وكيف نقبل هذا التناقض حينئذ ..؟!!

 

- ولعله بن حجر رحمه الله قد ظن عند كتابة هذه الرواية أن (مُحَمَّد بن قُدَامَةَ) هو (المصيصي) وليس الجوهري .. فلم ينتبه لذلك .. وهذا هو الذي يغلب على ظني .. والله أعلم .

##################
 
(الرواية الثانية)
 

2- وفي رواية عن أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّبَذِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ بِنْتِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، تُخْبِرُ عَنِ أُمِّهَا الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بن عَفْرَاءَ قَالَتْ: ( بَيْنَمَا أَنَا قَابِلَةٌ، قَدْ أَلْقَيْتُ عَلَيَّ مِلْحَفَةً لِي، إِذْ جَاءَنِي أَسْوَدُ يُعَالِجُنِي عَنْ نَفْسِي، قَالَتْ: فَبَيْنَمَا هُوَ يُعَالِجُنِي، أَقْبَلَتْ صحيفة من ورقة صَفْرَاءُ تَهْوِي مِنَ السَّمَاءِ، حَتَّى وَقَعَتْ عِنْدَهُ، فَقَرَأَهَا فَإِذَا فِيهَا: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ رَبِّ لَكِينٍ إِلَى لَكِينٍ أَمَّا بَعْدُ- فَدَعْ أَمَتِي بِنْتَ عَبْدِيَ الصَّالِحِ، فَإِنِّي لَمْ أَجْعَلْ لَكَ عَلَيْهَا سَبِيلًا. قَالَتْ: فَانْتَهَرَنِي بِقَرْصَةٍ. وَقَالَ: أَوْلَى لَكِ. فَمَا زَالَتِ القرصة فِيهَا حَتَّى لَقِيَتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ) رواه البيهقي في دلائل النبوة .. قلت خالد صاحب الرسالة: هذا أثر ضعيف جدا ومتن منكر.

 

#- من معاني الرواية:

- قولها (قابلة): أي نائمة على ظهري .

 

- قولها (يعالجني): أي يطبق على صدري ويخنقني .. وهذا اللفظ من الإعتلاج وليس العلاج .. وهو ما يتوافق مع لفظ الرواية السابقة وهو حالة الخنق ..!!

 

- قوله (أولى لك): أي هلاكا لك .. ويقصد أن يقول بأن هذا أقصى ما أستطيع أن أؤذيكي به ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. على تحقيق سند الرواية الثانية:

1- فيها (أَبِو عَبْد الْعَزِيْز الرَّبَذِيّ، وهو موسى بن عُبَيْدَة) ضعيف جدا ..

2- وفيها (أَبِو بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ) وهو مجهول الحال .

 

#- وقال العلماء عن (موسى بن عُبَيْدَة أَبِي عَبْد الْعَزِيْز الرَّبَذِيّ):

- نقل الإمام الجرجاني (المتوفى: 365هـ) مجموعة أقوال العلماء فيه منها:

- قال يَحْيى بْن مَعِين: ليس بشيء –  ضعيف - وليس بالكذوب ولكنه روى عن عَبد الله بن دينار أحاديث مناكير وسمعت أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ لا يكتب حديث مُوسَى بْن عبيدة ولم أخرج عَنْهُ شيئا حديثه منكر.

- وقال عباس بن يحي: مُوسَى بْن عبيدة لا يحتج بحديثه.

- وقال أحمد بن حنبل: منكر الحديث - لا تحل عندي الرواية عن مُوسَى بْن عبيدة

- وقال النسائي: مُوسَى بْن عبيدة أَبُو عَبد العزيز الربذي ضعيف. (راجع في كل ما سبق من أقوال إلى الكامل في ضعفاء الرجال ج5 ص44-45 – برقم 1813).

 
#####################

(الرواية الثالثة)
 

3- وفي رواية عن خالد بن محمد الأزديّ قال: حدّثنا عمر بن يونس قال: حدّثنا عكرمة ابن عمّار قال: حدّثنا إسحاق بن أبي طلحة الأنصاريّ قال: حدّثني أنس بن مالك قال: (كانت بنت عوف بن عفراء مضطجعة في بيتها قائلة إذ استيقظت وزنجيّ على صدرها آخذا بحلقها، قالت: فأمسكني ما شاء الله وأنا حينئذ قد حرمت عليّ الصلاة .. فبينا أنا كذلك نظرت إلى سقف البيت ينفرج، حتى نظرت إلى السماء فإذا صحيفة صفراء تهوي بين السماء والأرض حتى وقعت على صدري، فنشرها وأرسل حلقي فقرأها، فإذا فيها:

من ربّ لكيز إلى لكيز، إجتنب ابنة العبد الصالح إنه لا سبيل لك عليها، ثم ضرب بيده على ركبتي وقال: لولا هذه الصحيفة لكان دم، أي لذبحتك .. فاسودّت ركبتي حتى صارت مثل رأس الشاة، فأتيت عائشة، فذكرت لها ذلك؛ فقالت لي: يا ابنة أخي .. إذا حِضتِ فألزمي عليك ثيابك فإنه لا سبيل له عليك إن شاء الله) رواه بن قتيبه في عيون الأخبار.. قلت خالد صاحب الرسالة: هذا أثر ضعيف ومتن منكر.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. على تحقيق سند الرواية الثالثة:

- وفيها : (خالد بن محمد الأزديّ) شيخ بن قتيبة .. وهو مجهول ..

 
####################

(الرواية الرابعة)
 

4- وفي رواية عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنٍ، حَدَّثَنِي إِبْرِاهِيمُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ قَالَ: (دَخَلْتُ عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوَّذِ بْنِ عَفْرَاءَ أَسْأَلُهَا عَنْ بَعْضِ الشَّيْءِ، فَقَالَتْ: بَيْنَمَا أَنَا فِي مَجْلِسِي إِذِ انْشَقَّ سَقْفُ بَيْتِي، فَهَبَطَ عَلَيَّ مِنْهُ أَسْوَدُ، مِثْلُ الْجَمَلِ، أَوْ مِثْلُ الْحِمَارِ، لَمْ أَرَ مِثْلَ سَوَادِهِ، وَخَلْقِهِ، وَفَظَاعَتِهِ، قَالَتْ: فَدَنَا مِنِّي يُرِيدُنِي، وَتَبِعَتْهُ صَحِيفَةٌ صَغِيرَةٌ فَفَتَحْتُهَا فَقَرَأْتُهَا فَإِذَا فِيهَا: مِنْ رَبِّ عكب إِلَى عكب، أَمَّا بَعْدُ فَلا سَبِيلَ لَكَ إِلَى الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ بِنْتِ الصَّالِحِينَ.

قَالَ: فَرَجَعَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ، قَالَ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ: فَأَرَتْنِي الْكِتَابَ، وَكَانَ عِنْدَهُمْ) رواه بن أبي الدنيا القرشي في مكائد الشيطان وعنه ذكره الشبلي في كتاب غرائب وعجائب الجان..، وذكرها بن حجر في كتابه (بذل الماعون ص 152) هذه الرواية السابقة بلفظ : (من ربِّ عُلْب إلى عُلْب) .. بدلا من (مِنْ رَبِّ عكب إِلَى عكب) .. !!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. على تحقيق سند الرواية الرابعة:

1- فيها: (مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنٍ) .. لم أعرفه ولم أجد في مشايخه من هو بنفس الإسم ..!!

2- وفيها (إِبْرِاهِيمُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ اللَّيْثِيُّ) .. وهو مجهول .. وأبوه (هارون) مجهول ..!!

3- وفيها (حسن بن حسن) .. لم أعرف من هو .. ولم أجد في كتب التراجم أن قابل (الرُّبَيِّع بِنْتِ مُعَوَّذِ) أحد بهذا الإسم ..!!

 
#######################
#- تحقيق الكلام على متن أو نص الروايات السابقة ..
 

#- أولا: ملحوظة هامة جدا:

- بعض الروايات السابقة في قصة الربيع بنت معوذ .. ذكرها الإمام الشبلي رحمه الله في كتابه آكام المرجان .. تحت عنوان (منع بعض الجن بعضا من التعرض لنساء الإنس) نقلا عن عنوان كتبه بن أبي الدنيا في مكائد الشيطان ..

 

- وهذا العنوان فيه نظر ..!! لأنه لا يوجد في الروايات السابقة أن من أرسل الرسائل هذه هو نوعا من الجن ..!!

   

- بل الظاهر منها أنها رسالة ربانية كنوع من الكرامة الخاصة لمن حدث له ذلك .. ودليل ذلك ما جاء في ألفاظ بعض الروايات: (فَدَعْ أَمَتِي بِنْتَ عَبْدِيَ الصَّالِحِ، فَإِنِّي لَمْ أَجْعَلْ لَكَ عَلَيْهَا سَبِيلًا) - (فَحَفِظَهَا اللهُ بِأَبِيهَا، إنه كان قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ شَهِيدًا) .. فكلمة (رب) في الروايات على ظاهر معناها أنه "الإله" .. وليست بمعني "السيد" ..

 

- فالإمام الشبلي يريد أن يقول: أن كلمة (رب) تعني: سيد الجن .. أي كأن الرسائل تقول: من سيد الجن إلى "لكين" انصرف عن فلانه .. !!

 

- ولكن هذا الكلام غير ظاهر من القصة ولا يدل عليه لمن له أبصر ذلك .. فلفظ (أَمَتِي) (عبدي) كما في رواية البيهقي .. لا يدلان على أن الذي أرسل الرسائل هو جن .. وإلا كانت الصحابية من إماء الجن ووالدها الصحابي من عبيد الجن .. وهذا كلام لا يصدقه مؤمن .. مش كده ولا إيه ؟!!

- فضلا عن أن الروايات كلها مضطربة المعنى وتالفة السند ولم يصح منها شيئا .. كما ظهر لك ذلك . 

 

#- ثانيا: أما عن تحقيق متن أو نص الروايات ..

- فهذه روايات لا اعتبرها روايات تالفة السند فقط .. ولكنها منكرة المتن أيضا وباطلة شرعا لأنها تظهر المرأة بأنها نجسة وقت حيضها وهذه عقيدة الضلالية .. ولا دليل فيها على وطء الجن .. وإليك بعض ما في هذه القصة ..

1- في القصة.. نلاحظ أن الشيطان قد أتى إليها وركب على صدرها مثل حالة الجاثوم الروحاني .. ثم حاول يخنقها ليقتلها .. وفي رواية أراد أن يذبحها.

 

- فأين محاولة وطء الجن في هذه القصة الباطلة من أساسه ؟!!

 

2- في القصة الأولى أيضا .. نجد أن الله أرسل رسالة إلى الشيطان "لكين" أو "لكيز" أو "عكب" المؤذي .. ويطلب منه أن يترك ابنة الرجل الصالح ..!!

- يعني ربنا أوحى إلى الشيطان برسالة فيها خبر عاجل من خلال تليغراف سريع تم كتابته وأرساله من خلال سقف البيت ..!!

 

- فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينزل عليه جبريل عليه السلام برسالة مكتوبة من ربه .. فكيف تنزل رسالة من الله على شيطان مؤذي وملعون بن ملعون ..!!

 

- وعلى افتراض أن الذي أرسل الرسالة هو من سادات الجن .. فلماذا لم يأتي بجيوشه ليخطف هذا الشيطان الفاسد المؤذي .. بل ولماذا تركه يؤذى الفتاة المسكينة بأن ضربها ضربة أثرت على رجلها ؟!!

 

#- والمصيبة تكون حينما نظن أن عالم الجن ترك عالمه وأصبح يرسل مراسلات ورقية في عالم الإنس ؟!!

 

- وكأننا جماعة من الحمقى لنصدق مثل هذا الكلام الأحمق ..!!

 

3- وبالرغم من هذه الرسالة التي نزلت من سماء الغرفة أي سقفها .. إلا أن الشيطان قد أظهر اعتراضه بطريقته الخاصة .. وتسبب في فعل عاهة مستديمة في ركبة المرأة ..!! وكأنه لا يبالي برب العالمين حينما قال له في رسالته: (لَا سَبِيلَ لَكَ عَلَيْهَا) .. ولكن الشيطان من الغيظ أراد أن يظهر تحديه لله بأنه لا يبالي بتهديد هذا الرب الرحيم ولذلك ضرب الفتاة على ركبتها كما جاء في الرواية (وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى رُكْبَتِي، فَاسْوَدَّتْ، حَتَّى صَارَتْ مِثْلَ رَأْسِ الشَّاةِ) ..!!

 

- بل ولم يتدخل الفعل الإلهي في أي شيء بعد أن فعل الشيطان ذلك بل نظر للصحابية بعد أن أذاها في ركبتها بمنتهى الجبروت وقال لها: (أولى لك) أي سأكتفي بهذا العقاب لك ..!!

 

- وكأن مخترع الرواية يريد أن يقول لنا: أن للشيطان له قدرة عظيمة ولا يبالي بكلام الله .. بدليل أن الرسالة تقول له ابتعد عن ابنة الرجل الصالح ولكنه أذاها ولم يفعل الرب للشيطان شيئا بالرغم من تحديه لله وما فعله من أذية للصحابية ..!!

 

- ولا أدري من الذي يصدق مثل هذا الظن في الله ؟!!

 

#- وعلى افتراض أن مرسل الرسالة هو سيد من الجن .. فهذا السيد ظهر بمظهر الضعيف الجبان التي لم يستطع مواجهة العبد الذي تحت سلطانه ..بل وظهر بمظهر التافه العبيط الذي لا كلمة له على خادمه الذي هو الشيطان لكين ..  

 

4- ثم ترتقي الرواية للإستخفاف بعقول البشر .. وتجعل من كاتب الرسالة للشيطان "لكين" ليلاطفه برحيمية الله من خلال البسملة .. وكأن الشيطان له اهتمام بالبسملة أو بالله .. !!

 

5- أما عن خاتمة القصة ففيها مخالفة صريحة للشريعة الإسلامية .. حينما تظهر الرواية المرأة بأنها مخلوق نجس ولذلك أتى إليها الشيطان .. بدليل ما جاء في الرواية الأولى: (إذا حضت فألزمي عليك ثيابك) وجاء في رواية أخري بلفظ: (فأمسكني "أي الشيطان" ما شاء الله وأنا حينئذ قد حرمت عليّ الصلاة) .. فالحيض حينئذ هو مصدر وسبب لجذب الشيطان إليها .. وما عدا ذلك فيمكنها أن تنام براحتها ولو عارية .. !! أليس هذا معناه أن المرأة نجسة في عقيدة من قام بفبركة هذه القصة .. ولذلك تسلط عليها الشيطان ..!!

 

#- وكأن الملائكة الحفظة لا وجود لها .. بل وكأنه لا يحق لها أن تذكر الله على هذه الحالة ..!!

 

- فهذه عقيدة اليهود في المرأة وهي أن المرأة نجسة أثناء الحيض .. وهذا أمر لا وجود له في الشرع الإسلامي تماما .. حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ المُؤْمِنَ لا يَنْجُسُ) صحيح البخاري .

 

- فكيف يمكن بعد ما سبق بيانه لك يا مؤمن أن تعتقد في صحة هذه الرواية والقصة .. ؟!!

- أليس لك عقل أو قلب يرشدك إلى الحق؟!!

 

6- رواية هذه القصص فيها تعظيم لقدرة الشيطان في نفوس الناس وكأن له الغلبة علينا وفيها مخالفة صريحة لكلام الله بأن كيد الشيطان كان ضعيفا .

 

#- وتبقى أن أقول لك أخي الحبيب:

- ما علاقة هذه القصة أصلا بمسالة وطء وجماع الجن للإنس حتى يتم الإستدلال بها ..

- ولماذا يستدلون بروايات فاسدة ومضللة .. ؟!!

- أهذا لينتصروا للشيطان بأن يثبتوا له قدرة على جماع الإنسيات ..!!

- حسبهم ما ينشرون بين الناس .. من فتن وضلالات ..!!

 

#- وبهذا يكون ختام هذا الفصل والروايات التي جمعتها وقيلت في مسألة وطء وجماع الجن .. علما بأنني تركت بعض الروايات التي تشير لمسألة جماع الجن للإنسيات للجزء الثالث من الرسالة والخاصة بالحمل والإنجاب من الجن وذلك لغلبة ألفاظ هذه الروايات في إشارتها لوجود أولاد من الجن .. وهي روايات فيها ما فيها من الضعف والإنحراف والكذب ..!!

 

- ونختم هذه جزء مسألة جماع الجن مع الإنس ببعض المسائل التي قد تخطر على البال .. قبل الإنتقال للفصل الثالث وهو عن مناقشة النصوص التي زعم البعض أنها تدل على إمكانية الحمل والإنجاب من الجن ..

- والله ولي التوفيق .

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .