ج36: معتقدات موروثة - هل الديك يسكن في ملكوت السماء عند عرش الرحمن - ما هي حكاية الديك السماوي الذي رجله في الأرض وعنقه ملتوية تحت عرش الرحمن يسبح الله - هل صياح الديك - كوكو كوكو- معناه - اذكروا الله يا غافلين.

      بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها

عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج والخياطة والمرايات وطعام الشيطان غير ذلك

(الفصل السادس والثلاثون)

#- فهرس:

:: الفصل السادس والثلاثون :: ج2/ معتقدات عن الديك .. وحكاية الديك السماوي الذي عنقه تحت عرش الرحمن ورجله تخترق الأرضين السبع – وحكاية الديك السماوي الذي يسبح في السماء فيشاركه ديوك الأرض فيقولوا كوكو كوكو ::

1- س137: هل الديك يسكن في ملكوت السماء عند عرش الرحمن ؟

2- س138: ما هي حكاية الديك السماوي الذي رجله في الأرض وعنقه ملتوية تحت عرش الرحمن يسبح الله ؟

3- س139: هل صياح الديك "كوكو كوكو" معناه "اذكروا الله يا غافلين" ؟

***********************

:: الفصل السادس والثلاثون ::

:: ج2/ معتقدات عن الديك .. وحكاية الديك السماوي الذي عنقه تحت عرش الرحمن ورجله تخترق الأرضين السبع – وحكاية الديك السماوي الذي يسبح في السماء فيشاركه ديوك الأرض فيقولوا كوكو كوكو ::

**********************

 ..:: س137: هل الديك يسكن في ملكوت السماء عند عرش الرحمن ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- طالما تكلمنا عن الديك فمما تم ذكره في بعض كتب أهل العلم عن الديك .. تنبيها على أنه كلام مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم .. فقد ذكر الإمام بن الجوزي ثلاث أحاديث للتنبيه على أنها أحاديث مكذوبة .. ثم وجدت حزمة من الاحاديث التي تتعلق بهذه المسألة وهي الديك السماوي فأحببت أن اذكرها لك اخي الحبيب لتكون على معرفة بها .. وهذه هي الأحاديث:

 

1- (حديث موضوع) .. عن عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ لِلَّهِ دِيَكًا عُنُقُهُ مَطْوِيَّةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ وَرِجْلاهُ فِي التُّخُومِ (أي يقصد أقصى باطن الأرض)، فَإِذَا كَانَتْ هَدَّةٌ مِنَ اللَّيْلِ (أي بعد فترة من الليل) صَاحَ: سبوح قدوس، فصاحت الديكة) رواه بن الجوزي في الموضوعات ج3 ص6 وأشار إلى أنه حديث موضوع.. وعلته هي (علي بن أبي علي اللهبي) قَالَ عنه البخاري: هو منكر الحديث، وَقَالَ يحيى: ليس بشيء ..، وقال النسائي: متروك الحديث ...، وقال بن حبان: يرْوى عَن الثقات الموضوعات لَا يجوز الِاحْتِجَاج به.

 

#- وفي (حديث موضوع) بلفظ آخر بنفس السند السابق عن طريق .. عَلِيُّ ابْن أَبِي عَلَيٍّ اللُّهْبِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (إِن لله عز وجل دِيكًا بَرَاثِنُهُ (أي مخالب قدميه) فِي الأَرْضِ السَّابِعَةِ وَعُنُقُهُ مُنْطَوِيَةُ بِالْعَرْشِ، فَإِذَا كَانَ هَوَى مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ.. قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ تَصِيحُ الديكة) رواه بن الجوزي في الموضوعات ج3 ص6 وأشار إلى أنه حديث موضوع..

 

2- (حديث موضوع) .. عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سدوست النسوي حَدثنَا حميد بْن زَنْجَوَيْهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خِدَاشٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قُتَيْبَةَ عَنْ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيِّ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لما أسرى بِي إِلَى السَّمَاءِ رَأَيْتُ فِيهَا أَعَاجِيبَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَخَلْقِهِ، وَمِنْ ذَلِكَ الَّذِي رَأَيْتُ فِي السَّمَاءِ دِيكٌ لَهُ زَغَبٌ (أي ريش صغير) أَخْضَرُ وَرِيشٌ أَبْيَضُ، بَيَاضُ رِيشِهِ كَأَشَدِّ بَيَاضٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ، وَزَغَبُهُ أَحْمَرُ كَأَشَدِّ حُمْرَةٍ رَأَيْتُهَا قَطُّ، وَإِذَا رِجْلاهُ فِي تُخُومِ الأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى، وَرَأْسُهُ عِنْدَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، مَبْنَى عُنُقِهِ تَحْتَ الْعَرْشِ، لَهُ جَنَاحَانِ فِي مَنْكِبَيْهِ، إِذَا نَشَرَهُمَا جَاوَزَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، فَإِذَا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ نَشَرَ جَنَاحَيْهِ وَخَفَقَ بِهِمَا وَصَرَّخَ بِالتَّسْبِيحِ لِلَّهِ تَعَالَى يَقُولُ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ الْمُتَعَالِ، لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ سَبَّحَتْ دِيَكَةُ الأَرْضِ وَخَفَّقَتْ بِأَجْنِحَتِهَا وَأَخَذَتْ فِي الصُّرَاخِ، فَإِذَا سَكَنَ ذَلِكَ الدِّيكُ فِي السَّمَاءِ سَكَنَتِ الدِّيَكَةُ) وَذكر حَدِيثا طَويلا فِي قصَّة الْمِعْرَاج شَبِيها بِعشْرين ورقة.... ذكره بن الجوزي في الموضوعات ج3 ص7 وأشار إلى أنه حديث موضوع .. وقال: المتهم بِهِ "ميسرَة".. يرمى بالكذب، وقال ابن حماد: كان كذابا، وقال النسائي والدارقطني: متروك، وقال العقيلي: أحاديثه بواطيل لا يحل كتب حديثه إلا اعتبارا، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات ويضع المعضلات على الثقاة في الحث على الخير، وهو صاحب حديث فضائل القرآن " من قرأ كذا فله كذا " لا يحل كتب حديثه إلا للاعتبار ". (انتهى النقل)..، (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي السند أيضا (محمد بن سدوست النسوي) مجهول ..، وفيه (علي بن قتبة) مجهول وليس هو "الرفاعي" ..، (عمر بن سليمان الدمشقي) مجهول "ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام بلا جرح ولا تعديل ترجمة ج3 ص712" وليس هو "عمر بن سعيد بن سليمان" .. وفيه (انقطاع بين الضحاك وبن عباس) ..

 

#- قلت خالد: "من باب الدعابة" .. فهذه الرواية تشعرك أن هناك تواصل روحاني بين ديك السماء وديوك الأرض .. وكأنه مدد من سيدي الديك الكبير السماوي .. لمريديه من ديوك الأرض ..!! وعجبي ..!!

 

3- (حديث موضوع) .. عن عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الأَفْطَحِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَهْدَمِ بْنِ الْحَارِثِ الْغِفَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْعُرْسِ بْنِ عُمَيْرَةَ أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ لِلَّهِ دِيكًا بَرَاثِنُهُ (أي مخالبه) فِي الارض السُّفْلى وعنقه تَحْتَ الْعَرْشِ، يَصْرُخُ عِنْدَ مَوَاقِيتِ الصَّلاةِ، وَيَصْرُخُ لَهُ دِيكُ السَّمَوَاتِ "سَمَاءً سَمَاءً"، ثُمَّ يَصْرُخُ بِصُرَاخِ دِيكِ السَّمَوَاتِ دِيكُ الأَرْضِ يَقُولُ فِي صُرَاخِهِ: "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحُ") ذكره بن الجوزي في الموضوعات ج3 ص7 واشارا إلى أنه حديث موضوع .. وقال: قال ابن حبان: يحيى بن زهدم روى عن أبيه نسخة موضوعة لا يحل كتبها إلا على التعجب. (انتهى النقل) ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي السند (علي بن إبراهيم بن الهيثم بن المهلب) متهم بالوضع وهو الذي يروي عن "الأطفح" ..، وفي السند (زهدم بن الحارث) وهو الذي قام ابنه (يحيى) بنقل نسخة الأحاديث الموضوعة عنه .. وفيه انقطاع لأن (زهدم بن الحارث الغفاري) لم يقابل الصحابي ( العرس بن عميرة) .. !!

 

4- (حديث موضوع) .. عن إِبْرَاهِيم بن الْمُنفق بن إِبْرَاهِيم السبتي عَنهُ عَن أبي بكر الرضى مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى النَّسَفِيّ عَن أبي مَنْصُور عبد المحسن بن مُحَمَّد عَن أَحْمد بن عَاصِم عَن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْخفاف عَن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الدقاق عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن عبد الله بن إِسْحَاق ابْن أخي عِيسَى الدَّلال الْمصْرِيّ عَن أبي طَاهِر خير بن عَرَفَة بن عبد الله الْأنْصَارِيّ عَن عبد الْمُنعم بن بشير عَن أبي الْخَيْر وهب عَن عبد الله بن سعيد عَن أَبِيه عَن أبي الدَّرْدَاء قَائِلا كل وَاحِد مِنْهُم مَا زلت بالأشواق إِلَى آخِره قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء مَا زلت بالأشواق إِلَى حَدِيث سمعته عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول:

 (مَا زلت بالأشواق إِلَى الديك الْأَبْيَض مُنْذُ رَأَيْت ديك الله تَعَالَى تَحت الْعَرْش لَيْلَة أسرِي بِي ديك أَبيض زغبة أَخْضَر كالزبرجد .. وعُرفُه ياقوتة حَمْرَاء شرفها من جَوْهَر .. وَعَيناهُ من ياقوتتين حمراوين رِجْلَاهُ من ذهب أَحْمَر فِي تخوم الأَرْض السُّفْلى مطولا من تَحت الأَرْض وَتَحْت السَّمَاوَات وَتَحْت الْعَرْش .. وعنقه مثني كالإبريق الناشر فِي السَّمَاء أحسن شَيْء رَأَيْته ومنقاره من ذهب يتلألأ نورا .. فَإِذا كَانَ فِي الثُّلُث الأول نشر جناحيه وخفق بهما وَقَالَ سُبْحَانَ ذِي الْملك والملكوت .. يَقُول ذَلِك ثَلَاث مَرَّات ثلثا من اللَّيْل .. فَإِذا خَفق خَفَقت الديوك وَخرجت وصرخت لصراخه فَإِذا كَانَ فِي ثلث اللَّيْل الْأَوْسَط فعل مثل ذَلِك وَقَالَ سُبْحَانَ من لَا يسأم وَلَا ينَام يَقُول ذَلِك ثَلَاثًا فتجيبه الديوك فِي الأَرْض .. فَإِذا كَانَ فِي ثلث اللَّيْل الْأَخير فعل مثل ذَلِك وَقَالَ سُبْحَانَ من هُوَ دَائِم قَائِم سُبْحَانَ من نَامَتْ الْعُيُون وَعين سَيِّدي لَا تنام سُبْحَانَ الدَّائِم الْقَائِم سُبْحَانَ من خلق الإصباح بِإِذْنِهِ وسرى إِلَى خزائنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ .. قَالَ فَاتخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ديكا أَبيض وَقَالَ: الديك الْأَبْيَض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوي وَإنَّهُ يحرس دَار صَاحبه عشرا عَن يَمِينهَا، وَعشرا عَن يسارها، وَعشرا بَين يَديهَا، وَعشرا من خلفهَا، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يبيته مَعَه فِي الْبَيْت) ذكره القاداني في العجالة في الأحاديث المسلسلة .. قال الإمام السخاوي في المقاصد الحسنة أن هذا الحديث منكر وأشار لبطلانه ثم قال نقلا عن بن القيم أنه قال: وَبِالْجُمْلَةِ فَكل أَحَادِيث الديك كذب، إِلَّا: "إِذا سَمِعْتُمْ صياح الديكة فاسألوا الله من فَضله"..، وقال الشيخ أبو عبد الله محمود الحداد في تخريج احياء علوم الدين: رواه بالحفاظ السخاوي مسلسلاً في الجواهر المكللة عن أبي إسحاق إبراهيم بن علي الزمزمي عن المجد الشيرازي صاحب القاموس عن أبي عبد الله الفارقي عن أبي الحسن القرامي عن جعفر الهمداني عن أبي محمد الديباجي عن أبي بكر بن لال بسنده وقال هو باطل منشأ وتسلسلاً. (راجع تخريج أحاديث إحياء علوم الدين لمحمود الحداد حديث رقم 1178) ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): والسند يغلب عليه المجاهيل وكأنهم جماعة من الفضائيين يروون الحديث .. والذي عرفته منهم هو (عبد المنعم بن بشير) وهو يضع الحديث على الأئمة ونقل الخليلي في الإرشاد عن أحمد بن حنبل قال عنه أنه كذاب ..

 

5- (حديث موضوع) .. عثمان بن عبد الرحمن، عن عنبسة ابن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ثَلَاثَةُ أَصْوَاتٍ يُحِبُّها الله .. صَوْتُ الديكة، وصَوْتُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنِ، وصَوْتُ المُسْتَغْفِرِينَ بالأسْحَارِ) ورواه الديلمي في الفردوس .. وقال الدكتور خيري حسيني جميل محقق الجزء الثالث من زهر الفردوس: حديث موضوع فيه عنبسه ومحمد بن زاذان وكلاهما متروك الحديث..، وذكره الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان برقم 742 ج8 ص146 طبعة دار التفسير .. وقال محققو تفسير الثعلبي: إسناده ضعيف جدًّا لأجل عثمان الطرائفي وعنبسة وابن زاذان .. (قلت خالد صاحب الرسالة): والسند السابق هو متفق عند الثعلبي والديلمي .. ولكن رواية الثعلبي في تفسيره بلفظ (صوت الديك .. بدلا من  .. صوت الديكة) .. والحديث موضوع بلا شك .. والله أعلم .

 

6- (حديث موضوع) .. حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى دِيكًا بَرَاثِنُهُ عَلَى الْأَرْضِ السَّابِعَةِ، وَعُرْفُهُ مُنْطَوٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، قَدْ أَحَاطَ جَنَاحُهُ بِالْأُفُقَيْنِ، فَإِذَا بَقِيَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ ضَرَبَ بِجَنَاحِهِ، ثُمَّ قَالَ: سَبِّحُوا الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ، سُبْحَانَ رَبِّنَا الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ لَا إِلَهَ لَنَا غَيْرُهُ، يَسْمَعُهَا مَنْ بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ، فَيَرَوْنَ أَنَّ الدِّيَكَةَ إِنَّمَا تَضْرِبُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَتَصْرُخُ إِذَا سَمِعَتْ ذَلِكَ) رواه أبو الشيخ في العظمة.. (قلت خالد صاحب الرسالة): في السند (محمد بن حميد التميمي) وهو متروك الحديث وقد كذبه أو حاتم وأبو زرعة والنسائي ومحمد بن مسلم واسحاق الكوسج وبن خراش .. وتركه البخاري ..، وفيه (محمد بن اسحاق) قد دلس في الرواية ..، وفيه (سالم بن أبي الجعد) قد دلس في الرواية عن بن عباس .

 

7- (حديث ضعيف جدا أو موضوع) .. عن أبي داود الأنصاري، حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا عن محمد بن زاذان، عن أم سعد امرأةٍ من المهاجرات، قالت: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: (العرش على مَلَكٍ من لؤلؤٍ على صورة دِيكٍ .. رِجلاه في التُّخوم السفلى، وعُنُقُه مَثْنِيّة تحت العرش، وجناحاه بالمشرق والمغرب، فإذا سبَّح اللَّه ذلك الملك لم يَبْق شيء إلا سبّح اللَّه عزّ وجلّ) رواه الديلمي في الفردوس .. وقال الدكتور الدكتور أبو بكر أحمد جالو محقق الجزء الخامس من زهر الفردوس: حديثٌ ضعيفٌ جدًّا؛ في سنده محمد بن زاذان المدني، وهو متروك ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع لأن فيه (سليمان بن أحمد الجرشي الشامي) وهو متهم بالكذب من يحيى بن معين  وصالح بن محمد جزرة وغالب علماء الحديث على أنه متروك الحديث وضعيف جدا "علما بأنه كان حافظا متقنا ولكنه تغير بعد ذلك وافتتن بالدنيا وانقلب حاله فتركوا حديثه".. والله أعلم .

 

8- (حديث ضعيف جدا) .. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ إِدْرِيسَ يَعْنِي الْأَوْدِيَّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى دِيكًا بَرَاثِنُهُ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى، وَعُنُقُهُ مَثْنِيُّ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَجَنَاحَاهُ فِي الْهَوَاءِ يَخْفُقُ بِهِمَا سَحَرَ كُلِّ لَيْلَةٍ سَبِّحُوا الْقُدُّوسَ رَبَّنَا الرَّحْمَنَ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ) رواه أبو الشيخ في العظمة.. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي السند (أيوب بن سويد الرملي) وهو ضعيف الحديث عند عموم العلماء .. وقال عنه النسائي في السنن الصغرى أنه متروك الحديث وقال عنه يحيى بن معين: ليس بشيء يسرق الأحاديث..، وفيه (سالم بن أبي الجعد) قد دلس في الرواية عن الصحابي (ثوبان بن بجدد القرشي).

 

9- (حديث ضعيف جدا) .. عن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَلَّى، عن جَعْفَرُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ، قَالَ: (إِنَّ لِلَّهِ دِيكًا رَأْسُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ، وجَنَاحُهُ فِي الْهَوَاءِ، وَبَرَاثِنُهُ فِي الْأَرْضِ، فَإِذَا كَانَ فِي الْأسحارِ، وَأَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ، خَفَقَ بِجَنَاحِهِ، وَصَفَّقَ بِالتَّسْبِيحِ، فَتَصِيحُ الدِّيَكَةُ تُجِيبُهُ بِالتَّسْبِيحِ) رواه الطبراني في الكبير .. (قلت خالد صاحب الرسالة): في السند (جعفر بن سلمة) مجهول وليس هو "أبو سعيد الوراق" .. ولا يوجد شيخ اسمه (جعفر) في مشايخ (احمد بن المعلي) .. ولا يوجد تلميذ اسمه (جعفر) في تلامذة (حماد بن يزيد) ..!! فجعفر هذا مجهول تماما ولم أجده في كتب التراجم .. وإن صح ظني فهو مجهول العين ويكون الحديث موضوع حينئذ ..!!

 

10- (حديث باطل ومتن منكر جاد) .. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا زَيْنَبُ بِنْتُ يَزِيدَ الْعَتَكِيَّةُ قَالَتْ: كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَجَاءَ رَهْطٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فِيهِمْ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ فَذَكَرُوا الصَّلَاةَ وَمَوَاقِيتَهَا فَقَالَ: (إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَتَّخِذَ دِيكًا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى دِيكًا رِجْلَاهُ تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِينَ، وَرَأْسُهُ قَدْ جَاوَزَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ يَسْقَعُ (أي يصيح) فِي إِبَّانِ (أي عند بداية دخول وقت) الصَّلَوَاتِ، فَلَا يَبْقَى دِيكٌ مِنْ دِيَكَةِ الْأَرْضِ إِلَّا أَجَابَهُ» ، فَلَا أُحِبُّ أَنْ يَعْدَمَ بَيْتِي أَنْ أَتَّخِذَ الدِّيكَ) رواه أبو الشيخ في العظمة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): في السند (حرب بن سريج) وهو ضعيف الحديث قد ضعفه العقيلي .. وقال البخاري فيه نظر .. وقال بن حبان: ضعيف، يخطئ كثيرا حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد .. وقبل حديثه الدارقطني وأحمد بن حنبل ..، وفي السند (زينب بنت يزيد العتكيه) مجهولة ولا يوجد لها ترجمة في كتب التراجم ولم يروي لها أيا من الثقات فلم يروي لها سوى (حرب بن سريج وأخوه بشير) وكلاهما ضعيف الحديث ..

 

#- أما من حيث نكارة الحديث وسبب بطلانه ..

أ- هو أن الديوك لا يصدر منها صياح مع جميع أوقات الصلوات كما هو ظاهر من لفظ الرواية حيث قالت (إبَّان الصلوات) أي كل الصلوات .. وفي لفظ (فَلَا يَبْقَى دِيكٌ مِنْ دِيَكَةِ الْأَرْضِ إِلَّا أَجَابَهُ) يعني كل الديوك على وجه الأرض تصدر أصوات في أوقات الصلوات الخمس .. !! وحاشاه صلى الله عليه وسم أن يكون قال مثل هذا الكلام ..!!

 

- ولم نجد أحد أشار أن هذا فعل الديوك من أي نوع في أي زمن .. بل لو كان الأمر كذلك لكان آمن الناس جميعهم لوجود معجزة ظاهرة باتفاق وجود حيوان يؤكد الصلوات الخمس ..!!

 

ب- بل وبمنطق هذه الرواية نقول: أن الديك بدلا من الأذان .. وأن صياح الديك ما هو إلا وسيلة إعلان لبداية الصلاة وعلى هذا يصح الصلاة عند صياح الديك .. بل ويصح حينئذ الإفطار على صياح الديوك عند المغرب لو صاحت .. وهذا كلام لا يقول به عالم ولا مؤمن ولا أظن يمكن أن يصدقه عاقل ..!!

 

#- ملحوظة هامة على الرواية السابقة: في السند لفظ (قال) وهذا يوحي بأنه من قول "شهر بن حوشب" ولكن أعتقد هذا خطأ وإلا كان كاذب لأنه لم يسمع من النبي .. وهو ليس بكاذب .. وإنما أعتقد يوجد خطأ في لفظا لرواية .. وهو (قالت) بدلا من (قال) فيكون الراوي هو السيدة عائشة .. هذا والله أعلم .

 

#- خلاصة القول أخي الحبيب:

1- مسألة الديك السماوي هي مسألة خرافية .. وإذا كان غالبها فيها من هو متهم بالكذب فما بقي منها أظنه مكذوبا أيضا على النبي صلى الله عليه وسلم .. فلو نظرت للروايات فهي لا تخلو من متهم بالكذب .. بخلاف آخر رواية التي فيها راوية مجهولة ويروي عنها ضعيفين في الحديث ..!! 

 

2- فهل ترضى يا مسلم أن تأخذ عقيدتك من أحاديث مثل هذه ؟ بل وتتجرأ وتقول أن هذا الكلام قاله النبي صلى الله عليه وسلم ؟!! والله حاشاه صلى الله عليه وسلم .. وهو بريء من هذه الأحاديث فما قالها .. وهذه هي عقيدتي وما أدين به لله.

 

3- ولا يخفى على مؤمن أو عاقل .. أن الاحاديث السابقة تتعارض مع بعضها في جزئية ما الذي يفعله هذا الديك .. وما يترتب على تسبيح هذا الديك ..!!

 

4- ثم الغريب والعجيب هذا الإهتمام بالديك .. علما بأننا لا نسمع للديوك صوتا عند كل صلاة كما تزعم بعض الروايات .. بل والبعض الآخر الذي يزعم أن هناك ترابط بين الديك السماء والديوك الأرضية وكأنه ترابط روحاني وهذا اعتبره مسخرة وإهانة عقلية للمؤمن .. لأن الإعتقاد أصلا بوجود ديك سماوي فهذا معناه أن أعتقد بوجود فرخة سماوية أيضا ..!! لأن الديك يقال على ذكور الدجاج .. والملائكة لا يتم وصفها بذكورة أو أنوثة ..!! فانتبه يا مؤمن ..!!  

 

#- ولكن هنا يوجد حديث قد يسأله البعض .. وذكره بعض العلماء أنه صحيح ..  وهذا نناقشه في السؤال التالي إن شاء الله تعالى ..

 

**********************

 

..:: س138: ما هي حكاية الديك السماوي الذي رجله في الأرض وعنقه ملتوية تحت عرش الرحمن يسبح الله ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من غرائب ما تجده في كتب محققي الأحاديث .. هو تصحيح البعض لحديث وجدته يتكلم عن ديك سماوي عنقه مثنية تحت العرش ورجله في باطن الأرض ويسبح الله ..!!

 

- ولو تأملنا هذا الكلام سنجده يتفق تماما مع الروايات المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم والتي سبق ذكرها في السؤال السابق ..

 

- وبالرغم من اضطراب هذه الرواية سندا ومتنا .. إلا أن بعض العلماء قالوا بأن بصحة الحديث .. وهذا ما لا يمكن أن يصح من وجهة نظري .. وإليك بيان هذه الرواية حتى تعلم المقصد من كلامي.

 

#- (حديث مضطرب مختلف عليه بين الصحة والتضعيف) .. عن إسحاق بن منصور ثنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ أذِنَ لي أن أُحدِّثَ عن ديكٍ قد مَرَقَتْ (أي اخترقت) رجلاه الأرضَ، وعُنُقُه مَثْنِيَّةٌ تحت العرشِ وهو يقول: سبحانك ما أعظَمك .. فيردُّ عليه: لا يعلم ذلك من حلفَ بي كاذبًا) رواه الطبراني في الأوسط وأبو الشيخ والحاكم .. وقال الحاكم:  وذكره الألباني في صحيح الترغيب والصحيحة بأنه صحيح.

 

#- وفي رواية بنفس السند ومتن مختلف الألفاظ .. عن إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ قَدْ مَرَقَتْ رِجْلَاهُ الْأَرْضَ السَّابِعَةَ، وَالْعَرْشُ عَلَى مَنْكِبِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ أَيْنَ كُنْتَ؟ وَأَيْنَ تَكُونُ) رواه أبو يعلى .. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.. وصححه بن حجر في المطالب العالية ..  

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على الروايتين:

- كما ترى أخي الحبيب أنه يوجد تفاوت كبير بين الروايتين وبنفس السند ..!!

 

- ولكن الغريب إذا كان السند صحيح .. فما علاقة أن يكون الحديث صحيح ؟!! فصحة الحديث ترتبط بصحة السند والمتن وليس بصحة السند فقط كما هو معلوم عند أهل الحديث .. والذي ينظر للحديثين سيجد نكارة شديدة في قبول هاتين الروايتين ..

 

#- أولا: إليك شيء من الإختلافات:

أ- فيوجد اختلاف .. بين رواية تقول (ديك) ..، ورواية تقول (ملك)

ب- ويوجد اختلاف .. بين رواية تقول (الأرض السابعة) ..، والأخرى تقول (الأرض) فقط .

ج- ويوجد اختلاف .. بين رواية تقول (عنقه مثنية تحت العرش) ..، والأخرى تقول (العرش على منكبه)

د- ويوجد اختلاف .. بين رواية تقول (يقول: سبحانك ما أعظَمك) ..، والأخرى تقول (يقول: سبحانك أين كنت وأين تكون) .

هـ بل والأدهى والأمر .. أن في الرواية الأولى الخاصة بالديك .. أن الديك يسبح .. والله يرد عليه مؤكدا لكلامه .. (فيردُّ عليه: لا يعلم ذلك من حلفَ بي كاذبًا) !!

- فإذا كان هذ الديك لا يزال هذا حاله إلى أن تقوم الساعة .. فهل لازال فعل الله كلما سبح هذا الديك فهو يرد على الديك .. وكأن الله ترك قيومية ملكه ليرد على تسبيح الديك الذي هو خلقه ..!!

- كيف يعتقد مؤمن في هذا الكلام ؟!!

 

@- بالله عليك يا مؤمن .. كيف يكون الروايتين متفقتين وكلاهما واحد ؟!!

- ممكن حد يشرحنا لنا الموضوع ده ممن يصححوا هذه الأحاديث ؟ لأن تلك الروايتين لا يمكن الجمع بينهما .. إلا لو كان لديهم سر التركيبة الحديثية التي تحل هذا اللغز ..!!

 

#- ثانيا: أما أقوال بعض العلماء في الجمع بين الروايات فدعني أخبرك بها أخي الحبيب:

1- البعض قال: أن هذا ليس ديك بالمعنى المفهوم (ذكر الدجاج) .. وإنما هو ملك اسمه (ديك) .. ولكن من أين أتى بهذه المعلومة ؟!!

 

- قال أن رواية قالت: (إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَكًا فِي السَّمَاءِ يُقَالُ لَهُ الدِّيكُ) ..!!

 

- (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا كلام فيه نظر .. فقد بحثت في رواية تشير للمعنى الذي كتبه .. فلم أجد في حدود بحثي سوى أثر مروي عن تابعي وهو ضعيف .. وموقوف على كلام التابعي ..!! وإليك بيان ذلك:

- (أثر تابعي ضعيف) .. عن جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ فِيمَا أَحْسَبُ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: (إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَكًا فِي السَّمَاءِ يُقَالُ لَهُ الدِّيكُ، فَإِذَا سَبَّحَ فِي السَّمَاءِ سَبَّحَتِ الدُّيُوكُ فِي الْأَرْضِ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ السُّبُّوحِ الْقُدُّوسِ الرَّحْمَنِ الْمَلِكِ الدَّيَّانِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَمَا قَالَهَا مَكْرُوبٌ، أَوْ مَرِيضٌ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَّا كَشَفَ اللَّهُ هَمَّهُ) رواه أبو الشيخ في العظمة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي السند يوجد شك في قوله (فِيمَا أَحْسَبُ) وهذا يترتب عليه أنه قد يكون نفس الراوي المروي عنه أو غيره ..!!، وفي السند (أبو بكر بن أبي مريم) وهو ضعيف الحديث (راجع سير أعلام النبلاء ج7 ص64) .. والحديث مقطوع على كلام (أبو سفيان التابعي – وهو محمد بن زياد الألهانى) .. فهذا ليس حديث نبوي .. ولا حتى معلومة من صحابي ..!!

 

- ويترتب على ما سبق .. أن ما قاله بعض العلماء أن المقصد بأن كلمة (ديك) هي اسم للملك .. هو قول باطل ولا يصح ..!!

 

2- وبعض من العلماء قد قال أن الأصل هو لفظ الملك .. ولكن أحد الرواة أخطأ ونطقه (ديك) .. !!

- (قلت خالد صاحب الرسالة): وهذا كلام فيه نظر .. لأنه لا دليل على ذلك .. بل الظاهر لنا أن المختلف عليه ليس (ديك وملك) وإنما كل الرواية مختلفة الألفاظ لمن أبصر ذلك .. فكيف سيحل باقي الإشكاليات اللفظية في الروايتين والتي سبق الكلام عليها ؟!!

 

3- وبعض من العلماء قد قال أن هذا ملك ولكن وجهه في صورة ديك ..!!

- (قلت خالد صاحب الرسالة): وهذا كلام فيه نظر .. لأنه لا دليل على ذلك .. فضلا عن أن الإختلاف ليس في لفظ (ديك وملك) فقط ..!! فماذا عن باقي الإختلافات ؟!!

 

4- وبعض من العلماء قد قال أن هذا ملك في شكل ديك ..!!

- (قلت خالد صاحب الرسالة): وهذا أيضا كلام فيه نظر .. لأنه قيل في الروايات أن الملك يحمل العرش على منكبيه .. فهل الديك له منكبين ؟!!  فكيف يقال حينئذ أنه ملك في صورة ديك ؟!!

 

#- والذي ستلاحظه أخي الحبيب فيما سبق:

- أن هؤلاء العلماء اجتهدوا في التوفيق بين لفظ (ديك وملك) .. وتجاهلوا تماما باقي ألفاظ الروايتين .. وكأن باقي الألفاظ متشابهة ومتطابقة وليس فيها تعارض .. !!

 

- بل وكلام العلماء يشعرك برغبتهم في إثبات صحة الحديث .. بأنه حديث صحيح فعلا ..!! وكأن سند الحديث عندهم كافي جدا لصحة الحديث .. وهذا من أغرب ما يمكن أن تجده في كتب أهل العلم ..!! بل وكأنهم يخبروك بأنه غصب عنك ستؤمن بهذه الرواية .. بالرغم من اضطراب متنها أو نصها الواضح جدا .. دون أي اعتبار لاستعمال العقل في قبول ما هو لا يمكن قبوله لتعارضهما وتضاربهما واستحالة الجمع بينهما ..!!

 

#- ثالثا: إليك من قال بتضعيف مثل هذه الروايات السابقة:

1- سُئل الإمام الدارقطني: عن حديث سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن الله أذن لي أن أحدث عن ملك قد خرقت رجلاه الأرض السابعة، والعرش على منكبه، وهو يقول ...) الحديث.

- فقال: يرويه إسرائيل، واختلف عنه:

- فرواه إسحاق بن منصور السلولي، عن إسرائيل، عن معاوية بن إسحاق، عن المقبري، عن أبي هريرة.

- وغيره يرويه، عن إسرائيل، عن إبراهيم أبي إسحاق وهو إبراهيم بن الفضل مديني ضعيف. (راجع علل الدارقطني ج8 ص156 حديث رقم 1475).

 

- ومفهوم كلام الإمام الدارقطني هو أن سند الحديث فيه اضطراب .. وهذا الإضطراب يضعف من قبول الحديث .

 

2- وقال الإمام قال العجلوني في كشف الخفا (ج1 ص473): وذكر ابن قيم الجوزية قال في جواب الأسئلة الطرابلسية بعد سرده جملة من أحاديث الديك. قال: وبالجملة، فكل أحاديث الديك كذب إلَّا حديثًا واحدًا: (إذا سمعتم في صياح الدِّيكَة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكًا). (انتهى النقل) .. والحديث الذي أشار إليه بن القيم هو الحديث الذي تم روايته في صحيح البخاري ومسلم.

 

#- خلاصة القول أخي الحبيب:

1- ليس كل حديث يقال لك عنه أنه صحيح فيكون هو صحيح .. لأن الحديث الصحيح هو ما صح سنده ومتنه .. وليس ما صح سنده فقط .. فما بالك لو تبين أيضا أن في السند اضطراب مع غيره .. والمتن فيه اضطراب مع غيره من الروايات ..!!

 

2- فانتبه ولا تلغي عقلك ويجب أن تسأل بحثا عن الحق .. وجزى الله خيرا كل المجتهدين من أهل الحديث ولكنهم ليسوا معصومين وليسوا قديسين حتى تقبل منهم ما لا يمكن قبوله في العقيدة أو غيرها .. بل وانتبه إلى أن أحاديث مثل هذه الروايات التي فيها اضطراب .. يستغلها الملحدين وجماعة "القرآنيين الذين ينكرون الحديث النبوي" لتشكيك المؤمنين في دينهم .. بل ويجعلون لك وسواس رهيب في صدرك حتى تكره أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .. فانتبه وتحقق واسأل حتى يطمئن قلبك ..   

 

***************************

 

..:: س139: هل صياح الديك "كوكو كوكو" معناه "اذكروا الله يا غافلين" ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- مما تم كتابته في كتب أهل العلم .. أن معنى صياح الديك هو "اذكروا الله يا غافلين" .. أي هو معنى (كوكو- كوكوووووو) التي نسمع من الديك حينما يعلو بصوته بها .. ولكن من أين أتوا بهذه المعلومة ؟

 

#- من الروايات التالية وبعضها في كتب التفسير:

1- (حديث موضوع) .. عن عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلِيلُ، نا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صَدِيقِي وَعَدُوُّ عَدُوِّي، قَالُوا: فَمَا يَقُولُ الدِّيكُ إِذَا صَاحَ؟ قَالَ: يَقُولُ: اذْكُرُوا اللَّهَ يَا غَافِلِينَ) رواه الواحدي في تفسيره الوسيط ج3 ص373..، (قلت خالد صاحب الرسالة): سبق تحقيق هذه الرواية في الفصل السابق سؤال رقم 136 .. وكان يوجد في الرواية راوي متهم بالكذب وهو (موسى بن إبراهيم المروزي) .. ومجاهيل في السند سبق ذكرهم ومنهم (عمر بن علي الخليل) ليس له وجود في كتب أهل العلم وكأنه كائن فضائي ..!!

 

2- (حديث ضعيف جدا) .. عن أبو عبيد قال: حدّثنا موسى بن إبراهيم قال: أخبرنا صالح الهروي عن الحسن "بن علي بن أبي طالب" قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (الديك إذا صاح يقول: اذكروا الله يا غافلين) ذكره الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان ج20ص192 حديث رقم 2079 .. وقال محققو التفسير: ضعيف جدًّا، فيه مجاهيل. (انتهى النقل) .

 

3- (حديث موضوع) .. عن معاذ بن جبل أنه قال: (نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن قتل الديك الابيض وقال الديك الابيض اذا صاح يقول اذكروا الله يا غافلين) نقله الشيخ حسين الديار في كتابه تاريخ الخميس في أحوال في أحوال أنفس النفيس ج1 ص56 .. نقلا عن "بحر العلوم") .. (قلت خالد صاحب الرسالة): لم أجد هذا الأثر في تفسير بحر العلوم للسمرقندي إن كان المقصد هو تفسير "بحر العلوم".. أما عن السند فهو هو حديث مجهول السند وهو كسابقه حديث موضوع لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهى عن ذبح الدواجن بل كان يأكلها . 

 

4- (أثر موضوع – أغلبه مجاهيل وغير معروفين) .. عن أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا الشَّيْبَانِيُّ، أنا أَبُو سَهْلِ بْنُ بِشْرٍ، نا سمانَةُ بِنْتُ حَمْدَانَ بْنِ مُوسَى الأَنْبَارِيَّةُ، بِالأَنْبَارِ، قَالَتْ: نا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ابْنُ الْعَسْكَرِيِّ، نا أَحْمَدُ بْنُ كَثِيرٍ الْوَاسِطِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (قَامَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالُوا: أَنْتَ ابْنُ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالُوا: أَنْتَ ابْنُ عَمِّ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَالسَّفِيرُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ جِبْرِيلُ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ، قَالُوا: فَإِنَّا قَوْمٌ قَدْ قَرَأْنَا الْكُتُبَ وَعَرَفْنَا مَا فِيهَا، وَنَحْنُ سَائِلُونَ عَنْ سَبْعَةِ أَشْيَاءَ، فَإِنْ أَنْتَ أَخْبَرْتَنَا بِهَا آمَنَّا وَصَدَّقْنَا، قَالَ: سَلُونِي تَفَقُّهًا، وَلا تَسْأَلُونِي تَفَنُّنًا، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَعَا لِي فَقَالَ: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ» فَعَلِمْتُ أَنَّ دَعْوَةَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَلْحَقُنِي، سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ، قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا يَقُولُ، وَالزُّرْزُورِ، وَالدُّرَّاجُ، وَالدِّيكُ فِي صَقِيعِهِ، وَالْحِمَارُ فِي نَهِيقِهِ، وَالضِّفْدِعُ فِي نَقِيقِهِ، وَالْفَرَسُ فِي صَهِيلِهِ، قَالَ: نَعَمْ، أُخْبِرُكُمْ؛ أَمَّا الْقُنْبُرُ فَإِنَّهُ يَقُولُ فِي صَفِيرِهِ: اللَّهُمَّ الْعَنْ مُبْغِضِي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَمَّا الزُّرْزُورُ فَإِنَّهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ قُوتَ يَوْمٍ بِيَوْمٍ يَا رَازِقُ، وَأَمَّا الدُّرَّاجُ فَيَقُولُ: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، وَأَمَّا الدِّيكُ فَإِنَّهُ يَقُولُ: اذْكُرُوا اللَّهَ يَا غَافِلِينَ، وَأَمَّا الضِّفْدِعُ فَإِنَّهُ يَقُولُ فِي نَقِيقِهِ: سُبْحَانَ الْمَعْبُودِ فِي لُجَجِ الْبِحَارِ، وَأَمَّا الْحِمَارُ فَإِنَّهُ يَقُولُ فِي نَهِيقِهِ: اللَّهُمَّ الْعَنِ الْعَشَّارَ، وَأَمَّا الْفَرَسُ فَإِنَّهُ يَقُولُ فِي صَهِيلِهِ إِذَا الْتَقَتِ الْفِئَتَانِ وَمَشَى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، قَالُوا: يَا بْنَ عَبَّاسٍ، نَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَسْلَمُوا وَحَسُنَ إِسْلامُهُمْ) رواه الواحدي في تفسيره الوسيط ج3 ص371-372.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

أ- في السند (أبو سهل بن بشر) مجهول وليس هو الإسفراييني (أبو الفرج سهل بن بشر) الشيخ المعروف .. و(أبو نصر محمد) ليس من شيوخه سهل بن بشر) وليس من شيوخ (سهل بن بشر) امرأة اسمها (سُمانه) ..!!

ب- وفيه (سمانَةُ بِنْتُ حَمْدَانَ بْنِ مُوسَى الأَنْبَارِيَّةُ): مجهولة الحال .. وقال الشيخ أبو الطيب نايف المنصوري: ذكرها الذهبي في فصل النسوة المجهولات، وقال سُمَانة بنت حمدان بن موسى الأنبارية، عن أبيها عن عمرو بن زياد أباطيل، وعنها: أبو بكر الشافعي، كأن البلاء من عمرو، وترجمها الخطيب ولم يذكر فيها جرحا ولا تعديلا. (راجع ارشاد القاصي والداني ترجمة 1165) ..

ج- وفيه (أحمد بن كثير الواسطي) مجهول الحال ..

د- وفيه (علي بن الحسن) مجهول الحال ..

هـ- وفيه (سهل) و (أبيه) مجهولين بالنسبة لي ولم أعرفهم ..

 

#- ملحوظة: هذا الاثر مروي عن بن عباس في كتب الشيعة بسند مخالف لما سبق وفيه مجهولين لم أعرفهم بخلاف تدليس بن اسحاق في تلك الرواية .. وقد ذكره الراوندي في قصص الانبياء ج1 ص255.

 

5- (أثر موضوع) .. حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ يُوسُفَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: (صَاحَ دِيكٌ عِنْدَ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: هَلْ تَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَذَا ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَإِنَّهُ يَقُولُ: اذْكُرُوا اللَّهَ يَا غَافِلِينَ) رواه أبو الشيخ في العظمة.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

أ- وفي السند (علي بن بشر) .. مجهول .. لم أجده في شيوخ (جعفر بن أحمد بن فارس) ولم أجده في تلامذة (عبد الرحيم بن واقد) ..!!

ب- وفيه (عبد الرحيم بن واقد) .. يروي الغرائب والمناكير .. قال الخطيب البغدادي: في حديثه غرائب ومناكير لأنها عن ضعفاء ومجاهيل (ميزان الاعتدال ترجمة رقم 5038)..

ج- وفيه (حماد بن عمرو) .. وهو كذاب يضع الحديث .. (راجع ما قيل عنه في لسان الميزان ترجمة رقم 2741).

د- وفيه (عبد الحميد بن يوسف) وهو ضعيف الحديث جدا.. قال الأزدي: ليس بشيء، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وقال أبو داود: دلني عليه حماد بن عمرو (راجع لسان الميزان ترجمة 4581) ..

هـ- والرواية أصلا مقطوعة على كلام (عبد الحميد بن يوسف) .. وهو من الإسرائليات التي لا نعلم مصدرها ولا نعلم من أين أتى بهذه المعلومة الغيبية عن سيدنا سليمان ..!!

 

6- (أثر ضعيف جدا) .. عن أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَذَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ قَالَ: (مَرَّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بِبُلْبُلٍ سَاقِطٍ عَلَى شَجَرَةٍ يُحَرِّكُ رَأْسَهُ وَيَمِيلُ بِذَنَبِهِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: تَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَنَبِيُّهُ أَعْلَمُ .. قَالَ: يَقُولُ: أَكَلْتُ نِصْفَ تَمْرَةٍ وَعَلَى الدُّنْيَا الْعَفَا " وَمَرَّ بِدِيكٍ يَسْقَعُ (أي يصيح) فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ؟ يَقُولُ: «اذْكُرُوا اللَّهَ يَا غَافِلِينَ») رواه أبو الشيخ في العظمة.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

أ- في السند (مجالد بن عبيد الله) .. مجهول الحال وليس له ترجمة .

ب- وفيه (الحسن بن ذكوان) .. ضعيف الحديث ليس بالقوي كما قال أبو حاتم والنسائي ويحيى بن معين وغيرهم وقال عبد الله بن أحمد عنه أبيه انه قال فيه أحاديثه أباطيل. (راجع تهديب الكمال ترجمة رقم 1229 - وتهذيب التهذيب ج2 ص276 ترجمة رقم 503) .

ج- وفيه (فرقد السبخي) .. ضعيف الحديث .. ضعفه المديني والقطان وبن معين والبخاري والنسائي وأبو حاتم وأحمد بن حنبل وغيرهم .. (راجع تهذيب الكمال ترجمة رقم 4715) .. وأجمل ما قيل فيه هو قول بن حبان إذ قال: كانت فيه غفلة، و رداءة حفظ .. فكان يرفع المراسيل و هو لا يعلم، و يسند الموقوف من حيث لا يفهم .. فبطل الاحتجاج به. (راجع تهذيب التهذيب ج8 ص262 ترجمة رقم477).

د- والأثر مقطوع على كلام فرقد السبخي .. وهو من الإسرائليات التي لا نعلم مصدرها ولا نعلم من أين أتى بهذه المعلومة الغيبية عن سيدنا سليمان ..!!

 

#- خلاصة القول:

- أن صياح الديك .. لم يصح شيء عن النبي في معنى ترجمة صياح الديك وأنه يقول (اذكروا الله يا غافلين) .. وإنما الذي بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لو سمعنا صياح الديك فنسأل الله من فضله لأن الصياح علامة على وجود وحضور ملاك في المكان .. وعند هذا يقف الكلام ولا مزيد عليه ..

- والله أعلم .

 

#- ملحوظة: ليست عندي مشكلة أن يكون صياح الديك بما نسمعه بصوت (كوكو - كوكو) .. ترجمتها هي "اذكروا الله يا غافلين" .. ولكن المشكلة أن تقول على النبي أنه قال بهذا الكلام وهو لم يثبت عن النبي أنه قال بمثل هذا الكلام .. فنكون كذبنا على النبي صلى الله عليه وسلم .. !!

- فإن أن أردت القول (على سبيل أنها معلومة في كتب أهل العلم) .. أن الديك معنى صياحه هو: (اذكروا الله يا غافلين) .. فقل أنك تظن ذلك عن أقوال قيلت في ذلك ولا دليل عليها يصح .. ولكن لا تقل أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قالها ..، أو تقول موضحا بكل وضوح أنه جاء في روايات غير صحيحة عن النبي أنه قيل فيها أن معنى صياح الديك هو (اذكروا الله يا غافلين) ..

- والله أعلم .

 

#- أخي الحبيب:

- تبقى عندنا في مسألة الديوك وما يدور حولها من معتقدات .. مسألتين:

- المسألة الأولى: معتقد عن أن الديك كان يتم استخدامه كمنبه للصلوات حتى قيل أن آدم قد استخدمه وكذلك الصحابة ..!!

 

- المسألة الثانية: نناقش مسألة مهمة جدا خطرت على بالي وهي كيف يكون الديك مؤشر لوجود ملك من الملائكة في حين هذا من طبيعة الديك اليومية هي الصياح غالبا في أوقات مثل قبل الفجر أو عند الشروق  .. وهذا كان يحدث في كل زمان ومكان مهما كان عقيدة وصلاح أو انحراف أهل هذا المكان ؟!! فما علاقة هذا بحضور ملك من الملائكة أو كونه منبه للصلاة ؟!!

- وبالله التوفيق ..

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .