ج32: رسالة الزواج والجماع والإنجاب بين الجن والإنس - هل قال التابعي مجاهد بن جبر أن الجن يجامع الإنسيات المتزوجات من خلال ركوبه على عضو الزوج أثناء الجماع - هل قال التابعي جعفر الصادق (إِن الشَّيْطَان يقْعد على ذكر الرجل) - هل قال الأئمة أبو جعفر الباقر والحسن والحسين من أهل البيت النبوي أن قابيل بن آدم تزوج من جِنيَّة اسمها جهانة وأنجب منها - هل قال الإمام مالك بإمكانية الزواج من الجن والحمل منهم بدلالة فتواه "مَا أرى بذلك بَأْسا فِي الدّين وَلَكِن أكره إِذا وجدت امْرَأَة حَامِل قيل لَهَا من زَوجك قَالَت من الْجِنّ" - هل أقر الشيخ بن تيميه أن الزواج والتوالد بين الإنس والجن قد يحدث قائلا "قد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف".

           بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الزواج والجماع والإنجاب

بين الجن و الإنس

حقيقة شرعية أم خرافة تراثية

 (الجزء الثالث من الرسالة)

(الفصل الثاني والثلاثون)

#- فهرس:

:: الفصل الثاني والثلاثون :: عن مناقشة روايات عن التابعين وتابعيهم وكلام بعض الفقهاء والذي استدل به البعض في إثبات حدوث إنجاب بين الجن والإنس ::

1- س120: هل قال التابعي مجاهد بن جبر أن الجن يجامع الإنسيات المتزوجات من خلال ركوبه على عضو الزوج أثناء الجماع ؟

2- س121: هل قال التابعي جعفر الصادق (إِن الشَّيْطَان يقْعد على ذكر الرجل) ؟

3- س122: هل قال الأئمة أبو جعفر الباقر والحسن والحسين من أهل البيت النبوي أن قابيل بن آدم تزوج من جِنيَّة اسمها جهانة وأنجب منها ؟

4- س123: هل قال الإمام مالك بإمكانية الزواج من الجن والحمل منهم بدلالة فتواه "مَا أرى بذلك بَأْسا فِي الدّين وَلَكِن أكره إِذا وجدت امْرَأَة حَامِل قيل لَهَا من زَوجك قَالَت من الْجِنّ" ؟

5- س124: هل أقر الشيخ بن تيميه أن الزواج والتوالد بين الإنس والجن قد يحدث قائلا "قد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف" ؟

*********************

:: الفصل الثاني والثلاثون ::

:: عن مناقشة روايات عن التابعين وتابعيهم وكلام بعض الفقهاء والذي استدل به البعض في إثبات حدوث إنجاب بين الجن والإنس ::

*********************

 

..:: س120: هل قال التابعي مجاهد بن جبر أن الجن يجامع الإنسيات المتزوجات من خلال ركوبه على عضو الزوج أثناء الجماع ؟ ::..

 

- هناك من استدل بروايات عن بعض التابعين ليؤيد معتقده بأن الجن يمكن أن ينجب من الإنس أولاد .. فمن ذلك ما ذكروه عن رواية الإمام مجاهد بن جبر التابعي .. وهي الرواية التي وصفتها في هذه الرسالة بأنها رواية خرافية وقد سبق وقمت بتحقيقها والكلام عنها بالتفصيل في أسئلة سابقة .. وهذه الرواية قد جاء فيها:

- عن مجاهد بن حبر التابعي قال: (إِذَا جَامَعَ الرجل أهله وَلَمْ يُسَمِّ انْطَوَى الْجَانُّ عَلَى إِحْلِيلِهِ فَجَامَعَ مَعَهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ "لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ") ذكره السيوطي في الدر المنثور واللفظ له .. نقلا عن الطبري في تفسيره والحكيم الترمذي في نوادر الأصول .. وقال الشيخ الألباني: وهذا إسناد مقطوع ضعيف مظلم .

 

- قوله (لم يسم): أي لم يقل قبل الجماع "بسم الله" ..

- قوله (انطوى): أي يلتف على عضو الزوج أثناء جماع ..

- قوله (إحليله): أي عضو الذكري ..

 

#- وهذه الرواية من الخرافات المذكورة في كتب التفاسير .. والمنسوبة بالباطل للإمام مجاهد بن جبر .. ولا يمكن أن تصح لا عقلا ولا شرعا ولا سندا لا متنا ..!!

 

#- وعن نفسي لا أشك أن هذه الرواية بهذا السند أنها قد تكون رواية مكذوبة على الإمام مجاهد ولم يقل بها بل تم نسبتها إليه وهو بريء منها ..، وعلى أحسن تقدير لهذه الرواية فهي ضعيفة جدا ..

 

- والمشكلة أن هذه الرواية منتشرة في كتب التفاسير بكثرة لشدة الثقة في التابعي "مجاهد بن جبير" .. بل وبنوا عليها تفسيرات لبعض الآيات .. مما يجعل القاريء لهذه الرواية وتكرارها في كتب التفاسير يظن أن هذه رواية صحيحة .. بل وظن البعض أنها حديث نبوي .. وفي الحقيقة هي رواية عن قول أحد التابعين وهي باطلة سندا ومتنا .. وأغلب ظني أنها منسوبة لمجاهد بن جبر بالكذب عليه .. يعني ملفقة له وتم دسها في كتب التفسير .

 

#- ويوجد هنا مشكلة كبيرة في كتب التراث التي لا يتم تحقيقها .. حيث أتى في كتاب "آكام المرجان في أحكام الجان" للإمام الشبلي ما هو نصه:

- نكاح الإنسي الجنية وعكسه ممكن .. قال الثعالبي: زعموا أن التناكح والتلاقح قد يقعان بين الإنس والجن .. قال الله تعالى: (وشاركهم فِي الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد) .. وقال صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (إِذا جَامع الرجل امْرَأَته وَلم يسم انطوى الشَّيْطَان إِلَى إحليله فجامع مَعَه) .. وقال بن عباس: (إذا أَتَى الرجل امْرَأَته وَهِي حَائِض سبقه الشَّيْطَان إِلَيْهَا فَحملت فَجَاءَت بالمخنث فالمؤنثون أَوْلَاد الْجِنّ) رَوَاهُ الْحَافِظ ابْن جرير. (نقلا من آكام المرجان ص105) ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قد قمت بتحقيق كلام الشبلي في السؤال رقم (61) تحت عنوان (هل قوله تعالى للشيطان (وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ) فيه أي دلالة على إمكانية وطء وجماع الجن للإنس ؟).

 

#- ولكن إذا كان الإمام الشبلي ليس محقق أحاديث .. فالإمام السيوطي وهو محقق أحاديث وصاحب كتاب "لقط المرجان في أحكام الجان) وهو كتاب مختصر للإمام الشبلي .. قد نقل كلام الشبلي السابق ولم يعلق على أن هذه الروايات لا وجود لها في الحياة أصلا إلا في وهم من كتبها ..!! وهذا شيء غريب جدا أن يذكر هذه الروايات دون تعليق عليها ..

 

- لأن هذه الروايات هي روايات تم ذكرها .. وكأن الذين رووها مجموعة من الفضائيين القادمين من عالم خارج كوكب الأرض ..!! والله أعلم.

- وإن كان ظني – والله أعلم - في كتاب (لقط المرجان) أنه منسوب للسيوطي وليس هو من كتبه .. وهذا أشرت له في رسالة (تأمين الخائف من المس الطائف) في السؤال الثالث عشر تحت عنوان (قصة الديك الأبيض) .. فارجع إلى الرسالة لتجد ما لا يخطر ببالك ..

 

#- من حيث الإحتجاج بروايات التابعين ..

- كما قلنا في روايات الصحابة سابقا .. فيقال هنا في روايات التابعين .. أن مثل هذه الرواية لا يصح الإحتجاج بها أصلا .. لأنها ليست وحي يوحي فليست  تشريع .. وإنما البعض يحلو له الإكثار من المرويات وذكر أسماء الصحابة والتابعين ليبهر الآخرين ويقنعهم أن هذا كلام الشريعة .. في حين أن من يفعل ذلك عليه أن يوضح أن هذه مجرد آراء وليس علم ديني .. هذا على افتراض لو صحت هذه الآراء .. فما بالنا لو كانت هذه الآراء بلغتنا عنهم بطرق مشوهة لم تصح ..!!

 

- ولكن للأسف البعض يعرض آراء الصحابة والتابعين وكأنها علم ديني واجب التسليم له وليست آراء قد تصح وقد لا تصح .. وهذا ما اعتبره خيانة في الأمانة العلمية الدينية ..!!

- بل ولا يصح الاستدلال بكلام مقطوع على تابعي في بيان عقيدة غيبية ليس لها ما يؤيدها من الشرع أو إجماع من الصحابة .. فما بالك لو رواية باطلة لم تصح .. بل وتخالف الشريعة والقرآن وفي ذات الرواية يوجد تضارب أصلا .. !! وسبق بيان كل ذلك بالتفصيل في الفصل التاسع عشر عند السؤال رقم (65) من هذه الرسالة .

 

#- وفي عجالة أذكرك بأن رواية مجاهد فيها ثلاث علل في الإسناد:

1- الرواية في سندها (محمد بن عمارة الأسدى) .. وهو مجهول الحال ..

2- الرواية في سندها (سهل بن عامر البجلي): وهو منكر الحديث ولا يكتب حديثه ويفتعل الأحاديث بالكذب ..

3- والرواية في سندها (يحيى بن يعلى الأسلمي وهو أبو زكريا القطواني): وهو مضطرب الحديث وضعيف ..

 

#- وإذا كانت هذه الرواية فاسدة سندا .. فهي باطلة متنا لمخالفتها للعقل وللنصوص الشرعية .. فضلا عن اضطراب سياق الرواية الذي لا علاقة له بآية الطمث التي تم ذكرها في الرواية .. ولا يصدق مثل هذه الرواية إلا من لم يصيبه كرامة التوفيق فلم يبصر ما فيها من مخالفات شرعية وعقلية .

 

- وللمزيد بتوسع في مناقشة هذه الرواية يمكنك الرجوع إلى الفصل التاسع عشر تحت عنوان: (س65: ما هي حقيقة رواية (إذا جامع الرجل أهله ولم يسم انطوى الجن على إحليله) والتي استند إليها بعض علماء التفسير عند تفسير قوله تعالى: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) ؟).

 

#- وخلاصة القول:

- روايات التابعين ليست حجة شرعية ليجعلها البعض دليلا شرعيا لإثبات معتقدات غيبية .. وأقوال يجب اتباعها وكأنها وحي يوحى .. بل هو مجرد رأي (هذا على افتراض صح عن التابعي أنه قال بذلك أصلا) .. وليس شرعا لنعتقده ونؤمن ونقر به ..!!

- والأحكام والعقائد .. تؤخذ من القرآن وبسند صحيح عن النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم .. وخلاف ذلك فلا حجة فيه .

 

**********************

..:: س121: هل قال التابعي جعفر الصادق (إِن الشَّيْطَان يقْعد على ذكر الرجل) ؟ ::..

 

- رُوي عن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن علي قال: (إِن الشَّيْطَان يقْعد على ذكر الرجل؛ فَإِذا لم يسم الله أصَاب امْرَأَته مَعَه، وَأنزل فِي فرجهَا كَمَا ينزل الرجل) رواه السمعاني (المتوفى: 489هـ) في تفسيره .

 

- هذه من الروايات التي ذكرها البعض في إثبات الجماع بين الإنس والجن والإنجاب منهم .. لأنه إذا كان الشيطان ينزل في فرج الزوج بنطفته فما ذلك إلا لأنه يمكن أن ينجب من المرأة وإلا فما فائدة إنزال نطفته في فرج الزوجة ؟!!

 

- قوله (ذكر الرجل): أي العضو الذكري للرجل .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة ):

- هذه الرواية التي رُويت عن الإمام جعفر الصادق .. وهو إمام أهل السنة وحفيد سيدنا الحسين الذي هو حفيد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. عليهم السلام جميعا أهل البيت ..

 

- ولكن هذه الرواية من الواضح أنها تم تلفيقها له رضي الله عنه .. وقد ذكرناها سابقا وحققناها تفصيليا .. وذكرنا أنها رواية لا سند لها .. ومنكرة المتن لمخالفة العقل والشرع .. فهي رواية باطلة ولا صحة فيها .

 

- وللتوسع في هذه الرواية فارجع إلى السؤال رقم (80) .. تحت عنوان: (س80: هل الشيطان يجامع الزوجة كالعاهرة وينزل نطفته مع نطفة الرجل في رحم الزوجة ؟) ..

 

- والله أعلم .

************************

 

..:: س122: هل قال الأئمة أبو جعفر الباقر والحسن والحسين من أهل البيت النبوي أن قابيل بن آدم تزوج من جِنيَّة اسمها جهانة وأنجب منها ؟ ::..

 

#- من الروايات التي يستدل بها البعض هي روايات تم نسبتها لأهل البيت النبوي منهم سيدي أبي جعفر الباقر وسيدنا الحسن وسيدنا الحسين عليهم السلام وعلى أهل بيت رسول الله جميعا ..

 

- ولكنها روايات كلها مكذوبة عليهم .. وأذكرها لكم هنا لمناسبتها للجزء الذي نكتب فيه للتذكرة .. حيث سبق وذكرناها في السؤال رقم (14) تحت عنوان: (ما هي بعض القصص التي استند إليها من قالوا بإمكانية حدوث زواج بين الإنس والجن ؟ )

 

#- وهذه هي الروايات:

1- (رواية مكذوبة) .. يُروى كذبا عن أبي جعفرٍ عليه السّلام قال (وهو لم يقل ذلك قطعا): (لَمَّا أَدْرَكَ قَابِيلُ مَا يُدْرِكُ الرَّجُلُ أَظْهَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ جِنِّيَّةً مِنْ وُلْدِ الْجَانِّ يُقَالُ لَهَا "جُهَانَةُ" فِي صُورَةِ الْإِنْسِيَّةِ .. فَلَمَّا رَآهَا قَابِيلُ وَمِقَهَا ـ أي أحبها ـ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ: أَنْ زَوِّجْ "جُهَانَةَ" مِنْ قَابِيلَ فَزَوَّجَهَا مِنْ قَابِيلَ.

- ثُمَّ وُلِدَ لآِدَمَ هَابِيلُ .. فَلَمَّا أَدْرَكَ هَابِيلُ مَا يُدْرِكُ الرَّجُلُ .. أَهْبَطَ اللَّهُ إِلَى آدَمَ حَوْرَاءَ وَاسْمُهَا "تُرْكُ الْحَوْرَاءِ" .. فَلَمَّا رَآهَا هَابِيلُ وَمِقَهَا .. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ أَنْ زَوِّجْ "تُرْكاً" مِنْ هَابِيلَ .. فَفَعَلَ ذَلِكَ .. فَكَانَتْ "تُرْكُ الْحَوْرَاءِ" زَوْجَةَ هَابِيلَ بْنِ آدَمَ) بحار الأنوار للمجالسي ج11 ص227.. ، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي ج20 ص392..، مستدرك الوسائل، للشيخ الميرزا حسين النوري الطبرسي ج14 ص361 ..

 

#- وَقَدْ رُوِيَ بلفظ آخر هكذا: (أَنَّ آدَمَ لَمْ يَكُنْ يُزَوِّجُ ابْنَتَهُ مِنِ ابْنِهِ، وَلَوْ فَعَلَ ذَلِكَ آدَمُ لَمَا رَغِبَ عَنْهُ (أي ما كان ابتعد عن سُنَّة آدم) النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا كان دين آدم إلا يكن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..!! وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا أَهَبَطَ آدَمَ وَحَوَّاءَ إِلَى الْأَرْضِ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا .. وَلَدَتْ حَوَّاءُ بِنْتًا فَسَمَّاهَا "عَنَاقًا" فَبَغَتْ .. وَهِيَ أَوَّلُ مَنْ بَغَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهَا مَنْ قَتَلَهَا .. ثُمَّ وَلَدَتْ لِآدَمَ قَابِيلَ، ثُمَّ وَلَدَتْ لَهُ هَابِيلَ .. فَلَمَّا أَدْرَكَ قَابِيلُ أَظْهَرَ اللَّهُ لَهُ جِنِّيَّةً مِنْ وَلَدِ الْجِنِّ .. يُقَالُ لَهَا: "جَمَّالَةٌ" فِي صُورَةِ إِنْسِيَّةٍ .. وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ أَنْ زَوِّجْهَا مِنْ قَابِيلَ فَزَوَّجَهَا مِنْهُ ..، فَلَمَّا أَدْرَكَ هَابِيلَ أَهْبَطَ اللَّهُ إِلَى آدَمَ "حُورِيَّةً" فِي صِفَةٍ إِنْسِيَّةٍ وَخَلَقَ لَهَا رَحِمًا .. وَكَانَ اسْمُهَا "بَزْلَةَ" .. فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا هَابِيلُ أَحَبَّهَا .. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ أَنْ زَوِّجْ "بَزْلَةَ" مِنْ هَابِيلَ فَفَعَلَ.

- فَقَالَ قَابِيلُ: يَا أَبَتِ أَلَسْتُ أَكْبَرَ مِنْ أَخِي ؟ قَالَ: نَعَمْ.. قَالَ: فَكُنْتُ أَحَقَّ بِمَا فَعَلْتَ بِهِ مِنْهُ .. فَقَالَ لَهُ آدَمُ: يَا بُنَيَّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَنِي بِذَلِكَ .. وَإِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ، وَلَكِنَّكَ آثَرْتَهُ عَلَيَّ .. فَقَالَ آدَمُ:" فَقَرِّبَا قُرْبَانًا فَأَيُّكُمَا يُقْبَلُ قُرْبَانُهُ فهو أحق بالفضل) ذكرها القرطبي في تفسيره ج6 ص134 .. وقال تعليقا على هذه الرواية: هذه الرواية عن جعفر ما أظنها تصح ..!! وأشار لهذه لرواية أيضا الإمام بن حجر وقال: ليس لذلك أصل ولا شاهد فتح الباري شرح صحيح البخاري ج6 ص369..

 

#- وفي رواية أخرى: روى القاسم بن عروة عن بريد العجلي عن أبي جعفرٍ عليه السّلام قال: (إنّ الله تبارك وتعالى أنزل على آدم حوراء من الجنّة فزوّجها أحد ابنيه .. وتزوّج الآخر ابنة الجان .. فما كان في الناس من جمالٍ كثيرٍ أو حسن خلقٍ فهو من الحوراء، وما كان فيهم من سوء خلقٍ فهو من ابنة الجان) (من لا يحضره الفقيه: 3 / 382 .. علل الشرائع: 1 / 103 .. جامع أحاديث الشيعة - للسيد البروجردي - ج20 ص392) .

 

#- ملحوظة: (القاسم بن عروة) و (بريد العجلي) .. كلاهما مجهول الحال ..!!

 

2ـ - (رواية مكذوبة) .. صحيفة الرّضا: عن أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ الطَّائِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي سَنَةَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا بإسناده إلى الحسين بن عليٍّ (عليهما السّلام) قال: (جاء رجل إلى الحسن بن عليّ (عليهما السّلام)، فقال: أحقّ ما يقول النّاس أنّ آدم زوّج هذه البنت من هذا الابن؟ فقال: حاشا الله، كان لآدم (عليه السّلام) ابنان، وهو شيث وعبد الله، فأخرج الله لشيث حوراء من الجنّة، وأخرج لعبد الله امرأةً من الجن، فولد لهذا، وولد لذاك، فما كان من حسنٍ وجمالٍ فمن ولد الحوراء، وما كان من قبحٍ وبذاء فمن ولد الجنّيّة) صحيفة الرضا حديث رقم 29 ص 90 تحقيق محمد مهدي نجف .. وتم إدراج هذه الرواية في مستدرك الوسائل: 14 / 363. بسند مختصر .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قد سبق وقمت بتحقق كل هذه الروايات وتكلمت عليها سندا ومتنا .. وأضحت لماذا هي روايات مكذوبة .. وأظهرت ما فيها من علل مفضوحة ومخالفة للقرآن الذي هو كلام الله .. وأهل البيت النبي في براءة من هذه الروايات التي تم تلفيقها لهم ..

 

#- ويكفي أن أذكر شيئين هنا:

1- الأول: لا يمكن أن ينجب إنسي من جنية لأن الطبيعة الجنية غالبة عليها فيستحيل حدوث انجاب لاختلاف الفصيلة الجنسية حتى لو تجسد الجن لأن طبيعة تكوينه تظل كما هي .. ولا يمكن للإنسي أن ينجب من ملائكة لأن طبيعة الملائكة روحانية .. فضلا عن أن لو "حور" من الملائكة كما يزعم البعض فالملائكة لا شهوة لهم .. فكيف يحدث نكاح وحمل وإنجاب ..!!

 

2- الثاني: عن أكذوبة أن الجمال الإنسي من الحور .. والقبح الإنسي من الجن ..

- فهذا كلام لا يحتاج إلى أن نقول عنه أنه الكذب بعينه .. لأنه على هذا المنطق .. فيكون العالم الغربي من دول أروبا وأمريكا نسائهم من سلالة ملائكية .. ويكون العالم الشرقي من سلالة شيطانية ..!!

 

- ومن ناحية أخيرة: منذ متى والجمال والقبح يتم قياسه بالشكل وليس بالجوهر والعمل ؟!! فالجميل جميل القلب والروح وما ينتج عنه من عمل .. فإن صادف ذلك هيئة فيها مزيد جمال فذلك قد يكون فيه فتنة ..

- وعموما ليس جمال الشكل هو دليل الملائكية والشيطانية .. وإنما طهارة الباطن وإخلاص العمل مع الله هو دليل جمالك عند مولاك الذي خلقك .. بل وعند الأسوياء من بني آدم ..!!

 

#- خلاصة القول على الرواية السابقة:

1- يظهر لك من الروايات السابقة .. كلها يطفح منها الكذب ..!!

- كذب على القرآن كلام الله .. وكذب على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكذب على المؤمنين لترويج مثل هذه الروايات المكذوبة عليهم ..!!

 

2- لا يمكن لمؤمن أن يصدق أن أهل البيت يقولوا بمثل هذه الروايات .. وحاشاهم رضي الله عنهم وأرضاهم .. وإنما هو من الكذب الملفق لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

 

**********************

 

..:: س123: هل قال الإمام مالك بإمكانية الزواج من الجن والحمل منهم بدلالة فتواه "مَا أرى بذلك بَأْسا فِي الدّين وَلَكِن أكره إِذا وجدت امْرَأَة حَامِل قيل لَهَا من زَوجك قَالَت من الْجِنّ" ؟ ::..

 

- من كلام العلماء الذي يحب البعض أن يستدل به .. هو ما تم روايته عن الإمام مالك بن أنس وهو من أئمة تابعي التابعين .. ومن أشهر المذاهب الإسلامية .. حيث رُويت عنه قصة يدل منها على إمكانية جماع الجن للإنس والحمل من الجن .. وإليك بيانها:

 

- # قال الشيخ بدر الدين الشبلي رحمه الله:

- وَقد سُئِلَ مَالك بن أنس رَضِي الله عَنهُ فَقيل إِن هَهُنَا رجلا من الْجِنّ يخْطب إِلَيْنَا جَارِيَة يزْعم أَنه يُرِيد الْحَلَال فَقَالَ مَا أرى بذلك بَأْسا فِي الدّين وَلَكِن أكره إِذا وجدت امْرَأَة حَامِل قيل لَهَا من زَوجك قَالَت من الْجِنّ فيكثر الْفساد فِي الْإِسْلَام بذلك

- وَهَذَا الَّذِي ذَكرْنَاهُ عَن الإِمَام مَالك رَضِي الله عَنهُ .. أوردهُ أَبُو عُثْمَان سعيد بن الْعَبَّاس الرَّازِيّ فِي كتاب الإلهام والوسوسة فِي بَاب نِكَاح الْجِنّ فَقَالَ:

- حَدثنَا مقَاتل حَدثنِي سعد بن دَاوُد الزبيدِيّ قَالَ: (كتب قوم من إِلَى مَالك بن أنس رَضِي الله عَنهُ يسألونه عَن نِكَاح الْجِنّ وَقَالُوا إِن هَهُنَا رجلا من الْجِنّ .... إِلَى آخِره). (أكام المرجان ص10).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قد تبين لك أخي الحبيب .. في هذه الرسالة أنها قصة تم تلفيقها للإمام مالك ولم تحدث .. بسبب فساد وتلف الإسناد الذي رويت بهذه القصة .. فضلا عن عدم معقولية أن يكون الإمام مالك قد قال بهذه الفتوى التي هي لونا من الجهل والغباء الذي من المستحيل أن يكون قد قاله الإمام مالك .. وحاشاه رضي الله عنه .. وإنما هي قصة من تلفيق الذين يضعون الروايات ويكذبون على الأئمة بما لم يقولوا به ..  

 

- وعموما قد سبق الكلام على هذه الرواية بما لا حاجة لإعادته .. وإنما أثبتها هنا لمناسبة الاستدلال بها لمن يحلو له ذلك أن يثبتها في إمكانية الحمل من الجن ..

 

- ويمكنك مراجعة كل ما قيل حول هذه القصة من حيث السند والمتن بأدق التفاصيل هنا في هذه الرسالة .. تحت عنوان: (س21: هل الإمام مالك بن أنس من تابعي التابعين قد أجاز زواج الجن من الإنس مع الكراهة ؟) ..

 

************************

 

..:: س124: هل أقر الشيخ بن تيميه أن الزواج والتوالد بين الإنس والجن قد يحدث قائلا "قد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف" ؟ ::..

 

- من الأمور التي يحب البعض الاستدلال بها من كلام المشايخ في إثبات وجود توالد بين الجن والإنس .. هو ما قال الشيخ بن تيمية رحمه الله (المتوفى: 728هـ) حيث قال:

- "وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف .. وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عليه .. وكره أكثر العلماء مناكحة الجن". (مجموع الفتاوي ج19 ص39).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ما قاله الشيخ بن تيميه هو كلام غريب وعجيب منه رحمه الله .. إذ كيف يقر بوجود شيء غيبي بدون دليل عليه .. والأغرب أن يقول عنه "وهذا كثير معروف" .. !!

 

- ونقول: هذا الكثير المعروف .. هو كثير ومعروف لمين يا شيخ بن تيميه هذا الكلام في تاريخ الحياة ؟!! إلا في كلام السفهاء والجهلاء وقصص الخرافات ..!! وما ذكره العلماء ما هو إلا قصص خرافية أو أحاديث لم يصح منها شيئا ..!!

 

- وعموما كلام الشيخ بن تيميه يستدعي الوقوف معه .. خاصة وأن البعض يستدل بكلامه وكأنه وحي وتشريع واجب التصديق به .. وهذه مصيبة كبيرة في دين هؤلاء الذين يعتقدون ذلك ..!!

 

#- أولا: ما قاله بعض العلماء في الرد على مقولة الشيخ بن تيميه:

- قال الشيخ الألباني رحمه الله معلقا على كلام الشيخ بن تيميه بخصوص زواج الجن والتوالد منهم:

- وأغرب من ذلك كله قول ابن تيمية في رسالة ((إيضاح الدلالة في عموم الرسالة)) (ص 125 - مجموعة الرسائل المنيرية): (وقد يتناكح الإنس والجن، ويولد بينهما ولد، وهذا كثير معروف) !!

- وأقول (أي الشيخ الألباني ردا على بن تيمية): نعم ؛ هو معروف بين بعض النسوة الضعيفات الأحلام والعقول ..

- ولكن أين الدليل الشرعي والعقلي على التوالد أولاً ..

- وعلى التزاوج الشرعي ثانياً؟ !

- هيهات هيهات! (سلسلة الاحاديث الضعيفة ج12 ص608).

 

#- ثانيا: مناقشة كلام الشيخ بن تيميه وفق ضوابط عقلية وشرعية ..

1- قد تظن أن كلام الشيخ بن تيميه "ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف" .. مرتبط بقوله (وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عليه) ..

- ولكن ما قاله الشيخ بن تيميه هي عقيدته بأن الجن يتزوج وينجب من الإنس .. وإنما أكده بما ذكره العلماء وتكلموا عليه .. والله أعلم .

 

- وإذا كانت هذه مسألة غيبية ولا دليل عليها .. فهل المسائل الغيبية تؤخذ من قصص الخرافات والأحاديث الموضوعة والضعيفة والمجهولة ؟!!

- ونعجب من مخالفة الشيخ بن تيميه لمنهجه في إيجاد الدليل .. إذ يقول رحمه الله: ولا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة. (مجموع الفتاوى ج1 ص250-251).

 

2- حينما يقول الشيخ بن تيميه (وقد يتناكح الإنس والجن) فلنا أن نسأل فنقول:

- هل حضر بن تيمية زفاف بين جن وإنس كان هو المأذون فيه ؟ أم كان هو العريس فيه ؟ أم كان شاهد عليه ؟

- وإذا كان الشيخ بن تيميه لم يحضر زفاف بين إنس وجني .. ولم يحضر مولد طفل نتيجة هذا الزفاف المزعوم .. فكيف يوافق على هذه العقيدة ويقول: "وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف" .. !!

 

3- حينما يقول الشيخ بن تيميه (ويولد بينهما ولد) فلنا أن نسأل فنقول:

أ- كيف يحدث هذا التوالد إذا كان من المستحيل عقلا وعلما أن يحدث توالد بين جنسين مختلفين ؟!!

 

ب- فهل رأى الشيخ بن تيميه طفل من الإنس له ذيل أو له قرون أو له القدرة على التحول لشكل حيوان أو له جناحات ويطير في الهواء أو يظهر ويختفي مثل الجن .. حتى يزعم هذا التوالد ؟!!

 

4- حينما يقول الشيخ بن تيميه (وهذا كثير معروف) فلنا أن نسأل فنقول:

أ- متى حدث ذلك ؟ وفي أي مكان ؟!!

ب- وطالما كثير معروف فلماذا لم يتم تدوينه في كلام أهل العقل والحكمة أو على الأقل أهل الشريعة ؟!!

ج- ولماذا دائما من يتداول هذه الأساطير جماعة النساء الخفيفات العقل .. أو جماعة ناقلي الأخبار والحواديت الغريبة .. أو يتم تداول هذه المعلومات في كتب أهل العلم الشرعي من خلال أحاديث باطلة أو مكذوبة أو لا وجود لها إلا بمحض الظن ..!!

د- ولماذا لم يأتنا الإمام بدليل واحد أو قصة واحدة .. على ما جعله أمر معروف من التناكح والتوالد ..!!

4- أما عن قول الشيخ بن تيميه (وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عليه) فلنا أن نسأل فنقول:

أ- وإذا كان الوحي السماوي لم يقل بذلك لا بالتصريح ولا بالتلميح .. فهل نأخذ العلم من الروايات الباطلة التي في كتب بعض العلماء ثم ندخلها في الكتابات الدينية لنجعل منها معتقد يؤمن به الناس ؟!!

- ولعل الشيخ بن تيميه يشير إلى كلام العلماء مثل ما قالوه في الاحاديث الضعيفة عن أم بلقيس الجنية وعن المغرَّبين .. وقصة عمرو بن يربوع الخرافية الذي قيل عنه أنه تزوج من سعلاة الجن (ساحرة من الجن) وأنجب منها أولاده .. وفتوى الإمام مالك التي لم تصح .. وكلام مجاهد بن جبر المكذوبة عليه .. وغير ذلك من قصص وحواديت وروايات أثبتنا بطلانها ..

  

- فهل هذه منهجية علم وتحقيق في تأصيل مسألة خطيرة مثل هذه المسألة التي هي جزء من العقيدة في أفعال الجن ..؟!!

- هذا منطق غريب جدا من الشيخ بن تيميه رحمه الله.

 

- ولكن يتبقى سؤال مهم في كلام الشيخ بن تيميه: أي من العلماء قال أنه يوجد بين الإنس والجن أولاد .. ولماذا لم يأتينا ولو بنموذج واحد فقط من هذا الذي وصفه بأنه "كثير معروف" ؟!!

 

#- فما ذكره الإمام ن تيميه .. خطير جدا .. وواجب الطعن على ما ذكره من مسألة الإنجاب من الجن .. إذ أن ما ذكره باطل ولا دليل عليه ويستحيل تحقيقه علميا .. ولا يوجد فيه أي نص شرعي ولا قال به أي عالم عاقل أو عالم محقق .. وحتى من قال بذلك فهو يذكره على سبيل التعريف بأن هناك من يقول بهذا القول ..

 

- فمن أين أتى الشيخ بن تيميه بعقيدته هذه في الإنجاب من الجن ؟!! وهي عقيدة باطلة ويستحيل حدوثها ؟!!

 

#- ثالثا: أما عن الذين يروجون كلام الشيخ بن تيميه وينتصرون به في إيجاد أولاد من الجن .. فنقول لهم:

1- الذين ينقلون كلام الشيخ بن تيميه .. وينشرونه بين الناس على الإنترنت وكأنه تشريع ووحي من الدين .. وعلينا الإعتقاد فيه .. فهؤلاء مسئولون أمام رب العالمين عما ينقلونه للمسلمين .. لأنهم يعلمون يقينا أن هذا كلام باطل .. ولا وجود له في الشرع ومخالف للعقل والعلم .. ومع ذلك مازالوا ينقلونه ويتداولونه وكأنه وحيا علينا التسليم له وتصديقه وينشرونه بين الناس ليؤمنوا بكلام الشيخ بن تيميه ..!!

 

2- لماذا الذين ينقلون من كلام الشيخ بن تيميه .. يسلمون له تسليما وكأنه وحيا يوحى وليس مجرد رأي يحتمل الصواب والخطأ ؟!!

- لأنهم يذكرون كلامه دون تعقيب ولا تحقيق وكأنه تشريع سماوي ..!!

- ألا يرشدك ذلك أخي الحبيب إلى عبودية هؤلاء لهذه المشايخ .. فيجعلوا من كلامهم تشريع ديني .. فكيف تصدق من ينقل لك ذلك ويفرضه عليك وكأنه علم الدين ..؟!!

 

- فما الذي يقصدونه من وراء ذلك ؟!! ولماذا لا ينشرون الحق ويظهرون بطلان عقيدة الشيخ بن تيميه في هذه الجزئية ؟ أم أنهم يعتقدون فيه فعلا بأنه كلام يوحى إليه ؟!! أم ماذا يا هذا ؟!!

 

- إنهم مسئولون عما ينشرونه للناس ويروجونه تحت مسمى العلم الشرعي .. وهو ليس بعلم شرعي وإنما علم باطل .. وهو إنجاب الجن من الإنس ..!!

 

- فليتقي الله كل إنسان يكتب في العلم .. ولا يخون أمانة العلم .. والأنفاس قليلة ويوم القيامة قريب ..

 

#- ورحم الله الشيخ الألباني حينما رد على الشيخ بن تيميه .. وقد أثبتنا كلامه في بداية إجابة هذا السؤال .. فارجع إليه ..

 

- واعلم أخي الحبيب .. أن الشيخ بن تيميه بريء مما يفعله هؤلاء الذين يعظمون كلامه تعظيما .. ويجعلون منه علم ديني وتشريع ..!!

#- وتأمل هذه المسخرة وقلة الأدب:

- حيث وجدت البعض من مقدسي أقوال الشيخ بن تيميه .. قد تجرأ وأباح لنفسه ذكر مقولة قيلت عن الإمام الحافظ أبو بكر الأثرم: كأن أحد أبويه كان من الجن .. وهذه المقولة قالها فيه الإمام يحيى بن معين على سبيل الدعابة نظرا لكثرة نشاطه وهمته وعزيمته ..

- ولكن مقدسي أقوال الشيخ بن تيميه على الإنترنت .. جعلوا من قول الإمام يحيى بن معين حقيقة ونشروها بين الناس ليؤكدوا كلام الشيخ بن تيميه في جزئية (ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف) .. وذلك تقديسا لكلام الشيخ بن تيميه انتصارا له بالباطل وكأن رأيه وحيا يوحى .. وحسبهم ما يفعلون من تضليل المؤمنين .. وسيأتي مزيد عن هذه القصة في السؤال رقم (126) إن شاء الله تعالى.

#- وخلاصة القول:

- أن آراء العلماء وكلامهم .. ليس حجة شرعية لينقلها البعض ويحتج بها وكأنها دليل شرعي ..!! وإنما الإحتجاج يكون بكلام الله ورسوله في المسائل الشرعية .. وفي المسائل الغيبية إذا قال العالم بقول فيه فهو مجرد ظن من الظنون ..

 

- وراجع في هذه الرسالة السؤال التالي: (س86: هل أقوال العلماء حجة ودليل في إثبات أي مسألة غيبية أو شرعية ؟).

 

#- بهذا يكون ختام الكلام على الأدلة التي يستدل بها البعض في ثبوت أن الجن ينجب من الإنس أو العكس .. وقد تبين لك أنه لم يصح منها شيئا .. والذي صح منها لا علاقة له في هذه المسألة .. وإنما هو إلتفاف على النصوص لإثبات فعل للجن والشيطان وتسويقه ونشره على المسلمين وفرضه عليهم كمعتقد ديني يجب الإيمان به .. في حين هو معتقد باطل علما وعقلا ولم يصح شرعا ..!!

- فانتبه يا مسلم ..

 

#- وننتقل بعد ذلك لأسئلة ختامية كما تعودنا تكون في ختام كل جزء من أجزاء الرسالة .. منها سبب بطلان وجود إنجاب من الجن .. ومنها ما الذي ترتب على خرافة الإنجاب من الجن .. ومنها هل يمكن لو تجسد الجن وظهر بصورة مادية أن ينجب حينئذ من الماديات ؟ .. وغير ذلك مما قد يخطر على البال .. والله ولي التوفيق.

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .