ج25: رسالة الزواج والجماع والإنجاب بين الجن والإنس - الرأي الخاص بصاحب هذه الرسالة في مسألة جماع الجن بالإنس - هل يصح ما قاله الشيخ الألباني من قوله أن ما يشعرن به بعض النساء من تحرش في الفراش ممن لا يرونه إنما هو نوع من الوسوسة - هل يستطيع الجن أن يفعل شيئا مع عالم الإنس وهو في حالته الروحانية من وراء عالم الحجاب - ما هو وجه إعتراض وإنكار (خالد صاحب الرسالة) على مسألة إمكانية الجماع بين الجن والإنس طالما هو يظن حدوثها بأحوال معينة - لماذا لم يبلغنا عن النبي أن الجن الذي يتجسد يمكن أن يجامع النساء بالرغم من وجود قصص تؤكد دخول الجن البيوت - هل أقوال العلماء حجة ودليل في إثبات أي مسألة غيبية أو شرعية.

      بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الزواج والجماع والإنجاب

بين الجن و الإنس

حقيقة شرعية أم خرافة تراثية

 (الجزء الثاني)

(الفصل الخامس والعشرون)

#- فهرس:
:: الفصل الخامس والعشرون :: مناقشات لبعض الآراء ::
1- س82: هل يصح ما قاله الشيخ الألباني من قوله أن ما يشعرن به بعض النساء من تحرش في الفراش ممن لا يرونه إنما هو نوع من الوسوسة ؟
#- (والرأي الخاص بصاحب هذه الرسالة في مسألة جماع الجن بالإنس)
2- س83: هل يستطيع الجن أن يفعل شيئا مع عالم الإنس وهو في حالته الروحانية من وراء عالم الحجاب ؟
3- س84: ما هو وجه إعتراض وإنكار (خالد صاحب الرسالة) على مسألة إمكانية الجماع بين الجن والإنس طالما هو يظن حدوثها بأحوال معينة ؟
4- س85: لماذا لم يبلغنا عن النبي أن الجن الذي يتجسد يمكن أن يجامع النساء بالرغم من وجود قصص تؤكد دخول الجن البيوت ؟
5- س86: هل أقوال العلماء حجة ودليل في إثبات أي مسألة غيبية أو شرعية ؟

*************************

 :: الفصل الخامس والعشرون ::

:: مناقشات لبعض الآراء ::

**************************

..:: س82: هل يصح ما قاله الشيخ الألباني من قوله أن ما يشعرن به بعض النساء من تحرش في الفراش ممن لا يرونه إنما هو نوع من الوسوسة ؟ ::..

(والرأي الخاص بصاحب هذه الرسالة في مسألة جماع الجن بالإنس)

 
#- قال الشيخ الألباني رحمه الله (المتوفى:14420هـ):
- العلماء يستنكرون أشد الاستنكار إمكانية التزاوج بين الإنس والجن؛ لاختلاف طبيعة خلقهما، حتى اتهموا من ادعى ذلك بالكذب أو بنوع من الجنون، وأحلاهما مر.
 
- فما نسمعه في هذا الزمان من أن بعض النسوة يشعرن وهن في فراش الزوجية بالمجامعة ممن لا يرينه، إن هو إلا من وسوسة الشيطان، وتلاعبه ببني الإنسان. (سلسلة الاحاديث الضعيفة ج12 ص601).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أولا: الشيخ الألباني رحمه الله من المنكرين لمسألة الزواج بين الإنس والجن كما سبق ومر علينا ذلك .. فهو لا يقول بإمكانية الزواج ولكنه تحريم الزواج .. لا .. هو أصلا ينكر إمكانية حدوث جماع بين الجن والإنس .. وكأن يميل لراي الإمام الماوردي رحمه الله .
 
- وسبق ذكرت حجة الذين أنكروا هذا الجماع والزواج .. بل والظاهر من كلامهم أن لهم حجة قوية جدا .. وهي أقوى من الرأي الآخر الذي يقول بحدوث هذه الأمور .. لأن ظاهر القرآن والسيرة النبوية يخدمهم بقوة ..
 
- ثانيا: إلا أنه يوجد هنا جزئية خفيت على الشيخ الألباني أو أصحاب الرأي القائل بأنه لا وجود للتحرش الروحاني .. لأنه في رأيهم باختصار لأنهم يروننا ولا نراهم .. فلا اجتماع بين الأرواح والماديات .. حتى يشعر الشخص بمثل هذه الأمور في الحقيقة.
 
#- وهذا الرأي أحسبه قد فاته أو لم ينتبه للآتي:
1- أن اختلاف الجنسية ليس دليل على منع الجماع .. لأنه معلوم أن بعض الناس تنكح البهائم والكلاب .. فمسألة الجماع الجنسي لا علاقة لها باختلاف الجنس حينئذ ..!!
 
2- واختلاف الجنسية نعم قد يمنع الوطء في حالة بقاء الجن في طبيعته الروحانية الغير مرئية .. ولكن هناك أحوال للجن حسب معرفتي بالعلم الروحاني قد يحدث فيها الوطء أو الجماع من الجن:
 
- الحالة الأولى: إذا تشكل وظهر للإنسان بشكل مادي فقد يحدث الوطء .. كما يظهر للبعض في صورة كلب أو متخيل بشكل إنسان أو بهيئة شبيهة بالهيئة الجسدية للإنسان كالقرد .. ولكنه ليس متجسدا بهيئة إنسانا سويا .. وكما حدث مع بعض الصحابة كأبو هريرة حينما تمثل أمامه الجن في شكل وعلم أنه جن .. بدليل أنه استظهره بما علمه النبي صلى الله عليه وسلم كما في رواية النسائي ..
 
- لأنه لا يمكن للجن التشكل في صورة إنسانا سويا وإنما قد يخيل للرائي ذلك .. (وقد أوضحنا ذلك في رسالة التمثيل الروحاني فارجع إليها) ..
 
- وهذه الحالة تحدث مع نوع واحد من الجن .. ونادرا ما تحدث .. وهم عالم الغيلان الذكور أو عالم السعالى وهم إناث الغيلان .. وهو من جنس السحرة في عالم الجن .. وهذا النوع هو ما ظهر مع بعض الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. والبعض منهم ظهر بهيئات مختلفة منهم من ظهر بشكل قطة ومنهم من كان مختفيا له ظل وتم التمكين منه من خلال استظهاره وكشفه كما علم النبي بعض الصحابة كيفية ذلك .. (راجع رسالة التمثيل الروحاني لتعرف مفهوم الاستظهار وكيف علم النبي الصحابة فعل ذلك) .
 
- وكما قلت سابقا مرار .. أن الجن طالما دخل عالم المادة بهيئة مادية فهو من أضعف ما يكون ويسهل قتله بسهولة لشدة ضعفه .
 
- الحالة الثانية: إذا قام الإنسان باستحضار هذا الجن لحيز المادة بعزيمة روحانية .. ويحدث الوطء بذلك بكامل الإحساس ويكون هذا الكائن في هذه الحالة يجمع بين المادية والروحانية .. فمثلا ترى المرأة مثل خيالا أسود يكاد يكون أشبه بشبح إنسان من خلال خياله الأسود المتحرك ولكن لا ملامح له ظاهره .. وهذا يسمى استمتاع محرم بين الجن والإنس .. لأنه حدث فيه طلب صريح أو رغبة بالسماح لحدوث ذلك ..
 
 
- الحالة الثالثة: هو أن يتم تسليط هذا الجن بواسطة روحاني ساحر على إنسان فيدخل الجن حيز المادة ببعض قدرات الجني الروحانية .. فمثلا ترى المرأة مثل خيالا أسود يكاد يكون أشبه بهيئة إنسان في تكوينه ولكن لا ملامح له ظاهره .. وهنا المرأة تكون مقهورة على أمرها ..!!
 
- وهنا يحدث مثل حالة الجاثوم .. وهو تكتيف جسم الإنسان .. مع إحساسه أو رؤيته لوجود كيان معه أحيانا قد يراه كظل أسود مخيف وله وجه أشبه بالكلب الأسود .. وأحيانا لا يراه وإنما يشعر بوجوده وقد يسمع شيئا من أنفاسه ..
 
- وفي هذه الحالة يمكنك الخلاص منه بالذكر .. بل وفي حالة متقدمة يمكن قتله أيضا حتى لو كنت متكتف جسديا .. وإنما القتل يكون من خلال الهمة والعزيمة والرغبة في نفسك بشرط حدوث غل باطني فيك لقهر هذا العدو .. وقد سبق الكلام على هذا في (رسالة التمثيل الروحاني فارجع إليها) .
 
- ملحوظة: ويندرج في التسليط عليك .. حينما تتعامل مع روحانيين أو من يصفون أنفسهم بأنهم رقاة وهم روحانيين لهم تعاملات مع الجن .. وكان مع هؤلاء خدمة روحانية فتسلطت عليك ..
 
- الحالة الرابعة: من خلال تسليطك أنت على الجن بالأذى من خلال العزائم الروحانية .. كما يفعل البعض بقراءة عزائم روحانية فيؤذي عامرا للبيت يكون موجودا .. مما يترتب على ذلك السماح له بالرد عليك .. وكأنك استحضرته إليك حينما فتحت باب الوصل بالأذى إليه .. وذلك يحدث كثيرا مع الذين يبحثون عن الآثار.. أو بعض خدامين الجن الذين يذهبون للبيوت ويلوثون البيوت بعزائمهم .. فيؤذون جن المكان إن كان موجود ويؤذون الإنسان الساكن في المكان ..!!
 
- الحالة الخامسة: من خلال رغبتك الخاصة في فتح باب للتواصل الروحاني مع العالم المجهول .. والذي أنت لا تعلمه وتظن أنه طاقات منتشة في الوجود كما يضلل جماعة الطاقة الروحانية الناس من خلال نشر فكرة الإتحاد بطاقة الوجود لإحداث إمداد من الوجود لهم .. وهذا في ذاته فتح لأبواب وصال مع الشيطان والجن بكل طوائفه .. وكلما استشعرت بطاقة الكونداليني المزعومة التي يذكروها لك تتملك منك .. فاعلم أنك قد تمكن منك العالم الروحاني .. فأنت استحضرت وعليك أن تتحمل تبعات ما استحضرته . 
 
- ويندرج في هذه الحالة كل من يرغب في الوصل بالجن .. تحت مسمى (الوصل بالأرواح الطيبة) .. ويدخل في ذلك كل طرق العرافة من قراءة الفنجان وأوراق التاروت والكوتشينة والويجا والرمل والكف وغير ذلك كثير .. (راجع رسالة العرافة والمنجمين) ..

#- ملحوظة هامة:
- البعض جهلا منه قد يسمح بحدوث استمتاع جنسي من الشيطان .. فهو يكون مبسوط  من إفراغ طاقته الجنسية ولا يشغله كيف يحدث ذلك .. ويحدث له هذا في اليقظة .. ويحدث هذا غالبا مع الممارسين لأساليب الطاقة الروحانية .. ويظن أن هذا مثل المنام .. !!
 
- لكن الحقيقة أنه كلما استمر هذا الأمر كلما زاد التمكين الروحاني من هذا الشخص .. وطبعا قد يتم منحه بعض الكشوفات أيضا ليظل بعد ذلك أسيرا لهذا الكيان الروحاني أو لهذا الشيطان ..
 
- وطالما هو لا يعلم أن هذا شيطان .. فلازالت لديه فرصة للتخلص منه .. لأن الجهل في صالحه .. ولكن إن عرف وارتضى بذلك ولم يجاهده .. فقد طلب الإستمتاع بالجن .. ودخل باب الحرام والمنهي عنه في القرآن .. وليتحمل عواقب ذلك . 

#- الحالة السادسة: وهي أن تكون أنت أذيت أحد من الناس بكثرة الغيبة فيه أو أكلت ميراثه أو أكلت من ماله بالربا أو آذيته في سمعته أو ما شابه ذلك .. وأكثر ما وجدته يحدث يكون من خلال الغيبة المفرطة والمتكررة كالتي يشارك فيها النساء .. فهذا أيضا يفتح باب لدخول الشيطان عليك ويقتحم عالم ماديتك ببعض خصائص روحانيته .. وهذا يحدث لمن لديهم تفعيل روحاني على وجه الخصوص ..!!

#- الحالة السابعة: هو أن يتم تسليط ذلك عليك من باب الإبتلاء والفتنة لك لبيان صدق مجاهدتك وتعلقك بالله .. وهل هي لله أم طمعا لكرامة وشهرة وتميز بين الناس .. وذلك كما قد يحدث لبعض أصحاب الرياضات والمجاهدات النفسية.

 
#- خلاصة الكلام :
- أنه يمكن حدوث جماع بين الجن والإنس في حالات معينة وهذا من وجهة نظري واجتهادي الخاص .. وذلك من خلال خمسة حالات .. وقد سبق شرحها تفصيليا ..
 
#- ما عدا ذلك .. فلا يحدث ما يصفه البعض بالتحرش الروحاني .. ومن يقول بحدوث ذلك فهذا لا يخلو من توهمات لاحتياج هذا الإنسان للجنس .
- والله أعلم .
 

*************************

 

..:: س83: هل يستطيع الجن أن يفعل شيئا مع عالم الإنس وهو في حالته الروحانية من وراء عالم الحجاب ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- الجن لا يستطيع ان يفعل شيئا في حالته الروحانية .. إلا شيئا واحد فقط .. وهو الوسوسة .. أي الإيحاء بالأفكار المضللة والمنحرفة في النفس ليبعدك عن منهج الله فتؤذي نفسك والناس أو يضللك في منهج الله فتؤذي نفسك وتضلل الناس .. وما عدا ذلك فهو في عالم الحجاب يرانا كعالم إنسي نعيش معه في كوكب الأرض وليس يرانا كتفاصيل حياة شخصية .. في حين نحن لا نراهم كعالم روحاني .
 
2- وأي فعل آخر من الجن معنا ويظهر له أثر علينا .. فلابد أن يكون له أصل قد حدث وترتب عليه تواصل من الجن معنا .. لأن الجن لا يستطيع من نفسه فتح تواصل معنا لأنه في حجاب .. ولابد من حدوث شيء لهذا الحجاب حتى يتسلط علينا بمزيد أذى عن حدود الوسوسة .. (طبعا على افتراض أن هذا الشخص ليس ممن لديهم تفعيل روحاني) .
 
3- وليس بالضرورة أن تكون أنت المؤذي .. بل قد يتم فعل الأذى بك نتيجة سحر أو تسليط عليك .. وإن كان هذا التسليط هو فرع من فروع السحر..
- والله أعلم .
 

*************************

 

..:: س84: ما هو وجه إعتراض وإنكار (خالد صاحب الرسالة) على مسألة إمكانية الجماع بين الجن والإنس طالما هو يظن حدوثها بأحوال معينة ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- البعض قد يستغرب من كلامي السابق حال كوني أقول بإمكانية حدوث جماع بين الجن والإنس .. فلماذا كان الإعتراض على من حاول أن يثبت حدوث ذلك الجماع بين الجن والإنس؟!!
 
- قلت لك أنت اختلط عليك الأمر ولم تفهم مغزى اعتراضي .. ليه ؟
 
#- أولا: وجه الإعتراض والإنكار ..
1- إنكاري هو على من يقوم بصبغ المسائل الروحانية بصبغة شرعية .. ويروجها بين الناس وكأنها عقيدة دينية يجب على المؤمن أن يعتقدها ويؤمن بها .. في حين هي ليس عقيدة ولا أصل من الدين أصلا ليتم مناقشتها ..!!
 
- ولولا ظهور الفتنة الروحانية التي نعيشها في زماننا هذا وهو زمن أولياء الجن .. ما كنت أتصور أن أناقشها ..!!
 
2- ومن ناحية أخرى .. فليس إنكاري على ما سبق لأني أنكر حدوث الجماع بين الجن والإنس .. لا .. بل أقول أنه قد يحدث .. ولكن عن غلبة ظن مني مصحوبا بدليل ظني مثل ظهور الجن لأبو هريرة وتجسيده مما يذهب بالعقل لإمكانية التواصل المادي حينئذ .. وهذا قد يكون فيه إشارة لذلك ..
 
- يعني قولي مجرد ظن محتمل .. دون استحضار لنصوص من كتب دينية تحمل الفاسد والباطل والمحتمل صحته أو ظنه .. لأنتصر لما أظنه قد يحدث .. ودون البحث عن فتاوى لأنتصر بها لما أظنه .. ودون أن أتهم من ينكر حدوث جماع بين الإنس والجن أو يعترض عليه .. !!
 
- لأنها مسألة غيبية ولا دليل قطعي عليها من كلام الله ورسوله حتى نجزم بحدوث ذلك .. وهي مسألة ليست من أصول الدين ولا العقيدة حتى استبيح حرمة المسلمين بها واتهمهم بالباطل في إيمانهم بالله وأكفرهم .. أو أقوم بتأثيمهم فأشير إليهم بكونهم أهل بدعة .. إذا لم يؤمنوا بما أعتقد .. لا .. فمن يفعل ذلك التكفير والتبديع بالمسلمين بسبب هذه المسألة .. إنما هو شخص معتدي على المسلمين .. ويجب حبسه وإعادة تقويمه نفسيا ودينيا وعلميا .. وحسبه ما يفعل أمام الله ..!!
 
- إذن العلم الديني أمانة ولا يصح خيانة الأمانة .. بأهوائنا وأفكارنا الخاصة ونصبغها بصبغة شرعية لنجعل الناس تؤمن بها ..!!
 
- ويتبين لك مما سبق أخي الحبيب .. ما هو وجه اعتراضي وإنكاري ..!!
 
#- ثانيا: إذا كنت أقول بإمكانية حدوث هذا الجماع .. فقد قيدت هذا القول بأحوال معينة قد يحدث فيها ..
- وحينما أقول (قد) فهذا تفهم منه أن ما أخبرتك به فإنما هو محل اجتهاد وظن .. وليس محل يقين وجزم لتعتقد فيه .. وقولي في هذه المسألة إنما هو معرفة روحانية نتيجة خبرة وليس عن وحي إلهي .. والمعرفة الإنسانية كلها محل ظن طالما هي ليست عن تجربة واقعية اتفق عليها البشر .. فانتبه . 
 
#- ثالثا: الذين ينكرون حدوث هذه المسألة أي مسألة جماع الجن بالإنس مثل الإمام الماوردي والعز بن عبد السلام والشيخ الألباني ومن ارتضى بهذا الرأي ..
- فلهم وجه من الحق من حيث الوقوف مع النص الشرعي وإن كان فاتهم جزئية حدوث التمثيل الروحاني .. لأن الدين بالرغم من اتساع معارفه لم يتكلم عن هذه المسألة .. وحتى حينما تكلم القرآن عن الاستمتاع بالجن فهو جعله اتفاق بالتراضي بين طرفين .. فلا يصح أن تقول أن هناك من يتحرش بأحد رغما عنه وتستدل بهذه الآية .. لا .. هذا خطأ وغلط .
 
- ويبقى الأصل على ما هو عليه .. وهو أنه عالم يرانا ولا نراه .. وما يحدث من أفعال من هذا العالم معنا .. فهي إما تدل عليها نصوص شرعية دلت على الوسوسة أو الأحلام أو تلقين المعلومات كما يحدث مع الكهان والعرافين .. أو غير ذلك ..
 
- وإما في حالة لا يوجد دليل على هذه الأفعال الشيطانية من الشرع .. فهي حينئذ تحمل معنى الظن .. وهذا الإحتمال الظني بشرط أن لا تخالف معقول أو معلوم .. حتى لا يأتي من يقول أن تجربته الروحانية أثبتت كذا كما يفعل كثير من الضلالية في عصرنا ... لا يا شاطر .. كل تجربة في الحياة لها جانب معقول أو معلوم أو كلاهما .. 
 
- فمثلا: لا يقول أحد هناك أولاد من الجن تحملهم الإنسيات .. فهذا كلام أحمق لا يقول به عاقل ولا دين .. لأن هذا مخالف للمعقول والمعلوم .. !!
 
- فمخالفة المعقول لأنه لا رؤية لنا بهذا العالم فكيف تحمل بما هو غير مرئي وقد انتفخت بطنها بما هو جنين مادي منظور لأجهزة الطب ويتم ولادته كإنسان مادي ..!! وبالتالي لا يصدق ذلك إلا من لديه مشكلة في عقله ..!!
 
- وأما مخالفة المعلوم فهو أنه من المستحيل حدوث حمل بين الجن والإنس لاختلاف الفصيلة الجنسية .. وهذا ما لا يمكن أن يقر به عاقل ولا عالم أبدا .. !!
   
#- وعموما مناقشة الحمل من الجن .. سيتم التوسع فيها في الجزء الثالث من الرسالة إن شاء الله تعالى.
 
#- خلاصة القول:
- ليس لكونك تعتقد معتقد وتظنه .. فهذا يبيح لك أن تذهب للشريعة الإسلامية وتستبيح منها نصوص بعضها باطل وليس من الشريعة وبعض منها صحيح وله احتمال ظني الدلالة .. ثم تجعل من هذه النصوص خاضعة لمعتقدك الخاص .. ثم تجعل من معتقدك الخاص هو معتقد ديني وتفرضه على الناس وكأنه علم يقين من الشرع واجب الخضوع له والتسليم .. ثم تكفرهم أو تبدعهم إن لم يتبعوك .. لا .. فهذا كذب منك وأنت كذاب ..
 

************************

..:: س85: لماذا لم يبلغنا عن النبي أن الجن الذي يتجسد يمكن أن يجامع النساء بالرغم من وجود قصص تؤكد دخول الجن البيوت ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- سؤال قد يسأله منكري حدوث الجماع بين الجن والإنس .. فيقولوا الآتي:
- أن من أقوى ما يدل على عدم إمكانية حدوث هذا الجماع من الجن .. هو أن الجن قد تجسد وظهر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بل ودخل بيوت المسلمين .. سواء مع أبو هريرة حينما أتى لسرقة تمر الزكاة .. أو حينما تجسد في شكل أفعى وجلس على سرير في بيت أحد من أهل المدينة حتى خرجت زوجته من بيتها خوفا ووقفت على الباب حتى أتى زوجها وألقى عليه رمحه ثم حمل الرمح وكان لا زالت الأفعى فيها بقية حياة فلدغته هذه الأفعى وكلاهما مات .. والقصة مشهورة في صحيح مسلم .
 
- والآن يمكن القول: أنه طالما الجن يتجسد ودخل بيوت المسلمين وقد حدث ذلك مع صحابة النبي وقد بلغ النبي ذلك أيضا .. فلماذا لم يخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يمكن للجن أن يتحرش جنسيا بعالم الإنس أو أن له قدرة على هذا الفعل ولو حتى بمجرد الإشارة لذلك طالما وصل الأمر بأن دخل الجن البيوت .. ؟!! 
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذا الكلام السابق هو وجهة نظر محترمة جدا وطالما احترمت هذا الرأي المنكر .. ولكن لي تعقيب على هذا الرأي فيما سبق لو خطر على بال أحد ..
 
- وهذا التعقيب هو أن يقال لهم: أن عدم قول النبي ليس دليل نفي .. وليس دليل إثبات .. ويتبقى إمكانية حدوث هذا الفعل ظنا منا بذلك لأن الجن قد سرق .. وهذا فعل قد فعله وهو متجسد ماديا .. فلا يستبعد أن يفعل أفعال غير السرقة وهو متجسد لأنه قد اكتسب صفات مادية ..
- والله أعلم .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لماذا اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يرشدنا بأن نحرج عليه وننذره ثلاث مرات وإلا فنقتله بعد ذلك لأنه شيطان .. كما جاء في الحديث: (إِنَّ بِالْمَدِينَةِ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ قَدْ أَسْلَمُوا، فَمَنْ رَأَى شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْعَوَامِرِ فَلْيُؤْذِنْهُ ثَلَاثًا، فَإِنْ بَدَا لَهُ بَعْدُ فَلْيَقْتُلْهُ، فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ) صحيح مسلم..؟!!
 
- لعل النبي صلى الله عليه وسلم .. خاف على أمته من مواجهة الجنيين المتشكلين على هيئة الحيوانات مثل هذه الأفاعي .. فأرشدهم لما فيه الأولى لسلامتهم دون مقاتلة .. إلا لو اضطروا لذلك .. والله أعلم .

**************************

..:: س86: هل أقوال العلماء حجة ودليل في إثبات أي مسألة غيبية أو شرعية ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أحيانا ستجد أقوال لبعض العلماء تشير إلى إمكانية جماع الجن للإنس .. وذلك من خلال استدلالهم ببعض آراء منقولة عن التابعين كرواية "مجاهد بن جبر التابعي عن انطواء الجن على إحليل الرجل" .. او روايات أخرى .. وقد ناقشناها سابقا ..
 
- والمهم أن تعلم أخي الحبيب أن أقوال العلماء في أي مسألة غيبية أو شرعية ولا دليل عليهم في ذلك من كلام الله ورسوله .. فهو مجرد ظنون .. وليس دليل إثبات أو علم يقين حتى يحتج به أي شخص ..
 
- فمثلا: قال الإمام القرطبي - رحمه الله - في تفسيره (17/ 181): (وصف الحور العين بأنه لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان: يعلمك أن نساء الآدميات قد يطمثهن الجان .. وأن الحور العين قد برئن من هذا العيب ونُزِّهنَ).
 
- وكلام الإمام القرطبي ذكره نتيجة استدلا مسبق برواية الإمام مجاهد بن جبر .. وكلامه رحمه الله لا يلزمنا في شيء .. لأن مسألة الحور العين مختلف الرأي عليهن في حقيقتهن هل آدميات وجنيات أم خلق آخر .. بالإضافة إلى أن الطمث من الجن مذكور في الآخرة ..
- فضلا عن أن كلامه مجرد رأي لا حجة فيه ولا دليل عليه إلا الظن ..
 
#- وخلاصة القول:
- أن آراء العلماء وكلامهم .. ليس حجة شرعية لينقلها البعض ويحتج بها وكأنها دليل شرعي ..!! وإنما الإحتجاج يكون بكلام الله ورسوله في المسائل الشرعية .. وفي المسائل الغيبية إذا قال العالم بقول فيه فهو مجرد ظن من الظنون ..
 
#- وبهذا يكون ختام بعض المناقشات التي خطرت على بالي .. وبعدها بعض الأسئلة التي قد تخطر ببالك بخصوص مسألة جماع الجن للإنس .

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .