عيد الفطر المبارك 2023- عيد سعيد عليكم - وإذا كان رمضان قد فاتك .. فأنت تعبد الله ولا تعبد رمضان .. والله حاضر لا يغيب .. فاعبده وتوكل عليه وتقرب إليه .. ولا تنشغل بفوات رمضان ولكن انشغل بكيف تبني علاقة جديدة مع الله .. خواطر حول صلاة العيد وسبب أن الركعة الأولى سبعة تكبيرات والركعة الثانية خمسة تكبيرات .

   بسم الله الرحمن الرحيم

..:: عيد الفطر المبارك ::..

::  اجعل نيتك مع أنفاسك .. رغبة صادقة مع الله ::

* فهرس:

1- عيد سعيد عليكم .

2- لا تحزن لو فاتك رمضان .. (اقرأ كلمتين مهمين جدا) .

3- سؤال مهم جدا : فانتبه حتى لا يخدعك الشيطان في هذا الحديث النبوي (أتاني جبريلُ فقال: يا محمَّدُ مَن أدرَك رمضانَ فلم يُغفَرْ له فأبعَده اللهُ قُلْتُ: آمينَ) .

4- لماذا في الركعة الأولى سبعة تكبيرات والركعة الثانية خمسة تكبيرات ؟ (جال بخاطري إشارات حول تكبيرات العيد).

**************************

(1)

..:: عيد سعيد عليكم ::..

* كل عيد وأنتم بخير وصحة وعافية وفي فضل وبركة من الله  ..

وأن يجعل الله جميع أيامكم نفحات من ربكم تصيبكم فترتقي بكم إلى مقامات المقربين ..

*****************************

(2)

..:: لا تحزن لو فاتك رمضان وليلة القدر ::..

- (اجتهد وابدأ في تجديد العلاقة مع الله) -

* ولا تحزن : وتعلَّم أن لا تحزن على فواتك لليلة القدر .. أو حتى فاتك رمضان ولم تفعل شيء .. 

- واعلم أن كل لحظة بينك وبين الله .. هي لحظات ذات قدر بينك وبين الله ..

- وما دام هناك نَفَس فدائما هناك أمل .. فإن كنت عاجز عن العمل لكسل ما يصيبك .. فاجعل نيتك مع أنفاسك هي مجرد الرغبة الصادقة في طلب الله .. واجعل أمَلَك هو الثبات بالإيمان مع الله حتى تلقاه وهو راض عنك .. وستجد مدد الله حينئذ واصل إليك .. !!

- وإذا كان رمضان قد فاتك وغاب عنك .. فأنت تعبد الله ولا تعبد رمضان .. والله حاضر لا يغيب .. فاعبده وتوكل عليه وتقرب إليه .. ولا تنشغل بفوات رمضان ولكن انشغل بكيف تبني علاقة جديدة مع الله ..

*****************************

(3)

..:: انتبه لحديث النبي حتى لا يخدعك الشيطان ::..

- في الحديث: (رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ .. وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ .. وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكبر أَو أَحدهمَا فَلم يدْخلَاهُ الْجنَّة) صحيح الترمذي.

- معنى (رَغِمَ أَنْفُ): أي تمرغ أنفه في التراب .. والمقصد هو خاب وخسر وناله الذل والإهانة .. حتى يتوب .

- معنى (انسلخ): أي حتى انتهى شهر رمضان .

- وهذا الحديث هو وصف خبري .. عن حال من يغفل عن الإهتمام بهذه الأمور .. ويصر عليها حتى يموت دون إصلاح لها .. فيكون جزاءه هو الخسارة في خاتمته ..!!

- وبعض العلماء .. قال أن الحديث قد يكون بمعنى الخبر أو بمعنى الدعاء على الشخص .. وكأنه يشير إلى الرواية التالية ..

- فقد جاء الحديث في رواية أخرى بلفظ: (صعِد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المنبرَ فلمَّا رقِي عَتبةً قال: ( آمينَ ) ثمَّ رقي عتبةً أخرى فقال: ( آمينَ ) ثمَّ رقي عتبةً ثالثةً فقال: ( آمينَ ) ثمَّ قال: أتاني جبريلُ فقال: يا محمَّدُ مَن أدرَك رمضانَ فلم يُغفَرْ له فأبعَده اللهُ قُلْتُ: آمينَ قال: ومَن أدرَك والديه أو أحدَهما فدخَل النَّارَ فأبعَده اللهُ قُلْتُ: آمينَ فقال: ومَن ذُكِرْتَ عندَه فلم يُصَلِّ عليكَ فأبعَده اللهُ، قُلْ: آمينَ، فقُلْتُ: آمينَ) صحيح بن حبان .. وقال الأرنؤوط: صحيح لغيره .. وقال الألباني في صحيح الترغيب: صحيح لغيره .

- معنى (أبعده الله): أي حجب عنه كرامة المغفرة .. حتى يتوب .

- وفي الحديثين دلالة: على أن العبد الذي يفعل هذه الأمور هذه الأمور تجعل له حجاب مؤقت في العلاقة مع الله .. حتى يتوب ويصلح أموره .. وإذا لم يتب ويصلح أموره فسيظل في دائرة هذا الحجاب ..!!

- مسألة مهمة على الحديث الثاني:

- قد يصيبك وسواس اليأس نتيجة الفهم الخاطيء لحديث النبي السابق .. حيث يأتيك الشيطان حول هذا الحديث فيقول لك: بأن عملك غير مقبول وباب المغفرة انغلق عنك وأصبحت محجوب للأبد لأن جبريل دعا والنبي قال آمين .. وبالتالي فقد استجاب الله .. فلماذا تصلي وتقرأ قرآن بعد أن انتهى رمضان .. في حين كنت مهتما بالمسلسلات والسهر على النت ولم تجتهد فيه بالعمل مع الله ؟

- قلت لك :

- أن مقصد الحديث بالتأمين على دعاء جبريل .. هذا خاص للذي يصر على دوام تكرار هذه الأفعال عمدا حتى آخر مماته .. ولم يتب ويستقيم .. !!

- والذي أفهمه من الحديث أن المقصد ليس دوام الخسران لمجرد الفعل .. وإنما هو خاص بالفعل المؤقت الذي تفعله .. وإلا فقد يأتي رمضان القادم وتجتهد فيه ويقبلك الله .. وقد تصلي على النبي كثيرا بعد أن كنت منقطعا عنه فيقبلك الله .. وقد تحسن معاملة والديك فيكرمك الله بذلك ..

- ولو كان الدعاء على الشخص لمجرد فعله هذه الأمور .. فهذا معناه غلق باب الرحمة أمام العبد .. وهذا ليس مراد النبي صلى الله عليه وسلم وهو الرحمة للعالمين .. فانتبه لما قلته لك حتى تغنم بفهم مراد النبي صلى الله عليه وسلم .. حيث أن هذا الدعاء يظل مصاحب للمؤمن حتى يتوب ويجتهد مع الله في العلاقة من جديد ويصلح ما فاته بالعمل الصادق مع الله .. بل ويظل هذا الدعاء ملازم للمؤمن الذي يديم ويصر على هذه الأفعال حتى مماته .. فهو بكل تأكيد قد جعل بين نفسه وبين مغفرة الله حجاب ..

- هذا رأيي والله أعلم .. حيث لم اجد أحد من أهل العلم تكلم في ذلك .. فيما توافر عندي من مراجع .

- ويؤكد ما قلته لكم شاهدين .. احدهما من الكتاب والآخر من السنة :

- الأول: يقول تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) النساء 17- 18.

- الثاني: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ يقبلُ توبةَ العبدِ مالم يُغَرْغِرْ) صحيح الترمذي.

- وهناك شواهد أخرى .. واكتفيت بما سبق .. حتى تعلم أن باب التوبة مفتوح .. بل والله يحب التوابين .. وأن مقصد النبي بالخسران ليس هو دوام الحياة بهذا الخسران .. لا .. وإنما هو أراد أن ينبهك إلى أنك كان لديك فرصة كبيرة في الوصول لمكانة كبيرة مع الله وأنت بكسلك فوتها عليك .. وستكون سبب ندامة عليك في الآخرة لأنك ستدرك كرامة ما فاتك وستقول يا ليتني كنت اعمل مع الله في ذلك الوقت ..

- ولكن اطمئن .. فلازال هناك تصحيح أوضاع مع الله ... لأنه طالما هناك نفس .. فهناك أمل .. فاجعل أملك هو أن يكرمك الله ويتفضل عليه بوصاله ويرزقك دوام العمل معه ويعود بك تائبا محبا إليه .. والله يحب التوابين ويحب المتطهرين ..

- هذا والله أعلم .

*****************************

#- جال بخاطري إشارات حول تكبيرات العيد -#

(لماذا في الركعة الأولى سبعة تكبيرات والركعة الثانية خمسة تكبيرات ؟)

1- أنتم تعلمون أن أبواب النار سبعة .. كما ما قال رب العالمين (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ) الحجر43-44.
- وأبواب الجنة ثمانية وهذه جاءت في الحديث النبوي. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لا يَدْخُلُهُ إلَّا الصَّائِمُونَ) صحيح البخاري.. وفي رواية اخرى قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وَأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنَّ عِيسَى عبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ منه، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ؛ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ علَى ما كانَ مِنَ العَمَلِ. [وفي رِوايةٍ زادَ]: مِن أَبْوَابِ الجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، أَيَّهَا شَاءَ) صحيح البخاري.
 
2- وحينما تفكرت في مسألة تكبيرات العيد في الركعة الأولى على أنها سبعة تكبيرات .. وبما أننا نقول "الله أكبر" .. ونكون في العيد .. والعيد يعني فرحة في قلب المؤمن وهذه نعم قد أنعم الله بها على المؤمنين .. فكأننا نقول: سبع تكبيرات ولها دلالات ..  
 
- أي كأننا نقول في كل تكبيرة "الله أكبر": من أن يكسر فرحتنا فيفتح علينا بابا من أبواب النيران بدلا من رحمته .
- "الله أكبر": من أن يفتح علينا باب جهنم.
- "الله أكبر": من أن يفتح علينا باب السعير.
- "الله أكبر": من أن يفتح علينا باب لظى.
- "الله أكبر": من أن يفتح علينا باب الحُطَمة.
- "الله أكبر": من أن يفتح علينا باب سَقر.
- "الله أكبر": من أن يفتح علينا باب الجحيم.
- "الله أكبر": من أن يفتح علينا باب الهاوية.
 
- فكان تكبيرات العيد هذه أتت بفرحة للمؤمن تواجه كل باب من أبواب النار السبعة .. وكأنها تغلق أبوابها أمام المؤمنين .. بأن رحمة الله أكبر من أن يدخلنا في أي باب من أبواب النار ويكسر بفرحتنا في العيد .. بل هو من جعلنا نقولها سبعة مرات .. ليكمل لنا فرحتنا بالإطمئنان والبشرى في حال الآخرة .. والله أعلم .
 
- وكأن هذه التكبيرات كانت مخصوصة بغلق أبوب النار للسبعة .. أي التكبيرات هي وسيلة منا إلى الله ليكون الأمر كذلك ..  
 
3- أما عن الخمسة تكبيرات في الركعة الثانية .. فأنت تطمع بفضل ربنا ..
- فإذا كان في الركعة الأولى كبرت سبعة تكبيرات تشهد له فيها أمام العالمين بأنه الأكبر في الجلال والجمال والكمال .. في إشارة منك كأنك تقول له أنت أكبر من أن تكسر فرحتنا وتجعل أحد فينا يدخل النار بعد أن أطعناك ..
- ثم تأتي الركعة الثانية لتطمع أكثر في الله .. فتتوسل إليه بخمسة كرامات قد أنعم الله بها على أهل النعيم في الاخرة.
 
- "الله أكبر": من أن يحرمنا غفرانه.
- "الله أكبر": من أن يحرمنا عفوه.
- "الله أكبر": من أن يحرمنا رحمته.
- "الله أكبر": من أن يحرمنا رضوانه.
- "الله أكبر": من أن يحرمنا النظر إلى وجهه الكريم.
 
- فهؤلاء أكبر خمس كرامات في الاخرة. العفو والرحمة والمغفرة والنظر الى وجهه الكريم ورضوان من الله أكبر.
 
- فكأنك أنت تطمع مع فرحة العيد .. أن يتجلى عليك المولى من نسمات فضله وكرامات عطاءه فيكمل فرحتك بأن لا يحرمك من عطاءاته وكراماته في الآخرة .. لأنه أكبر من أن ينظر إلينا في يوم عيدينا إلا بما فيه كرامة علينا منه وفضلا ..

- ولذلك نقول .. الله أكبر خمس مرات من أن يحرمنا من هذه النعم الخمسة.
 
4- فكأنك كمؤمن تريد من مولاك أن ينعم عليك بالعيد كله دنيا وآخرة .. حتى تطمئن برحمة مولاك فتسكن نفسكن وتفرح بهذه العيديه منه جل شانه.
 
5- لكن هل أنت الذي طلبت .. أم هو الذي أمرك أن تقول هذه التكبيرات ؟
- بل هو الذي أمرك ان تقول هذه التكبيرات .. يبقى طالما هو من طلب منك ذلك فأبشر بخير الدنيا والآخرة .. وافرح بعيدية الله عليك .. فليس الفرح هو ان تفطر بعد صيام وإنما الفرح والعيد هو عندما يتجلى عليك الرحمن بساحب العفو والرحمة والغفران والرضوان ويمتعك برؤية وجهه الكريم جل شأنه ..  
 
6- فقط حاول أن تتذوق معنى (الله أكبر) .. بأنه العظيم القادر على أن يمنحك أي نفع .. والعظيم القادر على أن يصرف عنك كل ضر ..
- فكن مع العظيم جل شأنه حتى تغنم وحتى تسعد في الدنيا ويوم الدين.
- هذا والله أعلم .
- اللهم صلي على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى اله وسلم.

*****************************

- متعكم الله بالصحة والعافية .. وغفر الله لي ولكم ولكل المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات في كل زمان ومكان .. آمين يارب العالمين .

.. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..

*****************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .