ج4: رسالة ليلة الجن - ما هي الروايات التي قيلت في سبب استماع الجن للقرآن من النبي دون أن يعلم - ما الإشكاليات التي تقال حول رواية سماع الجن للقرآن من النبي التي رواها بن عباس وتم ذكرها في صحيح البخاري ومسلم والترمذي

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

ليلة الجن
في سماع الجن من النبي واجتماع النبي بالجن

(الجزء الرابع)

#- فهرس:
:: الفصل الرابع :: عن الروايات الصحيحة التي قيلت في سبب تواجد الشياطين حول النبي واستماعهم للقرآن منه دون أن يعلم والإشكاليات التي تحوم حول هذه الروايات ::
1- س17: ما هي الروايات التي قيلت في سبب استماع الجن للقرآن من النبي دون أن يعلم ؟
2- س18: ما الإشكاليات التي تقال حول رواية سماع الجن للقرآن من النبي التي رواها بن عباس وتم ذكرها في صحيح البخاري ومسلم والترمذي ؟

***************************

:: الفصل الرابع ::

:: عن الروايات الصحيحة التي قيلت في سبب تواجد الشياطين حول النبي واستماعهم للقرآن منه دون أن يعلم والإشكاليات التي تحوم حول هذه الروايات ::

****************************

..:: س17: ما هي الروايات التي قيلت في سبب استماع الجن للقرآن من النبي دون أن يعلم ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- أولا: الرواية التي قالها بن عباس وذكرها في البخاري ومسلم والترمذي:
- عن عبد الله بن عباس قال: (مَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِنِّ وَمَا رَآهُمُ .. انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ. وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ. فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا: مَا لَكُمْ. قَالُوا: حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ. قَالُوا: مَا ذَاكَ إِلَّا مِنْ شَيْءٍ حَدَثَ. فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا. فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ..  فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا. فَمَرَّ النَّفَرُ الَّذِينَ أَخَذُوا نَحْوَ تِهَامَةَ - وَهُوَ بِنَخْلٍ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ - فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ. وَقَالُوا: هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ. فَقَالُوا: يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا. فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ) صحيح مسلم .. وكذلك رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين.
 
- وفي رواية البخاري بلفظ: (قالوا: ما حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إلَّا شيءٌ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأرْضِ ومَغَارِبَهَا، فَانْظُرُوا ما هذا الذي حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بنَخْلَةَ عَامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظٍ .. وهو يُصَلِّي بأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا القُرْآنَ اسْتَمَعُوا له .....) صحيح البخاري ..
 
- في رواية الترمذي بلفظ: (مَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الجِنِّ وَلاَ رَآهُمْ، انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ، فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ فَقَالُوا: مَا حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلاَّ أَمْرٌ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ؟ قَالَ: فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، يَبْتَغُونَ مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ النَّفَرُ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدًا إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلاَةَ الفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا القُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ، فَقَالُوا: هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ. قَالَ: فَهُنَالِكَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا: يَا قَوْمَنَا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ} وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الجِنِّ).. وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (قَوْلُ الجِنِّ لِقَوْمِهِمْ: {لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} قَالَ: لَمَّا رَأَوْهُ يُصَلِّي وَأَصْحَابُهُ يُصَلُّونَ بِصَلاَتِهِ وَيَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ، قَالَ: تَعَجَّبُوا مِنْ طَوَاعِيَةِ أَصْحَابِهِ لَهُ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ: {لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا}") رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
 
#- ملحوظة مهمة: الإمام البخاري لم يذكر في روايته أول جملة لهذه الرواية وهي: (مَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِنِّ وَمَا رَآهُمُ) ولكن في صحيح مسلم موجودة .. ولذلك اثبت الرواية الكاملة وقدمتها على رواية البخاري.
 
#- ثانيا: توجد رواية أخرى لابن عباس تشير لما قاله في الرواية السابقة ويظهر ذلك من ختام سورة الجن .. وهي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (قَالَ فِي قَوْلِ الْجِنِّ: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19] ، قَالَ: "لَمَّا رَأَوْهُ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ، وَيُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ، وَيَرْكَعُونَ بِرُكُوعِهِ، وَيَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ، تَعَجَّبُوا مِنْ طَوَاعِيَةِ أَصْحَابِهِ لَهُ، فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، قَالُوا: إِنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: صحيح، مؤمل بن إسماعيل -وإن كان في حفظه شيء- قد تُوبِعَ.
 
- وفي رواية بلفظ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19] قَالَ: (كَانُوا يَرْكَعُونَ بِرُكُوعِهِ وَيَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ، يَعْنِي الْجِنَّ) رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .. ووافقه الذهبي وقال : صحيح.. (قلت خالد صاحب الرسالة): وهذا الإسناد أقوى من الإسناد السابق فرجاله ثقات ومن فيهم شبهة التدليس مثل (هشيم بن بشير بن القاسم) فقد صرح بالتحديث .. والله أعلم. ويوجد رواية الترمذي السابق ذكرها إسنادها قوي أيضا .
 
#- ثالثا: توجد رواية أخرى صحيحة لابن عباس توضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بين جبلين في مكة بمنطقة نخلة .. ولم يظهر فيها أنه كان يصلي مع أحد من أصحابه .. ولم يظهر فيها وقت هذه الصلاة .. ولم يظهر فيها أن الوحي أخبره بهذه الزيارة ....!!
 
#- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (كَانَ الْجِنُّ يَسْمَعُونَ الْوَحْيَ فَيَسْتَمِعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَزِيدُونَ فِيهَا عَشْرًا، فَيَكُونُ مَا سَمِعُوا حَقًّا، وَمَا زَادُوهُ بَاطِلًا، وَكَانَتِ النُّجُومُ لَا يُرْمَى بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحَدُهُمْ لَا يَأْتِي مَقْعَدَهُ إِلا رُمِيَ بِشِهَابٍ يُحْرِقُ مَا أَصَابَ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى إِبْلِيسَ، فَقَالَ: مَا هَذَا إِلا مِنْ أَمْرٍ قَدْ حَدَثَ فَبَثَّ جُنُودَهُ .. فَإِذَا هُمْ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصَلِّي بَيْنَ جَبَلَيْ نَخْلَةَ.. فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي حَدَثَ فِي الْأَرْضِ) رواه أبو يعلى وأحمد .. وقال محقق مسند أبو يعلى: رجاله ثقات .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
 
- قوله (جبلي نخلة): ونخلة هو مكان بين الطائف ومكة ويبعد عن مكة بنحو ثلاثين كيلو متر تقريبا ..
 
- وفي رواية بلفظ لم يأتي فيه جملة (جبلي نخلة): (.. فَبَعَثَ جُنُودَهُ فَوَجَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا يُصَلِّي بَيْنَ جَبَلَيْنِ "أُرَاهُ قَالَ: بِمَكَّةَ" .. فَلَقُوهُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي حَدَثَ فِي الْأَرْضِ) رواه النسائي والبزار والترمذي وبن مَنْدَه .. وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .. وقال الألباني صحيح.
 
- والرواية السابقة التي لم يتم فيها ذكر أن النبي كان يصلي ومعه أصحابه في الفجر .. فهي أحسبها روايات مختصره عن الرواية التي ذكرها الإمام البخاري ومسلم .. ولكن ذكرتها للتوضيح ..
 
#- رابعا: وهنا نذكر رواية أخرى رواها الصحابي عبد الله بن مسعود .. وهي عَنْ عاصم عن زِر بن حبيش عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: (هَبَطُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ بِبَطْنِ نَخْلَةَ فَلَمَّا سَمِعُوهُ قَالُوا: أَنْصِتُوا. قَالُوا: صَهٍ . وَكَانُوا تِسْعَةً أَحَدُهُمْ زَوْبَعَةُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ، فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا} [الأحقاف: 29] الْآيَةُ إِلَى {ضَلَالٍ مُبِينٍ}) رواه الحاكم وقال: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ .. وقال الذهبي: صحيح ..
 
- والاستدلال بهذه الرواية هنا .. على اعتبار أن بعض العلماء يجعلون من سورتي الأحقاف والجن هما لنفس الواقعة ..
 
- ملحوظة: رواية بن عباس تتفق مع رواية بن مسعود من حيث اجتماع الجن حول النبي في وادي نخلة واستماعهم له وهو يقرأ القرآن .
- ولكن في رواية بن مسعود لم يظهر لنا هل كان يقرأ القرآن وهو يصلي أم مجرد تلاوة بدون صلاة .. ولم يظهر هل كان معه أحد من أصحابه أم لا .. وقد ذكرت أن هذا الحدث هو ما أشار إليه سورة الأحقاف ولم يذكر سورة الجن ..!!
 
#- خامسا: وهنا نذكر رواية أخرى للصحابي الزبير بن العوام .. وقد تم روايتها ولكن بسند فيه ضعف .. وهي عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ عِكْرِمَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: (فِي قَوْلِ اللَّهِ- عَزَّ وجل-: (كادوا يكونون عليه لبداً) قَالَ: ذَلِكَ بِنَخْلَةَ، وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي وَيَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ، رَكِبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ. قَالَ سُفْيَانُ: مِثْلُ اللِّبَدِ بَعْضُهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ) ذكره البوصيري في اتحاف الخيرة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وقريب من هذا المتن ذكره أحمد .. وقال أحمد شاكر: أن في السند انقطاع بين عكرمة والزبير بن العوام .. وتبعه محققو المسند في ذلك الرأي... علما بأن الهيثمي قال: رجاله رجال الصحيح .. ولكن هذا لا يمنع من وجود علة الإنقطاع التي تضعف الرواية .

#- سادسا: رواية قيلت عن سماع الجن من النبي ولكن هذه الرواية الوحيدة والتي بعدها وهو ما أشار إلى أنها حدثت أثناء عودته من رحلة الطائف والتي كانت في السنة العاشرة أو الحادية عشر من البعثة النبوية تقريبا .. 

- رواية بن اسحاق الذي جاء فيها: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: (ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ رَاجِعًا مِنَ الطَّائِفِ إِلَى مَكَّةَ حِينَ يَئِسَ مِنْ خَيْرِ ثَقِيفٍ حَتَّى إِذَا كَانَ بِنَخْلَةَ قَامَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ يُصَلِّي فَمَرَّ بِهِ النَّفَرُ مِنَ الْجِنِّ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ، وَهُمْ فِيمَا ذُكِرَ لِي سَبْعَةُ نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ أَسْمَاؤُهُمْ فِيمَا بَلَغَنِي: حَسًا، وَمَسًا، وَشَاصِرَةُ، وَنَاصِرَةُ، وَابْنا الْأَرَبِ، وَأَبْيَنُ، وَأَخْضَمُ، فَاسْتَمَعُوا لَهُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَدْ آمَنُوا وَأَجَابُوا إِلَى مَا سَمِعُوا فَقَصَّ اللَّهُ عَلَيْهِ خَبَرَهُمْ فِي الْقُرْآنِ {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} [الأحقاف: 29] إِلَى قَوْلِهِ: {وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأحقاف: 31] وَقَالَ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن: 1] إِلَى آخِرِ هَذِهِ السُّورَةِ) رواه أبو نعيم في دلائل النبوة ..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- السند صحيح حتى (بن اسحاق) .. ولكن الرواية ضعيفة لانقطاعها بين بن اسحاق والنبي صلى الله عليه وسلم ..!!

#- سابعا: وتوجد رواية أخيرة وهي - (أثر عن تابعي التابعين - ضعيف جدا) .. أشارت للتوقيت لهذه القصة وهي ما جاء عن مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: (غَابَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالطَّائِفِ إِلَى أَنْ رَجَعَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَقَدِمَ مَكَّةَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ وَكَانَ قَدْ خَرَجَ لِثَلَاثٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ وَقَدِمَ عَلَيْهِ الْجِنُّ .. الْحَجُونَ .. فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ مِنَ النُّبُوَّةِ) رواه أبو نعيم في دلائل النبوة عن الواقدي.. وعنهما ذكره السيوطي في الدر المنثور .

 
- قوله (الحجون): وهو جبل بمكة .. وكان في ذلك المكان يتم دفن أهل مكه ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الرواية السابقة:
- في السند (محمد بن عمر الواقدي) وهو راوي الحديث ضعيف جدا والبعض اتهمه بالكذب والبعض ترك حديثه والبعض أيضا وثقه ..
- وفي السند (أبو بكر بن أَبِي سَبْرَةَ القرشي) وهو متهم بالوضع ومتروك الحديث ..
- وفيه (إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ) وهو مجهول الحال ..
- هذا بخلاف الانقطاع بين إسحاق والنبي صلى الله عليه وسلم.

#- خلاصة القول:

1- الروايات الصحيحة لم تذكر متى حدثت قصة سماع الجن من النبي للقرآن .. وإنما الذي ذكر ذلك هو رواية ضعيفة ورواية ضعيفة جدا .. وإنما قد يقال أن نزول سورة الجن كان في السنة العاشرة تقريبا وهذا يؤكد ما جاء في الروايتين .. والله أعلم .
 
2- توجد روايات صحيحة تقول أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بأصحابه في مكة .. وتوجد روايات أخرى صحيحة تقول بان كان يصلي بمكة ولم تذكر أنه كان معه أصحاب ولم تنفي ذلك أيضا .

#- ولكن أخي الحبيب:

- هذه الروايات الصحيحة .. فيها إشكاليات قد تخطر على العقل ويحتاج إلى توضيح فيها .. وذلك في المسائل القادمة إن شاء الله تعالى ..

 

*****************************

..:: س18: ما الإشكاليات التي تقال حول رواية سماع الجن للقرآن من النبي التي رواها بن عباس وتم ذكرها في صحيح البخاري ومسلم والترمذي ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- الرواية التي نتكلم عنها .. وهي من أصح الروايات التي قيلت في مسألة سماع الجن من النبي للقرآن والتي أشار إليها القرآن في سورة الجن حين قال تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا) الجن:1... ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم بوجودهم حينئذ ولكن علم بعد ذهابهم ولذلك قال تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ) .. لأنه لم يكن يعلم بوجودهم.
 
#- فإذا علمت ما سبق أخي الحبيب ..
- فقد وجدت فيما يتعلق برواية صحيح البخاري ومسلم والترمذي التي رووها عن بن عباس رضي الله عنه .. يوجد اشكاليات على هذه الرواية قد تخطر على البال .. وهذه الاشكاليات تتمثل بالآتي .. وهو ما خطر ببالي حين قراءة الرواية:
 
#- الإشكال الأول:
- الرواية قالت بأن الجن الذين وجدوا النبي يصلي ويقرأ القرآن .. هم جماعة من الشياطين من أتباع إبليس .. في حين أن القرآن وصفهم بأنهم مجموعة من الجن وليس من الشياطين ؟!!
 
#- الإشكال الثاني:
- الرواية قالت أن الشياطين تم منعهم من السماء .. ثم طافوا مشارق الأرض ومغاربها ليبحثوا عن السبب في منعهم حتى وجدوا النبي يصلي ويقرأ القرآن .. وهذا كما يقول العلماء في العام العاشر أو الحادي عشر للبعثة النبوية لأنه حدث حين رجوع النبي من رحلة الطائف التي كانت في نفس التاريخ تقريبا .. والسؤال الآن:
 
- هل طوال عشرة سنوات أو إحدى عشرة سنة لم يعلم الشيطان بظهور النبي صلى الله عليه وسلم في حين قد انتشر خبره بين قبائل العرب ؟!!
 
- في حين كان الشياطين والجن عموما يتواصلون مع كهنة العرب .. وأتت الأخبار بأن الشياطين الذي كانوا أتباعا لبعض العرف يوسوسون إليهم بالكهانة قد أخبروا تابعيهم بظهور نبي رسول .. وهذا كله في بداية البعثة .. فكيف حينئذ يقال أن الشياطين عرفوا في العام العاشر للبعثة .. ؟
 
#- قصة إسلام سواد بن قارب ..
- كان كاهنا وكان معه تابعا من الجن ويأتيه بالأخبار .. وسبب إسلامه أنه ذات يوم وجد هذا الجني قد أتاه في سوق من الأسواق كما في البخاري وكان سواد بن قارب من منطقة البلقان بالأردن ... فحينما أتاه الجني التابع له فأخبره بأنه قد ظهر نبي في بلاد العرب في مكة وقد دعاه إلى اتباعه ..
 
- وفي خلافة عمر بن الخطاب .. أراد عمر أن يستوضح القصة من سواد بن قارب حيث لم يكن حاضر وقت إسلامه على يد النبي .. فقال له عمر: (إِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي، قَالَ: كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ، جَاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيهَا الفَزَعَ، فَقَالَتْ: أَلَمْ تَرَ الجِنَّ وَإِبْلاَسَهَا؟ وَيَأْسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا، وَلُحُوقَهَا بِالقِلاَصِ، وَأَحْلاَسِهَا .. قَالَ: عُمَرُ صَدَقَ .. بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ، عِنْدَ آلِهَتِهِمْ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ، فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ، لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ يَقُولُ: يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ، يَقُولُ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَوَثَبَ القَوْمُ .. قُلْتُ: لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا، ثُمَّ نَادَى: يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ، يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقُمْتُ، فَمَا نَشِبْنَا أَنْ قِيلَ: هَذَا نَبِيٌّ) صحيح البخاري.
 
#- من معاني ألفاظ حديث البخاري:
1- قوله (أَعْزِمُ عَلَيْكَ): أي أطالبك أن تحكي لي ..
2- قوله (كُنْتُ كَاهِنَهُمْ): أي قال سواد بن قارب كنت أخبرهم بالمغيبات في الجاهلية.
3- قوله (فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ): أي ما هو أعجب خبر سمعته من الجنية التي كانت ترافقك وتلازمك وتأتيك بالأخبار؟!! لعل عمر بن الخطاب عرف من سواد أن نوع الجن الذي يلقي إليه الاخبار كان من أنثى الجن .. ولعله قال كلمة (جنيتك) تحقيرا وتنقيصا له لفساد هذه العلاقة بين الإنس والجن.
4- قوله (بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ): أي كنت يوما في السوق بين اليقظة والنوم (كما يظهر ذلك من روايات أخرى) فجائتني الجنية ورأيت في وجهها الفزع والخوف من شيء قد حدث ..
5- قوله (أَلَمْ تَرَ الجِنَّ وَإِبْلاَسَهَا): أي ألم تعلم بما حدث للجن حيث تم طردها من مواقع التسمع لخبر السماء ..
6- قوله (وَيَأْسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا): ويأسها من محاولة التسمع لخبر السماء بعد أن انقلب الحال عليهم بالطرد من مقاعد السمع ..
7- قوله (وَلُحُوقَهَا بِالقِلاَصِ، وَأَحْلاَسِهَا): القُلُوص هي الناقة الشابة والحلس هو الكساء الذي يتم وضعه فوق الناقة .. والمقصد هو أهل الناقة والأحلاس وهم العرب .. أي أن الجن لحقت العرب في دعوة التوحيد التي ظهرت على يد النبي الذي ظهر .. إذ هو مبعوث للثقلين .. ، وقد يكون المقصود أن الجن لحقت العرب وقد أصابهم ما أصاب العرب ما بين مؤمن ومعارض للإيمان عند ظهور الدعوة .. والله أعلم.
- ولي رأي خاص .. وهو قد يكون المقصد بأن الجن لحقت العرب بأن تساوت معرفتها بمعرفة العرب فلم يعد لهم ميزة معرفة استراق الغيب كما كان يحدث قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم.
8- قوله (قَالَ: عُمَرُ صَدَقَ .. بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ): أي قال عمر لما سمع قصة سواد .. قال أنه صدق فيما قال ثم ذكر عمر بن الخطاب قصة مشابهة له قد حدثت ..
9- قوله (فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ): أي أتي من يصرخ بصوت شديد جدا على من يذبح ويقول له مقولته التي قالها ..
10- قوله (يا جَلِيح): لعله اسم للرجل الذي كان يذبح .. أو وصف لهذا الرجل بمعنى يا وقح أو يا قبيح.
11- قوله (نجيح): أي أرشدك إلى ما فيه نجاحك وفلاحك وفوزك ..
12- قوله (فصيح): فقد ظهر رجل ينادي بالحق بلسان عربي فصيح البيان .. يدعو إلى الإيمان بلا إله إلا الله.
13 - قوله (فوثب القوم): أي قام البعض مما سمعوا هذا الصراخ يلتفتون إلى هذا الصوت الذي يصرخ.
14- قوله (نَشِبْنَا): أي فما مكثنا إلا أيام قليلة وسمعنا الناس تقول بظهور النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
#- مما سبق يظهر لنا بوضوح .. أن خبر الجن والشياطين كانوا على علم ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم منذ لحظة بعثته ..
 
- فكيف يقال أن إبليس والشياطين عرفوا خبر النبي بعد عشرة سنوات من البعثة ؟!!
- بل أن كل إنسان معه قرين شيطان كان من الممكن أن يخبر سائر الشياطين بذلك ..!!
 - وكيف يكون سبب منعهم القرآن وهو كان ينزل طوال عشرة أعوام بأكثر من ستون سورة ولم يحدث شيء لهم .. فما الجديد الذي حدث بعد عشرة سنوات ؟
 
#- الإشكال الثالث:
- كيف يكون الذين أتوا للنبي من الجن هم من الشياطين .. إذا كان الله قد أثبت لهم قولا يدل على أنهم كانوا اهل كتاب على اليهودية إذ قال تعالى (إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى) ؟
 
#- الإشكال الرابع:
- كيف اجتمعت الشياطين حول النبي يستمعون القرآن بإنصات وهو يقرأ القرآن .. ولم يحجبهم القرآن عنه صلى الله عليه وسلم ؟ إذ أن المعلوم أن قراءة القرآن تحجب الكافر كما يقول تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا) الإسراء45.. والشياطين ممن هو كافر فكيف لم يظهر لهم حجاب يمنعهم عن النبي ؟!!

#- الإشكال الخامس:
- كيف الشياطين تؤمن بالقرآن .. وهي من طبعها الشر والعداء لبني آدم والانبياء والرسل والمؤمنين لقوله تعالى: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) يوسف:5 .. بل ويقول تعالى: (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ) الكهف 50 .. ؟

#- الإشكال السادس:

- كيف قابل الشياطين النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر .. في حين لم يكن معه جماعة أصحاب في رحلة الطائف وإنما كان معه فقط زيد بن ثابت .. ؟!!
 
#- الإشكال السابع:
- كيف وجد الشياطين النبي وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر .. وكانت الصلاة لم تفرض حينئذ .. لأن الصلاة تم فرضها بعد رحلة الإسراء والمعراج تقريبا في العام الثالث عشر للبعثة النبوية ؟
 
#- خلاصة القول أخي الحبيب ..
- هذه سبعة إشكالات واجهتني أمام الروايات الصحيحة في السيرة .. في جزئية استماع الجن للقرآن من النبي في أول مرة دون أن يعلم .. والتي أشارت وتكلمت عنها سورة الجن ..
 
- إلا أن هذه الروايات التي تم روايتها في هذه الجزئية تحمل قدرا من اللخبطة والإشكالات .. بل والمتعارضة مع الواقع الإفتراضي للسيرة بل ومع بعض آيات القرآن ..
 
- والسؤال الآن .. هل يؤخذ بهذه الروايات .. وهي فيها كل هذا الإضطراب من أجل أنه تم روايتها في صحيح البخاري ومسلم .. أم نتركها كما تركها بعض المفسرين واكتفوا بظاهر القرآن بأنهم كانوا جن ويغلب عليهم أنهم كانوا أهل كتاب ؟!!
 
- سنرى ذلك في الفصل القادم إن شاء الله تعالى .. والله ولي التوفيق ..
 

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .