ج1: رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها - هل الشياطين والجن تسكن الحمامات وقد نصاب فيها بالمس الشيطاني ويسمون بعامر البيت - هل سكب الماء الساخن أو الزيت المغلي داخل المرحاض أو البالوعة أو الحوض بدون ذكر البسملة والإستعاذه من الشيطان الرجيم يترتب عليه إصابة روحانية من الجن والشيطان لأننا بذلك نكون أحرقنا الجن والشيطان بإلقاء الماء والزيت عليه - هل استحمام الإنسان عاريًا أو جماعه لزوجه عاريا يسبب له أن يكون ضحية للجن العاشق - هل استحمام النساء والعذارى ليلاً يجلب الجن العاشق - هل يصح للزوج أن يغتسل مع زوجته في الحمام ويجامع زوجته في بانيو الحمام المنزلي>

 بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها

عن المس الشيطاني ودخول الحمامات ليلا وتسريح الشعر ومراسم الزواج وغير ذلك

(الفصل الأول)

:: الفصل الأول: عن معتقدات متعلقة بالمس الشيطاني وعلاقته بإلقاء الماء الساخن بالحمامات والإستحمام عاريا بالحمام وبالليل ::

1- س1: هل الشياطين والجن تسكن الحمامات وقد نصاب فيها بالمس الشيطاني ويسمون بعامر البيت ؟

2- س2: هل سكب الماء الساخن أو الزيت المغلي داخل المرحاض أو البالوعة أو الحوض بدون ذكر البسملة والإستعاذه من الشيطان الرجيم يترتب عليه إصابة روحانية من الجن والشيطان لأننا بذلك نكون أحرقنا الجن والشيطان بإلقاء الماء والزيت عليه ؟

3- س3: هل استحمام الإنسان عاريًا أو جماعه لزوجه عاريا يسبب له أن يكون ضحية للجن العاشق ؟ 

- تحقيق أحاديث الجن ورؤية عورات بني آدم.

4- س4: هل استحمام النساء والعذارى ليلاً يجلب الجن العاشق ؟

5- س5: هل يصح للزوج أن يغتسل مع زوجته في الحمام ويجامع زوجته في بانيو الحمام المنزلي الحديث أم قد يترتب على ذلك مس روحاني ؟ 

***************************

:: مقدمة الرسالة ::

- بسم الله الرحمن الرحيم – اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..

 

- هذه رسالة خفيفة عن معتقدات قد تم توارثها عبر أجيال متعددة .. مما يتعلق بأفكار حول أسباب المس الشيطاني وعلاقة ذلك بالحمامات والإستحمام فيها .. ومعتقدات حول تسريح شعر الرأس .. ومعتقدات حول مراسم الزواج .. ومعتقدات عن المرايا .. وعن القطط السوداء .. وعن التعري بالليل .. وعن الجن والشياطين .. وغير ذلك مما يعتقده البعض أو يظنه .. وعلاقة ذلك بحياة الإنسان وكيف يؤثر فيه ..

 

#- وخلاصة القول في العلاقة بين الخرافة والمعتقد الموروث:

- الخرافة: هي تصور أو تفسير عقلي بليد لحدث غامض غير معلوم سببه للعقل ..

 

- ولعجز العقل عن إيجاد سبب عقلي حقيقي لتفسير ما حدث .. فغالبا يتم تفسير هذا الغموض بوجود قوى خفية من عوالم أخرى كانت السبب في ظهور هذا الحدث الغامض.

 

- ثم يتم توارث هذه الخرافة .. وتصبح كمعتقد موروث خرافي راسخ في النفوس ويحاط بقانون "هذا ما وجدنا عليه آبائنا" ..!!

 

- وحينما يتم تصحيح هذه الخرافة أو المعتقد الموروث بالباطل وكشف الحقيقة فيه .. فيحدث أن كثير من الناس ترفض تحطيم الخرافات لأنهم لا يريدون أن يبصروا الحقيقة التي ستحطم أوهامهم.

 

- وأبشع الخرافات على الإطلاق هي المعتقدات المرتبطة بالدين ولا أصل لها .. حيث يفرض بعض من ينسبون أنفسهم للعلم بعض المعتقدات الخاصة بمذهبهم الخاص .. ويزينون ذلك بأحاديث نبوية يزعمون صحتها عمدا وهي غير صحيحة أصلا .. فيجعلون منها معتقد يفرضونه على المؤمنين ..ثم يحمون أنفسهم بقانون هذا ما قاله المشايخ والعلماء .. وذلك بدون إثبات من وحي القرآن أو حديث نبوي صحيح يطمئن له القلب .. وكأنهم يقولون "هذا ما وجدنا عليه آبائنا" .. وهو قانون الجاهلية في كل زمان ومكان .

 

#- أخي الحبيب:

- هذه الرسالة في أصلها هي مجموعة من المعتقدات الموروثة والمنتشرة بين الناس وعلى الإنترنت .. وقد قام بجمعها بعض أعضاء المدونة جزاهم الله خيرا .. وقد تعبوا في ذلك كثيرا ليجمعوها على فترة زمنية طويلة .. ثم تم إرسالها لي لمناقشتها .. حتى تعرف ما هو صحيح منها وما هو غير صحيح .. حتى تكون على بينة وحكمة وبصيرة مما تسمعه ..

 

- وأرجو من الله أن تكون هذه الرسالة سبب خير وكرامة ونور لمن يقرأها ويطلع عليها .. فينتبه لها من كان يظن صحتها في حين قد تكون غير صحيحة .. وأن ينتفع بها من كان لا يعلم عن هذه المعتقدات شيئا فيزداد علما وبصيرة بما يحيط بعقول مجتمعه فيكون سببا في توجيه مجتمعه إلى الصحيح والصواب .. والله ولي التوفيق.

 

- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم .

 **************************

:: الفصل الأول ::

:: عن معتقدات متعلقة بالمس الشيطاني وعلاقته بإلقاء الماء الساخن بالحمامات والإستحمام عاريا بالحمام وبالليل ::

**************************

..:: س1: هل الشياطين والجن تسكن الحمامات وقد نصاب فيها بالمس الشيطاني ويسمون بعامر البيت ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أولا: الروايات التي تشير لسكن الشياطين للحمامات ..
#- (حديث ضعيف جدا) .. عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: (إِنَّ إِبْلِيسَ لَمَّا أُنْزِلَ إِلَى الأَرْضِ قال: يارب أَنْزَلْتَنِي إِلَى الأَرْضِ وَجَعَلْتَنِي رَجِيمًا، فَاجْعَلْ لِي بَيْتًا، قَالَ: الْحَمَّامَ.. قَالَ: فَاجْعَلْ لِي مَجْلِسًا.. قَالَ: الأَسْوَاقَ وَمَجَامِعَ الطُّرُقَاتِ، قَالَ: فَاجْعَلْ لِي طعاما، قال: كُلَّ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، قَالَ: فَاجْعَلْ لِي شَرَابًا، قَالَ: كُلَّ مُسْكِرٍ، قَالَ: فَاجْعَلْ لِي مُؤَذِّنًا، قَالَ: الْمِزْمَارَ، قَالَ: فَاجْعَلْ لِي قُرْآنًا، قَالَ: الشِّعْرَ، قَالَ: فَاجْعَلْ لِي كِتَابًا، قَالَ: الْوَشْمَ، قَالَ: فَاجْعَلْ لِي حَدِيثًا، قَالَ: الْكَذِبَ، قَالَ: فَاجْعَلْ لِي رُسُلا، قَالَ: الْكَهَنَةَ، قَالَ: فَاجْعَلْ لِي مَصَائِدَ، قَالَ: النِّسَاءَ.) رواه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (بزيادة لفظ " فَاجْعَلْ لِي رُسُلا، قَالَ: الْكَهَنَةَ" عن رواية الطبراني.. ورواه الطبراني في الكبير .. ورواه الطبري في تهذيب الآثار .. وقال العراقي في تخريج أحاديث الأحياء: إسناد ضعيف جدا .. ووافقه الألباني وقال: إسناد ضعيف جدا وأشار لبداية تحقيقه إلى أنه منكر جدا ..
 
#- ملحوظة: مفهوم الحمام في الحديث .. يقصد به أماكن المياه الطبيعية كالبحر والنهر والآبار والعيون وما شابه ذلك .. وليس الحمام المنزلي .. حيث لم يكن هناك حمام منزلي في بداية الخلق .. فافهم ..!!
 
 #- قلت (خالد صاحب الرسالة):
أ- في السند (عبيد الله بن زحر) .. وهو ضعيف الحديث وإن كان صدوق في نفسه .. وحديثه خاصة عن (علي بن يزيد) فهو حديث مكذوب بسبب (علي بن يزيد) .. و(عبيد الله بن زحر)  قال عنه الدارقطني أنه ضعيف .. وقال البخاري في " التاريخ " : مقارب الحديث ، و لكن الشأن في على بن يزيد (يقصد البخاري أنه هو صدوق ولكن روايته عن علي بن يزيد باطلة) .. وقال أبو حاتم: لين الحديث .. وقال بن المديني: منكر الحديث .. وقال الدارمي عن يحيى بن معين: كل حديثه عندي ضعيف .. وسُئل عنه احمد بن حنبل: فقال ضعيف .. وقال أبو زرعة والنسائي: لا بأس به (أي مقبول) .. وقال الخطيب البغدادي: كان رجلا صالحا ، و فى حديثه لين .. قال ابن حبان : يروى الموضوعات عن الأثبات ، فإذا روى عن على بن يزيد أتى بالطامات ، و إذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر و على بن يزيد و القاسم أبو عبد الرحمن لم يكن متن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم . انتهى . (راجع في كل ما سبق (تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب في ترجمة (عبيد الله بن زحر)) .
 
ب- في السند (علي بن يزيد الإلهائي) .. قال البخاري: منكر الحديث.. وقال النسائي: ليس بثقة.. وقال أبو زرعة: ليس بقوى.. وقال الدارقطني: متروك. وقال الذهبي: متروك .. (راجع ميزان الإعتدال يرجمه رقم 5966).
 
#- (حديث ضعيف جدا) .. يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْأَيْلِّيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَالَ إِبْلِيسُ لِرَبِّهِ: يَا رَبِّ قَدْ أُهْبِطَ آدَمُ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ سَيَكُونُ كِتَابٌ وَرُسُلٌ، فَمَا كِتَابُهُمْ وَرُسُلُهُمْ؟ قَالَ: قَالَ رُسُلُهُمْ: الْمَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ مِنْهُمْ، وَكُتُبُهُمْ: التَّوْرَاةُ وَالزَّبُورُ وَالْإِنجيلُ وَالْفُرْقَانُ، قَالَ: فَمَا كِتَابِي؟ قَالَ: كِتَابُكَ: الْوَشْمُ، وَقُرآنُكَ: الشِّعْرُ، وَرُسُلُكَ: الْكَهَنَةُ، وَطعامُكَ: مَا لَا يُذْكَرُ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، وَشَرابُكَ: كُلُّ مُسْكِرٍ، وَصِدْقُكُ: الْكَذِبُ، وَبيتُكَ: الْحَمَّامُ، وَمصائدُكَ: النِّسَاءُ، وَمُؤَذِّنُكَ: الْمِزْمارُ، وَمَسْجِدُكَ: الْأَسْوَاقُ) رواه الطبراني في المعجم الكبير.. وقال العراقي إسناده ضعيف .. وقال الألباني: منكر.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وفي السند (يحيى بن صالح الأيلي) .. وهو منكر الحديث كما قال بن حجر في التلخيص الحبير حديث برقم 1202.. وقال الذهبي في ميزان الإعتدال ترجمة رقم 9544 نقلا عن العقيلي: أنه روى عنه يحيى بن بكير مناكير .. وقال بن عدي في الكامل ترجمة رقم 2144 ما ملخصه: أنه قد روى أحاديث وكلها غير محفوظة .
 
- ثانيا: الروايات التي تشير إلى الخلاء والحشوش ..
- هناك فهم خطأ عند بعض الناس .. ويظنون أن مفهوم الحديث الذي يتكلم عن الخلاء والخبث والخبائث .. إنما هو يتعلق بحمامات المنازل أيضا .. وهذا قياس غلط ..
 
1- عن أنس بن مالك قال: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الخَلاَءَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ) صحيح البخاري.
 
- وفي رواية عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فإذا دخل أحدُكُمْ الخلاءَ فَلْيَقُلْ: أعوذُ بالله مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ) رواه الترمذي وبن ماجه.
 
- قوله: "إن الحشوش"، (الحُشُوش): جمع حُشٍّ، وهو الخَلَاء، الحُشُّ في الأصل: جماعةٌ من النَّخْلِ، سُمِّيَ الخَلَاء حُشًّا؛ لأن العرب كانوا يتغوَّطُون بين النَّخِيل، فسمِّيَ كلُّ موضعٍ يَقضِي فيه الإنسانُ حاجتَه بهذا الاعتبار. (قال ذلك الشيخ المظهري رحمه الله في المفاتيح في شرح المصابيح ج 1 ص 384).
 
2- فالخلاء هو المكان المنعزل خارج المدينة والمخصص للتبول والتبرز فيه والنجاسة فيه ظاهرة على الأرض في الغالب .. وليس هو الحمام الذي بداخل المنازل الخاصة والذي فيه الماء الجاري ولا نجاسة فيه أصلا لدوام طهارته ونظافته .. ويمكنك مراجعة كلام العلماء وأقوالهم في ذلك .. فالخلاء شيء والحمام شيء آخر ..!!
 
- فالذي يساوي بين الحمام والخلاء .. فهو شخص قد أخطأ في القياس أي في قياس وصف الحمام المنزلي أو الفندقي على وصف لفظ الخلاء الصحراوي والزراعي المهجور .. ويحتاج إلى تصحيح علمه .. ومراجعة كلام العلماء .. وإن كان العقل يغنيه عن ذلك كله .. !!
 
3- فالاحاديث تتكلم عن الخلاء أي الأماكن الصحراوية أو الزراعية المهجورة .. لكن الحمامات التي بداخل البيوت والمنازل .. فلا علاقة لها بهذا الشأن على الإطلاق .. لأن الماء يكون جاريا فيها ويجعلها نظيفة .
 
- ولو كان المسألة تتعلق بما في داخل المنازل فالناس كانت تتبول في وعاء مخصص لذلك في داخل المنازل .. ثم يذهبون ويلقون هذا البول بعيدا عن منازلهم .. ولم يأتي تحذير من النبي في ذلك ..!!
 
4- ولكن هل يوجد مانع من قول هذا الدعاء (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) قبل دخول الحمامات ..؟
- بكل تأكيد .. لا .. لأن التعوذ بالله مطلوب في كل وقت وكل مكان لاحتياجنا الدائم إلى الله في أن يعصمنا من شر كل خبيث ظاهرا وباطنا .. 
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) في توضيح معنى الخبث والخبائث:
- والذي أظنه في فهم لفظي الخبث والخبائث .. هو الآتي:
أ- الخبث قد يكون المقصود به: كل ما يؤدي إلى حدوث نجاسة ومرض ووسوسة .. بسبب التواجد في مكان الخلاء .. مثل الإصابة من البول والغائط في الملبس والجسم .. بل وقد يترتب على ذلك وسواس النظافة والطهارة في نفسه .. أو العدوى بمرض من هذا المكان في جسده ..
 
ب- والخبائث قد يكون المقصود به: هي كل نفس خبيثة يصدر منها ضرر أثناء التواجد في هذا الخلاء .. من الجن والحيوان والإنس .. إذ ينتشر في هذا المكان شياطين الجن .. وقد يسكنها بعض الأفاعي والعقارب .. أو خروج أحد من شياطين الإنس المؤذيين مستغلا ما تفعله فيؤذيك ..
 
ج- وقوله (الحشوش محتضرة): أي مهيأة لحضور الأذى فيها بسبب ما يكون فيها إما من نجاسات بسبب كثرة التغوط فيها .. أو بسبب حضور الهوام بصورة لا ينتبه لها الإنسان مثل الأفاعي والعقارب في هذه الأماكن ولا يراها الإنسان .. أو بسبب حضور شياطين الجن والإنس في ذلك المكان .. ولا علاقة لتخصيص هذا المكان بحضور الشياطين فقط ..
- هذا رأيي في فهم ألفاظ الحديث .. والله أعلم.
 
#- علما بأن بعض العلماء قال بتفسير الخبث والخبائث بأنهما ذكور الشياطين وإناثهم .. وهذا قول فيه نظر .. لأنه لو كان المقصد من الحديث في الخبث والخبائث هو الشياطين بالذات .. لكان استعاذ منهم النبي صلى الله عليه وسلم باللفظ .. ولكنه أطلق الوصف الخاص بالأذى الذي يترتب على التواجد في هذه الحشوش .. وما يحمله من شر وأذى .. ويمكنك مراجعة مناقشة الأقوال في (رسالة الزواج والجماع والإنجاب بين الجن والإنس حقيقة أم خرافة) في الفصل الثامن والعشرون تحت سؤال بعنوان: (س99: هل الخبث والخبائث هم ذكور الشياطين وإناثهم؟) ..
 
- وما سبق يتعلق بالخلاء أي الأماكن الصحراوية أو الزراعية المهجورة .. لكن الحمامات التي بداخل البيوت والمنازل .. فلا علاقة لها بهذا الشأن على الإطلاق .. لأن الماء يكون جاريا فيها ويجعلها نظيفة ..
 
#- ثالثا: قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا بسؤال قد يخطر ببالك:
#- ما الذي يفعله الساحر حينما يدخل الحمام ليستعين بالشيطان إذا لم يكن الحمام نجسا ؟!!
- أنت فهمت خطأ أخي الحبيب .. فالمسألة لا تتعلق بالحمام أصلا .. وإنما تتعلق بما يفعله الساحر في الحمام .. وهو تعمد إهانة القرآن بان يلبسه في قدمه ويتبول عليه في الحمام .. ويأتي بماء مني من الزنا ويمسح به على الحائط .. ويترك بعضا من بوله ليتوضأ به داخل الحمام ويأتي ببعض أوراق من المصحف ليمسح بها على هذا البول ..
 
- فالمسألة لا تتعلق بالحمام .. وإنما تتعلق بأفعال النجاسة التي يقوم الساحر بفعلها في الحمام .. والتي إن فعلها في غرفته الخاصة فسيحضر له الشيطان أيضا .. ولكن الساحر يحافظ على غرفته ويذهب للحمام ليفعل ذلك .
 
#- رابعا: قلت (خالد صاحب الرسالة) على مفهوم خاطيء يتعلق بعامر البيت:
 
- وقد يوهمك البعض أخي الحبيب .. بأن من يسكن الحمامات هو عامر البيت .. وهذا كلام باطل أيضا .. لأنه لا علاقة لعامر البيت بالحمامات .. وكل الروايات التي تكلمت عن عامر البيت فهي تتعلق بحيات متجسدة كانت تدخل بعض بيوت أهل المدينة .. ولم تكن تدخل الحمامات .. ولا علاقة لهم بالحمامات .. فلا تسمعوا لكلام الجهلاء يا مؤمنين ..  
 
#- خلاصة القول:
- لا تتوهم أخي الحبيب أن الشيطان يسكن في حمام منزلك ويشاركك فيه وكأنه مستأجره منك .. فهذا كلام غير صحيح ومعتقد باطل .. ولم يقل به النبي صلى الله عليه وسلم .. ولم يشير إليه ..
- ولا تنسب للشيطان قدرة هي ليست له ومكان ليس هو ساكن فيه .. فتعيش في وسواس خطير يفسد عليك حياتك وحياة من حولك .. 

 

************************

..:: س2: هل سكب الماء الساخن أو الزيت المغلي داخل المرحاض أو البالوعة أو الحوض بدون ذكر البسملة والإستعاذه من الشيطان الرجيم يترتب عليه إصابة روحانية من الجن والشيطان لأننا بذلك نكون أحرقنا الجن والشيطان بإلقاء الماء والزيت عليه ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- أولا: نناقش هذا الكلام من ناحية العقل وبعض أدلة الشرع ..
1- فأقول أن ما جاء في هذا السؤال هو كلام باطل وغير صحيح .. وإنما هذا كلام قال به الجن والشيطان وصدقه البعض ونشروه بين الناس نقلا من لسان الشياطين .. وهذا إن دل فإنما يدل على عقلية من استقبل هذا الكلام ونشره بين الناس ..!!
 
2- والواقع يكذب هذا الكلام .. لأن نظافة الحمامات في كل مكان على وجه الأرض في الفنادق والمنازل وفي كل مكان .. ويلقون فيها أحيانا بمياه النار التي تنظف الحمامات .. ويلقون فيها بالمياه الساخنة لتطهير الأماكن التي أصابها اتساخ .. واحيانا يتم إلقاء الزيت المغلي في الأحواض .. ولا يحدث شيء لأي أحد ..
 
- وفي منازل عموم الناس في المدن يتم صرف الغسالات في مصارف المجاري وتكون المياه ساخنة جدا .. ولا نجد الجني ينتقم من الغسالات .. ولا ممن وضع الغسيل في الغسالات .. فلماذا يحدث هذا فقط مع السفهاء ..!!
 
- ولا مانع عند بليدي العقل حينئذ أن يقولوا: أن الغسالة حينما تتعطل فهذا بسبب أن الجن الجبار قد احترق بمياه صرف الغسالة .. فأتى بتعطيل الغسالة لينتقم منها .. وترك صاحبة الغسالة ليحرق قلبها على مصاريف إصلاح الغسالة ..!!
 
- ألا أيها العقلاء .. أليس منكم رجل رشيد ..!!
 
3- والذي قال بحرق الجن بالمياه الساخنة وما شابه هذا الكلام الغير معقول والغير مقبول .. إنما قاله من خلال تجاربه مع الشياطين وأخذ الكلام منهم واتبع كلامهم ونشره بين الناس دون تدبر ..
 
#- وأظن أن من أول من نشر هذه الخرافة الغريبة هو الشيخ بن تيمية رحمه الله (المتوفى: 728هـ) .. حيث ذكر الشيخ بن تيميه في أسباب صرع الجن للإنس وقال من أحد الأسباب: "وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم أو صب عليهم ماء حارا أو يكون قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى وهذا أشد الصرع وكثيرا ما يقتلون المصروع" (مجموع الفتاوى ج13 ص82).
 
#- وكان رحمه الله ينقل ما سمعه من الجن والشيطان من خلال ما سمعه من خلال علاجاته للناس المصروعة والممسوسة .. ثم أتى بعض أهل زماننا واتخذ البعض كلام الشيخ بن تيميه كأنه حجة شرعية ليؤكد مزاعمه للناس انتصارا لهذه الأفكار الغريبة والغير معقولة ودون تدبر لما ينقلونه وكأنه قرآن ..!! وفتنوا الناس بهذا الكلام الذي لا واقع يؤيده ولا عقل يقبله ولا دين أشار إليه .. وإنما هي معتقدات الغرض منها التخويف من الشيطان يسلكه البعض في نفوس المؤمنين .. فجعلوا للشيطان قدرات لا وجود لها في الواقع حتى جعلوه ساكن في بيوتنا وكأنه قد استوطن كل بيت ومنزل نعيش فيه ..!!
                                                                
- ولو نظرنا في كلام الشيخ بن تيميه رحمه الله .. فسنجده يتكلم عن الجن وكأننا نراه رؤية العين ونلمسه لمس اليد ..!!
 
4- وبالله عليك يا مؤمن .. كيف تبول على الجن ؟!! وكيف تؤذي الجن بسكب الماء الحار عليه ؟ بل وكيف تقتل البعض منهم ؟!!
 
- فهل نحن نراهم لنفعل ذلك بهم ؟!! إلا لو كانوا متجسدين في صور مادية .. وطالما متجسدين في صورة مادية مثل الحيات .. فهل يوجد عاقل سيتبول على الحيات أو يسكب عليهم ماء حار ؟!! ولماذا يفعل ذلك أصلا إلا لو مختل عقليا ؟!!
 
- يعني باختصار: طالما عالم الجن لا نراهم أصلا وهم في عالم الحجاب .. فكيف تؤذي ما لا إدراك لك به وهو في عالم الحجاب وأنت في عالم المادة ؟!! بل والله يقول أنه يرانا ولا نراه .. !!
 
- فالله يقول لنا: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الأعراف:27.
- أي أن الله يخبرنا في القرآن بأن الشيطان وفصيلته من عالم الجن يروننا بكيفية لا نراهم بها من خلف حجاب الغيب .. يبقى كيف نفهم أننا يمكن لنا أن نؤذيهم بسكب المار الحار عليهم أو التبول عليهم يا مؤمنين يا عقلاء ؟!!
 
- وإذا كنا يمكن أن نقتل الجن بكيفية لا نعلمها .. ونحرق الجن بالماء الساخن .. ونتبول عليه دون أن ندري .. فعلى هذا المنطق فقد مات مئات الألوف من الجن في الحروب بسبب القنابل والمتفجرات .. ولم يستطع الجن أن يفعل شيء لأنه حينئذ هو عالم مقهور من الإنس ..؟ أم هو يتقوى فقط على من بال عليه وألقى عليه مياه ساخنة .. ؟!!
 
- ألا أيها العقلاء .. أليس منكم رجل رشيد ..!!
 
5- من سخافات بعض الرقاة التي قرأتها في وقت مضى .. أنه يسأل الجن عن سبب المس .. فقال له الجن: لأن هذه المرأة ألقت مياه ساخنة في البالوعة وصادف أن ابن الجني كان نائم في البالوعة بين أحضان أمه فحرقته فمات ..!!
 
- فهل هذا كلام يقبله العقلاء .. أم يقبله فقط من استخف الشيطان بعقولهم ؟!!
 
- فالملاحظ أن بعض الرقاة ينشرون معتقد عن الجن والشياطين في نفوس الناس .. وكأن الجن جماعات من الصراصير التي تسكن البالوعات أو صراصير سقطت سهوا في قاعدة التواليت .. أو هم جماعة مستأجرين منازلنا بالإكراه دون أن ندري .. ومن المفترض أن نصدق هذا الكلام الأحمق الذي لا يمكن أن يصدقه او يقبله إلا أحمق ..!!
- فالجن الذي منه جنس يطير في الهواء .. ومنه جنس الهوام (حيوانات سامة قد تتشكل في شكل أفاعي وغيرها) ومنه جنس عاقل قادر على البناء والحركة والسعي في الأرض .. قد جعلوهم بعض الرقاة مثل الصراصير النائمة في البالوعات ؟!!
 
6- ملحوظة: صادفني كلام مثل هؤلاء من الجن في بعض العلاجات .. ولا أصدقه لأنه غير مقبول عقلا ومخالف للنصوص الشرعية لأنه يرانا ولا نراه .. فبأي حق يعتدي علينا ونحن لسنا في منطقته .. بل هو من كان في بيوتنا كما يزعم .. ثم كيف ماديات الإنسان تؤثر فيما بيننا وبينه حجاب ؟!! إلا إن كان بغضب إلهي على هذا العالم مثل إلقاء الشهب عليهم ؟!!
 
- فهل ظن البعض أن إلقاء الشهب على الشياطين الذين انتهكوا حرمات الله .. كإلقاء الماء الساخن في البالوعات التي هي ملكا للإنسان ..؟!!
- حسنا .. سأترك إجابة هذا السؤال للعقلاء ..
 
7- ومن ناحية أخرى .. طالما الشيطان أو عالم الجن يمكن له أن يؤذينا بمنتهى البساطة .. فلماذا ينتظر أن نؤذيه ونحرقه ونقتله ليؤذينا ؟!! كيف نفهم هذا المنطق يا جماعة العقلاء ؟!!
 
- ثانيا: مصدر خرافات انتقام الجن من الناس في الحمامات وبسبب التبول..
- قيل عن قتادة التابعي وبن سيرين التابعي: (أن َسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ذهب يَبُولُ .. ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: «إِنِّي لَأَجِدُ فِي ظَهْرِي شَيْئًا»، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ، فَنَاحَتْهُ الْجِنُّ فَقَالُوا: نَحْنُ قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ سَعْدَ بْنَ عُبَادَهْ .. رَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْنِ فَلَمْ يُخْطِئْ فُؤَادَهْ) رواه الحاكم والطبراني .. قال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد: أن قتادة وبن سيرين لم يدركا سعد بن عبادة .. ، وقلت (خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف لأنه منقطع السند .. حيث أن قتادة بن دعامة (مولود 61 هـ) ومحمد بن سيرين (مولود 32 هـ) وكلاهما تابعي .. ولم يدركا سعد بن عبادة الصحابي ولم يقابلوه حيث أنه توفى قبل ولادتهما (لأنه توفى 14 هـ) .. فكيف عرفوا القصة حينئذ وعمن أخذوها ؟!!
 
- ويأتي البعض ويحكي مثل هذه الروايات للدلالة على انتقام الجن من الناس ..!!
 
- أهذا كلام عقلاء يا ناس ؟!!
 
- يعني كلا التابعين الذين رويا القصة .. أحدهما روى القصة تقريبا بعد ربع قرن من موت سعد بن عُبادة وهو بن سيرين .. والآخر روى القصة بعد نصف قرن من موت سعد بن عبادة .. ثم من المفترض أن نصدق هذه الروايات لنكذب على الناس ونقول لهم أن الجن ينتقم من الناس ؟!!
 
#- خلاصة الكلام .. أن من مثل هذه الأحاديث والروايات والقصص .. استغلها الشيطان وبثها في عقول البعض ليظهر أن له قدرات خارقة في اذية الإنسان حتى ولو كان من أكابر الصحابة المشهود لهم بالكرامة ..!!
 
#- فرجاء أخي الحبيب انتبه لهذه الروايات الباطلة ولا تنشر شيء ولا تعتقده إلا بعد أن تتحقق منه ..!!
 
#- ثالثا: خرافات وخزعبلات في الكتب الدينية "مساكن الجن":
- لعل أحد أسباب انتشار هذه الخرافات السابقة عن حرق الجن بالماء الساخن في الجحور والأماكن الضيقة مثل البالوعات .. وما شابه ذلك .. إنما أتى من الرواية التالية التي سأذكرها لكم ..
 
#- عن قَتَادَةَ عن عَبْدِ الله بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: (إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَنْ يُبَالَ في الْجُحْرِ") .. قَالُوا لِقَتَادَةَ: مَا يُكْرَهُ مِنَ الْبَوْلِ في الْجُحْرِ؟ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِنَّهَا مَسَاكِنُ الجِنِّ) رواه أبي داود وأحمد والنسائي وغيرهم .. وصححه كثير من أهل الحديث كابن خزيمة وبن السكن والنووي وبن حجر والهيثمي والأرنؤوط .. وضعفه الألباني وغيره ..!!

#- عن قَتَادَةَ عن عَبْدِ الله بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: (إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَنْ يُبَالَ في الْجُحْرِ") .. قَالُوا لِقَتَادَةَ: مَا يُكْرَهُ مِنَ الْبَوْلِ في الْجُحْرِ؟ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِنَّهَا مَسَاكِنُ الجِنِّ) رواه أبي داود وأحمد والنسائي وغيرهم .. وصححه كثير من أهل الحديث كابن خزيمة وبن السكن والنووي وبن حجر والهيثمي والأرنؤوط .. وضعفه الألباني وغيره ..!!
 
1- وسبب التصحيح أو التضعيف .. هو اختلاف العلماء على سماع قتادة من الصحابي عبد الله بن سرجس أم لا ؟ أي هل قابل قتادة هذا الصحابي وسمع منه أم لا ؟!! فمنهم من قال انه قابل الصحابي ومنهم من قال أنه لم يقابل الصحابي .. وطبعا من قال أنه لم يقابل الصحابي فهذا معناه أن الحديث ضعيف حينئذ .. ومن قال أنه قابل الصحابي فهو يقول أن الحديث صحيح .
 
2- ولكن يوجد في الحديث علة أخرى .. بخلاف إمكانية سماع قتادة من الصحابي عبد الله بن سرجس أم لا .. وهي أن قتادة قد دلس في الرواية ولم يصرح بالتحديث .. وهذه علة قوية في إضعاف الرواية أصلا كلها .. !! والله أعلم .
  
3- ولا مانع لو ظننا أن الحديث صحيح .. وفي الحديث توجيه لطيف من النبي .. بالإبتعاد عن التبول في الجحور أو الحفر التي تكون في الأراض الزراعية أو الصحراوية لمظنة أن تكون بيت للحيات والأفاعي أو العقارب أو ما شابه ذلك فيخرج هذا الثعبان فيؤذي من يبول في الجحر ..
 
4- أما عن جزئية أن الجحور (مساكن الجن) فهذا ليس كلام النبي .. وإنما كلام التابعي قتادة وقد قيل له من مجهول لا نعرفه.. ومن الواضح أنه أيضا لا يعرفه .. !! وكأنه يحكي كلام منقول من العوام لأنه قال (وكان يقال): أن هذه الجحور هي مساكن للجن .. وكأنه سمعه من كلام العجائز ..!! 

#- وخلاصة القول أخي الحبيب:
- يتبين مما سبق بطلان خرافة حرق الجن في البالوعات وقاعدة التواليت والأحواض .. وإنما هذا هو مما بال به الشيطان في أذن البعض وصدقوه ونشروا كلامه بين الناس .. وما هذا إلا لونا من الكذب الشيطاني الذي ينشره الشيطان في نفوس بعض الرقاة ليكونوا مراسيل لنقل الخوف من الشيطان في نفوس الناس ويعظمون من شأن الشيطان في نفوس الناس .. بدلا من أن يظهروه بأن كيده كان ضعيفا كما أخبرنا تعالى حيث قال جل شأنه: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) النساء:76.
 
- فهذه الحقائق أمامكم أيها السادة دون تزييف في العلم .. فقد ذكرت لك ما هو عقلا وشرعا .. بل وما هو فاسد وباطل في كتب أهل العلم .. وأنت واختيارك .. إما أن تصدق الخرافات أو تصدق كلام الله وكلام العقلاء ..
- هذا اختيارك أيها العاقل ..
 

**********************

 

..:: س3: هل استحمام الإنسان عاريًا أو جماعه لزوجه عاريا يسبب له أن يكون ضحية للجن العاشق ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ما جاء في هذا السؤال هو كلام غير صحيح .. بل وكلام باطل ولا يصح لمؤمن أن يقول به فضلا عن أن يعتقده عاقل .. ليه ؟

 

- أولا: لا يوجد شيء اسمه جن عاشق قاعد في الحمام .. ومنتظر شخص يدخل عاريا ليمسه ويركبه ويتحكم فيه ..!! فهذا كلام من لا عقل له وإلا فلماذا لا يحدث هذا لجميع بني آدم في كل زمان ومكان ؟!!

 

- ثانيا: لا يوجد شيء اسمه جن عاشق .. لأن المس الروحاني إنما يحدث من شيطان أو جن مؤذي بن كلب .. فكيف يكون عاشق والعشق من صفة أهل المحبة ؟!!

 
- ثالثا: ما علاقة استحمامك في الحمام عاريا بأن يحدث لك مس روحاني ؟!!

- فيا أيها العاقل .. إذا تبولت أو تغوطت .. كيف تفعل ذلك ؟ ألا تكون عاري العورات ؟!! وإذا أردت أن تغتسل لتتطهر ألا تكون عاري الجسد ؟!!

- وإذا كان هذا وذاك يحدث .. فكيف تسمح لراقي جاهل قد استحوذ الشيطان على عقله وبال في أذنه بكلام لا يقبله العقلاء ولا الشرع .. وتصدق من يقول لك أنك لو دخلت الحمام عاريا قد يصيبك مس من جن عاشق ؟!!

 
- رابعا: وكيف ستجامع زوجتك ؟ باللاسلكي ؟!! أم ستجعل من نفسك كفيفا حتى لا تراها من باب غض البصر فتكون بذلك مسخرة الخلائق في مر العصور ؟!!
 
- خامسا: لعلك قد تقول بقول الجهلاء أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن رؤية العورات .. وتستدل ببعض أحاديث واهية ومكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح منها شيئا  مثل رواية : (إذا جامع أحدكم فلا ينظر إلى الفرج فإنه يورث العمى ، ولا يكثر الكلام فإنه يورث الخرس) وقد ذكره الإمام بن الجوزي في الموضوعات .. وقائل هذا الحديث أحد الكذابين .. ولا علاقة له بالنبي صلى الله عليه وسلم ..

- بل أن الذي عليه علماء المسلمين في كل زمان ومكان هو جواز رؤية العورات وجواز الاستحمام عُريا وجواز الجماع عُريا ورؤية العورات .. وسبق وناقشنا وذكرنا كلام العلماء في جواز تقبيل العورات وممارسة ما يسمى بالجنس الفموي .. وكل هذا ويأتي بعض الضلالية ويقولوا لا تدخل الحمام عاريا خوفا من الجن العاشق ..

- وإذا كانوا هم ضلالية فأين عقلك يا مؤمن ؟ ولماذا لا تحترم دينك ؟!!
 

#- وللتذكرة نقول: عن السيدة عائشة قالت: (كُنْتُ أغتَسِلُ أنا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من إناءٍ واحدٍ، يُبادِرُني وأُبادِرُه (أي يسبقني وأسبقه) ، وأقولُ: دَعْ لي، دَعْ لي) رواه أحمد والنسائي وقال محققو المسند: إسناده صحيح ..

- وفي رواية بلفظ: (كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد( صحيح البخاري.
 

- قال الحافظ بن حجر العسقلاني رحمه الله: في "الفتح" (1/364) : واستدل به "أي بالحديث السابق عن السيدة عائشة" .. "الداودي" .. على جواز نظر الرجل إلى عورة امرأته وعكسه .. ويؤيده ما رواه ابن حبان من طريق سليمان بن موسى: (أنه سئل عن الرجل ينظر إلى فرج امرأته فقال: سألت عطاء .. فقال: سألت عائشة فذكرت هذا الحديث بمعناه) .. وهو نص في المسألة . والله أعلم . (راجع فتح الباري ج1 ص364) ..

 

- سادسا: كيف تظن ان تفعل فعلا مباحا وحلالا في منزلك الخاص .. وتتطهر وتستحم .. ثم يخطر ببالك ولو لثانية أنه يمكن للشيطان أن يؤذيك ؟!! أعاقل أنت حتى تتهم الله بأنه ظالم ؟!! لأنه كيف تظن هذا الظن وتساوي نفسك في فعل الحلال بمن يفعل الحرام فتتوهم أن الشيطان يتسلط عليك وأنت تفعل الحلال الطيب ؟!!

 

#- يا أخي أو يا أختي .. طالما تعيش لوحدك أو مع زوجك .. فحتى لو تحركت في بيتك عاريا فلا حرج عليك ولو نمت عاريا ورقصت عاريا وفعلت ما تفعله بمنزلك وأنت مستور في منزلك .. فافعل ما تشاء .. فهذا بيتك وأنت حر فيه ما لم تنتهك حرمات الله .. وطالما أنت تكون عاريا في بيتك مستورا .. فهذا ليس فيه انتهاك لحرمات الله ..

 

- ولكن انتبه فقط أنك لو كنت ممن يشعروا بأن لهم إحساس بتواجد العالم الروحاني من حوله فقط قل: أنت في أمان بسم الله من كل جن وشيطان .. وافعل ما تشاء بعد ذلك .. ولا ترتكب حرمات الله .

 
#- سابعا: من أين أتوا بخرافة لا تستحم عاريا خوفا من الجن العاشق ؟
 

- هناك روايات توصف بأنها الضعيفة أو الضعيفة جدا أو المكذوبة .. والتي يروج لها البعض انتصارا لأفكاره الضآلة والمنحرفة في وجود مس الجن لو أنت عريان في منزلك الخاص .. وسأذكرها لك أخي الحبيب حتى تعرف من أين يأتي هؤلاء الرقاة بخرافاتهم .

 

#- وخلاصة القول فيما سأذكره من الروايات التالية هو ما ذكره الإمام بن حجر العسقلاني بعد أن قام بسرد الروايات كلها في "نتائج الأفكار ج1 ص155" ثم قال في ختام بحثه: "لم يثبت في الباب شيء" .. (انتهى النقل) ..!!

 

1- (حديث ضعيف) .. عن عليّ بن أبي طالب مرفوعا: (سَتْرُ ما بين أعين الجنّ وعورات بني آدم إذا دخلَ أحدُهم في الخلاء أن يقول: بسم اللَّه) رواه بن ماجة والطبراني في الأوسط والترمذي ..

 

#- تعليق العلماء على الرواية:

أ- قال الترمذي: وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وإسناده ليس بذاك القويّ ..

ب- أخرجه بن عدي في الكامل في الضعفاء وعلق عليه: بأن هذا إسناد باطل ..

ج- وقال بن الجوزي في جامع المسانيد عند حديث رقم 5498: هذا إسناد لا يثبت.
د- وذكره البوصيري في الإتحاف: بأنه ضعيف لأن فيه زيد العمِّي ..

هـ- وقال الشيخ الأرنؤوط في تخريج بن ماجه: حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمَّد بن حميد: وهو الرازي.

و- وقد ذكر طرقه كلها أبو سليمان الدوسري برقم 1585 في الروض البسام: بأنها معلولة ..

ك- وقال الشيخ الألباني تعقيبا على تصحيح المناوي فقال: إسناد واه (أي ضعيف جدا) وفيه ثلاثة علل .. وقد ذكر العلل الثلاث في كتاب (الأرواء ج1 ص88 حديث رقم50).. ولكنه صحح الحديث بمجموع طرقه ..!!

ل- وقال الشيخ أبو أسامه الهلالي في "عجالة الراغب المتمني" بعد أن أوضح علل طرق الحديث فقال: الحديث حسن لغيره، ففي طرقه وشواهده ما يصلح للاعتبار به، كحديث أنس من طريق سعد بن الصلت وطريق عمران بن وهب، وحديث علي بن أبي طالب، ومعاوية بن حيدة، وبقية شواهده لا يفرح بها، والله أعلم (انتهى كلامه) ..

#- وفي (حديث ضعيف) يروى أيضا عن الإمام علي .. عَنِ الْحَكَمِ النَّصْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (سَتْرُ مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْجِنِّ بِسْمِ اللَّهِ) رواه أبو الشيخ في العظمة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): السند فيه ضعف لعنعنة أبي اسحاق السبيعي حيث لم يصرح بالتحديث فظهرت منه شبهة التدليس ..

- فضلا عن أن الحديث معلوم منه بدلالة الرواية السابقة .. أنه يتكلم عن خلع الملابس في الخلاء وقت قضاء الحاجة وليس وقت خلع الملابس لتغييرها بملابس أخرى في منزلك .. فالمسألة تتعلق بأماكن وجود الشياطين في الغالب وهي أماكن الخلاء في الصحراء .. وليس له علاقة بمنازلنا .. فافهم وانتبه .!!

 

 2- (حديث ضعيف جدا في طرقه كلها) .. عن أنس بن مالك مرفوعا: (سَتْرُ ما بَيْنَ عَوْراتِ بني آدَمَ والجِنِّ إذا وضَع أحَدُهم ثوبَه أنْ يقولَ بِسْمِ الله) رواه الطبراني في الأوسط .. وكل روايات طرق أنس بن مالك باطلة ولم يصح منها شيء وكلها طرق واهية .. راجع تحقيق الشيخ (محمد بن عبدالله السريِّع) على هذه الطرق بالتفصيل في سلسلته " سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع" الفصل الثالث عشر منشور على موقع الألوكة بتاريخ 20/10/2009 ... وممن ناقش هذه الروايات أيضا وأظهر بطلانها صاحب الفتوى على موقع "الإسلام سؤال وجواب تحت عنوان (قول : ( بسم الله الذي لا إله إلا هو" عند خلع الثياب للحفظ من الجن) فتوى برقم 181740 بتاريخ 24/7/2012 .. وقال الشيخ أبو أسامة الهلالي: وبالجملة؛ فحديث "أنس" ضعيف من جميع طرقه، ولا تقوي بعضها بعضًا؛ نظرًا للضعف الشديد في أكثر مفرداتها (راجع عجالة الراغب المتمني ج1 ص59) .. والغريب أن الشيخ الألباني ذكر بعض طرق لرواية أنس بن مالك ولم يصح منها شيء وهو يعلم ثم قال (الأرواء ج1 ص88 حديث رقم 50): "وجملة القول أن الحديث صحيح لطرقه المذكورة .. والضعف المذكور في أفرادها ينجبر إن شاء الله تعالى بضم بعضها إلى بعض كما هو مقرر في علم المصطلح" ..!!

 

- (حديث باطل) .. وفي رواية بلفظ عن أنس بن مالك مرفوعا: (سَترُ ما بين أعيُنِ الجنِّ وعوراتِ بني آدمَ إذا وضعَ أحدُكُم ثوبَهُ أنْ يقولَ بسمِ اللهِ) رواه بن عدي في الضعفاء .. وقال بهذا الإسناد: باطل..

 

- (حديث ضعيف جدا أو مكذوب) .. في رواية بلفظ عن أنس بن مالك: (ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه: بسم الله الذي لا إله إلا هو) رواه بن السني في عمل اليوم والليلة .. قلت (خالد صاحب الرسالة): وفي السند (عبد الرحيم بن زيد العمي) وهو متروك الحديث ومتهم بالكذب.

 

3- (حديث ضعيف جدا أو مكذوب) .. أبي سعيد الخدرى مرفوعًا: (سِتْرُ ما بيْن أعيُنِ الجنِّ وبين عَوراتِ بني آدمَ، إذا وضَعَ الرَّجلُ ثَوبَه، قال: بسمِ اللهِ) ذكره البوصيري في الإتحاف وقال فيه (زيد العمي) ضعيف..، (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي الرواية يوجد (موسى بن سهل بن كثير) وهو ضعيف جدا ..، وفيه أيضا (زيد العمي) وهو ضعيف الحديث .. وفيه (محمد بن الفضل بن عطية) ضعيف جدا والبعض كذبه .

 
4- (حديث ضعيف جدا أو مكذوب) .. حديث ابن عمر مرفوعًا: (إذا نزع أحدكم ثوبه أو تعرى فليقل: بسم اللَّه، فإنه ستر له فيما بينه وبين الشيطان) رواه أبو نعيم في الحلية.. قلت (خالد صاحب الرسالة): وفي السند (إسماعيل بن يحيى بن سلمة) وهو متروك الحديث ومتهم بوضع الأباطيل والموضوعات.

5- (أثر تابعي صحيح) .. عن أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: (سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ بِسْمِ اللَّهِ إِذَا وَضَعَ ثِيَابَهُ) رواه أبو الشيخ في العظمة .. والسند صحيح حتى أبي العالية التابعي .. ولكنه مقطوع على كلامه ولم يرسله للنبي .. وكأن هذا اجتهاد له أو لعله سمعه من أحد الصحابة ولكن لم يصرح بذلك.

- ملحوظة: هذه الرواية قال عنها بعض الأفاضل أنها من طريق (أحمد بن عبدة الضبي عن سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أبي العالية) .. وهذا أظنه خطأ في اسم "سفيان" .. لأن سفيان في الرواية هو سفيان بن عيينه وليس سفيان الثوري .. والله أعلم .
 
6- (أثر تابعي صحيح) .. عن بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَمِعَ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: (الْجِنُّ يَسْتَمْتِعُونَ بِمَتَاعِ الْإِنْسِ، وَثِيَابِهِمْ فَمَنْ أَخَذَ مِنْكُمْ ثَوْبًا أَوْ وَضَعَهُ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ فَإِنَّ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى طَابَعٌ) رواه أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): السند مقطوع على قول التابعي وموقوف عليه .. فهو رأي خاص به .. وحاله حال الرواية السابقة ..

#- وآراء التابعين هي مجرد أقوال ظنية ممن قالوها أي مجرد آراء علماء ظنوا ذلك .. وليس كلامهم حجة شرعية للإحتجاج بها .. وإنما يؤنس بها .. ولكن يُسئلون عنها أيضا من أين لك هذا ؟!!
 
#- يتبين لك أخي الحبيب ..
1- أن هذه الروايات التي قيلت مرفوعة عن النبي والتي تدل على أن الجن يرونك وأنت عريان .. إنما هي روايات باطلة ولم يصح منها شيء ولا يصح الاستدلال والإحتجاج بها في شيء .. وتصحيح الشيخ الألباني هو تصحيح باطل لأن المعتقدات الغيبية لا تصحح بالضعيف والضعيف جدا والمكذوب .. وإن هذا لشيء عجاب ..!! ومن يرضى بهذا في دينه فهذا شأنه واختياره .. وليكن أمينا فيمن ينقل إليهم العلم بحقيقة هذه الروايات .
 
- وفي العموم هذه الروايات لا حجة فيها حتى يحتج بها أحد .. واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ..

 

2- الإعتقاد في صحة هذه الروايات هو اعتقادك في أن الله ظالم .. لأنه كيف يتسلط عليك شيطان أو جن يرى عورتك وينتهك حرماتك وأنت في غير معصية .. فما الفرق بينك وبين الفاجر يا مؤمن ؟!!

- فهذا الروايات لا اشك في كونها مكذوبة قطعا .. لأنها مخالفة للعقيدة في الله وفيها اتهام صريح لله بالظلم .. وقد جل شأنه وحاشاه جل جلاله فهو العادل ..!!

 

3- ومن ناحية أخرى .. حتى لو افترضنا صحة هذه الروايات وهي غير صحيحة أصلا .. ولكن نسأل من يخترع هذه الخرافات ونقول له: أين فيها أن من يستحم عاريا يركبه هذا الجن العاشق أيها المخرف الجاهل يا من تقول بهذا الكلام مستندا لمثل هذه الروايات ؟!!

- ألم يكفيك أن تزعم أن هذه الروايات قالها النبي وهي روايات باطلة .. ثم تزعم بالكذب أنها تشير إلى مس الجن للإنسان لو كان عاريا ..!!
- فما أجرأ هؤلاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!  
 
#- خلاصة القول:

- من يقول لك أن استحمامك بالحمام عاريا أو بقاءك فيه عاريا يسبب لك مس روحاني أو يركبك جن عاشق .. فاعلم ان هذا شخص متعفن في نفسه وقد بال الشيطان في أذنه بكلام لا يصح عقلا ولا شرعا ولا يقول به أي إنسان فاضل أو عاقل وإنما يقول به من ارتضى بالشيطان له وليا مرشدا ..

 
- بل ومن يمنعك من الاستحمام عاريا في حمامك الخاص في منزلك فقل له: جن لما يركبك يا بعيد .. يا مُتعفن ومُنتن الرائحة .
 

- وإذا أخبرك بالأحاديث السابقة وهو يعلم أنها روايات باطلة وفيها اتهام لله .. فاعلم أن هذا الشخص أهم شيء عنده في الدنيا هو الإنتصار لشيطانه الذي اتخذه وليا من دون الله .. فلماذا تتعب نفسك في الكلام مع كذاب على الله ورسوله ؟!!

 

*****************************

 

..:: س4: هل استحمام النساء والعذارى ليلاً يجلب الجن العاشق؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- هذا كلام غير صحيح وفيه خرافة .. وكلام باطل .. ولا يوجد شيء اسمه الجن العاشق وإنما يوصف بكونه شيطان أو جن معتدي ومؤذي .. وهذا لا علاقة له بنظافة الإنسان .. وإنما يأتي الشيطان لمن هو شخص قذر في نفسه ومتعفن ومُنتن الرائحة ..

 

2- والاستحمام يكون في أي وقت ليلا أو نهارا حسب احتياج الشخص لذلك .. بل وقد تحتاج المرأة للطهارة ليلا لإقامة فرض الصلاة بعد انتهاء فترة حيضها .. أو قد تفعله من نوع التزيين لزوجها إذا كانت من اللاتي تهتم بأنوثتها وزوجها .. أو ما شابه ذلك ..

3- ثم لماذا دائما يقال ان المس يحدث للنساء والفتيات ؟ فهل الرجال معصومين من حدوث المس لهم لو استحموا ليلا ؟

- ولذلك هذا المعتقد .. فيه دلالة قوية جدا على أن الذي يقوم بنشر هذه الأمور بعضا من جماعة الرقاة الذين يتكسبون من وراء هذه المعتقدات حينما يوهمون النساء أنه تم مسهم لأنهم استحموا بالليل .. !!

- وهذا ليس بغريب على بعض جماعة الرقاة ..!!
- والله أعلم .

 *****************

..:: س5: هل يصح للزوج أن يغتسل مع زوجته في الحمام ويجامع زوجته في بانيو الحمام المنزلي الحديث أم قد يترتب على ذلك مس روحاني ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- أولا: بخصوص اغتسال الزوج مع زوجته في مستحم بيتهما .. فلا حرج في ذلك ..
- جاء في الحديث عن السيدة عائشة قالت: (كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنْ جَنَابَةٍ) صحيح البخاري.
- قوله (جنابة): أي نتيجة جماع حدث بينهما.
 
- وفي (حديث صحيح) بلفظ: (كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ أُبَادِرُهُ وَيُبَادِرُنِي حَتَّى يَقُولَ: دَعِي لِي، وَأَقُولَ أَنَا: دَعْ لِي) رواه النسائي في سننه بسند صحيح .. وذكره الألباني في صحيح النسائي.
 
- قولها (أبادره ويبادرني – دع لي): أي أسابقه في أخذ الماء من الاناء لأغتسل به وهو أيضا يسابقني لأخذ الماء .. وكلاهما كان يقول للآخر على سبيل المداعبة الجميلة بين الزوجين (لا تأخذ كل الماء واترك لي منه لأكمل غسلي) وهما يبتسمان لما بينهما من محبة ومودة ورحمة ..
 
- وفي (حديث صحيح) بلفظ: (كُنْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَغْتَسِلُ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ .. فَأَقُولُ أَبْقِ لِي أَبْقِ لِي) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
 
#- ثانيا: بخصوص الجماع بين الزوج وزوجته في الحمام المنزلي الحديث ..
- لا يوجد دليل نهي في ذلك والأصل في الأشياء الإباحة .. وبالتالي لا مانع من الجماع في أثناء الاستحمام في الحمامات المنزلية الحديثة كالتي في المدن الكبرى .. إذا غلب عليهما حال الشهوة أثناء الإستحمام مع بعضهما البعض .. وهو ما يكون تحت الدش وأثناء الوقوف في البانيو أو على أرضية سيراميك أو بلاط .. ولا علاقة للشيطان بالموضوع ..
 
- فالحمام المنزلي ليس بيت أبو الشيطان ليسكن فيه الشيطان .. ولا سلطان له على المؤمن في العلاقة الحلال بين الزوج وزوجته إلا بقدر ما يوسوس له بفعل ما هو حرام كالجماع من فتحة الشرج (فتحة الدُّبر) ..
 
- وقد ذكرت كثيرا .. أن الحمام المنزلي الحديث المكون أرضيته من سيراميك أو رخام أو بلاط وبه قاعدة رخامية للتبول أو التغوط فيها وبها وسيلة صرف بالمياة لطرد هذا البول منه أو الغائط .. ودائما يجرب فيه الماء ليتطهر أول باول مما فيه من أذى .. فهذا لا يوصف بالخلاء ولا بالكنيف وطبعا لا يوصف بالحشوش .. فانتبه .
 
#- ولكن لا أنصح بأن يفعل الأزواج ذلك في المناطق السياحية أو الفنادق لو تم الإحساس بوجود شيء غريب في المكان .. لمجرد الإحساس .. بل وقم بتغييره لغرفة أخرى .. وكذلك لا تفعل ذلك في أماكن صحراوية أو في البحر حتى لو مكان أنت تظن أنه مستور .. فأنت لا تأمن ما في هذه الأماكن وما ستفعله حينئذ فهو ليس مكان مستور حتى لو أنت توهمت ذلك وإنما هو مكان في العلن .. فافهم .

#- خلاصة القول:
- لا مانع ولا حرج من الإستحمام بين الزوج وزوجته في مكان الإغتسال كالحمام المنزلي الحديث .. ولا مانع أن يحدث جماع لو غلبت الشهوة بينهما .. ولكن ينتبها من وسوسة الشيطان لهما سواء في الحمام أو على سرير غرفة النوم من فعل ما هو حرام .

 ******************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .