بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها
عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج وغير ذلك
(الفصل التاسع)
#- فهرس::: الفصل التاسع :: معتقدات غريبة تقال عن الحمام – ستر العورة وعلاقته
بسحر الربط والثقاف - الماء المشمس والمرض
الجلدي – التبول في المستحم وعلاقته بالوسواس القهري – هل منع
النبي نساء أمته من الحمامات ::1- س37: هل الاستحمام بالليل بدون ستر العورة قد
يسبب للإنسان حالة من الربط أو الثقاف بسبب أن الشيطان سيصيبه بالمس أو اللمم ؟2- س38: هل الاستحمام بماء البحر
أو بماء تم وضعه في الشمس قد يصيب الإنسان بالبَرص المرض الجلدي ؟3- س39: هل التبول في مكان الإستحمام المنزلي مثل البانيو يسبب
الوسواس القهري ؟***************************:: الفصل التاسع :::: معتقدات غريبة
تقال عن الإستحمام – ستر العورة وعلاقته بسحر الربط والثقاف - الماء المشمس والمرض الجلدي – التبول في
المستحم وعلاقته بالوسواس القهري – هل منع النبي نساء أمته من الحمامات ::************************** ..:: س37: هل الاستحمام بالليل بدون ستر العورة قد
يسبب للإنسان حالة من الربط أو الثقاف بسبب أن الشيطان سيصيبه بالمس أو اللمم ؟ ::.. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- من المعتقدات الباطلة التي
يزعمها البعض وهي خرافة من خرافات البعض .. هو أن
الشيطان يمكن أن يصيب الإنسان بالربط أو الثقاف أو العجز الجنسي .. إذا استحم
بالليل ولم يكن ساترا لعورته ..!! #- ولعل هذا المعتقد الغريب والخرافي تم أخذه من الرواية التالية:1- (حديث ضعيف) .. روى بُرْدٌ عَنْ مَكْحُولٍ
عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: (مَنْ اغْتَسَلَ بِلَيْلٍ
فِي فَضَاءٍ فَلْيَتَحَاذَرْ عَلَى عَوْرَتِهِ وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ
فَأَصَابَهُ لَمَمٌ فَلَا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ) ذكره العراقي في طرح التثريب نقلا عن بن
بطال. #- قلت (خالد صاحب الرسالة): - لم أجد سند الحديث كاملا
فيما فوق (بُرْدٌ بن سنان) ولكن الحديث أصلا فيه انقطاع لأن مكحول الشامي لم يلقى
الصحابي (عطية بن بسر) .. ولم يلق أي صحابي .. وإنما يرسل عنهم ..- والله أعلم بحال بقية السند
..!! 2- (حديث ضعيف) -
ولعل هذه الخرافة أتت بسبب حديث باطل تم كتابته في بعض كتب أهل العلم .. وهو ما جاء عن الحسن بن عمر بن شقيق البصري، قال: حدثنا سليمان
بن طريفٍ، عن مكحولٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قام رسول الله صلى الله
عليه وسلم يخطب، فقال: (إِنَّ
اللهَ تَعَالى أَمَرنِى أَنْ أُعلِّمَكُمْ ممَّا علَّمَنِى، وأنْ أُؤَدِّبُكُمْ؛
إِذَا قُمْتُمْ عَلَى أبَوابٍ حُجَرِكُمْ فَاذكُرُوا اسْمَ اللهِ يَرْجع
الْخَبِيثُ عَنْ مَنَازِلِكُمْ، وإذا وُضِعَ بَينَ يَدَيْ أحَدِكُمْ طَعَامٌ
فَليُسَمِّ حتَّى لا يَشَارِكَكُمُ الخبيثُ في أَرْزَاقِكُمْ، وَمَنْ اغْتَسلَ
بالليلِ فَليُحَاذِرْ عَنْ عَوْرَته، فَإنْ لَمْ يَفْعَلْ فَأَصَابَهَا لَمَمٌ
فلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ، وَمَنْ بَال في مُغْتَسَلِهِ فَأَصَابَهُ
الْوَسْوَاسُ فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ، وإذَا رَفَعْتُمْ الْمَائِدَةَ
فَاكْنِسُوا مَا تَحْتَهَا؛ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ يَلتَقِطُونَ ما تَحْتَهَا،
فَلَا تَجْعَلُوا لَهُمْ نصيبًا في طعَامِكُمْ) رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول بدون
سند .. وذكره عنه السيوطي في الجامع الصغير ورمز إليه بأنه حسن .. وقال الإمام
الغماري في المداوي: موضوع باطل، وإنما وردت
بعض ألفاظه في أحاديث أخرى، فركبها بعض الكذابين وزاد فيها من عنده .. وقال الشيخ الألباني : منكر جدا. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):1- فيما يتعلق بتحسين الإمام
السيوطي للحديث فهو فيه غرابة شديدة لأن الحديث لا يمكن تحسينه أبدا ..
لكونه منقطع وفيه جهالة .. وسيأتي تحقيق ذلك ..!! - أما عن تحقيق الشيخ الغماري
والشيخ الألباني على أساس أنهما لم يقفا على سند الحديث .. - ولكني وجدت السند كاملا عند
الترمذي في نوادر الأصول وقد أثبته في الحديث .. ووجدت في السند
علتين: - في السند (سليمان بن طريفٍ) .. وهو مجهول.- وفيه التابعي (مكحول الشامي) لم يسمع من أبي
هريرة .. فالسند مقطوع .. قال الحافظ أبو بكر البزار: و قال أبو بكر البزار : روى مكحول عن جماعة من الصحابة :
عن عبادة و أم الدرداء و حذيفة و أبى هريرة و جابر ، و لم يسمع منهم ، و إنما أرسل
عنهم ، و لم يقل في حديث عنهم " حدثنا " (راجع تهذيب التهذيب ج10 ص292) .. - أما عن نكارة الحديث فظاهر
منها تركيب الحديث من عدة روايات مع بعض الإضافات ..!! 3- ولعل البعض أخذ من جملة .. (وَمَنْ اغْتَسلَ بالليلِ
فَليُحَاذِرْ عَنْ عَوْرَته، فَإنْ لَمْ يَفْعَلْ فَأَصَابَهَا لَمَمٌ فلَا يَلُومَنَّ إِلَّا
نَفْسَهُ) .. وهذا المقصد منه الإغتسال في الصحراء دون
ستر .. وليس في البيت .. وهذا الإغتسال بالعري كاملا في الخلاء قد ظهر في روايات
أخرى لا داعي لذكرها .. !! - ومعنى (فليحاذر عن عورته) أي يسترها .. - ومعنى (فَأَصَابَهَا لَمَمٌ) أي أصاب عورته شيئا من اللمم ..
واللمم بمعنى تعب وضعف ولم يعد قادر على أداء مهامه الجنسية .. وقد يكون بمعنى مس
من الشيطان فجعله كالمربوط والعاجز جنسيا .. - ومهما كان الحال لهذا الحديث .. فهو يتحدث عن الإستحمام في
العراء أو الخلاء عاريا دون ستر له .. وليس بمعنى أن يكون لابس ملابسه يستحم بها
كما يتوهم البعض ..!! #- خلاصة القول: 1- الاعتقاد بأن الاستحمام في المنزل
بالليل داخل الحمام وأنت عاريا .. لا يصيبك بأي شيء .. وما يقال حول أن الاستحمام
الليلي يسبب الربط أو القاف أو العجز الجنسي .. هو كلام باطل وخرافة من أقوال
المخرفين .. 2- حتى لو كان أتوا به من خلال الحديث
السابق الإشارة إليه فهذا يدل على غبائهم لا أكثر .. لأنه حتى لو صح الحديث (وهو غير
صحيح) فهو خاص بالإستحمام في العراء أي الخلاء أي في مكان مثل الصحراء عاريا ..
ولا علاقة له أصلا بمنزل البيت المستور على صاحبه .. - والله أعلم . ***************************** ..:: س38: هل الاستحمام بماء البحر أو بماء تم وضعه
في الشمس قد يصيب الإنسان بالبَرص المرض الجلدي ؟ ::.. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- ليس غريبا أن تجد خرافة أخرى
تقول لك .. أن الإستحمام بالماء الذي يتم تسخينه في الشمس فهو
يصيبك بالبرص وهو مرض جلدي .. - فعلى هذا المعتقد فليس المقصد
فقط هو الماء الذي يتم وضعه تحت الشمس فيوقت الظهيرة لتسخنه الشمس .. وإنما هذا يشمل كذلك المياه
الطبيعية التي تسخنها الشمس مثل البحر أو النهر .. في وقت الظهيرة .. ومن يصيبه من
هذا الماء شيئا فهو سيصيبه البرص ..!! وهذا كلام منكر جدا ولا يقول به العقلاء .. - وأكيد هم أتوا بهذه المعتقد من
الروايات التالية .. 1- (حديث موضوع "مكذوب") .. عن عمر بن صبح عن مقاتل بن حيان
عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ومَن اغتَسلَ
بالمشَمَّسِ فأصابَهُ وضحٌ فلا يلومَنَّ إلَّا نفسَهُ ) رواه أبو بكر
الكعبي المعروف بقاضي المارِسْتان في مشيخته .. وقال بن حجر في التلخيص الحبير (ج1
ص143) : "عمر بن صبح" كذاب .. "والضَّحَّاكُ"
لم يلق "ابن عباس". (انتهى النقل). 2- (حديث باطل .. سند ضعيف .. ومتن منكر جدا) .. عن هاشم الكوفي قال: حدثنا
سوادة، عن أنس، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لَا تَغْتَسِلُوا بِالْمَاءِ
الَّذِي يُسَخَّنُ فِي الشَّمْسِ، فَإِنَّهُ يُعْدِي مِنَ الْبَرَصِ) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير
.. وقال: وليس في الماء
المشمس شيء يصح مسند (يقصد قد قاله النبي) ، إنما يروى فيه، عن عمر رضي
الله عنه. #- وقال الإمام بن حجر في تخريج
الحديث السابق: - فيه (سوادة
الكوفي) .. وهو مجهول ..- ثم قال بن حجر: (ورواه
الدّارَقطني في "الأفراد" من حديث زكري ابن حكيم، عن الشعبي، عن أنس
.. وزكريا ضعيف .. والرّاوي عنه أيوب بن سليمان، وهو
مجهول..- ثم ذكر بن حجر رأي العلماء في الحديث
فقال: وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات "..، وقال البيهقي
في المعرفة: لا يثبت البتة .. وقال العقيلي: لا يصحّ فيه حديث مسنَد. وإنما هو
شيءٌ روي من قول عمر. (راجع التلخيص الحبير ج1 ص39) . #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- المشكلة ليست في الإسناد .. وإنما في المتن
نفسه .. الذي لا أشك فيه على أنه حديث مكذوب على النبي فهو باطل قطعا .. لنكارة
ما فيه ومخالفته للواقع تماما .. 3- (أثر ضعيف جدا) .. أما ما تم روايته عن عمر بن الخطاب
.. فجاء عنه: (أَنَّهُ كَرِهَ الْمَاءَ الْمُشَمَّسَ وَقَالَ
إنَّهُ يُورِثُ الْبَرَصَ) رواه الشَّافِعِيُّ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى
عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ
عُمَرَ بِهِ. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):أ- في السند (إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى)
.. قال عنه الذهبي: هو متروك عند الجمهور. (راجع ديوان الضعفاء ص 12) .ب- وفيه (ضعف صدقة بن عبد الله السمين)
.. وهو ضعيف الحديث .. وقال البخاري ضعيف جدا .. وذكر بن حبان أنه يروي الموضوعات
عن الثقات .ج- وفيه عنعنة الزبير عن جابر بن عبد الله
.. حيث أبي الزبير دلس في الرواية حيث لم يصرح بالسماع أو التحديث عن جابر . #-
خلاصة القول: - لعل بعض الناس أرادوا منع البعض من نزول
المياه الطبيعية مثل البحر في وقت احمرار الشمس .. فكذبوا على النبي بهذا الحديث
الغير معقول ..!!- والله أعلم . ************************** ..:: س39: هل التبول في مكان الإستحمام المنزلي مثل
البانيو يسبب الوسواس القهري ؟ ::.. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- من المعتقدات الخاطئة التي
تتعلق بالحمام المنزلي .. هو الإعتقاد بأن
من يتبول أثناء استحمامه في المكان الذي يقف فيه .. فهذا يسبب له الوسواس القهري
.. وهذا كلام غير صحيح خاصة فيما يتعلق بالحمامات المنزلية الحالية .. !! #- ولعل أصل وسبب هذا المعتقد ..
هو الحديث التالي: 1- (حديث موضوع "مكذوب") .. عن عمر بن صبح عن مقاتل بن
حيان عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(مَن احتَجمَ يومَ الأربِعاءِ أو السَّبتِ فأصابَهُ داءٌ
فلا يلومَنَّ إلَّا نفسَهُ ومَن اغتَسلَ بالمشَمَّسِ فأصابَهُ وضحٌ فلا يلومَنَّ
إلَّا نفسَهُ ومن بالَ في
مستنقَعِ موضعِ وضوئِهِ فأصابَهُ وَسواسٌ فلا يلومَنَّ إلَّا نفسَهُ ومَن
تعرَّى في غيرِ كِنٍّ فخُسِفَ بِهِ فلا يلومَنَّ إلَّا نفسَهُ ومن نامَ وفي يدِهِ
غَمَرُ الطَّعامِ فأصابَهُ لَممٌ فلا يلومَنَّ إلَّا نفسَهُ ومَن نامَ بعدَ
العَصرِ فاختلَسَ عقلُهُ فلا يلومَنَّ إلَّا نفسَهُ ومن شَبكَّ في صلاتِهِ
فأصابَهُ زحيرٌ فلا يلومن إلَّا نفسَهُ) رواه أبو بكر الكعبي المعروف بقاضي
المارِسْتان في مشيخته .. وقال بن حجر في التلخيص الحبير (ج1 ص143) : "عمر بن صبح" كذاب .. "والضَّحَّاكُ" لم
يلق "ابن عباس". (انتهى النقل). 2- (حديث ضعيف) .. عن أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْحَسَنِ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: (نَهَى رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبُولَ الرَّجُلُ فِي مُسْتَحَمِّهِ،
فَإِنَّ عَامَّةَ الْوَسْوَاسِ مِنْهُ)
رواه أحمد .. وقال محققو المسند: صحيح لغيره دون قوله: "فإن عامة إلى الوسواس منه" وهو موقوف، وهذا إسناد
رجاله ثقات إلا أن الحسن البصري لم يصرح بسماعه من عبد الله ابن المغفل . (انتهى
النقل) . - وفي رواية بلفظ: (لا يَبُولَنَّ
أَحَدُكُمْ فِي مُسْتَحَمِّهِ ، فَإِنَّ عَامَّةَ الْوَسْوَاسِ مِنْهُ) رواه الترمذي والنسائي وأبي داود وغيرهم ..
وحسنه النووي والمنذري وغيرهما .. #- قلت (خالد صاحب الرسالة): 1- الحديث غير صحيح .. وغير
حسن .. لأن كل روايات الحديث مروية فيها عنعنة الحسن أي
(الحسن البصري عن عبد الله بن مُغَفَّلٍ) ومشهور عن الحسن البصري أنه كان يدلس ما لم يصرح بالسماع فيقول
حدثنا أو سمعت أو ما شابه ذلك .. وفي روايته هذه لم يصرح بالسماع .. فالرواية
ضعيفة .. (وراجع ما
قال الشيخ الألباني في تمام المنة ص62 حديث رقم 9). - والرواية الصحيحة هي رواية
موقوفة على كلام الصحابي .. جاء فيها عَنْ قَتَادَةَ،
أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ صُهْبَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ: (أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ
الرَّجُلِ يَبُولُ فِي مُغْتَسَلِهِ؟ قَالَ: " يُخَافُ مِنْهُ الْوَسْوَاسُ)
رواه البيهقي في السنن الكبرى والسند صحيح.
2- أما عن قول محققي المسند أن الحديث صحيح لغيره .. فهذا لوجود رواية غيرها تشير فقط للنهي الخاص
بالنهي عن التبول في المغتسل مثل ما جاء عن داود
بن عبد الله عن حُمَيد الحِميَرِيِّ -وهو ابن عبد
الرحمن- قال: لقيتُ رجُلاً صَحِبَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كما صَحِبَهُ
أبو هريرة .. قال: (نهى رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم - أن يَمتَشِطَ (أي المبالغة
في تسريح الشعر بالمشط) أحدُنا كُلَّ يومٍ، أو
يبولَ في مُغتَسَلِهِ) رواه أبو داود
وأحمد والحاكم .. وصححه الأرنؤوط في تخريج سنن أبي داود .. وصححه الشيخ الألباني
في تمام المنة .. (قلت خالد صاحب الرسالة):
وهذا التصحيح فيه نظر .. لأن الحديث فيه اضطراب في سنده مع جهالة الصحابي المروي
عنه الحديث مع مخالفته للأحاديث الصحيحة التي تخالف ما جاء في هذا الحديث المروي
عن أبي هريرة.. وسيأتي مزيد كلام على هذا الحديث عند السؤال (رقم 56) في الفصل الثاني غشر من هذه الرسالة.. #- ملحوظة هامة: النهي عن تمشيط
الشعر كل يوم .. بمعنى عدم المبالغة في تمشيطه والإسراف في تكريمه حتى لا تكسب
النفس ميوعة الترف والرفاهية .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله أرشد
أمته لتسريح الشعر وإكرامه (أي بالزيت والكريم وما شابه ذلك) .. - (حديث صحيح) .. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: (مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ) رواه أبو داود
وصححه الألباني. - (حديث صحيح)
.. عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كانَ النبيُّ
صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصْغِي (أي يقرب
ويميل) إلَيَّ رَأْسَهُ وهو مُجَاوِرٌ في
المَسْجِدِ، فَأُرَجِّلُهُ (أي أقوم بتسريح
شعره) وأَنَا حَائِضٌ) صحيح البخاري. - (حديث صحيح) .. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أَنَّهُ
قَالَ: (أتانا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ،
فرأى رَجُلًا ثائرَ الرَّأْسِ، فقالَ: أمَا يَجِدُ هذا ما يُسْكِنُ به شَعرَه؟!
ورأى رَجلًا وسِخَ الثِّيابِ، فقالَ: أمَا يَجِدُ هذا ما يُنَقِّي به ثِيابَه) رواه الحاكم
وغيره وقال صحيح الإسناد .. وأشار لصحته الألباني في السلسلة الصحيحة حديث
برقم493. #- نعود مرة أخرى لمناقشة مسألة النهي عن التبول في المستحم (لو صح
الحديث): 1- والمستحم: وهو المكان التي تستحم فيه بالماء الحميم أي
الساخن. 2- وقال العلماء عن سبب علة النهي في المكان الذي تستحتم
فيه سواء قبل استحمامك أو أثناء استحمامك .. أن حكمة النهي في مكان الإستحمام هو إذا كان
المكان لا منفذ فيه لخروج البول فيظل راكد بالمكان الذي أنت واقف فيه ويكون مثلا
مكانا رمليا .. مما يسبب لك بعد ذلك الإحساس بأن شيئا من البول لازال معلق بك ..
وهكذا تظل تظن أن بك نجاسة .. ولكن لو كان المكان فيه مثل منفذ أو حفرة أو مخرج يتم
منها صرف البول وينزل فيه بعد مسح المكان من حول بالمياه .. فلا شيء في ذلك ..
وهذا كما يكون متواجد في الحمامات المنزلية التي بنائها من السيراميك أو البلاط أو
ما شابه ذلك من أرضيات صلبة ولها مجاري للماء مثل بالوعة صرف لينصرف فيها هذا
الماء .. #- وخلاصة القول: 1- أن مسألة ارتباط التبول أثناء الاستحمام بوجود وسواس قهري
.. لا علاقة لها إلا من حيث أنها تسبب للنفس معتقد أنه لازال به أثر من نجاسة
هذا البول .. ولكن لو تبول الشخص على أرض صلبه وهو يستحم مثلا مثل البانيو أو
أرضية الإستحمام في الحمام .. ويكون الماء ينزل ويمسح الأرض أول بأول ويذهب إلى
بالوعة الصرف .. فلا شيء في ذلك .. 2- أما عن الحديث الذي يقول بأن التبول يسبب الوسواس .. فهو قد تبين لك أنه ليس حديث نبوي وإنما
ظن صحابي واجتهاد منه وكلامه صحيح عقلا .. - والله أعلم . ************************* ..:: س40: هل منع النبي النساء من دخول الحمامات
وطلب من الرجال ستر عوراتهم في دخولها ؟
::.. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- من غريب المعتقدات أن يظن البعض أن الحمامات التي جاءت في الأحاديث يقصد
بها الحمامات المنزلية .. وبالتالي كيف نفهم أن
النبي نهى النساء عن هذه الحمامات ؟!! - وإذا بلغك هذا التصور الغريب .. والذي يدل على
جهالة قائله .. فاعلم ما هو آت .. #- مهم جدا أخي الحبيب أن تعلم المعلومات التالية: 1- أن لفظ الحمامات الذي جاء في روايات
الأحاديث كلها سواء صحيحة او ضعيفة أو موضوعة أي مكذوبة .. فالمقصد منها
هو مكان كان يستحم فيه الناس بالحميم أي بالماء الساخن .. أو بالماء الطبيعي مثل
ماء البحر والنهر .. - فهذا هو توصيف لفظ الحمامات
في الماضي .. أنه مكان
للإستحمام فيه ويكون مكان مخصص لذلك .. ويكون مكان يحضره الناس للإستحمام فيه أو
للعلاج فيه من الآلام الروماتيزمية من خلال الماء الساخن .. وأحيانا أخرى لإزالة
الشعر . 2- وفي الماضي وقبل زمن النبي وفي زمنه كان يوجد
مثل هذه الحمامات ولكن في مناطق الشام والرومان (أوروبا) .. لأنها مثل
خاصية لم تكن موجودة عند الناس زمان في منازلهم .. وإنما كان يتم عمل حمامات في
بناء مخصص لذلك .. وهذا البناء يكون مغلق بالكامل وله باب واحد فقط .. وفيها غرف
في الداخل ويتوسط هذا المكان مثل مغطس كبير مثل حمام السباحة ولكن بحجم صغير ويكن
في شكل دائري غالبا .. ويتم توصيله بمواسير من الفخار يسير فيها الماء وتكون
مرتبطة بخزان ماء كبير من الحديد ويتم تسخين الماء فيه من أسفله ببعض الحطب ..
ويتم توصيل المياه منه بعدة مواسير فخارية لعدد من الغرف الخاصة داخل هذه الغرف
(أي الحمامات) .. - وكما قلنا أن هذه الحمامات
لم تكون موجودة في بلاد الجزيرة العربية .. ولا عند أهل
المدينة حتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .. وإنما كان خبرها موجود ومعلوم عند
عرب الجزيرة بسبب رؤية وعلم التجار الذين كانوا يسافرون ويعلمون بوجود هذه الأماكن
في بلدان مختلفة .. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم بوجودها لأنه كان يسافر
إلى الشام ويعمل في التجارة قبل النبوة .. 4- وفي هذا العصر .. لازالت هذه
الحمامات موجودة التي قد تكون في مكان مخصص يتم فيه دفع فلوس من أجل الإستحمام فيه
.. وهي الآن مثل
حمامات الجاكوزي التي يذهب إليها الناس في أماكن رياضية خاصة لتنشيط الدورة
الدموية في أجسامهم من خلال هذا الجاكوزي أي التدليك بالمياه .. أو مثل الحمامات
المغربية للنساء لكحت الجلد الميت وإزالة الشعر الزائد وتطهير الجسم .. أو ما شابه
ذلك .. - وهناك حمامات عامة مثل البحر والنهر
والبئر والعين الجوفية وما شابه ذلك .. 5- أما الحمامات التي في
منازلنا فليست هي المقصودة في كل الروايات التي جاءت في الأحاديث .. ولا علاقة بها
تماما .. وإنما الحمام المنزلي هو غرفة مغلقة بالمنزل تجمع بين الإستحمام بالماء
لكل الجسم .. أو لغسل جزء معين مثل غسل الأيدي بعد الطعام فيه .. أو للوضوء فيه ..
وأيضا فيه مكان لقضاء الحاجة وهو قاعدة التواليت التي يتم صرف البول والبراز فيها
.. وأيضا يمكنك إزالة الشعر فيه .. - إذن الحمام المنزلي هو غرفة متكاملة
لطهارة ونظافة الإنسان بالماء الجاري .. وتكون نظافة الحمام مستمرة لجريان الماء
المتسخ إلى نظام الصرف في الحمام .. ولم يكن هذا الحمام موجود داخل المنازل إلا
بعد انتشار هندسة الصرف الصحي على مستوى المدن .. وهذا منذ مائة عام تقريبا أو
يزيد قليلا .. وأول شبكة صرف صحي حدثت بمصر كانت في مطلع القرن العشرين في سنة
1914 ميلادية .. ودخل نظام الصرف الصحي تبعا على مستوى المدن ولازال حتى الآن بتم
العمل عليه بإمداده لكل مكان ينتقل إليه الناس مثل المدن الجديدة . #- فإذا علمت ما سبق .. فإليك بعض
الروايات التي تكلمت عن الحمامات حتى تكون على علم ومعرفة وبصيرة مما تقرأه .. 1- الرواية الأولى: - رواية من الإسرائليات:- عند تفسير قوله تعالى: (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي
الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ
إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي
وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) النمل:44. أ- (حديث ضعيف وباطل ومتن
منكر جدا) .. عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مَهْدِيٍّ، نا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيِّ، عَنْ
أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَوَّلُ مَنْ
دَخَلَ الْحَمَّامَاتِ وَصُنِعَتْ لَهُ النَّوْرَةُ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، فَلَمَّا
دَخَلَ وَجَدَ حَرَّهُ وَغَمَّهُ، فَقَالَ: أَوَّهْ مِنْ عَذَابِ اللهِ، أَوَّهْ،
أَوَّهْ ثُمَّ أَوَّهْ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ أَوَّهْ) رواه البيهقي في
الشعب وقال: تفرد به إسماعيل بن الأزدي، قال البخاري: " لا يتابع عليه "
وقال مرة: " فيه نظر ".. - وذكر الرواية بن الجوزي في العلل بلفظ: (أَوَّلُ
مَنِ اتَّخَذَ الْحَمَّامَاتِ وَأَوَّلُ مَنْ دَخَلَهَا وَصُنِعَتْ له النورة
سليمان بن داؤد فَلَمَّا دَخَلَهُ أَصَابَهُ الْغَمُّ وَالْحَرُّ قَالَ أَوْهُ
مِنْ عَذَابِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ لا يَكُونَ أَوْهُ أَوْهُ أَوْهُ ثَلاثًا) ذكره بن الجوزي في العلل برقم
566 وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. و (إسماعيل)
أحاديثه منكرة .. قال أبو بكر الخطيب: و (إبراهيم بن مهدي) ضعيف. - قلت (خالد صاحب الرسالة): عن اسماعيل الأزدي ويكتب (الأودي) قد قال عنه أبو
الفتح الأزدي .. أنه منكر الحديث ..- ولا يخفى أن نكارة الحديث .. تظهر من الاعتقاد أن يكون سليمان عليه السلام
أول من تم صنع الحمام له والنورة .. إذ أن هذه الأمور معلومة من زمن الفراعنة وهم
يسبقون عصر سليمان عليه السلام .. !! ب- قصة باطلة
يرويها الإمام الخازن عن بعض ما قرأه: (وقال بعضهم:
تزوجها سليمان وكره ما رأى من كثرة شعر ساقيها، فسأل الإنس عما يذهب ذلك فقالوا
الموسى (أي آلة الحلاقة بالموس). فقالت المرأة إني لم يمسني حديد قط فكره سليمان
الموسى .. وقال: إنها تقطع ساقيها فسأل الجن فقالوا لا ندري فسأل الشياطين.
فقالوا: نحتال لك حتى تكون كالفضة البيضاء فاتخذوا النورة، والحمام فكانت النورة
والحمامات من يومئذ) ذكر هذه القصة في تفسيره الإمام الخازن
(3/349) دون إسناد نقلا عن بعض ما
قرأه في الكتب .. - قلت (خالد
صاحب الرسالة): وهذه القصة الإمام الخازن لا يقول بصحتها وإنما نقلها مجرد للتعرف على ما
يقال حول هذه الآية من خرافات .. وهذه المعلومة مذكورة عدة تفاسير كثيرة وإنما
اكتفيت بالنقل عن تفسير الخازن رحمه الله .. وسبب ذكر قصص صناعة الحمام واختراع
النورة (مزيل شعر الجسم) هو أن وجود روايات أخرى مكذوبة قيلت عن بلقيس زوجة سليمان
أنها كانت لها رجلي حمار مشعرين وقدمي كحافر الحمار .. وأن أمها كانت من الجن ..
فاخترع الجن الحمامات والنورة من أجل هذا الغرض .. وهي عموما من القصص المكذوبة
والمنقولة عن الإسرائليات والتي لا يصدقها مؤمن ولا عاقل .. وكأن سليمان عليه
السلام لم يستحم من قبل وصنع الحمامات لزوجته ..!! - انتبه يا مؤمن:
هذا على افتراض أصلا أن سليمان تزوج من الملكة بلقيس .. !! لأنه لا يوجد نص في القرآن أو في
الحديث يقول أن سليمان تزوجها ..!! ثانيا:
روايات في الأحاديث النبوية:- سأكتفي هنا بذكر حديث يشير إليه بعض أهل الحديث إلى صحته أو حسنه .. لأن غالب أو عامة روايات أحاديث الحمامات لا
تصح .. وكنت بدأت في تحقيقها ولكن وجدت المسألة ستطول وهي لا علاقة لها بموضوعنا
هنا .. ولذلك سأكتفي برواية واحدة أحسبها صحيحة أو حسنة .. #- (حديث صحيح أو حسن – إذا صح أن أبا المليح استمع من
السيدة عائشة) .. عن أبي المليَح الهُذَلي رضي الله عنه قال:
(أنّ نساءً من أهلِ (حِمصَ) أو من أهل (الشام) دَخلْنَ
على عائشة رضيَ الله عنها فقالت: أنتنّ اللاتي يَدْخُلْنَ نساؤكُن الحمّامات؟!
سمعتُ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "ما من امرأةٍ تضعُ
ثيابَها في غير بيتِ زوجها؛ إلا هَتَكَتِ السَّترَ بينها وبين ربِّها) رواه الترمذي -واللفظ له- وقال: "حديث
حسن"، وأبو داودَ وابن ماجه، والحاكم وقال: "صحيح على شرطهما"..
وذكرها الشيخ الألباني في صحيح الترغيب. #- والمقصد هنا من وضع الثياب ..
هو أن تكون المرأة عارية الجسم (خلع الثياب)
وليس أن تخلع طرحتها أو خمارها مثلا في بيت صديقة لها لوحدهما .. وليس المقصود أن
تذهب لخياطة شيء عند خياطة أو ترذي ملابس أو حياكة ملابس مما يستدعي أحيانا خلع
ظاهر الملابس في غرفة مخصصة لخلع الملابس ولبسها لتظبيط القياس على الجسم .. وليس
المقصود أيضا من تذهب للغرف الخاصة بقياس الملابس في المحلات لتجد المقاس المناسب
لها فتضطر لتغيير ملابسها الظاهر لتقيس الملابس وتجد ما يناسبها من قياس .. وليس
المقصود أن تخلع المرأة ثيابها وتكون عارية تماما وذلك لإجراء عملية جراحية ويتم تغطيتها
بملابس غرفة العمليات .. وما شابه ذلك من أمور لا يمكن لعاقل أن يدخلها في حيز
الوعيد الخاص بالحديث . - ولسنا في حاجة لنقول أن المرأة
التي تلبس مايوه يفضح كل جسمها وهو ما يسمى بالبيكيني القطعتين .. أو المايوه
النسائي ذي القطعة الواحدة والذي لا يغطي سوى منطقة البطن وشيء من الصدر وشيء من
العورة والأرداف .. وباقي الجسد عاريا .. أو التي تلبس ما يفضح حسمها بالعري عموما
.. فهذا لا يصح فعله .. ويدخلها في الوعيد لأنها بالفعل خلعت ملابسها وظهرت عارية
أمام الناس عمدا .. !! #- ذكر محققو المسند في ختام تحقيقهم على أحد أحاديث الحمامات بقولهم: قال
المناوي: والظاهر أن نزعَ الثيابِ عبارةٌ عن تكشفها للأجنبي، لِينالَ منها الجماعَ
أو مقدماته، بخلافِ ما لو نزعت ثيابَها بينَ نساء مع المحافظةِ على ستر العورةِ إذ
لا وجه لدخولها في هذا الوعيد. (نقله عنه محققو المسند ج40 ص168). #-
وقال الشيخ الألباني رحمه الله: واعلم أن المقصود من ترهيب
المرأة أن تضع ثيابها في غير بيتها إنما هو التعري من ثيابها كلها أو بعضها؛ مما
لا يجوزلها نزعه أمام النساء المسلمات فضلاً عن غيرهن، وهو كناية عن نهيهن من دخول
حمامات السوق. (سلسلة
الاحاديث الضعيفة ج13 ص471). #- ولكن هنا احاديث لا يصح
قولها مثل الأحاديث التالية.. 1- (حديث باطل لا وجود له أصلا) .. من أغرب الأحاديث التي تجدها في
بعض كتب أهل العلم .. وهو كتاب الرافعي والذي حققه بن حجر العسقلاني في التلخيص
الحبير: هو رواية جاءت بلفظ: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ خَلَعَتْ
ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا، فَهِيَ مَلْعُونَةٌ) ذكرها الرافعي في شرح الوجيز .. ثم قيل بعدها أنه
رواها الدَّارِمِيُّ، وَأَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ
وَالْحَاكِمُ من حديث عائشة ..!! - وهذه الرواية لا يحل روايتها أصلا بلفظ (فهي ملعونة) .. لأنها تكون كذب
على النبي حيث لم يقل بها صلى الله عليه وسلم .. بل ولم تقل بها السيدة عائشة ..
بل ولم يتم ذكرها أصلا لا عند الدارمي ولا الترمذي ولا بن ماجه ولا الحاكم .. بل
وليس لها أثر في كتب أهل الحديث بلفظ (فهي ملعونة) .. !! - ولعل هذا وهم من الإمام
الرافعي رحمه الله .. ولكن لابد أن يتم الحكم
على رواية الحديث بأنه باطل ولا وجود له في كتب أهل العلم الذين أشار إليهم
.. 2- ومن الروايات الغير صحيحة التي قيلت في منع المرأة من أن تخلع خمارها
حتى ولو في بيت فيه نساء كما زعم بعض من لم يتحرى العلم: #- (حديث ضعيف جدا ومتن منكر) .. روى مطرح بن يذيد عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي
أُمَامَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: (لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ أَنْ
تَدْخُلَ الحمام إِلا مِنْ سَقَمٍ .. فَإِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
أَمَّ الْمُؤْمِنِينِ حَدَّثَتْنِي قَالَتْ حَدَّثَنِي خَلِيلُ اللَّهِ عَلَيْهِ
السَّلامُ قَالَ: (إِذَا وضعت المرأة خمارها بيت
زوجها هتكتك سِتْرَهَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ لم بناها دُونَ الْعَرْشِ) ذكره بن الجوزي في العلل رقم
656 وقال: هذا حديث لا يصح .. (ومطرح - وعلي - والقاسم) ليس بشيء. #- قلت (خالد صاحب الرسالة): - في السند (مطرح بن يزيد الكناني) .. وهو
ضعيف الحديث.- وفيه (عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ) وهو
ضعيف الحديث.- وفيه (على بن يزيد الألهانى) وهو متروك
الحديث.- وفيه (القاسم بن عبد الرحمن) وهو صدوق ولكن
في حديثه اصطراب وغرابة ونكارة .. - ونكارة المتن لمخالفته ما جاء فيما هو أحسن منه من روايات .. من أن
الوضع خاص بالثياب وليس بالخمار .. فهذا نكارة واضحة جدا. 3- ومن الأحاديث الغير صحيحة التي قيلت أيضا: - (حديث ضعيف ومتن فيه نكارة) .. وعن عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن الحمام فقال: (إنه سيكون بعدي حمامات،
ولا خير في الحمامات للنساء" فقالت: يا رسول الله إنهن يدخلنه بإزار. فقال:
"لا وإن دخلنه بإزار ودرع وخمار، وما من امرأة تنزع خمارها في غير بيت زوجها
إلا كشفت الستر فيما بينها وبين ربها) رواه الطبراني في الأوسط .. وفيه
عبد الله بن لهيعه وهو ضعيف الحديث .. وقال الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب حديث
رقم 129 قال: قلت: وفيه عنده (4/ 174/ 3310) بكر بن سهل
أيضاً ضعفه النسائي وغيره، وذكر نزع الخمار فيه منكر، والمحفوظ في حديث عائشة
الصحيح: "ثيابها" . 4- أما
عن الأحاديث التي قيلت في مسألة النهي عن دخول الحمام بمئزر للرجال .. ونهي النساء
عن دخول الحمام .. فكلها روايات لم يصح منها شيء وفي كل
أسانيدها كلام يجرح فيها .. والبعض صححها والبعض ضعفها والبعض حسنها .. والحق الذي
وجدته أنه لم يصح منها شيئا إلا على مذهب من يصحح بمجموع طرق الروايات .. ومن هذه
الروايات مثلا وأظنه من أقوى الأحاديث في هذه المسألة وفيه ضعف .. - (حديث حسن لغيره – وفيه
ضعف) .. عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، قَالَ أَبُو خَيْرَةَ - لَا أَعْلَمُ
إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْ ذُكُورِ أُمَّتِي ، فَلَا يَدْخُلِ الْحَمَّامَ إِلَّا
بِمِئْزَرٍ، وَمَنْ كَانَتْ تُؤْمِنُ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْ إِنَاثِ
أُمَّتِي، فَلَا تَدْخُلِ الْحَمَّامَ) رواه أحمد .. قال
محققو المسند ج14 ص28 حديث رقم 8276: حسن لغيره، أبو خيرة -وهو مُحَب بن حَذلم
المصري- ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/444، ولم يذكر فيه
جرحاً ولا تعديلا، وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 394: قال الحسيني:
لا يعرف، وتبعه من بعده. وقال الذهبي في "الميزان" 4/521: لا يُعرف.. ثم قال الحافظ: قد جزم باسمه وكنيته ونسبه أبو سعيد بن يونس
في "تاريخ مصر"، قال: محب بن حذلم مولى ثابت بن زيد ... يكنى أبا خيرة، روى عن
موسى بن وردان، روى عنه سعيد بن أبي أيوب وصمام بن إسماعيل والليث بن عاصم وكان
فاضلًا. ثم قال: وليس له غير حديث واحد، ثم ساق من طريق ابن وهب، عن سعيد، عنه، عن
موسى، لا أعلمه إلا عن أبي هريرة (يعني حديشا هذا) . ثم قال: وأورد له ابن يونس
عنه أثراً يدل على شهرته في المصريين، وذكره. (انتهى النقل) .. وذكره بن
الجوزي في العلل بأنه لا يصح .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب. - قلت (خالد
صاحب الرسالة):أ- المقصد من نهي النساء من
دخول الحمام (بالرغم من وجود ضعف في الرواية) .. وهو الحمام
العام الذي يتم الدخول إليه بالمال وفيه تتعري المرأة بالكامل لتغتسل .. ودليل ذلك
الحديث الذي ذكرناه منذ قليل عن السيدة عائشة في قولها عن النبي (إن صح): (ما من امرأةٍ تضعُ ثيابَها في غير
بيتِ زوجها؛ إلا هَتَكَتِ السَّترَ بينها وبين ربِّها) رواه الترمذي وغيره.- فالمقصد هو التعري الكامل للجسم في الحمامات
الخارجية عن البيوت مثلا للإغتسال وتكون أجسادهن مكشوفة أي عارية .. - قلت لك ذلك أخي الحبيب .. لأنك ستجد بعض من غلبه علم الجهل على الإنترنت قد استدل
بهذه الروايات على منع النساء من نزول حمامات السباحة الخاصة بالنساء أو نزول
البحر في أماكن خاصة بهن ويكن بملابس مستورة بالكامل غالبا .. !! فانتبه من
الجهلاء رجاء . ب- قال محققي المسند في ختام تحقيق رواية أبي هريرة السابق ذكرها:- وفي الباب عن عمر بن الخطاب،
سلف برقم (125) .- وعن جابر، سيأتي 3/339.- وعن عائشة، سيأتي 6/139.- وعن عبد الله بن عمرو عند أبي
داود (4011) ، وابن ماجه (3748) .- وعن أبي أيوب عند الحاكم
4/289، والبيهقي في "السنن" 7/309، وفي "الشعب" (7769) .- وعن أبي سعيد الخدري عند
البزار (318- كشف الأستار) .- وعن ابن عباس عند الطبراني في
"الكبير" (11462) .- قلنا: ولا يخلو إسناد من هذه الشواهد من مقال .. لكن بمجموعها يتقوى
الحديث. (تحقيق مسند أحمد ج14 ص28 عند الحديث رقم 8275). #- وقال الشوكاني رحمه الله: قال
الذهبي: لا يعرف، وأحاديث الحمام لم يتفق على صحة شيء منها. قال المنذري: وأحاديث
الحمام كلها معلولة، وإنما يصح منها عن الصحابة. (نيل الأوطار ج1 ص318). #- ونختم الكلام على مسألة الحمامات وستر العورات بدعاء جميل:- وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
صباحا ومساء يقول: (اللهم إني أسألُك العفو والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ ،
اللهم إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استرْ عوراتي (أي ما ظهر منها وما بطن) وآمنْ
روعاتي (أي كل فزع وخوف) ، اللهم احفظْني مِن بين يديَّ
ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ، وأعوذُ بك أن أُغتالَ مِن تحتي) رواه بن
ماجه .. وأشار لصحته الشيخ الألباني .
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أما عن تحقيق الشيخ الغماري
والشيخ الألباني على أساس أنهما لم يقفا على سند الحديث ..
- ولكني وجدت السند كاملا عند
الترمذي في نوادر الأصول وقد أثبته في الحديث .. ووجدت في السند
علتين:
- وفيه التابعي (مكحول الشامي) لم يسمع من أبي
هريرة .. فالسند مقطوع .. قال الحافظ أبو بكر البزار: و قال أبو بكر البزار : روى مكحول عن جماعة من الصحابة :
عن عبادة و أم الدرداء و حذيفة و أبى هريرة و جابر ، و لم يسمع منهم ، و إنما أرسل
عنهم ، و لم يقل في حديث عنهم " حدثنا " (راجع تهذيب التهذيب ج10 ص292) ..
- ومعنى (فليحاذر عن عورته) أي يسترها ..
#- خلاصة القول:
2- حتى لو كان أتوا به من خلال الحديث
السابق الإشارة إليه فهذا يدل على غبائهم لا أكثر .. لأنه حتى لو صح الحديث (وهو غير
صحيح) فهو خاص بالإستحمام في العراء أي الخلاء أي في مكان مثل الصحراء عاريا ..
ولا علاقة له أصلا بمنزل البيت المستور على صاحبه ..
- فعلى هذا المعتقد فليس المقصد
فقط هو الماء الذي يتم وضعه تحت الشمس فيوقت الظهيرة لتسخنه الشمس .. وإنما هذا يشمل كذلك المياه
الطبيعية التي تسخنها الشمس مثل البحر أو النهر .. في وقت الظهيرة .. ومن يصيبه من
هذا الماء شيئا فهو سيصيبه البرص ..!! وهذا كلام منكر جدا ولا يقول به العقلاء ..
- وأكيد هم أتوا بهذه المعتقد من
الروايات التالية ..
#- وقال الإمام بن حجر في تخريج
الحديث السابق:
3- (أثر ضعيف جدا) .. أما ما تم روايته عن عمر بن الخطاب
.. فجاء عنه: (أَنَّهُ كَرِهَ الْمَاءَ الْمُشَمَّسَ وَقَالَ
إنَّهُ يُورِثُ الْبَرَصَ) رواه الشَّافِعِيُّ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى
عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ
عُمَرَ بِهِ.
ج- وفيه عنعنة الزبير عن جابر بن عبد الله
.. حيث أبي الزبير دلس في الرواية حيث لم يصرح بالسماع أو التحديث عن جابر .
#-
خلاصة القول:
#- ولعل أصل وسبب هذا المعتقد ..
هو الحديث التالي:
- وفي رواية بلفظ: (لا يَبُولَنَّ
أَحَدُكُمْ فِي مُسْتَحَمِّهِ ، فَإِنَّ عَامَّةَ الْوَسْوَاسِ مِنْهُ) رواه الترمذي والنسائي وأبي داود وغيرهم ..
وحسنه النووي والمنذري وغيرهما ..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- والرواية الصحيحة هي رواية
موقوفة على كلام الصحابي .. جاء فيها عَنْ قَتَادَةَ،
أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ صُهْبَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ: (أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ
الرَّجُلِ يَبُولُ فِي مُغْتَسَلِهِ؟ قَالَ: " يُخَافُ مِنْهُ الْوَسْوَاسُ)
رواه البيهقي في السنن الكبرى والسند صحيح.
#- ملحوظة هامة: النهي عن تمشيط
الشعر كل يوم .. بمعنى عدم المبالغة في تمشيطه والإسراف في تكريمه حتى لا تكسب
النفس ميوعة الترف والرفاهية .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله أرشد
أمته لتسريح الشعر وإكرامه (أي بالزيت والكريم وما شابه ذلك) ..
- (حديث صحيح) .. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: (مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ) رواه أبو داود
وصححه الألباني.
- (حديث صحيح)
.. عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كانَ النبيُّ
صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصْغِي (أي يقرب
ويميل) إلَيَّ رَأْسَهُ وهو مُجَاوِرٌ في
المَسْجِدِ، فَأُرَجِّلُهُ (أي أقوم بتسريح
شعره) وأَنَا حَائِضٌ) صحيح البخاري.
#- نعود مرة أخرى لمناقشة مسألة النهي عن التبول في المستحم (لو صح
الحديث):
#- وخلاصة القول:
2- أما عن الحديث الذي يقول بأن التبول يسبب الوسواس .. فهو قد تبين لك أنه ليس حديث نبوي وإنما
ظن صحابي واجتهاد منه وكلامه صحيح عقلا ..
- وإذا بلغك هذا التصور الغريب .. والذي يدل على
جهالة قائله .. فاعلم ما هو آت ..
#- مهم جدا أخي الحبيب أن تعلم المعلومات التالية:
- فهذا هو توصيف لفظ الحمامات
في الماضي .. أنه مكان
للإستحمام فيه ويكون مكان مخصص لذلك .. ويكون مكان يحضره الناس للإستحمام فيه أو
للعلاج فيه من الآلام الروماتيزمية من خلال الماء الساخن .. وأحيانا أخرى لإزالة
الشعر .
2- وفي الماضي وقبل زمن النبي وفي زمنه كان يوجد
مثل هذه الحمامات ولكن في مناطق الشام والرومان (أوروبا) .. لأنها مثل
خاصية لم تكن موجودة عند الناس زمان في منازلهم .. وإنما كان يتم عمل حمامات في
بناء مخصص لذلك .. وهذا البناء يكون مغلق بالكامل وله باب واحد فقط .. وفيها غرف
في الداخل ويتوسط هذا المكان مثل مغطس كبير مثل حمام السباحة ولكن بحجم صغير ويكن
في شكل دائري غالبا .. ويتم توصيله بمواسير من الفخار يسير فيها الماء وتكون
مرتبطة بخزان ماء كبير من الحديد ويتم تسخين الماء فيه من أسفله ببعض الحطب ..
ويتم توصيل المياه منه بعدة مواسير فخارية لعدد من الغرف الخاصة داخل هذه الغرف
(أي الحمامات) ..
4- وفي هذا العصر .. لازالت هذه
الحمامات موجودة التي قد تكون في مكان مخصص يتم فيه دفع فلوس من أجل الإستحمام فيه
.. وهي الآن مثل
حمامات الجاكوزي التي يذهب إليها الناس في أماكن رياضية خاصة لتنشيط الدورة
الدموية في أجسامهم من خلال هذا الجاكوزي أي التدليك بالمياه .. أو مثل الحمامات
المغربية للنساء لكحت الجلد الميت وإزالة الشعر الزائد وتطهير الجسم .. أو ما شابه
ذلك ..
- وهناك حمامات عامة مثل البحر والنهر
والبئر والعين الجوفية وما شابه ذلك ..
5- أما الحمامات التي في
منازلنا فليست هي المقصودة في كل الروايات التي جاءت في الأحاديث .. ولا علاقة بها
تماما .. وإنما الحمام المنزلي هو غرفة مغلقة بالمنزل تجمع بين الإستحمام بالماء
لكل الجسم .. أو لغسل جزء معين مثل غسل الأيدي بعد الطعام فيه .. أو للوضوء فيه ..
وأيضا فيه مكان لقضاء الحاجة وهو قاعدة التواليت التي يتم صرف البول والبراز فيها
.. وأيضا يمكنك إزالة الشعر فيه ..
#- فإذا علمت ما سبق .. فإليك بعض
الروايات التي تكلمت عن الحمامات حتى تكون على علم ومعرفة وبصيرة مما تقرأه ..
1- الرواية الأولى:
- قلت (خالد
صاحب الرسالة): وهذه القصة الإمام الخازن لا يقول بصحتها وإنما نقلها مجرد للتعرف على ما
يقال حول هذه الآية من خرافات .. وهذه المعلومة مذكورة عدة تفاسير كثيرة وإنما
اكتفيت بالنقل عن تفسير الخازن رحمه الله .. وسبب ذكر قصص صناعة الحمام واختراع
النورة (مزيل شعر الجسم) هو أن وجود روايات أخرى مكذوبة قيلت عن بلقيس زوجة سليمان
أنها كانت لها رجلي حمار مشعرين وقدمي كحافر الحمار .. وأن أمها كانت من الجن ..
فاخترع الجن الحمامات والنورة من أجل هذا الغرض .. وهي عموما من القصص المكذوبة
والمنقولة عن الإسرائليات والتي لا يصدقها مؤمن ولا عاقل .. وكأن سليمان عليه
السلام لم يستحم من قبل وصنع الحمامات لزوجته ..!!
- انتبه يا مؤمن:
هذا على افتراض أصلا أن سليمان تزوج من الملكة بلقيس .. !! لأنه لا يوجد نص في القرآن أو في
الحديث يقول أن سليمان تزوجها ..!!
#- والمقصد هنا من وضع الثياب ..
هو أن تكون المرأة عارية الجسم (خلع الثياب)
وليس أن تخلع طرحتها أو خمارها مثلا في بيت صديقة لها لوحدهما .. وليس المقصود أن
تذهب لخياطة شيء عند خياطة أو ترذي ملابس أو حياكة ملابس مما يستدعي أحيانا خلع
ظاهر الملابس في غرفة مخصصة لخلع الملابس ولبسها لتظبيط القياس على الجسم .. وليس
المقصود أيضا من تذهب للغرف الخاصة بقياس الملابس في المحلات لتجد المقاس المناسب
لها فتضطر لتغيير ملابسها الظاهر لتقيس الملابس وتجد ما يناسبها من قياس .. وليس
المقصود أن تخلع المرأة ثيابها وتكون عارية تماما وذلك لإجراء عملية جراحية ويتم تغطيتها
بملابس غرفة العمليات .. وما شابه ذلك من أمور لا يمكن لعاقل أن يدخلها في حيز
الوعيد الخاص بالحديث .
- ولسنا في حاجة لنقول أن المرأة
التي تلبس مايوه يفضح كل جسمها وهو ما يسمى بالبيكيني القطعتين .. أو المايوه
النسائي ذي القطعة الواحدة والذي لا يغطي سوى منطقة البطن وشيء من الصدر وشيء من
العورة والأرداف .. وباقي الجسد عاريا .. أو التي تلبس ما يفضح حسمها بالعري عموما
.. فهذا لا يصح فعله .. ويدخلها في الوعيد لأنها بالفعل خلعت ملابسها وظهرت عارية
أمام الناس عمدا .. !!
#- ولكن هنا احاديث لا يصح
قولها مثل الأحاديث التالية..
- وهذه الرواية لا يحل روايتها أصلا بلفظ (فهي ملعونة) .. لأنها تكون كذب
على النبي حيث لم يقل بها صلى الله عليه وسلم .. بل ولم تقل بها السيدة عائشة ..
بل ولم يتم ذكرها أصلا لا عند الدارمي ولا الترمذي ولا بن ماجه ولا الحاكم .. بل
وليس لها أثر في كتب أهل الحديث بلفظ (فهي ملعونة) .. !!
- ولعل هذا وهم من الإمام
الرافعي رحمه الله .. ولكن لابد أن يتم الحكم
على رواية الحديث بأنه باطل ولا وجود له في كتب أهل العلم الذين أشار إليهم
..
2- ومن الروايات الغير صحيحة التي قيلت في منع المرأة من أن تخلع خمارها
حتى ولو في بيت فيه نساء كما زعم بعض من لم يتحرى العلم:
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
3- ومن الأحاديث الغير صحيحة التي قيلت أيضا:
4- أما
عن الأحاديث التي قيلت في مسألة النهي عن دخول الحمام بمئزر للرجال .. ونهي النساء
عن دخول الحمام .. فكلها روايات لم يصح منها شيء وفي كل
أسانيدها كلام يجرح فيها .. والبعض صححها والبعض ضعفها والبعض حسنها .. والحق الذي
وجدته أنه لم يصح منها شيئا إلا على مذهب من يصحح بمجموع طرق الروايات .. ومن هذه
الروايات مثلا وأظنه من أقوى الأحاديث في هذه المسألة وفيه ضعف ..
- (حديث حسن لغيره – وفيه
ضعف) .. عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، قَالَ أَبُو خَيْرَةَ - لَا أَعْلَمُ
إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْ ذُكُورِ أُمَّتِي ، فَلَا يَدْخُلِ الْحَمَّامَ إِلَّا
بِمِئْزَرٍ، وَمَنْ كَانَتْ تُؤْمِنُ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْ إِنَاثِ
أُمَّتِي، فَلَا تَدْخُلِ الْحَمَّامَ) رواه أحمد .. قال
محققو المسند ج14 ص28 حديث رقم 8276: حسن لغيره، أبو خيرة -وهو مُحَب بن حَذلم
المصري- ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/444، ولم يذكر فيه
جرحاً ولا تعديلا، وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 394: قال الحسيني:
لا يعرف، وتبعه من بعده. وقال الذهبي في "الميزان" 4/521: لا يُعرف.. ثم قال الحافظ: قد جزم باسمه وكنيته ونسبه أبو سعيد بن يونس
في "تاريخ مصر"، قال: محب بن حذلم مولى ثابت بن زيد ... يكنى أبا خيرة، روى عن
موسى بن وردان، روى عنه سعيد بن أبي أيوب وصمام بن إسماعيل والليث بن عاصم وكان
فاضلًا. ثم قال: وليس له غير حديث واحد، ثم ساق من طريق ابن وهب، عن سعيد، عنه، عن
موسى، لا أعلمه إلا عن أبي هريرة (يعني حديشا هذا) . ثم قال: وأورد له ابن يونس
عنه أثراً يدل على شهرته في المصريين، وذكره. (انتهى النقل) .. وذكره بن
الجوزي في العلل بأنه لا يصح .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب.
#- خلاصة القول:
- أرجو أن تكون مسائل الحمامات
وما ظهر فيها من معتقدات قد استوفيناها على أكمل وجه ..
- ولكن البعض قد يستفسر عن سؤالين .. أحب أن أجيب عنهما ..
- الأول: كيف نفهم حالات المس الروحاني التي قد تحدث
في الحمام إذا كان الحمام غير نجس ؟
- الثاني: هل قال صاحب الرسالة الأستاذ خالد أن الحمام المنزلي طاهرا مطلقا ولا
يمكن دخول الشيطان فيه ولا حدوث مس روحاني فيه ؟
*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .
ستركم الله وسترنا وجميع المسلمين فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض .. بحق النبي الأمي صلى الله عليه وسلم .. امين امين امين يارب العالمين
ردحذفلا حول ولا قوة الا بالله أصبح الخوف من شيطان وتذكره أكثر مما يتذكر العبد ربه لو عظمنا الله في قلوبنا واستحضرناه و خفنا منه كما يحدث بسبب الشيطان لتأدبنا معه فعلا لا حول ولا قوة الا بالله
ردحذفجزاك الله كل خير يارب العالمين وأيدك بمدده يا كريم
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تدوم بدوام الحي القيوم وعلى آله وسلم
جزاك الله عنا كل خير أستاذنا الفاضل وزادك الله من فضله
ردحذفحينما قرأت السؤال رقم 39 هل الإستحمان بماء البحر أو بماء تم وضعه في الشمس قد يصيب الإنسان بالبرص المرض الجلدي؟؟؟
تذكرت حينما كنت أذهب للمصيف وأنزل البحر في وقت الظهيره في عز الشمس كان الجلد بيحمر ويقشر وقد يطول الأمر إلى فتره أسبوعين مثلا فممكن يكون هذا هو القصد من هذه الجزئيه كنصيحه بعدم نزول المياه في هذا الوقت لأنه قد يصيب الجلد ضرر من قوه الشمس مع النفي أن النبي لم يقل هذا بل مجرد رأي لمن قاله.... والله أعلم
************************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
ربنا يسترنا بستره في الدنيا والاخره ويستر جميع المسلمين يارب العالمين 🤲🏻
ردحذفربنا يباركلنا في حضرتك وفي علمك يارب 🌿