بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها
عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج والخياطة والمرايات وطعام الشيطان والقطط السوداء وغير ذلك
(الفصل الرابع والستون)
:: الفصل الرابع والستون :: معتقدات موروثة عن فك
الأسحار وتأثير قراءة القرآن على المصاب وعلى الجن وخرافة استحضار
الجن بالقرآن – إمساك السحر باليد وطريقة حرقه والتخلص منه – سماع الصبيان للرقية
وعلاقته بالصرع - خرافة أن القرآن يحرق الجن والشيطان – خرافة أن القرآن يستحضر
الجن والشيطان – خرافة أن تكرار سورة الجن تستحضر الجن والشيطان ::
1- س281: هل إمساك الأعمال السحرية باليد يجعل
العفريت ينتقل إليك وينتقم منك ويجب قراءة قرآن للتحصين عند فك السحر وإمساكه ؟
2- س282: هل صحيح أن كثرة سماع الرقية القرآنية للأطفال يصيبهم بحالة صرع ؟
3- س283: هل
قراءة القرآن تحرق الجن والشيطان ؟
4- س284: هل القرآن يستحضر الجن والشيطان كما
يقول ويفعل بعض الرقاة والروحانيين ؟
5- س285: هل سورة الجن تستحضر الجن ويكونوا خدام لك يطيعوك ؟
***********************
:: الفصل الرابع والستون ::
:: معتقدات موروثة عن فك الأسحار وتأثير
قراءة القرآن على المصاب وعلى الجن وخرافة استحضار الجن بالقرآن – إمساك السحر باليد وطريقة حرقه
والتخلص منه – سماع الصبيان للرقية وعلاقته بالصرع - خرافة أن القرآن يحرق الجن
والشيطان – خرافة أن القرآن يستحضر الجن والشيطان – خرافة أن تكرار سورة الجن
تستحضر الجن والشيطان ::
**********************
..:: س281: هل إمساك الأعمال السحرية باليد يجعل العفريت ينتقل إليك وينتقم
منك ويجب قراءة قرآن للتحصين عند فك السحر وإمساكه ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من غريب معتقدات الناس .. أنه حينما يتم إيجاد مثلا
سحرا في صورة ملفوفة ورقية أو جلدية أو في هيئة عروسة مكتوب عليها طلاسم .. فيظنوا
أنهم لو أمسكوها فالعفريت أو الشيطان سينتقل إليهم ..!!
- ومن المهم أن تقرأ قرآن حينما تفك السحر للتحصين ..
#- قلت لك أخي الحبيب:
1- أما التحصين بكلام الله فهو في كل الأوقات .. ولكنه ليس بضروري ولا واجب حينما تجد
عمل أو سحر وتريد فكه أو التخلص منه بالحرق مثلا ..
2- أما كون أنك تخاف أن ينتقل إليك العفريت أو الشيطان لينتقم
منك بسبب أنك أمسكت السحر وتريد أن تتلفه أو تفسده .. فهذا كلام خاطيء تماما وعار عن الصحة ..
وإنما هو مجرد ظن قد يظنه الإنسان نظر لأن هذا السحر تخدمه الشياطين .. فقد يؤذونه
لو رأوه يفك السحر أو يحرقه أو ما شابه ذلك .. ولكن الحقيقة خلاف ذلك .. لأن الشيطان
أنت تحرره من عبوديته لخدمة هذا السحر .. فضلا عن أن التوكيل الخاص بالسحر لا
علاقة له بك أصلا ..!! والشيطان لا يتحرك في السحر إلا بتوكيل من الساحر لأذية شخص
معين بالإسم والوصف .
- ولذلك حينما علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعض
اليهود صنعوا له شيئا من السحر في محاولة لأذيته .. وعرف مكان السحر .. فأخبر بعض الصحابة
بالذهاب إليه للإتيان بالعمل أو السحر ولم يطلب منهم أن يقرأوا أي قرآن ..!! وقد ذهبوا
وأتوا به .. ولو كان في ذلك أي مخاطرة لكان أخبرهم بذلك .
3- والتخلص من أي سحر تجده في هيئة ورق أو قماش يكون بالحرق
.. فتضعه في مكان محاط الجوانب وتحرقه مثلا في طنجره أو
حلة أو حوض المطبخ وتحرقه .. ثم تفتح عليه الماء ليصرف الرماد الخاص به في مصرف
الحوض مثلا .. ولو كنت أحرقته خارج المنزل في أي ركن مثلا ... فاتركه أو ضع عليه
بعض التراب .. ولا تهتم فهو أصبح لا شيء ولا قيمة له بعد انتهاء حرقه ..
4- أما لو وجدت سحرا معقود على خاتم أو أي معدن .. فقم بمحوه بسكين أو سنفرة أو اذهب إلى أي
صائغ ليمحوه لك ..
5- ولو كان مكتوب على رصاص .. فاتركه يسيح على النار فتضعه على مقلاة
وتتركه على النار حتى يسيح على نار هادئة .. وحينما يصبح مثل السائل فاتركه حتى
يجمد .. ثم ألقه في القمامة .. لأن تكليف السحر يتم محوه مع تسييح هذا الرصاص ..
#- خلاصة القول:
- لو وجدت ما تظن أنه سحرا أو عملا روحاني .. فلا تقلق من إمساكه واتلافه .. سواء قرأت
قرآن أو لم تقرأ قرآن .. فتوكل على الله وقم بإتلافه وحرقه .
***************************** ..:: س282: هل صحيح أن كثرة سماع الرقية القرآنية للأطفال يصيبهم بحالة صرع ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من غرائب ما تسمعه أن البعض يقول لك أنهم سمعوا أن
رقية القرآن للأطفال تسبب لهم الصرع !!
- قلت لك أخي
الحبيب:
- كيف أنت تعقل أن سماع أي شخص للقرآن يسبب له الصرع
..؟!!
- يقول تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ
لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) الإسراء:82.
- يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ
اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد:28.
#- يا أخي الحبيب افهم
جيدا الآتي وحاول تستوعبه فقد لا تجده في مكان آخر:
.. سماع القرآن لا يسبب صرع لأحد .. حتى
مع الذين يكونوا مصابين روحانيا .. فالقرآن لا يسبب لهم صرع .. وإنما الذي يصاب
بالصرع هو الشيطان لأنه يتضايق من كلام الله فيسبب ضرر للمصاب حتى يتوقف كلام الله
الذي لا يحب أن يسمعه .. فالذي يصيب المصاب بالصرع هو الشيطان وليس القرآن ..!!
- فافهم الله يرضى عليك ..!!
#- ومن ناحية أخرى
.. لا تأتي لصبي صغير أو طفل وتجبره على سماع شيء .. وهو لا يرغب في ذلك ..
لأنه سيتضايق وينفعل .. وستكون أنت السبب في أذيته نفسيا وانفعاله .. لأنك تجبره
على سماع شيء هو لا يرغب في سماعه .. والموضوع هنا لا علاقة له بالشيطان .. وإنما
له علاقة بك أنت لأنك أنت الذي تضايق الطفل بإجباره على سماع الرقية وهو لا يريد
أن يسمع شيء في ذلك الوقت الذي تجبره على سماع الرقية فيه .. فأنت في الحقيقة
المؤذي لنفسية الطفل .. وكأنك تقوم بدور الشيطان في أذية نفسية هذا الطفل ..!!
#- خلاصة القول:
1- القرآن لا يسبب صرع لأحد .. فهذا كلام فيه من التخريف ما لا يخفى على
مؤمن عاقل ..!!
2- وفرق بين أن تقول أن هناك من يسمع القرآن فيحدث له
صرع .. وبين أن تقول أن القرآن يسبب صرع لبعض الناس ..!! لأن قولك أن الذي
يسمع القرآن حين سماعه يحدث صرع لمن يصرعه فهذا معناه أن الشيطان يتم صرعه بالقرآن
فيؤثر في الشخص الذي يمسه بالأذى .. أما قولك أن القرآن يسبب صرع للإنسان الذي
يسمعه فهذا كلام كذب على القرآن ..
************************** ..:: س283: هل قراءة القرآن تحرق الجن والشيطان ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من المعتقدات الموروثة والتي ترتقي
لدرجة الخرافة .. أن يقال بأن القرآن يحرق الشيطان والجن ..!!
#- وأنقل لكم خلاصة كلامي في هذه المسألة .. وقد سبق ووضع فيها رسالة كاملة فارجع إليها
لو أردت وهي تحت عنوان (رسالة
الخرافة والبهتان في استحضار واستنطاق وحرق وقتل الجن والشيطان بالقرآن) .. وملخص الرسالة في الآتي بعيدا عن
المناقشات بالنصوص الشرعية وسأكتفي بشيء من الأدلة العقلية لمن كان له قلب ..
1- هل نسى الله (وحاشاه سبحانه) أن يخبر نبيه أن القرآن يحرق ويذبح ويقتل ويعذب الجن والشياطين ؟ أم أن الذي يقول بذلك هو ممن ابتدع
في القرآن قولا سيسأل عنه أمام الله لأنه افترى على كلام الله بما ليس فيه لأن
الله لم يصف كلامه بأنه فيه خاصية الإحراق والقتل والتعذيب ؟!!
-
أكيد القائل بذلك هو المبتدع في كلام الله بما ليس فيه .
2- لو كان القرآن كلام الله يقتل
ويعذب ويحرق الجن والشيطان .. فلماذا
نستعيذ من الشيطان قبل قراءة القرآن .. طالما القرآن يحرق الجن الشيطان لو اقتربوا
منا ؟!!
- وبمعنى أبسط: لماذا
كان يأمر الله النبي بالإستعاذة والإعتصام به سبحانه من الشيطان الرجيم .. عند
الوسوسة وعند قراءة القرآن ؟!!
- ولماذا لم يقل النبيِّ صَلَّى
اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اقرأ القرآن وسيحترق كل عالم الشيطان
من حولك ؟!!
4- لو كان القرآن أو الذكر يحرق الشيطان
ويعذبه ويقتله .. فلماذا يأتي الشيطان ليوسوس لك في الصلاة أثناء قرائتك للقرآن
وذكرك في تسابيح الركوع والسجود .. بل قد تستمع أو تقرأ لآية وتأخذك فيها الوساوس
.. وكثير من المصلين في الصلاة يذهبون بخيالهم
لأمورهم الحياتية إلى حين انتهاء القاريء من القراءة ..!! فلماذا لم يحترق الشيطان
وقت قراءة القرآن في الصلاة وذكرك فيها حينئذ .. بل ويظل يوسوس فيك ؟!!
- لأنه ببساطة .. لا القرآن ولا ذكر التسابيح يحرق
الشيطان .. وإنما تحجبه وتطرده ..!!
5- لو كان القرآن يحرق ويقتل ويعذب .. فلماذا لم يستطع النبيِّ صَلَّى
اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أن يحرق به عوالم
الإنسان والجن الكفار .. لأن القرآن نزل تكليفا لكلاهما .. حيث أن ما
يؤثر في أحدهما يؤثر في الآخر .. لأنها نفوس .. والنفوس تتأثر بالخصائص القرآنية
.. والقرآن منفعل مع النبي بخصائصه كلها لطهارته ظاهرا وباطنا صلى الله عليه وسلم
..!!
6- إذا كان القرآن يحرق .. فحينما صرف ووجَّه الله بعض الجن ليستمعوا للقرآن وينصتوا إليه .. هل ليهديهم للحق وطريق مستقيم .. وينذرهم من عذاب أليم .. أم ليحرقهم بقراءة القرآن من النبي ؟!!
- أكيد ليهديهم ..!
7- لماذا النبيِّ صَلَّى اللَّهُ
عليه وَسَلَّمَ كان يعلمنا الإستعاذة بكلمات
الله من همزات الشيطان ومن حضوره .. دون
أن يعلمنا الإحراق بالقرآن .. ؟ حيث جاء في الحديث: (إذا فزعَ أحدُكُم في النَّومِ فليقُلْ: أعوذُ بِكَلِماتِ
اللَّهِ التَّامَّاتِ من غَضبِهِ وعقابِهِ وشرِّ عبادِهِ ، ومن همَزاتِ
الشَّياطينِ وأن يحضُرونِ .. فإنَّها لن تضُرَّهُ) رواه الترمذي .. وذكره الألباني في صحيح الترمذي .
8- لماذا لا يحترق القرين الشيطاني
الملازم لنا .. كلما واظبنا على قراءة القرآن ..؟
9- وختاما لمن له عقل رشيد فلينتبه للآتي جيدا:
- لماذا لم يحترق قرين النبي
(الشيطاني) .. وهو الذي كان يقرأ القرآن ليل نهار
وتحضره ملائكة الليل والنهار .. ؟!
- بل أقصى ما حدث
مع هذا القرين الشيطاني .. هو
الاستسلام والخضوع والتوقف عن الوسوسة لسيدنا رسول الله .. وبعض العلماء قال أنه
استسلم وأسلم "وإسلام القرين من خصوصيات النبي" ..
#- واكتفي بما سبق لمن كان له قلب وعقل ..
ليفهم الحقيقة .. ولمزيد من الأدلة والمناقشات .. يمكنك مراجعة - رسالة الخرافة والبهتان في استحضار واستنطاق وحرق وقتل
وتعذيب القرآن للجن والشيطان - الفصل الثالث - مناقشة شرعية وعقلية على أن القرآن لا يحرق الجن والشيطان - السؤال رقم 7 و رقم 8 ورقم 9) .
#-
خلاصة القول:
- القرآن الذي هو كلام الله لا يحرق الجن ولا
الشيطان .. وإنما هي خرافة ألقاها الشيطان في نفوس البعض وصدقوها ونشروها بين الناس
..!!
- ولذلك البعض
من المصابين روحانيا هم يتعاملون مع القرآن بطريقة خاطئة .. فهم يقرأون
القرآن ليحرقوا الشيطان .. ولا يحترق ..!!
- لأن القرآن أصلا لا يحرق
شيطان وإنما يطرده ..!!
- فافهم يا مؤمن.
*****************************
..:: س284: هل القرآن يستحضر الجن والشيطان كما يقول ويفعل بعض الرقاة
والروحانيين ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من غرائب الناس وعجائبهم أن يقال لك .. أن القرآن فيه خاصية استحضار الجن والشيطان
كما يفعل بعض الرقاة في جلسات العلاج فيستحضر الشيطان بكلام الله للكلام معه ..!! والبعض
من جماعة الروحانيين يكذب عليك ويخبرك أن كل آية في القرآن لها خدام من الجن ..
ولكن اقرأ فقط الآية بعدد كذا أو السورة بعدد كذا ويحضر إليك الخدام لتتصرف فيهم
كما تشاء ..!!
- وهذا كلام باطل .. لأن الله لم يحتاج للجن ليكونوا خدام
لآياته وكيف ذلك يا عقلاء وهم جنس مكلف مثلنا للإيمان والعمل بالقرآن .. أيتركهم
يعبثون في كلام الله ويفسدون على الناس دينهم ..؟!
- فإذا كان الجن خدام آيات الله .. فماذا تفعل الملائكة حينئذ وهم أمناء الوحي
؟
- وأصلا لا يوجد دليل على أن القرآن يستحضر الجن
والشيطان .. إلا مجرد كلام مكذوب على القرآن بما لم يقل به الله ورسوله .. لأن الله
ورسوله لم يقولا بأن القرآن يستحضر الجن والشيطان .
- بل أن دليل الكذب على ما سبق هو أن الجن لم يعلموا أصلا
بنزول القرآن .. وإنما كان نزول القرآن سببا في حدوث حجاب لهم عن الاستماع
عن الأخبار الغيبية من السماء .. فكيف يقال أن القرآن كان هو وسيلة استحضار للجن
؟!!
#- وعموما أذكر لك
بعض الأدلة التي تدل على بطلان هذا المعتقد الخرافي والمكذوب على القرآن لمن يزعم
أن القرآن يستحضر الجن والشيطان ..
1- يقول تعالى: (وَإِذَا
قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ
بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا) الإسراء:45.
- فإذا كانت قراءة
القرآن تجعل بينك وبين عدو الله حجابا مستورا
من فضل الله فلا يصل إليك .. فكيف يقال أن القرآن يستحضر الشيطان أو الجن .. لأن
الشيطان نوعا من الجن ؟!!
- فاتقي الله أيها
الراقي الذي تزعم بالكذب على القرآن أنه وسيلة
لاستحضار الجن والشيطان .
2- يقول تعالى: (وَقُلْ
رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ
يَحْضُرُونِ) المؤمنون97-98 ..
- فهل ترديدي متوسلا لله
ومعتصما بهذه الآية .. يستحضر الشيطان أم يطرد الشيطان ؟!!
- أكيد يطرد الشيطان ..
- فكيف
يكون كلام الله يطرد الشيطان .. وكيف يكون في نفس الوقت وسيلة استحضار حينئذ للجن
والشيطان ؟!!
- اللهم إلا لو كان الذي يقرأ القرآن .. هو أصلا في نواياه الفاسدة الرغبة في استحضار
الشيطان والجن .. فلا علاقة للمسألة حينئذ بالقرآن وإنما هي تمثيلية رخيصة وحقيرة
يستخدمها البعض متاجرا بكلام الله أمام الناس ليبهرهم في أن له سلطة في استحضار
الجن بالقرآن ..!! فما أخيبه !!
- ومن ناحية أخرى .. إذا كان
الله أمرنا بالإستعاذة من حضور الشياطين .. فكيف يكون استحضار الشياطين من أنفسنا
هو أمر مباح ؟!! أهذا كلام يُعقل .. بكل تأكيد لا ..
- ومن ناحية أخرى .. إذا كان هذا
المعالج قد عصى الله بكونه استباح ما منعه الله منه وأمره بالإستعاذة من حضوره ..
فهو أيضا لم يتبع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وفعل عكس كلام النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه
وَسَلَّمَ .. حيث كان يعلم الصحابة أن
يقولوا عند الفزع: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ
علَيهِ وسلَّمَ كانَ يُعلِّمُهُم منَ الفزَعِ كلِماتٍ: أعوذُ بِكَلماتِ اللَّهِ
التَّامَّةِ، من غَضبِهِ وشرِّ عبادِهِ، ومن
هَمزاتِ الشَّياطينِ وأن يحضُرونِ) صحيح أبو داود.
- فكيف يأتي المعالج بعد ذلك البيان الإلهي والنبوي .. ويستبيح استحضار الجن والشيطان .. بل وجعل وسيلته هي كلام الله ؟!! فيا له
من جريء على الله ورسوله ..!!
3- يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ
رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا) النساء174 ..
- فكلام الله نور .. والنور لا يجلب الظلام ولا يستحضره
.. وإنما يمحو الظلام ويطرده .. فكيف يزعم أحد أن كلام الله النور يجلب ظلام
الشيطان ؟!!
- أفلا تعقلون ؟!!
4- يقول تعالى:(إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ . لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ﴾ التكوير27-28 .
- أي ما هذا القرآن إلا تذكير للعالمين من الجن
والإنس، يتذكرون به ما ينفعهم من مصالح دينهم ودنياهم ..
- وأنتبه أخي الحبيب إلى قوله (إلا) .. حتى تعلم أن القرآن وسيلة
للتذكرة والتبليغ والبيان والإنذار والإرشاد والبشرى .. وليس وسيلة استحضار للجن
والشيطان .. وليس وسيلة لحرق وقتل الجن والشيطان ..!! فانتبه لكلام الله يا مؤمن
..
5- قال النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ :
(لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ،
إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ
البَقَرَةِ) صحيح مسلم.
- تأمل قول النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ (ينفر) ..
فسورة البقرة لا تستحضر الجن الشيطاني .. ولا تقتل ولا تحرق ولا تعذب
الشيطان ..!!
- وتأمل قول النبيِّ صَلَّى
اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في الحديث السابق حينما قال :(الشَّيْطانَ
يَنْفِرُ) هو نوع من أنواع طرد الشيطان .. لأنه يوجد نوع آخر من الطرد
يسببه الذكر في منع الشيطان عنك .. وهو نزول الحجاب بينك وبينه فلا يصل إليك ..
كما قال تعالى: (وَإِذَا
قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ
بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا﴾
الإسراء45.
6- يقول تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ
بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) النحل 98 ..
- فيظهر لنا من الآية .. أن الشياطين تحضر وقت إرادتك قراءة
القرآن بل في أي عبادة تتقرب بها إلى الله ليحاول إفسادها عليك .. مثل الصلاة
يوسوس لك فيها ليفسدها عليك ..
- فإذا كان الشيطان هو يحضر من نفسه .. فهذا أيضا معناه أن القرآن لا يستحضره
.. وبذلك يثبت خرافة وأكذوبة استحضار القرآن للجن والشيطان ..!!
7- قال النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ : (إذا
أذَّنَ المُؤَذِّنُ أدْبَرَ الشَّيْطانُ) صحيح مسلم .
- فانتبه
أخي الحبيب يرحمك الله .. إلى أن من خصوصية كلام الله أو ذكر الله أنه وسيلة
لإبعاد الشيطان (سواء بطرده وحجابه أو بهروبه ونفوره) ..
- فكيف يقال أنه مع ذكر الله يتم استحضار الجن
والشيطان يا مؤمن ؟!!
8-
هل تذكرون قراءة سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر .. كما جاء في الحديث – عن أبي قتادة الحارث
بن ربعي قال: (أنَّ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه
وَسَلَّمَ خرجَ ليلةً فإذا هوَ بأبي بَكرٍ
رضي اللَّه عنه يصلِّي يخفضُ من صوتِهِ قالَ: ومرَّ بعمرَ بنِ الخطَّابِ وَهوَ
يصلِّي رافعًا صوتَهُ قالَ: فلمَّا اجتمعا عندَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه
وَسَلَّمَ قالَ: يا أبا بَكرٍ مررتُ بِكَ
وأنتَ تصلَّي تخفِضُ صوتَكَ. قالَ: قد أسمعتُ من ناجيتُ يا رسولَ اللَّهِ. قالَ
وقالَ لعمرَ: مررتُ بِكَ وأنتَ تصلَّي رافعًا صوتَكَ. قالَ فقالَ: يا رسولَ
اللَّهِ أوقظُ الوسنانَ وأطردُ
الشَّيطانَ) رواه أبو داود .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح ..، وذكره
الألباني في صحيح أبي داود.
- فتأمل أخي الحبيب .. ماذا كان مبرر عمر بن الخطاب للنبي صلى الله
عليه وسلم حينما سأله عن سبب علو صوته بالقرآن .. فقال له عمر: أطرد الشيطان وأوقظ الوسنان أي النائم الغافل
..!!
- فقراءة القرآن هي لطرد الشيطان .. وليس لاستحضاره ؟!
- فهل غابت العقول أم على القلوب أقفال ؟!!
9- عن
أبي هريرة قال: (وكلني رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بحفظِ زكاةِ رمضانَ، فأتاني آتٍ، فجعل يحثو من الطعامِ،
فأخذتُه فقلتُ: لأرفعنَّكَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - فقصَّ
الحديثَ - فقال: إذا أويتَ إلى فراشِك فاقرأْ آيةَ الكرسيِّ ، لن يزال معك من الله حافظٌ
، ولا يقربك شيطانٌ حتى تصبحَ .
وقال النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ : صدقك وهو كذوبٌ، ذاك شيطانٌ ) صحيح البخاري (معلقا) .. وروي موصولا عن النسائي وغيره .
- فقراءة القرآن جعلت لك حافظا من
الله يحفظك .. ويجعل لك حجابا من الشيطان فلا يقترب
إليك .. ولا يسبب حضور
للشيطان من أساسه وإلا فكيف يكون القرآن حافظ ويمنع وصول الشيطان إليك ؟!
- فكيف يقال
حينئذ أن القرآن يجلب الشيطان أو يستحضره ؟!!
10- جاء
عن معاذ بن جبل أن الشيطان الذي قبض عليه يسرق صدقة التمر .. فقال له
الشيطان: ( لقد كنَّا في مدينتِكم هذه حتى
بُعِثَ صاحِبُكم، فلما أُنزِلَت عليه آيتان
نَفَرْنا منها ، فوَقَعْنا بنصيبينَ (أي خرجنا من المدينة إلى مكان
اسمه نصيبين) .. ولا يُقرآنِ في بيتٍ إلَّا لم يلِجْ
فيه الشيطانُ
ثلاثًا ، فإن خلَّيتَ سبيلي علَّمتُكهما ، قلتُ : نعم ، قال: آيةُ
الكرسيِّ ، وآخِرُ سورةِ البَقَرةِ: {آمَنَ الرَّسُولُ} إلى آخرِها ، فخلَّيتُ
سَبيلَه، ثم غدوتُ إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأخبرتُه، فقال: صدقَ
وهو كذوبٌ) رواه الطبراني والحاكم وأبو نعيم
والبيهقي .. وقال السيوطي في الخصائص الكبرى:
إسناد رجاله موثقون .. وقال الهيثمي: يحيى بن عثمان بن صالح وهو صدوق إن شاء الله
وبقية رجاله وثقوا .. وقال بن حجر في بذل الماعون: إسناده حسن.
- تأمل أخي الحبيب قول الجن: (آيتان
نَفَرْنا منها) ..
فالقرآن يسبب طرد ونفور وحجاب للجن .. ولا يسبب جلب ولا استحضار للجن .. ولا يسبب
بالتبعية أي حرق ولا قتل ولا تعذيب للجن .. فانتبه يا مؤمن.
11-
أخبرنا النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه
وَسَلَّمَ عن أن يحيى عليه السلام أمره
الله أن يبلغ بني اسرائيل بخمسة أوامر يعملوا بها وكان من هذه الأوامر أن قال لهم:
(وآمُركم أن
تَذكُروا اللهَ؛ فإنَّ مَثلَ ذلك كمَثلِ رجلٍ خرَج العدوُّ في أثَرِه سِراعًا
حتَّى إذا أتى على حِصنٍ حَصينٍ، فأحرَز نفسَه منهم، كذلك العبدُ لا يُحرِزُ نفسَه مِن الشَّيطانِ إلَّا بذِكْرِ
اللهِ) رواه الترمذي .. وذكره الألباني في صحيح الترمذي.
-
وفي رواية بلفظ: (وآمركُم بذِكْرِ اللهِ
كثيرا ، فإن مثلَ ذلكَ كمثلِ رجلٍ طلبهُ العدو سراعا في أثَرِهِ ، فأتَى حصنا حصينا فتحصَّنَ فيهِ ، وإن العبدَ أحصنُ ما يكونُ
من الشيطانِ إذا كانَ في ذكرِ اللهِ عز وجل) رواه البغوي في شرح
السنة .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.
- هل انتبهت أخي الحبيب .. إلى أن الذكر
يدخلك في حصن وأمان الله .. والقرآن هو ذكر أيضا .. حيث يقول تعالى: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي
أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ)
الزخرف43-44.
- فكيف يقال حينئذ أن القرآن يستحضر جن وشيطان .. في حين أن
القرآن يدخلك في حصن حصين ويمنع وصول الشيطان إليك أو الإقتراب منك ؟!!
- أفلا يعقلون ؟
12- قال
النبي صلى الله عليه وسلم: (الآيَتانِ مِن آخِرِ سُورَةِ
البَقَرَةِ، مَن قَرَأَهُما في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ) صحيح البخاري.
- فكيف تدخل في كفاية الله ببركة هذه الآيات المباركة .. ثم تزعم أن آيات الله يتم استخدامها لحضور الجن والشيطان ؟!!
13- (حديث صحيح) .. عن أبي هريرة، وأبي سعيد رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم
الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده) صحيح مسلم.
- إذن ذكر الله بإخلاص وعبادة طلبا لله .. يكون ذلك سببا في حضور الملائكة ونزول الرحمة
والسكينة .. ولا علاقة له باستحضار جن ولا شيطان كما يكذب من يقول بذلك .
14- وبالعقل أقول لك أخي
الحبيب:
أ- هل الله ذكر في كتابه أنه كتاب لاستحضار الجن والشيطان ؟ أو النبيِّ
صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قال أو فعل
أو أشار إلى أن القرآن فيه خاصية استحضار الجن والشيطان بالقرآن ..
-
بكل تأكيد .. لا ..
- فلماذا الكذب والبهتان على كلام الله .. فيا لك من جريء
على الله يا من تقول بهذا البهتان ؟!!
ب- طالما كلام الله يحجب الشيطان .. فكيف يقال أنه يستحضر ويستنطق الجن المعتدي الشيطان ؟!!
ج- من يقول بأن القرآن وسيلة لاستحضار الجن والشيطان .. فهو بذلك قد نسب إلى الله أنه وضع إرشاد للمؤمنين في كتابه
لاستحضار الجن والشيطان ..!!
- وهذا كلام حينئذ فيه كذب على الله ..!!
#- ملحوظة: لمزيد من الأدلة والمناقشات حول هذا الموضوع .. فيمكنك مراجعة ما سبق في - رسالة الخرافة والبهتان في استحضار واستنطاق وحرق وقتل وتعذيب
القرآن للجن والشيطان - الفصل السادس عشر - عن أدلة بطلان استحضار واستنطاق الشيطان وإظهار
مخالفة ذلك للقرآن – السؤال رقم (52) تحت عنوان: (ما هي الأدلة على أن القرآن لا يمكن أن يكون سببا في
استحضار واستنطاق الجن والشيطان على لسان المصاب روحانيا ؟).
#- خلاصة القول:
1- الذي يستخدم كلام الله في استحضار الجن والشيطان فهذه خرافة مكذوبة على القرآن ..
- فالقرآن الذي هو كلام الله .. لا يستخدم أبدا في استحضار جن ولا شيطان .. ولم يقل الله ورسوله أن
القرآن من خصائصه أن يتم استخدامه في استحضار الجن والشيطان .. بل هذا قول الظانين
ظن السوء في كلام الله أو الكذابين على كلام الله.
- وإنما قد يحضر الجن
والشيطان فعلا إليك .. حينما تقرا
القرآن .. لأنك أنت من طلبت ذلك .. وليس لأن القرآن هو من استحضرهم ..!! بل نواياك
الفاسدة والرغبة في أن تكون خدام حقير لعالم الجن هو من جذبهم إليك .. أما تمثيلية
قرائتك للقرآن فلا داعي لها .. فيكفي فقط أن يكون لديك تفعيل روحاني في نفسك حتى
يسهل تواصل الجن معك ثم بعد ذلك اطلب أن تكون خداما لهم .. وسيأتونك سعيا مرحبين
جدا بك .. طالما ارتضيت بأن تكون خداما لهم .. ولكن لا تكذب على القرآن وتقول أنه
يستحضر لك الجن والشيطان ..!!
2- والذي يقول بأن القرآن يستحضر الجن أو الشيطان .. كما يفعل الجهلة وبعض ضلالية الرقية في جلسات العلاج باستحضار الشيطان
بالقرآن على المصاب روحانيا ..
- أو مثل الذين يجعلون من القرآن .. وسيلة لتحضير
خدام الجن ويزعمون أنه جن نوراني بالكذب على الناس ..
- أو مثل الذين يستخدمون القرآن في تحضر الجن تحت مسمى أنها طاقة روحانية .. حتى يجذبوا
الناس إليهم ولذلك قالوا طاقة ولم يقولوا جن وشياطين ..!!
- فجميعهم اشترك في جريمة الافتراء على الله بأن كلامه يستخدم في استحضار الجن
والشيطان .. وهذا كذب وافتراء
بالبهتان على كلام الله حيث نسبوا إلى كلام الله ما لم يقل به الله فجعلوا من
القرآن وسيلة استحضار بل البعض جعل من القرآن وسيلة استحضار وتصرف في العالم
الغيبي .. !!
- أخي الحبيب .. لا
تتبع منهجية الذين يلحدون أي يغيرون بالتحريف في آيات الله عن مقاصده .. حيث يقول
تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا
لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي
آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
بَصِيرٌ) فصلت:40.
- والله أعلم.
************************* ..:: س285: هل سورة الجن تستحضر الجن ويكونوا خدام لك ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- في عقيدة موروثة من كتب السحرة وفيها
كذب على القرآن .. وهي عقيدة أن سورة الجن لها خدام من الجن
يخدمونها .. وهذه عقيدة متداولة بكثرة في الكتب الروحانية .. ويجعلون لها خلوة
ولها طقوس خاصة بها .. ويجعلون لها تصاريف أي استخدامات خاصة .. حتى يجعلونك وكأنك
ستتصرف في الكون بمزاج أبوك ..!! ثم بعد ذلك يقول لك: اتقي الله ..!! وهنا نسأل
ونقول: لماذا هو لم يتقي الله في كلام الله وفي المؤمنين ؟!!
- والمشكلة الحقيقية فيمن يعتقد أن
كلام الله هو وسيلة لتحضير الجن .. فهذا ضلال خطير في كلام الله ..
وقد يتسلط عليه شيطان لأنه طلب غير الله بكلام الله .. فهذا في حكم الإهانة للقرآن
.. لأنه ألحد في كلام الله وأخرجه عن مقاصده ونسب لكلام الله القدرة على استحضار
الجن والشياطين ..
-
وطالما كلام الله يستحضر الجن والشيطان .. فما المانع أن يقول أي ملحد
حينئذ أن القرآن كله إملاء من الجن والشيطان ؟!! وكل ذلك نتيجة هذه العقيدة
المكذوبة على القرآن .
-
وسورة الجن .. هي وسيلة أمان بيننا وبين عالم الجن .. لنها
كلام الله الذي يمنع عنك الشيطان إذا قرآتها بنية أن يحصنك الله من الجن والشيطان
.. وليس لأنها تجمع بيننا وبينهم .. ولا يحدث حضور روحاني منهم عند قرأتها .. !!
- وإذا كانت سورة الجن تستحضر الجن
حينما يقرأها الإنس كما يقول الكذابون .. فحينما يقرأ الجن سورة الجن فماذا يستحضرون ؟!!
-
لا يحدث لهذا استحضار ولا لذاك .. لأن كلام الله نور وينجذب إليه عالم النور وهم
الملائكة ..
#- الملائكة تحضر عند قراءة
القرآن .. واستمع للرواية التالية:
-
عَنْ
أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ: (بَيْنَا (أي بينما)
أَنَا
أَقْرَأُ اللَّيْلَةَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى آخِرِهَا
سَمِعْتُ وَجْبَةً (أي صوت ولعله يقصد جلبة) مِنْ
خَلْفِي فَظَنَنْتُ أَنَّ فَرَسِي تُطْلَقُ (أي يحدث ما يسبب لها اضطراب) ..، فَقَالَ (أي النبي): "اقْرَأْ أَبَا عَتِيكٍ" (أي كان عليك أن تكمل القرآءة يا أُسيد ولا تتوقف) .. (ثم أكمل أسيد يقول(: وَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَمْثَالُ
الْمَصَابِيحِ مُدَلَّاةٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ وَاللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْضِيَ (أي ما استطعت أن أكمل) .. قَالَ " أي
أسيد": فَقَالَ "النبي حينئذ": تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ نَزَلَتْ لِقِرَاءَةِ
الْقُرْآنِ .. أَمَا إِنَّكَ لَوْ مَضَيْتَ لَرَأَيْتَ الْعَجَائِبَ) رواه الحاكم .. وهو حديث صحيح
على شرط مسلم.
-
وفي رواية بلفظ: (بيْنَما هو يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ سُورَةَ البَقَرَةِ،
وفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ، إذْ جالَتِ الفَرَسُ، فَسَكَتَ فَسَكَتَتْ،
فَقَرَأَ فَجالَتِ الفَرَسُ، فَسَكَتَ وسَكَتَتِ الفَرَسُ، ثُمَّ قَرَأَ فَجالَتِ
الفَرَسُ، فانْصَرَفَ، وكانَ ابنُهُ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْها، فأشْفَقَ أنْ
تُصِيبَهُ، فَلَمَّا اجْتَرَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إلى السَّماءِ، حتَّى ما يَراها،
فَلَمَّا أصْبَحَ حَدَّثَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالَ: اقْرَأْ يا
ابْنَ حُضَيْرٍ، اقْرَأْ يا ابْنَ حُضَيْرٍ، قالَ: فأشْفَقْتُ يا رَسولَ اللَّهِ
أنْ تَطَأَ يَحْيَى (أي ابن أسيد)،
وكانَ مِنْها قَرِيبًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فانْصَرَفْتُ إلَيْهِ، فَرَفَعْتُ
رَأْسِي إلى السَّماءِ، فإذا مِثْلُ الظُّلَّةِ فيها أمْثالُ المَصابِيحِ،
فَخَرَجَتْ حتَّى لا أراها، قالَ: وتَدْرِي ما ذاكَ؟ قالَ: لا، قالَ: تِلكَ
المَلائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، ولو قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ
إلَيْها، لا تَتَوارَى منهمْ)
صحيح البخاري واللفظ له وكذلك رواه مسلم بلفظ مشابه للبخاري.
2- وكذلك تجد البعض .. حينما تقول له أن يتذوق كلام الله فيردده أو
يتوسل به إلى الله أو مجرد التعبد به تكرارا .. فيقول لك: أخاف لو كررت الآية يحضر
العفريت أو الجن ..!!
-
وفي ذلك مخالفة واتهام بالباطل لفعل النبي صلى الله عليه وسلم .. حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كرر
الآيات بمطلق العدد حبا فيها وكذلك صحابته .. إذ جاء في الحديث عن أبي ذر
الغفاري قال: (قَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
بِآيَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ يُرَدِّدُهَا، وَالْآيَةُ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ
فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]) رواه بن ماجه .. وقال الأرنؤوط: إسناده حسن ..، وذكره
الألباني في صحيح بن ماجه بأنه حسن ..
-
وفي لفظ الإمام أحمد: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
قرَأَ هذه الآيةَ فرَدَّدَها حتى أصبَحَ "إِنْ
تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ" المائدة:118) رواه أحمد .. وقال
محققو المسند: إسناده حسن.
- وفي
(حديث صحيح) .. أن بعض الصحابة وهو قتادة بن النعمان قرأ الليل كله يردد سورة
الإخلاص .. عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قال: (أَنَّ
رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) يُرَدِّدُهَا .. فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَكَأنَّ الرَّجُلُ
يَتَقَالُّهَا (أي يستقلها) .. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ
إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ) رواه أبو داود .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح .. وذكره الألباني في صحيح
أبي داود.
- وفي (حديث صحيح) .. بلفظ عن
أبي سعيد الخدري قال: (بَاتَ
قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ يَقْرَأُ اللَّيْلَ كُلَّهُ: بِـ قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ .....) رواه أحمد .. وقال محققو المسند=: إسناده ضعيف..
(قلت خالد صاحب الرسالة): هذه الرواية فقط
توضيح للرواية الصحيحة السابقة.
- وفي (حديث صحيح) .. عن أبي سعيد الخدري قال: (أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي
جَارًا يَقُومُ اللَّيْلَ فَمَا يَقْرَأُ إِلَّا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
كَأَنَّهُ يُقَلِّلُهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ») رواه أبو عبيد
الهروي في فضائل القرآن ..، (قلت خالد صاحب الرسالة):
السند صحيح.
- ولم ينكر النبي
على "قتادة
بن النعمان" ترديده لسورة الإخلاص طوال الليل أو ترديده للسورة عموما .
@- إذن مما
سبق يتبين لك أخي الحبيب:
- أن المشكلة هنا تحولت لمشكلة نفسية في
التعامل مع القرآن .. نتيجة أن بعض الكذابين من خدامين الجن والشياطين قد افتروا
على الله الكذب وتعمدوا أن يقولوا أن القرآن يستحضر الجن والشيطان ويصيبونك بأذى
.. وكان منهم من يستتر بثياب المشيخة فصدقهم البسطاء ومن استأمنوهم على دينهم ..
فتم تناقل الخرافة المكذوبة على كلام الله بأن تكرار الآيات يستحضر الجن والشيطان
وخاصة سورة الجن .. التي هي أصلا حماية من الجن والشياطين ..!!
- وذلك ليمنع عباد
الله أن يتعبدوا بكلام الله ويكثروا من ذكره والتلذذ به ..!!
#- لمحات من حياتي:
-
بخصوص سورة الجن .. كنت قد تأثرت في صغري منذ العقد
الثاني من عمري إذ كنت أهوى القراءة في الغرائب والتي منها الجن .. وقد تأثرت من
قراءة كتب الروحانيين آنذاك .. بحكاوي الخدام وأن سورة الجن سيحضر معها الجن لو قرأتها كثيرا .. ومثل هذه الخرافات التي أيضا كنت أسمع بعضها
من بعض كبار السن نقلا عمن سمعوها منه ولم تحدث لهم شخصيا ..!!
-
ولكن في النهاية أن هذه القراءة الخاطئة والسماع من الآخر لنقل كلام أيضا خاطيء .. قد ترك أثرا في نفسيتي سيئا جدا
.. وكأن عقلي تم برمجته على أن سورة الجن تستحضر الجن ..!!
- وما ظنك بصبي عمره أحد عشر عاما
آنذاك أو قريب من ذلك .. إذ أن القراءة في هذه الكتب
الروحانية كانت من أول ما قرأت .. حيث كانت تباع على بعض الأرصفة وفيها عناوين
مغرية مثل تحضر ملوك آية الكرسي والسيد كندياس ويخدمك ويحقق لك مطالبك .. وسورة
الجن وما لها من تصاريف بتحقيق كل شيء في الحياة .. ومثل هذه الجمل التي تحمل
تحقيق رغبات الإنسان بمجرد أن تقرأ بعض العزائم ..!!
- ولكن الحقيقة أن هذا أسلوب
الشيطان وخدامين الشيطان في كل زمان ومكان .. هو التزيين .. أي تزيين الباطل
في صورة حق أو خلطة بالحق حتى تتقبله وتعمل به ظنا منك أنه حق بدليل أنه يتعلق
بالقرآن .. إذن فهذا الكتاب يحتوي على أسرار من القرآن لم يصل إليها غيره .. ثم
أنت القاريء تظن أنك قد اكتشفت كنز عظيم ..!! وفي الحقيقة هو ضلال تم تغليفه
بالدين لتتقبل هذا الضلال ..!!
-
وظل هذا الأمر مسيطر على عقلي وأنا صغير .. حتى منتصف العقد الثاني أي في فترة
الخامسة عشر وبعدها بقليل على ما أذكر .. وعندما كنت أحاول أن أحفظ سورة
الجن .. كانت يأتيني وسواس بأنني كلما كررت الآيات فقد يؤدي هذا لاستحضار الجن ..
فكنت أتوقف عن حفظها .. !!
-
حتى تعلمت في عزلتي بعد ذلك بخاطر فيه تثبيت: بأن سورة الجن هي
للتحصين من الجن وليس لتحضير الجن .. وأن كلام الله تحضره الملائكة .. لأن كلام
الله نور والنور لا يؤيده إلا من هو نور .. وإذا أخلصت أبْصَرتَ ..
والعاقبة
للمتقين ..
#-
فاجتهدت في قطع وسواس الخوف بسبب هذا المعتقد الخرافي .. فكنت اقرأها أكثر من عشرون مرة
في اليوم .. بعد ذلك .. ولا أبالي .. حتى انطمست ناره في نفسي .. والحمد لله رب
العالمين .
-
فكم من أصنام فكرية وموروثات عقائدية أفسدت حياتنا .. !!
#- خلاصة القول:
- أن سورة الجن أو كل القرآن
ليس سببا في استحضار الجن .. وإنما هو وقاية من
الجن المؤذي والشيطاني .. وسورة الجن هي فيها تحصينا من الجن لأن من كلام الله
الذي هو نور .. ونور الله يطرد كل ظلام في النفس وكل شيطان يقترب .. شرط الإخلاص
في المعاملة مع الله .
- والله أعلم.
جزاك الله عنا كل خير استاذنا الفاضل
ردحذفكفيت ووفبت في دحض وابطال هذه المعتقدات عن القرآن الكريم .. والذي اراه انها اخطر المعتقدات التي تصيب الناس في دينهم الحنيف لما فيه كذب على الله وعلى رسوله النبي الأمي الأمي .. صلى الله عليه وسلم
جعل الله القرآن ربيع قلبك
اللهم آمين يارب العالمين
بارك الله فيك
ردحذفجزاك الله خيراً يا أستاذ خالد... وحقيقي في موروثات سمعناها كتير كلها غلط . وفي الوقت الحالي كمان الموضوع بقى اكتر بسبب الفيديوهات اللي بتدعي ده وشيوخ الخدام والأنوار والكرامات 😂...
ردحذفجزاك الله خيرا استاذ خالد ربنا يبارك لك يارب
ردحذفاهداء الى روح محمود خلف
ردحذفالحلقة ١٨: أيها المريد... الحبيب الجفري
☆☆☆☆☆
الجزء ☆ ٢ ☆
كنت قد أوردت في في الجزء الأول من هذه الحلقة الاجزاء الاربعة المكونة للانسان وهي:
١_ الجسد ٢_ العقل ٣_ النفس ٤_ الروح وبقى الجزء الخامس وهو:
٥_ القلب: هو ملك الإنسان... يقول علماء التزكية وهو اللطيفة الربانية التي يصدر عنها القرار التي ترجع ميل النفس إلى الروح في العالم الأعلى أو إلى النفس الأمارة بالسوء في العالم الأسفل...
ولذلك سمي القلب لأنه يتقلب ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم ( يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك)
وقال سيدي أحمد زروق رحمة الله عليه أن من تقلبات القلب أنه ينقلب الى نحو الروح فيرتقي برقيها ويستقيم أمر الإنسان وتارة ينقلب الى جهة النفس ويستجيب لأهوائها وشهواتها فيسقط الإنسان في ذلك...
الا أنهم يقولون أن بين القلب المقصود به اللطيفة النورانية الرحمانية وبين القلب الصنوبري نوع صلة والأبحاث المتأخرة تشير إلى بوادر اكتشاف صلة بين قرار الإنسان وبين القلب الذي ينبض وأن الأمر ليس محصورا على المخ...
☆ من العجائب أن المعنويات عكس الحسيات إذ أن الحسيات الأكبر هو الذي يحوي الأصغر ولكن في المعنويات العكس ... الجسد هو الأصغر وهو يحوي النفس ويحوي العقل وهما أكبر ويحوي القلب وهو أكبر والقلب يحوي الروح والروح أكبر والروح يحوي السر وهو درجة خاصة في الروح وهو أعظم وأوسع وأكبر...
☆ العقل آلة التفكير... التفكر الذي أشار إليه القرآن والقلب آلة التدبر..
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) سورة محمد
☆ القلب آلة الفقه غير الفهم والفكر... هناك فكر وهناك فقه ناتج عن الفكر... هذا الفقه الناتج عن الفكر ليس المقصود به علم الفقه الحلال والحرام ولكن المقصود به الفهم المعمق (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) الحج
☆ العقل آلة التفكير، والقلب آلة القرار والفقه والتدبر والتدبير، والنفس إن بقيت على أماريتها بالسوء فهي داعي الخراب.. ومنفذ الشيطان الى الإنسان وأن تزكت وارتقت في مراتبها السبع تحولت إلى دافع الانسان إلى السير إلى الله عز وجل.
☆ والروح معراج الحب إذ أن الروح شأنها علوي فهي مشتاقة دوما إلى الصلة بجناب الحق هي متعلقة، عاشقة، محبة للقرب من الله عز وجل.
جزاكم الله خيرا أستاذنا الحبيب خالد
ردحذف*********
** كيف يعرف العبد أن الله أحبه:
- أن يحميك الله من فتن الدنيا
- أن يبتليك : من علامات حب الله أن يبتليك في نفسك أو ولدك أو مالِك أو يُعَاديك مع من كانوا حولك .. و لذلك في الحديث، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ " رواه البخاري.
-------------
تفَضَّل اللهُ سُبحانَه على عبادِه المؤمِنين بأسبابٍ كثيرةٍ لتكفيرِ الذُّنوبِ ورَفعِ الدَّرَجاتِ.
وفي هذا الحَديثِ بُشرَى عَظيمةٌ لكلِّ مَؤمنٍ، وتَعزيةٌ له فيما أصابَه؛ فقدْ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا، يُصِبْ مِنْهُ»،
وقولُه: «يُصِب» رُوِي بوجْهَينِ: بكسر الصَّاد «يُصِب»، وفتْحِها «يُصَب»، وكلاهما صَحيحٌ، ومعنَى «يُصِب» بالكَسرِ: أنَّ اللهَ تعالَى يُقدِّرُ عليه المصائبَ حتَّى يَبتليَه بها؛ أيْصبِرُ أمْ يَضجَرُ؟
ومعنَى «يُصَب منه» بالفَتْحِ: أنَّه يُنالُ منه ولم يُسمَّ الفاعِلُ هنا مِن بابِ مراعاةِ الأدبِ مع الله تعالَى؛ كما في قولِه تعالَى عن خَليلِه إبراهيمَ عليه السَّلامُ أنَّه قالَ: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينَ} [الشعراء: 80]، حيث لم يَنسُبْ المَرضَ إلى اللهِ تعالَى بينما نسَب الشِّفاءَ إليه، مع أنَّه هو سُبحانَه الذي يُقدِّر الكُلَّ.
والمصيبةُ: اسمٌ لكُلِّ مكروهٍ يصيبُ أحدًا، وإنَّما كانتِ المُصيبةُ خَيرًا؛ لِما فيها مِن اللُّجوء إلى المَولى عزَّ وجلَّ، ولِما فيها مِن تَكفيرِ السيِّئات أو تَحصيلِ الحَسناتِ، أو هما جميعًا. وقد قال تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]، ومعناه أنَّ المسلِمَ يُجزى بمصائِبِ الدُّنيا، فتكونُ له كَفَّارةً؛ فعلى المسلِمِ أن يصبرَ على المصائِبِ ولا يجزَعَ؛ حتى ينالَ الفَضْلَ من اللهِ برَفعِ دَرَجاتِه وتكفيرِ ذُنوبِه. ( موقع الدرر السنية ).
*********
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا .. يا رب .. يا رب .. يا رب
*********
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و سلم
إهداء إلى روح محمود خلف
ردحذفالحلقة ١٨: اهداء الى روح محمود خلف
☆☆☆☆☆
الجزء الثالث والأخير من الحلقة
☆ يوجد في الروح معنى لطيف وهي السر... عالم السر وأخفى... والسر له صلة بالروح وهو في القلب وهو آلة المشاهدة... أي البصيرة..
☆ اذا انفتقت عين البصيرة في السائر الى الله عز وجل أبصر مالا يبصره الناس ( اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله)
☆ وإذا هبت نسمة من النسيم العليل الرائق الذي يروح عن النفس شهد سر اللطف الإلهي ليشهد الله اللطيف في هبوب هذه النسمة...
☆ فالسر يشهد انوار الله في الدنيا وهو مفتاح يتصل بالعين الحسية في الآخرة في الجنة للنظر إلى وجه الله الكريم بغير جسد ولا عين ولا كيف...
☆ العين في الدنيا لا تستطيع أن ترى إلا الحوادث أي المحسوسات... لكن قوانين الآخرة تختلف عن قوانين الدنيا...
☆ العين في الجنة متصلة بالسر فانظر إلى الحق سبحانه وتعالى والقلب أيضا بما أنه حالة الفقه عن الله قالوا أنه آلة المعرفة بالله فالله تعالى يستدل عليه بالعقل ولكن ذاته لا تعرف بالعقل.
☆ العقل يدل على وجود خالق لكن كينونة هذا الوجود وقدس الذات الإلهية لا يدركها العقل. لا يصل إلى مداها، غير أن القلب هو مفتاح المعرفة بالله... والقلب هنا ليس العاطفة... العاطفة تعين القلب.
☆ العاطفة لها شأن متصل بالنفس... ولكن القلب اذا تصفى وتنقى من الادران والقاذرات وباطن الاثم من الكبر والحسد والبغضاء والتعالي واحتقار الآخرين والتعلق بالفتيات وظلمة المعاصي والذنوب وإستنار هذا القلب فتهيأ لمعرفة الله سبحانه وتعالى وهو المقصود من خلق الوجود
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦ الذاريات
☆ وأرقى مراتب العبادة المعرفة بالله لهذا قال ابن عباس في تفسير إلا ليعبدون: إلا ليعرفون
☆ ومن ارتقى بالمعرفة بالله ازداد حبا للعبادة وأصبحت العبادة عنده عشقا ليس مجرد تكليف يثقل الكواهل... بل ذوق وعشق وتوجه في باطن الإنسان
☆ والروح مهمتها الحب ( معراج الحب) ... ذوق المحبة إذا عرفنا ذلك عدنا إلى الحديث عن النفس
☆ الامام الغزالي ذكر النفس في العوائق.. لماذا؟
الاصل في خلق الإنسان هو الفطرة الحسنة
☆ كل مولود يولد على الفطرة... أي على الحال السليم... حتى النفس غير أن الله عز وجل بمعنى الأمانة والتكليف والاختبار في هذه الحياة الدنيا... جعل النفس منذ الولادة متشوفة إلى الرغبات...
هل الاعتقاد بفضائل بعض السور التى مرجعها مجربات وليست من احاديث صحيحة هو اعتقاد خاطيء ايضا مثلا قراءة سورة يوسف الحزن او سورة يس لقضاء الحاجات او سورة الاخلاص للزرق وغيره وهل العمل بها خطء علما بأن الكثير منها فعلا تجد اثره يعنى سورة يوسف مثلا اذا قرائتها وانا حزينة يتغير حالى للثبات والرضا والنصر ؟
ردحذف- أخي الكريم:
حذف=======
- لا مانع أن تظن أن في قراءة بعض السور ما يكون فيه شفاءمن هموم أو غم او لقضاء حاجات أو للرزق أو ما شابه ذلك .. لأن هذا أصلا من أوصاف عطاء القرآن .. لأن تنزيل القرآن مصحوبا بشفاء ورحمة .. والرحمة معناها الإحسان .. فكونك تطلب بقراءة لكلام الله أن يرفع عنك حزن أو ضيق أو يفتح لك أبواب الخير والرزق المادي أو المعنوي .. فهذا لا مانع منه .. بل وفيه خير إن شاء الله تعالى ..
#- والتوسل بكلام الله إلى الله مباح وفيه إذن من الله ومن النبي صلى الله عليه وسلم .. وبيان ذلك:
----------------------------------------------------
1- يقول تعالى: (وَاسْأَلُوا اللّهَ مِن فَضْلِهِ) النساء 32 .. والقرآن من فضل الله علينا .. فكان أحق ما نتوسل به إلى الله .. فنتخذه وسيله ندعو به إلى الله ونسأله به من فضله .. ويكفيك فعل النبي في ذلك كما جاء في الحديث (لا يمُرُّ بآيةِ رَحمَةٍ إلا وقفَ فسألَ، ولا يمُرُّ بآيةِ عَذابٍ إلا وقفَ فتعوَّذَ) صحيح أبي داوود ..
- ويمكنك بعد قراءة أي قرآن في أي وقت .. تقول بعد الختام .. اللهم إني أسألك بحق ما قرأت من القرآن أن " ..... وتطلب ما تريد ..... " ..
2 - جاء في الحديث عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فليسأل الله بِهِ .. فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ أَقوام يقرؤون الْقُرْآنَ يَسْأَلُونَ بِهِ النَّاسَ) صحيح َالتِّرْمِذِيُّ .. وذكره الألباني في صحيح الجامع وقال: حسن ..
- وفي رواية بلفظ (اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، وَاسْأَلُوا اللهَ بِهِ ... ) رواه أحمد .. وقال شعيب الأرنؤوط: حسن لغيره وهذا اسناده ضعيف.
- والله أعلم .
************************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
اللهم صل على سيدنا محمد أبد الأبد مادام المدد وعلى آله وسلم ..
ردحذفاسعدنى شرحك يا استاذ خالد وجزاك الله خيراً
ردحذفحين تلوي الدنيا قلبك وجعا فقد اشتاق...ضع يدك على قلبك و ردد دائما يا جبار
ردحذفمقال جميل الاستاذ خالد يصحح الكثير من المفاهيم و الموروثات الخاطئة ....عن نفسي في وقت مضى كنت أخاف من قراءة سورة الجن و كنت أظن اني بقراءتها الجن يحضر و أكون محاطة بهم ههههههه الله يتور بصيرتنا
تعلمت من الخاطر ( خالد أبو عوف)
ردحذفسورة الجن هي للتحصين من الجن وليس لتحضير الجن... وأن كلام الله تحضره الملائكة ... لأن كلام الله نور والنور لا يؤيده إلا من هو نور... وإذا أخلصت أبصرت... والعاقبة للمتقين..!!
كم من أصنام فكرية وموروثات عقائدية أفسدت حياتنا..!!
☆♡☆♡☆♡☆
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله..