ج19: معتقدات موروثة - هل استعمال البخور يجوز للإنسان أن يبخر به نفسه وبيته وفي المساجد ويبخر به الموتى دون أن يحدث أي مشاكل روحانية - هل من السنة النبوية تشغيل البخور في المنزل باللبان الدكر والحرمل ليمنع ويطرد دخول الجن والشياطين من البيت ويفك السحر - هل بخور اللبان أو غيره يطرد الجن والشياطين بالنهار ويجذبهم بالليل.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها

عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج والخياطة والمرايات وغير ذلك

(الفصل التاسع عشر)

#- فهرس:

:: الفصل التاسع عشر :: ج3/ معتقدات منزلية – عن البخور في المنزل باللبان الدكر والحرمل وغيره – وتبخير الجسم والملابس والمساجد والمنازل والموتى - واستخدام البخور في النهار لطرد الجن والشيطان وفي الليل لجلب الجن والشيطان ::

1- س91: هل استعمال البخور يجوز للإنسان أن يبخر به نفسه وبيته وفي المساجد ويبخر به الموتى دون أن يحدث أي مشاكل روحانية ؟

2- س92: هل من السنة النبوية تشغيل البخور في المنزل باللبان الدكر والحرمل ليمنع ويطرد دخول الجن والشياطين من البيت ويفك السحر ؟

3- س93: هل بخور اللبان أو غيره يطرد الجن والشياطين بالنهار ويجذبهم بالليل ؟

***************************

:: الفصل التاسع عشر ::

:: ج3/ معتقدات منزلية – عن البخور في المنزل باللبان الدكر والحرمل وغيره – وتبخير الجسم والملابس والمساجد والمنازل والموتى - واستخدام البخور في النهار لطرد الجن والشيطان وفي الليل لجلب الجن والشيطان ::

**************************

 ..:: س91: هل استعمال البخور يجوز للإنسان أن يبخر به نفسه وبيته وفي المساجد ويبخر به الموتى دون أن يحدث أي مشاكل روحانية ؟  ::..
 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من الخرافات أخي الحبيب أن تظن أن البخور يجلب مشاكل روحانية .. لأنه لا علاقة له بالأمور الروحانية من حيث كونه بخور يتم التعطير به وكان البخور طيبا .. وإليك الإجابة على ما سألت عنه تفصيليا ..

 

- أولا: استعمال البخور في المساجد ..

1- عن السيدة عائشة قالت: (أمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليِه وسلَّمَ بِبِناءِ المساجِدِ في الدُّورِ ، وأنْ تُنظَّفَ وتُطَيَّبَ) رواه أبو داود والترمذي وبن ماجه وأحمد .. وذكره الألباني في الصحيحة وصحيح الترغيب.

 

- قوله (الدور): أي في كل عشيرة وقبيلة يكون لهم مثل محلا يجتمعون فيه للصلاة .. أو المقصد يكون اتخاذ بيت في الدار يكون مخصصا لأهل البيت بالصلاة فيه .. (ذكر التفسيرين الشيخ المباركفوري في تحفة الاحوذي ج3 ص163) 

- قوله (تنظف وتطيب): أي يتم كنسها وتطهيرها من كل ما هو قذر .. وتطيبها بكل ما فيه رائحة طيبة كالبخور والعطور.

 

#- قال الإمام نور الدين القاري رحمه الله (المتوفى: 1014هـ):

- قال ابن حجر: وبه يعلم أنه يستحب تجمير المسجد بالبخور خلافا لمالك حيث كرهه .. فقد كان عبد الله يجمر المسجد إذا قعد عمر رضي الله عنه على المنبر .. واستحب بعض السلف تخليق المسجد بالزعفران والطيب، وروي عنه - عليه السلام - فعله، وقال الشعبي: هو سنة، وأخرج ابن أبي شيبة أن ابن الزبير لما بنى الكعبة طلى حيطانها بالمسك، وأنه يستحب أيضا كنس المسجد وتنظيفه، وقد روى ابن أبي شيبة، أنه - عليه السلام - «كان يتتبع غبار المسجد بجريدة». (راجع مرقاة المفاتيح ج2 ص604).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على كلام الإمام بن حجر:

- وقوله (كان عبد الله يجمِّر المسجد إذا قعد عمر): عبد الله هنا هو (عبد الله الْمُجْمِرِ) وقال عنه الإمام بن عبد البر: وكان عبد الله يجمر المسجد إذا قعد عمر على المنبر وقد قيل إنه كان من الذين كانوا يجمرون الكعبة والأول أصح والله أعلم لأنه كان مولى عمر وكان يجمر له مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . (راجع التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد  ج16 ص177)

- ومعنى قوله (يجمر المسجد) أي يبخر المسجد إذا تهيأ (عمر) جالسا على المنبر استعدادا لخطبة الجمعة ثم يتركه مشتعلا ويجلس حين تبدأ خطبة (عمر) .. وليس التجمير أثناء التحدث بخطبة الجمعة ..!!

 

2- عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَيُّما امْرَأَةٍ أصابَتْ بَخُورًا فلا تَشْهَدْ معنا العِشاءَ الآخِرَةَ ( صحيح مسلم .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): أن استخدام البخور في المساجد يصح في أي وقت .. وإلا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن البخور نهائيا في الإتيان برائحته للمسجد .. وإنما منع ذلك للنساء فقط حتى لا تنجذب أنوف الرجال لهن .. فتحدث فتنة .. فعلمنا بذلك جواز تبخير المساجد .. وعلمنا أيضا أن تعطيرها غير ممنوع إذا كان لا مانع من تعطير من يدخلوها بالبخور من الرجال ..

- وإذا كانت المساجد هي مجمع للذكر والوصل مع الله .. فقد علمنا بذلك أن كل مجلس ذكر وعلم يذكرك بالله فالخير فيه أن يتم تبخير هذا المجلس بالرائحة الطيبة وخاصة العود .. والله أعلم .

 

3- (أثر مختلف عليه بين التحسين والتضعيف) .. عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، (أَنَّ عُمَرَ كَانَ يُجَمِّرُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ جُمُعَةٍ) رواه ابو يعلى الموصلي .. وقال ابن كثير في التفسير: إسناده حسن لا بأس به ..، وقال البوصيري في الإتحاف: إسناده ضعيف.

 

- ويشهد لهذا الأثر السابق ما ذكره الإمام بن حجر .. عن فعل (عبد الله الْمُجْمِرِ) مع عمر بن الخطاب حين صعوده على المنبر لخطبة الجمعة فكان يبخر المسجد ويترك البخور مشتعلا في المسجد .. والله أعلم بصحة هذا الأثر .

 

#- ثانيا: استعمال البخور في تعطير الجسم والملابس والبيت.

1- عَنْ نَافِعٍ قَالَ: (كانَ ابنُ عُمَرَ إذَا اسْتَجْمَرَ اسْتَجْمَرَ بالألُوَّةِ، غيرَ مُطَرَّاةٍ وَبِكَافُورٍ يَطْرَحُهُ مع الألُوَّةِ، ثُمَّ قالَ: هَكَذَا كانَ يَسْتَجْمِرُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ) صحيح مسلم.

 

- قوله (يستجمر): الاستجمار هو التبخر.. والمجمرة هي المبخرة التي يوضع الجمر أي الفحم الملتهب ويوضع عليه المادة العطرية مثل العود والصندل وغير ذلك ..

- قوله (بالألُوة): العود الذي يُتَبَخّر به.

- قوله (مُطَرَّاةٍ): غير مخلوطة بغيرها من الطيب.

- قوله (وَبِكَافُورٍ يَطْرَحُهُ مع الألُوَّةِ): أي كان تارة يتبخر بالعود الخالص .. ومرة أخرى يكون مخلوط بكافور (هكذا قال بعض العلماء كالإمام السندي) .

 

2- عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَيُّما امْرَأَةٍ أصابَتْ بَخُورًا فلا تَشْهَدْ معنا العِشاءَ الآخِرَةَ ( صحيح مسلم .

- وهذا فيه دلالة على جواز تبخير الإنسان لنفسه جسمه وملابسه بالبخور والعطور الطيبة في منزله .. ويجوز للرجل خارج منزلة دون المرأة خوفا من الفتنة والتحرش بها وصيانة لها .

 

3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:  (أَمْشَاطُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الذَّهَبُ، وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ) رواه بن حبان .. وقال الأرنؤوط: اسناده قوي .. وذكره الألباني في الصحيحة.

 

- قوله (مجامرهم): أي مباخرهم ..

- قوله (الْأَلُوَّةُ): العود يتبخر به ..

- فإذا كان هذا هو حال أهل الجنة .. فمن باب أولى أهل الدنيا المؤمنين ينتفعون بهذه الطيب وهذا الجمال في أنفسهم .

 

4- عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا أَجْمَرْتُمُ الْمَيِّتَ، فَأَجْمِرُوهُ ثَلَاثًا) رواه أحمد وغيره .. وقال محققو المسند: اسناده قوي على شرط مسلم.

- قوله (أجمرتم): أي بخرتموه بالطيب ..

 

- وإذا كان تجمير المكان أي تعطيره بالبخور الطيب الذي يكون فيه الميت قبل تكفينه .. أو تجمير كفن الميت نفسه .. أو تجمير الميت من حوله وتعطيره .. فالأحياء أولى بذلك في أماكنهم وملابسهم وأجسادهم .

 

#- وخلاصة القول: حول استخدام البخور في المنازل والمساجد وتعطير النفوس ..

1- استخدام البخور يجوز ويصح استخدامه على سبيل أنه معطر طيب الرائحة .. وليس على سبيل أنه يحضر عفاريت وجن ..!!

 

- ونظن من الرائحة الطيبة أنها تطرد كل خبيث مثل الشياطين .. بل والعطر الطيب تحبه الملائكة .. لأن الملائكة تحب الروائح الطيبة .. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن أكَلَ مِن هذِه البَقْلَةِ، الثُّومِ، وقالَ مَرَّةً: مَن أكَلَ البَصَلَ والثُّومَ والْكُرَّاثَ فلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنا، فإنَّ المَلائِكَةَ تَتَأَذَّى ممَّا يَتَأَذَّى منه بَنُو آدَمَ) صحيح مسلم.

 

- والمقصود بالثوم والبصل .. هو النيء الذي يتم أكله كما هو وليس المطبوخ ..!! فانتبه.

 

- والشاهد من الحديث هو قوله (فإنَّ المَلائِكَةَ تَتَأَذَّى ممَّا يَتَأَذَّى منه بَنُو آدَمَ) .. فكذلك الملائكة تحب من الروائح ما يحبه بني آدم من عطور طيبة أباحها الله لهم.

 

#- ورحم الله الإمام بن القيم (المتوفى: 751هـ) إذ قال:

- وفي الطِّيبِ .. من الخاصية أن الملائكة تحبه .. والشياطين تنفر عنه .. وأحب شيء إلى الشياطين الرائحة المنتنة الكريهة .. فالأرواح الطيبة تحب الرائحة الطيبة .. والأرواح الخبيثة تحب الرائحة الخبيثة .. وكل روح تميل إلى ما يناسبها .. فالخبيثات للخبيثين .. والخبيثون للخبيثات .. والطيبات للطيبين .. والطيبون للطيبات .. وهذا وإن كان في النساء والرجال .. فإنه يتناول الأعمال والأقوال، والمطاعم والمشارب، والملابس والروائح.. (الطب النبوي ص220).

 

2- واعلم أخي الحبيب:

- أنه عندما نستخدم البخور الطيب أو العطور أو الزيوت الطبيعية في المشاكل الروحانية .. أو حتى الماء المقروء عليه .. فهو ليس لعلاج المشاكل الروحانية وإنما فقط تهدئة مؤقتة وليس وسيلة علاج .. وإنما وسيلة العلاج من المشاكل الروحانية تكون بإصلاح حالك مع الله في عبادتك معه ومعاملاتك مع الناس .. لأن المسيء يكون له نصيب من إسائته .. والمحسن له نصيب من إحسانه ..

 

#- وبهذه المناسبة الطيبة للكلام على البخور .. فدعني أفاجئك بأمر:

- بأنه حينما يطلب منك ساحر أو راقي أموال من أجل شراء بخور .. فكن مطمئن البال بأنه شخص يجب الابتعاد عنه فورا واطرده من حياتك فورا .. واعلم يقينا أنه لا علاج بالبخور .. لأن البخور وسيلة استحضار عن الروحانيين وسأشرح لك ذلك في سؤال قادم إن شاء الله تعالى بعد قليل ..

 

- وكذلك الذي يقول لك اشتري بخورا له مواصفات خاصة جدا ويجب أن يكون كذا وكذا .. وكأنه يريد أن يجعلك عاجز عن الإتيان به أو أنت تخاف تشتري شيء مخالف لما طلبه .. فتعطيه المال ليشتريه هو .. فلا تعطيه مالا ليشتريه لك .. فهو شخص غير مؤتمن وابتعد عنه .

 

- أما من يقول لك اشتري أنت بنفسك بخورا طيبا معلوما كأعواد البخور وعطر به بيتك .. فهذا لا شيء فيه .. فهو مجرد توجيه لتعطير المنزل ..

3- وأخيرا أقول لك أخي الحبيب .. أن البخور ليس له علاقة بالمشاكل الروحانية لو استخدمت البخور في المنزل للتعطير به .. وإنما تحدث المشاكل بالبخور فيمن يريد أن يستحضر الجن والشياطين ليستمتع بهم .. ونناقش ذلك في السؤال التالي إن شاء الله تعالى ..

***************************

 

..:: س92: هل من السنة النبوية تشغيل البخور في المنزل باللبان الدكر والحرمل ليمنع ويطرد دخول الجن والشياطين من البيت ويفك السحر ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قولنا أن السنة النبوية أي أن النبي فعل أو أمر بالتبخير ببخور اللبان الدكر أو الكُندر وكذلك الحرمل من أجل طرد الجن والشياطين وفك السحر وطرد المس .. فهذا كله كلام غير صحيح .. لأنه لم يرد نص نبوي صحيح يقول بأن البخور (من أي نوع) يطرد ويمنع الجن والشياطين ..!!

 

- ولكن جاءت بعض النصوص التي أشارت للتبخير باللبان الدكر وبعض الأعشاب .. دون توضيح سبب الحكمة من ذلك .. وهي روايات ضعيفة أيضا ولكني أحسبها محتملة التحسين والقبول والعمل بها كفضيلة عمل نظن منها أنه يمكن أن يكون قالها النبي .. وليس العمل بها كحجة شرعية في إثبات أن هذا البخور هو حق بيقين أو أنه قول النبي بصورة مطمئنة .. فانتبه ..!!

 

#- أولا: النصوص التي يتم تداولها في بعض الكتب الروحانية أو الكتب الطبية القديمة أو بعض كتب روايات الأحاديث من مصادر مختلفة عند أهل السنة والشيعة .. والتي تكلمت عن طرد الجن والشياطين بالبخور مثل اللبان والحرمل ..

 

1- (حديث ضعيف جدا أو موضوع) .. عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ نا عَوْنُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ غَانِمٍ قَالَ: ني إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ عَنْ بَعْضِ الْقُرَشِيِّينَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يَنْبُتُ عِرْقٌ مِنْ حَرْمَلٍ وَلا أَصْلٌ وَلا فَرْعٌ وَلا وَرَقَةٌ وَلا زَهْرَةٌ إِلا وَمَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهَا حَتَّى تَصِلُ إِلَى مَنْ وَصَلَتْ إِلَيْهِ وَإِنَّ فِي أَصْلِهَا وَفَرْعِهَا النُّشْرَةَ وَإِنَّ فِي حَبِّهَا الشِّفَاءُ مِنَ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ دَاءً .. وتَبَخَّرُوا بِالْكُنْدُرِ؛ فَإِنَّهَا بَخُورُ كُلِّ شَيْءٍ، وَمَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَتَبَخَّرُونَ بِهِ إِلا نَفَتْ عَنْهُمْ كُلَّ شَيْطَانٍ فَاغِرٍ فاه باسطا يَدَهُ .. وَإِنَّهَا لَتَنْفِي عَنِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ دَارًا حَوْلَهَا كَمَا تَنْفِي عَنْ أَهْلِ تِلْكَ الدَّارِ) رواه بن بشكوال في الآثار المروية في الأطعمة السرية .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي السند (إبراهيم بن محمد بن أبان) قال عنه الأزدي أنه منكر الحديث ولم أجد فيه رأي غير قول الأزدي ..، وفيه (عون بن يوسف) مختلفا عليه فضعفه الدارقطني في حين قال عنه أبو العرب التميمي: كان رجلاً صالحًا، ثقة مأمونًا ..، وفيه (عبد الله بن عمر بن غانم) مختلفا عليه بين التوثيق والتضعيف والجهالة ..، وفيه (إسماعيل بن عياش) روايته ضعيفة عن غير اهل الشام وهنا روى عن القرشيين ..، وفيه (بعض القرشيين) وهم جماعة مجهولة ..!!، وفيه (يزيد بن أبي حبيب) لم يسمع من (عبد الله بن عمر) ولا من أحد من الصحابة كما قال الدارقطني في العلل .. فالسند مقطوع .. والله أعلم .

 

#- من معاني ألفاظ الرواية:

- قوله (الحرمل): هو عشب يباع عند العطار ..

- قوله (النشرة): أي به يتم طرد المرض والعلاج من كل سحر ..

- قوله (الكندر): هو اللبان الذكر ويسمى الشحري .. أو الجاوي.

- قوله (نفت عنه): أي طردت عنه.

- قوله (فاغر فاه - باسط يده): هو تركيبه لغوية يقصد بها قد طاوعته نفسه في الاعتداء عليك ..

- قوله (وَإِنَّهَا لَتَنْفِي عَنِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ دَارًا حَوْلَهَا): أي وأن تأثير هذا البخور يحدث ليس فقط في منزلك وإنما يؤثر في (72) منزل مما هو حولك فيطرد عنهم الشيطان أيضا .. وذلك لقوة تأثير هذا البخور .. !!

 

- وأحسب أن هذه الرواية السابقة .. مأخوذة من مصادر الشيعة عن قول بعض آل البيت .. ولكن تم تلفيق السند لها للنبي .. !!

 

- وهذه هي الرواية المشار إليها في مصادر الشيعة ..

 

- (في مصادر الشيعة – أثر عن بعض آل البيت بدون سند) .. (سئل الصادق عليه‌ السلام عن الحرمل واللبان ؟ فقال عليه ‌السلام : أما الحرمل فإنه ما تغلغل له عرق في الارض ولا ارتفع له فرع في السماء إلا وكل الله عز وجل به ملكا حتى يصير حطاما أو يصير إلى ما صار إليه ، فإن الشيطان ليتنكب سبعين دارا دون الدار التي فيها الحرمل ، وهو شفاء من سبعين داء ، أهونها الجذام فلا يفوتنكم .. وأما اللبان فهو مختار الانبياء عليهم ‌السلام من قبلي ، وبه كانت تستعين مريم عليها‌ السلام .. وليس دخان يصعد إلى السماء أسرع منه .. وهي مطردة الشياطين .. ومدفعة للعاهة فلا يفوتنكم) ذكره الطبرسي في مكارم الأخلاق ص187.. (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا القول تم روايته بدون سند فيه .. ولا يصح نسبته إلى الإمام الصادق بدون يقين في ثبوت هذا الكلام له وإلا كان كذبا على آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .

 

2- (حديث ضعيف جدا وأظنه مكذوب على النبي) .. عن أبو بكر بن زنبور حدثنا محمد بن علي التمار حدثنا الحسن بن عرفة عن إسماعيل بن عياش عن يزيد بن عبد الله بن قسيط مرفوعا: (الْكُنْدُرُ طِيبِي وَطِيبُ الْمَلائِكَةِ، وَإِنَّهَا مُنَفِّرَةٌ لِلشَّيْطَانِ ، مَرْضَاةٌ لِلرَّحْمَنِ تَعَالَى) رواه الديلمي في الفردوس .. وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة برقم 844 وقال: (معضل ولا يصح) .. وذكره الفتني في الموضوعات وقال: لا يصح .. وحكم عليه الشوكاني في الفوائد المجموعة بأنه موضوع .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي السند (أبو بكر بن زنبور) وهو ضعيف الحديث .. وفيه (محمد بن علي التمار) وهو مجهول .. ورواية (بن عياش) عن (يزيد بن عبد الله) مردودة وغير مقبولة لأنه ليس من أهل الشام .. والرواية فيها انقطاع بين (يزيد بن عبد الله – تابعي) وبين النبي صلى الله عليه وسلم .. 

 

- قوله (الكندر): هو اللبان الذكر ويسمى الشحري .. أو الجاوي.

- قوله (طيبي): أي عطري الذي أتعطر به .

 

3- (حديث ضعيف) .. حدّثني يزيد بن عمرو قال: حدّثنا أبو عاصم قال: حدّثنا ابن جريج عن ابن أبي الحسين المكيّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نِعمت الدخنةُ اللبان، واللبانُ دخنةُ الأنبياءِ، ولن يدخلَ بيتاً دُخنَ فيه بلبانٍ .. ساحرٌ ولا كاهنٌ) رواه بن قتيبه في عيون الأخبار .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث منقطع بين التابعي (أبي الحسن) وبين النبي) .. وفيه تدليس (عبد الملك بن جريج) حيث قد عنعن في السند .. ولم أعلم من هو (يزيد بن عمرو) شيخ بن قتيبة ..!!

 

- قوله (نِعمت الدخنة اللبان): أي ما أفضل التبخير باللبان ..

- قوله (دخن فيه): أي يتم التبخير فيه باللبان ..

 

- وفي رواية (مجهول المصدر والسند) .. روي عن النبي: (نعْمَة الدخنة اللبان وَهِي الدخنة الَّتِي دخنت بهَا مَرْيَم عِنْد وِلَادَتهَا وَإِن الْبَيْت إِذا دخن فِيهِ باللبان لم يقربهُ حَاسِد وَلَا كَاهِن وَلَا شَيْطَان وَلَا سَاحر) ذكره عبد الملك بن حَبِيب القرطبي في مختصر الطب - العلاج بالأغذية والأعشاب في بلاد المغرب .. (قلت خالد صاحب الرسالة): ذكره (عبد الملك بن حبيب) بدون سند ولا مصدر .. وأعتقد أنه منقول من الرواية السابقة ولكن مع وجود تحريف فيها .. والله أعلم .

 

4- (حديث مجهول السند وأحسبه موضوع) .. عن أنس بن مالك مرفوعا: (مَا من بخور يصعد إِلَى السَّمَاء إِلَّا اللبان وَمَا من أهل بَيت يتبخر فيهم باللبان لأنقى عَنْهُم عفاريت الْجِنّ) رواه الديلمي في الفردوس .. (قلت خالد صاحب الرسالة): هذه رواية مبتورة السند لم أجدها في أي مرجع مما توافر عندي فهي موضوعة حتى يتبين لها سند .. وأحسب أن هذه الرواية مأخوذة عن قول الإمام جعفر الصادق من مصادر الشيعة كما في الرواية التالية .. والله أعلم ..

 

- وفي رواية .. (في مصادر الشيعة – أثر عن بعض آل البيت بدون سند) .. عن الإمام جعفر الصادق أنه قال: (مَا مِنْ بَخُورٍ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ إِلَّا اللُّبَانَ‏، وَ مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يُبَخَّرُ فِيهِ بِاللُّبَانِ‏ إِلَّا نَفَى عَنْهُمْ عَفَارِيتَ الْجِنِّ) ذكره الطبرسي في مكارم الأخلاق ص194.. (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا القول تم روايته بدون سند فيه ولا يصح نسبته إلى الإمام الصادق بدون يقين في ثبوت هذا الكلام له وإلا كان كذبا على آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .

 

- وفي رواية .. (مجهولة المصدر والسند) .. قيل عن النبي أنه قال: (تداووا بالكندر - وَهُوَ اللبان - فَإِنَّهُ بخور كلّ شَيْء وَمَا من أهل بَيت يتبخرون بِهِ إِلَّا نفى الله عَنْهُم كلّ عفريت فاغر فَاه باسط يَده .. وَإنَّهُ لينفي عَن اثْنَتَيْنِ وَسبعين دَارا كَمَا يَنْفِي عَن الدَّار الَّتِي يتبخر بِهِ فِيهَا) ذكره عبد الملك بن حَبِيب القرطبي في مختصر الطب - العلاج بالأغذية والأعشاب في بلاد المغرب.. (قلت خالد صاحب الرسالة): ذكره (عبد الملك) بدون سند ولا مصدر .. وأعتقد أنه منقول من الرواية السابقة التي ذكرها الديلمي في الفردوس ولكن مع وجود تحريف فيها .. والله أعلم .

 

5- (أثر ضعيف السند) .. حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: (شَيْئَانِ يُورِثَانِ الْعَقْلَ: التِّينُ الْيَابِسُ إِذَا أُكِلَ، وَدُخَانُ اللِّبَانِ إِذَا بُخِّرَ بِهِ) رواه أبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي الرواية (يحيى بن خالد) مجهول .. وهذا ليس حديث وإنما فقط مجرد رأي شخص .

 

- ملحوظة: هذا الأثر تم روايته في (عيون الأخبار) بلفظ (يورثان القمل) .. وهذا تحريف من كلمة (العقل) إلى كلمة (القمل) .. فلزم التنويه .

 

6- (أثر ضعيف) .. عن أحمد بن جعفر بن سلم، حَدَّثَنا أحمد بن علي الأبار، حَدَّثَنا مخلد بن مالك، حَدَّثَنا عثمان بن عبد الرحمن، عَن الوليد بن عَمْرو، عَن خصيف، عَن عِكرمة، عَن ابن عباس قال: (خذ مثقالا من كُندُر ومثقالا من سكر فدقهما واشربهما على الريق فإنه جيد للبول والنسيان) رواه أبو نعيم في الطب النبوي .. (قلت خالد صاحب الرسالة): في السند (الوليد بن عمرو بن ساج) وهو ضعيف الحديث .. وفيه (خصيف بن عبد الرحمن الجزرى) وهو صدوق ولكن سيء الحفظ قد اختلط عليه في آخر عمره ..

 

7- (أثر ضعيف جدا أو مكذوب على الإمام علي) .. عبد الله بن حماد، حَدَّثَنا سليمان بن سلمة، حَدَّثَنا يحيى بن سعيد العطار، حَدَّثَنا إبراهيم بن المختار، عَن عَبد الله بن جعفر قال: (جاء رجل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فشكى إليه النسيان فقال: عليك باللبان فإنه يشجع القلب ويذهب بالنسيان) رواه أبو نعيم في الطب النبوي .. (قلت خالد صاحب الرسالة): في السند (سليمان بن سلمة الخبائري) وهو متروك الحديث ومتهم بالوضع ..، وفيه (يحيى بن سعيد العطار) ضعيف الحديث ..، وفيه (إبراهيم بن المختار التميمى) وهو مختلف عليه بين القبول والضعف ..، ويوجد انقطاع في السند بين (إبراهيم بن المختار) متوفى سنة 181 هجرية وبين (عبد الله بن جعفر) متوفى 80 هجرية .. وهذا لم يقابل ذاك ..!!

 

#- ثانيا: أما عن الأحاديث في التبخير باللبان الذكر كنوع من البخور المنزلي كتعطير .. فإليك بعض الأحاديث التي بمجموعها يكون الحديث مقبول به كفضيلة لتعطير المنزل ..  ولكن تظل روايته ضعيفه ..

1- (حديث ضعيف) .. عن يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، أَنَا الْأَسْوَدُ، أَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (بَخِّرُوا بُيُوتَكُمْ بِاللِّبَانِ وَالشِّيحِ وَالْمُرِّ وَالصَّعْتَرِ) رواه البيهقي في الشعب .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وهذه الرواية أصح ما قيل عن التبخير باللبان ولكن الحديث فيه (بن لهيعة) ضعيف .. ويوجد سقط في سند الرواية فقيل (عن الأسود) وهذا فيه تحريف .. والأصل هو (أبو الأسود – وهو النضر بن عبد الجبار) .. والله أعلم .

 

2- (حديث ضعيف) .. عَنْ سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ عن عَبْيدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (بَخِّرُوا بُيُوتَكُمْ بِاللِّبَانِ وَالشِّيحِ) رواه البيهقي في الشعب. . وقال البيهقي: فيه انقطاع . (يقصد البيهقي انه يوجد انقطاع في السند بين عبيد الله التابعي والنبي).. ولكن في الحديث السابق تم وصل السند .. وسعيد بن أبي أيوب قد تابع على بن لهيعة .. وهذا يقوي من قبول الحديث .. إلا أن السند هنا فيه انقطاع ..

 

3- (حديث ضعيف) .. قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تَبَخَّرُوا فِي بُيُوتِكُمْ باللبان، والمر، والصعتر) رواه أبو يعلى .. هكذا قال البوصيري في الإتحاف .. وقال محققو المطالب العالية ما ملخصه: أن سند الحديث فيه ضعف لوجود (بن لهيعة) وتدليس (الوليد بن مسلم) حيث عنعن في الرواية .

 

- قوله (اللبان): هو مادة صمغية تخرج من الشجر .. وهو ما يسمى باللبان الذكر أو المسمى بالكُندُر وإن كان (الكُندُور) هو أغلى أنواع اللبان لأنه يستخدم في العلاج الطبي ويمكن استخدامه في البخور ويكون قطع صغيرة لونه أبيض شفاف نقي جدا كأنه زجاجي .. بخلاف الذي يستخدم في البخور فقط ويكونه لونه أصفر وقطعه صغيرة وسعره رخيص جدا بالنسبة للكُندُر ..

 

- قوله (المُر): نبات عندما تغليه يكون طعمه مر جدا ..

- قوله (الصعتر): وهو الزعتر ومنه أنواع .. وأفضلها العطري أي له رائحة تشمها منه .. ومشهور عند أهل الطبخ بالأوريجانو .. 

 

- وباعتبار هذه الروايات (على ضعفها) .. ففيها شاهد على  فضيلة التبخير باللبان الذكر .. والحديث بمجموع رواياته أظنه مقبول كفضيلة يمكنك العمل بها .. وإن كان ليس بحجة شرعية في إثبات كونه أمر نبوي ولك أن ترفض العمل به كمسلم لعدم يقينك بأن النبي أرشد لذلك ..

 

- ولكن يمكنك فعله من باب التبخير بأي نوع من البخور أنت تحبه وترغب فيه لكون التبخير شيء مباح شرعا (ما لم يكن فيه أذى من دخنته لأهل البيت) .. وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق وشرحنا ذلك في سؤال سابق .. والله أعلم .

 

#- ملاحظات على الرواية السابقة:

أ- (حديث بدون سند – رواية مجهولة) .. رُوِيَ عن النبي: (بخروا بُيُوتكُمْ باللوبان وبالحرمل وبالشيح وبالمرّ وبالصعتر) ذكره عبد الملك بن حَبِيب القرطبي في مختصر الطب - العلاج بالأغذية والأعشاب في بلاد المغرب.. (قلت خالد صاحب الرسالة): وهذه رواية أعتقد منقولة من الروايات السابقة وتم إضافة لفظ (الحرمل) لها .. والله أعلم.. !!

 

- قوله (اللوبان): هو اللبان الدكر أو الكُندُر .. ينطق لبان ولوبان في بعض اللهجات ..

 

ب- (حديث بدون سند) .. روي عن النبي: (بَخِّرُوا بُيُوتَكُمْ بِاللُّبَانِ وَالصَّعْتَرِ) ذكره بن القيم في زاد المعاد وقال لا يصح .. وأعتقد أنه رواه مختصرا من رواية أبو يعلى السابقة.. والله أعلم .

 

#- وخلاصة القول فيما سبق أخي الحبيب:

- الروايات التي قالت أن بخور اللبان أو الحرمل أو غيره من البخور يطرد الشياطين والسحر فهي روايات إما ضعيفة أو ضعيفة جدا بل أظنها مكذوبة على النبي .. وتم أخذها من روايات قيلت عن الإمام جعفر الصادق وتم تلفيق سند لها ونسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم ..

 

- ولا يمكن حتى أن نصدق أن الإمام جعفر الصادق قد قالها لأنه لا يوجد سند يثبت صحة هذا القول له .. وهذا فيه جرأة على آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم .

 
************************
 
..:: س93: هل بخور اللبان أو غيره يطرد الجن والشياطين بالنهار ويجذبهم بالليل ؟ ::..
 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من الأمور الشائعة بين الكثيرين .. أن البخور يمنع دخول الجن والشياطين .. ولكن بالليل يجذب الجن والشياطين .. وهذا كلام غير صحيح .. ليه ؟

 

1- لأن المسألة لا تتعلق بالليل ولا بالنهار ولا بنوع البخور .. في مسألة جلب وطرد الشياطين بالبخور ..!!

 

- فلو كان البخور يمنع دخول الجن والشياطين .. لكان استخدمه عموم الناس.

 

- ولو كان البخور يجذب الجن والشيطان سواء بالليل أو النهار .. ما كان استخدمه أحد من عموم الناس بل وابتعدوا عنه خوفا من حدوث حضور روحاني .. إلا من ارتضى أن يعيش خداما حقيرا للجن .. وهؤلاء أي خدامين الجن والشيطان لا كلام لنا عنهم هنا ..

 

2- البخور في ذاته ليس وسيلة منع للجن والشياطين وإنما قد يسبب نفور مؤقت لبعض الشياطين لكونه لا يحب البخور الطيب .. وهناك أرواح شيطانية ما يفرق معها ذلك .. وذلك يتوقف على قدر الشر الذي فيه وهل هو مسلط من نفسه أم بواسطة إنسان روحاني ساحر ..

 

3- والحقيقة أن البخور أيضا ليس وسيلة جذب أو طرد روحاني إلا بقدر نواياك أنت في ذلك لو كنت شخص روحاني .. أما لو أنت شخص عادي فلو استعملت البخور ليلا ونهارا فلا علاقة للجن بالمسألة أصلا ..!!

 

#- والشخص الروحاني  الذي له علاقة مع الجن .. فهو يستعين بالبخور مع العزيمة الروحانية التي يسترضيهم ويستحضرهم بها .. من أجل طلب الإستمتاع بقدراتهم كجن .. وطلب الجن قصدا بغرض الإستمتاع بهم هو شيء منهي عنه شرعا .. ويحضرني في هذا المشهد قوله تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) الأنعام128:129.

 

- ملحوظة: وهناك أنواع من البخور يطلبها الجن والشيطان لإرضائهم حتى يحضرون مع طلب العزيمة الروحانية .. وهو من باب الإسراف المادي في طلب الباطل .. حيث يزيدهم الجن رهقا بصرف الأموال قبل أن يصيبهم رهقا بالأبدان .. ورهقا بالذنوب ..!!

 

4- ولكن هل إطلاق البخور لوحده ليلا أو نهارا دون تلاوة أي عزيمة .. سيجذب الجن والشياطين ويستحضرهم ..؟

- .. لا يوجد أي مشكلة في إطلاق البخور ليلا ونهارا طالما لا توجد أي رغبة نفسية من إنسي في طلب الحضور .. ولا يوجد عزيمة روحانية فيها طلب الحضور .. لأنها الأصل .. أما البخور فهذا وسيلة ضيافة وتكريم وتشريف للحضور .. ولا أكثر من ذلك .. وليست هناك مشكلة في استخدام البخور كمعطر .. وإنما المشكلة في استخدام البخور مع عزيمة استحضار للجن والشياطين لتستمتع بهم ويستمتعوا بك ..

 

#- واعلم أخي الحبيب بخصوص اللبان أو الكُندُر:

- لا مانع من استخدامه في المنزل لكونك تشعر بارتياح معه .. ولكن لا تكن كالجاهلين الذين يجعلون دخنة كبيرة في البيت ويضعون اللبان بقدر قبضة أيديهم على الفحم المشتعل .. وهذا فعل قبيح جدا لأنهم بذلك يؤذون أنفسهم عضويا وبشدة بسبب كثرة هذا الدخان ..!!

 

- وحسب ما أظن أن اللبان أو الكُندُر .. يكون فيه قوة تأثير إيجابية على المكان وعلى الموجودين في المكان ولكن يتم فتح نوافذ البيت وقت التبخير به .. فالغرض هو بقاء أثره وليس دخنته .. ولكن لما كان هذا الأثر لا يظهر إلا بتبخيره .. فلزم التبخير به ..

 

#- وقد تقول أخي الحبيب أن اللبان ليس من الروائح الطيبة .. وهذا خطأ منك .. لأن البخور الطيب نوعان:

1- نوع له رائحة معطرة .. كالمسك والعنبر والعود والصندل ..

2- ونوع له قوة مؤثرة .. كاللبان الدكر والجاوي الأبيض والشبة والكزبرة وغيره من أعشاب وجد لها البعض تأثير قوي في النفس أو حين التبخير بها ..

 

- ولا أقول أن اللبان أو غيره من البخور يطرد شيطان ولا يجلب شيطان .. فلم أرى ذلك لأحكم به .. ولا منكر في ذلك لو أنت ظننته إضافة لذكر الله كالذي يتعاطى دواء يظن فيه الشفاء مع تسميته لاسم الله .. وإنما الذي أقوله تحديدا هو أن بعض البخور التي ذكرتها كاللبان لها تأثير جيد في راحة المكان وفي النفس خاصة من لديه جزء روحاني نشط مثل من لديهم إحساس بالعالم الروحاني أو لديهم تفعيل أو بهم إصابة روحانية ..

 

#- حتى لو استخدمت ما جاء في بعض الروايات فبخرت (بِاللِّبَانِ وَالشِّيحِ وَالْمُرِّ وَالصَّعْتَرِ والحرمل) .. فلا شيء في ذلك طالما أنت تجربه لنفسك وفي بيتك كبخور تظنه أن له أثر طيب في نفسك أو بيتك .. وليس لكونه حديث نبوي .. لا .. بل مجرد تجربة بخور تظن أنه قد ينتج عنها خير .. فإن وجدت خيرا فخير .. وإن لم تجد لها أي تأثير ولا فائدة فاتركها .. ففي النهاية لا تحريم لتفعيل البخور لتستمتع به حال كونه نعمة من نعم الله التي خلقها وأباحها لك ..

 

#- وأخيرا أخي الحبيب:

- من يقوم بتبخير منزله من أجل جذب روحانيات طيبة لمنزله .. فهو شخص غلطان جدا لأنه قد ابتعد عن الصواب .. لأنه لو أراد أن يجذب روحانية طيبة لمنزله ومن حوله وفي نفسه .. فليقرأ القرآن ويكثر من ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .. وليكن في علمه أنه بقدر عمله وإخلاصه ومجاهدة هواه يكن مدده ووصاله وأُنسه بالله .. ومن كان هذا حاله فليبشر بحضور الملائكة من حوله ..

 

#- وخلاصة القول:

- اشعال البخور ليلا أو نهارا وبأي نوع من البخور .. لا مشكلة فيه .. طالما هذا البخور ليس مصحوبا بعزيمة استحضار للجن ..

 

- أخبرتك بذلك .. حتى لا تحكم على الناس بجهل منك وتتهم الناس بأنهم سحرة مثلا لمجرد أنهم يشعلون بخورا لتعطير بيوتهم بالبخور .. حتى ولو أنه يفعل ذلك كل يوم .. بل ويفعله صباحا ومساءا .. فهذا يوصف بكونه تعطير .. وليس استحضار .. فانتبه .!!

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .