بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
ليلة الجن
في سماع الجن من النبي واجتماع النبي بالجن
(الجزء الخامس عشر)
#- فهرس:
:: الفصل الخامس عشر :: عن روايات مختلفة ذكرت زيارات متعددة من الجن إلى النبي سواء في مكة أو المدينة ::
1- س81: ما هي قصة خروج الزبير بن العوام مع النبي في لقاءه لوفد من
الجن ؟
2-
س82: ما هي قصة زيارة الجن المسلم
والجن المشرك واختصامهم عند النبي ؟
3-
س83: ما هي قصة الثعبان وافد الجن الذي وضع رأسه
في أذن النبي وكلمه ؟
4- س84: ما هي قصة المرأة فارعة الجنيَّة وجماعة الجنيَّات اللاتي كن
يأتين لزيارة النبي ؟
5-
س85: ما هي قصة زيارة الحيَّة الجني للنبي أثناء سفره مع
أصحابه ؟
6-
س86: هل الشيطان إبليس قام بزيارة النبي في شكل
رجل عجوز ؟
7-
س87: هل حفيد إبليس هامة بن الهيم قد زار
النبي وأعلن إسلامه ؟
8- س88:
هل
أتى جماعة من الجن إلى النبي وقرأ عليهم سورة الرحمن ؟***************************:: الفصل الخامس عشر :::: عن روايات مختلفة ذكرت زيارات متعددة من الجن إلى النبي سواء في مكة أو المدينة ::**************************..:: س81: ما هي قصة خروج الزبير بن
العوام مع النبي في لقاءه لوفد من الجن ؟ ::..
- قصة قيلت عن الصحابي الزبير بن العوام:
#-
(حديث
ضعيف – ومتن منكر) .. عن بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا
نُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ الْقَيْنِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا قُحَافَةُ بْنُ رَبِيعَةَ،
قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: (صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ،
فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: «أَيُّكُمْ
يَتْبَعُنِي إِلَى وَفْدِ الْجِنِّ اللَّيْلَةَ؟» فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ
فَلَمْ يَتَكَلَّمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثًا، فَمَرَّ بِي يَمْشِي
فَأَخَذَ بِيَدِي فَجَعَلْتُ أَمْشِي مَعَهُ حَتَّى خَنَسَتْ عَنَّا جِبَالُ
الْمَدِينَةِ كُلُّهَا، وَأُقْصِينَا إِلَى أَرْضٍ قَرَارٍ، فَإِذَا رِجَالٌ
طُوَالٌ كَأَنَّهُمُ الرَّمَاحُ، مُسْتَدْفِرِي ثِيَابِهِمْ مِنْ بَيْنِ
أَرْجُلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ غَشِيَتْنِي رِعْدَةٌ شَدِيدَةٌ حَتَّى مَا
يُمْسِكُنِي رِجْلَايَ مِنَ الْفَرَقِ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْهُمْ خَطَّ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِبْهَامِ رِجْلِهِ فِي الْأَرْضِ
خَطًّا، فَقَالَ لِي: «أُقْعُدْ فِي وَسَطِهِ» فَلَمَّا جَلَسْتُ ذَهَبَ عَنِّي
كُلُّ شَيْءٍ أَجِدُهُ مِنْ رِيبَةٍ، وَمَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتَلَا قُرْآنًا رفيعًا حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ،
ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى مَرَّ بِي، فَقَالَ لِي: «إِلْحَقْ» فَجَعَلْتُ أَمْشِي
مَعَهُ، فَمَضَيْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ، فَقَالَ لِي: «الْتَفِتْ فَانْظُرْ، هَلْ
تَرَى حَيْثُ كَانَ أُولَئِكَ مِنْ أَحَدٍ؟» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَى
سَوَادًا كَثِيرًا، فَخَفَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَأْسَهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَنَظَمَ عَظْمًا بِرَوْثَةٍ، ثُمَّ رَمَى بِهِ
إِلَيْهِمْ، وَقَالَ: «رَشَدَ أُولَئِكَ مِنْ وَفْدِ قَوْمٍ هُمْ وَفْدُ
نَصِيبِينَ، سَأَلُونِي الزَّادَ فَجَعَلْتُ لَهُمْ كُلَّ عَظْمٍ وَرَوْثَةٍ»
قَالَ الزُّبَيْرُ: «فَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَسْتَنْجِيَ بِعَظْمٍ وَلَا
رَوْثَةٍ أَبَدًا) رواه الطبراني في الكبير .. والشاشي في
مسنده .. وأبو بكر الإسماعيلي في معجمه.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
أ-
وفي السند (نُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ الْقَيْنِيُّ) .. أشار لضعفه
الأزدي وقال: ليس بشيء .. ووافقه بن الجوزي في الضعفاء والمتروكين ترجمه رقم 3549
.. ووثقه بن حبان .. وتوثيقه غير صحيح لأنه تفرد بالرواية عنه بقية بن الوليد ..
!! ووصفه بن حجر: بأنه مجهول (تقريب التهذيب رقم ترجمة 7192).. ووصفه أبو بكر الإسماعيلي بأنه
حسن الحديث حينما ذكر له هذه الرواية برقم 391 في معجم أسامي مشايخه.
ب-
وفي السند أبيه (يَزِيدَ الْقَيْنِيُّ) .. رجل مجهول ..
وذكره بن حبان في الثقات .. وهذا كلام غير صحيح ولا شاهد لكلامه في توثيقه ..!!
ج-
وفي السند (قُحَافَةُ بْنُ رَبِيعَةَ) .. مجهول هكذا قال الذهبي
وبن حجر .. ووثقه بن حبان ولا حجة له في توثيقه وليس له إلا رواية واحدة فقط هي
هذه الرواية .
د-
أما عن (بقية بن الوليد) لا تقبل روايته إلا لو صرح بالتحديث
وهنا قد صرح بالتحديث عن شخص مختلف عليه بين جهالته ومعرفته .. والغالب أنه معلوم
وحسن الحديث بشهادة أبو بكر الإسماعيلي .
#-
أما عن رواية مسند الشاشي .. فيوجد في سنده لهذه الرواية
(صاحب بن محمود) وهو مجهول الحال .. وفيه (سليمان بن سلمة الخبائرى) وهو متهم
بالكذب ومتروك الحديث .. ويوجد انقطاع في السند حيث جعل الرواية عن نمير بن يزيد
عن عمه قحافة .. وهذا غلط .
#-
أما عن رواية معجم أبو بكر الإسماعيلي ففيه (سليمان بن سلمة الخبائري) وقد
سبق الكلام عليه أنه متروك الحديث.
#-
أما عن نكارة المتن .. فهذا لمخالفته الروايات الصحيحة .. لأن بن مسعود قال بمنتهى الوضوح أنه لم
يخرج أحد من الصحابة مع النبي للقاء الجن .. فضلا عن أن العقل لا يقبل أن تتكرر
الجزئية الأخيرة في كل رواية حديث للقاء النبي بالجن وهي جزئية (سألوني الزاد)
وسماحه لهم بالعظم والروثة .. ثم يأتي النهي بعد ذلك وكأنه لأول مرة يقال هذا
النهي بسبب هذه القصة ..!!
-
ولعل الله ترك هذه الجزئية تتكرر لتكون مؤشرا على بطلان من يروي هذه القصص
..!! والله أعلم .
#- ملحوظة: بسبب هذه القصة والقصة التي
ذكرناها سابقا عن بن مسعود في خروجه مع النبي في منطقة بقيع الغرقد .. فقد قال بعض
العلماء أن النبي قابل الجن في المدينة .. !!
-
ولا نمانع أن يكون النبي قابل الجن مائة مرة .. ولكن ليس بهذه الروايات الغير
صحيحة والغير معقولة أصلا في تكرارها وكأنها روايات ملفقة ومركبة ..!!
************************* ..::
س82: ما هي قصة زيارة الجن المسلم
والجن المشرك واختصامهم عند النبي ؟ ::..
-
قصة قيلت عن الصحابي
بلال بن الحارث:
#-
(حديث ضعيف جدا- أو موضوع) .. عن كَثِيرُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدِّهِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: (خَرَجْنَا
مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ،
فَخَرَجَ لِحَاجَتِهِ وَكَانَ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ يُبْعِدُ، فَأَتَيْتُهُ
بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ، فَانْطَلَقَ، فَسَمِعْتُ عِنْدَهُ خُصُومَةَ رِجَالٍ،
وَلَغَطًا (أي اصوات مبهمة غير مفهومة) لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهَا، فَجَاءَ، فَقَالَ: «بِلَالُ» فَقُلْتُ:
بِلَالُ، قَالَ: «أَمَعَكَ مَاءٌ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «أَصَبْتَ» فَأَخَذَهُ
مِنِّي فَتَوَضَّأَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَمِعْتُ عِنْدَكَ خُصُومَةَ
رِجَالٍ وَلَغَطًا مَا سَمِعْتُ أَحَدَّ مِنْ أَلْسِنَتِهِمْ، قَالَ: «اخْتَصَمَ
عِنْدِي الْجِنُّ الْمُسْلِمُونَ وَالْجِنُّ الْمُشْرِكُونَ، سَأَلُونِي أَنْ
أُسْكِنَهُمْ فَأَسْكَنْتُ الْمُسْلِمِينَ الْجَلَسَ (أي العالي من الأرض) ،
وَأَسْكَنْتُ الْمُشْرِكِينَ الْغَوْرَ (أي
المنخفض من الأرض) » قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ
كَثِيرٍ: قُلْتُ لَكَثِيرٍ: مَا الْجَلَسُ، وَمَا الْغَوْرُ؟ قَالَ: «الْجَلَسُ
الْقُرَى وَالْجِبَالُ، وَالْغَوْرُ مَا بَيْنَ الْجِبَالِ وَالْبِحَارِ» قَالَ
كَثِيرٌ: «مَا رَأَيْنَا أَحَدًا أُصِيبَ (أي
إصابة روحانية) بِالْجَلَسِ إِلَّا سَلِمَ، وَلَا
أُصِيبَ أَحَدٌ بِالْغَوْرِ إِلَّا لَمْ يَكَدْ يَسْلَمُ) رواه الطبراني في الكبير وأبو الشيخ في العظمة ..
وقال الهيثمي في المجمع: فيه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف وقد أجمعوا على
ضعفه وقد حسن الترمذي حديثه .. وقال الألباني حديث ضعيف جدا ..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- الحديث باطل ولا يصح وفيه شبهة الوضع .. ليه ؟
- لأن في السند (كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ) .. وهو
متروك الحديث وقد كذبه أبو داود والإمام الشافعي .. وقال بن حيان: روى عَن أَبِيهِ
عَنْ جده نسخة موضوعة
لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إِلا على وجه التعجب ... (راجع تهذيب الكمال ترجمة
رقم 4948)
- وقول بن حبان (روى عَن أَبِيهِ عَنْ
جده نسخة موضوعة) أي يقصد هذه الرواية التي معنا هنا ونناقشها ..
- والله أعلم .
************************ ..:: س83: ما هي قصة الثعبان وافد الجن الذي وضع
رأسه في أذن النبي وكلمه ؟ ::..
#-
(حديث ضعيف جدا
ومتن منكر) .. عن أَبُي
حَاتِمٍ الْمُقْرِئُّ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ الإِسْتَرَابَاذِيُّ
وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَمْرٍو قَالا حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ اللَّيْثِ
الإِسْتَرَابَاذِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الصّلْتِ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ
أَنَسٍ حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: (رَأَيْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ لَوْ لَمْ يَأْتِ الْقُرْآنُ لآَمَنْتُ بِهِ ..
تَصَحَّرْنَا فِي جَبَّانَةٍ يَنْقَطِعُ الطَّرِيقُ دُونَهَا فَأَخَذَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوُضُوء وَرَأَيْنَا نَخْلَتَيْنِ
مُتَفَرِّقَتَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"يَا جَابِرُ اذْهَبْ إِلَيْهِمَا فَقُلْ لَهُمَا اجْتَمِعَا لِي
سِتْرًا" فَاجْتَمَعَا حَتَّى كَأَنَّهُمَا أَصْلا وَاحِدًا .. فَتَوَضَّأَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَادَرْتُهُ بِالْمَاءِ وَقُلْتُ:
لَعَلَّ اللَّهُ
يُطْلِعُنِي عَلَى مَا خَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ فَآكُلَهُ .. فَرَأَيْتُ
الأَرْضَ بَيْضَاءَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا كُنْتَ تَوَضَّأْتَ؟
قَالَ: "بَلَى وَلَكِنَّا مَعْشَرُ النَّبِيِّينَ أُمِرَتِ الأَرْضُ أَنْ
تُوَارِيَ مَا خَرَجَ مِنَّا مِنَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ" .. قَالَ: ثُمَّ
افْتَرَقَتِ النَّخْلَتَانِ ..
-
وَبَيْنَا (أي وبينما) نَسِيرُ إِذْ أَقْبَلَتْ حَيَّةٌ سَوْدَاءُ ثُعْبَانٌ
فَوَضَعَتْ رَأْسَهَا فِي أُذُنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَوَضَعَ النبي صلى اللَّه عليه وسلم فَمَهُ عَلَى أُذُنِهَا فَنَاجَاهَا ثُمَّ كَأَنَّمَا الأَرْضُ
قَدِ ابْتَلَعَتْهَا .. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَشْفَقْنَا
عَلَيْكَ .. قَالَ: "هَذَا وَافِدُ الْجِنِّ نَسَوْا سُورَةً فَأَرْسَلُوا إِلَيَّ فَفَتَحْتُ
عَلَيْهِم الْقُرْآنَ.
-
وَانْتَهَى إِلَى قَرْيَةٍ فَخَرَجَ إْلَيْنَا فِئَامٌ (أي جماعة) مِنَ النَّاسِ مَعَ جَارِيَةٍ
كَأَنَّهَا فَلْقَةُ الْقَمَرِ حين تَنَحَّى عَنْهُ السَّحَابُ .. حَسْنَاءُ
مَجْنُونَةٌ .. فَقَالَ أَهْلُهَا: احْتَسِبْ فِيهَا (أي عالجها واحتسب أجرك عند
الله) يَا رَسُولَ اللَّهِ .. فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "لِجِنِّيهَا (أي للجني الذي يمسها) وَيْحَكَ أَنَا مُحَمَّدٌ أنا
رسول الله .. "خَلِّ عَنْهَا" .. فَتَنَقَّبَتْ (أي فشدت النقاب على وجهها) وَاسْتَحْيَتْ .. فَرَجَعَتْ
صَحِيحَةً (أي سليمة كما كانت)) رواه أبو القاسم الجرجاني في تاريخ جرجان
ص526.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
أ- في السند (أبو حَاتِمٍ الْمُقْرِئُّ عَبْدُ الصَّمَدِ
بْنُ مُحَمَّدِ الإِسْتَرَابَاذِيُّ) .. وهو مجهول الحال.
ب- وفيه (وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو
عَمْرٍو – المتوفى بعد 300 هجرية) واسمه (عمرو بن سعيد
الوكيل) .. وهو مجهول الحال .. وهذا غير (وَعُثْمَانُ
بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَمْرٍو – الثقة المتوفى 209هجرية).
ج-
وفيه (اسحاق بن الصلت) .. وهو ضعيف الحديث .. قال
عنه الذهبي: أتى عن مالك بخبر منكر جدا.. والإسناد إليه مظلم، ذكره الخطيب في كتاب
من روى عن مالك .. (ميزان الإعتدال ترجمة رقم766).
-
أحسبه يقصد هذه القصة التي ذكرناها في هذه الرواية .. لأنه لا يوجد غيره فيما وجدت
.. والله أعلم .
#- وخلاصة القول
..
-
هذه رواية ضعيفة جدا .. وأكثر ما أنكره في هذه الرواية هو هذه الجزئية (لَعَلَّ اللَّهُ
يُطْلِعُنِي عَلَى مَا خَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ فَآكُلَهُ) .. إذ لم يأت أي خبر لأي
صحابي ببحثه عن غائط النبي ليأكله .. بل وما كان ليسمح له النبي بذلك أصلا ..!!
************************** ..:: س84: ما هي قصة المرأة فارعة الجنيَّة
وجماعة الجنيَّات اللاتي كن يأتين لزيارة النبي ؟ ::..
#-
(حديث موضوع
"مكذوب") .. عن أبي عَمْرٍو عَبْدُ المؤمن بْن
أَحْمَدَ بْن حوثرة الْعَطَّارُ بِجُرْجَانَ حَدَّثِنَي أَبُو رَجَاءٍ مِنْقَرُ
بْنُ الْحَكَمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ قُرَّةَ بْنِ
قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيُّ حَدَّثَنَا لَهِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ لَهِيعَةَ الْمِصْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ
قَالَ: ( كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْجِنِّ تَأْتِي النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسَاءٍ مِنْ قَوْمِهَا فَأَبْطَأَتْ
عَلَيْهِ ثُمَّ أَتَتْهُ فَقَالَ لَهَا: "مَا بَطَّأَ بِكِ عِنِّي"؟
قَالَتْ: مَاتَ لَنَا مَيِّتٌ بِأَرْضِ الْهِنْدِ فَذَهَبْتُ فِي تَعْزِيَتِهِمْ
فَإِنِّي أُخْبِرُكَ بِعَجَبٍ رَأَيْتُ فِي طَرِيقِي قَالَ: "وَمَا رَأَيْتِ؟
" قَالَتْ: رَأَيْتُ إِبْلِيسَ قَائِمًا يُصَلِّي عَلَى صَخْرَةٍ فَقُلْتُ
لَهُ: أَنْتَ إِبْلِيسُ؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ
أَضْلَلْتَ آدَمَ وَفَعَلْتَ وفعلت؟ قال: دَعِي هَذَا عَنْكِ قُلْتُ:
تُصَلِّي وَأَنْتَ وَأَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا فَارِعَةُ بِنْتَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ إِنِّي
لأَرْجُو مِنْ رَبِّي إِذَا أَبَرَّ قَسَمَهُ فِي أَنْ يَغْفِرَ لِي قَالَ: فَمَا
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ كَذَلِكَ
الْيَوْمِ) رواه أبو القاسم الجرجاني في تاريخ جرجان ص245.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
أ- وفي السند (عبد المؤمن بن أحمد الجرجاني) ..
مجهول الحال ..
ب- وفيه
(منقر بن الحكم المنقري) .. متهم بالكذب ووضع
الأحاديث.. وقال بن حجر في (لسان الميزان ترجمة رقم 3792): (مِنقر بن الحكم) وقع في موضوعات ابن الجوزي، وَلا يدرى من ذا ولعله وضع هذا
قال: حدثنا ابن لَهِيعَة، عَن أبيه، عَن أبي الزبير، عَن جَابر رضي الله عنه قال
كانت جنية تأتي النبي صلى الله عليه وسلم في نساء منهم فأبطأت عليه ... إلى
آخر الرواية . (انتهى النقل).
ج- وفي السند (لَهِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ الْمِصْرِيُّ) .. وهو
مجهول الحال .
د- وفيه أبيه (عبد الله بن لهيعة) .. وهو ضعيف الحديث .
هـ- وفيه (أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم القرشي ) تظهر الرواية أنه يدلس عن جابر بن عبد الله ..
#- ثم وجدت أصل لهذه القصة عند مراجع الشيعة وهي بلفظ:
- (إن امرأة من الجن كان يقال لها: عفراء، وكانت
تنتاب النبي صلى الله عليه وآله فتسمع من كلامه فتأتي صالحي الجن فيسلمون علي يديها.
وإنها فقدها النبي صلى الله عليه وآله فسأل عنها
جبرئيل فقال: إنها زارت أختا لها تحبها في الله، فقال النبي صلى الله عليه وآله: (طوبى
للمتحابين في الله، إن الله تبارك وتعالى خلق في الجنة عمودا من ياقوتة حمراء عليه
سبعون ألف قصر في كل قصر سبعون ألف غرفة خلقها الله عز وجل للمتحابين والمتزاورين.
- يا
عفراء أي شئ رأيت؟
- قالت: رأيت عجائب كثيرة، قال: فأعجب ما رأيت؟
قالت: رأيت إبليس في البحر الأخضر على صخرة بيضاء مادا يديه إلى السماء وهو يقول: الهي
إذا بررت قسمك وأدخلتني نار جهنم فأسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا خلصتني
منها و حشرتني معهم.
- فقلت: يا حارث! ما هذه الأسماء التي تدعو بها؟
قال لي: رأيتها على ساق العرش من قبل أن يخلق الله آدم بسبعة آلاف سنة، فعلمت أنهم
أكرم الخلق على الله عز وجل، فأنا أسأله بحقهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله: والله
لو أقسم أهل الأرض بهذه الأسماء لأجابهم) ذكره المجلسي في بحار الأنوار .
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- ولا يخفى أن القصة مكذوبة على النبي وعلى آل بيت
النبي .. وكيف يكون
إبليس الملعون ملعونا ومطرودا ويكلمه الله وكأنه لا يعلم .. ثم كيف يكون دعاء
إبليس بهذه الأسماء يغفر له الله ؟!!
- هذا الإضافة إلى أن أسانيد هذه الرواية من الجماعات الفضائية التي
لا وجود لها في تراجم الرجال ..!!
#- وخلاصة القول
..
- أن هذه قصة
تالفة وباطلة ومكذوبة ولا يحل روايتها إلا على سبيل التنبيه والإحتراز منها ..
*********************** ..:: س85: ما هي قصة زيارة الحيَّة الجني
للنبي أثناء سفره مع أصحابه ؟ ::..
#- (حديث ضعيف)
..عن الليث بن سعد،
عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عَنْ جُبَيْر بْنِ نُفَيْر (التابعي) قَالَ: (عَرَضَتْ
حَيَّة لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلِأَصْحَابِهِ وَهُمْ فِي سَفَرٍ فَوَاقَفَت
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَوِيلًا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ هَذَا مِنْ جِنِّ نُصَيْبِينَ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ
القُرْآنَ وَهُوَ يُقْرِئُكُمُ السَّلَام ..، فَسَلَّمَ النَّاسُ عَلَيْهِ وَقَالُوا:
يَا رَسُولَ الله وَمَا نُصَيْبِينُ ؟ قَالَ: مَدِينَة يَفْتَحُهَا الله عَلَى المُسْلِمِينَ
فِيهَا أَدَاة لِسِلَاحِهِم) رواه بن مردويه في تفسيره ..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- السند مرسل صحيح حتى التابعي
(جبير بن نفير) إلا أنه يوجد انقطاع بين التابعي (جبير بن نفير) وبين النبي صلى
الله عليه وسلم .. وهذا الإنقطاع هو علة الحديث ..
************************* ..:: س86: هل الشيطان إبليس قام بزيارة النبي في شكل
رجل عجوز ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
هذه الرواية يتم نشرها على الإنترنت .. وطباعتها في كتيبات صغيرة .. وهي في الأصل رواية تم تلفيقها بالباطل في
صورة حديث .. وحتى في هذه الرواية الباطلة يظهر تجسيد الشيطان للنبي في صورة إنسان
غير سوى في ملامحه وإنما كهيئة جسدية شبيهة بالإنسان .. وقد اكتفيت بكتابة بعض
الرواية في أولها وما يشير فيها تجسيد الشيطان في صورة شيخ .. وبعض الكلام الذي
دار فيها .. لتكون على علم بهذه الرواية الباطلة .. وإليك بيان بعض هذه الرواية
وليس كلها لأنها طويلة جدا وقد تصل لعدة صفحات ..
#-
(حديث مكذوب) .. قيل عن معاذ بن جبل وعن ابن عباس رضي الله عنهما قالا:
- (كنا مع رسول الله في بيت رجل من الأنصار
في جماعة، فنادى منادٍ: يا أهل المنزل، أتأذنون لي بالدخول ولكم إليَّ حاجة؟
- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أتعلمون مَن المنادي؟
- فقالوا: الله ورسوله أعلم.
- فقال رسولُ الله: هذا إبليس اللعين،
لَعَنَه الله تعالى.
- فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أتأذن لي
يا رسولَ الله، أن أقتله؟
- فقال النبي: مهلًا يا عمر! أما علمتَ أنه
من المُنظَرين إلى يوم الوقت المعلوم؟ لكن افتحوا له الباب؛ فإنه مأمور، فافهموا
عنه ما يقول، واسمعوا منه ما يحدِّثكم.
- قال ابن عباس رضي الله عنهما: فَفُتِحَ له
الباب فدخل علينا، فإذا هو
شيخ أعور، وفي لحيته سبعُ شَعَرات كشعر الفرس الكبير، وأنيابه خارجة كأنياب
الخِنزير، وشَفتاه كشفتَي الثور. (وفي رواية أنياب الفيل) ..!!
- فقال: السلام عليك يا محمد. السلام عليكم
يا جماعة المسلمين.
- فقال النبي: السلام لله يا لعين، قد سمعتُ
حاجتك؛ ما هي؟
- فقال له إبليس: يا محمد، ما جئتك اختيارًا،
ولكن جئتك اضطرارًا.
- فقال النبي: وما الذي اضطرَّك يا لعين؟
- فقال: أتاني ملَك من عند ربِّ العزة فقال:
إن الله تعالى يأمرك أن تأتي لمحمد وأنت صاغر ذليل متواضع، وتُخبره كيف مَكرُكَ
ببني آدم، وكيف إغواؤك لهم، وتَصدُقَه في أيِّ شيء يسألك، فوعِزتي وجلالي، لئن
كذبتَه بكذبة واحدة ولم تَصدُقْه، لأجعلنَّك رَمادًا تذروه الرِّياح، ولأشمتنَّ
الأعداءَ بك، وقد جئتُك يا محمد كما أُمرت، فاسأل عمَّا شئت، فإن لم أَصدُقْك فيما
سألتني عنه شَمَتَت بي الأعداء، وما شيء أصعب من شماتة الأعداء.
...) إلى آخر الحديث الذي يزيد عن ثلاثة صفحات
طوال ..!!
#- قلت (خالد
صاحب الرسالة) تعقيبا على الرواية السابقة:
-
الحديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصل له في كتب الحديث .. ولا سند له .. وإنما هو حديث مختلق قام بكتابته أحد الأشخاص وجمعه من محض
تصوره وقام بتركيب أحاديث ضعيفة وصحيحة ومكذوبة في هذه الرواية الطويلة جدا والمكذوبة
على النبي والصحابة .. والتي لا يعقل أن تكون حديثا ..!! فلا سند لها ومتنها كثير مما
فيه منكر وباطل .. !!
-
وهذه القصة يتم حكايتها تحت عنوان (الرسول يسأل وإبليس يجيب) .. وتحت عنوان
(إعترافات إبليس للرسول) وتحت عنوان (هكذا تكلم إبليس أمام النبي وأصحابه) وتحت عنوان (هل تعرف بماذا اعترف إبليس للنبي وأصحابه) .. وغير ذلك
من عناوين براقه ستجدها على الإنترنت .. يذكرونها من لديهم هواية سرد القصص والحكايات
عن الجن والشياطين ..!!
-
ولذلك حينما سأل الشيخ بن تيميه عن هذا الحديث قال: هذا حديث مكذوب مختلق ليس هو في شيء من كتب المسلمين المعتمدة ولا الصحاح ولا
السنن ولا المسانيد .. ومن علم أنه كذب على النبي صلى الله عليه وسلم لم يحل له أنه
يرويه عنه .. ومن قال: إنه صحيح فإنه يعلم بحاله .. فإن أصر عوقب على ذلك .. ولكن فيه
(أي الحديث) كلام كثير قد جُمع من أحاديث نبوية .. فالذي كذبه واختلقه (أي هذا الحديث)
جمعه من أحاديث بعضها كذب وبعضها صدق .. فلهذا يوجد فيه كلمات متعددة صحيحة .. وإن
كان أصل الحديث وهو مجيء إبليس عيانا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحضرة أصحابه وسؤاله
له كذبا مختلقا لم ينقله أحد من علماء المسلمين .. والله سبحانه وتعالى أعلم. (مجموع الفتاوى ج18 ص350).
#- ملحوظة هامة: رواية إبليس
وتحقيقها منقول من رسالة (الملاك والجن والشيطان وإمكانية تمثيله وتجسيده في صورة
إنسان) .. الفصل الثامن سؤال رقم (35) ..
************************** ..::
س87: هل
حفيد إبليس هامة بن الهيم قد زار النبي وأعلن إسلامه ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
من غريب ما تجده في كتب أهل العلم أن يذكرون من زيارات الجن للنبي
كانت زيارة (هامة بن الهيم) وهو حفيد إبليس .. وقد أعلن إسلامه ..
-
بل ومن أغرب ما تتعجب له أنهم جعلوه من الصحابة ..!!
-
وإليك تفصيل هذه القصة .. وتحقيقها ..
#-
(حديث باطل وضعيف جدا ومتن منكر) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ
أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ: (بَيْنَا نَحْنُ قُعُودٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ تِهَامَةَ إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ
بِيَدِهِ عَصًا فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم فرد ثُمَّ
قَالَ: «نَغْمَةُ جِنٍّ وَغَمْغَمَتُهُمْ مَنْ أَنْتَ؟» قال أنا هامة بن الهيثم بن
لا قيس بْنِ إِبْلِيسَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«فَمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ إِبْلِيسَ إِلَّا أَبَوَانِ فكم أتى لك مِنَ الدَّهْرِ»
قَالَ قَدْ أَفْنَيْتُ الدُّنْيَا عُمْرَهَا إِلَّا قَلِيلًا لَيَالِيَ قَتَلَ
قَابِيلُ هَابِيلَ كُنْتُ غُلَامًا ابْنَ أَعْوَامٍ أَفْهَمُ الْكَلَامَ وَأَمُرُّ
بِالْآكَامِ (أي المرتفعات ويقصد بذلك كثرة التنقل بين
البلاد) وآمر بإفساد الطعام وقطعية الْأَرْحَامِ ..
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بِئْسَ عَمَلُ
الشَّيْخِ الْمُتَوَسِّمِ (أي الذي هذا هو حاله ووصفه)، وَالشَّابِّ الْمُتَلَوِّمِ (أي الذي ينشر السوء بين
الناس)» .. قَالَ: ذَرْنِي مِنَ التَّرْدَادِ (أي
اتركني ولا تردني قبل أن تسمعني) إِنِّي تَائِبٌ إِلَى
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِنِّي كُنْتُ مَعَ نُوحٍ فِي مَسْجِدِهِ مَعَ مَنْ آمَنَ
بِهِ مِنْ قَوْمِهِ فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ عَلَى قَوْمِهِ
حَتَّى بَكَى وَأَبْكَانِي وَقَالَ لَا جَرَمَ أَنِّي عَلَى ذَلِكَ مِنَ
النَّادِمِينَ وَأُعُوذُ باللَّه أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ .. قَالَ قُلْتُ
يَا نُوحُ إِنِّي كُنْتُ مِمَّنِ اشْتَرَكَ فِي دَمِ السَّعِيدِ الشَّهِيدِ
هَابِيلَ بْنِ آدَمَ فَهَلْ تَجِدُ لي عندك تَوْبَةً؟ قَالَ: يَا هَامُ هُمَّ
بِالْخَيْرِ وَافْعَلْهُ قَبْلَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ إِنِّي قَرَأْتُ
فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ تَابَ إِلَى اللَّهِ
بَالِغٌ أَمْرُهُ مَا بَلَغَ إِلَّا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، قُمْ فَتَوَضَّأْ
وَاسْجُدْ للَّه سَجْدَتَيْنِ قَالَ فَفَعَلْتُ مِنْ سَاعَتِي مَا أَمَرَنِي بِهِ
.. فَنَادَانِي ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقَدْ نَزَلَتْ تَوْبَتُكَ مِنَ السَّمَاءِ
فَخَرَرْتُ للَّه سَاجِدًا .. قَالَ: وَكُنْتُ مَعَ هُودٍ فِي مَسْجِدِهِ مَعَ
مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ عَلَى
قَوْمِهِ حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وَأَبْكَانِي فَقَالَ لَا جَرَمَ أَنِّي عَلَى
ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِينَ وَأُعُوذُ باللَّه أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ..
قَالَ وَكُنْتُ مَعَ صَالِحٍ فِي مَسْجِدِهِ مَعَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ
فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ عَلَى قَوْمِهِ حَتَّى بَكَى
وَأَبْكَانِي وَقَالَ أَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِينَ وَأُعُوذُ باللَّه
أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ .. وَكُنْتُ أَزُورُ يَعْقُوبَ .. وَكُنْتُ مَعَ
يُوسُفَ فِي الْمَكَانِ الْأَمِينِ .. وَكُنْتُ أَلْقَى إِلْيَاسَ فِي
الْأَوْدِيَةِ وَأَنَا أَلْقَاهُ الْآنَ .. وَإِنِّي لَقِيتُ مُوسَى بْنَ
عِمْرَانَ فَعَلَّمَنِي مِنَ التَّوْرَاةِ وَقَالَ إِنْ لَقِيتَ عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ .. وَإِنِّي لَقِيتُ عيسى ابن مريم
فأقرأته عن مُوسَى السَّلَامَ .. وَإِنَّ عِيسَى قَالَ إِنْ لَقِيتَ محمدا صلّى
الله عليه وسلّم فأقرئه منى السلام فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَيْنَيْهِ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ وَعَلَى عِيسَى السَّلَامُ مَا
دَامَتِ الدُّنْيَا وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا هَامُ بِأَدَائِكَ الْأَمَانَةَ ..
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ افْعَلْ بِي مَا فَعَلَ مُوسَى إِنَّهُ عَلَّمَنِي
مِنَ التَّوْرَاةِ قَالَ فَعَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ (إِذَا وقعت الواقعة)، و(المرسلات)، و(عم يتساءلون)، و(إذا الشمس كورت)،
و(المعوذتين)، و(قل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، وَقَالَ: «ارْفَعْ إِلَيْنَا حَاجَتَكَ
يَا هَامَةُ، وَلَا تَدَعْ زِيَارَتَنَا» . قَالَ عُمَرُ فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِمَ يعد إِلَيْنَا فَلَا نَدْرِي الْآنَ أَحَيٌّ
هُوَ أَمْ ميت؟) رواه البيهقي في دلائل النبوة
واللفظ له .. ورواه أبو نعيم في الدلائل .. ورواه بن أبي الدنيا في الهواتف ..
وغيرهم.
#-
وفي رواية بلفظ مختصر: عَنْ عُزَيْرِ بْنِ الْجَرِيحِيِّ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَارِ الْأَرْقَمِ مُخْتَفِيًا فِي أَرْبَعِينَ
رَجُلًا وَبِضْعَ عَشْرَةَ امْرَأَةٍ قَالَ: فَدَقَّ الْبَابُ رَجُلٌ قَصِيرٌ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "افْتَحُوا لَهُ إِنَّهَا
لَنَغَمَةُ شَيْطَانٍ". قَالَ: فَفُتِحَ لَهُ فَدَخَلَ رَجُلٌ قَصِيرٌ
فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا نَبِيَّ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَعَلَيْكَ السَّلَامُ
وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، مَنْ أَنْتَ؟ " قَالَ: أَنَا هَامَةُ بْنُ
أَهْيَمَ بْنِ لَاقِيسَ بْنِ إِبْلِيسَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَرَى بَيْنَكَ وَبَيْنَ إِبْلِيسَ إِلَّا
أَبَوَيْنِ". فَقَالَ لَهُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ .. قَالَ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمِثْلُ مَا أَنْتَ يَوْمَ قَتَلَ قَابِيلُ
هَابِيلَ؟ " قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ قَدْ
عَلَوْتُ الْآكَامَ (المرتفعات ويقصد السفر كثيرا والانتقال) ، وَأُمِرْتُ بِالْآثَامِ، وَإِفْسَادِ الطَّعَامِ،
وَقَطِيعَةِ الْأَرْحَامِ.. قَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
بِئْسَ الشَّيْخُ الْمُتَوَشِّمُ (أي من كان هذا فعله وعلامته)، وَالشَّبَابُ النَّاسِي (حاله الغفلة) ".. قَالَ: لَا تَقُلْ هذَا يَا رَسُولَ اللهِ فَإِنِّي
كُنْتُ مَعَ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَسْلَمْتُ مَعَهُ ثُمَّ لَمْ أَزَلْ
مَعَهُ حَتَّى دَعَا عَلَى قَوْمِهِ فَهَلَكُوا فَبَكَا وَأَبْكَانِي .. ثُمَّ
لَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّى هَلَكَ، ثُمَّ لَمْ أَزَلْ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ
نَبِيًّا نَبِيًّا كُلُّهُمْ يَهْلَكُ حَتَّى كُنْتُ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
عَلَيْهِ السَّلَامُ ثُمَّ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَقَالَ لِي: إِنْ لَقِيتَ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ فَقَامَ
عَلَى قَدَمَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
"وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَعَلَيْكَ
السَّلَامُ يَا هَامَةُ بْنَ الْهَامِ كَمَا أَقْرَأْتَنِي مِنْ حَبِيبِي
السَّلَامَ) رواه الفاكهي في أخبار مكة.
#- قلت
(خالد صاحب الرسالة):
-
أولا: الروايات فيها اضطراب في مكان التلاقي مع هذا (الهام بن
الأهيم) .. فمرة قابلوه في جبال تهامة ناحية مكة .. ومرة قابلوه في بيت الأرقم في
مكة ..!! ففي أي مكان قابلوه حينئذ ؟!!
-
ومن ناحية أخرى ما يدل على نكارة المتن جدا .. قوله (وَكُنْتُ أَلْقَى إِلْيَاسَ فِي
الْأَوْدِيَةِ .. وَأَنَا أَلْقَاهُ الْآنَ) ..!!
فكيف يلقاه في زمن النبي وهو قد توفى من مئات السنوات ؟!!
- علما بأن
رواية البيهقي السابق ذكرها هي أحسن إسناد قيل في هذه الرواية .. وإسنادها تالف
وفيه "أبو معشر المدني" وهو ضعيف الحديث عند
جمهور العلماء .. وسيأتي بيان ذلك بعد قليل.
- ثانيا: من
تعليقات بعض العلماء على هذه الروايات:
1- قال بن الجوزي في الموضوعات
(1/209) :
-
طَرِيق ابن عمر فالحمل فيه عليه "إسحاق بن بشر" كذلك قال العقيلي .. وقد
اتفقوا على أنه كان كذابا يضع الحديث ..، وأما طريق أنس فالحمل فيه على "محمد
بن عبد الله الأنصاري" ..(انتهى النقل منه).
2- وقال الإمام بن كثير رحمه الله (المتوفى: 774هـ) عند ذكر لمحة عن وفود الجن فقال:
-
وقد أورد الحافظ أبو بكر البيهقي ها هنا (يقصد فيما يتعلق بمسألة حضور
الجن إليه) حديثا غريبا جدا بل منكرا أو موضوعا ولكن مخرجه عزيز
أحبنا أن نورده كما أورده .. والعجب منه: فإنه قال في دلائل النبوة: باب قدوم هامة
بن الهيثم بن لاقيس بن إبليس على النبي صلى الله عليه وسلم وإسلامه ..!! (البداية والنهاية لابن كثير
ج5 ص97).. ثم أورد الحديث بعد ذلك بن كثير كما سبق وذكرناه سابقا.
3- وقال محققو دلائل البيهقي (5/420):
-
رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الإمام أحمد في زوائد الزهد، والعقيلي في الضعفاء وقال:
«لا أصل له» .. وابن مردويه في التفسير من طريق ابي سلمة محمد بن عبد الله
الأنصاري أحد الضعفاء .. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مشعر، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ
بْنِ أبي بجير احد المتروكين، ثلاثتهم عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ، وابو نعيم، في الحلية والدلائل، والمستنفري في الصحابة، والفاكهي في
كتاب مكة، وطريق البيهقي أقوى الطرق، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، والسيوطي في
اللآلي المصنوعة (1: 174) .. والعقيلي في ترجمة إسحاق بن بشر الكاهلي الكذاب،
وانظر اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، وبمجموع هذه الطرق يعلم أن الحديث
ضعيف.
#- ثالثا: ومن غرائب الأمور حول هذه الروايات:
1-
أن بعض العلماء ممن صنفوا في جمع الصحابة الذين رأوا
النبي صلى الله عليه وسلم .. قد وضعوا (الهام بن الأهيم) في جملة الصحابة ..!! مثل
الإمام بن حجر في كتابة الإصابة .. وبن الأثير في كتاب
أسد الغابة ..!!
-
ولا أدري كيف أفهم هذا الأمر ؟!!
- فإذا أتى
اسم (الهام بن الأهيم أو الهيثم) حفيد إبليس فهل أقول حينئذ: رضي الله عنه لأنه أصبح فجأة من الصحابة
؟!!
- أهذا كلام
يقول به عاقل ؟!!
2- ومن ناحية أخرى .. كذلك ما أجده
غريبا هو تحسين الإمام السيوطي لهذه الروايات في كتابه لقط المرجان في
أحكام الجان .. حتى قال: وله عدة طرق يبلغ بها درجة الحسن !!
#-
قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على هذا التحسين للحديث
من السيوطي والذي يقصد به حسن لغيره.. فهذا كلام غير حسن منه رحمه الله وغير صحيح .. فهو حديث باطل ولم يصح ولا
يصح أن نقول لا حسن لذاته ولا لغيره .. فإذا كان هذا الحديث حسنا فما هو السيء
والقبيح ؟!!
- إذ كيف أستدل
بقصة تالفة السند على إمكانية إيمان حفيد الشيطان
وأنه يأتي للنبي ويحكي له قصته .. ويصدقه وكأنه أمر تم التسليم له بدون وحي يؤكد
له ذلك ؟!!
-
ثم من المفترض أن أصدق أنه كان متجسدا في هيئة رجل عجوز له آلاف
السنين من عهد آدم فكيف كان يمشي على قدميه ؟!! وطالما له القدرة على التشكل
فلماذا لم يأتي في صورة رجل في الخمسينات مثلا من عمره ؟!!
-
بل ومن المفترض أن أصدق أنه قد بلغ من العمر آلاف السنين من عهد آدم
إلى زمن النبي وكأنه مثل إبليس من المنظرين ليوم القيامة ..
-
ثم من المفترض أن أصدق أن حفيد إبليس كان يعاتب ويراجع سيدنا هود
وصالح عليهما السلام في دعائهما على قومهما حيث تقول الرواية: (فلم أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى
دَعْوَتِهِ عَلَى قَوْمِهِ حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وَأَبْكَانِي) .. وكأن الأنبياء يدعون بمزاجهم الخاص وليس عن إذن من الله ؟!!
(ما هذا السخف!!) ..
-
ثم من المفترض أن أصدق أنه كان يحكي حكاويه .. والنبي يبكي معه
متأثرا بكلامه .. بما لم يحدث مع صحابي من قبل ولا من بعد ..!!
- بل وقبل كل ما سبق لم يظهر أنه
نزل الوحي على النبي ليخبره بحقيقة هذا الكائن الذي
قام بزيارته ؟!!
-
كيف يمكن أن يُعقل ما سبق يا ناس ..!!
- رابعا: ما هو اسم "الهام بن الأهيم" في الروايات ..
-
الروايات مرة تذكر حفيد إبليس بأنه (هامة بن الهيم) أو
(هامة بن أهيم) أو (هامة بن الهام) أو (هامة بن الهيثم) ..
#- خامسا: إليك تخريج روايات هذه القصة كما وقفت عليها ..
1-
رواية البيهقي في الدلائل وجاء فيها .. (عن مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ
عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: بَيْنَا نَحْنُ قُعُودٌ مَعَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم عَلَى جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ تِهَامَةَ إِذْ
أَقْبَلَ شَيْخٌ بِيَدِهِ عَصًا، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه
وَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ ...)
رواه البيهقي في دلائل النبوة..
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة): والرواية فيها "نجيح بن عبد الرحمن
السندي" وهو أبو معشر المدني وهو ضعيف الحديث عند جمهور العلماء .. قال أبو
بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : أبو معشر السندي ليس بشيء، وقال البخاري:
منكر الحديث، وقال أبو داود والنسائي: ضعيف، وقال الترمذي: قد تكلم بعض أهل العلم
في أبى معشر من قبل حفظه . قال محمد: لا أروى عنه شيئا ..، وقال صالح بن محمد
الحافظ: لا يسوى حديثه شيئا، وقال أبو زرعة: صدوق في الحديث وليس بالقوى، وقال محمد
بن عثمان بن أبى شيبة: وسألت على ابن المديني عن أبى معشر المديني فقال: كان شيخا
ضعيفا ضعيفا، وكان يحدث عن محمد بن قيس، ويحدث عن محمد ابن كعب بأحاديث صالحة وكان
يحدث عن المقبري وعن نافع
بأحاديث منكرة ..(راجع
تهذيب الكمال ترجمة رقم 6386) .. و قال أبو داود أيضا : له أحاديث مناكير،
و قال الدارقطني: ضعيف، وقال الخليلي: أبو معشر له مكان في العلم والتاريخ وتاريخه
احتج به الأئمة وضعفوه في الحديث وكان ينفرد بأحاديث ..، أمسك الشافعي عن الرواية
عنه، وتغير قبل أن يموت بسنتين تغيرا شديدا . (راجع ما قاله الحافظ في تهذيب التهذيب برقم758).
-
قلت (خالد صاحب الرسالة): يتبين لنا من آراء العلماء أن
أبو معشر قد يكون صدوق ولكن حديثه لا يحتج به لأنه يروى مناكر خاصة في روايته عن
نافع .. مثل هذا الحديث الذي نتكلم عنه في رواية الهام بن الأهيم ..!! والله أعلم
.
2-
ورواه بن أبي الدنيا في الهواتف عن أبو سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري .. في رواية عن أنس بن مالك
بلفظ: (عن أَبُي سَلَمَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْأَنْصَارِيُّ، وَكَانَ قَدْ رَأَى الْحَسَنَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ
دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَارِجًا مِنْ جِبَالِ مَكَّةَ إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ
مُتَوَكِّئًا عَلَى عُكَّازٍ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «مِشْيَةُ جِنِّيٍّ وَنَغَمَتُهُ» قَالَ: أَجَلْ قَالَ: «مِنْ أَيِّ
الْجِنِّ أَنْتَ؟» قَالَ: أَنَا هَامَةُ بْنُ الْهَيْمِ بْنِ لَاقِيصَ بْنِ
إِبْلِيسَ قَالَ: «لَا أَرَى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ إِلَّا أَبَوَيْنِ» ...) رواه بن أبي الدنيا في
الهواتف ..
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة): وفي السند (أبو سلمة بن عبد
الله الأنصاري) كما قال بن حبان: منكر الحديث جداً، يروي عن الثقات ما ليس من
حديثهم، لا يجوز الاحتجاج به .. وكذبه كثير من علماء الجرح .
3-
ورواه أبو نعيم في الدلائل ... بسند جاء فيه (عن إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْكَاهِلِيُّ
ثنا أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ نَافِعٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ: (بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قُعُودٌ عَلَى جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ تِهَامَةَ إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ فِي
يَدِهِ عَصًا فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّ
عَلَيْهِ السَّلَامَ ...) رواه أبو نعيم في
دلائل النبوة..
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة): والرواية فيها "إسحاق بن بشر الكاهلي" وهو كذاب،
وفيها "أبو معشر المدني" وهو ضعيف.
4-
وفي رواية رواها الفاكهي في أخبار مكة عن بن عباس بسند (أَبُو الْحَسَنِ إِبْرَاهِيمُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بْنِ
نَوْفَلٍ النَّوْفَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ خُنَيْسٍ، مَوْلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، عَنْ
عُزَيْرِ بْنِ الْجَرِيحِيِّ، عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
دَارِ الْأَرْقَمِ مُخْتَفِيًا فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا وَبِضْعَ عَشْرَةَ
امْرَأَةٍ قَالَ: فَدَقَّ الْبَابُ رَجُلٌ قَصِيرٌ ...) رواه الفاكهي في أخبار
مكة ..
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة): والحديث فيه (إبراهيم بن محمد بن جبير بن
مطعم بن عدي بن خيار بن نوفل) و(إسحق بن خنيس) و(عُزير بن الجريحي) وجميعهم مجهول
..!!
5-
وفي رواية ذكرها بن حجر في الإصابة (من طريق أبي محصن الحكم بن عمار،
عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، قال: قال عمر....) ذكرها بن حجر في كتاب الإصابة ..
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة): وهذه الرواية منقطعة السند لأن سعيد بن
المسيب لم يدرك عمر بن الخطاب.. و(أبو محصن الحكم بن عمار) مجهول لم أجد له ترجمة
..!!
6-
وذكر الرواية بن حجر في الإصابة من طريق آخر وهو (من رواية عبد الحميد بن
عمر الجندي، عن شبل بن الحجاج، عن طاوس، عن ابن عبّاس، عن عمر- بطوله....)
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة): ولم أجد ترجمة سواء (عبد الحميد
بن عمر الجندي) أو (شبل بن الحجاج) .. وكلاهما مجهول !!
7-
ورواه بن الأثير في أسد الغابة بإسناد فيه انقطاع .. ولا تختلف كثيرا عما سبق بيانه .
#- وأخيرا بمناسبة الكلام عن هامة
بن الهيم حفيد إبليس .. فقد جَاء عَن عَائِشَة
مَرْفُوعا: (إِن هَامة بن هيم بن لاقيس فِي الْجنَّة) ذكره السيوطي في اللآليء
المصنوعة .. وقال مذكور في كتاب السنن لأبي علي بن الأشعث وهو أحد المتروكين.
#- وخلاصة القول
في كل ما سبق:
- أن حديث زيارة حفيد إبليس للنبي
صلى الله عليه وسلم هي روايات مضطربة السند والمتن .. ولم يصح منها رواية واحدة ..
بل كلها ترتقي من سيء إلى أسوء إلى ما فيه كذب صريح من خلال جهالة أكثر السند ..
فكيف تصدق روايات مثل هذه يا مؤمن ؟!!
- والله أعلم .
#- ملحوظة هامة: رواية حفيد
إبليس وتحقيقها منقول من رسالة (الملاك والجن والشيطان وإمكانية تمثيله وتجسيده في
صورة إنسان) .. الفصل الثامن سؤال رقم (35) ..
***********************..:: س88: هل أتى جماعة من الجن إلى النبي وقرأ عليهم
سورة الرحمن ؟ ::..
- من الروايات التي قد تشير إلى زيارة الجن إلى النبي صلى الله عليه وسلم
.. هي رواية أتى
فيها أن الجن زاروا النبي وقرأ عليهم سورة الرحمن .. وقبل ذكر الرواية أحبك ان
تعرف الآتي:
1- أن سورة الرحمن مختلف عليها عند العلماء بين كونها
مكية أم مدنية ..
والعلماء فيها على رآيين .. وأميل ويغلب
على ظني أنها نزلت بمكة .. وفي المصحف المطبوع أنها نزلت بالمدينة أخذا بالرأي
الآخر .. والمسألة محل اجتهاد بين العلماء ولا أكثر من ذلك ..
- وسبب الإختلاف هو الروايات التي أتت عن السلف من الصحابة والتابعين في
هذه المسألة ..
2-
فإن كانت نزلت بالمدينة .. فهذا معناه أن الجن زار النبي في المدينة وقرأ عليهم
سورة الرحمن هناك .. وإن كانت نزلت بمكة .. فقد
تكون هذه هي السورة التي قرأها عليهم في ليلة الجن التي خرج إليهم وقابلهم وقرأ
عليهم القرآن ..
3-
ومحتمل أن تكون ليلة قراءة سورة الرحمن على الجن هي في زيارة غير معلوم تفاصيلها ..
حتى لا نبحث عن تفاصيلها ..
#- فإذا علمت ما سبق أخي الحبيب .. فإليك الرواية التي أشارت لقراءة النبي على
الجن بسورة الرحمن .. وتحقيق هذه الرواية ..
#- الرواية الأولى:
#- (رواية محتملة للتحسين) .. عن الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ زُهَيْرِ
بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: (خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
أَصْحَابِهِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ الرَّحْمَنِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى
آخِرِهَا فَسَكَتُوا، فَقَالَ: لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى الجِنِّ لَيْلَةَ الجِنِّ
فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ، كُنْتُ كُلَّمَا أَتَيْتُ عَلَى قَوْلِهِ
{فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} قَالُوا: لاَ بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ
رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الحَمْدُ) رواه الترمذي وقال حديث غريب .. وقد
رواه البيهقي في الدلائل وأبو الشيخ في العظمة والحاكم بدون لفظ (ليلة الجن) ..
- وهذه الرواية يظهر لنا من معناها أن النبي
صلى الله عليه وسلم قد اجتمع بالجن ورآهم وتكلم معهم ..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- إذا كان (الوليد بن مسلم) مشهور عنه التدليس وهذا يظهر في رواية الترمذي .. إلا أنه قد صرح بالتحديث في رواية أبو الشيخ الأصبهاني ورواية الحاكم .. فانتفت شبهة التدليس الموجودة في رواية الترمذي ..
ب- ولكن يظل في الإسناد شيء من الضعف وهو محل كل الروايات .. وهذا الإشكال هو (زهير بن محمد) وهو متهم في رواية أهل الشام عنه كما في هذه الرواية .. لأن الوليد بن مسلم من أهل الشام .. وقد ذكر الترمذي ما يفيد ذلك إذ قال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد» قال ابن حنبل: " كأن زهير بن محمد الذي وقع بالشام ليس هو الذي يروى عنه بالعراق، كأنه رجل آخر قلبوا اسمه، يعني: لما يروون عنه من المناكير ". وسمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: «أهل الشام يروون عن زهير بن محمد مناكير، وأهل العراق يروون عنه أحاديث مقاربة) (انتهى النقل من كلام الترمذي في سننه).. وقال الترمذي في العلل: سألت البخاري عن حديث زهير هذا، فقال: أنا أتقى هذا الشيخ، كأن حديثه موضوع، وليس هذا عندي بزهير بن محمد (نقلا عن ميزان الأعتدال ترجمة برقم 2918).
#- (رواية محتملة للتحسين) .. وفي رواية ولكن لم يتم ذكر فيها (ليلة الجن) .. فجاءت بهذا اللفظ عن جابر بن عبد الله قال: (قَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سُورَةَ الرَّحْمَنِ حَتَّى خَتَمَهَا فَقَالَ: " مَا لِي أَرَاكُمْ سُكُوتًا؟
لَلْجِنُّ كَانُوا أَحْسَنَ مِنْكُمْ رَدًّا مَا قَرَأتُ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الْآيَةَ
{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 13] إِلَّا قَالُوا: وَلَا بِشَيْءٍ
مِنْ نِعْمَةِ رَبِّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الْحَمْدُ) رواه أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة والبيهقي في شعب
الإيمان والحاكم .. وفيه نفس علة السند السابق مثل رواية الترمذي .. وبالرغم من
قول الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين .. ووافقه الذهبي .. إلا أن هذا التصحيح غير صحيح
للعلة المذكورة سابقا في رواية الترمذي السابق ذكرها..
- والغريب أن الإمام
الذهبي ذكر هذه الرواية بنفس السند في كتابه سير أعلام النبلاء
(1/242) وقال: "زهير" ضعيف ..!!
#- (رواية محتملة للتحسين) .. وفي رواية أخرى لم يتم ذكر فيها (ليلة الجن) .. جاءت بهذا اللفظ عن جابر بن عبد الله قال:
(لَمَّا
قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ «الرَّحْمَنُ» عَلَى
النَّاسِ سَكَتُوا، فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: لَلْجِنُّ، كَانُوا أَحْسَنَ جَوَابًا مِنْكُمْ، لَمَّا
قَرَأْتُ عَلَيْهِمْ (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) قالوا ولا بشيء من آلَائِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ) رواه البيهقي في دلائل النبوة .. من طريق مروان بن محمد
.. ولكنه أيضا من الشاميين .. ورواية أهل الشام عن زهير بن محمد فيها ضعف .
#- ثانيا: الرواية الثانية ..
#- قد رويت هذه القصة عن صحابي آخر ..
- (حديث ضعيف) .. عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، وَعَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النَّضْرِيُّ قَالَا: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ سُورَةَ الرَّحْمَنِ، أَوْ قُرِئَتْ عِنْدَهُ، فَقَالَ: «مَا لِي أَسْمَعُ الْجِنَّ أَحْسَنَ جَوَابًا لِرَبِّهَا مِنْكُمْ؟» قَالُوا: مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " مَا أَتَيْتُ عَلَى قَوْلِ اللَّهِ: فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ؟ إِلَّا قَالَتِ الْجِنُّ: لَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعْمَةِ رَبِّنَا نُكَذِّبُ) رواه الطبري في تفسيره .. ورواه بن أبي الدنيا في الشكر عن (محمد بن عباد) .. ورواه البزار بنفس اللفظ والسند ولكن عن (عمرو بن مالك) .
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- (مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى العُكلي): وهو شيخ الطبري .. فيه ضعف .. وهو صدوق في نفسه إلا أنه يخطيء في رواية الحديث .. وقال عنه الذهبي أنه كان ضعيف الحديث (تاريخ الإسلام ج5-ص1230) .. وقال عنه بن حجر: فيه نظر (لسان الميزان ج7-ص363) .. والبعض يقبل حديثه في المتابعات والشواهد .. ولا متابعة لحديثه إلا من خلال (عمرو بن مالك) وهو ليس بالمتابعة التي تقوم بها قائمة ولا ترفع من ضعف الحديث شيء ..!!
2- (عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النَّضْرِيُّ): وهو شيخ الطبري أيضا .. لفظ "النضري" مكتوب غلط في التفسير .. والأصل هو (البصري) أي (عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ البصري الراسبي) .. وهو مختلف عليه بين تكذيبه وضعفه .. فكذبه البخاري. وقال بن عدي: منكر الحديث ويسرقه .. وأبو زرعة وأبو حاتم تركوا حديثه .. وضعفه الذهبي وبن حجر وأبو يعلى.
3- (يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الطَّائِفِيُّ) .. وهو وإن كان صدوق إلا أنه سيئ الحفظ .. قال أبو حاتم الرازي: شيخ صالح، محله الصدق، ولم يكن بالحافظ، يكتب حديثه ولا يحتج به.
- فأين هذا السند الصحيح الذي في الرواية وقد تبين لك أن (مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى) هو ضعيف الحديث ؟!!
- إلا لو كان قد وهم السيوطي واختلط عليه اسمين فصحح الحديث .. فاختلط عليه (مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّاد العُكلي – ويلقب ب سندولا) وهو صاحب هذه الرواية وهو ضعيف الحديث .. وبين اسم آخر وهو (مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ المكي – وكنيته أبو عبد الله) وهذا راوي حسن الحديث .. وهذا هو ما أظنه بأن السيوطي اختلط عليه الإسمين حين كتابته للراوية .. وهذا وارد أن يحدث هذا الخلط أحيانا ويسمى بالوهم عند أهل الحديث .. والله أعلم .
- أو لعل السيوطي رحمه الله كان وجد سندا أعلى في الصحة عند (ابْن الْمُنْذر وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد) .. وهذين لم أجد مصادرهم فيما توافر عندي من العلم ولا اعلم حال الرواية فيهما .. ولكني تابعت الروايات عند غيرهم بقدر ما عندي من مصادر وهم البزار وبن مردويه وبن جرير الطبري والخطيب البغدادي .. وهؤلاء وجدت مروياتهم ضعيفة كما سبق وحققتها .
- إنه حديث قراءة سورة الرحمن على الجن .. هو محتمل للتحسين .. ويمكن أن يكون حسنا لتعدد طرقه .. ولذلك بعض العلماء يرون تحسينه بمجموع طرقه .. مثل الشيخ الألباني .. وأظن السيوطي قد غالي في تصحيحه لهذه الرواية .. إلا لو قيل يوجد سندا أعلى في الصحة عند (ابْن الْمُنْذر وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد) .. وهذين مرجعين لم أستطع التحقق منهما ..!!
- والله أعلم .
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
ردحذفالله وكيلك وحافظك وممدك ومعينك وحارسك ورازقك ومتفضل عليك بفضله ومدده
لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله
بارك الله فيك واحسن إليك
ردحذفأنا بتمنى منك استاذ خالد فى نهاية الرسالة تضع موضوع مستقل فقط تعرض فيه ما صح من الأحاديث فى موضوع الرسالة لان الأحاديث كثرت علينا فنريد مايثبت عندنا صحته ونترك الباقى لعلته ولا نتلفت إليه،
يعنى ده لتخليص وتقريب الحفظ ، ربنا يحفظك
طلبك جميل يا عزوز...
حذفوالمتمثل في:
وضع موضوع مستقل يشمل فقط الأحاديث الصحيحة الواردة في هذه الرسالة حتى لا نلتفت للضعيف ويسهل حفظه ويكون كملخص...
ولأني لم أرى جواب سيدي خالد فكنت أتمنى أن تقوم أنت بهذه المهمة وتترك أثر لك في المدونة كمساعدة أو كتلخيص للرسالة...
وبذلك يكون تعبير عن تكاثف الجهود...
خصوصا أني لا حظت أنك متتبع جيد للرسالة
والله أعلم
☆▪☆▪☆▪☆
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وآله
"اللهُ وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلماتِ الى النور"
ردحذفاللهم تولنا فيمن توليت .. وأرنا الحق حقا ..
أبهتتني وفاجأتني الروايات الموضوعة !! ولربما من اهم مميزات القراءة فيما لم يصح من الاحاديث انها تكسبنا معرفة وتفرقة بين الحديث الصحيح والمكذوب .. رب زدنا علما
جزاك الله عنا كل خير استاذنا الفاضل
جزاك الله كل خير ربنا يعلمنا وينفعنا بما نتعلمه منك يارب ويجعله لك نورا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض
ردحذف______________
... يقول الحق سبحانه :
﴿يدبر الأمر يفصل الآيات﴾
يدبر أمرك بينما أنت تحار في قلقك ،
يدبر أمرك بينما أنت غارق في أفكارك ،
يدبر أمرك بينما تخشى وقوع مخاوفك ،
يدبر أمرك بينما أنت
مكتفٍ بعجزك ،
يدبر أمرك بينما أنت
تسعى خلف رغباتك ،
يدبر أمرك لأنه أعلم منك بحالك.
اللهم تولنا في من توليت واكفنا شر ما قضيت
﴿... یُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ یُفَصِّلُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ ...﴾ [الرعد ٢]
حذفيُدَبِّرُ الْأَمْرَ هذا جمع بين الخلق والأمر،- أي: قد استوى الله العظيم على سرير الملك، يدبر الأمور في العالم العلوي والسفلي، فيخلق ويرزق، ويغني ويفقر، ويرفع أقواما ويضع آخرين، ويعز ويذل، ويخفض ويرفع، ويقيل العثرات، ويفرج الكربات، وينفذ الأقدار في أوقاتها التي سبق بها علمه، وجرى بها قلمه، ويرسل ملائكته الكرام لتدبير ما جعلهم على تدبيره.وينزل الكتب الإلهية على رسله ويبين ما يحتاج إليه العباد من الشرائع والأوامر والنواهي، ويفصلها غاية التفصيل ببيانها وإيضاحها وتمييزها،
يدبر الأمر: أي يصرفه على ما يريد .
يفصل الآيات: أي يبينها أي من قدر على هذه الأشياء يقدر على الإعادة
منقول
(( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِـمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ))
ردحذفمن سورة إبراهيم- آية (27)
الله يثبتك على الحق أستاذنا الفاضل ويزيدك نور على نور
جزاك الله عنا كل خير ويارب ديما للحق ناصر وللباطل ظاهر والظلام ماحي
****************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذففي الرواية الأولى لزيارة حفيد إبليس للنبي صل الله عليه وسلم قد ذكر الوضوء والسجود والسؤال هنا هل كان يوجد وضوء وصلاة قبل بعثة النبي صل الله عليه وسلم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفبخصوص سؤالك:
- نعم يوجد وضوء وصلاة وزكاة وصيام في شرع من قبلنا .. ودليل ذلك:
1- الوضوء في قصة جريج الراهب:
- كما في الحديث إذ قال النبي: (كانَ رَجُلٌ في بَنِي إسْرائِيلَ يُقالُ له جُرَيْجٌ يُصَلِّي، فَجاءَتْهُ أُمُّهُ، فَدَعَتْهُ، فأبَى أنْ يُجِيبَها، فقالَ: أُجِيبُها أوْ أُصَلِّي، ثُمَّ أتَتْهُ فقالَتْ: اللَّهُمَّ لا تُمِتْهُ حتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ المُومِساتِ، وكانَ جُرَيْجٌ في صَوْمعتِهِ، فَقالتِ امْرَأَةٌ: لَأَفْتِنَنَّ جُرَيْجًا، فَتَعَرَّضَتْ له، فَكَلَّمَتْهُ فأبَى، فأتَتْ راعِيًا، فأمْكَنَتْهُ مِن نَفْسِها، فَوَلَدَتْ غُلامًا فقالَتْ: هو مِن جُرَيْجٍ، فأتَوْهُ، وكَسَرُوا صَوْمعتَهُ، فأنْزَلُوهُ وسَبُّوهُ، فَتَوَضَّأَ وصَلَّى ثُمَّ أتَى الغُلامَ، فقالَ: مَن أبُوكَ يا غُلامُ؟ قالَ: الرَّاعِي، قالوا: نَبْنِي صَوْمعتَكَ مِن ذَهَبٍ، قالَ: لا، إلَّا مِن طِينٍ) صحيح البخاري ..
2- أما عن الصلاة والزكاة ..
- فكما قال تعالى عن عيسى عليه السلام: ( وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) مريم:31.
3- أما عن الصيام ..
- فكما قال تعالى: ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ) البقرة:183 ..
#- ولا نعلم كيفيات اداء هذه العبادات عند من سبق من اصحاب الملل السابقة .. وإنما فقط نعرف أنهم كانوا مطالبين بها ..
- والله أعلم .
**************************
#- وبمناسبة ما سبق قال بعض من ألحد :
- أن النبي أخذ هذه الأشياء من الأديان السابقة .. وذلك ليطعن في الدين الإسلامي:
- والجواب ببساطة: وهل في الأديان السابقة نجد تكليف مثل صلاتنا وزكاتنا ووضوئنا وصيامنا ؟!!
- بكل تأكيد .. لا ..
- إذن من قال بأخذ هذه الأشياء من الأديان السابقة هو سفيه بليد العقل ولعل عَمَه قلبه هو ما أفقده التمييز العقلي .. !!
- فيا له من غبي جاهل ..!!
********************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم