ج10: معتقدات موروثة - كيف نفهم حالات المس الروحاني والصرع التي قد تحدث في الحمام المنزلي المعاصر إذا كان هذا الحمام لا يصح وصفه يكونه نجس - من أين أتت جملة أنه يوجد حالات مس روحاني في الحمام - عن إمكانية مس الشيطان للإنسان في الحمام - لماذا يتصور البعض أن مس الشيطان هو صرع - من الأسباب الجالبة للمس الشيطاني كوسواس - هل قال صاحب الرسالة الأستاذ خالد أن الحمام المنزلي طاهرا مطلقا ولا يمكن دخول الشيطان فيه ولا يمكن حدوث مس روحاني فيه.

        بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها

عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج وغير ذلك

(الفصل العاشر)

#- فهرس:
:: الفصل العاشر :: استفسارين على بعض أسئلة الحمامات تم توجيههما لصاحب الرسالة ::
1- س41: كيف نفهم حالات المس الروحاني والصرع التي قد تحدث في الحمام المنزلي المعاصر إذا كان هذا الحمام لا يصح وصفه يكونه نجس ؟
#- أولا: من أين أتت جملة أنه يوجد حالات مس روحاني في الحمام ؟
#- ثانيا: أما عن إمكانية مس الشيطان للإنسان في الحمام ..
#- ثالثا: أما عن ظنك بوجود علاقة وطيدة بين المس والحمام المنزلي لأنه نجس في وجهة نظرك ..
#- رابعا: لماذا يتصور البعض أن مس الشيطان هو صرع ..؟!!
#- خامسا: الشيطان قد يحضر بمس وسوسته في مكان مادي ومعنوي.
#- سادسا: من الأسباب الجالبة للمس الشيطاني كوسواس ..
 
2- س42: هل قال صاحب الرسالة الأستاذ خالد أن الحمام المنزلي طاهرا مطلقا ولا يمكن دخول الشيطان فيه ولا يمكن حدوث مس روحاني فيه ؟

***************************

:: الفصل العاشر ::

:: استفسارين على بعض أسئلة الحمامات تم توجيههما لصاحب الرسالة ::

**************************

 

..:: س42: كيف نفهم حالات المس الروحاني والصرع التي قد تحدث في الحمام المنزلي المعاصر إذا كان هذا الحمام لا يصح وصفه يكونه نجس ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- راسلني البعض عن إمكانية حدوث مس روحاني في الحمام .. وإذا كان يمكن ذلك .. ألا يدل ذلك على أنه مكان نجس ؟!!

- وهنا طريقين .. طريق الظن وهذا طريق العلماء .. وطريق اليقين وهذا كلام الجهلاء ..
 
1- طريق الجهلاء: إذا سألت من جهل من الرقاة من أين أتيت بيقين مس الشيطان في الحمام ؟!!
- الإجابة ببساطة: من الشيطان الذي يتكلم على ألسنه بعض المصابين روحانيا .. ويخبرهم أنه تم المس في الحمام ..!!
 
- وطالما لا يوجد نص شرعي يقول بذلك ولا يقول بأن الشيطان يسكن هذا الحمام المنزلي .. فلماذا يجعلها البعض عقيدة دينية ويحشوها في الكتب الدينية وكأنه شيء قد تم التسليم له .. في حين أنه يخفي حقيقة من أين أتى بمعلومته هذه وهي أن الشيطان قال له ذلك .. لأن السؤال الطبيعي والمنطقي سيكون: كيف لعاقل أن يصدق شيطان وهو لك عدو ؟!! ولماذا يمس الشيطان هذا الشخص ولم يمس الآخرين الذين يدخلون فيه ؟!!
 
2- طريق العلماء: وبعضهم يقول بتصور إمكانية حدوث ذلك لأنه مظنة (أي محتملا) حضور الشياطين في ذلك المكان وبالتالي يكون من الأمان التحصين قبل دخول هذا المكان .. علما بأن العلماء الذين قالوا بذلك لم يكن لديهم حمامات كحمامات زماننا المنزلية الحالية التي تكلمت عنها .. وعموما هذا كلام جيد ولا اعتراض عليه ..

#- ثانيا: أما عن إمكانية مس الشيطان للإنسان في الحمام ..
- هذا شيء ممكن حدوثه .. مثلما ممكن حدوثه في غرفتك أو في عملك في الشارع أو في أي مكان .. إذا قدر الله لك ذلك .. فإمكانية المس تحدث في أي مكان .. وبعض الناس قد يحدث لها مس في المساجد .. فهل المساجد نجسه ..؟!! وهناك البعض يحدث له مس وقت قراءة القرآن .. فهل القرآن نجس ؟!!
 
- ولا فرق بين بداية حدوث المس وبين تفعيل ظهوره .. لأن المنطق عند البعض هو أن المس يحدث بسبب نجاسة ..!! وهذا منطق خاطيء وسيتبين لك بعد سطور حقيقة خطأ هذا المنطق ..!!
 
#- ثالثا: أما عن ظنك بوجود علاقة وطيدة بين المس والحمام المنزلي لأنه نجس في وجهة نظرك ..
1- دعني أسألك: إذا كان المس يمكن أن يحدث في أي مكان .. مثل غرفتك .. فهل هذا معناه أن غرفتك نجسة ؟!! بكل تأكيد .. لا ...
- وبأسلوب آخر .. إذا كان المنطق أن الشيطان يمس في مكان نجس .. فكيف يمكن أن يمسك في أي مكان آخر وقد يكون هذا المكان طاهر ؟
 
2- إذا كان المبدأ هو أن كل ما هو نجس فيكون أهلا لأن يمسك الشيطان عنده .. فهذا معناه أنك تتهم نفسك بأنك أول الممسوسين بسبب ما يجتمع فيك من فضلات في داخلك .. وبالتالي فهنيئا لمس الشيطان لك .. وذلك وفق منطقك الغريب .. !!
- بل ولماذا لا يمسك الشيطان وقت قضاء حاجتك وأنت تكون في حالة إخراج نجاسة ؟!!
 
3- في أي مكان يمسك الشيطان في الحمام المنزلي المعاصر .. على قاعدة التواليت أم على الحوض أم في البانيو أم حين دخولك على أرضية الحمام ؟!! فلو قلت على قاعدة التواليت .. فكل الناس ممسوسين على هذا المنطق .. ولو قلت في سائر الحمام فكيف ذلك وبقية الحمام طاهر لجريان الماء عليه ؟!!
 
4- وإذا كان المنطق أن الشيطان يأتي الحمام لأنه نجس .. فالشيطان حينئذ يأتي على الشيء النجس فيسكنه .. فعلى هذا المنطق .. حينما يمسك الشيطان فأنت شيء نجس .. وإلا فما الذي أتى بالشيطان إليك ليمسك ؟!!
- فهل أنت نجس أم طاهر ؟!!
- فلو قلت: أنت نجس .. فهل أنت مشرك ؟ أكيد .. لا .
- ولو قلت: أنت طاهر .. فما الذي أتي بالشيطان لمن هو طاهر ؟!!
 
#- إذن فمنطقك وقياسك خطأ أخي الحبيب من البداية .. لأنه سيدخلك في إشكاليات لا قدرة لك على الإجابة عليها .. حيث ربطت إمكانية حدوث مس بالحمام ولا يكون ذلك إلا لكونه نجس ..!! وهذا خطأ منك ..
- فهل حينما مس الشيطان أيوب بنصب وعذاب فهل لأن أيوب كان نجس ؟! أو كان يجلس في مكان نجس ؟!! وكذلك حينما مس آدم بوسوسته هل كان آدم في مكان نجس أو كان به نجاسة ؟!!
- فقياسك خطأ جدا أخي الحبيب .
 
- ومع ذلك لا أنكر إمكانية حدوث مس في الحمام المنزلي المعاصر .. ليس لأن هذا الحمام نجس .. لا .. ولكن لأنه مكان مثل أي مكان .. والذي أقول بنجاسته فقط في الحمام المنزلي المعاصر هو مكان اجتماع الفضلات وإذا تم طرد الفضلات بالماء فهو لم يعد نجس ... 
 
#- رابعا: لماذا يتصور البعض أن مس الشيطان هو صرع ..؟!!
- البعض يتصور المس الشيطاني بأنه صرع .. وهذا خطأ .. لأنه قد يكون وسواس .. يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) الأعراف:201.
 
- فهنا توجد مشكلة حينئذ في عقل الشخص .. بين المس الذي هو وسواس ويرتقي بك إلى عالم الوهم والخيال ..!!
- وبين المس الذي يترتب عليه تخبط من الشيطان أو ما يسمى بالصرع (في أحد وجهي التفسير لآية الربا في قوله تعالى (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) البقرة:275 ..  علما بان الوجه الآخر لمفهوم التخبط هو الوسواس أيضا بجعل هذا الشخص متخبطا في سلوكه في الحياة منحرفا .. وهذا الرأي هو الذي أميل له شخصيا ولي أسباب في ذلك .. وليس هذا محل مناقشة الآية ..
- عموما سنفترض هناك نوعين من المس كما يميل لذلك بعض علماء التفسير .. مس بالوسواس ومس بالتخبط .. ولكن أن تربط عقلك بأن مفهوم المس هو الصرع وتقف عند هذا الحد .. فهذا تقصير منك في فهم القرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم .
 
#- خامسا: الشيطان قد يحضر بمس وسوسته في مكانين:
- مكان مادي ومكان معنوي ..
1- المكان المادي ..
- فهو قد يكون مظنة حضور للشيطان مثل الكنيف والحشوش والخلاء والحمامات الغير نظيفة .. ولكنه ليس مظنة أن يمسك الشيطان بإرادته كما قلنا مرات كثيرة .. وإلا كان هيئة الصرف الصحي والمجاري جميعهم ممسوسين ..!! وهذه حماقة لمن يتصور ذلك أصلا ..!!
 
- وكذلك الخمارات وأماكن العرايا وصالات الديسكو وما شابه ذلك مما فيه انحرافات .. فهذه أماكن تحضرها الشياطين .. وليس بالضرورة يحدث فيها مس إلا الوسوسة .. وهذا هو عموم حال البشر .. ويسبق ذلك وسوسة النفس ..!!
 
2- المكان المعنوي ..
- أما عن المكان المعنوي الذي تجتمع حوله الشياطين .. بسبب وجود نجاسة معنوية فيه .. وهي نفوسهم وبواطنهم .. ألم يصف الله المشركون بأن فيهم نجاسة وهي نجاسة معنوية نتيجة لما يسكن في نفوسهم من معتقدات باطلة .. حيث قال تعالى (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) التوبة:28.. علما بأن هناك رأي في التفسير يقول بأن النجاسة جسدية لفواتهم أفعال الغسل .. ورأي قال بالجمع بينهما وهذا أحسنهم .. وهناك رأي قال ذواتهم وهذا رأي بعيد بل وغير معقول.
 
- المهم أن بواطن المشركين تحمل شيئا من وصف النجاسة .. وهذه النفوس يظل الشيطان قريبا منها .. يوسوس لها .. ولكن إذا تطهر القلب من هذه المعتقدات بنور العلم والإيمان .. فينطرد الشيطان ويبتعد ..
 
- فهل هذه النفوس نجسة لذاتها أم باعتبار ما فيها من معتقدات باطلة ؟ أكيد بما فيها من معتقدات باطلة .. وإلا لو كانت نجسة بذاتها ما كانت مؤهلة لدخول الإيمان فيها ..!!
 
#- سادسا: من الأسباب الجالبة للمس الشيطاني كوسواس ..
- الإنفعالات النفسية السيئة هي مظنة حضور للشيطان أي أسباب قد نظن أنها تجلب الشياطين .. وليس بمعنى أن الشيطان يسكن نفسك .. كالذي يغضب أو تصيبه غيره .. ومن أمثلة ذلك ..
 
- مثل ما جاء عن السيدة عائشة قالت: (أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ مِن عِندِهَا لَيْلًا، قالَتْ: فَغِرْتُ عليه، فَجَاءَ فَرَأَى ما أَصْنَعُ، فَقالَ: ما لَكِ يا عَائِشَةُ؟ أَغِرْتِ؟ فَقُلتُ: وَما لي لا يَغَارُ مِثْلِي علَى مِثْلِكَ؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَقَدْ جَاءَكِ شيطَانُكِ؟ قالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، أَوْ مَعِيَ شيطَانٌ؟ قالَ: نَعَمْ. قُلتُ: وَمع كُلِّ إنْسَانٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قُلتُ: وَمعكَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: نَعَمْ، وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عليه حتَّى أَسْلَمَ) صحيح مسلم.
 
- ومثل ما جاء عن سليمان بن صرد إذ قال: (اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ، وأَحَدُهُما يَسُبُّ صَاحِبَهُ، مُغْضَبًا قَدِ احْمَرَّ وجْهُهُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً، لو قالَهَا لَذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ، لو قالَ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) صحيح البخاري.
 
- والحمام المنزلي المعاصر ليس نجس لذاته .. وإنما باعتبار بقاء الفضلات فيه .. ولذلك كان الكنيف والخلاء والحشوش أماكن توصف بالنجاسة لبقاء النجاسة فيها .. فافهم يرحمك الله ..!!
 
#- وخلاصة القول:
- إذا حدث مس روحاني في حمام .. فهذا ليس لأن الشيطان يسكنه .. وإنما لأسباب نحن لا نعلمها لأنها شيء غيبي .. وحدوث المس في الحمام مثله مثل في حدوثه في أي مكان أو أي وقت ..
- والمس الشيطاني ليس بالضرورة أن يكون صرع كما يتوهم البعض .. وإنما يكون غالبه وعمومه هو وسواس وهذا الغالب في نصوص القرآن والأحاديث ..
 

**********************

 

..:: س43: هل قال صاحب الرسالة الأستاذ خالد أن الحمام المنزلي طاهرا مطلقا ولا يمكن دخول الشيطان فيه ولا يمكن حدوث مس روحاني فيه ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- البعض ظن من خلال كلامي السابق عن مسائل الحمامات .. أنها مكان لا يمكن للشيطان دخوله ولا أقول بإمكانية حدوث روحاني فيه .. وهذا كلام لم أقل به .. !! وإليك تجميع ما ذكرته مختصرا ..
 
1- الذي نفيته هو معتقد أن الشيطان يسكن في الحمام ويقيم فيه هو وعائلته .. أو أنه يمكن إصابة الشيطان في الحمام فيؤذيك لأنك حرقته أو قتلت أحد ذويه .. أو ما أشرت بكون خرافة في العموم أو أنه باطل .. فهذه خرافات تم تداولها على ألسنة الشياطين .. ونقلها بعض المشايخ من ألسنة المصابين الممسوسين بالشياطين .. فصدقوهم ونشروا كلامهم .. وتداول الناس كلام هذه المشايخ وكأنها معتقدات دينية لأن الذي كتبها هو شيخ ..!!
 
- وفرق بين أن تكتب قصة حدثت لك كمعالج .. وبين أن تخبر الناس بأن ما أخبرك به الشيطان هو حق .. فأي حق هذا الذي تتلقاه عن شيطان .. ؟!!
- فما بالنا لو كان هذا الكلام مخالف لظاهر النصوص الشرعية ..!!
 
2- وقلت أن الشيطان قد يدخل في الحمام ولكن لا يسكنه .. كما قد يدخل في المنزل بأكمله .. فلماذا أسكنتموه الحمام وتركتم المنزل .. إذا كان الحديث يقول: (إِذَا كانَ جُنْحُ اللَّيْلِ، أوْ أمْسَيْتُمْ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فإنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَتْ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ، وأَغْلِقُوا الأبْوَابَ واذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، فإنَّ الشَّيْطَانَ لا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا) صحيح البخاري.
- فذكر الله يمنع دخول الشيطان المنزل .. ولم يخصص بوجوده في حمام ولا غرفة ولا صالة ولا غيره .. فالمقصد هو أن الشيطان يتسلط على الإنسان في حال الغفلة .. وينطرد الشيطان في حال اليقظة بذكر الله .
 
3- لم أقل أن الحمامات مكان طاهر مطلقا .. وإنما قد يصيبه شيء من النجاسة .. وهذا قد يحدث في أي مكان بالمنزل .. فقد يدخل الشخص منزله وفي حذائه شيئا من النجاسة مثلا .. والمرأة التي ينزل منها دم فاسد فهذا الدم يكون نجاسة (الدم وليس المرأة) أصابت بعض ملابس المرأة .. والرجل لو نزل منه بعض البول في ملابسه الداخلية لضعف في التحكم في التبول فهذا البول يكون نجسا في ملابسه وليس لأن هذا الرجل نجسا  .. !!
 
- إذن هناك فرق بين أن تصف الشيء النجس بكونه نجسا .. وبين أن تصف كيان بأكمله بأنه نجس لوجود شيء من النجاسة فيه .. !!
 
- كذلك الحمامات المعاصرة السابق وصفها (حوض وبانيو وتواليت) .. لو تنجست قاعدة التواليت بالفضلات فمياه الصرف أو ما يسمى بالسيفون تنزل وتذهب بهذه الفضلات .. ولا يعود يوجد أثر لهذه النجاسة وقد تطهرت قاعدة التواليت فقط .. ولا يصح القول بأن الحمام تطهر لأن أصلا باقي الحمام طاهر ..!!
- فهل فهمت الآن أخي الحبيب ..!!
 
- والأسئلة التي ذكرتها سابقا في الرسالة عن الحمامات فأغلبها يتكلم عن الحمام المنزلي المعاصر .. المكون من حوض وقاعدة تواليت وبانيو أو مكان سيراميك للإستحمام فيه .. فهذا لا نجاسة فيه لاستمرار مرور الماء الطاهر فيه ونظافته الدائمة .. وإنما النجاسة هذ الفضلات التي يتم إنزالها في قاعدة التواليت من بول أو براز .. وإذا تم إزالتها بالماء فلم يعد يوجد نجاسة في الحمام ..!!
 
- ودعني أوضح لك موقف من السيرة النبوية .. فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أنَّ أعْرَابِيًّا بَالَ في المَسْجِدِ، فَثَارَ (أي غضبوا) إلَيْهِ النَّاسُ ليَقَعُوا به (أي ليضربوه)، فَقالَ لهمْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: دَعُوهُ (أي اتركوه لينتهي مما يفعله)، وأَهْرِيقُوا (أي صبوا أو ألقوا) علَى بَوْلِهِ ذَنُوبًا مِن مَاءٍ -أوْ سَجْلًا مِن مَاءٍ- (أي دلو او جردل) فإنَّما بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ ولَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ) رواه البخاري .
- وفي رواية قال النبي بمنتهى الرفق للأعرابي بعد أن انتهى من بوله: (إنَّ هذِه المَساجِدَ لا تَصْلُحُ لِشيءٍ مِن هذا البَوْلِ، ولا القَذَرِ إنَّما هي لِذِكْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، والصَّلاةِ وقِراءَةِ القُرْآنِ) صحيح مسلم
 
- والشاهد من هذه الرواية .. هل بمجرد أن هذا الاعرابي تبول في مسجد فقد تنجس مسجد النبي أم المكان فقط الذي تبول فيه ؟ أكيد هذا الجزء فقط .. ولذلك أمر النبي أن يتم دلق المياه على هذا الجزء وليس في المسجد كله .. لأن المسجد كله لم يتنجس .. وإنما هذا الجزء فقط ..
 
- وسبق وقلنا ليس معنى وجود نجاسة في شيء فهو ذاته نجسة .. وضربنا مثال بذاتك الكريمة كإنسان ..  وسألتك هل حضرتك كائن نجس لأنه يوجد في جسمك فضلات ؟!! أكيد .. لا .. وهل المرأة الحائض هي نجسة لنزول الدم منها ؟ أكيد .. لا .. يبقى إذا لم تكن تعرف الشرع فاحترم عقلك وحاول التمييز بين ما هو نجس وما هو غير نجس .. ولا تحكم على الكيان بأكمله بأنه نجس لوجود شيء متنجس فيه .. فافهم ..!!
 
4- وكذلك قلت هناك فرق بين مفهوم الحمام المنزلي المعاصر الذي فيه الماء الدائم الطاهر الذي يتم به تنظيف كل شيء في هذا الحمام .. وبين مفهوم الكنيف (مكان للتبول والتبرز فقط وهذا كان يقال في زمن النبي على الخلاء أيضا لأنهم كانوا يستترون فيه عن الناس وقت قضاء الحاجة – ثم تطور مع الزمن وأصبح الكنيف ملحق بالمنزل في خارجه ويتم نزح الفضلات منه كلما امتلأ المكان) .. ومفهوم الحشوش (وهو المكان الذي يكون بين أشجار ويتم التبرز فيه مختبئا بين الأشجار) .. وبين مفهوم الخلاء (وهو المكان الذي غالبا يشار إلى الصحراء والحشوش أيضا لأنه يقصد به المكان الذي يتخلى فيه الإنسان عما يؤذيه من فضلات) .. وسبب نجاسة هذه الأماكن ليس لكونها نجسة في ذاتها وإنما لأنه يملأها النجاسات في ذلك المكان .. ولا يوجد شيء ينظفها .. فانتبه لما قلته لك .

 
5- وقلت لا مانع من قولك لدعاء (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) .. وقت قضاء حاجاتك في الحمام أو حين دخولك فيه عموما .. ولكن دون اعتقاد منك أن الحمام يسكنه الشيطان .. وإنما هو دعاء تطلب فيه الامان من الله من كل خبيث قد يحدث لك في ذلك المكان .. بل وتقول الدعاء في كل مكان غير الحمام قد تشعر فيه وجود احتمالية وجود شيء خبيث فيه أو تخافه أو هو مجهول لك وأول مرة تأتيه .. مع دعاء جميل علمنا به النبي إذ قال: (مَن نَزَلَ مَنْزِلًا، ثُمَّ قالَ: "أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ" .. لَمْ يَضُرَّهُ شَيءٌ حتَّى يَرْتَحِلَ مِن مَنْزِلِهِ ذلكَ) صحيح مسلم .. وكذلك مع دعاء الحماية الرائع الذي تقوله في أي وقت لتحمي نفسك بالله وهو ما علمنا به النبي: (مَن قال: "بسمِ اللهِ الذي لا يضُرُّ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهو السَّميعُ العليمُ" .. لم يضُرَّه شيءٌ) رواه أحمد: وقال محققو المسند: إسناده حسن.
 
6- وكنت سابقا بل ولازالت أمنع البكاء في الحمام والتدخين في الحمام والغناء في الحمام .. احترازا من حدوث مس روحاني خاصة بالوسوسة لأني لا أعلم أي حمامات هذه التي يستعملها الناس فأكثر من يراسلني من بيئات يغلب عليها البساطة (فقد يقضون حاجاتهم في الكنيف أو الحشوش أو الخلاء) وغالبا من يراسلني يسألني عن حالات لأقارب لهم يعيشون في بيئات بدائية ويحدث معهم مس ولذلك احذرهم من هذه الأفعال في الحمامات .. وليس كل فرد سأستفسر عن حمامه .. !!
 
- فما بالك في حمامات قضاء حاجة مخصصة للتبرز والتبول فقط وغير نظيفة ولا يوجد ماء جاري يطهرها ؟!! وذلك مثل الكنيف الذي يكون أسفله بئرا يجتمع فيه القاذورات ويتم نزحها أي طردها وتخليته كل أسبوع أو كل شهر .. ويدخل هذا المكان شخص أيضا لديه إحساس روحاني بالعالم الروحاني أي يستشعر بهم .. فكيف سيكون ختام حاله إلا المس إما بالصرع أو الوسوسة .. لأن هذا مكان قد تحضره الشياطين .. ولابد مؤكده من التحصين قبل دخوله !!
- فضلا عن أن هذا ليس مكان مناسب لفعل هذه الأشياء لأن لكل مكان وله آدابه ..
 
- والوسوسة يفهمها البعض بأنها كلام خفي في النفس فقط .. لا .. والمشاهد الروحانية أيضا نوعا من الوسوسة .. وهذا له تفصيل كبير في رسالة خاصة بالوسوسة إن شاء الله وذلك لكثرة العلم الذي فيها ..!!
 
7- وقلت لا تستسلم للخرافات التي تسمعها عن الحمامات .. وهنا أقول لك: متى ستخرج من أوهام الحمامات التي حبست فيها عقليتك ونفسيتك وجعلت للشيطان قدرة ومكانة لا وجود لها أصلا .. وحرمت نفسك من نعمة الحياة لتعيش في الحياة كإنسان سوي حتى أصبحت موسوسا بوجود الشيطان في كل شيء من حولك ؟!! فمتى ستعيش مع الله وتتذوق قدرته ..؟!!
 
#- أخي الحبيب .. تحرر من الإتباع الأعمى المذموم لما كنت تسمعه من كلام ومعتقدات غالبها غير صحيح .. ولا تكن أسيرا لها .. واعلم أن الكرامة كل الكرامة في الأخذ من كلام الله وما صح من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وإذا عجزت في نفسك من أن يقول يارب .. فاعلم أنك على خطر كبير .. ويجب أن تسائل أين ذهب مدد الوصل بالربوبية من قلبك ؟!!
 
- وليست المشكلة في أن تخطأ أو تعتقد خطأ .. ولكن المشكلة فعلا حينما تعلم الصواب وترى النور .. وترضى أن تعيش في الخطأ والظلام لأن هذا ما وجدت عليه آباءك ..!!
 
#- وبهذا الفصل أكون أوضحت ما قد يخطر ببالك أو قد سأله البعض .. وننتقل بعض ذلك في بيان معتقدات أخرى .. والله ولي التوفيق ..
 

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .