بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها
عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج والخياطة والمرايات وطعام الشيطان غير ذلك
(الفصل التاسع والعشرون)
#- فهرس:
:: الفصل التاسع والعشرون :: معتقدات
دينية غير صحيحة – عن أكل الأرانب – وعن قصة ذبح النبي على النصب لإرضاء الأصنام ::
1- س117: هل
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل الأرانب ؟
2- س118: هل كان النبي يذبح على النصب لإرضاء الأصنام ويأكل من هذه الذبيحة التي ذبحها للصنم ؟
***************************
:: الفصل التاسع والعشرون ::
:: معتقدات دينية غير صحيحة – عن أكل
الأرانب – وعن قصة ذبح النبي على النصب لإرضاء الأصنام ::
**************************
..:: س117: هل نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل الأرانب ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):- من خرافات الإنترنت المشهورة .. أن أكل الأرانب قد نهى النبي عن أكله ..
وهذا طبعا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم .. 1- في الحديث الصحيح .. أن أنس بن مالك اصطاد أرنبا وأعطاه لزوج
أمه أبو طلحه الأنصاري .. فيقول أنس حاكيا ذلك: (فأتَيْتُ بهَا أَبَا طَلْحَةَ فَذَبَحَهَا، فَبَعَثَ بوَرِكِهَا
وَفَخِذَيْهَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأتَيْتُ بهَا
رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقَبِلَهُ) صحيح مسلم. 2- وفي حديث صحيح .. عن محمد بن صفوان قال: (أنه أصاب أرنَبين، ولم يجد حديدةً يذبحهما به، فذكاهما
بمروةٍ، فأتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني
اصطدتُ أرْنبينِ، فلم أجد حديدةً أذكِّيها به، فذكَّيتُها بمروة، أفآكلُ ؟ قال :
كُلْ) رواه النسائي .. وذكره الألباني في صحيح النسائي.- وفي رواية بلفظ: (اصَّدْتُ أرنبَين فذبحتُهما
بمَروةِ، فسألتُ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- عنهما، فأمرني بأكْلِهما) رواه أبو داود وبن ماجه .. وقال شعيب الأرنؤوط
في تخريج كلاهما: إسناده صحيح. - قوله (فذكاهما بمروةٍ): أي ذبحهما بحجر أبيض له طرف حاد يستخدم في
سن السكين . #- وتوجد رواية عن الأرانب قيل فيها .. عبد الكريم بن أبي المخارق عن حبان بن جزء
عن أخيه خزيمة بن جزء: (أنه سأل النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ
الأَرْنَبِ فَقَالَ: لا آكُلُهُ ولا أحرمه) رواه بن الجوزي في العلل المتناهية
برقم1099 وقال: وهذا لا يصح لأن عبد الكريم قد رماه أيوب
السختياني بالكذب وقال أحمد: "ويحيى ليس بشيء وقال الدارقطني
متروك".(انتهى النقل). - وكل الروايات
التي وجدتها أن الأرانب كان بها دما أو تحيض .. فهي روايات معلولة وضعيفة مثل
الروايات التالية:-
ذكر عبد الرزاق عن إبراهيم بن عمر عن عبد الكريم أبي أمية قال: (سأل جرير بن أنس الأسلمي رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - عن الأرنب فقال: "لاَ آكُلُهَا أُنْبِئْتُ
أنَّهَا تَحِيضُ") رواه عبد الرزاق برقم (8699) .. وذكره عنه عبد الحق الأشبيلي في
الأحكام الوسطى (4/120) وقال: عبد الكريم ضعيف عند الجميع والحديث منقطع أيضًا. -
وذكر النسائي عن موسى بن طلحة قال: (أُتِيَ النبي - صلى الله عليه
وسلم - بأرنب قد شواها رجل، فلما قدمها إليه قال: يا رسول الله إني تركت بهذا
دمًا، فتركها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يأكلها، وقال لمن عنده:
"كُلُوا فَإِنِّي لَوْ اشْتَهَيْتُهَا أَكَلْتُهَا") رواه النسائي (4/ 224) .. ذكره عنه عبد الحق الأشبيلي في
الأحكام الوسطى (4/120) وقال: هذا مرسل..، وذكره الشيخ الألباني في ضعيف النسائي.. #- خلاصة القول أخي الحبيب: - أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرم أكل الأرانب ..
وإنما أباحها وقبل الهدية منها .. ولا تلتفت لخرافات الإنترنت .
**************************
..:: س118: هل كان النبي يذبح على النصب لإرضاء
الأصنام ويأكل من هذه الذبيحة التي ذبحها للصنم ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة): - من المعتقدات الخرافية التي يحاول البعض نشرها
على الإنترنت سواء من جماعة اعداء الحديث النبوي أو من الطاعنون في الإسلام .. هي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذبح على
النصب ويأكل مما ذبح عليها للأصنام .. - والنُّصب: هي المائدة الحجرية التي كانت كمذبح خاص
مرفق بالصنم وكان الكافرون يذبحون عليها أمام الصنم طلبا لمرضاته .. وقال بعض
العلماء أن النصب يقصد به الأصنام نفسها ويقصد بالذبح عليها هو الذبح لأجلها ..
وعن نفسي لا أميل لهذا الرأي الأخير .. والله أعلم .. !! #- واستدلوا في ذلك بالآتي:- عَنْ نُفَيْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعِيدِ
بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ هُوَ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَمَرَّ بِهِمَا
زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَدَعَوَاهُ إِلَى سُفْرَةٍ لَهُمَا، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي،
إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ، قَالَ: فَمَا رُئِيَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعْدَ ذَلِكَ أَكَلَ شَيْئًا مِمَّا ذُبِحَ عَلَى
النُّصُبِ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده ضعيف، المسعودي- واسمه
عبد الرحمن بن عبد الله- قد اختلط .. ويزيد- وهو ابن هارون- روى عنه بعد الاختلاط،
ونفيل بن هشام وكذا أبوه لم يوثقهما غيرُ ابن حبان. - وفي رواية صحيحة
.. عن مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ
قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَّهُ
لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ، وَذَاكَ قَبْلَ أَنْ يُنْزَلَ
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْوَحْيُ، فَقَدَّمَ
إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُفْرَةً فِيهَا
لَحْمٌ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: "إِنِّي لاَ آكُلُ
مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلاَ آكُلُ إِلاَّ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ
اللَّهِ عَلَيْهِ) صحيح البخاري. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- أولا: هذه الروايات المذكورة تتكلم عن حادثة حدثت قبل نزول الوحي ..-
أي هذه القصة .. حدثت قبل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا
.. أي وقت أن كان هو محمد الأمين .. - وهذا كافي
جدا لدفع أي طعن خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم حال كونه نبيا ورسولا .. فالمسألة بعيدة عن النبوة . -
ولكن من المهم أن تعرف أخي الحبيب .. أن هناك من يهتم بذكر بعض الروايات دون بعض من أجل أن
لا يظهر الحقيقة وإنما ليظهر الفتنة بين المؤمنين .. بل وبعضهم يفعل ذلك طعنا في
مسألة الأحاديث بالكلية لأنه يريد أن يجحدها ويمحوها من الدين .. وما أكثرهم في
زماننا .. - وإليك نص
الرواية التي تم اخفائها .. وهي في البخاري أيضا .. - ثانيا: أصل قصة تقديم الطعام من النبي لزيد بن عمرو ..-
في الحديث الصحيح .. مُوسَى بن عُقبةَ حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- (أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ
بَلْدَحَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- الْوَحْيُ، فَقُدِّمَتْ
إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُفْرَةٌ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا.
ثُمَّ قَالَ زَيْدٌ: إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ،
وَلاَ آكُلُ إِلاَّ مَا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ. وَأَنَّ زَيْدَ بْنَ
عَمْرٍو كَانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ وَيَقُولُ: الشَّاةُ
خَلَقَهَا اللَّهُ، وَأَنْزَلَ لَهَا مِنَ السَّمَاءِ الْمَاءَ، وَأَنْبَتَ لَهَا
مِنَ الأَرْضِ، ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ، إِنْكَارًا
لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ) صحيح البخاري. - قوله (بلدح): منطقة أو مكان يبعد عن مكة حوالي تسعة كيلو
في اتجاه المدينة .. وهي في طريق التنعيم . #- وهنا انتبه
أخي الحبيب:-
لو انتبهت لرواية البخاري السابقة والتي تجاهلها من عابوا على النبي .. سنجد فيها جزء صغير يكشف لنا ما خفي في رواية
البخاري الأولى التي استدلوا بها ..-
وهي أنه كان في أصل القصة أنه تم تقديم سفرة من جماعة من قريش إلى النبي صلى الله
عليه وسلم .. بدلالة قول الرواية (فَقُدِّمَتْ
إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صُفْرَةٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا) أي تم تقديم الطعام له بواسطة جماعة من
قريش ولكنه امتنع عن الأكل منها .. ونفهم أن النبي أشار على من يقدمون السفرة أن
يقدموها لزيد بن عمرو لعله ينتفع بها إن أراد .. ولكن زيد بن عمرو امتنع هو أيضا
عن الأكل وقال: (إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا
تَذْبَحُونَ) .. كما قال النبي أيضا من قبله .. ولكن زيد زاد شيئا في
كلامه لهم وهو: (إِنِّي لاَ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ
عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلاَ آكُلُ إِلاَّ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ) ..
إلى آخر الكلام. #- وهنا يقال لماذا لم
يخطر ببال النبي أن يقول ما قاله زَيْدَ بنَ عَمْرو بنِ نُفَيْلٍ ؟-
والجواب على ذلك "من وجهة نظري" .. أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد أن
يظهر فضيلة زيد بن عمرو ومدى قوة إيمانه بالله وتوحيده لله في زمن الجاهلية .. وأن
الفطرة الإيمانية في تكون الإنسان إذا تحرر من شهواته الغالبة على نفسه وبحث عن
الحق .. #- ثالثا: توجد مشكلة في الروايات .. -
جاء في الروايات التي يغلب عليها الصحة .. أن النبي قابل زيد بن عمرو وقدم له فعلا سفرة
كانت معه .. أي النبي هو من قدمها له وذلك قبل نزول الوحي عليه .. ثم كان رد زيد بن
عمرو كما هو في الروايات السابقة .. !! -
في (رواية منكرة جدا وباطلة – حسنها بعض العلماء
وأنكرها البعض) .. عن مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَيَحْيَى
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (خَرَجَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُرْدِفِي إِلَى نُصُبٍ
مِنَ الْأَنْصَابِ، فَذَبَحْنَا لَهُ شَاةً وَوَضَعْنَاهَا فِي التَّنُّورِ،
حَتَّى إِذَا نَضِجَتِ اسْتَخْرَجْنَاهَا فَجَعَلْنَاهَا فِي سُفْرَتِنَا، ثُمَّ
أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ وَهُوَ
مُرْدِفِي فِي أَيَّامِ الْحَرِّ مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا
بِأَعْلَى الْوَادِي لَقِيَ فِيهِ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَحَيَّا
أَحَدُهُمَا الْآخَرَ بِتَحِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ .....) - إلى أن جاء في الرواية: (فَأَنَاخَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَعِيرَ الَّذِي كَانَ تَحْتَهُ، ثُمَّ قَدَّمْنَا
إِلَيْهِ السُّفْرَةَ الَّتِي كَانَ فِيهَا الشِّوَاءُ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟
فَقُلْنَا: «هَذِهِ شَاةٌ
ذَبَحْنَاهَا لِنُصُبِ كَذَا وَكَذَا» ، فَقَالَ: إِنِّي لَا آكُلَ مَا
ذُبِحَ لِغَيْرِ اللَّهِ)- ثم تكمل الرواية فيحكي زيد موقفا
حدث بعد ترك عمرو بن زيد: (وَكَانَ صَنَمًا مِنْ نُحَاسٍ
يُقَالُ لَهُ: إِسَافُ وَنَائِلَةُ يَتَمَسَّحُ بِهِ الْمُشْرِكُونَ إِذَا
طَافُوا، فَطَافَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطُفْتُ
مَعَهُ، فَلَمَّا مَرَرْتُ مَسَحْتُ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَمَسَّهُ» ، قَالَ زَيْدٌ: فَطُفْنَا، فَقُلْتُ فِي
نَفْسِي: لَأَمَسَّنَّهُ حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَقُولُ، فَمَسَحْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَمْ تُنْهَ؟» قَالَ زَيْدٌ:
فَوَالَّذِي أَكْرَمَهُ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ مَا اسْتَلَمْتُ صَنَمًا
حَتَّى أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالَّذِي أَكْرَمَهُ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ،
وَمَاتَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً
وَحْدَهُ) رواه أبو يعلى والبزار والحاكم واللفظ له .. وقال الحاكم صحيح على شرط
مسلم ولم يخرجاه .. ووافقه الذهبي ..!! - وفي رواية أتت بلفظ في آخرها: (وَكَانَ
الْمُشْرِكُونَ إِذَا طَافُوا تَمَسَّحُوا بِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَمْسَحْهُمَا , فَإِنَّهُمَا رِجْسٌ») رواه أبو يعلى .. بنفس السند السابق. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):1-
هذه الرواية بهذا الشكل لا يمكن تصديقها .. لأن الذي كان يعصمه الله من أن تنكشف عورته
وهو صبي .. لا يمكن أن يتركه يذبح على النصب وهو في سن الأربعين ..!!- فهذا كلام
لا يعقله العقل .. حتى وإن كان حدث قبل نزول الوحي .. 2-
والغريب أن الإمام الذهبي على نفس الرواية السابقة التي وافق فيها الحاكم على
تصحيحه .. قد ذكر نفس الرواية في كتابة سير اعلام النبلاء وقال تعقيبا عليها: (في
إسناده "محمد" لا يحتج به وفي بعضه نكارة بينة) ..!! (راجع سير اعلام النبلاء ج1 ص141
ترجمة زيد بن حارثة برقم41). 3-
هذه الرواية التي رواها الحاكم وغيره فيها (محمد بن عمرو بن علقمة) .. فهو ليس على شرط مسلم كما قال الحاكم لأن
مسلم لم يحتج به .. لأنه ليس ممن يروي عنهم مسلم في أصوله وإنما في المتابعات ..
فضلا عن أن (محمد بن عمرو) فيه كلام يجرح حفظه وإن كان صدوق .. والعلماء على تحسين
حديثه مع وجود التحفظ عليه لأوهامه بسبب سوء حفظه .. (وراجع ما قاله العلماء في
تهذيب التهذيب ج9 ص375 ترجمة رقم 619) .. 4-
رواية (محمد بن عمرو) فيها مخالفة صريحة لما في رواية البخاري .. لأن الذي في
البخاري أن هذه السفرة تم تقديمها للنبي وامتنع عنها .. وليس هو الذي ذبح وقدم
الطعام (لزيد بن عمرو) .. وسبق ذكر هذه الرواية . 5-
وبل ومن وجهة
نظري أنه من اللامعقول في قبول هذه الرواية عند العقلاء .. هو أن الرواية أن تقول أن النبي نهى عن زيد بن
حارثة عن التمسح بالأصنام التي حول الكعبة عند طوافهما بالكعبة لأنها نجسه .. في
حين قالت الرواية في اولها أنه وزيد ذبحا الشاة لنصب كذا وكذا ..!! - فكيف يعقل
العقلاء هذا الكلام ..؟!!- النبي
يمتنع عن مسح الأصنام والتبرك بها .. ولكنه يذهب ليذبح لها ؟!! - سبحانك يا رب
هذا بهتان عظيم وكذب لا أشك فيه ..!! #- خلاصة القول
أخي الحبيب:1-
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذبح على النصب من أجل صنم .. نعم قد يكون ذبح على مكان كان يتم الذبح عليه
كذبيحة وليس كصنم كما قال بن حجر في فتح الباري .. ولكن كلام بن حجر فيه نظر لأن رواية
الحديث تقول «هَذِهِ شَاةٌ ذَبَحْنَاهَا لِنُصُبِ
كَذَا وَكَذَا» .. ولو لم يكن الذبح من أجل صنم .. ما كان أنكر عليه
عمرو بن زيد أن يأكل هذا الطعام .. بل ولكان أوضح له النبي حينئذ أنه كان مجرد
ذبيحه وليس من أجل صنم ..!! مش كده ولا إيه ؟!! 2-
ولسنا في حاجة لتبريرات لا داعي لها .. لأن الرواية أصلا فيها راوي غير منضبط في
حفظه .. والرواية الصحيحة عندنا تقول أن النبي وعمرو بن زيد تم تقديم الطعام لهما
في منطقة (بلدح) وكلاهما رفض الأكل من الطعام .. والكلام واضح ولا حاجة لنا في
تبرير ولا منازعات وكلام فاضي وفارغ ولسنا في حاجة إلى القيل والقال .. 3-
وحتى لو لم تكن رواية البخاري موجودة .. فلا يمكن تصديق رواية الحاكم وأبو يعلى
والطبري وغيرهم .. لأن هذا كلام لا يقول به العقلاء أصلا لمخالفته ما كان يحدث مع
النبي من حجب من مشاركة الكفار في أفعالهم .. فينسب إليه أنه ذبح للأصنام ؟!! أهذا
كلام يعقله العاقلون .. أم على القلوب أقفال ؟!! 4- وبل ومن اللامعقول في قبول هذه الرواية عند العقلاء .. هو أن الرواية أن تقول أن النبي نهى عن زيد بن
حارثة عن التمسح بالأصنام التي حول الكعبة عند طوافهما بالكعبة لأنها نجسه .. ويأخذه
ليذبحا للأصنام ..!! - نعم هذه
رواية باطلة وهذا ما يطمئن له قلبي وضميري . *****************
1- في الحديث الصحيح .. أن أنس بن مالك اصطاد أرنبا وأعطاه لزوج
أمه أبو طلحه الأنصاري .. فيقول أنس حاكيا ذلك: (فأتَيْتُ بهَا أَبَا طَلْحَةَ فَذَبَحَهَا، فَبَعَثَ بوَرِكِهَا
وَفَخِذَيْهَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأتَيْتُ بهَا
رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقَبِلَهُ) صحيح مسلم.
#- وتوجد رواية عن الأرانب قيل فيها .. عبد الكريم بن أبي المخارق عن حبان بن جزء
عن أخيه خزيمة بن جزء: (أنه سأل النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ
الأَرْنَبِ فَقَالَ: لا آكُلُهُ ولا أحرمه) رواه بن الجوزي في العلل المتناهية
برقم1099 وقال: وهذا لا يصح لأن عبد الكريم قد رماه أيوب
السختياني بالكذب وقال أحمد: "ويحيى ليس بشيء وقال الدارقطني
متروك".(انتهى النقل).
-
وذكر النسائي عن موسى بن طلحة قال: (أُتِيَ النبي - صلى الله عليه
وسلم - بأرنب قد شواها رجل، فلما قدمها إليه قال: يا رسول الله إني تركت بهذا
دمًا، فتركها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يأكلها، وقال لمن عنده:
"كُلُوا فَإِنِّي لَوْ اشْتَهَيْتُهَا أَكَلْتُهَا") رواه النسائي (4/ 224) .. ذكره عنه عبد الحق الأشبيلي في
الأحكام الوسطى (4/120) وقال: هذا مرسل..، وذكره الشيخ الألباني في ضعيف النسائي..
#- خلاصة القول أخي الحبيب:
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وهذا كافي
جدا لدفع أي طعن خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم حال كونه نبيا ورسولا .. فالمسألة بعيدة عن النبوة .
-
ولكن من المهم أن تعرف أخي الحبيب .. أن هناك من يهتم بذكر بعض الروايات دون بعض من أجل أن
لا يظهر الحقيقة وإنما ليظهر الفتنة بين المؤمنين .. بل وبعضهم يفعل ذلك طعنا في
مسألة الأحاديث بالكلية لأنه يريد أن يجحدها ويمحوها من الدين .. وما أكثرهم في
زماننا ..
- قوله (بلدح): منطقة أو مكان يبعد عن مكة حوالي تسعة كيلو
في اتجاه المدينة .. وهي في طريق التنعيم .
#- ثالثا: توجد مشكلة في الروايات ..
-
في (رواية منكرة جدا وباطلة – حسنها بعض العلماء
وأنكرها البعض) .. عن مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَيَحْيَى
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (خَرَجَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُرْدِفِي إِلَى نُصُبٍ
مِنَ الْأَنْصَابِ، فَذَبَحْنَا لَهُ شَاةً وَوَضَعْنَاهَا فِي التَّنُّورِ،
حَتَّى إِذَا نَضِجَتِ اسْتَخْرَجْنَاهَا فَجَعَلْنَاهَا فِي سُفْرَتِنَا، ثُمَّ
أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ وَهُوَ
مُرْدِفِي فِي أَيَّامِ الْحَرِّ مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا
بِأَعْلَى الْوَادِي لَقِيَ فِيهِ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَحَيَّا
أَحَدُهُمَا الْآخَرَ بِتَحِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ .....)
3-
هذه الرواية التي رواها الحاكم وغيره فيها (محمد بن عمرو بن علقمة) .. فهو ليس على شرط مسلم كما قال الحاكم لأن
مسلم لم يحتج به .. لأنه ليس ممن يروي عنهم مسلم في أصوله وإنما في المتابعات ..
فضلا عن أن (محمد بن عمرو) فيه كلام يجرح حفظه وإن كان صدوق .. والعلماء على تحسين
حديثه مع وجود التحفظ عليه لأوهامه بسبب سوء حفظه .. (وراجع ما قاله العلماء في
تهذيب التهذيب ج9 ص375 ترجمة رقم 619) ..
4-
رواية (محمد بن عمرو) فيها مخالفة صريحة لما في رواية البخاري .. لأن الذي في
البخاري أن هذه السفرة تم تقديمها للنبي وامتنع عنها .. وليس هو الذي ذبح وقدم
الطعام (لزيد بن عمرو) .. وسبق ذكر هذه الرواية .
5-
وبل ومن وجهة
نظري أنه من اللامعقول في قبول هذه الرواية عند العقلاء .. هو أن الرواية أن تقول أن النبي نهى عن زيد بن
حارثة عن التمسح بالأصنام التي حول الكعبة عند طوافهما بالكعبة لأنها نجسه .. في
حين قالت الرواية في اولها أنه وزيد ذبحا الشاة لنصب كذا وكذا ..!!
- النبي
يمتنع عن مسح الأصنام والتبرك بها .. ولكنه يذهب ليذبح لها ؟!!
2-
ولسنا في حاجة لتبريرات لا داعي لها .. لأن الرواية أصلا فيها راوي غير منضبط في
حفظه .. والرواية الصحيحة عندنا تقول أن النبي وعمرو بن زيد تم تقديم الطعام لهما
في منطقة (بلدح) وكلاهما رفض الأكل من الطعام .. والكلام واضح ولا حاجة لنا في
تبرير ولا منازعات وكلام فاضي وفارغ ولسنا في حاجة إلى القيل والقال ..
3-
وحتى لو لم تكن رواية البخاري موجودة .. فلا يمكن تصديق رواية الحاكم وأبو يعلى
والطبري وغيرهم .. لأن هذا كلام لا يقول به العقلاء أصلا لمخالفته ما كان يحدث مع
النبي من حجب من مشاركة الكفار في أفعالهم .. فينسب إليه أنه ذبح للأصنام ؟!! أهذا
كلام يعقله العاقلون .. أم على القلوب أقفال ؟!!
4- وبل ومن اللامعقول في قبول هذه الرواية عند العقلاء .. هو أن الرواية أن تقول أن النبي نهى عن زيد بن
حارثة عن التمسح بالأصنام التي حول الكعبة عند طوافهما بالكعبة لأنها نجسه .. ويأخذه
ليذبحا للأصنام ..!!
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .
اللهم صل على سيدنا محمد المبرّأ من كل عيب وسلم تسليما كثيرا
ردحذفوجزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
ليس كل ما يلمع ذهبا
ردحذفلا تحكم على الأشياء ولا الاشخاص من ظاهرها فليس كل ما يلمع ذهب
مدح أحدهم رجلا فسأل
مدى معرفتك به
هل جربته عند الغضب فوجدته حليما ؟؟ قال: لا
هل جربته عند السفر فوجدته حسن الخلق ؟! قال: لا
هل إستأمنته على شيء فوجدته أمينا ؟! فقال: لا
فقيل له لا تمدح أحد قبل ان تجربه في هذه الثلاثة
لذا كان مقياس الذهب بعياره لا بلمعانه
ومقياس التقي بأفعاله لا باقواله بمطابقة ظاهره لباطنه
يقاس الصديق بصدق وفائه لا طول وصاله
كل الأشياء تقاس بجوهرها لا بمظهرها
لذلك قيل التجربة خير برهان
ليس كل من قال أحبك فهو يحبك
وليس كل محب ولا قريب لك جالب الخير لك
إمرأة العزيز أحبت يوسف وتسببت في سجنه
إخوة يوسف من دمه ألقوه في غيابات الجب من غيرتهم
فبعض الأشياء تبدوا جميلة فقط من بعيد ولكن الإقتراب منها يظهر عيوبها
المواقف و التجارب خريف الأشياء المزيفة وغربالها
من أجمل ما جاء في تعليق عطر
حذف☆ مقياس الذهب بعياره وليس بلمعانه..
☆ مقياس التقي بأفعاله وليس بأقواله...
☆ يقاس الصديق بصدق وفائه وليس بطول وصاله...
☆ ليس كل من قال أحبك فهو يحبك...
لو كان للعتاب نتيجة
ردحذفلما أسرها يوسف في نفسه
ولو كان لمخالطة الناس التي لا تفهم حزنك أثرلما تولى يعقوب عنهم
و لو كان في البوح بما لا تطيق حمله فرج لما نذرت مريم أن لا تكلم اليوم إنسيا
إن كان شعورك أكبر من أن يعرف فحاول إخفاؤه
هناك أمور إما تفهم كاملة أو لا تفهم نهائيا
إنه الصمت الملاذ الوحيد الذي لا يخونك
يقولون عنه .. لغة العظماء .
وقد يكون ستر الجهلاء
وقد يكون للنفوس إرهاق
هو صمت في ظاهره لكن في جوهره ضوضاء
قد يكون هروبا من واقع لايطاق
فيه الكثير من النوايا تساء
الصمت قد يكون رسالة موجهة وقد يكون جواب
هناك من يراه تجاهلا وخلف كل صمت ألف حكاية
إذا كان كلامك أعمق من أن يفهم فقدم صمتك عليه .
قد أختلف معك يا عطر
حذف١- إن الموقف الذي كان فيه يوسف يحتاج إلى الإسرار لأن بسبب إسراره هذا تمكن من أخذ أخوه في دين الملك ولم يكن هذا الموقف يحتاج إلى عتاب بقدر ما كان يحتاج إلى كيد وقد فعل يوسف الأولى...
( كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ )
فأسرها ولم يبدها و { قَالَ } في نفسه { أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا }
وعموما العتاب يكون بين الأحبة وهو صابون القلوب المؤمنة...
٢- دع الروح تبوح
بوح المرء بأفكاره أو مشاعره دون قصد أو بلا وعي هي وسيلة فعالة أو مادة دسمة يعالج بها المختص النفسيّ مريضَه...وفي ذلك فرج عظيم طبعا...
اما صوم مريم عليها السلام عن الكلام فكان الموقف يتطلب ذلك... فكيف تبوح لمن لا يفهمها ولم يحط بما أحاطت به خبرا...
وعموما فإن حالتي يوسف ومريم عليهما السلام هما إستثناء عن القاعدة وما تصرفهما إلا إستجابة لأوامر فوقية ...
وأما كلامك عن فائدة الصمت فرائع.. رائع.. رائع..
وما تقديمي الإختلاف على الإتفاق إلا مراعاتا للترتيب والا كنت أفضل أن أبدأ بما أتفق فيه معك...
موفقة دوما إلى كل خير عطر
والله أعلم...
☆▪☆▪☆▪☆
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
جزاك الله عنا كل خير أستاذنا الفاضل وزادك الله من فضله وأنعم عليك بمزيد كرمه وجوده
ردحذف****************************
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
1**// بعنوان: رحلة البحث عن الكنز:
ردحذفسبق لي أن حكيت القصة صوت بجروب " الروحانيات في الاسلام" عبر تطبيق التلغرام .. و قلت في نفسي ممكن في حد مننا .. لم تسمح له – بشكل أو آخر -الظروف يسمع الحكاية أو فاتوا شيئا منها .. لذا ارتأيت أن أنشرها هنا " كتابة " .. و أرجو أن يكون من وراءه نفع للناس.. يا رب. اللهم اجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم.
***********************
في يوم من الأيام .. كنت حضرت مع معالجة روحانية مكاشفة – أظن سبق لي الحديث عنها في تعليقات المدونة و لا مانع بالحديث عنها الآن بشكل مختصر حتى يستطيع من يستمع إلينا الآن .. فهم ما نقول .. هي سادة يا كرام .. امرأة كبيرة في السن لديها كشف و تستعين بالجن في معرفة السحر و مكانه و ايضا إعطاء وصفات للعلاج من كل ما هو عضوي أو روحاني .. و كانت تستعمل الرصاص المسيح كوسيلة لقراءة الطالع أو البخث أو سميه ما شئت .. كنت أحضر جلساتها العلاجية تقريبا مرتين إلى 3 مرات في الشهر على مدار 3 سنوات .. بحيث كان لي وضع خاص عندها .. لدرجة أنه كان كثير من زواره يتقربون إلي حتى ينالوا الرضى و البركة .. أما المال فكانت هي تعطيني المال و كذا زبائنها .. و الغريب كانوا بيلحوا عليا آخذ من عندهم .. و طبعا هو في حد بيرفض الفلوس ههههه .. و الأغرب بدون أن أُقدم لهم أي خدمة .. و أغلبهم بيقول لي ادعي لنا يا حسن .. ما أنت واخذ البركة من الروحانية .. ما علينا دلوقتي .. نكمل القصة -
المهم و انا جالس جنب الروحانية المعالجة .. و هي تمرر الحالات .. جاء دور شاب في الثلاثين من عمره أبيض البشرة و هندام أنيق يعني متشيك .. و بدأت المعالجة تعمل الطقوس بتاعها .. و قالت له أنه عندك مشاكل روحانية و سحر و عندك مشكل في شغلك .. و دخلَت في حوار معه .. و أخذ روشتة العلاج و معاه كم من المعلومات عمن يسحر له و مواصفاته ..
لما انتهى من ذلك .. أشار إلي لأتكلم معه على جنب لوحدنا .. و أخبرني أنه من الباحثين عن الكنوز . . و عبر عن نيته في التواصل معي خارج مكان المعالجة الروحانية .. و طلب رقم هاتفي للتواصل و اللقاء معه مرة أخرى ..
** يتبع **
2**//
ردحذفالمعالجة قالت لي .. لما رجعت من عندو .. و سألتني خير ياحسن .. و همست لها بما يريد فقالت لي .. خلاص .. كمل معاه .. ممكن ينوبك من الحب جانب .. و هي تضحك .. فقلت لها .. بما أنك بتعزيني و غالي عليكي .. ما تقولي لنا .. نستخرح الكنوز كيف .. أو ساعدينا ..
ردت عليا .. شوف يا حسن .. سكة الكنوز و استخراجها .. و دخولي في صراع مع الجن .. أنا أتفادى الدخول فيها .. و لو يكون فيها مال الدنيا .. هي زيها زي حكاية .. عدم مرافقتي لمن يريد استخراج السحر المدفون أو كذا .. مهمتي كلام فقط و أعطي روشتة .. بلا زيادة أو نقصان .. فاهمني .. بس لو إنت عاوز .. روح جرب .. علشان تفهم ليه؟؟؟!!!
حسن .. لم يعمل بنصيحة المعالجة .. و قرر يخوض هذه المغامرة و يدخل العالم ده ..
بعد أيام اتصل بي هذا الشخص و عرض عليا أن أتناول الغذاء معه في مطعم يملكه و هو بالقرب من المكان الذي أقطن فيه .. و قال نعتبره غذاء عمل .. و قبلت الدعوة و تغذيت معاه و كان يتحدث طول الوقت عن الروحاني و الاولياء و الاضرحة .. و كان كل ما يهمه هو ما هو مدفون بهذه الأضرحة من دفينة فقط.
فجأة قال لي .. سمعت أنك يا حسن لديك علاقات مع روحانيين بما فيهم من لديهم كشف و واصل كلامه قائلا .. بص يا حسن .. سأختصر عليك الكلام .. ببساطة أنا أعرف أماكن يوجد فيها كنوز .. و أبحث عن من يساعدنا في استخراجها و ذلك بالاستعانة ممن لديه حساسية روحانية و نريد شخصا لديه كشف ليعرف لنا تفاصيل ما يوجد في هذا المكان و هو يقصد عمار أو حراس مكان الكنز .. و نريدك أن تُوَفِر لنا سيارة كبيرة الحجم .. لاستعماله في حمل ما سنحصل عليه من الكنز .. لأنه يعتقد أن الحمولة ستكون ثقيلة ههههه.. و لا تضرب حساب للمصاريف من تنقل أو كل ما تحتاجه العملية فهي على حسابي .. و أيضا عندما نستخرج الدفينة سنقسمها بالتساوي بعد بيعها – و قال أنه لديه من يشتري ما يحويه الكنز -. يعني .. هذا الصديق .. عامل حساب لكل شيء .. و مستعد ماديا و نفسيا و بدنيا و روحيا و روحانيا .. كله على بعضو للكنز هههههههه.
كان ردي ساعتها عليه .. شوف يا صديقي .. بالنسبة لي هذه أول مرة أدخل لهذا المجال " البحث عن الكنز" .. بس لا أخفيك أني كنت أحيانا أفكر فيها و كنت بسأل عن هذه الأمور .. و لا مانع لدي أن أخوض معك هذه المغامرة ..
يا صاحبي .. هو في حد .. مش عاوز المال و مش عاوز يكون غني.. عاوز أشتغل مليونير
و طلبت منه أن يمنحني الوقت الكافي .. و سأوفر له المطلوب ..
أكمل كلامه: كل شيء مضمون يا حسن؟ سنصبح أغنياء .. يقولها و الفرح على وجهه ..
و إلى يومنا هذا ما زلت أتذكر تعابير وجهه في تلك اللحظة.
** يتبع **
هام جدا...
ردحذفمن المهم أن تعرف أخي الحبيب: .. أن هناك من يهتم بذكر بعض الروايات دون بعض من أجل أن لا يظهر الحقيقة وإنما ليظهر الفتنة بين المؤمنين ... بل وبعضهم يفعل ذلك طعنا في مسألة الأحاديث بالكلية لأنه يريد أن يجحدها ويمحها من الدين ... وما أكثرهم في زماننا..
☆ خالد أبو عوف
والله أعلم...
☆▪☆▪☆▪☆
وصل اللهم وسلم على سيدنا مهند النبي الأمي و آله...
الفكرة الإيمانية في تكون الإنسان= إذا تحرر من شهواته الغالبة على نفسه وبحث عن الحق..
ردحذف☆ خالد أبو عوف