#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
لا تتعجب من السؤال .. لأن التعجب سيتم زواله حينما تعرف أن أخبارا ما كان
العقل يتصور وجودها .. إلا أنها موجودة فعلا في كتب بعض أهل العلم ..
#- جاء في أخبار
الروايات:
1-
(حديث
اسرائيليات مجهول السند) .. قال وهب "بن منبه":
(لما قبل الله توبة آدم قال يا رب شغلت بطلب الرزق
والمعيشة عن التسبيح والعبادة ولست أعرف مقدار ساعات التسبيح من أيام الدنيا .. فأهبط الله عليه ديكا
وأسمعه أصوات الملائكة بالتسبيح .. فهو أوّل داجن اتخذه آدم من الخلق .. وكان
الديك اذا سمع التسبيح في السماء سبح في الأرض فيسبح آدم بتسبيحه .. وقال الله: يا
آدم قل الحمد لله كثيرا على كل حال حمدا يوافى نعمه ويكافئ زيده فلك به مثل تسبيح
الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون) ذكره صاحب كتاب تاريخ الخميس في
أحوال في أحوال أنفس النفيس ج1 ص55 نقلا عن بحر العلوم ... (قلت خالد صاحب الرسالة) لم أجد هذا الأثر في تفسير بحر
العلوم للسمرقندي إن كان المقصد هو تفسير "بحر العلوم".. أما عن السند
فهو مجرد اسرائيليات ولا نعرف مصدرها.
..
2-
(حديث
موضوع – ومجهول السند) .. روى عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه
قال: (أن لله ديكا أبيض تحت العرش) ..، وفى رواية: (إن لله ديكا رجلاه تحت الارض
السفلى ورأسه تحت العرش وله جناحان أبيضان اذا نشرهما جاوزا المشرق والمغرب فاذا
جاء وقت الصلاة نشر جناحيه وصرخ بالتسبيح سبحان الملك القدّوس سبحان الحىّ القيوم
فيسبح الديك في الأرض ذلك التسبيح ولما هبط آدم الى الارض اشتبهت عليه أوقات الصلوات .. فشكا الى جبريل
.. فجاءه بديك أبيض من الجنة .. وأنه مرّ على ذلك المَلك فعرفه .. فلما هبط كان
يسمع صوت ذلك المَلك فيصرخ فيعرفه آدم) .. ذكره صاحب كتاب تاريخ الخميس في
أحوال في أحوال أنفس النفيس ج1 ص56 نقلا عن بحر العلوم ... (قلت خالد صاحب الرسالة) لم أجد هذا الحديث في أي مصدر
علمي متوافر عندي .. أما عن السند فهو مجهول السند وهو أشبه بحديث الإسرائليات
السابق عن وهب بن منبه .. ورفعه للنبي نوع من الكذب المنسوب للنبي صلى الله عليه
وسلم .. فضلا عن أن تعليم مواقيت الصلاة للأنبياء والرسل يكون من خلال الملائكة
وليس الديوك ..!!
3-
(حديث
موضوع) .. قال عليه الصلاة والسلام: (عليكم
بالديك الابيض فإنه مؤذن وحارس) ذكره صاحب
كتاب تاريخ الخميس في أحوال في أحوال أنفس النفيس ج1 ص56 نقلا عن بحر العلوم ... (قلت خالد صاحب الرسالة)
لم أجد هذا الحديث في أي مصدر علمي متوافر عندي .. أما عن السند فهو مجهول السند
وهو أشبه بحديث الإسرائيليات السابق عن وهب بن منبه ..
- ورفعه للنبي نوع من الكذب المنسوب للنبي صلى
الله عليه وسلم .. لأن تعليم مواقيت الصلاة للأنبياء والرسل يكون من خلال الملائكة
وليس الديوك .. فانتبه يا مؤمن ..!!
4-
(أثر باطل
وحديث باطل) .. ورَوَى اَلشَّيْخُ مُحِبُّ
اَلدِّينِ اَلطَّبَرِيُّ: (أنّ أصحَابَ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ
عَلَيْهِ وسَلَّم كانوا يُسَافِرُونَ بِالدِّيكَةِ). ذكره الجاحظ في كتاب الحيوان
بدون اسناد ج1 ص478 .. (قلت خالد صاحب الرسالة): ولكن هذه الرواية ذكرها في
مصادر الشيعة في كتاب بحار الأنوار للشيخ المجلسي(من مراجع الشيعة) بلفظ آخر وذلك
في ج62 ص7 فقال: ورَوَى اَلشَّيْخُ مُحِبُّ اَلدِّينِ اَلطَّبَرِيُّ : (أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى
اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَانَ لَهُ دِيكٌ أَبْيَضُ وَكَانَتِ اَلصَّحَابَةُ
يُسَافِرُونَ بِالدِّيكَةِ لِتُعَرِّفَهُمْ أَوْقَاتَ اَلصَّلاَةِ) ..!!
#-
وسواء ما ذكره الجاحظ أو الكتاب الشيعي بحار الأنوار فكلاهما بلا سند .. ولا أعلم سند لهذه الرواية في أي
كتاب من كتب أهل العلم التي توافرت عندي .. ولكن لا أشك في كذبها على النبي لأن كل
الروايات التي قيلت في أن النبي اتخذ ديكا أبيض أو مدحه أو نهى عن قتله فهي روايات
مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم .. ولم يذكر أحد في كتب أهل السنة والجماعة
أن الصحابة كانوا يأخذون ديوك للسفر معهم .. وهذا شيء مستحيل أن يخفى على أحد إن
كانوا فعلوه .. !! والذي يجعلهم يأخذونه في سفرهم فلماذا لم يتخذوه في بيوتهم من
باب أولى ؟!!.
4- (حديث باطل ومتن منكر جدا) .. عن حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ،
قَالَ: حَدَّثَتْنَا زَيْنَبُ بِنْتُ يَزِيدَ الْعَتَكِيَّةُ قَالَتْ: كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا، فَجَاءَ رَهْطٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فِيهِمْ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ فَذَكَرُوا الصَّلَاةَ
وَمَوَاقِيتَهَا فَقَالَ: (إِنِّي أُحِبُّ أَنْ
أَتَّخِذَ دِيكًا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى دِيكًا رِجْلَاهُ تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِينَ، وَرَأْسُهُ قَدْ جَاوَزَ
سَبْعَ سَمَاوَاتٍ يَسْقَعُ (أي يصيح) فِي إِبَّانِ (أي عند بداية
دخول وقت) الصَّلَوَاتِ، فَلَا يَبْقَى دِيكٌ
مِنْ دِيَكَةِ الْأَرْضِ إِلَّا أَجَابَهُ» ، فَلَا أُحِبُّ أَنْ يَعْدَمَ بَيْتِي أَنْ أَتَّخِذَ
الدِّيكَ) رواه أبو الشيخ في العظمة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): سبق تحقيق هذه
الرواية سندا ومتنا في السؤال رقم (137) عند تحقيق الرواية رقم (10) .. وفي السند
(حرب بن سريج) وهو ضعيف الحديث..، وفي السند (زينب بنت يزيد العتكيه) مجهولة ولا
يوجد لها ترجمة في كتب التراجم ..
5-
(أثر ضعيف
ومتن منكر جدا) .. قَالَ مُسَدَّد بن مُسَرْهَد حَدَّثَنِي
بِشْرٌ (وهو بن المفضل الرقاشي) عَنْ زَيْنَبَ قَالَتْ: (كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا تَتَّخِذُ دِيكًا لِوَقْتِ صَلَاتِهَا وَلِوَقْتِ سُحُورِهَا) رواه مسدد في مسنده ..، وقال
محققو المطالب العالية ج3 ص217: الأثر بهذا الإسناد ضعيف لجهالة زينب.. (قلت خالد صاحب الرسالة): وزينب هذه أظنها هي (زينب بنت
يزيد العتكيه) التي ظهرت في الرواية السابقة .. وهي مجهولة ولا نعرف عنها شيئا
..!!
#- خلاصة القول:
1-
الروايات التي قيلت عن أن سيدنا آدم انزل الله له ديك ليخبره بمواعيد الصلاة .. فهذا كلام باطل ولم يصح .. وهو
منقول من كلام الإسرائيليات .
2-
الرواية التي قيلت عن أن الصحابة كانوا يأخذون ديوك معهم
في السفر لتخبرهم بمواقيت الصلاة .. فهذا أثر باطل ولا وجود لسنده ..
فضلا عن عدم معقوليته .. لأن واقع أن الديوك تؤذن للصلوات هو كلام باطل في الواقع
.. إلا ما كان يحدث أحيانا قرب الفجر .. فضلا عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد
علم الصحابة كما علمه جبريل بكيفية معرفة أوقات الصلاة ولم يقل لهم اتخذوا ديوكا
في منازلكم ولا في سفركم ..!!
-
فمثل هذه الروايات فيها معارضة واضحة لما كان عليه النبي وصحابته ..!!
3-
الرواية التي قيلت أن السيدة عائشة اتخذت ديك ليذكرها بالصلاة .. فهذه روايات باطلة ومنكرة جدا ولم يصح منها
شيئا .. ولا يمكن تصديقها وإلا أبطلنا الأذان بل واتخذنا من الديوك إعلان ببداية
الصلاة ويصح حينئذ الإفطار على صياحها .. وهذا كلام لا يقول به العقلاء كما سبق
وأوضحنا ذلك من قبل في السؤال رقم (137) .. !!
*************************
..::
س141: هل الديك مؤذن للصلاة ويوقظ
للصلاة ويدعو إليها ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
لعل هذه آخر المعتقدات الخاصة بالديك التي أناقشها .. وهي تتعلق بأن هناك روايات في الحديث جاء
فيها أن الديك يوقظ للصلاة ويدعو إليها .. وفي هذه المسألة روايات غير صحيحة السند
وروايات صحيحة السند .. ولكن كما هو الحال في كثير من الأوقات نجد البعض يجعل من
صحة السند هو علامة على صحة الحديث وهذا كلام لم يقل به أهل علم الحديث ..!! بل
يشترط صحة السند والمتن ليكون الحديث صحيحا .. خاصة وإن كان كلام المتن فيه
استغراب ..!!
-
وعموما سنجد هنا أحاديث بعضها ضعيف وبعضها صحيح .. وبعض العلماء أشار إلى أن الحديث الصحيح
الصواب فيه أنه مرسل من كلام التابعي وليس من كلام الصحابي .. وهذا ما سنذكره هنا
في إجابة هذا السؤال .. وبالله التوفيق.
#- أولا: الروايات الصحيحة والغير صحيحة وكلام بعض العلماء في الترجيح بينهما:
1-
(حديث
إسناده صحيح) .. عَنْ صَالِحِ بْنِ
كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(لَا تَسُبُّوا الدِّيكَ فَإِنَّهُ يُوقِظُ لِلصَّلَاةِ) رواه أبو داود ..
وذكره الألباني في صحيح أبي داود .. وقال الأرنؤوط: رجاله
ثقات رجال الشيخين، وقد اختلف في وصله وإرساله فصحح أبوحاتم والبزار وأبو نعيم
وصله، وقال الدارقطني: المرسل أشبه بالصواب. (انتهى النقل).
-
وفي رواية بلفظ: عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ
قَالَ: (لَا تَسُبُّوا الدِّيكَ فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلَاةِ) رواه أبو داود الطيالسي .. بسند صحيح
وهو نفس السند السابق.
-
وفي رواية بلفظ: عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: (لَعَنَ رَجُلٌ دِيكًا عِنْدَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَلْعَنْهُ، فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلَاةِ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: رجاله
ثقات رجال الشيخين، وقد اختُلف في وصله وإرساله، فصحح
أبو حاتم والبزار وأبو نعيم وصله، وقال الدارقطني: والمرسل أشبه بالصواب.
-
وفي رواية بلفظ: عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
سَبِّ الدِّيكِ، وَقَالَ: إِنَّهُ يُؤَذِّنُ للِصَّلاةِ) رواه البغوي في شرح السنة ..
وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.
#-
قلت (خالد صاحب الرسالة): وكثير من العلماء على تصحيح سند هذه الرواية
مثل النووي في الأذكار والسيوطي في الجامع الصغير وغيرهما ..
2-
(حديث
ضعيف) .. سُوَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُسْلِمُ
بْنُ خَالِدٍ، وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ
بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ
مُحَمَّدٍ، ثنا مُسْلِمٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِيهِ مَسْعُودٍ: (أَنَّ دِيكًا صَرَخَ مَرَّةً
وَعِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناسٌ، فَقَالَ رَجُلٌ
مِنْهُمُ: اللهُمَّ الْعَنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: لَا تَلْعَنْهُ أَوْ لَا تَسُبَّهُ فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلَاةِ) رواه البيهقي في الشعب .. (قلت خالد صاحب
الرسالة): وفي السند (سويد بن سليمان) مجهول ..
إلا لو كان في السند تحريف والصحيح هو (سويد بن سعيد بن سهل) وهو صدوق وله أخطاء وقد
أصيب بالعمى فاختلط .. وضعفه كثير من العلماء بسبب اختلاطه وتدليسه .. ولا نعرف من
سمع منه الحديث كان قبل أن يصاب بالعمى أم بعده لأن من سمع منه قبل العمى فالحديث
عنه حسن وما بعد ذلك فهو ضعيف ..، وفي الحديث (مسلم بن خالد) وهو ضعيف .. فكان
كثير الخطأ والغلط في حديثه كما قال بن سعد في (الطبقات ترجمة رقم 1644) ..، وذكره
بن الجوزي في الضعفاء والمتروكين وقال: قال علي بن المديني ليس بشيء وقال الرازي
لا يحتج به وقال النسائي ضعيف وقال أبو زرعة الرازي والبخاري هو منكر الحديث وقال
يحيى ثقة. (راجع الضعفاء والمتروكين ترجمة رقم 3305) .
3-
(حديث صحيح ولكن
فيه اضطراب في سنده مرة موصولا ومرة مرسلا) .. قال النسائي: أَخْبرنِي عن ابراهيم بن
يَعْقُوب قَالَ حَدثنَا مُوسَى بن دَاوُود قَالَ حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن أبي
سَلمَة عَن صَالح بن كيسَان عَن عبيد الله بن عبد الله عَن زيد بن خَالِد
الْجُهَنِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (لَا تسبوا الديك فَإِنَّهُ يُؤذن
بِالصَّلَاةِ) رواه النسائي في عمل اليوم والليلة .. وقال
النسائي: خَالفه زُهَيْر بن مُحَمَّد فَأرْسل الحَدِيث ...، عن زُهَيْر بن صَالح بن كيسَان
عَن عبيد الله بن عبد الله: (أَن الديك صَوَّت عِنْد رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم .. فَسَبهُ رجل من الْأَنْصَار فَقَالَ "النبي": (لا
تسبوا الديك فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلَاة) رواه النسائي في عمل اليوم
والليلة.
4-
(حديث
مرسل ضعيف) .. عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قال: (أَنَّ الدِّيكَ صَرَخَ مَرَّةً
مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبَّهُ رَجُلٌ مِنَ
الْقَوْمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا
تَسُبُّوا الدِّيكَ، فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلَاةِ) رواه البيهقي في شعب الإيمان وقال: هَذَا
مُنْقَطِعٌ، وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ.
5-
وسئل (الإمام
الدارقطني) ..عن حديث عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود،
عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه نهى عن سب الديك).
-
فقال: يرويه صالح بن كيسان واختلف عنه؛ فرواه مسلم بن خالد
الزنجي، عن صالح بن كيسان، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن ابن مسعود.
-
ورواه إسماعيل بن عياش واختلف عنه؛ فقيل: عن صالح بن كيسان كقول
مسلم بن خالد.
-
وقيل عنه: عن صالح بن كيسان، عن عون، عن عبد الله بن مسعود مرسلا.
-
وروى هذا الحديث عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون: عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله
بن عبد الله، عن زيد بن خالد الجهني، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
-
وقال حسن بن أبي جعفر: عن صالح، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن
النبي صلى الله عليه وسلم.
-
وقال قائل: عن صالح، عن عبيد الله بن عبد الله مرسلا، عن النبي صلى
الله عليه وسلم، والمرسل
أشبه بالصواب. (علل الدارقطني ج5 ص194 رقم الحديث 814) .
-
يقصد الإمام الدارقطني بما سبق .. أن هذا الحديث في اضطراب في سنده .. وأن الأصوب في حق
هذا الحديث أن يكون مرسلا .. أي يكون من قول التابعي (عبيد الله بن عبد الله عن
النبي) .. وليس عن (عبيد الله عن زيد بن خالد عن النبي) ..
#- ثانيا: قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا
على ما سبق لو صح الحديث:
-
لو صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .. فليس معناه أن الديك يؤذن
للصلوات الخمسة المفروضة ولا حتى لأي صلاة منها .. وإنما المقصود أن في صوته تبيه
للنائم أن يصحو لصلاة قيام الليل .. ودليل كلامي هذا هو الحديث التالي:
أ-
(حديث صحيح) .. عَنْ شُعْبَةَ عَنْ
أَشْعَثَ سَمِعْتُ أَبِي قَالَ سَمِعْتُ مَسْرُوقًا قَالَ: (سَأَلْتُ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-: أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ
أَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَتِ:
الدَّائِمُ قُلْتُ: مَتَى كَانَ يَقُومُ ؟ قَالَتْ: يَقُومُ إِذَا سَمِعَ
الصَّارِخَ) صحيح البخاري.
-
قوله (متى كان يقوم): أي لقيام الليل حتى يختم
بالوتر.
-
قوله (الصارخ): أي الديك الذي يصرخ في منتصف
الليل أو في ثلثه الأخير..
ب-
(صحيح) .. وفي رواية بلفظ: عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: (سَأَلْتُ عَائِشَةَ: مَتَى كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ ؟ قَالَتْ: «إِذَا سَمِعَ
الصَّارِخَ يَعْنِي الدِّيكَ، وَكَانَ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَيْهِ أَدْوَمُهُ
وَإِنْ قَلَّ) رواه بن حبان .. وقال الأرنؤوط: إسناده جيد.
#-
إذن نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم: كانت صلاته في قيام الليل في
التوقيت الذي يصيح فيه الديك .. وهو منتصف الليل أو ثلثه الأخير .. وليس كلام
السيدة عائشة بمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت ينتظر صوت الديك ليقوم يصلي
..!! لا .. وإنما أرادت أن تحدد توقيت الصلاة بوسيلة معهودة ومعلومة عند من سألها
..
ج- ومن يزعم أن المقصد هو أن النبي يقوم على صياح الديك لقيام الليل فنقول له: وماذا لو لم يصيح الديك ؟ فهل
كان النبي لا يقيم الليل ؟!! أم كان يقوم ؟!!
-
بل كان يقوم للصلاة في كل الأحوال .. فثبت أن مقصد السيدة عائشة هو
تحديد وقت القيام لصلاة الليل وليس تحديد أن الديك هو منبه النبي لقيام الليل ..
ولا مانع أنه قد يكون صوت الديك مجرد وسيلة اتخذها النبي لفهم أن هذا وقت منتصف
الليل أو ثلث الليل الأخير بمجرد سماع صوته .. دون الحاجة للخروج من المنزل ليكتشف
التوقيت تقريبا .. مثلما نضبط المنبه على الموبايل لننهض .. ولكنه ما كان النبي
يعتمد على ذلك حتى يصلي الليل .. ولم يقل النبي أنه يصلي على صوت الديك ..!!
#- خلاصة القول:
1-
إذا أردت أن تقول بأن الحديث صحيح بأن الديك في إشارة تنبيه لتقوم للصلاة بالليل
.. فهذا شانك واختيارك.. ولكن انتبه إلى أن يكون كلامك
مخصوص بمن يريد صلاة قيام الليل .. ولا علاقة له بفروض الصلوات الخمسة على
الإطلاق .. كما فهم بعض من أخطأ وأساء في الفهم ..!!
-
إذ لو كان الديك وسيلة للصلوات المفروضة .. لكان في ذلك سببا لأن نصلي فعلا الصلاة
لكون الديك أعلن دخول وقت الصلاة .. بل ولكان سببا في الإفطار عند الغروب لو صاح
وقت الغروب .. بل ويكون صوت الديك حينئذ حجة شرعية .. وكل ما سبق لا يمكن أن يقول
به عالم ولا جاهل ولا عاقل ..!!
-
وكون الديك مؤذن فهذا ليس معناه أنه يقول تكبير الأذان كالإنسان .. وإنما لفظ مؤذن في الروايات
بمعنى أنه مُنبه بصوته وسبب في الإيقاظ لمن ينتبه إلى أن هذه من وسائل الله في
التنبيه على قيام الله والوقوف بين يدي الله تعبدا له ..
2- ولو أردت أن تقول أن حديث الديك
مؤذن للصلاة أنه لا يصح .. فهذا أيضا شأنك واختيارك .. وليس لأحد أن
يلزمك ويفرض عليك معتقده الخاص الذي لا ثبوت فيه بل فيه اضطراب .. فقد يصح وقد لا
يصح .. !!
-
ولكن انتبه إلى أن حديث البخاري ومسلم في قول السيدة عائشة أن النبي كان يصلي قيام
الليل وقت صياح الديكة هو حديث صحيح ..
3-
مفهوم كلام السيدة عائشة عن أن النبي كان يقوم الليل مع صياح الديكة .. فهذا ليس لأن النبي جعل من صياح
الديكة هو سبب لقيامه بالصلاة .. وإنما هو سبب تنبيه لوقت دخل بليل يستحب فيه
القيام لله بالليل .. لأن النبي في كل الأحوال كان يقيم الليل .. ولا حاجة له إلى
ديك أو إنسان لينبهه لذلك ..!! فافهم .
-
وقبل ختام الكلام على الديوك .. فيجب أن نناقش إشكالين قد خطرا
ببالي .. ولكن ذلك في السؤال التالي ..
************************
..:: س142: كيف يكون صياح الديك إعلان عن
وجود ملائكة في حين هذه طبيعته الحيوانية وهل صياح الديك هو لحضور ملاك أم للتنبيه
على الصلاة ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- أولا: يوجد إشكالية قد خطرت على بالي بعد هذا البحث المطول عن الديوك ..
والذي أخذ ثلاثة فصول .. وهذه الإشكالية تتمثل في الآتي وسأعرضها بصيغتين مختلفتين
لنفس الإشكال:
أ- فيقال: كيف
يكون صوت الديك مؤشر لوجود ملك من الملائكة فنسأل الله من فضله .. في حين هذا من
طبيعة الديك اليومية هي الصياح غالبا في أوقات مثل قبل الفجر أو عند الشروق .. وإذا كان الديك يصيح وقت
الفجر للدلالة على وجود ملك من الملائكة كما في الحديث .. فكيف نفهم صياح الديك في
وقت الشروق ..؟!! وهذا حينئذ فيه دلالة على أن صياح الديك لا علاقة له بحضور ملك
من الملائكة وإلا فلماذا يصيح وقت الشروق ..؟!!
ب- وقد يقال الإشكال بطريقة أخرى: : كيف نفهم أن الديك وسيلة تنبيه
لوجود ملك من الملائكة .. في حين أن صياح الديك هو من طبيعته في كل زمان ومكان وفي
وقت محدد قبل مجيء الإسلام ؟!! ولو كان صياح الديك هو إعلام وتنبيه بحضور ملك ..
فهل صريخ كل ديك في الليل دليل على وجود ملك من الملائكة في أي زمان ومكان حتى لو
كان المكان منحرف وفاسد .. ولو كان الأمر كذلك فهذا معناه إعلان نزول الرحمات في
أماكن الفساد والإنحراف .. وهذا ما لا يتصوره العقل مع عدم وجود توبة ..؟!! بل
ويدل أن هذه مجرد طبيعة الديك أن يعلو بصوته في وقت الليل ووقت الشروق ..
- هذين الإشكالين هما واحد .. ولكن بصيغة مختلفة ..
#- وحينما تفكرت
في حل هذه الإشكالية ورجعت للروايات مرة أخرى .. فقد انتبهت للآتي:
1-
لو رجعنا للروايات فسنجد أن الحديث في البخاري ومسلم
يقول: (إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن
فَضْلِهِ؛ فإنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، وإذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ
فَتَعَوَّذُوا باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فإنَّه رَأَى شيطَانًا) صحيح البخاري ومسلم.
-
وفي رواية بلفظ: (إِذَا
سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ
مِنَ اللَّيْلِ، فَإِنَّهَا
رَأَتْ مَلَكًا، فَسَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ) رواه البخاري في الأدب المفرد بسند صحيح.
-
فتأمل لفظ (صياح الديكة) .. ولعل المقصود هنا أنه لو
تعالى صيحات عدد من الديكة في نفس الوقت .. فيكون هذا إعلان بحضور ملك من الملائكة
في المكان .. وكأنه إعلان جماعي وتشريف بحضور هذا الملك ..، وحينئذ تكون هذه خصوصية غيبية للديوك
برؤيتها لبعض الملائكة ..
2-
فلو كان الأمر كما ظننت في نفسي .. فتكون المسألة حينئذ ضابطها هو
اجتماع صياح الديكة في نفس الوقت ويكون بالليل وليس في وقت آخر .. فهذا حينئذ يكون
مؤشر وإعلان على وجود ملك بالمكان .
-
ولعل هذا مثلما لبعض الحيوانات استشعار خاص بظاهرة معينة .. كاستشعار بعض الحيوانات بالزلازل
قبل حدوثها وفرارها هربا من المكان الذي تشعر فيه بحدوث الزلازل ..
3- وإذا كان الأمر كذلك فلا مشكلة
حينئذ في السؤال السابق .. لأن المقصد بصياح الديكة هو كونهم جماعة
وليس مجرد ديك .. وهذا يكون وقت ليل ..
-
فلا علاقة بوجود ديك في كل زمان ومكان وفي مكان قد ملحق بمكان فاسد أو منطقة فاسدة
.. ثم يصيح فيها صياح الديوك بحكم طبيعته التي
خلقه الله عليها في كونه يصيح مرة في ثلث الليل الأخير ومرة عند الشروق . أو قد
لا يصيح .. وأحيانا يصيح فقط وقت الشروق .. فهذه طبيعته .. وليس هذا ما كان يتكلم
عنه الحديث حينئذ .. وإنما هو يتكلم عن حدث معين تجتمع عليه الديوك الموجودة في
المكان .. ويكون وقت ليل تحديدا .. وليس الحديث يتكلم عن حالة فردية لديك يصيح
صياحه الطبيعي العادي .. وبذلك يرتفع أي إشكالية فيما سبق مما قلته وذكرته .
-
هكذا رأيت الإشكالية وهكذا وجدت الإجابة عليها .. والله أعلم .
#- ثانيا: إشكالية أخرى قد تقال: وهي كيف نجمع بين كون الديك
وسيلة للتنبيه على الصلاة .. وبين كونه سببا للإعلام بوجود ملك من
الملائكة فيكون سببا لسؤال الله من فضله ؟
-
قلت لك: إذا انتبهت للإشكالية السابقة .. فستجد
الإجابة أيضا في الإجابة السابقة على الإشكالية الأولى ..
1-
أما عن كون الديك يصيح لوجود الملك .. فهذا قلت عنه أن المقصود به (جماعة الديكة) وليس مجرد ديك هذه طبيعته ..
بل مجموعة من الديكة تصيح في وقت واحد للدلالة على وجود حدث عجيب رأوه وهو رؤيتهم
لملك من الملائكة أتى برحمة من الله .. وإلا ما كان النبي فاسألوا الله من فضله ..
2-
أما عن كون الديك يؤذن للصلاة .. فهذا تم شرحه روايات أخرى بأنه
يكون مثل المُنبه لمن يريد صلاة قيام الليل من خلال طبيعته التي خلقه الله عليها
.. حيث أن وقت صياح الديك فجرا هو وقت مستحب فيه صلاة قيام الليل لله .. كما كان
يفعل النبي صلى الله عليه وسلم .. وذلك لمن أراد أن يتخذ من صياح الديك علامة على
قيام الليل .. فأنت حر في ذلك ..
-
وبديل الديك الآن في عصرنا لمن لا يقوم بتربية الدواجن .. هو الموبايل والساعات
لمن يريد قيام الليل ...
#- خلاصة القول:
-
لا يوجد إشكاليات في الروايات الصحيحة لو فهمناها بالوجه الذي ذكرته لكم .. والله
أعلم .
#-
وختام لجزئية الكلام عن الديوك .. فلابد أن يكون لأصحاب العلاجات
الروحانية نصيب فيها .. فاقرأ ما هو آت .. وتعجب ..
*****************************
..:: س143: من أين أتى بعض الرقاة بخرافة
ربط أصابع اليد لحبس الشيطان والجن الطيار وما علاقة ذلك بالديك الأبيض ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
هل تعلم من أين جاء بعض الرقاة بخرافة ربط الأصبع لحبس الشيطان ؟
-
أتوا بهذه الخرافة من الشيطان نفسه وصدقوه وعملوا بكلامه ..!!
-
نعم كان هناك قصة بطلها الشيطان نفسه ..
-
فانتبه لما ستقرأه أخي الحبيب .. حتى تعلم أن بعض الرقاة يأخذون علومهم من
الشيطان .. ومن خلال قصص لا علاقة لها إلا بالخرافات .. ويجعلونها تجارب شرعية ..
!!
#-
علما بأنهم يستخدمون خرافة ربط الأصبع في العلاجات الروحانية .. لحبس ما يصفونه بأنه الجن الطيار
حتى لا يطير مرة أخرى ويبتعد ..!! وكأن الجن يتم حبسه من أصابع اليد مثل الأهبل
العبيط وكأنه فراشة طائرة ..!! بل وكأن هذا الجن قد رأوه ليصفوه بأنه طيار ثم
زعموا أنهم قدروا عليه ..!! فما هذا الكلام إلا كذب يضلون به عباد الله ولتعظيم
قدرات الشيطان في نفوس الناس .. وحسبهم ما يفعلون بالمؤمنين وهم عليه شهود ..!!
@ وهذه هي القصة:
#- قال الإمام السيوطي في كتابه لقط المرجان:
-
ويقول بن الجوزي: إن بعض طلبة العلم سافر، فرافق شخصا في
الطريق، فلما كان قريبا من المدينة التي قصدها قال له: صار لي عليك حق، وأنا رجل
من الجن ولي إليك حاجة. قال: وما هي؟
-
قال "الجني": إذا أتيت إلى مكان كذا، فإنك تجد
فيه دجاجا بينهن ديك أبيض
..، فاسأل عن صاحبه واشتريه واذبحه.
@-
قال "الإنسي": فقلت يا أخي وأنا أيضا أسألك حاجة.
-
قال "الجني": وما هي ؟
@-
قال "الإنسي": إذا كان الشيطان ماردا لا تعمل فيه العزائم
وألح بالأدمي .. فما دواءه ؟
-
قال "الجني": يؤخذ له وتر (أي رباط من) جلد من يحمور (قيل هو الحمار الوحشي أو الأيل أي
الغزال) .. فيشد على إبهام المصاب شدا وثيقا .. ويؤخذ من دهن (أي زيت) السذاب البري .. فيقطر به في أنفه الأيمن أربعا، وفي الأيسر
ثلاثا .. فإن السالك له (أي المارد المسيطر عليه) يموت .. ولا يعود إليه أحد بعده.
@-
قال "الإنسي": فلما وصلت المدينة أتيت إلى ذلك المكان فوجدت
الديك العجوز فسألتها بيعه .. فاشتريته بأضعاف ثمنه ..، فلما اشتريته تمثل لي من
بعيد وقال "الجني" بالإشارة: اذبحه .. فذبحته .. فخرج
عند ذلك نساء ورجال يضربوني ويقولون لي: يا ساحر .. فقلت لست بساحر .. قالوا: إنك
منذ ذبحت الديك أصيبت شابة عندها مس ..!!
-
فطلبت منهم وترا من جلد يحمور ودهن السداب البري .. فلما فعلت به صاح "الجني" .. وقال "الجني": أنا علمتك ذلك .. ثم
قطرت في أنفه الدهن .. فخر ميتا من ساعته .. وشفى الله تعالى تلك المرأة ولم
يعاودها بعده شيطان. (راجع لقط المرجان في أحكام الجان ص115).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
لا يخفى على عاقل بطلان هذه القصة التي ذكرها السيوطي نقلا عن بن الجوزي .. ويكفي أن سبب البطلان يظهر في
الآتي:
1- هو لماذا دائما القصص المروية عن
الجن والشيطان .. يكون أبطالها مجهولون ولا نعرفهم .. والذي
يرويها غير معلوم .. ثم يأتي شيخ يذكرها في كتاب يكتبه تحت مسمى (ويُحكى أن ..)
؟!!
2-
ولماذا دائما في قصص الجن والشياطين يغلب دائما فيها
افتراض أن من يقرأ هذه القصص كأنه إنسان غبي وعبيط ؟!! إذ كيف لعاقل أن يصدق أن الشيطان
يخبر شخص أنه جني يكلمه ثم يظل هذا الشخص يتكلم معه بمنتهى البساطة ..!! بل وكان
في صورة إنسان سويا – وهذا شيء مستحيل حدوثه .. وإلا كان ملكا وليس جنيا ..!!
3-
ثم كيف نعقل أن الشيطان يعلم شخص طريقة قتل جن .. ثم يأتي نفس الشيطان هذا ليعتدي
على فتاة في وجود هذا الشخص الذي يعرف طريقة قتله ؟
4-
بل وتعلو درجة الإستخفاف بعقل القاريء .. بأن جعلوا الشيطان متواجد
يأذي الفتاة حتى أتوا برباط من جلد الحمار الوحشي (ولا نعلم كيف أتوا بهذا الجلد)
.. ودهن السذاب .. وكل هذا الشيطان منتظر وترك نفسه ليقتله الإنسي بمنتهى البساطة ..
ثم نفاجأ أخيرا بأن الشيطان يقول له: أنا علمتك ذلك ..!! وهل كان الشيطان نائم في
كل ما سبق ولم ينتبه إلا وقت موته فقط ..!!
5-
أما عن أعلى درجات الإستحمار بالقاريء فتظهر في مشهد .. أن ذبح الديك كان سببا في حدوث
مس روحاني لفتاة بريئة لا ذنب لها في شيء .. وكأن هذا الديك الأبيض هو حامي حمى
القرية من ضرر الشيطان وكان هو الحارس الأمين على القرية من أذية الشيطان ..!!
-
فأي أحمق يصدق هذه القصص الخرافية ..!!
#- والذي تعجب
له أخي الحبيب:
1-
أن صاحب كتاب (لقط المرجان في احكام الجان) والمنسوب للإمام السيوطي .. قد أورد هذه القصة الخرافية عن الديك الأبيض
وقصة الشيطان في الوصول لقتله .. لأن مما جعله صاحب
كتاب (لقط المرجان) من وسائل الحماية من الجن والشيطان هو وجود ديك أبيض في حياتك
..!!
#- ثم ذكر صاحب
الكتاب خمسة أحاديث موضوعة أي مكذوبة على النبي صلى الله عليه
وسلم :
-
مثل حديث: (اتخذوا الديك الأبيض؛ فإن دارًا فيها ديك
أبيض لا يقربها شيطان ولا ساحر ولا الدويرات حولها) حديث موضوع.
-
وحديث: (الديك الأبيض صديقي، وعدو عدو الله، يحرس دار
صاحبه وسبع دور حولها .. وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يبيته معه في بيته) حديث موضوع.
-
وحديث: (الديك الأبيض الأفرق (أي الذي له عرف على رأسه مشقوق) .. حبيبي، وحبيب حبيبي جبرائيل،
يحرس بيته وستة عشر بيتا من جيرته، أربعة عن اليمين، وأربعة عن الشمال، وأربعة من
قدام، وأربعة من خلف) حديث موضوع.
-
وحديث: (لا تسبوا الديك الأبيض فإنه صديقي وأنا
صديقه، وعدوه عدوي، وإنه ليطرد مدى صوته من الجن) حديث موضوع.
@- وقد سبق وذكرت هذه الروايات
بالتفصيل .. في الفصل الخامس والثلاثون سؤال رقم (136)
.. فارجع إليها لو أردت.
#-
ولذلك صاحب كتاب لقط المرجان قد ذكر قصة ذبح الديك
الأبيض .. لأنها تتوافق مع فكرة الأحاديث التي ذكرها.. حيث أن
الديك الأبيض حسب استدلاله بالأحاديث السابقة الغير صحيحة فيكون الديك الأبيض
حينئذ هو من دروع الحماية والحفظ من الجن والشيطان والسحر .. !!
2-
والأغرب أن الإمام السيوطي نفسه .. هو الذي في كتاب آخر اسمه (اللآليء المصنوعة)
قال بأن هذه الأحاديث مكذوبة على النبي .. !!
#-
فلماذا ذكر هذه الروايات حينئذ في كتاب (لقط المرجان) الذي أظنه ليس السيوطي هو من
كتبه .. إذ يكتب ما هو كذب وهو يعلم .. بل ولم يشير
إليه في كتاب (لقط المرجان) .. بل وكيف يجعل من الديك الأبيض من وسائل الحماية
الشيطان .. بل ولم يشير في كتابه (اللآليء المصنوعة) إلى أن الاحاديث التي ذكرها
في كتابه (لقط المرجان) مكذوبة .. فهذا ما لا يحتمله عقلي في أن يستوعبه ..!! ولذلك
أظن أن كتاب (لقط المرجان) المنسوب للإمام السيوطي هو من الكتب المنحولة عليه أي
المزورة وهو هذا الكتاب الموصوف بلقط (المرجان في أحكام الجان) كما كذبوا عليه في
إلصاق كتاب (الرحمة في الطب والحكمة) ونسبوا الكتاب إليه زورا وبهتانا وهو بريء
منه رحمه الله ..
-
والذي أدين به لله أن هذا الكتاب (لقط المرجان المنسوب للسيوطي) لازال قلبي ينكره
أن يكون الإمام السيوطي هو الذي كتبه .. والله أعلم .
-
وبهذا يكون ختام الكلام على الديوك وما قيل حولها من خرافات ومسائل
.. والحمد لله رب العالمين .
*********************
ايدك الله بالحق وأيد الحق بك
ردحذفوأكرمك وأعزك دنيا وآخرة
اللهم امين يارب العالمين
جزاك الله خيرا استاذ خالد ربنا ينفع بيك يارب
ردحذفكم ديك يعتقد أن الشمس تشرق بصياحه ، وكم أحمق يظن أن الحياة لن تستمر بدونه. -
ردحذف🐓🐔🐓🐔🐓🐔🐓
☆ أنيس منصور،