بحث في المدونة من خلال جوجل

السبت، 15 أبريل 2023

Textual description of firstImageUrl

ج11: رسالة ليلة الجن - هل كان العظم والروث من طعام الجن أصلا قبل أن يدعو النبي بأن يجدوا عليه طعاما لهم - ما فائدة دعاء النبي بوجود الطعام على العظم والروث لوفد جن نصيبين إذا كان هما أصلا من طعام الجن - لماذا النبي أكرم الجن بأن يجدوا طعاما على العظم والروث على وجه الخصوص دون غيرهما مما خلقه الله - هل دعاء النبي بكرامة وجود الطعام على العظم والروث هي خاصة لجن نصيبين فقط الذين زاروا النبي أم لكل الجن المؤمن - كيف يأكل الجن العظم في حين نجد العظم كما هو موجود - هل الجن لا يأكل إلا العظم والروث فقط - كيف للجن أن يأكل طعاما ماديا وهو أرواح لطيفة وليس أجساما - ما هي كيفية أكل الجن للطعام - هل صح نهى النبي عن استخدام العظم والروث في الإستنجاء بهما لأنهما طعام الجن - هل كان بعض العرب يستخدمون العظام والروث في الإستنجاء ولذلك نهاهم النبي عن ذلك - ما هي خصوصية النبي في قصة وفادة الجن إليه حينما قابلوه.

        بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة

ليلة الجن

في سماع الجن من النبي واجتماع النبي بالجن

(الجزء الحادي عشر)
حل اشكاليات حول قصة زيارة الجن للنبي

#- فهرس:

:: الفصل الحادي عشر :: ج3: عن حل الإشكاليات والشبهات عن الروايات الصحيحة التي قيلت في الزيارة الثانية للجن والموصوفة بليلة الجن والتي خرج فيها النبي لمقابلة الجن والقراءة عليهم ولم يكن معه أحد من الصحابة ::
1- س55: هل كان العظم والروث من طعام الجن أصلا قبل أن يدعو النبي بأن يجدوا عليه طعاما لهم ؟
2- س56: ما فائدة دعاء النبي بوجود الطعام على العظم والروث لوفد جن نصيبين إذا كان هما أصلا من طعام الجن ؟
3- س57: لماذا النبي أكرم الجن بأن يجدوا طعاما على العظم والروث على وجه الخصوص دون غيرهما مما خلقه الله ؟
- (هذا السؤال في الأصل ردا على شبهة لجماعة القرآنيين المنكرين للحديث النبوي الصحيح).
4- س58: هل دعاء النبي بكرامة وجود الطعام على العظم والروث هي خاصة لجن نصيبين فقط الذين زاروا النبي أم لكل الجن المؤمن في كل زمان ومكان بأن يجدوا الطعام على العظم والروث ؟

5- س59: كيف يأكل الجن العظم في حين نجد العظم كما هو موجود ؟
- (هذا السؤال في الأصل شبهة للملحدين)
6- س60: هل الجن لا يأكل إلا العظم والروث فقط ؟
7- س61: كيف للجن أن يأكل طعاما ماديا وهو أرواح لطيفة وليس أجساما ؟ (ما هي كيفية أكل الجن للطعام ؟).
8- س62: هل صح نهى النبي عن استخدام العظم والروث في الإستنجاء بهما لأنهما طعام الجن ؟
9- س63: لماذا استغرب أبو هريرة من منع النبي له من أن يأتيه بعظمة أو روثة للإستنجاء في حين هذا حكم معلوم للمسلمين من قبل الهجرة للمدينة ؟
10- س64: كيف نجمع بين أحاديث النهي عن استخدام الروث لأنها من طعام الجن وبين الروايات التي قالت بأنها ركس ونجس ؟
11- س65: هل كان بعض العرب يستخدمون العظام والروث في الإستنجاء ولذلك نهاهم النبي عن ذلك ؟
12- س66: ما هي خصوصية النبي في قصة وفادة الجن إليه حينما قابلوه ؟
***************************
:: الفصل الحادي عشر ::
:: ج3: عن حل الإشكاليات والشبهات عن الروايات الصحيحة التي قيلت في الزيارة الثانية للجن والموصوفة بليلة الجن والتي خرج فيها النبي لمقابلة الجن والقراءة عليهم ولم يكن معه أحد من الصحابة ::
****************************
 
..:: س55: هل كان العظم والروث من طعام الجن أصلا قبل أن يدعو النبي بأن يجدوا عليه طعاما لهم ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- العظام والروث كانا من طعام الجن في الأصل .. قبل أن يدعو النبي صلى الله عليه وسلم بأن يجدوا عليه طعاما لهم أثناء عودتهم وسفرهم لبلادهم ..
 
- ودليل ذلك:
1- ما قاله النبي لأبي هريرة حينما سأله: (مَا بَالُ العَظْمِ وَالرَّوْثَةِ؟ قَالَ "النبي": «هُمَا مِنْ طَعَامِ الجِنِّ، وَإِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ .. وَنِعْمَ الجِنُّ .. فَسَأَلُونِي الزَّادَ "الطعام" .. فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَمُرُّوا بِعَظْمٍ .. وَلاَ بِرَوْثَةٍ .. إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا) صحيح البخاري.
 
- وقوله (هما من طعام الجن) .. هو قول عام لا تخصيص فيه لجن دون جن ..!!
 
2- وفي رواية لابن مسعود أنه قال: (قَدِمَ وَفْدُ الْجِنِّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ: انْهَ أُمَّتَكَ أَنْ يَسْتَنْجُوا بِعَظْمٍ أَوْ رَوْثَةٍ أَوْ حُمَمَةٍ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ لَنَا فِيهَا رِزْقًا .. قَالَ: فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ) رواه أبو داود والبيهقي والدارقطني .. وسبق وذكرت أن هذا الحديث مختلف عليه بين الصحة والضعف .
 
- وقوله (جعل لنا فيها رزقا) فهذا أيضا بيان أن هذه الأصناف للجن فيها رزقا يكتسبونه منها .. فهذا رزق عام للجن ..
 
- إذن فالعظم والروث من أصل هو من أطعمة الجن ولهم فيهما رزقا .. وذلك من قبل أن يدعو لهم النبي صلى الله عليه وسلم .
 
- ملحوظة: النبي لم يدعو لهم بأكل العظم والروث .. وإنما بأن يجدوا عليه طعاما شهيا لهم عليه إذا وجدوه أثناء سفرهم .. وسياتي توضيح ذلك في سؤال خاص ..
 
2- وقد تقول أخي الحبيب .. أنه جاء في بعض الروايات أنهما طعام إخواننا مثل رواية الترمذي: (لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام فإنه زاد إخوانكم من الجن) .. وهي رواية محتمل أن يكون قالها النبي لأن فيها ضعف حيث أنها من رواية عامر الشعبي عن النبي ..
- فظاهر الرواية يدل على أن هذا الطعام خاص بإخواننا أي بالجن المؤمن .. !!
 
- قلت لك: بغض النظر عن ضعف هذا الجزء من الرواية .. لأن رواية البخاري أوضحت أنه (طعام للجن) دون تخصيص لجن دون جن .. وهي رواية صحيحة لا ضعف فيها .. فضلا عن أن العقل يقول بذلك لأن في عالم الإنس لا يوجد طعام للإنس المؤمن وللإنسي الكافر .. فهو رزق عام للجميع !!
 
- ولكن دعني أوضح لك أمرا .. وهو أن هذه الرواية لا تفيد أن هذه الأطعمه ليست لغيرهم .. بل هو من رزق الجن عموما .. ولكن المنع لمظنة أن يكون أحد من المؤمنين قد يجد ذلك .. فإذا وجده فيجده دون نجاسة من فعل الإنس عليها فيتأذى من ذلك .. وهذا شبيه من المنع من التبول والتبرز في الطرقات .. وهذا ليس لأن المؤمن فقط هو الذي يسير على الطرقات .. وكذلك النهي عن سباب المسلم فهذا ليس معناه أن تسب غير المسلم .. وغير ذلك ..
 
- والله أعلم .
 
**************************
..:: س56: ما فائدة دعاء النبي بوجود الطعام على العظم والروث لوفد جن نصيبين إذا كان هما أصلا من طعام الجن ؟ ::..
 
- من المسائل التي قد تخطر ببالك .. فتقول: إذا كان العظم والروث من أطعمة الجن أصلا .. فما الذي أضافه دعاء النبي للجن المؤمن بوجود طعام على العظم والروث .. طالما هما أصلا طعاما للجن ؟!! 
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أولا: من حيث وجود الطعام ..
- لو انتهت لرواية البخاري ستجد أن دعوة النبي كانت سبب في إيجاد الطعام على العظام وعلى الروث .. فالعظام للجن والروث لدوابهم .. كما سبق وأوضحنا ذلك .
- فالرواية تقول: (فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَمُرُّوا بِعَظْمٍ، وَلاَ بِرَوْثَةٍ إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا) صحيح البخاري.
 
- وفي رواية عامر الشعبي عن النبي جاءت بلفظ (لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا .. وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ..) رواه مسلم وغيره .. وفي هذا الجزء من الرواية ضعف .. ومحتمل أن يكون قاله النبي.
 
- فألفاظ الرواية سواء الصحيحة أو التي فيها ضعف .. فكلتاهما تشير إلى أن هذا العظم وهذا الروث سيجدوا عليه طعاما لهم .. وليس العظم والروث هو ما سيجدوه ليكون طعاما لهم .. كما كان هذا هو حالهم من قبل ..
 
- ففرق بين أن يأكلوا العظم .. وبين أن يجدوا طعاما على العظم ..!!
 
- إذن فدعوة النبي صلى الله عليه وسلم قد أفادت في أمرين:
- الأول: أن يجدوا عليهما طعاما أوفر ما يكون .. على العظم والروث بما لا استطاعة لهم في الحصول عليه لمنعهم عن ذلك .. والمأذون لهم هو العظم فقط .. أو الروث فقط ..
 
- الثاني: أنه بهذا الدعاء واستجابة الله له .. قد جعل لهم في إيمانهم مزيد يقين واطمئنان في الدين الذي آمنوا به .. إذ أن ما يحدث معهم هو معجزة وليس مجرد ضيافة عادية ..
 
- لأن إعادة العظام إلى كسوتها لحما .. هو نوعا من خلق المادة على المادة بلا كيفية أسباب .. وهذا ما لا قدرة لأحد عليه إلا الخالق .. وبالتالي يظهر مزيد من التثبيت برسالة النبي صلى الله عليه وسلم .
 
#- بل ولو صحت رواية عامر الشعبي عن النبي .. فيكون أسباب حدوث ذلك هو ذكر اسم الله عليها حين لمسها فتتحول إلى لحما .. وإن لم تصح الرواية فيكون إمساك العظم في أيديهم هو في ذاته يتحول لحما أو طعاما عليه ..
 
- والله أعلم . 
 
************************
 
..:: س57: لماذا النبي أكرم الجن بأن يجدوا طعاما على العظم والروث على وجه الخصوص ؟ ::..
(هذا السؤال في الأصل ردا على شبهة لجماعة القرآنيين المنكرين للحديث النبوي الصحيح)
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قد تستغرب أخي الحبيب من ضيافة النبي للجن على طعاما يجدوه على العظم والروث ..
- لأنه ليس من الطبيعي أن يأتي الجن مؤمنا للنبي صلى الله عليه وسلم .. ويسألوه الزاد .. فيجعل إكرامهم هو عظاما وروثا .. فهذا حينئذ شيء مستغرب جدا أن يكون هذا كرم النبي صلى الله عليه وسلم .. أو ضيافته أن يختار لهم مثل هذه الأشياء الرديئة ليكرمهم بها .. !!
 
- ولكن مهلا يا أخي الحبيب .. فإن ما ذكرته هو كلام خطأ ولم يحدث أصلا ..!! وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يحرم الراجي مكارمه ..
 
#- فما الذي حدث حتى تفهم القصة جيدا ؟
 
- أولا : ليس النبي هو من اختار لهم هذه الضيافة .. بل هذا هو المتاح فقط لعالم الجن تحصيله من عالم الإنس ومأذونا لهم بأن لهم رزق فيه .. وإنما الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم هو شيء أعلى في العطاء .. وذلك بأن دعا الله لهم أن يجدوا على كل عظم يجدوه لحما .. وليس عظما فقط .. لا .. بل عظما مكسيا لحما .. وكل بعرة أو روثة لدوابهم يجدوا عليها علفا جديدا شهيا لها لتأكله دوابهم ..
 
- فكان كرم النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا في منحهم ما لا سبيل لهم في تحصيله أبدا في عالم المادة .. وهو ما يتلذذ به الإنس في عالمهم سواء لأنفسهم أو لدوابهم .. وإنما كان ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم بذلك .. وهذه حينئذ معجزة نبوية للجن وخصوصية عطاء بقلب الأشياء على غير ما هي عليه وكأنها تجددت مخصوصا للجن المؤمن .. وسبحان الذي أجاب دعاء حبيبه في تحقيق ذلك للجن.
 
- إذ أن الكريم يضيف بقدر مقامه .. فما بالك بالنبي صلى الله عليه وسلم .. وهو الكريم بن الكرام والموصول بالكريم جل شأنه .. فكيف تظن أن تكون ضيافته لمؤمني الجن هي إعطائهم عظم وروث ليأكلوه ..؟!!
 
- ولكن لما تبين أن هذا هو طعام الجن أصلا وهذا ما يستطيعون تحصيله ومأذونا لهم فيه .. فالنبي طلب من الله أن يغيره لهم ليكون من أكرم ما يكون من الطعام .. فظهرت حينئذ الكرامة والمعجزة النبوية .. صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أهل بيته ..
 
- فهذه معجزة نبوية تحدث أمام الجن .. وذلك لمخالفة ما يألفونه من عطاء الله المعتاد لهم في العظم والروث ..
 
- فالنبي لم يكرمهم بالعظام والروث كطعام لهم .. وإنما دعا الله لهم أن يتحول هذا العظم وهذا الروث إلى طعام لهم .. فالرواية تقول: (فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَمُرُّوا بِعَظْمٍ .. وَلاَ بِرَوْثَةٍ .. إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا) .. فالإكرام كان على الطعام الذي سيظهر لهم بقدرة من الله حينما يمروا على عظم أو روثة .. ليتكون لهم طعاما شهيا مما يستطعمه الإنس لأنفسهم أو لدوابهم ..
 
- فالكلام واضح جدا في رواية البخاري .. أن النبي دعا لهم بتحويل الأشياء على غير هيئتها .. ولم يدعو لهم بعظم وروث ليأكلوه .. فانتبه يا مؤمن من الكلام ..!!
 
#- ثانيا: أما عن سبب اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لهذين الصنفين .. فلأن هذين الصنفين في الأصل هما طعاما للجن .. ولعل أنهما من الأصناف التي يرونها الجن بسهولة في الظلام لتكون رزقا لهم .. بل ومما هو مأذون لهم فيه رزقا من الله مما تركه عالم الإنس أو دوابهم ..
- ولذلك اختار لهما هذين الصنفين لأنهما في الأصل طعاما لهم ومما لهم فيه إدراك سريع في حال كان العظم والروث متواجد في مكان يمرون عليه ..
 
3- ولعل هنا حكمة أخرى وهي .. كأن النبي يقول للجن: ولكم علامة على تصديق أنني نبي رسول .. بل وفيه إكراما لكم بما لم تعهدوه من قبل وذلك فيما هو أصلا كان فيه رزقا لكم .. فإنه سيتغير حاله عما كنتم تعهدوه من قبل لأنكم ستجدوا عليه طعاما حقا حتى تصدقوا يقينا وإطمئنانا أني رسول الله ..
- والله أعلم .
 
#- واعلم أخي الحبيب ..
- أن هذا السؤال هو في الأصل شبهة يذكرها بعض ممن يكرهون ويحاربون الحديث النبوي الصحيح وخاصة صحيح البخاري .. ويصفون أنفسهم أنهم قرآنيون .. وينكرون الحديث ويقولون بما معناه أن النبي لم يكرم الجن بالعظم والروث كطعام لهم .. لأن هذا لا كرامة ضيافة للجن فيه بل إهانة لهم .. إذ ما وجه الكرم والضيافة حينما يكون ذلك على عظم وروث ؟!!
 
- وكأن هؤلاء ممن غابت فيهم بصيرتهم .. ظنوا أن الضيافة كانت على أكل العظم والروث .. !! وجعلوا من معجزة النبي مع الجن هي إهانة للجن ؟!!
 
- ولو انتبهوا للرواية لكان فهموا .. أن النبي دعا للجن بما لا يخطر ببالهم بل وأوجد لهم معجزة دالة على تصديقه أنه رسول الله حقا ..
 
**************************
 
..:: س58: هل دعاء النبي بكرامة وجود الطعام على العظم والروث هي خاصة لجن نصيبين فقط الذين زاروا النبي أم لكل الجن المؤمن في كل زمان ومكان بأن يجدوا الطعام على العظم والروث ؟ ::..
 
- من المسائل التي قد تخطر ببالك .. فتقول: هل خصوصية دعاء النبي  لوجود الطعام على العظم والروث لجن نصيبين هي خصوصية موصولة:
1- لجميع الجن المؤمن في كل زمان ومكان .
2- أم هي فقط  للجن المؤمن الذي وفد زائرا وقابل النبي صلى الله عليه وسلم.. ؟!!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- جاء في رواية عن أبي هريرة أن النبي قال: (َإِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ، وَنِعْمَ الجِنُّ، فَسَأَلُونِي الزَّادَ .. فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَمُرُّوا بِعَظْمٍ، وَلاَ بِرَوْثَةٍ إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا) صحيح البخاري.
 
#- فلو تأملت رواية الحديث ستجد الآتي:
- لا اظن بأنه يمكن أن تكون دعوة النبي لوفد جن نصيبين هي دعوة ممتدة لكل الجن المؤمن في كل زمان ومكان .. وذلك لسببين :
 
- السبب الأول: لأن ألفاظ الرواية واضحة جدا .. بأن هذه الخصوصية هي خصوصية عطاء لوفد جن نصيبين .. وليس لغيرهم ..
 
- فقوله في صحيح البخاري: (وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ، وَنِعْمَ الجِنُّ، فَسَأَلُونِي الزَّادَ .. فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ) فالسائل هو الجن المؤمن الزائر للنبي .. وخصوصية العطاء بالدعاء هي للجن المؤمن الزائر للنبي .. وهم وفد جن نصيبين.
- وقوله (لهم) هو تخصيص كرامة لهم ..
 
- بل حتى في رواية عامر الشعبي قال: (وَسَأَلُوهُ الزَّادَ .. فَقَالَ "النبي للجن": لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا .. وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ..) رواه مسلم وغيره .. وفي هذا الجزء من الرواية ضعف .. ومحتمل أن يكون قاله النبي.
 
- والشاهد هنا هو قوله (لكم) .. وهذا تخصيص عطاء لهم فقط ..  
 
#- إذن رواية الحديث تتكلم عن الجن المؤمن الذي هو وفد جن نصيبين الذي أتى زائرا للنبي حتى يقرأ النبي عليهم القرآن .. ثم عند رحليهم طلبوا منه طعاما فأكرمهم النبي بخصوصية عطاء لهم حين رحيلهم .. .. فدعا لهم الله بأن يجدوا طعاما شهيا على العظم لأنفسهم أو على الروث لدوابهم.
 
- السبب الثاني: لو كانت الدعوة ممتدة لكل عالم الجن المؤمن .. لآمن كثيرون من عالم الجن حينئذ لدلالة المعجزة الظاهرة أمام أعينهم في كل زمان ومكان .. ولم يعد للدعوة إلى الإيمان أي معنى إذ أن المعجزة ظاهرة ومرئية لهم ..
- فما الداعي حينئذ للدعوة إلى الله .. إذا كانت المعجزة ظاهرة ومرئية وملموسة بما لا شك في ذلك طرفة عين ..؟!!
 
#- ملحوظة هامة جدا:
- لا مانع أن يكون هذا العطاء مستمر على سبيل الكرامة الخاصة لمؤمني الجن لكل من أخلص في الإيمان منهم ..
 
#- وخلاصة القول:
1- أن خصوصية وجود طعاما على العظم والروث .. هو خاصية لوفد جن نصيبين الذين أتوا وقرا النبي عليهم القرآن .. ولا علاقة لخصوصية الطعام الموجود على العظم والروث بجميع الجن المؤمن .. في أي زمان أو مكان ..
 
2- وان هذه الخصوصية والكرامة إنما كانت في وقت سفر جن نصيبين من مكة إلى وطنهم .. فكانت ضيافة مؤقته مرتبطة بسفرهم إلى وطنهم من باب التشريف والتكريم لهذا الوفد من الجن خصيصا لهم .. وفيها إظهار معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم بأن العظم والروث يتكون عليهما طعاما .
 
- والله أعلم.
 
***********************
 
..:: س59: كيف يأكل الجن العظم في حين نجد العظم كما هو موجود ؟ ::..
(هذا السؤال في الأصل شبهة للملحدين)
 
- من المسائل التي قد تخطر ببالك .. هو أن تقول أننا نرى العظم كما هو ملقي في الصحراء أو في كل مكان بل ويتم إلقاءه عند الجزارين ويتم جمعه وبيعه ولا يقول أحد باختفاء العظم من عنده .. سواء كانت هذه الذبائح تم تذكيتها بذكر الله أم لا .. وفي العموم لا الجن المؤمن يأخذه ولا الشياطين تأخذه ..
- وهنا يظهر إشكال مع رواية أبي هريرة حينما سأل النبي: (مَا بَالُ العَظْمِ وَالرَّوْثَةِ؟ قَالَ "النبي": «هُمَا مِنْ طَعَامِ الجِنِّ) صحيح البخاري ..
- وطالما هما من طعام الجن فلماذا لا ينقص من العظم ولا من الروث شيئا عند من ذكرناهم مثل الجزارين وغيرهم .. بل ولكانت هذه غنيمة طيبة جدا للشياطين على وجه الخصوص بدلا من البحث عن اللقيمات التي يبحث عنها الشياطين من فضلات الإنسان الملاقاة على الأرض ؟!!  
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- انتبه لشيء مهم: عن ملكية العظم والروث المذكور النصوص الشرعية ..
- النصوص الشرعية تكلمت عن العظم والروث الذي لا ملكية للإنسان فيه .. وهو الذي يكون ملقى في الصحراء أو في الطرقات ولا يمتلكه أحد .. وكل الروايات قيلت في هذا الشأن .. ولا علاقة بما يملكه الإنسان .
 
- إذا لا علاقة للمسألة بما يملكه الإنسان من عظم مثل الجزارين أو مصانع إعادة تدوير العظام في هيئة غراء لاصق أو ما شابه ذلك ..
 
#- ملحوظة مهمة:
- لا قدرة للجن على أخذ شيء من العظم والروث من جماعة الإنس وإلا كان النبي قال بذلك ..
- ومن يظن بإمكانية سرقة هذه الأشياء من الجن في أي وقت مستدلا في ذلك بقصة الشيطان الذى أتى يسرق من أبي هريرة .. فهو لم يوفق في ذلك الظن .. لأن النص الشرعي قال هو طعاما لهم ولم يقل يسرقونه ..!!
 
- ولعله لا يفهم الفرق بين الجن في حالته الروحانية وبين حالته المادية .
 
- وإنما السرقة قد تحدث في حالة ظهور مادية للجن وليس في حالة روحانية .. وهذا أمر عزيز ونادر جدا أن يحدث أن يتجسد جن لفعل شيء .. لأنه يعلم خطورة هذا الموقف والذي قد يكون فيه نهايته وقتله لأنه يظهر من شكله المتجسد به أنه غير إنسان .. وإذا أمسكه الإنسان فلا قدرة له حينئذ على الهرب ولا الرجوع لحالته الروحانية إلا لو أفرج عنه وتركه .. وقد شرحنا هذه الجزئية بالتفصيل في رسالة (التمثيل الروحاني للجن والملائكة في علاقتهم مع الإنسان) فارجع إليها ...
 
- وخلاصة القول أخي الحبيب:
- هناك فرق بين ما يملكه الإنسان من استحواذ ولا سبيل للجن إليه .. وبين ما هو ملقى في الصحاري أو الطرق أو القمامة ولا مالك له من عالم الإنس .. مثل رمال وصخور الصحراء فهي للجميع ..
 
**************************
..:: س60: هل الجن لا يأكل إلا العظم والروث فقط ؟ ::..

 
- قد يخطر على البال سؤال فتقول: هل الجن طعامه فقط هو العظم والروث ؟
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- لعلك لم تنتبه لقول النبي صلى الله عليه وسلم حينما سأله أبو هريرة عن سبب المنع من الإستنجاء بالعظم والروث .. فقال له لنبي: (هُمَا مِنْ طَعَامِ الجِنِّ) صحيح البخاري ..
 
- فقوله صلى الله عليه وسلم يوضح أن العظم والروث من جملة طعام الجن .. أي هو بعضا من جملة طعام الجن .. وليس هو كل طعام الجن لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل أنهما طعام الجن .. وإنما قال من طعام الجن ..
 
- إذا نفهم مما سبق أن العظم والروث ليسا فقط هما فقط طعام الجن من عالم المادة .. وإنما لهم غيره في عالمهم الخاص ..
 
2- ومن ناحية العقل .. فالعقل لا يتصور أن يكون العظم والروث هما فقط طعاما للجن سواء للجن أنفسهم أو لدوابهم .. لأنهم في حقيقة الأمر هو جنس ذو طبيعة نارية وروحانية .. وبالتأكيد له في عالمه ما يتناسب مع طبيعته النارية ..  


#- ثلاث ملاحظات مهمة:
- الملاحظة الأولى: الذي نعلمه أن لهم رزقا في بعض الطعام المادي وهو العظم لأنفسهم  والروث لدوابهم .. وهذا الطعام هو المباح لهم الاستمتاع به في عالم المادة ولا حرج لهم في ذلك .. بالإضافة إلى ما في عالمهم الخاص ..
- ودليل ذلك أنه لو كان يوجد غيره لهم فيه رزق .. لكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أكرمهم بما فيه مزيد تكريم وإحسانا إليهم فيه .. ولكن لما كان هذا هو أقصى ما هو مباح لهم الإستمتاع به فقد دعا لهم بأن يجدوا عليه من أطيب أنواع الطعام الذي يأكله إنسان لأنفسهم أو يأكله حيوان لدوابهم .
 
- الملاحظة الثانية: الشيطان قد يشارك الإنسان في الطعام والشراب الذي لم يتم ذكر اسم الله عليه .. ومشاركته تكون من خلال تحريضه على عدم ذكر الله .. وقد يكون له أيضا من هذا الطعام طاقة يستمدها من هذا الطعام .. وليس بمعنى أنه يأكل ويشرب فعلا .. وإلا فالطعام والشراب لا ينقص شيئا لو تركناه أو لو أكلناه فلا نجده ينقص فجأة شيئا مما نأكله ..!! فانتبه .
 
- الملاحظة الثالثة: وقد يكون لبعض الشياطين من عالم الجن القدرة على سرقة القليل من الطعام المادي .. وهذا نادرا ما يحدث .. لأن الجن يمكن أن يتم قتلهم حينئذ .. ولذلك هم لا يفعلون ذلك إلا نادرا جدا .. كما حدث مع قصة الشيطان الذي أتى ليسرق التمر من أبي هريرة ..  
 
- والله أعلم .

#- وإذا كان الجن يغلب عليه الوصف الروحاني .. فهذا جعل العلماء يتفكرون في كيفية أكل الجن للطعام ؟

************************
 
..:: س61: كيف للجن أن يأكل طعاما ماديا وهو أرواح لطيفة وليس أجساما ؟ ::..
(ما هي كيفية أكل الجن للطعام ؟)
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من الأمور التي استوقفت العلماء عند حديث أكل الجن للعظم والروث .. في كيفية أكل الجن للطعام وهو مجرد أرواح لطيفة وليس أجساما ؟
- خاصة وأن هناك روايات تقول بأن الشيطان يأكل معنا أو يأكل ما يسقط منا على الأرض أو ما شابه ذلك .. فتحيروا في كيفية حدوث ذلك في حين يرون الأشياء كما هي لا تختفي ؟!!
 
- فاختلفوا في هذه الكيفية .. بين من يقول أنه لحسا أو شما أو مضغا أو مضغا وبلع .. بل أن البعض قال أنهم لا يأكلون ولا يشربون .. والبعض قال أن بعضم يأكل ويشرب وبعضهم لا يفعل ذلك ..  وإليك شيئا من كلام العلماء ..
 
1- قال القاضي أبو يعلى بن الفراء (المتوفى:458هـ): الجن يأكلون ويشربون ويتناكحون كما يفعل الإنس .. وظاهر العمومات ان جميع الجن كذلك وهو رأي قوم .. ثم اختلفوا فقال بعضهم: أكلهم وشربهم تشمم واسترواح لا مضغ وبلع .. وهذا قول لا دليل عليه .. وقال أكثرهم: مضغ وبلع .. وذهب قوم إلى أن جميع الجن لا يأكلون ولا يشربون .. وهذا قول ساقط .. وذهب قوم إلى أن صنفا منهم يأكلون ويشربون .. وصنفا لا يأكلون ولا يشربون . (نقلا من آكام المرجان للسيوطي ص25).
 
2- قال الإمام أبو العباس القرطبي (المتوفى:656هـ): " وهل نَيلهم من ذلك شَم أو لَحس ؟
- كل ذلك ممكن، وقد قيل بكل واحد منهما. (المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم ج7 ص421).
 
3- والإمام بن رسلان (المتوفى:844هـ): في شرح سنن أبي داود بعد أن ذكر إمكانية أكلهم لطعام حقيقي .. قال رأي آخر وأظنه من ألفاظ عبارته أنه يميل إليه حيث قال رحمه الله: "ويحتمل أن يكون رزقهم من ذلك هو الرائحة التي تظهر لهم ونحو ذلك، فيكون قوتهم .. لا نفس العَين .. فإن أجسادهم لطيفة لا يليق بها أن يلج فيها نفس العَظم والروث والفحم .. والله أعلم". (راجع شرح بن رسلان على سنن أبي داود ج1 ص425).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- هذه المسألة اختلف فيها العلماء .. لأن البعض نظر للجن على أنه أرواح لطيفة .. وهذا خطأ .. لأنهم ليسوا ملائكة ..
 
- وطالما هو عالم يأكل ويشرب وله ذرية فهو جسم وليس روح .. وإنما يقال عنه روح مجازا باعتبار عالمنا الإنسي لأن أعيننا لا تراه .. ولكن هذا الكيان الروحاني هو جسم في عالمه ولا نراه .. وأبسط دليل على ذلك قيامهم بالبناء في عهد سليمان عليه السلام ..
 
2- إذن كيفية أكل هذا الطعام .. قد يكون حقيقي فعلا من خلال المضغ .. وهذا يظهر بوضوح من رواية مسلم الذي تحول العظم إلى وجود لحما عليه .. ولو كان مجرد شم أو لحس فقط فما فائدة اللحم حينئذ ؟!!
 
#- ولكن قد يقال أيضا ردا على ما سبق .. ان رواية مسلم فيها اضطراب في آخرها فلا نعلم الجزء الخاص باللحم من كلام النبي أم من كلام التابعي .. وعلى افتراض أنه من كلام النبي فلعل المقصد هو تحول العظام إلى تكوين اللحم عليها بما يتناسب لرؤيته في عالمهم وليس في عالمنا فيكون هذا مما وراء حجاب .. بل ولعل لحس أو شم الطعام سواء كان لحما أو غيره هو الكافي لهم وليس بالضرورة مضغه وبلعه .. كما قال بعض العلماء ما هو إلا استرواح أي شم الروائح من الطعام .. وليس إطعام فعلي وهذا ما يتناسب مع طبيعتهم الغير مرئية وتشبه الروحانية .. والله أعلم .
 
3- والخوض في هذه المسألة بأكثر من ذلك .. هو نوع من الخطأ .. لأن المسألة كلها غير مرئية .. فلا الطعام الذي يتكون على العظم نراه .. ولا الجن الذي يأكل الطعام نراه ..!!
 
#- ثانيا: عن بعض الاحاديث التي جعلت العلماء يبحثون في كيفية اكل الجن .. منها هذا الحديث:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الأذَى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ) صحيح مسلم.
 - قوله (لا يدعها للشيطان) .. ليس فيها معنى أنه سيتركها للشيطان ليأكلها .. وإلا فالطعام يظل مرميا على الأرض .. وقد يستمر فترة ويصيبه العفن .. واحيانا نلقي الطعام على الارض للقطط والكلاب ولا يخطفها الشيطان ؟
- ولماذا لا يأكل من الطبق الذي نأكل فيه ؟ بل ولماذا لم يأكل من كل طعام في أي سوبر ماركت أو مزرعة او غير ذلك ؟
- بل والساقط من الطعام على الارض إذا لم تكن الأرض نظيفة فهو يتم إلقاءه في القمامة .. سواء في البيوت أو المطاعم .. ولا نجد القمامة ينقص منها شيئا بل ويتعفن الطعام في القمامة ؟
 
- إذن ما معنى (لا يدعها للشيطان) ؟
- المعنى هو: أن لا يتركها كبرًا عن أكل ما سقط واستهانة بالنعمة؛ فإن الذى يحمله على ذلك الشيطان ترفيعًا لنفسه .. وكبراً عن أكلها بعد سقوطها .. (ذكره القاضي عياض "المتوفى: 544هـ" في إكمال المعلم ج6 ص503).
 
- ولكن انتبه أخي الحبيب:
- هناك كلام آخر يقال عن كيفية أكل الشيطان مع الإنسان كما جاء في بعض الروايات .. وليس هذا هو المجال هنا لمناقشتها .. ولها مكان آخر من رسالات أخرى إن شاء الله تعالى .. ولكني قد أشرت لهذه الجزئية في السؤال رقم 62 من الفصل السابع عشر من رسالة (الزواج والجماع والإنجاب بين الجن والإنس – حقيقة أم خرافة) ..
 
#- وخلاصة القول:
1- بعض مما قاله بعض العلماء هو محتمل في كيفية أكل الجن حينما دعا لهم النبي بوجود طعام على العظم .. سواء لحسا أو مضغا أو بلعا ..
- والفرق بين المضغ والبلع .. هو بقاء الشيء في الفم استطعاما له فقط ثم قد يلقيه .. وإنما البلع فهو وضعه في الفم استطعاما له ثم بلعه .
 
2- والبعض قال أنه مجرد شما لرائحته .. أي ما هو إلا استرواح أي شم الروائح من الطعام .. وليس إطعام فعلي وهذا ما يتناسب مع طبيعتهم الروحانية .. وهذا قول محتمل .. ولكن لا يقال باعتبار طبيعته الروحانية .. لأنهم طالما هم يأكلون ويشربون فهم لهم شهوة وبالتالي لهم جسم واحتياج للطاقة .. وإنما يقال أن هذا الإحتياج لشهوة الطعام قد يتم استمداده من خلال شم الروائح ..  
 
3- أما عن القول بأن الجن لا يأكلون ولا يشربون فهذا قول مستبعد تماما لمخالفته ظاهر النصوص في روايات الحديث .. ومن ناحية العقل فهو قولا مردود أيضا .. لأن كل من له شهوة مركبة فيه فهو جسم يحتاج إلى طعام وشراب ..
 
4- وأما عن القول الذي قال بأن بعضهم يأكل ويشرب والبعض لا .. فذلك باعتبار صنف الحيوانات فيهم هم الذين لهم الأكل والشرب وليس الجن أنفسهم .. وهذا أيضا قول مستبعد لأنه كما قلنا أن كل من له شهوة مركبة فيه فهو جسم يحتاج إلى طعام وشراب ..
 
5- سواء كان الجن له على الطعام رزقا بالمنفعة في حياته أو هو يأكله فعلا .. فهذا لا قيمة له لنا .. لأنها مسألة لا تعنينا في شيء .. والأسلم عدم الخوض فيها وعدم إعطائها أكبر من حجمها ..
- حيث في زماننا هذا لا أستبعد أن بعض النفوس التي غلبها الجهل ويحلو لها تعظيم قدرات الجن والشيطان في نفوس الناس .. أن يخرجوا ببدعة جديدة ويقولون أن الجن والشياطين يأكلون الإنسان ويخترعوا لذلك قصص خرافية كما هي عادتهم ..!!
- والله أعلم .
 
***********************
 
..:: س62: هل صح نهى النبي عن استخدام العظم والروث في الإستنجاء بهما لأنهما طعام الجن ؟ ::..
 
- اعلم أخي الحبيب .. أن أحاديث النهي عن استخدام العظم والروث بسبب أنهما طعام الجن .. فهي لا تخلو من علة  إلا حديث واحد فقط هو الصحيح وهو ما رواية البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً لِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَتْبَعُهُ بِهَا .. فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» فَقَالَ: أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: «ابْغِنِي أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بِهَا، وَلاَ تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلاَ بِرَوْثَةٍ» .. فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ أَحْمِلُهَا فِي طَرَفِ ثَوْبِي، حَتَّى وَضَعْتُهَا إِلَى جَنْبِهِ .. ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ .. مَشَيْتُ فَقُلْتُ: مَا بَالُ العَظْمِ وَالرَّوْثَةِ؟ قَالَ: «هُمَا مِنْ طَعَامِ الجِنِّ، وَإِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ، وَنِعْمَ الجِنُّ، فَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَمُرُّوا بِعَظْمٍ، وَلاَ بِرَوْثَةٍ إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا) صحيح البخاري.
 
أما عن باقي الروايات .. فمنها:
أ- (حديث في بعضه جزء مرسل ضعيف) .. في رواية عن عبد الله بن مسعود جاء فيها ان النبي قال له: (إِنَّهُ قَدْ أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ"، فَانْطَلَقَ حَتَّى أَرَانَا نِيرَانَهُمْ وَآثَارَهُمْ.
- فَسَأَلُوهُ عَنِ الزَّادِ، فَقَالَ: "لَكُمْ كُلُّ عَظْمِ طَعَامٍ يُذْكَرُ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا، وَكُلُّ بَعْرٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا، فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ) رواه بن حبان ومسلم وبن خزيمة وغيرهم .. ولكن في الجزء الأخير من أول (فسألوه عن الزاد) قد حققنا أن هذا الجزء من كلام عامر الشعبي عن النبي وليس من كلام بن مسعود .. فيكون هذا الجزء ضعيفا لأنه مرسل لوجود انقطاع بين عامر الشعبي التابعي وبين النبي صلى الله عليه وسلم .
 
ب- (حديث مختلف على صحته وضعفه) .. في رواية عن عبد الله بن مسعود أنه قال: (قَدِمَ وَفْدُ الْجِنِّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ: انْهَ أُمَّتَكَ أَنْ يَسْتَنْجُوا بِعَظْمٍ أَوْ رَوْثَةٍ أَوْ حُمَمَةٍ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ لَنَا فِيهَا رِزْقًا .. قَالَ: فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ) رواه أبو داود والبيهقي والدارقطني .. وضعفه الدارقطني والبيهقي ووافقهما النووي ومن المتأخرين شعيب الأرنؤوط .. ولكن الألباني ذكره في صحيح أبي داود..!!
 
ج- (حديث مختلف على صحته وضعفه) .. في رواية عن مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: عبد الله بن مسعود قال: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَتَاهُ لَيْلَةَ الْجِنِّ وَمَعَهُ عَظْمٌ حَائِلٌ، وَبَعْرَةٌ، وَفَحْمَةٌ، فَقَالَ: " لَا تَسْتَنْجِيَنَّ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا إِذَا خَرَجْتَ إِلَى الْخَلَاءِ) رواه احمد .. وقال محققو المسند: صحيح، رجاله ثقات إلا أن الدارقطني قال: لا يثبت سماع علي بن رباح من ابن مسعود ولا يصح، ووافقه على ذلك البيهقي، وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي " 1/110: عُلَىُّ ولد سنة خمس عشرة كذا ذكر أبو سعيد بن يونس، فسماعه من ابن مسعود ممكن بلا شك، لأن ابن مسعود توفي سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين. (تخريج مسند أحمد ج7 ص383) .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- الذي أريد أن اقول به أن بعض الروايات التي أظهرت نهي المسلمين من الإستنجاء بالعظم والروث أو البعر .. لأنها طعام الجن .. هي روايات لا تخلو من علة تجرح فيها .. مهما وجدت البعض يصحح بعضها .. ولكن أيضا البعض يضعفها .. ما عدا رواية واحدة وهي رواية البخاري.
 
2- فرواية البخاري .. هي الوحيدة هي التي يظهر منها أن النبي صلى الله عليه وسلم منع أبو هريرة من أن يأتيه في الاستنجاء بعظم أو روثة .. وهذا المنع قد ظهرت علته في أنه طعام الجن .. ونظن أن يكون هذا منع عام حينئذ من العظم والروث لكونهما طعام الجن ..
 
#- وسبب ما ذكرته سابقا .. لعل أحد يخطر على باله أنه لم يظهر نهي في حديث صحيح في مسألة النهي عن العظم والروث لكونهما من طعام الجن .. ويستدل بالأحاديث السابقة .. ولم ينتبه لما في رواية البخاري ..
 
#- ولكن هنا يظهر سؤالين:
- الأول: لماذا استغرب أبو هريرة من منع النبي له من أن يأتيه بروثة أو عظم .. وهو كان دائم الملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم ومن المفترض أن يكون يعلم بهذا الحكم ؟!!
 
- الثاني: كيف نوفق بين الأحاديث التي قالت أن النبي نهى عن الروثة لكونها ركس أو نجاسة .. وبين كونه منعها لأنها من طعام الجن ؟!!
 
*********************
 
..:: س63: لماذا استغرب أبو هريرة من منع النبي له من أن يأتيه بعظمة أو روثة للإستنجاء في حين هذا حكم معلوم للمسلمين من قبل الهجرة للمدينة ؟ ::..
 
- مما قد يخطر ببالك فتسأل عنه: لماذا استغرب أبو هريرة من منع النبي له بعدم إتيانه بعظم أو بروثة ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قلت لك أنه بالرغم من أن أبو هريرة قد أسلم في العام السابع الهجري تقريبا .. أي بعد البعثة النبوية بحوالي عشرين سنة .. وصحيح أنه كان ملازم للنبي صلى الله عليه وسلم طوال ثلاث سنوات حتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلازمه صحابي مثله في تلك الفترة ..
 
- إلا أن الذي يظهر من القصة التي رواها البخاري أن أبو هريرة كان حديث عهد بالإسلام .. وأنه كان في أول عهده بمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم ودليل ذلك ما جاء في الرواية: (ابْغِنِي أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بِهَا، وَلاَ تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلاَ بِرَوْثَةٍ) صحيح البخاري ..
- وفي هذا دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ان أبا هريرة لم يكن يعلم بهذا الأمر ولذلك طلب منه أن لا يأتيه بعظم أو روثة .
- وهذا يدل على انه كان حديث عهد بالإسلام ..
- والله أعلم .
 
****************************
 
..:: س64: كيف نجمع بين أحاديث النهي عن استخدام الروث لأنها من طعام الجن وبين الروايات التي قالت بأنها ركس ونجس ؟ ::..
 
- ستجد أخي الحبيب أنه يوجد أحاديث كالتي ذكرناها منذ قليل وهي تنهى عن استخدام الروث وهو ما يخرج من الحمير والبغال والخيل .. وستجد أحاديث أخرى تقول بأن سبب النهي هو لأن الروث ركس أو نجس .. مثل رواية بن مسعود: : (أَتَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الغَائِطَ فأمَرَنِي أنْ آتِيَهُ بثَلَاثَةِ أحْجَارٍ، فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ، والتَمَسْتُ الثَّالِثَ فَلَمْ أجِدْهُ، فأخَذْتُ رَوْثَةً فأتَيْتُهُ بهَا، فأخَذَ الحَجَرَيْنِ وأَلْقَى الرَّوْثَةَ وقالَ: هذا رِكْسٌ) صحيح البخاري.
 
- قوله (الغائط): أي مكان قضاء الحاجة للتبرز فيه  ..
- قوله (الروثة): وهي تقال لرجيع أي فضلات الحمار والبغل والحصان .. وفي رواية بن خزيمة أتت بلفظ (روثة حمار) ..
- وقوله (ركس): مثل رجس أي نجس لا يصح التطهر به.. وفي رواية بلفظ (رجس) ..
 
#- ملحوظة: الإمام النسائي حينما روى هذا الحديث فقد فسر كلمة (الركس): بأنه طعام الجن .. وهذا قول فيه نظر وبعيد جدا .. لأنه لا دليل عليه من اللغة وإنما غالبا هو ظن أن المقصد به هو ما جاء في الروايات الأخرى من منع الإستنجاء بها لأنها من طعام الجن .. والله أعلم .
 
#- بل وتوجد روايات قالت بالنهي العام عن العظم والروث دون تحديث السبب في ذلك .. مثل:
- حديث قاله أبو هريرة: (إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نَهى أن نستَنجيَ بعظْمٍ أو روْثٍ .. وقالَ : إنَّهما لا يطَهِّرانِ) رواه الدارقطني وصححه..
- وفي حديث جابر بن عبد الله قال: (نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُتَمَسَّحَ بعَظْمٍ، أوْ ببَعْرٍ) صحيح مسلم.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قال بعض العلماء جمعا بين الروايات: أنه لا يمتنع تكرار النهي لشيء واحد مع اختلاف العلة فيه .. فمرة نهي عن الروث لأنه نجس ومرة زاد سبب آخر لأنه من طعام الجن أيضا .. وذلك حسب حال الموقف الذي ظهرت فيه العلة .. ولكن الحكم واحد وتعددت علة المنع ..
- والله أعلم .
 
**************************
 
..:: س65: هل كان بعض العرب يستخدمون العظام والروث في الإستنجاء ولذلك نهاهم النبي عن ذلك ؟ ::..
 
- من الأمور التي قد تخطر ببالك فتقول: هل كان بعض العرب يستخدمون العظام والروث في الإستنجاء ولذلك نهاهم النبي عن ذلك ؟ لو كانوا كذلك فعلا فكيف يتستخدمون ما فيه نجاسة للإستنجاء ؟
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أولا: استخدام هذه الأشياء لا ارتباط لها بالعرب أو العجم .. لأنه كانت من جملة أدوات التطهر بالنسبة للإنسان حينئذ .. ولكن ليس كل إنسان كان يستخدم العظم والروث في الإستنجاء .. فهذا يتوقف على طبيعة الإنسان ونشأته بين الحضر والصحراء .. إذ في حالة فقد الماء قد يستنجى بأحجار أو أوراق مناديل أو لفافة قماش أو غير ذلك بقدر ما يتيسر للإنسان من أدوات تساعده على الطهارة والتنظيف .
 
- ثانيا: البعر أو الروث كان لا يتم استخدامه وهو رطب .. لا .. وإنما يتم استخدامه وهو جاف قد تحول لشيء جامد متحجر فيكون حاله من حال الحجارة ولذلك كانوا يستخدمونه .. حيث قد خرج من مفهوم كونه روثة .. إلا أن الشريعة منعت الروث لكونه طعاما لدواب الجن .. ولكونه نجس لاحتمالية أن يكون هذا الروث في ظاهره جامد ولكن في داخله لازال طريا مما يسبب تلوث كبير في استخدامه ..
 
- إذن فالعرب أو غيرهم لم يكن يستخدم ما هو نجس للتطهر به .. لا .. ولكن كان يتم استخدامه لكونه أصبح متحجر أو جسم صلب قد يساعد على إزالة فضلات الإنسان .. ولما أتى النهي فقد توقف هذا الفعل ..
 
- ثالثا: قال تعالى في حق الأنصار: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ - فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) التوبة:108.
 
- والمعنى من التفسير الميسر:
- المسجد الذي أُسِّسَ على التقوى من أول يوم -وهو مسجد (قباء) - أولى أن تقوم فيه للصلاة، ففي هذا المسجد رجال يحبون أن يتطهروا بالماء من النجاسات والأقذار، كما يتطهرون بالتورع والاستغفار من الذنوب والمعاصي. والله يحب المتطهرين. (انتهى النقل من التفسير).
 
#- ملحوظة أخيرة في ختام الكلام على هذا الجزء:
- قد يقول قائل .. إذا كان النهي في الحديث عن استخدام الروثة وهو ما خرج من الخيل والبغال والحمير كما قال بعض العلماء .. فهل بهذا يصح التطهر بروثة غير هذه الحيوانات التي يحل أكل طعامها من المواشي كما أشار لذلك الإمام مالك رحمه الله ؟
 
- قلت لك .. لا يصح لأن النهي عام في كل شيء من هذه الفضلات من أي نوع سواء مما يحل اكله أو يحرم أكله .. ودليل ذلك:
 
- ما قاله جابر بن عبد الله قال: (نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُتَمَسَّحَ بعَظْمٍ، أوْ ببَعْرٍ) صحيح مسلم.
- فالكلام واضح بأن هذ البعر وهو يشمل كل فضلات الحيوانات .. وهذا حكم عام لا تخصيص فيه .
- والله أعلم .
 
**************************
 
..:: س66: ما هي خصوصية النبي في قصة وفادة الجن إليه حينما قابلوه ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من الأمور التي نجدها في قصة زيارة وفد الجن إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. كان الآتي:
1- أن هذه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم .. وخصوصية عجيبة أن تنقلب طبيعة الأشياء لطبيعة أخرى كما ينقلب العظم إلى طعاما شهبا للجن والروث إلى طعام شهيا لدوابهم .. 
 
2- والخصوصية الأخرى للنبي صلى الله عليه وسلم .. هي أنه إذا كان لسليمان تسخير الجن قهرا له .. فالنبي صلى الله عليه وسلم قام الجن بتسليم نفسه إلى النبي خضوعا وامتثالا له وإيمانا به دون أن يطلبهم .. بل وما احتاجهم بعد إيمانهم في شيء .. بل كانوا هم الذين يأتون إليه لاحتياجهم إليه صلى الله عليه وسلم ..
 
#- أخي الحبيب:
- بهذا يكون ختام الكلام على تحقيق الكلام على روايات قصة زيارة الجن للنبي .. التي قابلهم فيها في مكة وكان وحده ولم يكن معه أحد من الصحابة قد صحبه في خروجه لمقابلتهم ..
 
- وقد ذكرت لك أخي الحبيب .. ما استطعت أن استخرجه من كتب أهل العلم .. وما تفكرت فيه عن اجتهاد خاص بي قد أكرمني الله به .. فإن وفقت فيه فمن الله وإن لم أوفق فأسأله العفو والغفران .. والله أعلم بالصواب .
 
- وننتقل بعد ذلك للعودة إلى ذكر الزيارة التالية للجن التي قد اتى ذكرها في الروايات .. والتي قيلت أنها حدثت في وقت تالي للزيارة السابقة .. ولكن هذه المرة قيل أنه  قد خرج بن مسعود الصحابي مع النبي في تلك الليلة .. والله ولي التوفيق .

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 12 تعليقًا:

  1. بسم الله الرحمن الرحيم

    ردحذف
    الردود
    1. بسم الله على قلوبنا .. ألا بذكر الله تطمئن القلوب

      حذف
  2. جزاك الله عنا كل خير أستاذنا الفاضل وزادك الله من فضله وعلمه وكرمه
    **********************
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  3. بسم الله الرحمن الرحيم
    الله أكبر
    لاحول ولاقوة إلا بالله

    ردحذف
  4. جزاك الله افضل الجزاء

    ردحذف
  5. جزاك الله كل خير يارب

    ردحذف
  6. -💠 بسم الله ماشاء الله
    لا يسوق الخير إلا الله
    💠 بسم الله ماشاء الله
    لا يصرف السوء إلا الله
    💠 بسم الله ماشاء الله
    ما كان من نعمة فمن الله
    💠 بسم الله ماشاء الله
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    -----------
    بسم الله حولنا وحوالينا
    بسم الله حامي الحمى
    بسم الله مسهل الصعب
    بسم الله معيث اللهفان
    بسم الله سامع الحيران
    بسم الله بسم الله بسم الله بسم الله
    بسمك اللهم نحتمى
    يا فاتح المغاليق
    يا فاتح المغاليق
    يا ودود يا ودود يا فعالا لما يريد
    أغث عبد الحائر غوث الرب القادر
    اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق ناصر الحق بالحق
    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تدوم بدوام الحي القيوم وعلى آله وسلم

    ردحذف
  7. نَحنُ فى كنفِ اللهِ، نحنُ فى كنفِ رسولِ اللهِ ﷺ، نَحنُ فى كنفِ القرآنِ العظيمِ، نَحنُ فى كنفِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
    ألفُ ألفِ لا إِلَـهَ إِلاَّ اللهُ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ على أكتافِنا نُشِرَت .
    ألفُ ألفِ لا إِلَـهَ إِلاَّ اللهُ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ في قُلوبِنا حُشْرت .
    ألفُ ألفِ لا إِلَـهَ إِلاَّ اللهُ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ على رؤسِنا نُصِبت .
    ألفُ ألفِ لا إِلَـهَ إِلاَّ اللهُ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ تَحولُ بَينَنا و بَينَ سَاعَةِ السُّوءِ إذا حَضرت .
    ألفُ ألفِ لا إِلَـهَ إِلاَّ اللهُ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ دارتْ بنا وأستاذنا والمدونة وأهلها سُورَاً كما دَارت بمدينةِ الرَّسول ﷺ
    سُبحانَ من ألجمَ كلًّ مُتمَردٍ بلسانِ قُدرتهِ، وأحاطَ علمهُ بما فى بَرِّهِ وبحرِّهِ، سُبحانَ اللهِ و بحمدهِ، جَلَّ ربي وقَدَرَ، عَزَّ ربي وقَهَرَ،
    واللهُ المعينُ لِمَنْ صبرَ، و لَذِكرُ اللهِ أكبرُ .
    اللَّهُمَّ يا دافِعً السَّقَمِ، ويا بارِئَ النَّسَمِ، ويَا عالمِاً جميعَ الألمِ، إدفعْ عَنا الهم والغم و البلاءَ والوباءَ والغلاءَ والأمراضَ وموتَ الفُجْأة برحمَتكَ يا أرحَمَ الرَّاحمينَ .
    ---------------------------------------

    ردحذف
  8. بسم الله نور النور
    بسم الله مدبر الأمور
    بسم الله خالق النور
    بسم الله باعث النور
    بسم الله مسهل الأمور
    بسم الله بسم الله بسم الله
    اللهم يا نور السماوات والأرض
    أحطنا بنورك و،أغمرنا بنورك وأغثنا بنورك
    اللهم يا نور السماوات والأرض
    يا نور يا نور يا نور يانور
    أكسو المدونة بنور من نورك يبعد عنها كل الشرور
    بحق الله لا إله إلا هو الحي القيوم

    ردحذف
  9. أن الكريم يضيف بقدر مقامه .. فما بالك بالنبي صلى الله عليه وسلم .. وهو الكريم بن الكرام والموصول بالكريم جل شأنه .. فكيف تظن أن تكون ضيافته لمؤمني الجن هي إعطائهم عظم وروث ليأكلوه ..؟!!
    - ولكن لما تبين أن هذا هو طعام الجن أصلا وهذا ما يستطيعون تحصيله ومأذونا لهم فيه .. فالنبي طلب من الله أن يغيره لهم ليكون من أكرم ما يكون من الطعام .. فظهرت حينئذ الكرامة والمعجزة النبوية .. صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أهل بيته ..
    الله الله

    ردحذف
  10. اللهم صل على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
    طبتم وطاب خاطركم ورفع قدركم استاذنا الفاضل
    وامدكم الله بمدد التأييد والتمكين
    آمين يارب العالمين

    ردحذف
  11. ملخص للختم وغلق الموضوع:
    سواء كان الجن له على الطعام رزقا على بالمنفعة في حياته أو هو يأكله فعلا...فهذا لا قيمة له لنا... لأنها مسألة لا تعنينا في شيء ... والأسلم عدم الخوض فيها وعدم إعطائها أكبر من حجمها...
    حيث في زماننا هذا لا أستبعد أن بعض النفوس التي غلبها الجهل ويحلو لها تعظيم قدرات الجن والشيطان في نفوس الناس...
    أن يخرجوا ببدعة جديدة ويقولون أن الجن و الشياطين يأكلون الإنسان ويخترعوا لذلك قصص خرافية كما هي عادتهم..!!
    ☺️😊🙃🥲😰😱🤭🫢🫣

    وممكن تتطور الحكاية إلى عملية عكسية أيضا ويقولوا مادام الشيطان اعتدى على الإنسان بأكله فيشرعوا للإنسان أن يدافع عن نفسه بأكله للشيطان وسهل جدا بأن يأتوا بشهود وأدلة على قولهم هذا...
    والله أعلم وهو المستعان في دفع هذا الشر
    ☆▪☆▪☆▪☆

    وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وآله

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف