ج50: معتقدات موروثة - هل عدم ورود ذكر اسم القطط في القرآن فيه إشارة سلبية للقطط - هل الهرة أو القطة فيها شيء من الشر حتى ضرب به النبي المثل في الحديث - مسألة الشرب وأنت واقفا وعلاقة ذلك بالشيطان والهر - هل لو قتلت قطة خطا أو عمد فتكفير هذا القتل هو عتق رقبة إنسان - هل لمس القطة يبطل الوضوء ولعابه يفسد الملابس والطعام - هل نوم أو مرور القطة على سجادة الصلاة أو جلوسها على السجادة أثناء صلاتك سواء في آخر السجادة أو منتصفها أو بين قدميك فذلك يبطل الصلاة - ما هي بعض معتقدات غير المسلمين في القطط - ما هي بعض المنامات اللطيفة التي تحكي عن جزاء الإحسان للقطط.

             بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها

عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج والخياطة والمرايات وطعام الشيطان والقطط السوداء وغير ذلك

(الفصل الخمسون)

#- فهرس:

:: الفصل الخمسون :: ج12/ معتقدات في القطط –  هل القط فيه شر – عدم ذكر اسم القطط في القرآن – كفارة قتل القط عمدا وخطأ – لسان القط ولعابه لا يبطل الوضوء – مرور القط على سجادة الصلاة لا يبطل الصلاة – معتقدات غير المسلمين في القطط – لطيفة منامية عن القطط ::

1- س205: هل عدم ورود ذكر اسم القطط في القرآن فيه إشارة سلبية للقطط ؟

2- س206: هل الهرة أو القطة فيها شيء من الشر حتى ضرب به النبي المثل في الحديث ؟

- (مسألة الشرب وأنت واقفا وعلاقة ذلك بالشيطان والهر)

3- س207: هل لو قتلت قطة خطا أو عمد فتكفير هذا القتل هو عتق رقبة إنسان ؟

4- س208: هل لمس القطة يبطل الوضوء ولعابه يفسد الملابس والطعام ؟

5- س209: هل نوم أو مرور القطة على سجادة الصلاة أو جلوسها على السجادة أثناء صلاتك سواء في آخر السجادة أو منتصفها أو بين قدميك فذلك يبطل الصلاة ؟

6- س210: ما هي بعض معتقدات غير المسلمين في القطط ؟

7- س212: ما هي بعض المنامات اللطيفة التي تحكي عن جزاء الإحسان للقطط ؟

***********************

:: الفصل الخمسون ::

:: ج12/ معتقدات في القطط –  هل القط فيه شر – عدم ذكر اسم القطط في القرآن – كفارة قتل القط عمدا وخطأ – لسان القط ولعابه لا يبطل الوضوء – مرور القط على سجادة الصلاة لا يبطل الصلاة – معتقدات غير المسلمين في القطط – لطيفة منامية عن القطط ::

**********************

 ..:: س205: هل عدم ورود ذكر اسم القطط في القرآن فيه إشارة سلبية للقطط ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- إذا كانت القطط لم يتم ذكرها في القرآن بصورة مباشرة .. ولكن أتى ذكرها في الحديث النبوي بصورة واضحة وصريحة بانها كائن أليف وليس بنجس ..  

 

- وليس معنى أن القرآن لم يذكر اسم القطط .. فهذا ليس معناه أن عدم ذكر اسمها فيه دلالة سلبية في ذاتها وكأنها مؤذية أو نجسة .. لا .. فهذا كلام غير صحيح .. ليه ؟

1- لأن القرآن ليس كتاب جامع لأسماء عالم الحيوان .

2- ولأن بعض الحيوانات التي أتى ذكرها في القرآن فقد أتى على سبيل تحريم أكلها والتنبيه على نجاستها كالخنزير .. !!

 

#- خلاصة القول:

- مسألة ذكر اسم الحيوان في القرآن ليس دليلا على تكريمه .. بل قد يكون دليلا على غير ذلك للتنبيه على نجاسته كالخنزير .. 

- والقطط تم تكريمها على لسان النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا يكفي تشريفا لهذا الكائن.

 

************************

 

..:: س206: هل الهرة أو القطة فيها شيء من الشر حتى ضرب به النبي المثل في الحديث ؟ ::..

(مسألة الشرب وأنت واقفا وعلاقة ذلك بالشيطان والهر)

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- (حديث منكر جدا) .. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ الطَّحَّانِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَشْرَبُ قَائِمًا، فَقَالَ لَهُ: " قِهِ " قَالَ: لِمَهْ ؟ قَالَ: " أَيَسُرُّكَ أَنْ يَشْرَبَ مَعَكَ الْهِرُّ؟ " قَالَ: لَا ... قَالَ: " فَإِنَّهُ قَدْ شَرِبَ مَعَكَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ .. الشَّيْطَانُ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: أبو زياد الطحان -وهو مولى الحسن بن علي كما جاء في بعض الطرق- لم يرو عنه غير شعبة، وقد حسن القول فيه يحيى بنُ معين فوثقه! وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 9/373: شيخ صالح الحديث، لكن قال الذهبي في "الميزان" 4/526: لا يعرف، له حديثان في كتاب "غرائب شعبة" للنسائي. قلنا: ويغلب على ظننا أن هذا الحديث أحدهما، فهو غريب تفرد بروايته أبو زياد هذا عن أبي هريرة، والغرابة بيِّنة في متنه. (راجع تحقيق المسند عند الحديث رقم 8003) .

 

- قوله (قِه): أي تقيء ما شربته.

- قوله (لِمَه): أي لماذا ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- الذي يغلب على كلام محققو المسند هو أن السند ضعيف .. وإن لم يصرحوا بذلك .. ولكن هذا مفهوم كلامهم .. وإلا كانوا صرحوا بصحته أو تحسينه في بداية تحقيقهم .. بل قد أشاروا لغرابة متنه ولكن دون توضيح لهذه الغرابة ..!!

 

2- هناك من صحح هذا الحديث وهذا شيء غريب جدا .. ولا يتصور العقل قبوله .. بل الذي أظنه أن هذا الحديث متنه منكر جدا بل وأحسب متن تم تلفيقه للنبي صلى الله عليه وسلم .. ولا أشك في ذلك أبدا ..

 

#- وذلك لسببين في منتهى البساطة:

- الأول: قوله (مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ) وهذا يدل على أن القطة فيها شر .. وكيف يكون ذلك .. وهذا مخالف لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ) رواه أبو داود .. وذكره الألباني في صحيح أبي داود ..

 

- ومعنى قوله (ليس بنجس): أي ليس نجس في جسده أو لسانه .

 

- ولو كان في القطة أي شر .. فلماذا ترك النبي للقطة أن تشرب من ماء وضوئه .. بل وكان يميل لها طبق الماء لتشرب منه ..!!

 

- بل ولماذا أصلا يضرب النبي تشبيه بشرب القط مع الرجل .. وكان من باب أولى ضرب المثل بالكلب ليكون الكلام أوفق ومترابط ومفهوم ..!!

- مش كده ولا إيه ؟!!

- الثاني: ولو كان طريقة الشرب واقفا هي من طرق الشيطان والتي يشرب فيها الشيطان مع الإنسان .. فلماذا كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ويشرب وهو واقفا ؟!!

 

#- وإليك دليل ذلك عن أربعة من أكابر الصحابة:

أ- عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ، قَالَ: (أَتَى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى بَابِ الرَّحَبَةِ «فَشَرِبَ قَائِمًا» فَقَالَ: إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَشْرَبَ وَهُوَ قَائِمٌ، وَإِنِّي «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ كَمَا رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ) صحيح البخاري.

 

- قوله (الرحبة): هو المكان المتسع أمام باب مسجد الكوفة.

- قوله (ناسا يكره): أي يمنعوا الشرب من وقوف.

- قوله (رأيت النبي فعل): أي شرب مثلما رأيتموني أشرب.

 

- وفي (حديث حسن) بلفظ .. عَنْ زَاذَانَ: (أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، شَرِبَ قَائِمًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّاسُ كَأَنَّهُمْ أَنْكَرُوهُ، فَقَالَ: مَا تَنْظُرُونَ ؟ إِنْ أَشْرَبْ قَائِمًا، " فَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ قَائِمًا، وَإِنْ أَشْرَبْ قَاعِدًا، فَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ قَاعِدًا) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده حسن.

 

- قوله (إن أشرب قائما – إن أشرب قاعدا): أي لو رأيتموني أشرب قائما أي واقفا فذلك لأن النبي فعل ذلك .. ولو شربت قاعدا جالسا فذلك لأنه فعل النبي أيضا .

 

ب- عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: (شَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا مِنْ زَمْزَم) صحيح البخاري.

 

ج- عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: (كُنَّا نَأْكُلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَمْشِي، وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ) رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ .. وذكره الألباني في صحيح الترمذي.

 

د- عن مَسْرُوقَ بْنَ الْأَجْدَعِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا، وَيُصَلِّي حَافِيًا وَمُنْتَعِلًا، وَيَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ) رواه النسائي .. وقال محققو المسند: رجاله ثقات ..، وذكره الشيخ الألباني في صحيح النسائي.

 

#- خلاصة القول:

- أن هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره .. هو حديث منكر جدا في متنه وفيه غرابة في سنده ..، بل وفيه مخالفة صريحة لما قيل عن القطط .. وفيه مخالفة منكرة جدا .. وهي مساواة الذي يشرب وهو واقفا بأن الشيطان يشرب معه .. بل ويلزمه بأن يتقيء هذا الماء .. !! وكيف ذلك إذا كان هو الذي علمنا بأن الذي يشرب أو يأكل فإن للشيطان مشاركة في ذلك ولم يطلب منا أن نتقيء لو نسينا التسمية !!

 

- هذا والله أعلم .

 

**********************

 

.:: س207: هل لو قتلت قطة خطا أو عمد فتكفير هذا القتل هو عتق رقبة إنسان ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- في رواية غريبة جدا وفيها نكارة واضحة وتعمد تعارض مع كلام الله .. جاءت رواية تقول أن جزاء قتل القطط بغير عمد .. هو تحرير رقبة مسلمة .. أي تحرير مسلم من الرق ..!!

 

- (حديث مرسل ضعيف ومتن منكر جدا ومخالف لكلام الله) .. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ مَيْمُونَةَ، أَوْ أُمَّ الْفَضْلِ "شَكَّ أَبُو بَكْرٍ": (أَغْلَقَتْ بَابَ مَنْزِلِهَا عَلَى هِرَّةٍ بِمَكَّةَ، وَوَلَدَيْنِ لَهَا، وَخَرَجَتْ إِلَى مِنًى، وَعَرَفَةَ فَوَجَدَتْهُنَّ قَدْ مِتْنَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتِقَ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ رَقَبَةً») رواه عبد الرزاق في مصنفه.

 

#- أولا: قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على هذا الحديث:

1- الحديث مرسل ضعيف .. لأن (زيد بن أسلم) لم يقابل أي من السيدة (ميمونة) وهي ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم ..  ولم يقابل السيدة ( أم الفضل) وهي لبابة بنت الحارث أخت ميمونة بن الحارث .. !!

 

2- والمتن منكر جدا ومعارض للقرآن .. لأن القطط ليست نفوس آدمية مؤمنة تم قتلها بالخطأ ليكون كفارة هذا هو عتق رقبة أي تحرير نفس من رق العبودية .. وإلا قلنا أن رقبة القط تساوي رقبة المؤمن .. وهذا كلام غير صحيح ..!!

 

- يقول تعالى: (وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا) النساء:92.

- فهل رقبة القط كرقبة المؤمن ؟!! أكيد .. لا ..

 

- ومجملا لم يأتي في القرآن أو كلام النبي في الصحيح .. أن كفارة قتل القطط بالخطأ هو تحرير رقبة ..!!

 

#- ثانيا: عن القط المؤذي المصاب بشيء مثل الصرع ويظهر منه أذية للناس أو الأشياء ..

- أما إذا كانت القطط تؤذي إيذاء خارج عن العادة ويتكرر إيذائها كإفساد الطعام والمتاع وافتراس الدواجن .. فقد نص الفقهاء على جواز قتلها لأنها حينئذ كالكلب العقور .. فلا حرج حينئذ على قتلها والتخلص من شرورها.

 

#- ثالثا: عن القط الذي يتم قتله بحرمانه من الطعام والشراب عمدا .

- وأغلب من يفعل ذلك في عصرنا هم السحرة الذين يصنعون الأسحار ويضعونها في فم القط .. ثم يخيطون فم القط فيموت خلال يومين أو ثلاثة .. ويأخذه أحد المارة فيدفنه ويكون العمل السحري في داخل القط ..، ولذلك هؤلاء السحرة هم الذين يفعلون ذلك مع القطط في عصرنا بأنهم يتسببون في حرمانهم من الطعام والشراب حتى يتم قتلهم كمدا وبمنتهى القسوة والتعذيب للقط ولمن فعل له السحر.

 

- فهذا الإنسان الذي قتل القط عمدا فقد ارتكب جرما عظيما .. ولا كفارة عليه .. ولكن حسابه عند ربه في الآخرة بدخول النار طالما ظل راضيا مستبيحا لهذا القتل ولم يتب عنه ويستغفر ربه عن هذه الجريمة التي فعلها .. فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من القتل العمد للقطط وشدد فيه .. حيث قال صلى الله عليه وسلم: (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتْها حتَّى ماتَتْ، فَدَخَلَتْ فيها النَّارَ، لا هي أطْعَمَتْها ولا سَقَتْها، إذْ حَبَسَتْها، ولا هي تَرَكَتْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ) صحيح البخاري.

 

- وإذا كان لا كفارة عليه فعلها في الدنيا سوى التوبة عن تكرار هذا الفعل والاستغفار لله .. فإن لحاكم المدينة التي فيها قاتل هذا القط .. له أن يعاقبه بجزاء مناسب لردعه عن عدم تكرار هذا الفعل .. ولو كان القط الذي قتله له صاحب والقط له قيمة .. فعليه دفع القيمة لصاحب هذا القط الذي قتله لأنه تعمد إتلاف مال الغير عمدا حينئذ .. والله أعلم .

 

#- خلاصة القول:

- قتل القط ليس له كفارة عتق رقبة إنسان .. وليس له كفارة في الشريعة عموما .. ولكن يأتي يوم القيامة ويتم القصاص منه ودخوله النار .. إذا لم يتب عن هذا الفعل المجرم بقتل الحيوانات البريئة بدون وجه حق .. ويستغفر الله .. والله أعلم .

 

**************************

 

..:: س208: هل لمس القطة يبطل الوضوء ولعابه يفسد الملابس والطعام ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- القط مخلوق طاهر وليس نجس .. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ) رواه أبو داود .. وذكره الألباني في صحيح أبي داود ..

 

- ومعنى قوله (ليس بنجس): أي ليس نجس في جسده أو لسانه ولعابه.

 

- وبالتالي فلمس القط أو لمس القط لك بلسانه على يديك أو ملابسك .. فهو لا يبطل وضوئك .. ولا ينجس ملابسك ..!!

 

2- ولو لمس طعامك شيئا لعابه .. فلا حرج عليك (إن أصابك قرف أو تخوف من انتقال عدوى منه إلى الطعام) أن تقتطع الجزء مكان أسنانه ولعابة .. فترميه .. ثم تأكل باقي الطعام إن لم يكن عندك غيره وأنت في حاجة إليه ..

 

3- وكذلك لا حرج أن تلقي الطعام كله الذي وجدت القط أكل منه .. احتراز من أن يكون ناقل عدوى .. خاصة وإن كان قط شوارع تسلل داخل بيتك وليس قط تقوم بتربيته وتقوم بتطعيمه .. فالأمان هنا هو رمي هذا الطعام الذي أكل منه القط حينئذ .. لأنك لا تأمن خلوه من الأمراض التي قد تكون مؤذية للإنسان وتكون قد انتقلت إلى طعامك حينئذ .. ولكن إن كان قطك الخاص الذي تربيه في منزلك هو الذي أكل من طعامك وكنت تقوم بتطعيمه وتحافظ عليه .. فلا حرج حينئذ من استقطاع الجزء الذي لحسه بلسانه أو أكل منه .. واترك الباقي كما هو لتأكل أنت منه ..

 

#- وخلاصة القول:

- جسم القط ولسانها ولعابها وأسنانها .. هو طاهر ولا حرج منه ..ولا يبطل وضوئك ولا ينجس ملابسك ..

- والله أعلم.

 

*************************

 

..:: س209: هل نوم أو مرور القطة على سجادة الصلاة أو جلوسها على السجادة أثناء صلاتك سواء في آخر السجادة أو منتصفها أو بين قدميك فذلك يبطل الصلاة ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- إذا كان القط مخلوق طاهر وليس نجس .. كما سبق وعلمت ذلك .. فاعلم الآتي:

 

- أن القط لا يقطع عليك صلاتك ولا يفسد ما تصلي عليه مثل سجادة الصلاة لأنه ليس حيوان نجس .. وإليك حالات قد يفعلها القط معك وأنت تصلي:

 

أ- فلو جلس في منتصف سجادة الصلاة كأنه نائم .. فيمكنك السجود ويكون بين سجودك وقدميك أن يكون هو أسفل منك .. ولا شيء في ذلك ..

 

ب- ولو أتى القط فجلس على آخر سجادة الصلاة .. فاسجد عادي جدا حتى ولو كان شعر رأسك سيلامس جسم القط الجالس على مؤخر السجادة .. فأنت لا تسجد للقط وإنما تسجد لله .. والقط هنا مثله مثل نهاية سجادة الصلاة .. او تعتبره مثل عود خشب على الأرض ليمر الناس من خلفه ولا يقطعون عليك الصلاة ..

 

ج- ولو صعد القط على كتفك أو ظهرك وأنت تصلي فلا شيء في ذلك ..

 

د- ولو جلس بجوارك في الصلاة فلا شيء في ذلك ..

 

هـ- ولو وقف بين رجليك وأنت تصلي فلا شيء في ذلك ..

و- ولو نام القط على سجادة الصلاة فلا شيء في ذلك ..

- وفي كل ما سبق أكمل صلاتك وأنت مطمئن .. والله أعلم .

 

#- وخلاصة القول:

- لا تخرج من صلاتك لوجود قط ظهر لك وأنت تصلي سواء جلس أمامك أو بجوارك أو صعد على كتفك .. وأكمل صلاتك مطمئنا .. ولكن انتبه في سجودك من أن تؤذيه وأنت تسجد أثناء نزولك بركبتيك على الأرض فيكون جالسا في مكان نزولك بركبتيك .. وإنما تأخر قليلا للخلف حتى تعطي مساحة لنفسك لسهولة السجود ولا تؤذي هذا القط ..

 

**********************

 

..:: س210: ما هي بعض معتقدات غير المسلمين في القطط ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أحببت أن أذكر شيئا مما مر على علي في قرائتي في مسألة القطط .. فوجدت قولا لبعض أهل العقائد أحببت أن أذكره .. من باب المعرفة بالشيء .. وتقول الحمد لله على نعمة الإسلام ..

 

#- جاء عن (الحكيم زرادشت وهو مؤسس الديانة الزرادشتية قبل الإسلام بألف سنة وهي دين المجوس) .. أقوال خرافية في السِنُّور أي القط .. منها:

1- قال الجاحظ (المتوفى: 255هـ): زعم زرادشت أن الفأرة من خلق الله. وأن السنّور من خلق الشيطان. (الحيوان للجاحظ عنوان برقم 1448).

 

2- ثم قال الجاحظ:  وزعم زرادشت أن السّنّور لو بال في البحر، لقتل عشرة آلاف سمكة. (الحيوان للجاحظ عنوان برقم 1448).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): لا أدري ما الذي أغضب زرادشت لهذه الدرجة من القط .. حتى زعم فيه هذه الأقوال التي فاقت حدود الخرافة .. حتى زعم أن الشيطان هو الذي يخلق القط .. وبول القط يقتل عشرة آلاف سمكة ..!!

 

#- خلاصة القول:

- الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة .

 

***********************

 

..:: س212: ما هي بعض المنامات اللطيفة التي تحكي عن جزاء الإحسان للقطط ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من اللطائف التي وجدتها في قرائتي عن القطط .. هو رؤيا مناميه لأحد الصالحين .. فأعجبتني .. فأحببت أن أشاركك بها أخي الحبيب ..

 

#- لطيفة منامية:

- روى ابن عساكر في تاريخه ..

- عن بعض أصحاب "أبي بكر الشبلي" .. أنه رآه في النوم .. بعد موته فقال له "أي صاحب الشبلي": ما فعل الله بك؟

- فقال "الشبلي": أوقفني "أي الله" بين يديه ..، وقال: يا أبا بكر أتدري بماذا غفرت لك؟

- فقلت: بصالح عملي.

- فقال: لا.

- قلت: باخلاصي في عبوديتي.

- قال: لا.

- قلت: بحجي وصومي وصلاتي.

- قال: لم أغفر لك بذلك.

- فقلت: بهجرتي إلى الصالحين، وإدامة أسفاري في طلب العلوم.

- فقال: لا.

- فقلت: يا ربي هذه المنجيات التي كنت أعقد عليها خنصري، وظني أنك بها تعفو عني وترحمني.

- فقال: كل هذه لم أغفر لك بها.

- فقلت: إلهي فبماذا؟

- قال: أتذكر حين كنت تمشي في دروب بغداد، فوجدت هرة صغيرة، قد أضعفها البرد، وهي تنزوي من جدار إلى جدار من شدة البرد والثلج، فأخذتها رحمة لها، فأدخلتها في فرو كان عليك وقاية لها من ألم البرد؟

- فقلت: نعم ..

- فقال: برحمتك لتلك الهرة رحمتك. (انتهى المنام).

#- وأبو بكر الشبلي اسمه "دلف بن جحدر" ..، وقيل جعفر بن يونس الخراساني .. كان سيدا صالحا محدثا .. مالكي المذهب .. صحب الجنيد رضي الله تعالى عنه .. وكان في ابتداء أمره واليا على دنباوند .. فتاب في مجلس "خير النساج". (راجع حياة الحيوان الكبرى ج2 ص522 تحت عنوان "الهرة").

 

#- وبهذا يكون ختام الكلام على معتقدات القطط وبعض ما يتعلق بها من خرافات ولطائف وأفكار وآراء ومسائل شرعية قد تخطر ببالك .. والحمد لله رب العالمين ..

 

- وننتقل بعدها لمناقشة باقي ما بلغني من المعتقدات الخرافية فيما يتداوله الناس بينهم من معتقدات غريبة .. والله ولي التوفيق.

 

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .