ج18: معتقدات موروثة - هل من السنة النبوية تنفيض السرير قبل الجلوس والنوم عليه لأن الشيطان ينام على السرير حينما يكون خاليا وبدون هذا النفض فقد نؤذي الشيطان فيؤذينا - هل الشيطان يكن له سرير في البيت ينام عليه إذا تركته ولم تنام عليه ولذلك وصف النبي هذا السرير بأنه سرير الشيطان - كيف تذوقت حديث النبي وفهمت الإشارة في لفظ السرير الاول والثاني والثالث والرابع - هل رش الماء أو الزيت القديم أو الملح أمام عتبة الشقة يمنع دخول الشياطين ويبطل السحر - هل الجلوس في ركن الغرفة كما يفعل البعض وقت حزنهم فهذا يسبب لهم مس من الشيطان لوجود الشيطان في زوايا الغرفة .

           بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها

عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج والخياطة والمرايات وغير ذلك

(الفصل الثامن عشر)

#- فهرس:

:: الفصل الثامن عشر :: ج2/ معتقدات منزلية – عن تنفيض السرير قبل النوم وسرير الشيطان ورش الماء والزيت والملح أمام عتبة الباب لإبطال السحر والجلوس في أركان وزوايا البيت وعلاقته بالمس الروحاني ::

1- س86: هل من السنة النبوية تنفيض السرير قبل الجلوس والنوم عليه لأن الشيطان ينام على السرير حينما يكون خاليا وبدون هذا النفض فقد نؤذي الشيطان فيؤذينا ؟

2- س87: هل الشيطان يكن له سرير في البيت ينام عليه إذا تركته ولم تنام عليه ولذلك وصف النبي هذا السرير بأنه سرير الشيطان ؟

2- س88: كيف تذوقت حديث النبي وفهمت الإشارة في لفظ السرير الاول والثاني والثالث والرابع ؟

3- س89: هل رش الماء أو الزيت القديم أو الملح أمام عتبة الشقة يمنع دخول الشياطين ويبطل السحر ؟

4- س90: هل الجلوس في ركن الغرفة كما يفعل البعض وقت حزنهم فهذا يسبب لهم مس من الشيطان لوجود الشيطان في زوايا الغرفة ؟

***************************

:: الفصل الثامن عشر ::

:: ج2/ معتقدات منزلية – عن تنفيض السرير قبل النوم وسرير الشيطان ورش الماء والزيت والملح أمام عتبة الباب لإبطال السحر والجلوس في أركان وزوايا البيت وعلاقته بالمس الروحاني ::

**************************

..:: س86: هل من السنة النبوية تنفيض السرير قبل الجلوس والنوم عليه لأن الشيطان ينام على السرير حينما يكون خاليا وبدون هذا النفض فقد نؤذي الشيطان فيؤذينا ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من السنة النبوية تنفيض الفراش قبل النوم عليه .. ولكن من الخرافة والكذب على السنة النبوية أن تظن أنك تنفض السرير لأن الشيطان يجلس عليه وينام مكانك .. ثم تظن أنك جعلت من الشيطان مستأجر لسريرك وينام عليه وتخاف أن تؤذيه فيؤذيك .. فهذا كلام لا يصح منك قوله كإنسان مؤمن عاقل .. !!

 

@- وهنا دليل أشار البعض إليه .. في أن الشيطان ينام على سرائرنا ويتنعم به بمزاجه .. مستدلين في ذلك بحديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم  ..

 

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ، ثُمَّ لِيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: بِاسْمِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا، فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ) صحيح البخاري.

 

- وقوله (بداخله إزاره): أي بجزء ملابسه الداخلي مثل الملابس الداخلية على البدن .. وذلك حتى تحافظ على الملابس الخارجية من الأذى من وجود شيء على السرير .. أو ما يكون غير ذلك مثل فوطة أو حبل أو غير ذلك ..

 

- وقوله (لا يدري ما خلفه): أي لا يعلم ماذا يكون حدث على سريره في غيابه .. فقد يكون دخل على سريره أتربة من نافذة كانت مفتوحة .. أو دخل من نافذته حشرات أو عقرب أو أفعى أو أن قطا دخل وترك برازا على السرير .. خاصة قد يحدث هذا في الأماكن الصحراوية والريفية وتكون المنازل فيها أرضية وليست كالمباني الحديثة .. أو حتى يكون أحد ترك مقصا أو سكينا بالخطأ على السرير كان يستخدمه ونسي أن يأخذه لما انتهى منه .. وهكذا ..

 

#- وفي الحديث السابق يتبين لك خرافة أن حكمة نفض السرير .. لأن الشيطان ينام عليه وأنت قد تنام على الشيطان فيؤذيك .. فهذا كلام كذب على النبي وغير موجود في الحديث النبوي .. فلم يقل به النبي ولم يشير إليه .. لا من قريب ولا من بعيد ..

- فانتبه يا مؤمن .. والله أعلم .

 

#- وخلاصة القول:

- معتقدك بأن الشيطان يسكن سريرك في غيابك عنه وحينما تأتي لتنام عليه فقد تنام على الشيطان فتؤذيه ثم ينتقم منك فيؤذيك .. فهذه خرافة ينشرها محبي تعظيم قدرت الشيطان .. أما لو قلت أن هذا في الحديث النبوي .. فأنت تكون قد كذبت على النبي لأن النبي لم يقل بهذه الخرافة .. فانتبه.

 

****************************

 

..:: س87: هل الشيطان يكن له سرير في البيت ينام عليه إذا تركته ولم تنام عليه ولذلك وصف النبي هذا السرير بأنه سرير الشيطان ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من غرائب بعض الناس على الإنترنت ممن يحلو لهم تعظيم قدرات الشيطان .. أنهم يزعمون أن الشيطان له سرير ينام عليه ويتنعم به في منزلك إذا أنت تركته فترة ولم تنام عليه .. !!

 

- وهذا كلام باطل وغير صحيح .. وإذا قال به بعض العلماء من زمن إلا أنه قولا منكر ولا يصح لمعارضته للعقل ولأصول الدين ولذلك هجره عموم العلماء .. وإليك بيان ذلك .. والدليل الذي أشاروا إليه من الحديث النبوي ..

 

#- عن جابر بن عبد الله قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ له: فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ، وَفِرَاشٌ لاِمْرَأَتِهِ، وَالثَّالِثُ لِلضَّيْفِ، وَالرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ) صحيح مسلم.

 

#- ملاحظات على الحديث السابق:

1- وسبب وجود سرير للمرأة وللرجل ..

- قيل ذلك لاحتمالات تتطلب الابتعاد مثل نزول المرض بأحد الزوجين فيفضل الفصل بينهما .. والبعض قال أن هذا للدلالة على جواز النوم منفردين عن بعض ولكن هذا القول بعيد جدا لأنه يحدث نفورا في النفس فضلا عن أن هذا ليس من فعل النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم .

 

- ولم يذكر الحديث سريرا للأطفال ولا للوالدين .. لأنه يتكلم باعتبار بداية الحياة وتهيئة المنزل وليس باعتبار ما سيكون .. ولذلك ذكر سرير الضيوف باعتبار أهل الزيارة التي لا تخلو من احتمال حدوث في أي وقت .. والسرير هنا ليس المقصود به فقط سرير النوم وإنما إشارة لمكان جلوس للضيوف كالكنبة أو الأنتريه أو الصالون في عصرنا ..

 

2- والمقصد بمفهوم السرير الرابع للشيطان ..

أ- قال بعض العلماء: أن الإشارة في الحديث إنما هو للغلو والمباهاة والفخر المذموم الذي فيه إسراف بلا داعي له .. وكل فعل مذموم هو منسوب للشيطان .. وكأن هذا السرير المشترى الزائد تم الإتيان به عن وسوسة من الشيطان .. وكان الأولى يتم صرف المال في شيء آخر نافع لك أو تنفع به غيرك .. وهذا هو الذي عليه علماء المسلمين .

 

ب- وقيل عن بعض العلماء: بأنه لا مانع أن يكون الشيطان ينام عليه فعلا .. وهذا قول (وإن كان مجرد رأي يتم ذكره في كتب أهل العلم كرأي مرجوح ومتروك عند كثير من أهل العلم) إلا أن هذا الرأي أصلا لا يمكن قبوله .. ليه ؟

- لوجود مخالفات عقلية وواقعية ومعارضه لنصوص شرعية لو افترضنا هذا الرأي ..

 

- فيقال: إذ لو كان السرير الرابع هو مبيت للشيطان عليه .. بمعنى النوم عليه فهذا كلام باطل لأن النبي قال أن من يسم الله ويذكره عند دخول بيته فالشيطان لا يدخله .. بالتالي فلا وجود للشيطان سواء كان سرير رابع أو خامس .. وهنا نكون بين أحد أمرين .. إما أن حديث لا مبيت للشيطان عند ذكر الله .. هو حديث غير صحيح ولكنه صحيح .. وإما أن يكون تفسير نوم الشيطان على السرير هو كلام باطل وهذا هو الحق بأنه تفسير باطل ولذلك تركه العلماء من زمن لما فيه من فساد ظاهر وغير معقول ..  

 

- ثم يقال: لماذا يأتي الشيطان لينام على ما هو من مال حلال ونعمة من الله أنعم بها على الإنسان ؟ فإذا كان هذا هو ما يحدث مع صاحب المال الحلال فما الذي يحدث مع صاحب المال الحرام ؟!! 

- فقد نفهم أن الشيطان يحضر مع الإنسان وقت انتفاع الإنسان بما يملك ليوسوس له بالغفلة عن الله فيما وهبه له .. أو قد يأتي ليسرق شيئا من الطعام ويهرب سريعا لو متجسدا حتى أتمكن منه .. ولكن أن يقيم الشيطان في المكان ويظل منتفعا به وكأنه ملكا له يتصرف فيه .. فهذا شيء غير مقبول عقلا ولا إيمانا ..!! فعقلا يقال لماذا لم يسرق السرير وينتهي الأمر ؟!! وإيمانا يقال إذا كان هذا هو حال تصرف الشيطان في المال الحلال فماذا يفعل في المال الحرام ؟!!

 

- ثم يقال: هل لو تم وضع السرير الرابع وقيل حينئذ (بسم الله) .. فكيف يأتي الشيطان عليه لينام عليه .. وفي نفس الوقت يقال أن السرير الرابع للشيطان لينام عليه ؟!! إذن فلا قيمة للذكر حينئذ .. لأن العلة هي وجود السرير .. وطالما السرير موجود فلا ذكر ينفع ولا قرآن يشفع .. لأنك جعلت من السرير الرابع هو حرام موجود في بيتك .. وكيف ذلك وهو من مال حلال ولا دليل للتحريم على وجوده .. فأنت حينئذ ابتدعت شرع جديد ..!!

 

- ثم يقال: لو بعت هذا السرير الرابع .. فهل تبيعه بشيطانه أم من غيره ؟ فلو قلت ليس معه شيطان فأنت تكون أنكرت الرأي التفسيري الذي قلت به .. لأن الشيطان قد تعلق بالسرير وأصبح ملكا له .. ولو قلت أنك تبعه بشيطانه فأنت بلا شك متهم في عقلك لأنه يقال لك أين هو هذا الشيطان ؟!! فهل ستقول لأنه كان السرير رقم (4) ؟!!

 

- ثم يقال: ما الحكمة من نوم الشيطان على السرير إذا كان السرير يظل كما هو ولم يتم إفساده بشيء ؟! بل ولماذا البعض (المصابين روحانيا) يشعر بوجود الشيطان بجواره على سريره الذي ينام عليه كل يوم ؟!! إذن المشكلة ليست في السرير سواء كان أول أو ثاني أو عاشر أو حتى بدون سرير أصلا ..!!

 

- وأخيرا يقال: على هذا المنطق بأن الشيطان ينام على السرير الرابع وما فوق ذلك من العدد أو المتروكة ولا ينام عليها أحد .. فكل فنادق العالم التي تعمل ببعض طاقتها في أوقات مختلفة من السنة وفيها عشرات ومئات الأسِرِّة .. فهي تسكنها الشياطين حينئذ في غرفها لكثرة تواجد الشياطين فيها .. وبالتالي كل من يدخل هذه الفنادق فهو يخرج ممسوس .. وهذا كلام لا يقول به عاقل ولا مؤمن أصلا ..!!

 

- وكذلك السرير الذي يباع في محلات بيع الموبيليات .. ويكون في المحل عشرات من الأسِرَّة .. فعليهم ترقيم كل سرير حتى يعلم الناس أن السرير رقم (4) وما فوق ذلك فأنت تشتريه بشياطينه .. !! لأنه غالبا تداول هذا السرير يأخذ وقت ولا يجلس عليه أحد ويظل فترة في المحال التجارية غير مستخدم ..!!

- فما هذه السخافة في التفكير حينئذ ..!! 

#- أخي الحبيب:

- إذا تبين لك فساد هذا الرأي السابق وهو متروك في تفسيرات العلماء ولكن البعض ذكره من باب أمانة العلم في النقل .. فهنا يأتي سؤال هام: لماذا البعض يحلو له تسويق الرأي الذي تركه العلماء .. ثم يترك التفسير الأول في الحديث الذي عليه العلماء وهو المتفق مع العقل وأصول الدين ؟!!

 

- الإجابة أظنها لسبب بسيط: لتعظيم قدرات الشيطان في النفوس ولذلك أكسبوه هيبة وسلطانا ليخافه المسلمين .. فهؤلاء استخدم الشيطان جهلهم ليكونوا رسله بين الناس .. ولو لم يكن الأمر كذلك فلماذا لم يفسروا الحديث كما قال أهل العلم بأن المقصد هو أن هذا الفعل بشراء سرير رابع بما لا حاجة إليه إلا وسواسا بالإسراف في المال وقد يكون للخُيلاء والتباهي على الناس بأنك تملك ما لا يملكون كأنك تنتقص من قدرهم ..!! 

 

- ولي تذوق خاص في حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بمفهوم السرير الأول والثاني والثالث والرابع .. أذكره في سؤال منفصل إن شاء الله.

 

#- خلاصة القول:

- أن الشيطان لا ينام على سريرك حتى لو تركته أيام أو شهور أو غير ذلك .. ‏والخرافات المنتشرة على الإنترنت بأن الفراش الذي لا ينام عليه أحد ينام عليه الشيطان .. هذا كلام غير صحيح وليس موجود في الحديث النبوي أصلا ..

- فقط حينما تعود لتنام عليه فقم بتنظيفه خوفا من وجود تراب عليه أو يكون أحد قد ترك على سريرك شيئا دون قصد منه فتتأذى منه كمقص مثلا ..

 

*************************

 

..:: س88: كيف تذوقت حديث النبي وفهمت الإشارة في لفظ السرير الاول والثاني والثالث والرابع ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- سبق وذكرت لك أخي الحبيب .. أن لي تذوق خاص في فهم كلام النبي فيما يتعلق بسرير الزوج والزوجة والضيف والشيطان الذي جاء في السؤال السابق وقال فيه النبي: (فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ، وَفِرَاشٌ لاِمْرَأَتِهِ، وَالثَّالِثُ لِلضَّيْفِ، وَالرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ) صحيح مسلم.

 

#- السرير بالنسبة للإنسان هو لراحة الجسم من تعب اليوم وترك الهموم ولو لفترة زمنية لتهدأ ظاهرا وباطنا .. قبل أن تعود مرة أخرى لمسئوليات الحياة ..

 

#- والإشارة التي أذكرها لك هنا من حديث النبي .. هي ليست تفسيرا بقدر ما هي تذوقا أو إحساسا بمعنى وجدته من خلال كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا ما أظنه ..  

 

1- الإشارة في السرير الأول والثاني والثالث .. فهي حقوق في مالك .. إما سرير الزوج فهو إشارة لما فيه حق لك في مالك لتنتفع به وتستمتع وتكسب الراحة لنفسك .. وإما سرير الزوجة وهي إشارة لحق الزوجة في مالك من حق الإنتفاع به كما أنت تنتفع به .. وإما سرير الضيف فهو حق لمن لهم علاقة قريبة بك أو في اتصال معك بإكرامهم فيما أكرمك الله به والأقربون أولى بالمعروف .. والله أعلم

 

2- والسرير الرابع الذي هو للشيطان .. فهو فيه إشارة إلى أن كل ما هو فائض عن حاجتك فاتقي الله فيه ولا تسرفه إلا فيما تجد فيه حقا لله .. وكأن النبي يريد القول .. إذا أخذت حق نصيبك من الدنيا ووفيت حقوق من حولك بما أعطاك الله من فضله .. فاجعل ما زاد عندك من الفضل هو وسيلة راحة لغيرك برفع بعض التعب والهموم عنه كسداد دين أو مساعدة في علاج أو إطعام أو غير ذلك .. فأنفق بدلا من أن تكتنز المال وتحرص عليه ويظل الشيطان يوسوس لك بأنك قد تفتقر لو تساهلت في المال لتريح غيرك من بعض همومهم .. ويظل يزين لك طول العمر واحتياجك للمال حتى تظل تكتنزه .. حتى تنتهي حياتك وتجد نفسك لم تنتفع به يوما مع الله .. بل تركته كنزا عندك ..!!

 

- فالسرير الرابع من وجهة نظري ليس الغرض منه الإشارة إليه كسرير فحسب .. وإنما الإشارة فيه إلى وجوب الإحسان إلى الله فيما فاض عندك من نعمة الله .. بدلا من أن تكتنز هذه النعمة وتحيط عليها كملك لك لا يحق لأحد ينتفع به .. كالذي يظل يشتري أراضي وقصور وشقق وذهبا .. ثم يترك كل هذا ويرحل .. فهذا هو ما أحسبه هو السرير الرابع .. الذي استغفلك الشيطان فيه حتى انتهى عمرك وكان بإمكانك أن تجعل غيرك يستريح من هموم وتعب في حياته ولكنك اكتنزت المال متوهما أنه سينفعك كالسرير الرابع الذي اشتريته ولم تنتفع به أبدا .. والله أعلم .

 

***************************

..:: س89: هل رش الماء أو الزيت القديم أو الملح أمام عتبة الشقة يمنع دخول الشياطين ويبطل السحر ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هذا كلام باطل وغير صحيح ..!!

1- وإنما أي أفعال يتم فعلها أمام باب الشقة قد تسبب أذى للجيران .. فقد يتسبب رش الزيت القديم في أذية الناس لأنه قد ينزلق قدم أحدهم ويصاب بكسر في قدمه أو ذراعه .. و عموما فإن الزيت والماء والملح لا يمنع دخول الشياطين ..

 

- أما عن الماء وخلطه بالملح ورشه أمام عتبه البيت فلا فائدة مرجوة من وراء ذلك .. طالما لا يوجد سحر فعلا .. !!

 

2- أما لو رأيت مياه على باب شقتك كبقعة ماء .. فقبل أن تمر عليه .. فيكفي فقط أن تلقي عليه ملح أو فلفل أسود أو بودرة شطة حمراء .. أو صابون بودرة أو كلور أو ما شابه ذلك .. وليس بالضرورة ملح .. وإنما يقال الملح لأنه الوسيلة الموجودة بالبيت غالبا ورخيصة ..

 

**************************

..:: س90: هل الجلوس في ركن الغرفة كما يفعل البعض وقت حزنهم فهذا يسبب لهم مس من الشيطان لوجود الشيطان في زوايا الغرفة ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من الخرافات الروحانية في معتقدات المنازل .. هو أن الشيطان يسكن أركان الغرفات ليل نهار وكأنه مقيم في غرفتنا .. ولو أحد أفراد المنزل جلس في ركن الغرفة فإنه قد يصاب بمس روحاني من الشيطان ..!!

 

- ولا أعلم مصدر هذه الخرافة .. أي خرافة الشيطان الذي يسكن في زاوية الغرفة في أي وقت من الليل والنهار .. ويصيب الناس بمس روحاني ..!!

 

- وإنما يوجد رواية تشير إلى إمكانية تواجد الشيطان في زاوية أو ركن بالبيت لو دخل بيتا .. وليس بمعنى أن الشيطان يكون متواجد داخل الغرفة ليل نهار  .. لا .. وإنما حدثت كابتلاء مؤقت وصادف دخوله ..

 

- وهذه القصة التي سأذكرها هي حالة خاصة حدثت مع صحابي في عهد النبي .. وهي بالنسبة لي قصة محتملة للتحسين ولكنها ليست حجة للإحتجاج بها .. لأنه كل مروياتها فيها لا تخلو من ضعف .. وقد رأي الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة أنها قصة ترتقي للصحيح بسبب رواية الطبراني من طريق (سعد بن اسحاق) التي سأذكرها أول رواية بعد قليل ولكنه قال بتضعيف باقي الروايات لنفس القصة .. وأيضا سأذكر لك باقي الروايات للعلم بها ..

 

@- وهذه هي القصة " قصة قتادة بن النعمان مع الشيطان" :

 

#- (حديث محتمل التحسين أو مقبول) .. عن سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: (كَانَتْ لَيْلَةٌ شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ وَالْمَطَرِ، فَقُلْتُ: لَوْ أَنِّي اغْتَنَمْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ شُهُودَ الْعَتَمَةِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَعَلْتُ فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَنِي وَمَعَهُ عُرْجُونٌ يَمْشِي عَلَيْهِ، فَقَالَ: «مَا لَكَ يَا قَتَادَةُ هَهُنَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟» ، قُلْتُ: اغْتَنَمْتُ شُهُودَ الصَّلَاةِ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللهُ، فَأَعْطَانِيَ الْعُرْجُونَ (أي غصن نخلة من الذي يتعلق عليه البلح) ، فَقَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ خَلْفَكَ فِي أَهْلِكَ، فَاذْهَبْ بِهَذَا الْعُرْجُونِ، فَأَمْسَكْ بِهِ حَتَّى تَأْتِيَ بَيْتَكَ، فَخُذْهُ مِنْ وَرَاءِ الْبَيْتِ فَاضْرِبْهُ بِالْعُرْجُونِ» ، فَخَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَأَضَاءَ الْعُرْجُونُ مِثْلَ الشَّمْعَةِ نُورًا فَاسْتَضَأْتُ بِهِ، فَأَتَيْتُ أَهْلِي فَوَجَدْتُهُمْ رُقُودًا، فَنَظَرْتُ فِي الزَّاوِيَةِ، فَإِذَا فِيهَا قُنْفُذٌ (أي حيوان صغير على ظهره شوك) ، فَلَمْ أَزَلْ أَضْرِبُهُ بِالْعُرْجُونِ حَتَّى خَرَجَ) رواه الطبراني في الكبير .. وذكره الألباني في الصحيحة قائلا: قلت: ورجاله كلهم ثقات مترجمون في "التهذيب "؛ غير أن عمر بن قتادة أورده البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما من رواية ابنه عاصم هذا، ولم يذكروا فيه جرحاً .. (انتهى النقل) .. (قلت خالد صاحب الرسالة): في الحديث (عمر بن قتادة بن النعمان، لم يرو عنه غير ابنه عاصم بن عمر بن قتادة) .. وهذا يجعل من الرواية محتملة التحسين وليست صحيحة لجهالة حال (عمر بن قتادة) حيث لم يروي عنه غير ابنه فقط  .. ولما كان ابنه ثقة فهذا يرفع من احتمال الإطمئنان لحال أبيه .. ولعل هذا سبب اطمئنان الشيخ الألباني للراوية أن الرواية وإن كانت عن مجهول إلا أن الرواي عنه هو من الثقات .. والله أعلم ..

 

- ولكن مثل هذا الحديث ليس بحجة لمن يحتج به لوجود جهالة في (عمر بن قتادة) .. والمجهولين لا يجوز الإحتجاج بهم .. فالإمام البيهقي عند حديث يروى عن الزهري فيه مجهولين قال: لا يجوز الاحتجاج بأخبار المجهولين (مختصر خلافيات البيهقي ج1 ص254) ..، وقال الإمام الذهبي في ترجمة (سمرة بن سهم): تابعي .. لا يعرف .. فلا حجة فيمن ليس بمعروف العدالة، ولا انتفت عنه الجهالة. (راجع ميزان الإعتدال ترجمة رقم3550) ..، وقال الإمام ابن رجب: ظاهر كلام الإمام أحمد أن خبر مجهول الحال لا يصح، ولا يحتج به. (راجع شرح علل الترمذي ج2 ص577) ..، وقال الشيخ الألباني في شرح بعض قواعد الحديث: القاعدة الرابعة رد حديث المجهول .. (ثم قال الألباني بعد كلام) قلت: والمجهول الذي لم يرو عنه إلا واحد هو المعروف بمجهول العين وهذه هي الجهالة التي ترتفع برواية اثنين عنه فأكثر وهو المجهول الحال والمستور وقد قبل روايته جماعة بغير قيد وردها الجمهور. (راجع تمام المنة - القاعدة الرابعة ص19).

 

- (حديث ضعيف) .. وفي رواية عن فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ قُلْتُ: وَاللَّهِ لَوْ جِئْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَأَتَيْتُهُ، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا فِي قِصَّةِ الْعَرَاجِينَ قَالَ: ثُمَّ هَاجَتِ السَّمَاءُ مِنْ تِلْكِ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ بَرَقَتْ بَرْقَةٌ (أي ظهر مثل لمعة البرق في السماء) ، فَرَأَى (من خلال تلك البرقة) قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ، فَقَالَ: «مَا السُّرَى "أي ما سبب السير ليلا" يَا قَتَادَةُ؟» ، فَقَالَ: عَلِمْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ شَاهِدَ الصَّلَاةِ اللَّيْلَةَ قَلِيلٌ .. فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْهَدَهَا .. قَالَ: «فَإِذَا صَلَّيْتَ فَاثْبُتْ حَتَّى أَمُرَّ بِكَ» ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَعْطَاهُ الْعُرْجُونَ، فَقَالَ: «خُذْ هَذَا، فَسَيُضِيءُ لَكَ أَمَامَكَ عَشْرًا (أي قدر عشر خطوات أو أقدام) ، وَخَلْفَكَ عَشْرًا، فَإِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَرَأَيْتَ سَوَادًا فِي زَاوِيَةِ الْبَيْتِ فَاضْرِبْهُ قَبْلَ أَنْ تَكَلَّمَ؛ فَإِنَّهُ الشَّيْطَانُ» قَالَ: فَفَعَلَ، فَنَحْنُ نُحِبُّ هَذِهِ الْعَرَاجِينَ لِذَلِكَ) رواه بن خزيمة وأحمد .. وتوقف محققو المسند في الحكم على هذا الحديث إلا أنهم قالوا: وهذا إسناد فيه فليح -وهو ابن سليمان-، تكلم فيه الأئمة من قبل حفظه. (انتهى النقل) ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): في الحديث علة تضعفه وهو (فُليح بن سليمان) وقد ضعفه غالب العلماء كالنسائي ويحيى بن معين وأبو حاتم والآجري وأبو داود .. وإن كان مقبول عند بن عدي والدارقطني. (راجع سير أعلام النبلاء ج7 ص351).

 

- (رواية ضعيفة جدا) .. وفي رواية عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الأَوْسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، ثنا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ قَالَ: (كَانَتْ لَيْلَةٌ ذَاتُ مَطَرٍ وَبَرْدٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَنِي، فَقَالَ: «مَا لَكَ يَا قَتَادَةُ هَاهُنَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟» فَقُلْتُ: اغْتَنَمْتُ شُهُودَ الْعَتْمَةِ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «يَا قَتَادَةَ! إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ خَلَفَكَ إِلَى أَهْلِكَ، فَخُذْ هَذَا الْعُرْجُونَ، فَإِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ تَجِدُ الشَّيْطَانَ فِي زَاوِيَتِهِ الْيُسْرَى، فَاضْرِبْهُ بِالْعُرْجُونِ، حَتَّى يَخْرُجَ» فَأَخَذْتُ الْعُرْجُونَ فَأَضَاءَ لِي بِمِثْلِ السَّعْفَةِ (أي يضيء كضوء الشمعة) ، فَجِئْتُ بَيْتِي، فَنَظَرْتُ فِي الزَّاوِيَةِ، فَوَجَدْتُهُ فِيهَا، فَلَمْ أَزَلْ أَضْرِبُهُ بِالْعُرْجُونِ حَتَّى خَرَجَ) رواه الهيثمي في زوائد البزار .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وهذا حديث ضعيف وعلته (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ بن خالد) وهو متروك الحديث ..، وفيه (عمر بن قتادة) وهو مجهول الحال حيث لم يرو عنه إلا ابنه (عاصم) ..

 

- (حديث ضعيف جدا) .. عن سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: (خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي مُظْلِمَةً، فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَهِدَتُ مَعَهُ الصَّلَاةَ وَآنَسْتُهُ بِنَفْسِي، فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ بَرَقَتِ السَّمَاءُ .. فَرَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يَا قَتَادَةُ مَا هَاجَ عَلَيْكَ؟» ، فَقُلْتُ: أَرَدْتُ، بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ، أَنْ أُونِسَكَ، قَالَ: «خُذْ هَذَا الْعُرْجُونَ فَتَحَصَّنْ بِهِ، فَإِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ أَضَاءَ لَكَ عَشْرًا أَمَامَكَ وَعَشْرًا خَلْفَكَ» ، ثُمَّ قَالَ: «إِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ اضْرِبْ بِهِ مِثْلَ الْحَجَرِ الْأَخْشَنِ فِي إِنْسَانِ الْبَيْتِ، فَإِنَّ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ» ، قَالَ: فَخَرَجْتُ فَأَضَاءَ لِي، ثُمَّ ضَرَبْتُ مِثْلَ الْحَجَرِ الْأَخْشَنِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْتِي) رواه الطبراني في الكبير.. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي السند (سويد بن عبد العزيز) وهو ضعيف الحديث .. وفيه (إسحاق بن عبد الله بن فروة) وهو ضعيف جدا ومتروك الحديث .. والمتن فيه غرابة جدا لألفاظه ولا أعلم المقصد ب (إنسان البيت) وأعتقد يوجد تحريف في هذه الجملة .. أو لعله مصطلح يقال للحيوانات التي يألفها الإنسان وتؤنسه في المنزل وتعيش معه كالقطة مثلا .. والله أعلم .!!

 

#- انتبه أخي الحبيب:

أ- الشيطان كان متجسدا في شكل حيوان أسود اللون مثل القنفد كما جاء في أحد الروايات ..  ولذلك استطاع قتادة بن النعمان أن يضربه بالعرجون ..

 

ب- هذه خصوصية نبوية بالحكم على كائن حي في منزل شخص بأنه شيطان بظهر الغيب .. لأن هذا يتطلب وحيا أو بصيرة خاصة جدا لمن يلهمه الله بذلك ..!!

 

ج- الملاحظ من الروايات أن هناك كرامتين للنبي صلى الله عليه وسلم .. الأولى معرفته بوجود شيطان في بيت الصحابي .. والثانية هي أنه أعطي الصحابي عرجونا من النخل أضاء له فجأة في الطريق حتى ذهب لبيته ..

 

د- ولعل سبب ذلك وجود العرجون المضيء .. لأنه إذا دخل الغرفة المظلمة سيظهر ظل هذا القنفد من خلال انعكاس خياله على الحائط وبالتالي سيعلم أين مكانه ويذهب ليضربه .. كما ظهر له أن وراء هذا الخيال في غرفته الذي ظهر له أنه كان متمثلا في هيئة حيوان القنفد.. والله أعلم .

 

هـ- وأظن بعض الجهلاء ممن يزعمون أنهم أهل الرقية والعلاج الروحاني قد استغل هذه القصة .. لاستباحة استخدام العصي والكرباج وسائر أنواع الضرب .. ظنا منه أنه يضرب الشيطان وأن هذه سنة نبوية .. !!

 

- وهذا يعتبر كذب على رسول الله واستباحة أذى الناس وإذلالهم خدمة للشيطان تحت مسمى الرقية .. فمن يظن ذلك فهو جاهل أعمى القلب لأن الرواية أصلا تتكلم عن شيطان متجسد وليس روحاني .. فضلا عن أن القصة لا تتكلم عن إنسان مصاب بمس روحاني .. !!

 

- وما يفعلوه باسم الدين .. ما هو إلا إجرام .. والدين بريء منه .. ففعلهم بالضرب ما هو إلا خدمة للشيطان في أذية الإنسان وإهانته .. ليظل الشيطان ساخرا منهم ومستهزيء بهم ..

 

- ويوم القيامة قريب .. وسيعلم الذين ظلموا وافتروا الكذب على الرسول وعلى الدين أي منقلب ينقلبون ..

 

#- خلاصة القول أخي الحبيب:

1- أن الجلوس في الركن لا علاقة له بالشيطان .. وإنما إذا دخل الشيطان بيتا فهو يأوي إلى ركن أو زاوية وهذا في حال كان متجسدا في هيئة غريبة داخل منزلك .. كما جاء في القصة السابقة .. هذا على افتراض أنها قد تصح ..

 

2- ولا مانع من الظن احتمالا بأن نقول لو دخل الشيطان بصورة روحانية أن يكون مكانه هو زوايا البيت .. ولعل هذا هو سبب رش الماء المرقي عليه في زوايا البيت ظنا بأنها تكون مأوى للشيطان لو دخل بيتا .. وهذا مجرد ظن لا أكثر .. والله أعلم .

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .