بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
ليلة الجن
في سماع الجن من النبي واجتماع النبي بالجن
(الجزء السادس)
#- فهرس::: الفصل السادس :: ج1 - عن مسائل تتعلق بآيات سورة الأحقاف المتعلقة بزيارة الجن للنبي ::1-
س29: ما الغرض من ذكر خبر الجن في سورة الأحقاف ؟2-
س30: ما المقصد من
معنى الصَّرف والنَّفر في قوله تعالى (وَإِذْ صَرَفْنَا
إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ) ومعنى (فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا) ؟3- س31: ما سبب استماع
الجن للقرآن وقولهم عنه (عجبا) وكان يمكن أن
يرحلوا دون أن ينصتوا ؟- (وكيف فهموا أن هذا النبي وذلك القرآن
سببا في حجبهم عن السماء؟)4-
س32: كيف آمن الجن سريعا بالنبي حتى انصرفوا إلى قومهم
منذرين ؟5-
س33: ما الإشارة في
قوله تعالى (فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا)
؟- (ما مفهوم الحضرة
عند بعض أهل الله ؟)6-
س34: لماذا قال تعالى عن الجن أنهم كانوا لقومهم (مُنْذِرِينَ) فقط وليس مبشرين ومنذرين ؟7-
س35: هل يصح القول بأن الجن لم
يعلموا برسالة سيدنا عيسى عليه السلام ولذلك قالوا (كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ
مُوسَى) ؟8- س36: لماذا
قال الجن (كتابا) وهو لم يكن كتابا يقرأ منه النبي بل كلاما منطوقا يقرأه ؟9- س37: لماذا قال الجن
في سورة الأحقاف أنهم سمعوا (كتابا) وفي سورة
الجن قالوا أنهم سمعوا (قرآنا) ؟10- س38: ما وجه اختلاف المعنى في قوله تعالى (يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ
مُسْتَقِيمٍ) إذا كانت الهداية والطريق المستقيم يشيرا لمعنى واحد تقريبا ؟***************************:: الفصل السادس :::: ج1- عن مسائل تتعلق بآيات سورة الأحقاف المتعلقة بزيارة الجن للنبي ::****************************..:: س29: ما الغرض من ذكر خبر الجن في سورة الأحقاف
؟ ::.. 1- قال تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ
نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا
أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا
يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا
لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30)
يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ
ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ
اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ
أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) الأحقاف:29-32. #- والغرض في ذكر قصة الجن .. قال الإمام
الطاهر بن عاشور رحمه الله (المتوفى : 1393هـ):-
هذا تأييد للنبي صلى الله عليه وسلم بأن سخر الله الجن للإيمان به وبالقرآن فكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا عند الثقلين ومعظما في العالمين وذلك ما لم
يحصل لرسول قبله.-
والمقصود من نزول القرآن بخبر الجن: توبيخ المشركين بأن الجن وهم من
عالم آخر علموا القرآن وأيقنوا بأنه من عند الله .. والمشركون وهم من عالم الإنس
ومن جنس الرسول صلى الله عليه وسلم المبعوث بالقرآن وممن يتكلم بلغة القرآن لم
يزالوا في ريب منه وتكذيب وإصرار .. (التحرير والتنوير ج26 ص57). *************************..:: س30: ما المقصد من معنى الصَّرف والنَّفر في
قوله تعالى (وَإِذْ
صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ) ومعنى (فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا) ؟ ::.. -
يقول تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ
يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا
إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) الأحقاف:29. - إذا كان مفهوم الصرف هو ردّ الشيء من حالة إِلى حالة أَو إِبداله بغيره .. فمفهوم الصرف في قوله (صَرَفْنَا) .. يحتمل ثلاثة معاني تفسيرية نلخصهم من كلام الإمام بن
الجوزي. #- قال الإمام أبو الفرج بن الجوزي رحمه
الله (المتوفى: 597هـ):- وفي سبب صرفهم إلى النبيّ صلّى الله عليه
وسلّم ثلاثة أقوال:- أحدها: أنهم صُرِفوا إِليه بسبب ما حدث
من رجمهم بالشُّهُب.- والثاني: أنهم صُرِفوا إِليه لِيُنْذِرهم
وأمر أن يقرأ عليهم القرآن هذا مذهب جماعة، منهم قتادة.- والثالث: أنهم مَرُّوا به وهو يقرأ فسمعوا
القرآن. (مختصرا
من زاد المسير ج4 ص113). #- وقال القاضي بن عطية الأندلسي المحاربي
(المتوفى: 542هـ) ..-
وقوله: (نَفَراً) يقتضي أن المصروفين رجالا لا أنثى فيهم ..-
والنفر والرهط: القوم الذين لا أنثى فيهم. (تفسير بن عطيه ج5 ص105). #- قال الشيخ طنطاوي رحمه الله (المتوفى:1431 هـ):-
و «النفر» على المشهور- ما بين الثلاثة والعشرة من
الرجال .-
وهو مأخوذ من النفير .. لأن الرجل إذا حزبه أمر نفر بعض الناس الذين يهتمون بأمره
لإغاثته.-
والمعنى: واذكر- أيها الرسول الكريم- لقومك، وقت أن صرفنا إليك،
ووجهنا نحوك، نفرا من الجن، يستمعون القرآن منك.-
(فَلَمَّا حَضَرُوهُ) أي: فحين حضروا القرآن عند
تلاوته منك، أو فحين حضروا مجلسك .. قالُوا على سبيل التناصح- (أَنْصِتُوا) أي: قال بعضهم لبعض: اسكتوا
لأجل أن نستمع إلى هذا القرآن، وهذا يدل على سمو أدبهم وحرصهم على تلقى العلم.-
(فَلَمَّا قُضِيَ) أي: فحين انتهى الرسول صلّى
الله عليه وسلّم من قراءته.-
(وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) أي: انصرفوا إلى قومهم
ليخوفوهم من عذاب الله- تعالى- إذا ما عصوه أو خالفوا أمره- سبحانه-. (التفسير الوسيط ج13 ص205). #- قلت (خالد صاحب الرسالة):1- قوله (وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ
مُنْذِرِينَ) .. نفهم منه
أنهم كانوا أهل حكمة وعقل وتمييز حتى يستوعبوا حكمة الله ويتفكروا فيه ويتدبروه
بسرعة حتى آمنوا به .. وذهبوا لينذروا قومهم ..- إذن ففي الجن
من هم أهل حكمة وعقل
وتدبر بل وأدب كبير في التعامل مع كلام الله .- وفيه الآية
دلالة على أنهم قد آمنوا بالقرآن ورسول الله في استجابة سريعة جدا للإيمان .. ولو لم يؤمنوا به
فلماذا تولوا إلى قومهم منذرين ؟!! 2- إذا كان النفر في عموم كلام
المفسرين هو ما بين ثلاثة إلى عشرة .. ولكني وجدت الإمام بن عاشور يقول هو عدد من
الناس دون العشرين .. ووجدت لبعض العلماء هو دون الأربعين .. والأصوب هو الرأي
الأول .. والله أعلم . ******************** ..:: س31: ما سبب استماع الجن للقرآن وقولهم
عنه (عجبا) وكان يمكن أن يرحلوا دون أن ينصتوا ؟ ::..(كيف فهموا أن هذا النبي وذلك القرآن سببا في حجبهم عن
السماء؟) #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- يقول تعالى: (اسْتَمَعَ
نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا)
الجن:1.- والعَجَب: هو الشيء الغير مألوف ومعروف وفيه غرابة لأنه
غير معهود . - من الأمور الملفتة للنظر في قصة
الجن .. هو بقائهم لاستماع القرآن والإنصات له بتركيز شديد وكان من الممكن أن
يمروا عليه مر الكرام ولا يلتفتوا إليه .. لأنه ليس من الطبيعي أن يمر أحد على شخص يقرأ
كلاما بصوت مرتفع فيجلس ويستمع له بإنصات .. إلا لو كان وجد فيه جذبة له وغرابة
عما هو معهود ومتعارف عليه .. مثل كل شيء تجد فيه جذبة في سماعه أو في رؤيته أو في
قرائته من أول ولحظة .. وكأنه خطفك ببديع ما مسموع أو مشاهد أو مقروء .. - وهذا هو الذي حدث مع الجن حينما سمعوا القرآن .. حدثت لهم جذبة فيه .. وهذا ما نصفه بأنه جذبة الذكر
التي تخطف القلب حتى تجعلك تأنس بالمذكور أي بالله جل شانه .. #- وبناء على ما
سبق فالذي أظنه هو الآتي:1- إذا كان الجن في سورة الجن وصفوه بأنه قرآنا عجبا .. أي كلاما منطوق مقروءا فيه عجبا لمن يسمعه .. فهذا
باعتبارين من وجهة نظري: - الأول: فيه جذبة روحية تخطف القلب حتى تجعلك تأنس بما تسمع .. - الثاني: فيه جذبة عقلية لإثارة العقل بالتفكير والتدبير فيما
تسمع الأذن من معان تستحق التدبر فيها .. خاصة وأنهم وجدوا شخص في صحراء يستعين
بالله مولاه والمعهود عند العرب هو الاستعانة بالجن في الصحاري خوفا منه واعتصاما
بهم .. ويدعو إلى إله واحد وليس لآلهة متعددة .. وهذا الإله ليس واحد فحسب بل أحد
.. أي واحد في تجلياته وأحد في ذاته .. وهذا في ذاته عجيب ومخالف لما عليه العقائد
في ذلك الزمان . - إذن العجب فيما سمعوه هو حدوث جذبة روحية وعقلية خلاف ما هو معهود لهم ومعروف لديهم بل ومخالف
لما عليه ثقافة هذه البيئة التي كانوا فيها .. فوجدوا له تأثير في قلوبهم وعقولهم
.. ولذلك استمعوا له .. وقالوا: (يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ
مُسْتَقِيمٍ) الأحقاف:30.. (هذا رأيي والله
اعلم) . - ملحوظة: قد وجدت كلاما في بعض كتب التفسير يشير إلى أن العجب هو
بلاغة القرآن .. وهذا كلام فيه نظر .. وأحسبه بعيدا ..
لأنهم ليسوا أهل لسان يضاهي العرب فضلا عن أن الذين آمنوا من غير العرب لم
يفهموا شيء عن البلاغة ولا حتى الذين آمنوا من العرب الاوائل كان لهم معرفة
بالبلاغة .. وإنما الإيمان له جذبة قلبية وعقلية تجعلك تقول هذا هو الحق ويجب أن
اتبعه .. والله أعلم . 2- وقد يقال كيف فهموا أن هذا النبي وذلك القرآن سببا في
حجبهم عن السماء ؟- قلت لك: أما عن كونهم أدركوا بأن هذا الذي سمعوه
سببا في حجب السماء عنهم ورميها بالشهب لهم .. فهذا لمعرفتهم أن كل كتاب سماوي يترتب عليه حجب للسماء
وذلك في عصر كل نبي ورسول .. وهذا مفهوم لعالم الجن المتصنت على أخبار السماء .. وذلك
لتأمين ذلك النبي أو الرسول في تبليغ دعوته ولا يتحداه كاهن ولا عراف بمسائل غيبية
يتحداه بها .. فيحدث حينئذ فتنة عند الناس بين هذا وذاك ..!!- وقد سبق وناقشنا هذه المسألة في رسالة (الغيب والعرافين والمنجمين) فارجع إليها لو احببت
التوسع في فهم هذه المسألة . ************************ ..:: س32: كيف آمن الجن سريعا بالنبي حتى انصرفوا
إلى قومهم منذرين ؟ ::.. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- ولعل سبب
إيمانهم السريع هو
أنهم وجدوا صفة النبي صلى الله عليه وسلم التي كانوا يعلمونها من التوراة لأن
الظاهر عليهم أنهم كانوا أهل كتاب ولكن ضلوا .. كما قال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ
أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
البقرة:146. #- فلما سمعوا
القرآن ورأوا النبي .. فكانت
هذه علامات كافية للإيمان به والقرآن ومن شدة معرفتهم ومفاجأتهم فذهبوا إلى قومهم
.. (هذا الرأي هو
مجرد ظن مني – والله أعلم). #- وهناك رأي آخر قد ذكرته في السؤال رقم (14) تحت عنوان: (كيف فسر أصحاب الرأي الثاني قوله (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ
الْقُرْآنَ) حتى يظنوا منها أنها تشير إلى قصة أخرى ؟ ) .. فارجع إليه . ********************** ..:: س33: ما الإشارة في قوله تعالى (فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا) ؟
::..(ما مفهوم الحضرة
عند بعض أهل الله ؟) -
يقول تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ
يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا
إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) الأحقاف:29. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):-
الذي نفهمه هو كمال
الأدب من الجن في حضورهم من خلال الإشارة لبعضهم البعض بوجوب الإنصات وهي
التركيز في السماع للقرآن الذي يتم تلاوته من النبي صلى الله عليه وسلم .. #- ومن الإشارات في لفظ (حضروه) – والله أعلم:-
أن لفظ (حضروه) .. يجعلك تفهم أنه دليل المجالسة
.. ومن هذا اللفظ أخذ بعض أهل الله في وصف مجالس الذكر بالحَضْرة . -
لأن الحضرة معناة لديهم الحضور أو المجالسة لذكر الله .. وأحيانا يشار لمجلس الذكر بالحضرة لأنه تحضره
الملائكة فتحف الذاكرين بأجنحتها .. -
فحضرة القرآن أو حضرة النبي .. المقصد به مجلس القرآن ومجلس النبي .. - وأحيانا يقول البعض أنه يشعر أنه
في حضرة الله .. وهذا يقصد به أنه يشعر كأنه في معية الله وفي
حالة أنس بالله .. -
وأحيانا يقصد بلفظ الحضرة .. المكانة والتقدير وذلك حين إضافة لفظ الحضرة لشخص ..
فيقال حضرة فلان .. أي صاحب المكانة والشرف .. ويقال حضرتك: أي يا صاحب المكانة ..
والسادة الحضور أي الحاضرين أصحاب المكانة ..- والله
أعلم. ************************* ..:: س34: لماذا قال تعالى عن الجن أنهم كانوا
لقومهم (مُنْذِرِينَ)
فقط
وليس مبشرين ومنذرين ؟ ::.. - قال تعالى: (فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) الأحقاف:29. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- من الأمور
التي استوقفتني في الآيات هي قوله تعالى عن الجن أنهم حينما انصرفوا لقومهم كانوا
منذرين .. ولم يذكر الله أنهم كانوا مبشرين ومنذرين .. وذلك ليجمعوا بين الترغيب
والترهيب كما هو حال كل من يدعو إلى الله ..!! #- وحينما تفكرت في ذلك وجدت الآتي:1-
لعله غلب عليهم الدعوة بالتخويف من عذاب الله بسبب ما كانوا فيه من غفلة شديدة عن الحق .. أي
استخدموا الإنذار للتنبيه من الغفلة وإثارة اليقظة فيهم حتى يجذبوا انتباههم إلى
ما فيه خطر كبير عليهم إن لم ينتبهوا ..- ولذلك وصفهم
الله بالصفة الغالبة عليهم في دعوتهم لقومهم . - وذلك مثل قوله تعالى عن النبي إذ أمره
أن يقول: (وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ) الحجر89. - فليس معناه أنه ليس البشير بالرحمة والجنة .. وإنما أظهر صفة فيها جذب للإنتباه وإثارة
اليقظة في نفوسهم حتى يسمعوا ما فيه خطر لهم إن تمادوا فيما هم عليه من باطل . - ولكن في الأصل أن الله يرسل الرسل
مبشرين ومنذرين كقوله تعالى: (وَمَا
نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ
فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) الأنعام48. -
إذن فغلبة حال الإنذار .. إنما هي لجذب الإنتباه وإثارة اليقظة في
النفس وتحريضها إلى أن تتجنب ما فيه ضرر لها ..- والله أعلم. ********************** ..:: س35: هل يصح القول بأن الجن لم
يعلموا برسالة سيدنا عيسى عليه السلام ولذلك قالوا (كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ
مُوسَى) ؟ ::.. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- من غرائب ما تجده مكتوبا في كتب التفسير .. أن تجد رأي يقول
أن سبب قول الجن فيما حكاه القرآن لنا: (إِنَّا سَمِعْنَا
كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى) الأحقاف:30 .. هو لأنهم لم يعرفوا برسالة عيسى عليه السلام .. بل والمشكلة أن البعض
ينسب هذا القول أو الرأي إلى بن عباس ..!! - وهذا رأي بعيد عن
الصحة وقد رده علماء التفسير .. إذ كيف لا يعلمون بوجود عيسى عليه
السلام والله يقول: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ
رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي
أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ
اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الحج:52. #- والمعنى من التفسير الميسر:- وما أرسلنا من قبلك - أيها الرسول - من
رسول ولا نبي إلا إذا قرأ كتاب الله ألقى الشيطان في قراءته الوساوس والشبهات؛
ليصدَّ الناس عن اتباع ما يقرؤه ويتلوه، لكن الله يبطل كيد الشيطان، فيزيل وساوسه،
ويثبت آياته الواضحات. والله عليم بما كان ويكون، لا تخفى عليه خافية، حكيم في
تقديره وأمره. (انتهى
النقل من التفسير). - إذن فالجن والشياطين على علم بوجود عيسى
عليه السلام وكل نبي ورسول أرسله الله في كل زمان ومكان .. - هذا بالإضافة إلى أن العقل لا يصدق أن الجن
لا تعلم بوجود عيسى .. إذ كيف يعقل أنه علموا ببعثة النبي صلى الله
عليه وسلم حينما بعثه الله ولم يكن معه أتباع إلا آحاد الناس .. ولم يعلموا بوجود
عيسى الذي كان له اتباع بملايين الناس قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ؟!! - ولسنا في حاجة إلى
الإشارة ببطلان القول الذي ينسب هذا الرأي لابن عباس .. لأن هذا رأي مخالف لبداهة
العقل .. وبن عباس رجل عاقل وبصير ولا يقول بمثل هذا القول الغير عاقل .. فضلا عن
أنه هذا الرأي لابن عباس لا سند له ولا وجود له في كتب المسانيد .. وكأن هذا الرأي
مدسوس بالكذب على بن عباس وتم ذكره في كتب التفاسير على سبيل احتمالية أن يكون قد
قاله أو له سند محتمل صحته في مكان آخر .. ولكن يتبقى في النهاية أنه رأي غير
معقول ومعارض للقرآن أيضا كما سبق وذكرنا في آية الحج السابق ذكرها ..!! #- وفي العموم كما ذكرنا
سابقا .. أن المقصد – والله أعلم - من قول قوله تعالى: (كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ
مُوسَى) هو لأن التوراة هي الأصل أو الكتاب الإمام لبني
إسرائيل والذي عليه شريعة اليهود .. وأتى عيسى عليه السلام ليتمم هذه الشريعة
لليهود وكان معه الإنجيل مكمل للتوراة .. ولذلك جاء في إنجيل النصاري المتاح حاليا
مقولة منسوبة لعيسى عليه السلام يقول: (لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ
النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ) "متى:5/17" .. والناموس
يقصد به الوحي السابق وهو شريعة موسى.- علما بأن عيسى من بني اسرائيل وهو يهودي الدين في الأصل .. - ولذلك حينما علم ورقة بن
نوفل بخبر بعثة النبي .. فقال ما معناه أن هذا الناموس الذي كان
يأتي موسى .. بالرغم من أن ورقة بن نوفل كان مسيحيا .. ولكنه تكلم باعتبار أصل
التشريع في الديانة المسيحية وهو التوراة .. والله أعلم . ************************* ..:: س36: لماذا قال
الجن (كتابا) وهو لم يكن
كتابا يقرأ منه النبي بل كلاما منطوقا يقرأه ؟ ::.. - قال تعالى حكاية عن قول الجن: (قَالُوا
يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) الأحقاف:30.- والكتاب في اللغة: اسم بمعنى المكتوب وهو الحروف والكلمات والعلامات المرسومة التي تدل على
معاني لها .. - فلماذا قال الجن (كتابا) .. في حين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم
يكن يقرأ من كتاب بل كان يقرأ القرآن حفظا من الذاكرة ؟!! #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- لعل ذلك لعدة أمور منها ..1- أنهم لما تحققوا أنه كلاما سماويا من
خلال ما سمعوه .. فقد علموا ان كل كلام سماوي لابد من تدوينه في الكتب .. أي
باعتبار ما سيئول إليه الأمر بأنه سيكون مكتوبا لأنه ما من وحي إلهي إلا ثبت له
كتابة كما قال تعالى (إِنَّ
هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) الأعلى:18-19.- وباعتبار أنه لابد من كتابته للمحافظة عليه وليكون
وسيلة لكل من يتبع هذا الدين أن يحظى بقرائته مكتوبا .. 2- أو لعلهم لما تحققوا أنه كلاما سماويا أي
كلام الله .. فقد علموا حينئذ أن أصله مثبت كتابته في اللوح المحفوظ كحال كل كتاب سماوي ..
فقالوا كتابا باعتبار ثبوت أصله في اللوح المحفوظ ..- وثبوته في اللوح المحفوظ كما قال تعال: (وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا
عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ
حَكِيمٌ) الزخرف: 2-4..- و(أم الكتاب) هو
اللوح المحفوظ الذي فيه علم الله الأزلي . 3- أو لعلهم لما تحققوا أنه كلاما سماويا أي
كلام الله .. و لأنهم في الأصل أهل كتاب فعرفوا أنه النبي الخاتم .. وبالتالي سيكون معه
الكتاب الخاتم .. وأن ما سمعوه بعضا مما سيكون عليه مكتوبا فيما بعد .. فذكروا
لقومهم لفظ الكتاب تحقيقا للنبوة التي كانوا يعلمونها ووجدوها بأوصافها ..-
كما قال تعالى: (الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ
إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ
وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الأعراف:157.
- كما قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ
وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ
يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ
أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) الصف:6.
- والله أعلم .
************************* ..:: س37: لماذا قال الجن في سورة الأحقاف
أنهم سمعوا (كتابا) وفي سورة الجن قالوا أنهم سمعوا (قرآنا) ؟ ::.. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- من غريب ما لاحظته بين سورة الأحقاف وسورة الجن .. آيتين:- الأولى: (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى) الأحقاف:30.- الثانية: (اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا) الجن:1. - ففي الآية
الأولى: قالوا كتابا .. وفي الآية الثانية: قالوا قرآنا .. ليه ؟ - قلت لك: لعل في آية الاحقاف قالوا كتابا .. باعتبار
مشابهته لتوراة موسى بأنها كانت كتاب سماوي منزل على موسى .. ولكن في آية سورة
الجن هو قرآن عجبا من حيث التأثير في القلب والجذبة الموجودة فيه .. - أي كتابا باعتبار قدسيته السماوية .. وقرآنا عجبا باعتبار أسلوبه وجذبته .. - أو تقول: كتابا باعتباره منزلا من حضرة القدوس .. وقرآنا عجبا باعتباره مزكيا وجاذبا للنفوس .. - أو تقول: كتابا باعتباره مثبتا في أم الكتاب .. وقرآنا عجبا باعتباره هداية لأولي الألباب . - أو تقول: كتابا باعتبار ما سيؤول إليه .. وقرآنا عجبا باعتبار ما ستكون النفوس عليه حين الإستماع
إليه ..- والله أعلم . ************************** ..:: س38: ما معنى قوله
تعالى (يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) إذا كانت الهداية والطريق المستقيم
يشيرا لمعنى واحد تقريبا ؟ ::..(هل طريقة سيدي فلان ومذهب الشيخ علان توصف بكونها طريقا مستقيما؟) - قال تعالى في حكايته عن الجن أنهم
قالوا: (يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا
لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) الأحقاف:30.
-
كما قال تعالى: (الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ
إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ
وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الأعراف:157.
- كما قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ
وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ
يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ
أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) الصف:6.
- والله أعلم .
#- قال الإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله (المتوفى : 1393هـ):
-
(لما بين يديه) : ما سبقه من الأديان الحق.
-
ومعنى (يهدي إلى الحق): يهدي إلى الاعتقاد الحق ضد
الباطل من التوحيد وما يجب لله تعالى من الصفات وما يستحيل وصفه به.
- والمراد بالطريق المستقيم: ما يسلك من الأعمال والمعاملة.
وما يترتب على ذلك من الجزاء، شبه ذلك بالطريق المستقيم الذي لا يضل سالكه عن
القصد من سيره. (التحرير والتنوير ج26 ص60).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
قوله (مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ): أي يؤكد ما كان يسبقه من
الكتب السماوية المنزلة سابقا من أصول الدين في التوحيد والنبوات والبعث والقيامة والأخلاق ..
-
قوله (يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى
طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ): أي هذا الكتاب هو يرشد إلى العقائد
الثابتة اليقينية التي لا شبهة باطل فيها ..
-
ويرشد إلى طريق مستقيم إن اتبعناه كان سهل الوصول لرحمة الله وحسن الخاتمة مصحوبا
بكرامته في الآخرة .. ويقصد بذلك الطريق هو العبادات مع الحق والمعاملات مع الخلق
..
#- ووصف الطريق بالمستقيم:
-
فيه دلالة على السرعة في تحقيق المراد .. لأن الخط المستقيم هو أقصر طريق بين نقطتين
.. فتخيل القوس المنحني والوتر المستقيم المشدود عليه .. فانحناء القوس مسافة
طويلة ولكن الوتر مسافة قصيرة .. وهذا الذي نقصده بالخط المستقيم الذي يكون أقرب
طريق بين نقطتين ..
- فوصف الطريق بالمستقيم للدلالة على أنه الوسيلة السريعة في الوصول إلى رحمة وغفران وعفو رب العالمين وما يصاحب ذلك من
جزاء النعيم .. بشرط الإيمان والعمل به.
- والله أعلم.
#- أخي الحبيب:
-
نكتفي في هذا الفصل بهذه المسائل .. ونكمل باقي المسائل على آيات سورة الأحقاف في الفصل التالي
إن شاء الله تعالى ..
*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .
ماشاء الله لاقوة إلا بالله
ردحذفمعلومات رائعة
ربنا معك
جزاك الله عنا كل خير أستاذنا الفاضل وزادك الله من فضله
ردحذفجميل جدا هذا الجزء من الرساله وما فيه من إشارات قيمه ونفيسه
اللهم زدنا علما وفمها وثبتنا على الحق ولا تفتنا و إغفر لنا وإرحمنا و إجعلنا من أهل الحسنى وزيادة
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات في كل زمان ومكان يارب العالمين
********************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
أختنا الفاضلة مريم .
ردحذف1- التذوقات هي معاني روحية تنطبع في النفس يشعر بها المؤمن ويحسها كلما كان القلب مهيئا لذلك .. ويتذوقها المؤمن حينما يقرأ كلام الله أو يسمعه ..
- والمدد النوراني بالإلهام للجن إما بواسطة الذكر او القرآن مباشرة بتأثير الحروف والكلمات في القلب .. لأن الحروف هي في ذاتها هيئة روحانية في الحقيقة بخلاف ما يكون مرسوم في الكتب ..
- ولا مانع أن يكون للجن روح نورانية تصاحبه من الملائكة إذا أصلح من نفسه .. لتلهمه بالخير ..
- ولا اعلم للجن رؤية للملائكة وإنما يعلمون ذلك من علامات إذا حضروا أو قد يسمعون أصواتهم ...بخلاف إبليس هو يراهم وذلك لخصوصية فيه ..
***********************
#- مع ملاحظة أن قول النبي بوجود لمة ملك ولمة شيطان .. فهذا خاص بالإنسان .. ولم يقال على عموم المكلفين من الإنس والجن .
***********************
2- اما عن قولي ان الجن يرتقون من النارية إلى النورانية .. فليس انهم يتحولون من جن إلى ملائكة .. لا .. وإنما يرتقون من طباع النارية إلى الطباع النورانية فيصبح حالهم هو الذكر الدائم مع ترك احتياجات الحياة زهدا فيها وكان معينا في قضاء حوائج بني جنسه.. وكذلك الإنسان يرتقي من المادية إلى النورانية كلما توجه إلى الله وذكر الله كثيرا وساعد الإنسان قدر استطاعته ..
- فوصف النورانية هنا ليس تغيير خلقه سواء للجن أو الإنس .. لا .. وإنما تغيير طباع وأوصاف نفسية لأنها عملت بالطاعة مع الله كما تعمل الملائكة ..
- كما أن وصف الشيطانية ليس معناه تغير خلقة الإنسان او الجن إلى الشكل الشيطاني .. وإنما نفسه تغيرت أوصافها وطبيعتها حينما اتبعت المنهج الشيطاني وسلوكه ..
- والله أعلم .
**********************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
جزاكم الله خيراً يا استاذ خالد
ردحذففعلا تفاصيل طيبه و مفيد في التحليل - فكانوا الجن ابلغ و اشد في وصفهم القرآن الكريم وما جاء به من الانس - فالله اخبرنا عنهم وعن كلامهم ما لم يخبر عن الإنس - و كثير من الاخوة من الجن لهم خصوصية عند الله باتباع كتابه و تطبيق شريعة الله على الحق و الصواب.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
- تعليقك يظهر لنا سؤال:
ردحذف- كيف لكيان مادي مثل الشهب يؤذي كيان روحاني غير مرئي مثل الجن ؟
- فانتي تصورتي أن الجن يكون كيان مرئي ظاهر في سماء أخرى غير سمائنا وهي التي يتم رجم الشهب فيها للجن ..
- ولكن يتبقى السؤال: كيف يمكن اصابة شيء روحاني بكيان مادي ؟
##############################
للجواب على ذلك:
- ساترك السؤال لأهل المدونة بالإجابة عليه .. لأنه فكرة السؤال قد أعجبني بشدة .. ولم تخطر ببالي من قبل ..
- والإجابة عليه هي .......
- منتظر رأيكم وردكم ومشاركتكم في الإجابة على السؤال الموجود في هذا التعليق ..
***********************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
شكرا استاذنا وبارك الله فيك
ردحذفبالنسبة للسؤال كيف يمكن اصابة كيان روحانى بشىء مادى ؟
ربما كان للشهب الماديه خصائص غير مرئية تؤثر فى الكيان الروحانى لا نعرفها ولم نخبر بها
او باعتبار الشهب مادة تجرى بسرعة كبيرة فجزء منها يتحول إلى طاقة لا ترى بالعين المجردة قد يكون لها تأثير على الجن
او ان الموجات المصاحبة للكتلة النارية المتحركة تكون لها تأثير على الجن النارى ان اعتبر انه طاقة فيكون احتمالية تداخل الموجات لطعطى تلاقى الموجتين كما هو معروف فى علم الموجات الفيزيائية.
وفى النهاية هذا غيب نسلم ونؤمن به كما هو لانه من عند عليم خبير سبحانه ، فهذا علم لا يفيد وجهل لا يضر
افتكاسات منى هههههه
فتح الله عليك بفتوح العارفين وامدك بحروف النور من كتابه وبكل أسراره يارب العالمين
ردحذف( قرآن عحبا)
جال بخاطري التعجب جاء بسبب فصاحة القرآن فعند سماعهم عرفوا أنه ليس بكلام بشر ولا جني وإنما كلام مخلوق من الخالق لا يكون إلا من الله فلما القوا سمعهم ذابت قلوبهم وتسللت حروف النور لأرواحهم فتبدد الظلام الذي كان محاط بهم
فأثلجت صدورهم لما سمعوا فأمنوا به وأيقنوا انه من الله عز وجل
والله اعلم
كيف لكيان مادي ان يؤذي كيان روحاني
ردحذفبأمر كن فيكون - بأمر الله جعلت الشهب لحراسة السماء من استراق السمع وليس الجن بحاجة لتغيير كيانه في سناء حتى تصيبه شهب طالما تحمل الأمر في تكوينها فهي تتوجه بأمر الله لهم ( ومارمت إذ رميت ولكن الاه رمى)
من خلق سدد و أصاب الهدف سبحانه العليم
- اضافة في عالمنا نحن الانس يستطيع من له تفعيل روحاني وكان حضور روحاني حتى لو مجرد شعور به بمجرد عزيمة على ضرب يصيبه
والله اعلم
وما المانع من اصابة شيء روحاني بكيان مادي !! ... فكونه روحاني .. لكن له كتلة وحيز في عالمه .. وكوننا لا نراه فالملائكة تراه وتعرف مكانه بدقة - شهاباً رصَدا -
ردحذفوقد اثبت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اصابة وحرق الشيطان بالشهاب في قوله : إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَالسِّلْسِلَةِ عَلَى صَفْوَانٍ، يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا لِلَّذِي قَالَ: الْحَقَّ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ.. فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُو السَّمْعِ هَكَذَا وَاحِدٌ فَوْقَ آخَرَ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ الْمُسْتَمِعَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بِهَا إِلَى صَاحِبِهِ فَيُحْرِقَهُ، وَرُبَّمَا لَمْ يُدْرِكْهُ حَتَّى يَرْمِيَ بِهَا إِلَى الَّذِي يَلِيهِ، إِلَى الَّذِي هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ، حَتَّى يُلْقُوهَا إِلَى الْأَرْضِ، فَتُلْقَى عَلَى فَمْ السَّاحِرِ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيُصَدَّقُ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ يُخْبِرْنَا: يَوْمَ كَذَا وَكَذَا يَكُونُ كَذَا وَكَذَا، فَوَجَدْنَاهُ حَقًّا؟ - لِلْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ مِنْ السَّمَاءِ .
فأمر الله نافذ .. سبحانه .. { إِنَّمَاۤ أَمۡرُهُۥۤ إِذَاۤ أَرَادَ شَیۡـًٔا أَن یَقُولَ لَهُۥ كُن فَیَكُونُ }[سُورَةُ يسٓ: ٨٢]
{ فَلَمۡ تَقۡتُلُوهُمۡ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمۡۚ وَمَا رَمَیۡتَ إِذۡ رَمَیۡتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِیُبۡلِیَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ مِنۡهُ بَلَاۤءً حَسَنًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِیعٌ عَلِیمࣱ } [سُورَةُ الأَنفَالِ: ١٧]
موضوع جمييل .. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
ردحذففي كل مرة اجد وقفاتك القرآنية وخواطرك تزيدنا حبا والتصاقا بالقرآن الكريم .. ربي يجعله ربيع قلبك ونور صدرك وجلاء حزنك وذهاب همك وغمك .. وعافية من كل ابتلاء وزيادة في الحكمة وارتقاء .. امين امين امين يارب العالمين
أستاذنا الحبيب خالد،زادكم الله فهما ونورا وعلما يا رب العالمين، فالحقيقة المعاني المشروحة هنا زادت في عمق فهمنا لآي القرأن، فبارك الله فيكم ولكم وعليكم وفتح عليكم، ولأهل المدوّنة مثل ذلك، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.
ردحذفمن ناحية أخرى، فانّي وجدت عزيمة لمشاركتكم ما يخطر ببالي في فهم حادثة رجم شيئ مادي لشيئ غير مادي، وأيضا لي سؤالان لو أنّكم تتفضّلون بشرحهما حين فراغكم أستاذنا الحبيب؟
………… أمّا حادثة الرّجم، فلعلّ التّفريق هنا بين الاستحضار والاستظهار يساهم في تبسيط الفهم نوعا ما.
الإستحضار للعالم النّاري هو طلب حضوره من عالم الحجاب للعالم الماديّ، بعزيمة نفسية أو ما شابهها من عهود ان وجدت… في حين أنّ الاستظهار هو طلب الظهور فقط، بمعنى أنّ العالم النّاري هو أصلا موجود في عالم المادّة ولكن ليس عيانا، فلا نراه، وكمثال على هذا أسوق هذا الحديث الذّي تعلّمناه من دروس أستاذنا ومعلّمنا وصاحب الفضل علينا، بعد الله، أستاذنا الحبيب خالد، وهذا هو:
"عن أبي هريرة أنه كان على تمر الصدقة فوجد أثر كف كأنه قد أخذ منه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: تريد أن تأخذه؟ قل: سبحان من سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم، قال أبو هريرة: فقلت، فإذا جني قائم بين يدي فأخذته لأذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما أخذته لأهل بيت فقراء من الجن، ولن أعود، قال: فعاد، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: تريد أن تأخذه، فقلت: نعم، فقال: قل سبحان ما سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم، فقلت فإذا أنا به، فأردت أن أذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فعاهدني أن لا يعود فتركته، ثم عاد، فذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: تريد أن تأخذه؟ فقلت: نعم، فقال: قل سبحان ما سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم، فقلت فإذا أنا به، فقلت: عاهدتني فكذبت وعدت؛ لأذهبن بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال خل عني أعلمك كلمات إذا قلتهن لم يقربك ذكر ولا أنثى من الجن، قلت: وما هؤلاء الكلمات؟! قال: آية الكرسي، اقرأها عند كل صباح ومساء، قال أبو هريرة: فخليت عنه فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: "أوما علمت أنه كذلك".
فالشّاهد من الحديث، أنّ الشيطان كان يسرق بدون أن يراه أبو هريرة، أي قد خرج من عالم الحجاب لعالم المادّة، وإلّا فلن يقدر على لمس الماديّات كالتّمر مطلقا، ولقد كانت بركة كلمات النبي التي علّمها صلّى الله عليه وسلّم لابي هريرة كافية لأن أظهرته له، بعد أن كان غير ظاهر يسرق وهو خارق للحجاب، فهذا مثال لمعنى الإستظهار ( طبعا هذا بتصرّف منّي لما كان قد شرحه لنا أستاذنا الأكرم سابقا هنا في المدوّنة، وهذا من باب ردّ الفضل لأهله، ولعلّي أخطأت كعادتي في النّقل الدّقيق لمعاني كلام أستاذنا ).
نعود لحادثة الرّجم الآن،
الذّي أفهمه على التّحقيق هو أنّ الشياطين التّي تسترق السّمع تكون في حالة إستظهار حينها، لسبب ما، أي خارجة من عالم الحجاب، فلذلك لا غرابة أن يرجُم شيئ ماديّ شيئا أخرَ ماديّ، والله أعلم.
…… سؤالي الأوّل أستاذي.
ذكرتم في بعض مجالسكم، كاجابة لبعض إخواننا، أن حقّا هنالك بعض الأضرحة لم تستطع الدّولة أن تزيلها، ولقد هالني يومها هذا، حيث أنّه في بلدي متداول أيضا شأن بعض المراقد التّي لم يُستطع إزالتها من قبل الجهات المعنيّة، والحقيقة ما كنت لأصدّق هذا، لولا تأكيدكم بعلمكم بهكذا مواقف في بعض المراقد بمصر، وهذا أيضا ما تفضل وتدخّل به ليؤكّده أخونا الكريم يومها، فالذّي يظهر أنّه هو بدوره شاهد على ما يبدو على هكذا أشياء.
سؤالي اذن هو كيف يعقل أستاذنا أن تزول أضرحة الأنبياء منذ فجر التّاريج وتختفي ولا تزول بعض هذه الأضرحة لبعض الأولياء؟ ماهي هاته الخصوصية؟ ثمّ وبأيّ شيئ يتم هذا، أهو استظهار من العالم الروحاني ليحمي شيخا كانوا هم من مريديه؟ ولماذا لم يتم هذا مع من نجهل من الأنبياء الذين اختفت قبورهم؟
…… سؤالي الثّاني هو حول ذكر كلمة "الرّسول" وتأكيدها بكلمة " النبيّ" في الأية الكريمة 157 من سورة الأعراف المذكورة أعلاه، هذا التوالي في الكلمتين لم أفهم سببه، أليس كلّ رسول نبيّ؟ فماهو المعنى المُضاف بنعت النبيّ المحتوى أصلا في كلمة رسول؟
وجزاكم الله مراتب الصدّيقين الموصولين دائما أبدا بسيّد الخلق أجمعين، اللهم آمين آمين آمين يا رب العالمين.
شهاب ثاقب
ردحذفشهاب رصدا
...
صفات الشهاب انه:
راصد زي الرادار =كاشف.
ثاقب =زي الصاروخ.مدمر.
يعني
أن
الجن لمن يغادر الغلاف الجوي للأرض الترموسفير = يتشكل لكيان مادي ملموس =تستطيع أجهزة أمن السماء الأولى أن ترصد تحركاته =فتقوم ألوية الصواريخ بإرسال صاروخ ثاقب حارق خارق وهذا الصاروخ ناري والجني ناري.
فيتم استهداف الجني الجاسوس.
أظن أستاذي أن حضرتك قد تكلمت في هذه المسأله في درس على قناه التليجرام العام الماضي في نفس الشهر ده تقريبا عندما كنت تكتب في رساله العرافه والكهانه والمنجمين ولكني للأسف لم أستطع أن أتذكر الحوار الذي قلته حضرتك وقت إذ كما هي عادتي فاقد للذاكره..... لا حول ولا قوه الا بالله..... وذهبت لرساله العرافه وبحثت فيها عن هذا الجزء الذي نتحدث عنه فلم أجد الجزء الذي أبحث عنه
ردحذفممكن إذا بحثت في الصوتيات المسجله لحضرتك على قناه الصوتيات الروحانيات في الإسلام الخاصه برساله العرافه قد أجد الجزء الذي أبحث عنه إن شاء الله
تجد السؤال في الجزء 12 رسالة
ردحذف"الغيب والعرافة والكهانة والفرق بين الكرامة والإهانة
وكذلك
رسالة الخرافة والبهتان في استحضار واستنطاق وحرق وقتل الجن والشيطان بالقرآن
﴿وإنّا لَمَسْنا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وشُهُبًا﴾ ﴿وإنّا كُنّا نَقْعُدُ مِنها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهابًا رَصَدًا﴾:
ردحذف** أولا: في قوله تعالى " وإنّا لَمَسْنا السَّماءَ .. ":
اللَّمْسُ: حَقِيقَتُهُ الجَسُّ بِاليَدِ، ويُطْلَقُ مَجازًا عَلى اخْتِبارِ أمْرٍ؛
** ثانيا: في قوله تعالى " وإنّا كُنّا نَقْعُدُ مِنها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ":
1 - " حَقِيقَةُ القُعُودِ الجُلُوسُ وهو ضِدُّ القِيامِ، أيْ: هو جَعْلُ النِّصْفِ الأسْفَلِ مُباشِرًا لِلْأرْضِ مُسْتَقِرًّا عَلَيْها وانْتِصابُ النِّصْفِ الأعْلى. وهو هُنا مَجازٌ في مُلازَمَةِ المَكانِ زَمَنًا طَوِيلًا؛ لِأنَّ مُلازَمَةَ المَكانِ مِن لَوازِمِ القُعُودِ، ومِنهُ قَوْلُهُ تَعالى ﴿واقْعُدُوا لَهم كُلَّ مَرْصَدٍ﴾ [التوبة: 5].
2- المَقاعِدُ: جَمْعُ مَقْعَدٍ، وهو مَفْعَلٌ لِلْمَكانِ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ القُعُودُ، وأُطْلِقَ هُنا عَلى مَكانِ المُلازَمَةِ فَإنَّ القُعُودَ يُطْلَقُ عَلى مُلازَمَةِ الحُصُولِ. التحرير والتنوير — ابن عاشور (١٣٩٣ هـ)
-- و بالتلي نجد أن:
اللمس ( اليد )
القعود (النِّصْفِ الأسْفَلِ و النِّصْفِ الأعْلى )،
و له مكان مخصص للقعود كالكرسي مثلا.
=== أليس هذا دليل على أننا أمام شيء روحاني بكيان مادي ملموس، و بالتالي يتم التعامل معه على هذا الأساس.
أي كما هو معمول به في حالة تجسد شيء روحاني ككيان مادي للإنسان ( في صورة حيات أو كلاب أو إنسان )، فبعد التحريج عليه و الانذار، إذا انصرف .. تمام، و إلا يقتل.
و الله أعلم.
***********************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله الإجابة على سؤال الأستاذة مريم
ردحذفعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال "من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم. متفق عليه" صحيح البخاري ومسلم
إذاً فالأشياء المادية المعنوية التي تؤذي الإنسان المادي تؤذي أيضاً الملائكة وهم كيان روحاني وقد أقر بذلك النبي صل الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى فلماذا لا تؤذي الشهب المادية الجن الروحاني وأيضاً هو أمر الله الذي إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون
#- كيف للشهب المادية تصيب الجن وهو كائن روحاني غير مرئي ؟
ردحذف==================================
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-----------------------------
#- أولا: معنى كائن روحاني فهذا ليس معناه فوق قانون المادة .. وإنما هو أيضا محكوم بقانون المادة ولكن وفق طبيعته الخاصة .. لأن الكون كله مادة .. لأنه مخلوق .. وإنما المادية الروحانية نذكرها باعتبار نظرة الإنسان إليها ..
#- ثانيا: إذا كان هناك استغراب في تأثير الأشياء المادية في الروحانية (الغير مرئية) .. فهذا لا يكون مستغربا إذا انتبهت للآتي:
أ- إلى أن الأشياء الغير مرئية في الكيان المادي .. مثل حرارة الشمس التي لا نراه وتؤثر فينا .. ومثل الأمراض التي لا نراها وتؤثر فينا .. ومثل الهواء الذي لا نراه ويؤثر فينا .. ومثل الروح التي يحيا بها أجسادنا .. فالحرارة والهواء والمرض والروح أشياء غير مرئية بالعين .. ولكنها لها تأثير علينا ..
- والغرض مما سبق هو إظهار تأثير الأشياء على الكائنات بغض النظر عن رؤيتها ..
ب- كذلك الحال في الأشياء المادية قد يكون عليها تأثير من أمور روحانية أو غير مرئية من ناحية لا نعلمها .. فهناك بعض أنواع البخور تطرد الجن .. وهناك بعض أنواع التمور لها تأثير في إبطال السحر .. وهناك بعض الأملاح لها تأثير على دفع الحسد ..
ج- وهناك بعض الأشياء الروحانية تدفع أشياء روحانية اخرى .. ولا نرى هذا ولا ذاك .. مثل قهر الملائكة للشياطين .. ومثل طرد القرآن للشيطان .. ومثل طرد الاستعاذة للشيطان .. فالأذكار كلها أمور روحانية لا نعلم كيفية تطريفها في العالم الروحاني .. وإنما نؤمن بوجود أثر لها .
#- ثالثا: أما عن كيفية تأثير الشهب في الجن .. فالشهب بذاتها لا تؤثر في الجن .. ولم يقل القرآن ان الشهب تؤثر في الجن .. وإنما أخبرنا ان المؤثر في الجن هو الشهاب المحترق .. وهذا يلفت نظرنا إلى ان ظهور النارية من الشهاب له تأثير على الجن حينئذ ويسبب قتله .. فضلا عن أن النار هي جرم غير مادي ولا يمتنع تأثيره على الجن ..
- أضف إلى أن الجزء الذي يحدث فيه احتراق للشهب هو منطقة كلها غازات غير مرئية .. لأن حرق الشهب في المنطقة الثالثة من الغلاف الجوي الغير مرئي والممتليء بالغازات .. وهي المنطقة التي يتم اصابه الجن فيها في لحظة اشتعال الشهاب .. وكأن الجن بدخوله في هذه المنطقة يكون كالذي دخل منطقة ألغام غير مرئية وتنفجر في نطاق وصول الشهاب إليها ويكون الجن فيها .. فتقول حينئذ وداعا أيها الجني إلى الجحيم ..!!
- وكذلك ليس مستغربا أيضا أن يكون للشهاب مثل موجات تصدر عنه وتؤثر في الجن بطريقة ما .. كحرارة الشمس التي تصدر من الشمس ولا نراها ولكنها تؤثر فينا ..
- والله أعلم.
*************************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
وكنت ذكرت لنا أيضا أستاذي في درس على قناه التليجرام مثل من ضمن الأمثله في هذه الجزئيه
ردحذفوقلت من الأمور الغير ماديه التي تؤثر في الأمور الماديه الفيروسات
الفيروس غير مادي وغير مرأي بالعين المجرده ومع ذالك هو يؤثر في الإنسان المادي بل وينتقل من إنسان إلى أخر
أسف أستاذي تذكرت مأخرا بعد قرأتي لتعليق حضرتك.... الحمد لله على كل حال
ربنا يكرمك ويعافيك ويقويك ويمدك بالخير ويبعد عنك كل شر قادر ياكريم
ردحذفتمعنوها..!!
ردحذفقال الطاهر بن عاشور
الرسول صلى الله عليه وسلم كان مصدقا عند الثقلين... معظما في العالمين... وذلك مالم يحصل لرسول قبله...
والمقصود بنزول القرآن بخبر الجن:
توبيخ المشركين بأن الجن وهم من عالم آخر علموا القرآن وأيقنوا بأنه من عند الله... والمشركون وهم من عالم الإنس ومن جنس الرسول صلى الله عليه وسلم المبعوث بالقرآن وممن يتكلم بلغة القرآن لم يزالوا في ريب منه وتكذيب وإصرار...
لا تسأل الله القراءة والإطلاع في أمور الدين فحسب ...بل إسأله الفهم الصائب الذي يوافق مراد الله...
ردحذففكونك تعرف لا يعني أنك تفهم...
وأنتم ترون كيف ظهرت المذاهب والتشرذمات في الأمة..!!
أليس لهم نفس المرجع ( القرآن والسنة) ...لكن كل واحد من العلماء... فهم بما فتح الله عليه وحسب قربه من الله...
نحن نسميهم علماء...!!!
لكن؟!!
لا ندري منزلتهم عند الله...
هذا عن العلماء..!!
أما نحن فنسأل الله اللطف والرفق بعقولنا وما جرت به مقاديرنا...
فاللهم إنا نسألك الفهم الصائب... والعفو والعافية في الدنيا والآخرة...
والله أعلم
☆▪☆▪☆▪☆
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
بعض المفاهيم لسيدي خالد أعجبتني
ردحذفجذبة الذكر=
تخطف القلب حتى تجعلك تأنس بالمذكور أي بالله جل شأنه...
قرآنا عجبا=
كلاما منطوقا مقروءا فيه عجبا لمن يسمعه...
جذبة روحية=
تخطف القلب حتى تجعلك تأنس بما تسمع...
جذبة عقلية=
لإثارة العقل بالتفكير والتدبير فيما تسمع الأذن من معان تستحق التدبر فيها...
الإيمان=
له جذبة قلبية وعقلية تجعلك تقول هذا هو الحق ويجب أن أتبعه...