ج30: معتقدات موروثة - هل فاكهة الرمان تطرد وسواس الشيطان وتمرضه وتنير القلب وبه حبَّه من حبوب رمان الجنة - هل التمر البرني يقوي الظهر ويخبل الشيطان ويزيد في السمع والبصر ويقرب من الله عز وجل ويباعد من الشيطان ويزيد في قدرة الجماع - هل تمر عجوة المدينة وتمر عجوة العالية لو أكلته لا يضرك شيطان ولا سحر ولا سم بل ويشفي من السحر والسم لو أصابك - هل الجن والشيطان يكره التمر ويبتعد عن المكان الموجود فيه - هل التفاح يشفي من السحر والسم ومس الشيطان .

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها

عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج والخياطة والمرايات وطعام الشيطان غير ذلك

(الفصل الثلاثون)

#- فهرس:

:: الفصل الثلاثون :: معتقدات دينية في بعض الفاكهة – عن أكل فاكهة الرمان - والتمر البرني – وتمر عجوة المدينة – وتمر عجوة العالية – والتفاح - وعلاقة ما سبق بالشيطان ::

1- س119: هل فاكهة الرمان تطرد وسواس الشيطان وتمرضه وتنير القلب وبه حبَّه من حبوب رمان الجنة ؟

2- س120: هل التمر البرني يقوي الظهر ويخبل الشيطان ويزيد في السمع والبصر ويقرب من الله عز وجل ويباعد من الشيطان ويزيد في قدرة الجماع ؟

3- س121: هل تمر عجوة المدينة وتمر عجوة العالية لو أكلته لا يضرك شيطان ولا سحر ولا سم بل ويشفي من السحر والسم لو أصابك ؟

4- س122: هل الجن والشيطان يكره التمر ويبتعد عن المكان الموجود فيه ؟

5- س123: هل التفاح يشفي من السحر والسم ومس الشيطان ؟

***************************

:: الفصل الثلاثون ::

:: معتقدات دينية في بعض الفاكهة – عن أكل فاكهة الرمان - والتمر البرني – وتمر عجوة المدينة – وتمر عجوة العالية – والتفاح - وعلاقة ما سبق بالشيطان ::

**************************

 ..:: س119: هل فاكهة الرمان تطرد وسواس الشيطان وتمرضه وتنير القلب وبه حبَّه من حبوب رمان الجنة ؟ ::..
 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من الخرافات التي ستجدها منتشرة على الإنترنت .. أن أكل فاكهة الرمان يطرد الشيطان والوسواس وتنير القلب وأن به حبة من حبوب رمان الجنة .. بل أن البعض أخذ يرسل رسائل الكترونية ليخبر الناس بذلك ..

 

- وقد جمعت ما استطعت جمعه في هذه المسألة .. حتى تعلم ما هو الحق والباطل فيها .. علما بأنه لا يوجد أي خبر صحيح في فاكهة الرمان .. وكلها روايات باطلة .. ولكن اعرفها لتكون محيطا علما بها .

 

#- أولا: الروايات التي قيلت في فاكهة الرمان وعلاقتها بالشيطان والجنة في كتب أهل السنة:

1- (حديث موضوع) .. عن سليمان بن عبد الله بن عمرو بن وهب عن يزيد بن جابر، عن مَكْحُول، عن بُسر بن عطية، عن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: (عَلَيْكُمْ بِالرُّمَّانِ فَكُلُوهُ بِشَحْمِهِ فَإِنَّهُ دِبَاغُ الْمَعِدَةِ وَمَا مِنْ حَبَّةٍ تَقَعُ فِي جَوْفِ الرَّجُلِ إِلا أَنَارَتْ قَلْبَهُ وَحَرَسَتْهُ مِنْ شَيَاطِينِ الْوَسْوَسَةِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا) رواه الديلمي في الفردوس وأثبت سنده بن حجر في زهر الفردوس في الجزء الخامس .. وقال محقق الجزء الخامس الدكتور أبو بكر جالو: هذا حديثٌ موضوعٌ؛ في سنده سليمان عبد اللَّه بن عمرو، أبو داود النخعي، وهو كذّاب ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): قال ابن عدي: وضعه "سليمان بن عمرو". (راجع الكامل ج3 ص1099).

 

2- (حديث موضوع) .. عن أَبُو بَكْر بْن خَلاد حَدَّثَنَا سَعِيد بْن نصر بْن سَعِيد الطَّبَرِيّ حَدَّثَنَا عَمْرو بْن سماك عَلَى بَاب ابْن حُمَيد وأفادناه ابْن حُمَيد حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ خَادِمُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: (أَنه سَأَلَ رَسُول الله عَنِ الرُّمَّانِ فَقَالَ: يَا أَنَسُ مَا مِنْ رُمَّانَةٍ إِلا وَفِيهَا حب من حب رمان الْجَنَّةِ فَسَأَلْتُهُ الثَّانِيَةَ فَقَالَ: يَا ابْنَ مَالِكٍ.. مَا أَكَلَ رَجُلٌ رُمَّانَةً إِلا ارْتَدَّ قَلْبُهُ إِلَيْهِ وَهَرَبَ الشَّيْطَانُ مِنْهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَلَوْلا اسْتِحْيَاؤُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لَسَأَلَهُ الرَّابِعَةَ) رواه أبو نعيم في الطب ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

أ- وفي السند (سَعِيد بْن نصر بْن سَعِيد الطَّبَرِيّ) .. مجهول.. ولم أجده فيما توافر عندي من مراجع ..

ب- وفيه (عَمْرو بْن سماك) .. مجهول ولم أجده فيما توافر عندي من مراجع .. وهو ليس (أبو عمرو السماك واسمه عثمان بن أحمد) ..

ج- وفي السند كلام غير مفهوم وهو الجزء الذي جاء فيه (عَلَى بَاب ابْن حُمَيد وأفادناه ابْن حُمَيد) ..!!

د- وفيه (الصَّبَّاح - خادم أنس بن مالك) .. مجهول الحال .

 

4- (حديث موضوع) .. عن زيد بن عبد العزيز وروح بن عبد المجيب قالا: حدثنا محمد بن الوليد البغدادي حدثنا أبو عاصم  عن ابن جريج عن ابن عجلان عن أبيه عن ابن عَبَّاس قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا مِنْ رُمَّانٍ مِنْ رُمَّانِكُمْ إِلا، وَهو يُلْقَحُ بِحَبَّةٍ مِنْ رُمَّانِ الْجَنَّةِ) رواه أبو نعيم في الطب .. ورواه بن عدي في الكامل في الضعفاء وقال: هذا حديث باطل ..، ورواه الديلمي في الفردوس وأثبت سنده بن حجر في زهر الفردوس ج6 ص98 برقم2247 .. وقال محقق هذا الجزء السادس الدكتور فيصل العقيلي بأن الحديث موضوع..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- في السند (روح بن عبد المجيب) وهو مجهول ..

- وفيه (محمد بن الوليد – وهو بن أبان – أبو جعفر القلاسي) قال ابن عدي: يضع الحديث ويوصله، وَيَسْرِقُ ويقلب الأسانيد والمتون. (راجع الكامل في ضعفاء الرجال ترجمة 1771 ج7 ص542).

 

5- (حديث موضوع) .. عن ابن عباس عن النبي أنه قال: (مَا دخل الشَّحْم موضعا إِلَّا خرج من الدَّاء مثله وَمَا من أحد أكل حَبَّة رمانة إِلَّا أمرض شَيْطَانه أَرْبَعِينَ يَوْمًا والكرفس بقلة الْأَنْبِيَاء) رواه الديلمي في الفردوس ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- لم أجد له سند في أي مكان حتى في زهرة الفردوس لم أجده .. والذي يظهر لي أن هذا الحديث مركب من ثلاثة روايات عند الشيعة .. فمسألة الشحم الذي يخرج الداء .. ومسألة إمراض الشيطان أربعين يوما بالرمان .. ومسألة أن الكرفس بقلة الانبياء .. كلها مرويات في مصادر الشيعة ولكنها أتت منفرده .. وإليك بيان ذلك من مصادر الشيعة:

 

#- جاء في بعض مصادر الشيعة:

أ- ذكروا عن علي بن أبي طالب قال: (ذُكِرَ عِنْدَ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَللَّحْمُ وَ اَلشَّحْمُ فَقَالَ لَيْسَ مِنْهُمَا بَضْعَةٌ تَقَعُ فِي اَلْمَعِدَةِ إِلاَّ أَنْبَتَتْ مَكَانَهَا شِفَاءً وَأَخْرَجَتْ مِنْ مَكَانِهَا دَاءً) ذكره المجلسي في بحار الأنوار ج23 ص58.

 

ب- وذكروا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أنه قال: (مَا مِنْ أَحَدٍ أَكَلَ رُمَّانَةً إِلاَّ أَمْرَضَ شَيْطَانَهُ أَرْبَعِينَ يَوْماً) ذكره النوري في مستدرك الوسائل ج16 ص395..

 

ج- وذكروا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أنه قال: (اَلْكَرَفْسُ بَقْلَةُ اَلْأَنْبِيَاءِ) ذكره الطبرسي في مكارم الاخلاق ص180.

 

#- ولو انتبهت أخي الحبيب لما سبق .. ستجد أن الروايات الثلاثة السابقة عند الشيعة ستجدها مجموعة في الحديث الذي رواه الديلمي .. وكأنه جمعه من عدة روايات عند الشيعة .. والروايات السابقة عند الشيعة بأسانيد تالفة أو بدون أسانيد ..!!

 

6- (أثر موقوف ضعيف ومنكر جدا لمخالفة القرآن والحديث) .. عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ: (أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَأْخُذُ الْحَبَّةَ مِنَ الرُّمَّانِ فَيَأْكُلُهَا، فَقِيلَ لَهُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ لِمَ تَفْعَلُ هَذَا؟ قَالَ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْأَرْضِ رُمَّانَةٌ تُلْقَحُ إِلَّا بِحَبَّةٍ مِنْ حَبِّ الْجَنَّةِ، فَلَعَلَّهَا هَذِهِ) رواه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في الشعب ورواه الطبراني في الكبير .. وقال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- ما قال الإمام الهيثمي هو كلام صحيح من أن رجال الطبراني من رجال الصحيح .. ولكن بالرغم من صحة رواة السند .. إلا أنه فاته أنه يوجد انقطاع بين (جعفر بن عبد الله بن الحكم) وبين (بن عباس) حيث أن جعفر لم يلقى من الصحابة إلا أنس بن مالك .. وهذا ما وجدته عند أهل العلم .. ولم يثبت أنه التقى بابن عباس ولا روى عنه شيئا .. فروايته عنه حينئذ هي رواية مرسلة .. والله أعلم .

 

2- أما عن عدم معقولية أن يكون بن عباس قد قال هذا الكلام هو لسببين:

- الأول: ما جاء في قوله تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا) البقرة:25.

- فالثمار من الأطعمة من الممكن أن تكون متشابهة في الشكل ولكنها لا يمكن أن تتفق في الطعم .. وإلا كان الكافر قد أكل من طيبات الجنة في الحياة الدنيا .. وهذا لا يقول به عالم ولا مؤمن.

- وبالتالي قولنا أن بن عباس كان يأكل حبة من حبات الجنة .. فهذا مخالف قطعا لنص القرآن السابق .. ولا أشك في افتراء هذه القصة على بن عباس.

 

- الثاني: أن الطبري قد روى عن الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْجَنَّةِ شَيْءٌ إِلَّا الْأَسْمَاءَ) رواه الطبري في تفسيره .. وفي السند عنعنة الأعمش .. أي فيه ضعف .

 

#- فكيف يقال بعد ما سبق .. أن بن عباس قال أن في الرمان حبة من حبوب ثمر رمان الجنة ؟!! كيف يُعقل ذلك إلا لو قلنا انه كان جاهلا بالقرآن والحديث وبكلامه هو نفسه ؟!! وهذا شيء لا يقول به العقلاء وحاشاه رضي الله عنه وأرضاه .. وإنما هذه القصة من اختراعات الكذابين عليه .

 

  

@- وفي (أثر ضعيف ومتن منكر جدا لمخالفة القرآن والحديث) .. توجد رواية أخرى بسند آخر لقصة بن عباس السابقة ..قد ذكرها الإمام السيوطي في اللآليء المصنوعة فقال: وقَالَ السّني أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم بْن منيع حَدَّثَنَا سُوَيْد بْن سَعِيد حَدَّثَنَا مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة عَنْ عَلِيّ بْن عَبْد الْعَزِيز عَنْ رَجُل منْ أَهْل الْمَدِينَة قَالَ:  (وجد ابْن عَبَّاس حَبَّة رمان فِي الطَّرِيق فَأَخذهَا فَأكلهَا وقَالَ بَلغنِي أَنَّهُ لَيْسَ منْ شَجَرَة رمان منْ رمان الدُّنْيَا إِلَّا تلقح بِحَبَّة منْ رمان الجَنَّة وَلَعَلَّ هَذِهِ الْحبَّة الَّتِي أكلت منْ ذَلِكَ) ذكره السيوطي في اللآليء المصنوعة ج2 ص177 ..

 

- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- وفي السند (علي بن عبد العزيز) وقد دلس في الرواية ..

- وفيه (مجهولية الرجل الذي تم رواية القصة عنه) ..!!

- وفيه مخالفة هذه الرواية .. للقرآن والحديث وكلام بن عباس نفسه .. وقد سبق بيان ذلك.

 

@- وقد تقول أخي الحبيب: جاء في الحديث (الْعَجْوَةُ وَالشَّجَرَةُ مِنَ الْجَنَّةِ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده قوي، رجاله ثقات .

- ثم تقول أخي الحبيب متسائلا: طالما هنا في الدنيا شيئا من الجنة .. فما المانع حينئذ في قصة بن عباس أن يكون حبة من رمان الجنة في ثمرة الرمان ؟

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): أنت فهمت كلام النبي خطأ .. فالنبي مدح العجوة وشجرتها حال كونهما من شجر الجنة وأطعمته .. كما قال تعالى (وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ) الأنعام:99 ..، وكما قال تعالى: (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) الرحمن:68.

- ويدل أيضا على صحة كلامي هو ما جاء عن النبي إذ قال: (إنَّ العَجْوةَ من فاكِهةِ الجَنَّةِ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: صحيح لغيره.

 

- إذن فالنبي يذكر أن العجوة من طيبات أهل الجنة هي وشجرتها .. ولكن إن كان التشابه في الشكل .. ولكن في الذوق والطعم فهو مما لا سبيل له إلا في الجنة وإلا كان المؤمن والكافر قد تذوقا من التمر في الحياة الدنيا .. ولا يمكن للكافر أن يكون تذوق من طعام أهل الجنة .. والله أعلم .

 

#- ثانيا: في مصادر الشيعة التي غالبا تم أخذ الروايات السابقة في كتب أهل السنة عنها :

1- (حديث ظاهره الوضع على الإمام جعفر الصادق وأهل البيت والنبي) .. عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ زِيَادٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: (اَلرُّمَّانُ سَيِّدُ اَلْفَاكِهَةِ وَ مَنْ أَكَلَ رُمَّانَةً أَغْضَبَ شَيْطَانَهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً) كتاب المحاسن ج3 ص525.. ومكارم الأخلاق ص171.

 

2- (حديث ظاهره الوضع على النبي) .. عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ: (مَنْ أَكَلَ رُمَّانَةً حَتَّى يَسْتَتِمَّهَا نَوَّرَ اَللَّهُ قَلْبَهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) ذكره الطبرسي في مكارم الاخلاق ص171.

 

3- (حديث ظاهره الوضع والكذب على النبي) .. وقال النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم : (خلق آدم والنخلة والعنب والرمانة من طينة واحدة) ذكره الطبرسي في مكارم الاخلاق ص171.

 

- وفي رواية أخرى بلفظ: (خلقت النخلة والرمان والعنب من فضل طينة آدم .. وقال: أكرموا عمتيكم النخلة والزبيب) ذكره علي النمازي في مستدرك سفينة البحار ج10 ص13..

 

4- (حديث ظاهره الوضع والكذب على الصحابي والنبي) .. عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم قال: (كلوا الرمان فليست منه حبة تقع في المعدة إلا أنارت القلب وأخرست الشيطان) ذكره الطبرسي في مكارم الاخلاق ص171.

 

5- (أثر لا يصح عن الإمام جعفر الصادق والإمام علي) .. عَنْ (جعفر الصادق) عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: (كُلُوا اَلرُّمَّانَ بِشَحْمِهِ فَإِنَّهُ دِبَاغُ اَلْمَعِدَةِ .. وَمَا مِنْ حَبَّةٍ اِسْتَقَرَّتْ فِي مَعِدَةِ اِمْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ أَنَارَتْهَا وَ نَفَتِ اَلشَّيْطَانَ وَ اَلْوَسْوَسَةَ عَنْهَا أَرْبَعِينَ صَبَاحاً) ذكره الطبرسي في مكارم الاخلاق ج1 ص170.

 

6- (أثر لا يصح وغالبا مكذوب على الإمام جعفر الصادق وأهل البيت) .. عَنِ اَلصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: (مَنْ أَكَلَ رُمَّانَةً يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ عَلَى اَلرِّيقِ نَوَّرَتْ قَلْبَهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً فَطُرِدُ عَنْهُ وَسْوَسَةُ اَلشَّيْطَانِ وَمَنْ طُرِدَ عَنْهُ وَسْوَسَةُ اَلشَّيْطَانِ لَمْ يَعْصِ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ لَمْ يَعْصِ اَللَّهَ أَدْخَلَهُ اَلْجَنَّ) ذكره الطبرسي في مكارم الأخلاق ص171.

 

7- (أثر لا يصح وغالبا مكذوب على الإمام جعفر الصادق) .. عن (أي جعفر الصادق) عليه ‌السلام أيضا قال: (أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَكَلَ رُمَّانَةً حَتَّى يَسْتَوْفِيَهَا أَذْهَبَ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اَلشَّيْطَانَ عَنْ إِثَارَةِ قَلْبِهِ مِائَةَ يَوْمٍ .. ومَنْ أَكَلَ ثَلاَثَةً أَذْهَبَ اَللَّهُ اَلشَّيْطَانَ عَنْ إِثَارَةِ قَلْبِهِ سَنَةً .. وَمَنْ أَذْهَبَ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اَلشَّيْطَانَ عَنْ إِثَارَةِ قَلْبِهِ سَنَةً لَمْ يُذْنِبْ وَمَنْ لَمْ يُذْنِبْ دَخَلَ اَلْجَنَّةَ) ذكره الطبرسي في مكارم الأخلاق ص171.

 

8- (أثر لا يصح وغالبا مكذوب على الإمام موسى الكاظم) .. عن زِيَادِ بْنِ مَرْوَانَ اَلْقَنْدِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ اَلْأَوَّلَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَقُولُ: (مَنْ أَكَلَ رُمَّانَةً يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ عَلَى اَلرِّيقِ نَوَّرَتْ قَلْبَهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً .. فَإِنْ أَكَلَ رُمَّانَتَيْنِ فَثَمَانِينَ يَوْماً .. فَإِنْ أَكَلَ ثَلاَثاً فَمِائَةً وَعِشْرِينَ يَوْماً وَطَرَدَتْ عَنْهُ وَسْوَسَةَ اَلشَّيْطَانِ وَمَنْ طُرِدَتْ عَنْهُ وَسْوَسَةُ اَلشَّيْطَانِ لَمْ يَعْصِ اَللَّهَ وَمَنْ لَمْ يَعْصِ اَللَّهَ أُدْخِلَ اَلْجَنَّةَ) وسائل الشيعة ج32 ص318.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على مرويات الشيعة وما تم ذكره من روايات مكذوبة في كتب أهل السنة:

أ- بخصوص الروايات التي قيلت بان الرمان يطرد الوسواس وينير القلب .. فلا يخفى على مؤمن ظاهر الوضع لهذه الروايات من خلال نصوصها .. التي لا يمكن أن يقول بها أهل بيت النبي ولا النبي صلى الله عليه وسلم .. وحاشاهم أن يقال عنهم كذلك .. فكل ما سبق الحكم عليه إنما هو من خلال نصوصه ولسنا في حاجة لمعرفة أحوال أسانيد الروايات أصلا أو تتبعها .. لأن الروايات مخالفة ومعارضة للنصوص القرآنية التي تقول أن الذكر هو الذي يطرد وسواس الشيطان وينير القلب هو ذكر الله والعمل الصالح وليس فاكهة الرمان .. فضلا عن أن الرمان ليس من أعمامنا كما جاء في بعض الروايات .. ولا أدري من يصدق هذا الكلام ؟!!  

 

ب- هذا بالإضافة إلى أن غالب هذه الروايات في أسانيدها كذابين .. أو بدون أسانيد أو فيها مجاهيل أو فيها مراسيل وانقطاعات .. ولكن يظل دائما اللامعقول شرعا حدوثه هو الموجود في نص هذه الروايات لكونها مخالفة للقرآن ..

- قال الإمام الذهبي رحمه الله : وقد كذبت الرافضة على علي الرضا وآبائه أحاديث ونسخا هو بريء من عهدتها، ومنزه من قولها ... وكان من جملة ما ذكره الإمام الذهبي: (مَنْ أَكَلَ رُمَّانَةً بِقِشْرِهَا أَنَارَ اللَّهُ قَلْبَهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) ..!! (سير أعلام النبلاء ج5 ص128).

 

ج- والذي يقرأ هذه الروايات .. أول ما يخطر بباله أن من ذكر هذه الرواية بالكذب إنما هم بائعي فاكهة الرمان حيث أرادوا الترويج لبيع بضاعتهم الراكدة ..!!

 

د- أما عن الروايات التي قيل عنها أن كل ثمرة رمان فيها حبة في داخلها بها حبة من حبات الجنة .. فهذه مسألة غيبية تحتاج لوحي نبوي .. ولا يوجد وحي نبوي في هذه المسألة لنصدقها .. فضلا عن مخالفتها لكلام الله .. وقد سبق بيان ذلك في الرد على راوية بن عباس.

 

#- ثالثا: روايات محتملة لأن تكون صحيحة جاءت عن بعض الصحابة ..

- (أثر محتمل للتحسين) .. عن رَبِيعَةَ بِنْتِ عِيَاضٍ الْكِلَابِيَّةِ قَالَتْ: (سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: كُلُوا الرُّمَّانَ بِشَحْمِهِ فَإِنَّهُ دِبَاغُ الْمَعِدَةِ) رواه أبو نعيم في الطب ورواه أحمد في مسنده .. وقال الهيثمي: رَوَاهُ أَحْمَدُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.. وقال محققو المسند: إسناده محتمل للتحسين.

 

#- من معاني الرواية:

أ- قوله (بشحمه): أي بالورق الأبيض الرفيع جدا والمحيط بحبيبات الرمان .. وليس المقصود بالشحم هو قشر الرمان كما يظن البعض .

ب- قوله (دباغ): أي مثل المضاد الحيوي للمعدة فيلصح من جدار المعدة ويصحح منه ويساعد في معالجة التقرحات وما شابه ذلك .

 

- رابعا: قد ذكر الله الرمان في القرآن:

- قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأنعام:199.

 

#- والمعنى من التفسير الميسر:

- والله سبحانه هو الذي أنزل من السحاب مطرًا فأخرج به نبات كل شيء، فأخرج من النبات زرعًا وشجرًا أخضر، ثم أخرج من الزرع حَبًّا يركب بعضه بعضًا، كسنابل القمح والشعير والأرز، وأخرج من طلع النخل -وهو ما تنشأ فيه عذوق الرطب- عذوقًا قريبة التناول، وأخرج سبحانه بساتين من أعناب، وأخرج شجر الزيتون والرمان الذي يتشابه في ورقه ويختلف في ثمره شكلا وطعمًا وطبعًا. انظروا أيها الناس إلى ثمر هذا النبات إذا أثمر، وإلى نضجه وبلوغه حين يبلغ. إن في ذلكم - أيها الناس - لدلالات على كمال قدرة خالق هذه الأشياء وحكمته ورحمته لقوم يصدقون به تعالى ويعملون بشرعه.(انتهى النقل).

 

#- وخلاصة القول أخي الحبيب:

1- أن كل ما قيل من روايات في فاكهة الرمان .. لا علاقة لها بالشيطان وتنوير القلب ..

 

2- لم يصح منه شيئا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن بن عباس .. وتوجد رواية واحدة محتملة التحسين قيلت عن الإمام علي بن أبي طالب .. ولا علاقة للرمان بالشيطان .. وإنما فيها توجيه لطيف أن في أكل الرمان بشحمته البيضاء الداخلية .. يكون فيها خير للمعدة ..

 

3- أظن أن بائعي فاكهة الرمان .. كان لهم أثر في الترويج لهذه الروايات ونسبتها بالكذب إما لأهل البيت النبوي أو للنبي صلى الله عليه وسلم ..

- والله أعلم .

 
***************************
 
..:: س120: هل التمر الْبَرْنِيُّ يقوي الظهر ويخبل الشيطان ويزيد في السمع والبصر ويقرب من الله عز وجل ويباعد من الشيطان ويزيد في قدرة الجماع ؟ ::..
 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- يوجد نوع من التمر يسمى التمر الْبَرْنِيُّ .. وقد جاء مدحه في بعض الروايات المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن هذه الروايات لم يصح منها شيء ..

 

#- والعلماء اختلفوا في قبول هذه الروايات والتي كلها فيها ضعف .. إلى حكمين:

- الأول: أنه حديث لم يصح منه شيئا .. وعن نفسي أتفق مع بعض العلماء الذين قالوا أنه لم يصح شيء من الروايات التي قيلت في مدح هذا التمر البرني .. كما قال الإمام بن الجوزي بعد أن ذكر كل طرق الأحاديث: ليس في هذه الأحاديث كلها شيء يصح. (راجع الموضوعات لابن الجوزي ج3 ص24).

 

.. وسبب اتفاقي وميلي إلى هذا الرأي .. هو لأني أميل ابقاء الحديث الضعيف على حالة ضعفه دون ترقية له للتحسين حتى يعلم المسلم أن أصل الحديث ضعيف ولا حجة شرعية فيه لمن يحتج به إلا من حيث مذهب المحتج به وليس من حيث أن الرواية صحيحة .. !! ولا أنكر أن تعدد طرق الأحاديث وشواهدها يرتقي بالظن إلى احتمالية أن يكون النبي قالها .. ولكنه يظل ليس حجة لمن يريد أن يحتج به .. والله أعلم .

 

- الثاني: أنه حديث حسن أو صحيح .. والذي قال بأن الحديث صحيح او حسن فهذا ليس لأن الحديث صحيح .. وإنما لأن الرواية قد تعددت طرقها وشواهدها .. فغلب على ظنه تحسين الرواية من هذا الباب .. ومن هؤلاء الشيخ الألباني رحمه الله .. بل وقال بتحسين جزء فقط في الرواية وهو الجزء الذي جاء فيه (تمراتكم البرني يذهب الداء ولا داء فيه) .. ولكن الرواية في حقيقتها من كل طرقها ضعيفة .. وقد أثبت الشيخ الألباني بنفسه ضعف كل الروايات ولكنه قال في ختام تحقيقه: بعد أن ذكر كل طرق الحديث رقم 1844: وهو "خير تمراتكم البرني، يذهب بالداء ولا داء فيه" قال رحمه الله: وجملة القول أن الحديث صحيح عندي بمجموع شواهده لأن غالبها لم يشتد ضعفها. والله أعلم. (راجع الصحيحة ج4 ص461 حديث رقم 1844). 

 

#- وإليك نموذج من الروايات التي قيلت في التمر البرني والتي رويت عن (عن على وابن عمر وأبى سعيد وأبى هريرة وأنس وبريدة) ولكن سأكتفي ببعض الروايات فقط :

1- (حديث ضعيف منكر) .. عن عبيد بن واقد بن القاسم القيسي ، ثنا عثمان بن عبد الرحمن العبدي ، عن حميد ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه: (أَنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ مِنْ أَهْلِ هَجَرَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَمَا هُمْ قُعُودٌ عِنْدَهُ إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ لَهُمْ: «تَمْرَةٌ تَدْعُونَهَا كَذَا وَتَمْرَةٌ تَدْعُونَهَا كَذَا» حَتَّى عَدَّ أَلْوَانَ تَمَرَاتِهِمْ أَجْمَعَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ كُنْتُ وُلِدْتُ فِي جَوْفِ هَجَرَ مَا كُنْتُ بِأَعْلَمَ مِنْكَ السَّاعَةَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: «إِنَّ أَرْضَكُمْ رُفِعَتْ لِي مُنْذُ قَعَدْتُمْ إِلَيَّ فَنَظَرْتُ مِنْ أَدْنَاهَا إِلَى أَقْصَاهَا فَخَيْرُ تَمَرَاتِكُمُ الْبَرْنِيُّ يُذْهِبُ الدَّاءَ وَلَا دَاءَ فِيهِ) رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .. وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري .. وتعقبه الإمام الذهبي وقال: الحديث منكر..، وقال الشيخ الألباني في الصحيحة تعقيبا على هذه الرواية: فقول الحاكم: " صحيح الإسناد " غير صحيح ولذلك رده الذهبي بقوله: " قلت: عثمان لا يعرف، والخبر منكر" (راجع الصحيحة عند الحديث رقم 1844).

 

2- وفي (حديث تالف السند في طرقه الثلاثة) .. مروي عن الإمام علي بن أبي طالب من ثلاث طرق جاء فيه:

أ- الطريق الأول: عن أبو أحمد بن عدي حدثنا علي بن إبراهيم البصري حدثنا سفيان ابن وكيع حدثني أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق السبيعي عن زاذان عن على ابن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جَاءَنِي جِبْرِيلُ - فَأَرَى لِي -[فَرَمَانِي] بِتَمْرَةٍ، فَقَالَ: مَا تُسَمُّونَ هَذِهِ فِي أَرْضِكُمْ؟ قُلْتُ: نُسَمِّيهِ تَمْرَ الْبَرنِيِّ.

- قَالَ: كُلْهُ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَ خِصَالٍ:

- أَوَّلُهُ يُطَيِّبُ الْمَعَدَةَ، وَالثَّانِي يَهْضِمُ الطَّعَامَ، وَالثَّالِثُ يَزِيدُ فِي الْفِقَارِ - يَعْنِي مَاءَ الظَّهْرِ - وَالرَّابِعُ يَزِيدُ فِي السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، وَالْخَامِسِ - يحيدُ -[يَخْبَلُ] شَيْطَانُهُ، وَالسَّادِسُ يُقَرِّبُهُ إِلَى اللَّهِ وَيُبَاعِدُهُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَالسَّابِعُ خير تمراتكم البرني) ذكره بن الجوزي في الموضوعات وقال: سفيان بن وكيع: قال البخاري: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها..قال ابن عدي: كان إذا لقن يلقن.. قال وإسناد هذه الطرق باطل..(انتهى النقل) ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): ويوجد أيضا في الرواية عنعنة الاعمش وأبي اسحاق السبيعي وكلاهما مدلسين إن لم يصرحا بالتحديث.

 

ب- الطريق الثاني: عن حماد بن إسحاق بن إسماعيل حدثني الفروي حدثني عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ تَمْرَاتِكُمُ الْبَرْنِيُّ، يُخْرِجُ الدَّاءَ وَلَا دَاء فِيهِ) ذكره بن الجوزي في الموضوعات وقال: إسحاق الفروي وهو إسحاق ابن عبد الله بن أبي فروة.. قال أحمد: لا يحل عندي الرواية عنه.. وقال يحيى: ليس بشئ  .. وقال الدارقطني: متروك. (انتهى النقل)..، (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي السند أيضا يوجد (عيسى بن عبد الله بن محمد ) وقال الدارقطني : متروك الحديث.. وقال ابن حبان: يروي عن آبائه أشياء موضوعة . (راجع لسان الميزان ترجمة رقم 5934).

 

ج- الطريق الثالث: عن عبد الله بن أحمد بن عامر حدثني أبي حدثنا علي بن موسى الرضى حدثني أبي موسى بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد حدثني أبي محمد بن علي حدثني أبي علي بن الحسين حدثني أبي الحسين بن علي حدثني أبي عن علي بن أبي طالب قال: (جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عَلَيْكُمُ بِالْبَرْنِيِّ فَإِنَّهُ خَيْرُ تُمُورِكُمْ، يُقَرِّبُ مِنَ اللَّهِ ويباعد من النَّار) ذكره بن الجوزي في الموضوعات وقال: فيه "عبد الله بن أحمد ابن عامر" يروى عن أبيه نسخة عن أهل البيت كلها باطلة. (انتهى النقل).

 

3- (حديث موضوع) .. عن الحسين بن علوان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عَلَيْكُمْ بِالتَّمْرِ الْبَرْنِيِّ فَإِنَّهُ يُشْبِعُ الْجَائِعَ وَيُدْفِئُ الْعُرْيَان) ذكره بن الجوزي في الموضوعات وقال: المتهم به (حسين بن علوان) قال ابن عدي وابن حبان: كان يضع الحديث. (انتهى النقل) ..

 

4- وحديث أبي سعيد الخدري .. وابن عمر .. وبريدة .. فهم مشابهون للروايات السابقة فلم أذكرها .. ولا يخلو في حديثهم من علة تضعف الرواية .. ويمكنك الرجوع إلى السلسلة الصحيحة للألباني حديث رقم 1884 .. أو الرجوع لكتاب الموضوعات للإمام بن الجوزي ج3 ص22.

 

#- ثم قال الامام بن الجوزي (المتوفى: 597هـ) بعد روايته لكل الأحاديث السابقة بكل طرقها:

- ليس في هذه الأحاديث كلها شيء يصح. (راجع الموضوعات لابن الجوزي ج3 ص24).

 

5- في (حديث ضعيف) .. عن يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ: (أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ وَهُمْ يَقُولُونَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَدَّ فَرَحُهُمْ بِنَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ أَوْسَعُوا لَنَا، فَقَعَدْنَا فَرَحَّبَ بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَعَا لَنَا .....

- إلى أن قالت الرواية أن النبي قال لهم: (فَقَالَ: " هَلْ مَعَكُمْ مِنْ أَزْوَادِكُمْ شَيْءٌ؟ " فَفَرِحَ الْقَوْمُ بِذَلِكَ وَابْتَدَرُوا رِحَالَهُمْ .. فَأَقْبَلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَعَهُ صَبُرَةٌ مِنْ تَمْرٍ فَوَضَعُوهَا عَلَى نِطْعٍ بَيْنَ يَدَيْهِ .. فَأَوْمَأَ بِجَرِيدَةٍ فِي يَدِهِ كَانَ يَخْتَصِرُ بِهَا فَوْقَ الذِّرَاعِ، وَدُونَ الذِّرَاعَيْنِ، فَقَالَ: " أَتُسَمُّونَ هَذَا التَّعْضُوضَ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى صَبُرَةٌ أُخْرَى، فَقَالَ: " أَتُسَمُّونَ هَذَا الصَّرَفَانَ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى صَبُرَةٌ، فَقَالَ: " أَتُسَمُّونَ هَذَا الْبَرْنِيَّ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّهُ خَيْرُ تَمْرِكُمْ، وَأَنْفَعُهُ لَكُمْ " .....) رواه أحمد .. وقال محققو المسند عند الحديث رقم 15559: إسناده ضعيف، يحيى بن عبد الرحمن العَصَري- وعصر: بطن من عبد القيس- لم يروِ عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. أي: ضعيف يقبل في المتابعات وشهاب بن عباد- وهو العَصَري كذَلك- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وقال الدارقطني: صدوق زائغ، وذكره الذهبي في "المغني في الضعفاء".(انتهى النقل).

 

#- من معاني الرواية:

- قوله (أزوادكم): أي طعامكم .

- قوله (صَبُرَةٌ): ما جُمع من الطعام بقبضة اليد أو اليدين..

- قوله (نِطع): أي بساط أو فرش.

- قوله (يختصر بها): أي يأخذها.

- قوله (فَوْقَ الذِّرَاعِ، وَدُونَ الذِّرَاعَيْنِ): أي هذا هو طول الجريدة التي كان يمسك بها.. أي ما يعادل خمسون سم .. أي نصف متر أو أزيد قليلا ..

- قوله: (التَّعْضُوضَ): أي التمر الأسود الحلو ..

- قوله: (الْبَرْنِيَّ): أي نوع آخر من التمر الطري يميل لونه للإحمرار ..

 

6- في مصادر الشيعة (حديث موضوع "مكذوب") .. عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: (قَدِمَ وَفْدُ قَيْسٍ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَوَضَعُوا بَيْنَ يَدَيْهِ جُلَّةَ تَمْرٍ فَقَالَ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ فَقَالُوا بَلْ هَدِيَّةٌ فَقَالَ أَيُّ تَمَرَاتِكُمْ هَذِهِ فَقَالُوا هِيَ اَلْبَرْنِيُّ فَقَالَ فِي تَمْرَتِكُمْ هَذِهِ تِسْعَةُ خِلاَلٍ وَهَذَا جَبْرَئِيلُ يُخْبِرُنِي أَنَّ فِيهَا تِسْعَ خِلاَلٍ يُقَوِّي اَلظَّهْرَ ويَزِيدُ فِي اَلْمُجَامَعَةِ وَيُخَبِّلُ اَلشَّيْطَانَ وَيَزِيدُ فِي اَلسَّمْعِ وَاَلْبَصَرِ وَيُقَرِّبُ مِنَ اَللَّهِ وَيُبَاعِدُ مِنَ اَلشَّيْطَانِ وَيُمْرِئُ اَلطَّعَامَ وَيُطَيِّبُ اَلنَّكْهَةَ وَيَذْهَبُ بِالدَّاءِ) رواه أبو جعفر أحمد البرقي في المحاسن ج2 ص534 .. والطبرسي في مكارم الأخلاق ص169.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

أ- في السند (الحسين بن علوان الكلبي) .. وهو كذاب يضع الحديث ..

ب- والسند فيه انقطاع كبير بين سيدي جعفر الصادق وبين النبي صلى الله عليه وسلم .. فالرواية مرسلة ..

ج- أما من ناحية المتن .. فالرواية لا أشك بكونها موضوعة الإمام جعفر الصادق ومكذوبة طبعا على النبي صلى الله عليه وسلم .. إذا لا يوجد شيء يفعل هذه الأمور مجتمعة من أي نوع من التمر .. وخاصة التمر البرني .. والتجربة خير واقع ودليل على ذلك وإلا كان الناس تقاتلوا عليه ليقتنوه ..!!

 

- مع ملاحظة أن في رواية الشيعة أتت بلفظ (تسعة خصال) .. وفي بعض طرق روايات أهل السنة أتت بلفظ (سبعة خصال) .. وكلاهما روايات تالفة ومكذوبة ..!!

#- ومثل هذه الروايات حينما تقال .. ما أرها إلا فيها شبهة اعتداء على النبي وأهل بيته .. وكأن هناك من يريد أن يصف النبي وأهل بيته بأوصاف فيها اتهام لهم بقلة العلم وحاشاهم عليهم السلام .. فانتبه يا مسلم من هذه الروايات المزيفة والمكذوبة على النبي وأهل بيته.

 

#- خلاصة القول أخي الحبيب:

1- أن جميع الروايات التي قيلت مدح التمر البرني .. لم يصح منها شيئا .. وأن من صحح شيء من الروايات إنما صحح فقط هذا الجزء (فَخَيْرُ تَمَرَاتِكُمُ الْبَرْنِيُّ يُذْهِبُ الدَّاءَ وَلَا دَاءَ فِيهِ) .. وهذا الجزء أيضا فيه نكارة مستغربة .. إذ لو كان الأمر كذلك لظهر له أثر .. خاصة في عصرنا هذا .. ولم أجد له أبحاث فيه مخصوصة تؤكد ما جاء في الرواية ..!!

- ولا يمكن أن أقول بالتسليم أن هذا كلام النبي وارضى به في إيماني فأقول: طالما قال هكذا فهو كذلك .. لا .. لا يمكن القول بذلك لأن الروايات غير صحيحة وهذا يكون حينئذ اعتداء على النبي وعلى الإيمان .. لأنه لا يقين في هذا الروايات ..!!

 

2- التمر الْبَرْنِيُّ .. ما قيل فيه من خصال مثل طرد السموم والسحر والمس وتقوية الجماع وعظم الظهر وغير ذلك .. فهذا كله إنما أتى في احاديث مكذوبة سواء على النبي أو على أهل البيت النبوي .. !!

******************************
 
..:: س121: هل تمر عجوة المدينة وتمر عجوة العالية لو أكلته لا يضرك شيطان ولا سحر ولا سم بل ويشفي من السحر والسم لو أصابك ؟ ::..
 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- يوجد نوع آخر من التمر تم ذكره في الأحاديث النبوية .. كان يجب الكلام عنه حتى تحيط بكامل المعلومة عن التمر .. وهذا النوع من التمر هو تمر عجوة منطقة العالية في المدينة المنورة ..

 

- وتمر العجوة من منطقة العالية قد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم .. ومن خصائص هذا التمر هو أن من يأكله فلا يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر .. بل وفيه شفاء من السم والسحر ..

 

- ولكن ستجد على الإنترنت البعض يذكر أن من يأكل تمر عجوة العالية لا يضره الشيطان .. وهذا خطأ .. وسأوضح لك ما جاء بطريق صحيح عن تمر عجوة العالية  وما جاء بطريق غير صحيح .

 

#- أولا: ما جاء بطريق صحيح عن تمر عجوة العالية ويتعلق بكونه يمنع ويشفي من السم والسحر لمدة يوم واحد إذا تصبحت بسبعة تمرات عجوة:

1- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنِ اصْطَبَحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ، لَمْ يَضُرَّهُ ذلكَ اليومَ سَمٌّ، وَلَا سِحْرٌ) صحيح البخاري ومسلم.

 

- وفي رواية بلفظ: (من اصطبح كل يوم تمرات عجوة، لم يضره سم، ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل) صحيح البخاري.

 

- وفي رواية بلفظ: (مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِمَّا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حِينَ يُصْبِحُ لَمْ يَضُرَّهُ سُمٌّ حَتَّى يُمْسِيَ) صحيح مسلم.

 

- وفي رواية بلفظ: (مَن أكَلَ سَبعَ تَمَراتِ عَجوةٍ ما بَينَ لابَتَيِ المَدينةِ حين يُصبِحُ، لم يَضُرَّهُ يَومَهُ ذلك شَيءٌ حتى يُمسيَ. قال فُلَيحٌ: وأظُنُّهُ قد قال: وإنْ أكَلَها حين يُمسي لم يَضُرَّهُ شَيءٌ حتى يُصبِحَ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: صحيح.

 

- قوله (قال فليح): هذا أحد رواة الحديث.

 

#- من معاني ألفاظ الروايات:

- قوله (عجوة): وهو الطري من التمر .. وقيل يقصد بها عجوة منطقة العالية فقط وهو يكون لونه أسود .. وقيل بل هو أي تمر عجوة يكون لين وطري..

- قوله (السم): يقصد به في كلام العلماء هو كل مادة تؤثر على أعضاء الإنسان بالشلل وقد يؤدي لموته .. ولكني أظن أن المقصد قد يكون هو ما سبق وكذلك يساعد على التخلص من سموم الفضلات التي تكون موجودة في البطن .. والله أعلم .

- قوله (السحر): أي لا يكون للسحر تأثير عليه في ذلك الوقت .. وليس بمعنى منع تأثير السحر .. وفي رواية أخرى أن له تأثير في الشفاء من السحر .. والذي أظنه أن المقصود بالسحر هنا ليس مطلق السحر وإنما هو ما يتعلق بحال السحر المأكول والمشروب لأنه يتناسب مع المطعوم من التمر .. فهذا يمنع فاعلية ذاك .. والله أعلم .

- قوله (لابتيها): وهي حجارة سوداء تحيط بجانبي المدينة .. ويقصد بها حدود المدينة.

 

2- قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ، أَوَّلَ الْبُكْرَةِ عَلَى رِيقِ النَّفْسِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ سِحْرٍ، أَوْ سُمٍّ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح. رجاله ثقات.

 

- وفي رواية بلفظ: (إِنَّ فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ شِفَاءً، أَوْ إِنَّهَا تِرْيَاقٌ أَوَّلَ الْبُكْرَةِ) صحيح مسلم.

- قوله (أو إنها ترياق): فهذا شك من راوي الحديث فلا يتذكر جيدا أن النبي قال أنها شفاء أم قال أنها ترياق ..

- قوله (ترياق): أي دواء وعلاج .

 

#- من معاني الرواية:

- قوله (عجوة العالية): أي التمر الذي يتم زراعته في القرى التي في الجهة العالية من المدينة وهي جهة نجد .. (قال بن حجر في الفتح ج10 ص239).

- وقوله (عجوة العالية) .. فيه تخصيص لنوع معين من التمر مزروع في هذه المنطقة بالذات .

- قوله (أول البُكرة): أي أول النهار إلى طلوع الشمس ..

- قوله (ريق النفس): أي يكون أول شيء يدخل جسمك من الطعام عند بداية يومك .

 

#- وإليك خلاصة ما قاله العلماء في تمر العجوة:

أ- أن التصبح بسبع تمرات من العجوة وهو التمر اللين الطري .. قد يساعد على التخلص من السم والسحر من وقت الصباح إلى الليل .. ولكن اختلفوا هل يأكل سبع تمرات أخرى من المساء لأنه قال في الحديث (حتى يمسي) .. أم المقصد بالتصبح هو يشمل الإستمرار إلى اليوم الجديد ؟

- الذي أظنه أنه سبعة صباحا وسبعة مساءا للرواية التي جاء فيها (وإنْ أكَلَها حين يُمسي لم يَضُرَّهُ شَيءٌ حتى يُصبِحَ) .. والله أعلم .

 

ب- عدم حدوث الضرر من السحر والسم إنما يكون خاص باليوم الذي تم أكل التمر فيه .. أي مقيد بفترة زمنية لأنه قال (لَمْ يَضُرَّهُ ذلكَ اليومَ سَمٌّ، وَلَا سِحْرٌ) .. وليس أنه مضاد حيوي مقاوم للسموم والسحر طول الحياة لمجرد أنك أكلت سبعة تمرات .. لا .. بل متعلق باستمرارية الأكل يوميا .. سبع حبات صباحا وسبع حبات مساءا.. كما جاء في رواية أحمد السابق ذكرها: (لم يَضُرَّهُ يَومَهُ ذلك شَيءٌ حتى يُمسيَ .. وإنْ أكَلَها حين يُمسي لم يَضُرَّهُ شَيءٌ حتى يُصبِحَ) .. والله أعلم .

 

ج- واختلف العلماء في مفعول هذا التمر العجوة .. هل هو مخصوص بتمر (العالية) فقط .. أم متعلق بكل تمر عجوة في أي مكان ؟

- فغالب العلماء على قول أنه خاص بتمر العالية في المدينة المنورة فقط للحديث الذي قال بتخصيص التمر بعجوة منطقة العالية بالمدينة ..

- والبعض قال بل خصوصية العجوة في كل منبت تكون فيه ..   

 

د- وقد اختلف العلماء الذين قالوا بأن المخصوص هو تمر منطقة العالية .. في أن هذا التمر كان خاص بزمن النبي صلى الله عليه وسلم فقط أم هو مطلق الوقت في كل زمان ؟

- وإذا كان الزمن مطلق فأي منطقة تحديدا وأي تمر ؟

- وإذا كان معلوم المنطقة تحديدا ونوع التمر فالتجربة لا تقول بحدوث هذا الأمر بعد زمن النبي إلا نادرا .. وهذا يكون فيه اتهام لكلام النبي .. ولذلك بعض العلماء أوقفوا خصوصية هذه العجوة على زمن النبي ..  

- قال الإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله: هل ذلك مخصوص بزمان نطقه أو هو في كل زمان ؟ كل ذلك محتمل ، والذي يرفع هذا الاحتمال التجربة المتكررة ، فإن وجدنا ذلك كذلك في هذا الزمان ، علمنا أنها خاصة دائمة ، وإن لم نجده مع كثرة التجربة علمنا أن ذلك مخصوص بزمان ذلك القول  (راجع المفهم ج5 ص322).

 

هـ- واختلف العلماء على سبب بركة هذا النوع من التمر لو كان هو تمر منطقة العالية .. فمنهم من قال لأن النبي دعا بالبركة لأهل المدينة في تمرهم .. والبعض قال لأن هذا النوع من العجوة قد زرعه النبي بيده الشريفة .. والبعض قال الله أعلم .

 

#- والذي أحسبه عن نفسي ورأيي الخاص:

1- أن الروايات التي تكلمت عن الوقاية عن السم والسحر كان عن تمر عجوة المدينة المزروعة في أي مكان فيها .. بدلالة (بين لابتيها) أي داخل حدود المدينة .. ولكن خصصه بسبع تمرات .

- ولكن حينما تكلم النبي عن الشفاء – فاختار نوع محدد هو تمر عجوة منطقة العالية .. ولم يحدد لها عدد ..

- إذن – كما أظن - هناك إرشادين في الأحاديث .. وليس إرشاد لتمر العالية فقط كما ظن البعض .. والله أعلم .

 

2- أن تمر العجوة وهو التمر اللين الطري .. فيه خير للجسم لأنه يساعد الجسم على طرد السموم من الجسم مثل الفضلات وسموم الكبد .. ولا مانع أن يكون له تأثير على منع بعض السميات التي قد تدخل الجسم .. ولا مانع أيضا على أن يكون له تأثير على حجب تأثير السحر المأكول والمشرب ببركة أودعها الله في فاكهة التمر الطري .. والله أعلم.

 

3- ولم يقل الحديث أن تمر عجوة المدينة مانع من (السم) أو (السحر) .. وإنما قال (سم أو سحر) فلا يفيد حصر الوقاية من كل أنواع السموم أو الأسحار .. وكذلك لم يقل أن تمر عجوة العالية شفاء من كل (السم أو السحر) .. بل قال (سم - سحر) .. والتنوين في لفظ (سم وسحر) لتعظيم شأن فاعليتها في الوقاية أو الشفاء من هذين النوعين .. والله أعلم.

 

4- أظن أن كل تمر العجوة في كل بلد .. يكون فيه بركة من الله وخصوصية من التي ذكرها النبي عن الوقاية والشفاء من بعض انواع السم وبعض أنواع السحر وما لا نعرفه من فضل الله .. ولكن تزيد البركة في تمر عجوة المدينة والعالية .. وذلك لبركة دعاء النبي لتمرها .. والله أعلم .

 

#- ثانيا: ما جاء من معلومات خاطئة عن تمر العالية وتم ذكره في مصادر الشيعة وهو أن أكل سبع تمرات من عجوة العالية لم يضرك الشيطان ..

- فقد جاء في مصادر الشيعة في (حديث ضعيف وفيه نكارة) .. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى اَلْيَقْطِينِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اَللَّهِ اَلدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ (أي جعفر الصادق) قَالَ: (مَنْ أَكَلَ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعَ عَجَوَاتِ تَمْرٍ عَلَى اَلرِّيقِ مِنْ تَمْرِ اَلْعَالِيَةِ لَمْ يَضُرَّهُ سَمٌّ وَلاَ سِحْرٌ وَلاَ شَيْطَانٌ) ذكره الكليني في الكافي ج6 ص349 .. وذكره الطبرسي في مكارم الأخلاق ص168.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

أ- يوجد في السند (عُبَيْدِ اَللَّهِ اَلدِّهْقَانِ) .. وهو ضعيف في مصادر الشيعة (راجع رجال النجاشي ج1 ص231).

ب- وفي السند زيادة منكرة .. وهي كلمة (شيطان) .. ولا تصح .. ولم تأتي في مصادر كتب أهل السنة والجماعة ..

 

#- خلاصة القول أخي الحبيب:

1- الذي يظهر لي أن هناك نوعين من تمر العجوة تكلمت عنهما الأحاديث .. تمر عجوة المدينة .. وتمر عجوة العالية ..

أ- أما عن تمر عجوة المدينة .. فهو للوقاية من بعض السم وبعض السحر لو أكلت سبعة حبات في الصباح .. وفي رواية قيلت وسبعة في المساء ..

ب- وأما تمر عجوة العالية .. فهو للشفاء من بعض أنواع السم وبعض أنواع السحر .. ويتم أخذها على الريق صباحا .. ولم يتم ذكر عدد ولا فترة زمنية لأخذه .. وإنما الظاهر يكون بقدر ظهر علامات الشفاء ..

 

- أي أن الوقاية تكون بسبعة تمرات من عجوة المدينة من السم والسحر.. ولكن الشفاء من هذين النوعين يكون من عجوة العالية على وجه الخصوص .. والله أعلم.

 

2- وجدت أن عجوة المدينة في خصوصية لأمور أخرى مثل علاج أمراض الصدر .. فعند أبي داود برقم 3875 .. (وإن كان فيه ضعف) ولكن فيه قصة جاء فيها أن النبي زار سعد بن أبي وقاص وكان مريضا ووضع يده على صدره وقال (رجل مفؤود) أي مصاب في فؤاده .. وقد يكون المقصد مشكلة في القلب خصوصا أو في الصدر عموما كالتهاب رئوي مثلا أو حرارة في الجسم قوية أثرت على قلبه .. ثم وصف له النبي سبعة تمرات من عجوة المدينة يتم دقهن جيدا (لحم التمر والنواة) .. ثم يتم سقيتهن له بخلطه مثلا بلبن أو بماء .. ويتم إعطاءه كدواء .. ولكن النبي طلب الذي يعطيه الدواء هو الطبيب (الحارثَ بن كَلَدَةَ) ولم يكن (الحارث) مسلما ومات ولم يسلم .. وقال النبي مرشدا للطبيب: (فليأخُذ سَبع تَمَرَاتٍ من عَجْوَةِ المدينةِ فليَجَأهُنَّ "أي ليدقهن" بِنَوَاهُنَّ) رواه أبو داود . وقال الأرنؤوط: رجاله ثقات لكنه مرسل، لأن مجاهداً -وهو ابن جبْر المكي- روايته عن سعْد -وهو ابن أبي وقاص- مرسلة..(انتهى النقل).

 

3- ولا يوجد وقاية من الشيطان من خلال أكل تمر العجوة .. فهذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح عن أهل بيته.. فضلا عن أن الحماية من الشيطان تكون من خلال الاعتصام بالله وذكره..  

 

- والله أعلم .

 
**************************

..:: س122: هل الجن والشيطان يكره التمر ويبتعد عن المكان الموجود فيه ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من خرافات الإنترنت .. أن تجد من يزعم أن الجن والشيطان يكره التمر .. !!
 
- وهنا أقول لهم: لماذا يكره الجن التمر إذا كان الشيطان يضحى بنفسه من اجل سرقة التمر ليأكله هو وأسرته .. كما يظهر ذلك من قصة الصحابي أبو هريرة ومعاذ بن جبل وبريدة بن الحصيب .. حتى كان يأتيهم الشيطان ليسرق من التمر المخزون عندهم ليأكله هو عائلته ..!!

- فبعض النظر عن خرافة أن الجن يكره التمر .. فهناك حقيقة تظهر لنا من خلال محاولة بعض الشيطان سرقة التمر ألا وهي أن الجن يحب التمر وإلا ما كان ذهب ليسرقه ..!! وهذا خلاف ما ينقله الناس على الإنترنت ..!!
- والله أعلم .
 

**************************
 
..:: س123: هل التفاح يشفي من السحر والسم ومس الشيطان ؟ ::..
 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من خرافات الإنترنت .. القول بأن التفاح يعالج ويشفي من السحر والسم والمس الروحاني أو الشيطاني .. بل وله قدرة على العلاج من أمراض الصدر بصورة قوية ..

 

- وينقل البعض قولا فرحا به عن أهل البيت .. لمجرد انه قرا كلمة أهل البيت النبوي .. فهو يصدق أن هذا كلامهم فعلا ..

 

#- وحينما بحثت في المسألة وجدت الرواية التي تشير لذلك:

- (أثر ضعيف جدا ومتن فيه نكارة شديدة) .. عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ اَلْجَعْفَرِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ مُوسَى عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَقُولُ: (اَلتُّفَّاحُ يَنْفَعُ مِنْ خِصَالٍ مِنَ اَلسِّحْرِ وَاَلسَّمِّ وَاَللَّمَمِ يَعْرِضُ مِنْ أَهْلِ اَلْأَرْضِ وَاَلْبَلْغَمِ اَلْغَالِبِ وَلَيْسَ شَيْءٌ أَسْرَعَ مَنْفَعَةً مِنْهُ) وسائل الشيعة ج25 ص160.. وذكره الطبرسي في مكارم الأخلاق ص173.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- ويوجد في سند الرواية (بكر بن صالح) .. قال فيه الأزدي من أهل السنة: لا يصح حديثه إسناده مجهول (راجع لسان الميزان ج2 ص348) ..

- وفي مصادر الشيعة هو ضعيف جدا كما قال ابن الغضائري: «بكر بن صالح الرازي ضعيف جداً كثير التفرد بالغرائب. (مجمع الرجال للقهبائي ج1 ص274) ..، والبعض ضعفه كما في (رجال النجاشي1/109) .. والله أعلم ..

 

2- ومهما كان طبيعة السند .. فالمتن فيه نكارة إذ لا أظن أن الإمام مسى الكاظم رضي الله عنه يقول بذلك .. إذ ليس في الواقع ما يؤكد هذا الكلام عن التفاح بمنافعه المذكورة في الرواية .. ويكون بذلك فيه اتهام لأهل البيت بالكذب أو بالجهل لأنهم يقولون شيء مخالف للواقع .. وحاشاهم عليهم السلام ورضي الله عنهم وأرضاهم ..

 

- ولعل تجار بيع التفاح هم من نشروا هذا الكلام ..!! والله أعلم .

 

- وبهذا يكون ختام الكلام على بعض الفواكه التي قيل عنها أن لها تأثير على الشيطان .. والمنتشرة على الإنترنت.

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .