ج7: معتقدات موروثة - هل دخول الحمام حافيا بدون شبشب أو حذاء يسبب لك مس روحاني أرضي - هل لا يصح أن نذكر الله عند دخول الحمام بذكر تحصين ولا أن نذكر الله بذكر بعد الوضوء لأن الحمام مكان نجس - هل قتل الصراصير والفئران والأبراص يستدعي تسمية الله في الحمام قبل قتله لأنه قد يكون جن متشكل.

     بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها

عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج وغير ذلك

(الفصل السابع)

#- فهرس:
:: الفصل السابع :: معتقدات غريبة تقال عن الحمام – دخول الحمام حافيا – والذكر في الحمام – وقتل الحشرات في الحمام ::
1- س29: هل دخول الحمام حافيا بدون شبشب أو حذاء يسبب لك مس روحاني أرضي ؟
2- س30: هل لا يصح أن نذكر الله عند دخول الحمام بذكر تحصين ولا أن نذكر الله بذكر بعد الوضوء لأن الحمام مكان نجس ؟
3- س31: هل قتل الصراصير والفئران والأبراص يستدعي تسمية الله في الحمام قبل قتله لأنه قد يكون جن متشكل ؟

***************************

:: الفصل السابع ::

:: معتقدات غريبة تقال عن الحمام المنزلي وخرافات عما يحدث فيه من حلق الشعر والأظافر والنظر في مرآة الحمام ::

**************************

 

..:: س29: هل دخول الحمام حافيا بدون شبشب أو حذاء يسبب لك مس روحاني أرضي ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من المستغربات في الحياة .. أن يقول لك أحد لا تدخل الحمام حافيا بدون شبشب أو حذاء حتى لا يلمسك الجن ويصيبك ..!!
 
- فالعقل يقول .. لا تتحرك في أي مكان في منزلك إلا وأنت لابس شبشب في قدمك حتى لا يتأذى قدمك من وجود شوكة أو قطعة زجاج أو من تراب الأرض أو ما شابه ذلك .. فالشبشب هو وسيلة حماية للقدم من الأذى المحتمل الذي قد يصيبه نتيجة حركته في المنزل بصفة عامة سواء في الحمام أو في عموم المنزل فيسبب للقدم اتساخ أو إصابة نتيجة شيئا ملقي في الأرض .. وفي الحمام يتم لبس شيئا في القدمين خوفا من الإنزلاق على الأرض لاحتمال وجود مياه في الأرض .. وعموما نناقش هذا الأمر ..
 
1- هذا المعتقد الخرافي فيه تناقض في نفسك أوضحه لك في الآتي:
- هل حينما تستحم حضرتك في الحمام تكون لابس الشبشب أم لا ؟ أكيد تكون بدون شبشب .. فلماذا وقفت تستحم بدون شبشب .. ألم تخف من أن يصيبك الشيطان وأنت حافي القدمين ؟!!
 
#- ودعني أسألك سؤالا آخر:
- في عصر النبي .. كثير من الناس لم يكونوا يلبسون واقي في قدمهم لا شبشب ولا حذاء وهو ما يسمى بالخُف (أي النعل الجلدي) .. فلماذا لم يمسهم الجن سواء قبل بعثة النبي أو بعد بعثة النبي وكانوا يسيرون هذا في الأراضي الصحراوية التي هي مظنة وجود الجن ..!!
 
- من فضلك أخي الحبيب .. لا تستسلم لمعتقدات السابقين .. واستعمل عقلك وتحرر من أوهامك ..
 
- وفرق بين أن ترشد شخص أن يدخل الحمام أو يتحرك في المنزل وهو لابس شبشب حماية لقدمه وخوفا عليه من الإنزلاق .. وبين ان تقول له حماية لك من الشيطان حتى لا يمسك .. وهو أصلا لا وجود للشيطان في الحمام المنزلي في الأصل .. فضلا عن أنك تربي فيه معتقد غيبي غير صحيح ..!!
 
2- أما عن مسألة أنه يصيبك مس روحاني أرضي .. وكأن هناك مس سماوي علوي .. لاعتقاد بعض الروحانيين بأن الجن لهم ملوك علويين .. وهم الذين يتوسل إليهم الروحانيين حتى يقضوا مطالبهم .. وتركوا الله القدير ..!!
 
- (وعلى سبيل الدُّعابة في جزئية المس الأرضي) .. لعل من قال بذلك أخذها من سلك الكهرباء الأرضي الذي لونه يكون أخضر (في الغالب) ويضعه صناعي السيارات والأجهزة الكهربائية في الكابلات حتى يفرغ الشحنة الكهربائية الزائدة ولا يحدث لك كهرباء من لمسك لجسم الجهاز الذي من المعدن .. وهذا هو سبب حدوث كهرباء لبعض الناس حين لمس الأجهزة لأنه لا يوجد كابل تفريغ كهرباء للأرض .. وهذا شيء عمله بسيط جدا وأنت يمكنك فعله ..!!
- وبالتالي يكون الشبب في معتقد البعض قبل دخول الحمام .. حتى لا يحدث لك مس روحاني أرضي .. كما يحدث مس كهربائي نتيجة عدم وجود السلك الأرضي ..!!
- وإن كان ما سبق هو مجرد دُعابة .. إلا أني لا استبعد هذا التفكير عند بعض الناس ..!!
 
3- أما ما يذكره البعض من وجود شبشب منفصل لدخول الحمام .. فهذا للمحافظة على باقي المنزل من بلل الماء الذي قد يكون متواجد في الحمام .. أو لعل البعض يظن ان هذا الشبشب قد يطأ نجاسة محتملة فلا يصح أن يسير به في باقي المنزل ..
- والله أعلم .
 

*************************

 

..:: س30: هل لا يصح أن نذكر الله عند دخول الحمام بذكر تحصين ولا أن نذكر الله بذكر بعد الوضوء لأن الحمام مكان نجس ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- الذكر عند دخول الحمام بذكر التحصين أو يصفه الناس بذلك .. فهو أصلا غير مخصص للحمام المنزلي وإنما مخصص لأماكن الخلاء الصحراوية أو الزراعية البعيدة عن العمران .. ولكن يستحسن قول هذا الدعاء في العموم حين قضاء الحاجة في الحمام .. وسبب هذا الدعاء هو ما جاء في بعض الأحاديث:
 
- عن أنس بن مالك قال: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الخَلاَءَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ) صحيح البخاري.
 
- وفي رواية عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فإذا دخل أحدُكُمْ الخلاءَ فَلْيَقُلْ: أعوذُ بالله مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ) رواه الترمذي وبن ماجه.
 
- فتأمل كلام النبي (فإذا دخل أحدكم) .. وتأمل كلام الصحابي (إذا دخل) .. فهذا توجيه نبوي بل وشاهد عيان من صحابي ..  فالمقصد بقول الدعاء هنا هو حين الدخول .. والعلماء اختلفوا في ذلك هل هو المقصد قبل دخول المكان .. أو قبل الجلوس في المكان وقضاء الحاجة .. فهذا اختلاف فقهي ولا علاقة لنا به هنا (لأن هذا الخلاف يتعلق بأماكن الخلاء الخاصة بالتبرز) ولا علاقة له بالحمامات المنزلية النظيفة الموجودة حاليا في منازلنا .. فانتبه لهذه الجزئية ..!!
- وعموما ظاهر الحديث يؤيد كلام من قال أن الذكر حين دخول منطقة الخلاء .. والكلام واضح .. فما بالك بحمامات منازلنا التي من السيراميك أو البلاط والنظيفة والمطهرة بالماء دائما .. ولا أثر لنجاسة فيه ..!!
 
#- انتبه وخد بالك:
- ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يمنع رد السلام في أماكن الخلاء .. لأن صاحبها يكون بالفعل يقضي حاجة .. فانتبه لهذا الكلام .
- عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: (أَنَّ رَجُلًا مَرَّ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبُولُ ، فَسَلَّمَ ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ) صحيح مسلم.
 
- وعَنْ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ قال: (أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبُولُ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأَ ، ثُمَّ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ : (إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا عَلَى طَهَارَةٍ) رواه أبو داود .. وذكره الألباني في صحيح أبي داود.
 
- ولذلك لو كنت فاتح باب الحمام المنزلي وتتوضأ أو تغسل يدك .. وسلم عليك أحد .. فيمكنك رد السلام عليه .. بخلاف عن كنت جالسا على قاعدة التواليت تقضي حاجتك من بول أو براز فلا يحق لك رد السلام .. لأن نطق اسم الله إنما يكون على طهارة ظاهرة .. ولكن أن تنطق ذكر الله في باطنك فهذا لا إثم عليك لأن حكم الظاهر للظاهر وحكم الباطن للباطن .. ولا منع من ذكر الله باطنا أي في داخلك .. في أي حال .. كالذي يقول (يارب) في نفسه حين قضاء حاجته ليعينه الله على افراغ ما بداخل بطنه بسبب ما يجده من منع خروج الفضلات بيسر وسهولة .. وليس المقصود هو تلاوة القرآن في داخلك وأنت تتبرز .. فافهم كلامي صح .. مع العلم ان قراءة القرآن وقت قضاء الحاجة لضرورة هو مختلف عليه بين العلماء وسأذكر لك ذلك بعد قليل ..!!
 
2- وبالتالي من خلال ما سبق .. فيصح أن تقول الذكر الذي بعد الوضوء بكل طمأنينة .. ولا تحتاج للخروج من الحمام لتقوله ..!! لأنك لا تقف في الخلاء يا أخي الحبيب ..
 
- ومن يقيس الحمام المنزلي على منطقة الخلاء التي تكلم عنها النبي والسلف .. فهو لم ينتبه للفرق بين مفهوم الخلاء والحمام المنزلي وخلط هذا بذاك .. وهذا خلل في التمييز بين مفهوم الحمام المنزلي المعاصر وبين الخلاء أصلا .. ويحتاج إلى مراجعة العلم مرة أخرى ليتبين له الأمر وإن كان يكفيه ما سبق .. !!
 
- إلا لو كان هذا الفقيه يتكلم عن الحمامات التي في بيئة والتي هي مخصصة للتبرز والتبول فقط  .. فهذا حينئذ فقه حكاه تبعا لبيئته هو وحينئذ كلامه صحيح .. ولكن لا علاقة لهذا بحمامات المدن الحديثة الموجودة في المنازل والتي تجمع بين الإستحمام والمكان للتبرز فيه ويتم طهارته بالماء .. بل وكل الحمام يكون طاهرا لدوام النظافة بالمياه فيه .. والله أعلم .
 
#- بل ودعني أنقل لك من كلام العلماء ما يبهرك ولا تظن أني اخترع لك فقها:
 
#- جاء في الموسوعة الفقهية في باب (ترك التكلم بذكر أو بغيره) أي وقت قضاء الحاجة:
#- ترك التكلم بذكر أو بغيره:
1- أما قراءة القرآن ففيها عند الفقهاء قولان:
الأول: أنها حرام، وهو المذهب عند الحنابلة وقول للمالكية.
والثاني: أنها مكروهة، وهو مذهب الشافعية وقول للحنابلة .
- قال الجمل: إن الكلام مكروه ولو بالقرآن خلافا للأذرعي حيث قال بتحريمه.
 
2- وأما ما عدا القرآن: فقد نص الفقهاء في المذاهب الأربعة على كراهة التكلم حال قضاء الحاجة بذكر أو غيره، وفيه خلاف لبعض المالكية، قال الخرشي: إنما طلب السكوت لأن ذلك المحل مما يجب ستره وإخفاؤه والمحادثة تقتضي عدم ذلك، والحجة لهذه المسألة على قول الجمهور ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لاَ يَخْرُجِ الرَّجُلاَنِ يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ كَاشِفَيْنِ عَنْ عَوْرَتِهِمَا يَتَحَدَّثَانِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ) " قلت خالد: رواه أبو داود وبن خزيمة :ومختلف عليه بين تصحيحه وتضعيفه".
- وما رواه المهاجر بن قنفذ رضي الله عنه قال: (أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبُول فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأَ، ثُمَّ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ فَقَال: إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَل إِلاَّ عَلَى طُهْرٍ) "تعليق الموسوعة: رواه أبو داود والحاكم وقال الحاكم: صحيح ووافقه الذهبي" ..، وما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (إِنَّ رَجُلاً مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبُول، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَال لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا رَأَيْتَنِي عَلَى مِثْل هَذِهِ الْحَالَةِ فَلاَ تُسَلِّمْ عَلَيَّ، فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لَمْ أَرُدَّ عَلَيْكَ) " تعليق الموسوعة: رواه بن ماجه وحسن إسناده البوصيري في مصباح الزجاجة" .
 
- وقد صرح الحنفية بأن الكراهة في حال قضاء الحاجة سواء كانت بولا أو غائطا، وأنه يكره التكلم كذلك في موضع الخلاء ولو في غير حال قضاء الحاجة .
 
- وقد صرح المالكية والشافعية والحنابلة باستثناء حالة الضرورة، قال النووي: كأن رأى ضريرا يقع في بئر، أو رأى حية أو غيرها تقصد إنسانا أو غيره من المحترمات، فلا كراهة في الكلام في هذه المواضع بل يجب في أكثرها، قال القليوبي: يجب للضرورة ويندب للحاجة.
 
- ومن الأذكار التي نصوا عليها .. أنه لا يحمد إن عطس، ولا يشمت عاطسا، ولا يجيب المؤذن، ولا يرد السلام ولا يسبح ..
 
- لكن قال البغوي من الشافعية .. ونقله عن الشعبي والحسن والنخعي وابن المبارك: إن عطس حمد الله في نفسه .. وكذا قال صاحب كشاف القناع من الحنابلة يجيب المؤذن بقلبه ويقضيه بعد ذلك ولا يكره الذكر بالقلب .. وذكر في رد السلام قولين. ثانيهما أنه لا يكره .
- وعند الشافعية .. الحكم كذلك في ذكر الدخول إلى الخلاء إذا نسيه فيذكر الله في نفسه في الحالتين.
 
- وقال كنون في حاشيته: روى عياض جواز ذكر الله في الكنيف..، قال القاضي: وهو قول مالك والنخعي وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وقال ابن القاسم: إذا عطس وهو يبول فليحمد الله..، وقال ابن رشد: الدليل له من جهة الأثر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان يذكر الله على كل أحيانه) رواه مسلم ..، ومن طريق النظر أن ذكر الله يصعد إلى الله فلا يتعلق به من دناءة المحل شيء فلا ينبغي أن يمنع من ذكر الله على كل حال إلا بنص ليس فيه احتمال.
 
- وقد ذكر صاحب الإنصاف من الحنابلة رواية عن أحمد .. أنه لا يكره إجابة المؤذن في تلك الحال، وبها أخذ الشيخ تقي الدين، والمذهب أنه يكره . (نقلا عن الموسوعة الفقهية الكويتية ج34 ص10-11) .

#- وإليك تفصيل قول القاضي عياض رحمه الله (المتوفى: 544هـ) الذي ذكرته الموسوعة الفقهية:

- قال القاضي عياض: وقد اختلف السلف والعلماء في هذا الحديث، فذهب بعضهم إلى جواز ذكر الله في الكنيف وعلى كل حال .. ويحتج قائله بهذا وبحديث ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على كل أحيانه .. وبقوله: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّب) فاطر:6 .. وهو قول النخعي والشعبي وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن سيرين ومالك بن أنس .. وروى كراهيةُ ذلك عن ابن عباس وعطاء والشعبي وغيرهم .. وكذلك اختلفوا في دخول الكنيف بالخاتَم فيه ذكر الله . (راجع إكمال المعلم ج2 ص230).

 
#- خلاصة القول:
- يجوز قول دعاء التحصين في داخل الحمام المنزلي طالما لم تجلس لتقضي حاجتك على قاعدة التواليت .. ويجوز أن تقول ذكر الوضوء في الحمام بعد أن تنتهي من وضوئك لأن الحمام المنزلي المعاصر ليس مكان نجس وسبق وشرحنا هذا الشيء مرارا .. لمن كان بصيرا أو كان له فهما وإدراكا ..!!
 

**************************

 

..:: س31: هل قتل الصراصير والفئران والأبراص يستدعي تسمية الله في الحمام قبل قتله لأنه قد يكون جن متشكل ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وجدت بعض الأخوات تخبرني أنها حضرت مجلس علم لبعض النساء في درس فقه .. وأتت في جزئية الحمام وظلت تحذرهم منه بشدة لأن الشيطان يسكنه لنجاسة الحمام .. ولا يسكبون الماء الساخن ولا يقفون أمام المراية .. وغير ذلك مما ناقشناه أو سنناقشه .. وإنما كانت المفاجأة بالنسبة لي أن هذه الأخت التي تعلمهم الفقه .. أخبرتهم أن عليهم إن وجدوا صرصار يمشي في الحمام فلا يقتلوه إلا بعد أن يسموا اسم الله عليه .. لأنه قد يكون جن متشكل في صورة صرصار ويمشي في الحمام .. ولو قتلته ستصبح مشكلة كبيرة ويمسك روحانيا ..!!
 
#- السؤال الآن بعيدا عن فكرة أن الأخت معلمة فقه:
1- في أي مذهب من مذاهب علماء المسلمين تكلم أحد بهذا الفكر الغريب .. وقال أن الجن يتحول لشكل صرصار أو فار أو برص أو ما شابه ؟!!
 
2- وبعدين كيف يمس الإنسان صرصار وقد قتله ومات ؟!! أم أن قبيلة الصراصير ستأتي وتنتقم منه ؟!! فهذا شيء غير مستبعد على هذه العقول أن تقول بذلك .. وتجعل منها مسألة فقهية جديدة بعنوان " انتقام الصراصير" ثم يظهر مخترعي الرقية برقية قتل صراصير الحمامات .. وهكذا يظل خرافة المخرفين والجهلاء .. الذين ابتدعوا في شريعة الدين ما ليس فيها ..!!
 
#- و(على سبيل الدُعابة) .. نسأل من يقول بهذا الكلام .. بدلا من قتل الجني الصرصار .. ولعله قد يكون مسلم مسكين (وممكن يكون كمان جن نوراني خارق للعادة أو جن بجناحين واحنا مش واخدين بالنا) .. فلماذا حينئذ هذه العقليات لا تأخذ هذا الصرصار وتقوم بتربيته ورعايته هو وجماعة الصراصير الأخرى والفئران والعناكب والأبراص .. وتكسب فيهم ثواب وتربيهم .. ويمكن يخدموها بخدماتهم الروحانية الصرصارية أو العنكبوتية أو الفئرانية أو البُرصيَّة ..؟!!
- لا حول ولا قوة إلا بالله .. ؟!!   
 
#- أصناف الجن كما جاءت في بعض الروايات..
 
1- (حديث صحيح) .. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الجِنُّ ثلاثةُ أصنافٍ: صِنفٌ لهم أَجنحةٌ يَطيرونَ في الهواء، وصِنفٌ حيَّاتٌ وكلابٌ، وصِنفٌ يَحِلُّونَ ويَظعَنونَ) رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد .. وذكره الألباني في صحيح الجامع.
 
- قوله (يحلون ويظعنون): أي مثل الرحالة المتجولين في الأرض .. والله أعلم .
 
- وجاء في روايات أن بعضهم قد يتحول لصورة متجسدة أو صورة متخيلة وليس متجسدة .. (وراجع رسالة التمثيل الروحاني) .
 
2- (حديث ضعيف جدا وتالف) .. ولعل هذه الداعية استندت لرواية قيلت عن النبي ولا تعلم أنها غير صحيحة وهي .. عن يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو فَرْوَةَ الرُّهَاوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُنِيبٍ الْحِمْصِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ الْجِنَّ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ صِنْفٌ حَيَّاتٌ وَعَقَارِبُ وَخَشَاشُ الْأَرْضِ، وَصِنْفٌ كَالرِّيحِ فِي الْهَوَاءِ، وَصِنْفٌ عَلَيْهِمُ الْحِسَابُ وَالْعِقَابُ، وَخَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْإِنْسَ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ صِنْفٌ كَالْبَهَائِمِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} "الأعراف: 179" .. وَصِنْفٌ أَجْسَادُهُمْ أَجْسَادُ بَنِي آدَمَ وَأَرْوَاحُهُمْ أَرْوَاحُ الشَّيَاطِينِ، وَصِنْفٌ فِي ظِلِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ) رواه أبو الشيخ في العظمة واللفظ له .. ورواه بن أبي الدنيا في مكائد الشيطان ..
- قوله (خشاش الأرض): أي حشرات الأرض ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
أ- وفيه (يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الرَّهَاوِيُّ) .. وهو ضعيف الحديث والبعض ترك حديثه كالنسائي .. وقال أحمد بن حنيل: ضعيف، ليس حديثه بشيء، لا ينبغي أن يكتب عنه..
ب- وفيه (أَبُو الْمُنِيبِ الْحِمْصِيُّ) .. مجهول.
ج- وفيه (يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ) .. ثقة يدلس .. وقد دلس في هذه الرواية عن أبي سلمة .
د- والحديث فيه انقطاع بين أبي سلمة وأبو الدرداء .. قال بن حجر في تهذيب التهذيب ج12 ص117 : قلت: و ذكر المزى أنه لم يسمع من طلحة و لا من عبادة بن الصامت ، فأما عدم سماعه من طلحة فرواه ابن أبى خيثمة و الدورى عن ابن معين ، و أما عدم سماعه من عباده فقاله ابن خراش . و لئن كان كذلك فلم يسمع أيضا من عثمان و لا من أبى الدرداء ، فان كلا منهما مات قبل طلحة ، والله تعالى أعلم (انتهى النقل).
 
- في العموم أخي الحبيب .. لا يوجد تشكيلات للجن خلاف ما ثبت في الأحاديث الصحيحة .. بلا صراصير ولا حتى حمير .. ولا نعترف بغير الصحيح من في المعتقدات والأحكام والعقوبات ..!!
- ربنا يهدي النفوس ويصلح العقول ..!!

#- وأصحاب هذا الفكر أقول لهم .. إليكم رأي الإمام أحمد في صراصير الحمامات:

- قال أحمد في رواية المروزي: صراصر الكنيف والبالوعة إذا وقع في الإناء أو الحب .. صب .. وصراصر البئر ليست بقذرة ولا تأكل العذرة. (الجامع الصحيح للسند والمسانيد ج22 ص462 نقلا عن المغني مع الشرح الكبير ج1 ص39-40) ..

- قوله (صب) .. أي يصب ما فيه الصرصار .. ولا مانع من شربه بعد ذلك مما تبقى فيه .. وأكل الحبوب التي سار عليها الصرصار .. لأن هذه الصراصير ليست بنجسة ..!!

- فلماذا تخالفون مذهبكم يا سادة .. وتزعمون أنه جن ..!!

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .