(بحث غريب جدا
ولكنه ممتع جدا)
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- الحقيقة لا أستطيع القول بأن ما يتم تسميته بطاسة الخضة
هو خرافة .. ولا حتى أقدر أقولك ده كلام فاضي ولا له تأثير .. حتى
البعض يصف من يستخدم طاسة الخضة هو شخص جاهل .. !!
- قلت (خالد صاحب الرسالة): الذي يصف طاسة الخضة بكونها نوع من
الجهل فهو نظر لطاسة الماء ولم يستعمل طاسة رأسه ليفكر .. ولعل سبب اتهامه بالجهل
لفاعلها فذلك لأن فاعلها أكثرهم البسطاء الذين لم يكن لهم نصيب من العلم ..!!
- وعموما أظن أن الذي يتسرع بنسبه الجهل لمن يستخدم ما
يوصف بطاسة الخضة .. فهو شخص أعتقد لم يفهم مسألة طاسة الخضة
بصورة صحيحة وما المقصد منها وما يترتب عليها .. ولماذا تم اتخاذها أصلا ؟!!
- تعال معي نناقش الموضوع ده .. وفتح مخك وركز معايا .. لأن هذا بحث نفيس
جدا ودقيق المعنى وله علاقة بعقيدة دينية أيضا .. نعم لا تستغرب ذلك .. ولكن
استمتع بما ستقرأه .
1- ما
هي طاسة الخضة وسبب تسميتها بذلك ؟
أ- طاسة الخضة .. هي مجرد وعاء صغير قدر كف اليد تقريبا ولا
يحتمل بداخله أكثر من قدر كوب ماء متوسط أو صغير مثل كوب الشاي العادي .. ويتم صنع
طاسة الخضة من المعدن ..، ولا مانع أن يكون المستخدم هو وعاء من الفخار أو
البلاستيك .. وإنما سبب استخدامه من المعدن لأن يتم الكتابة عليه ببعض الآيات
القرآنية كآية الكرسي ..
- إذن فالسر ليس في المعدن .. لا .. وإنما
لأن المعدن يتم الكتابة عليه .
ب- وكلمة (الخضة): يقصد بها الفزع الذي ينزل بالإنسان ..
نتيجة كوابيس مستمرة .. أو حسد يضره في مكان في جسمه .. أو مس عارض حدث له بصورة
مفاجئة ويسبب له حالة من الخوف بلا سبب ..
2- لماذا يتم عمل
الطاسة من معدن النحاس أو الفضة ؟
- غالب تصنيع طاسة الخضة تكون من خلال معدن النحاس ونادرا ما يكون من الفضة .. وسبب ذلك
أمرين:
أ- لأنه معدن لين ويسهل الدق والنقش عليه
بالكتابة.
ب- لأنه لا يصيبه الصدأ .
- وذلك بخلاف الحديد مثلا .. الذي يصعب الدق والنقش عليه ويصيبه الصدأ
وبالتالي تنتقل أمراض غريبة للجسم بسبب هذا الصدأ .
- ملحوظة: أحيانا بعض صانعي هذه
الطاسة يزينوها بوضع مفاتيح صغيرة معلقة في هذه الطاسة .. وهي مجرد رمز لتيسير الأمر وقضاء الحاجة
.. ولكن في الأصل لا علاقة له بطاسة الخضة .. وهي مجرد زينة مخترعة من البعض ولا
قيمة لها بل .. والأفضل أن لا تشتري شيئا كهذا فقد يمنع الله البركة منه لأنك تظن
أن البركة أو السر في المفاتيح .. وهذا حينئذ جهل فعلا بل وحماقة ..!!
3- ما سبب أن طاسة
الخضة يتم كتابة آيات فيها أو حتى مجرد اسم الله ؟
- ذلك ليس تبركا بالذكر فقط .. وإنما
الأصل هو لمنع العوارض الشيطانية من التعرض لهذا الماء .. وكأنها مثل لافتة ممنوع
اللمس .. وفي نفس الوقت لعل البعض قد يظن أن هذا الذكر يكون سبب جذب لبعض الأرواح
الطيبة أن يجد الماء عليه ذكر الله أو في مكان عليه ذكر الله .. فيعلم حاجة هذا
الشخص بكونه يرجو شفاء من وراء استخدام هذا الماء .. فيدعو لصاحب هذا الماء بشفاء
عاجل ..
- ولكن انتبه: فالأصل في وضع الماء ليلا مكشوفا هو امتزاجه بندى السماء .. ولا علاقة
للمسألة بالذكر أصلا .. وإنما شرحت لك سبب فعل كتابة الآيات على ما تسمى
بطاسة الخضة .. وسيأتي توضيح ذلك بعد قليل ..
4- في أي شيء
يتم استخدام طاسة الخضة ؟
- كان يتم استخدامها للذي تصيبه كوابيس باستمرار .. أو
من يحدث له لمَّة أو مس مفاجيء نتيجة مروره بجوار مزبلة أو مكان مهجور .. فيصبح
وكأن به فزعا وخوفا من لا شيء ولا يعرف سببه .. أو نتيجة حسد ترتب عليه وهن وضعف في
القدرات الجسمانية .. وهذا غالبا يتم استخدامه مع التي كانت ترضع وتوقفت الرضاعة
فجأة بعد زيارة لبعض الناس .. أو لصبي كان يلعب في الحمام وسقط فيه خاصة حمامات
الأرياف .. وفي الإجمال تستخدم لكل من حدث له شيء مفاجيء في حياته وأثر على قواه
البدنية فجأة .. وهي مخصوصة في الأصل للكوابيس وللحسد والمكبوسة أي المحسودة بسبب
منع عنها الحمل مرة أخرى أو منع عنها الرضاعة بعد زيارة بعض الناس.
5- ما هي طريقة استخدام طاسة
الخضة ؟
- وطريقة الاستخدام تكون كالتالي .. فيأتي
بهذه الطاسة ويتم وضع الماء فيها .. ويمكن أن تأتي بكوب ماء عادي أو كوب بلاستيك
أو فخاري .. وليس بالضرورة ما يسمى بطاسة الخضة .. (فلا تنسى ذلك) ..
-
ويمكن أن تضع لبن بدلا من الماء .. ويضع فيه سبعة
تمرات .. تبركا باللبن والتمر .. أو وضع التمرات مع الماء .. فالبعض يفعل هذا أو ذاك .. ولكن الأصل هو الماء فقط .
- ويمكن أن تقرأ على الماء الفاتحة وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة
والمعوذات الثلاثة .. قبل
أن تضع الماء في وقت الليل .. ويمكن أن لا
تقرأ شيئا مطلقا ..
- ثم تضع الطاسة أو الكوب على سطح البيت أو على سور بلكونة منزلك
.. كما تجد البعض يضع طاسة فيها ماء للطيور على سور بلكونة منزله لتأتي
الطيور وتشرب منها ..
- ويتم وضع كوب الماء من بعد المغرب .. إلى
الفجر .. ويتم إدخال الكوب بعد صلاة الفجر أو بعد وقت الفجر .. وتمسى هذه الطريقة
بالتنجيم أي وضع الماء مكشوفا تحت النجوم مثل البحر المكشوف للنجوم في الليل ..
ليس لأن النجوم تؤثر في الماء .. ولكن لأن بركة الله تنزل من السماء في هيئة الندى
.. فعسى أن يكون فيها طهارة للإنسان .. مثل ماء المطر ..
- ولكن سبب ترك بعض الماء مكشوفا على سور البلكونة ليلا .. عسى أن يصاب بندى ينزل من السماء طهورا فيكتسب الماء من بركة هذا
الندى المتساقط .. فيكون سببا لطيفا من أسباب الشفاء .. وليس بالضرورة أن يحدث ذلك
.. ولذلك البعض في وقت الشتاء يأتي بالمطر ويتحمم به تبركا به لكونه طهورا من
السماء .
- ويتم استخدام هذا الماء
كدهان فقط .. ويتم المسح به على منطقة الظهر بالكامل وعلى منطقة البطن والصدر .. أي
على النصف العلوي من الجسم .. أو حسب الشعور الألم حتى لو على الرجلين أو الرأس .
- ولا يتم الشرب أبدا من هذا الماء .. إياك والشرب
منه .. فأنت لا تأمن ما حدث فيه من تغيرات الجو ..
6- لماذا يتم أخذ الماء قبل ظهور
الشمس ؟
-
الفكرة قائمة على أن ضوء الشمس قد يبخر نسمات الندى التي تركت أثرا في الماء ..
فيصبح الماء وكأنه لم يصاب بشيء .
7- من أين أتت فكرة طاسة الخضة ؟
- الذي أظنه وأحسبه من وجهة نظري .. أن الفكرة أتت من خلال تحويل الماء العادي لماء ممسوسا ببركة نازلة من
السماء .. فيكون الظن أن فيها نوعا من البركة المؤثرة بحدوث شفاء من بعض
أنواع الحسد أو المس المفاجيء .. وفضل ربنا يكون في أكثر من ذلك بكثير .
#- ولعل كل ما سبق يندرج تحت أصل قرآني ونبوي .. وهو التبرك بما ينزل من السماء ..
- يقول تعالى: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا
فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ) ق:9.
- ويقول
تعالى: (وَأَنْزَلْنَا
مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا)
الفرقان:48.
#-
وفي الحديث النبوي:
أ- (حديث صحيح) .. عن أنس بن مالك: (أَصَابَنَا
وَنَحْنُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَطَرٌ، قالَ: فَحَسَرَ
رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَوْبَهُ، حتَّى أَصَابَهُ مِنَ
المَطَرِ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، لِمَ صَنَعْتَ هذا؟ قالَ: لأنَّهُ حَديثُ
عَهْدٍ برَبِّهِ تَعَالَى) صحيح
مسلم.
- قوله (فحسر ثوبه): أي كشف وأزال بعض ثوبه عن بدنه قليلا كالذي يرفع جلبابه قليلا .. والمقصد
هو أنه رفع بعض ثوبه دون انكشاف العورة ليصيب هذا المطر بعض أجزاء من بدنه .
- قوله (حديث عهد بربه): أي لم يختلط بأي شيء وقد نزل طهورا .. فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن
يستمتع بطهورية هذا الماء كما هو ..
ب-
وفي (حديث صحيح) .. يقول أنس بن مالك: (حتَّى
رَأَيْتُ المَطَرَ يَتَحَادَرُ علَى لِحْيَتِهِ) صحيح البخاري.
-
وذلك حينما دعا النبي بنزول المطر حين الدعاء للإستسقاء
بالمطر .. فكان المطر ينزل على وجهه ولحيته وكأن النبي متعمد ذلك متبركا به ولم
يركن إلى ساتر ليقيه المطر لفترة وجيزة .. وكأنه رفع رأسه للسماء مستقبلا المطر
فرحا برحمة الله .. والله أعلم .
ج-
وفي (حديث صحيح) .. تقول السيدة عائشة أن النبي كان: (يقولُ إذَا رَأَى المَطَرَ: رَحْمَةٌ) صحيح مسلم.
-
حتى أن العلماء يقولون أن التعرض لشيء من
المطر هو سنة نبوية كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم فعلها .. استقبالا لرحمة
الله وتبركا به كونه طهورا .. والله أعلم.
8- ما هي أنواع المياه التي لها
أثر على الإنسان بالخير ؟
- يمكن لمن يسكن بجوار نهر أو بئر مكشوف أو بحر .. يأتي
بالماء منه قبل عند اقتراب الفجر .. ويستخدمه كدهان ويمسح به ..، ويمكن أيضا
استخدام المياه الجوفية كدهان لقوة طهارتها .. وكذلك يأتي بماء البحر عند اقتراب
ظهور الفجر .. وهكذا في كل ماء مكشوف للسماء في فترة الليل .
- إذن فالفكرة كلها في مسألة طاسة الخضة .. هو تحويل الماء العادي لماء ممسوسا ببركة طهارة نازلة من السماء ..
والله أعلم .
#- خلاصة القول:
1- أن طاسة الخضة .. هي مجرد تجربة ظهرت في شكل وعاء مثل الكوب الممتليء بماء والذي يترك
في فترة الليل مكشوفا أمام السماء .. وهذه الطاسة أو الوعاء الذي يستخدم ماءه
كطريقة لمنع الكوابيس أو لمحو وطرد أثر الحسد أو ما يطرأ فجأة بلا سبب على الإنسان
من عوارض تؤثر على جسمه بالهمدان أي الوهن الجسدي ..
2- وانتبه: فقد يجد الإنسان أثر ونتيجة لهذه الطريقة .. وقد لا يجد .. لأن هذا كله من فضل الله وإذن الله .. فإن شاء أنزل قطرات من السماء
فيها طهارة لك .. وإن شاء منع ذلك .. فهذا مجرد سبب لا غير ذلك .. والأمر كله بيد
الله .
3- ملحوظة: عند المسح بهذا الماء المتروك في فترة الليل .. يمكنه تكرار (بسم الله الرحمن الرحيم) تبركا بها وهو
يمسح بهذا الماء على الجسم .. أو قراءة ما تحب من آيات الله كآية الكرسي وخواتيم
سورة البقرة والمعوذات .
- ولكن لا تقرأ على الماء بعد أن تأخذه في الليل عند الفجر
.. فيخطر في عقلك أن تقرأ عليه قرآن للبركة .. لا .. فلعل في أنفاسك ما يفسد
هذا الماء بسبب غيبة كنت تفعلها قبل قليل ولم تطهر فمك منها بالإستغفار .. أما إذا
كنت تعتقد في نفسك أنك شخص لا يغلط لسانك .. فاقرأ ..!!
- والأفضل أن تترك الماء على حاله وتمسح به .. مع ذكر البسملة وأنت تمسح ..
4- فكرة مسألة طاسة الخضة .. غرضها هو تحويل الماء العادي لماء ممسوسا ببركة طهارة نازلة من السماء
.. لم يمسها السوء ..
5- وإذا كانت المشكلة في وصف الطريقة بكونها (طاسة الخضة) .. فيمكنك تسمية الطريقة بطريقة (التمتع بعطاء السماء)
أو (طاسة بركة السماء) أو (ماء البركة) .. فلعل هذا لفظ شيك وحلو بالنسبة إليك ..
- وطرق العلاج عند البسطاء .. لا
تستخف بها ولا تلقها وراء ظهرك طالما لا تخالف عقلا ولا شرعا .. فإن كانوا هم
أنفسهم لا يعلمون حكمة فعلهم لما يفعلوه إلا أنهم يجدوا له أثر .. فهذا لابد أن
يكون وراءه حكمة .. إلا أن هذا الأصل انطمست حقيقته مع مرور الزمن .
- والله أعلم .
*****************************
..:: س287: ما هي رقية الحية ورقية العقرب ؟ ::..
(حقيقة
رقية:
بسم الله شجة قرنية ملحة بحر قفطا)
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- نظرا لأن الناس تبحث دائما عن الغرائب والغير مفهوم .. ويجعلون فيه السر العجيب .. فتجد بعض
الروحانيين يزينون للناس بعض العزائم المخلوطة بألفاظ غير مفهومة .. ويزعمون أنها
السر العجيب في قضاء الحوائج والعلاجات .. وحتى يقنعوك بأن تقرأ هذه العزائم فهم
ينقلون بعض الروايات لإثبات أن اللغات التي يتوسلون بها للجن هي مدد من الله ..
واستدلوا على ذلك بحديث نبوي ..!!
#- أولا: من كتب أهل السنة .. حديث
فيها كلمات غريبة جعلوا منه حجة شرعية في إباحة العزائم الغير مفهومة اللفظ ..
- (قلت خالد صاحب الرسالة) .. قد
تتبعت رواية هذا الحديث فوجدته تم روايته عن ثلاثة من الصحابة .. وإليك بيان هذا
الحديث ..
1- (حديث
ضعيف جدا) .. عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
صَالِحٍ، نا اللَّيْثُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ: (عَرَضْنَا عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رُقْيَةً مِنَ الْحُمَةِ
فَأَذِنَ لَنَا فِيهَا وَقَالَ: " إِنَّمَا هِيَ مَوَاثِيقُ ".
وَالرُّقْيَةُ: بِسْمِ اللَّهِ شَجَّةٌ قَرْنِيَّةٌ مِلْحَةُ بَحْرٍ قَفْطَا) رواه الطبراني
في الأوسط ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة ..
وقال الهيثمي إسناده حسن..!!
#- قال الشيخ أبو
أسامة، سليم بن عيد الهلالي في تخريج هذا الحديث:
-
إسناده ضعيف جدًا .. أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة
الصحابة" (3/ 1182) من طريق يحيى بن أيوب عن يحيى بن بكير به..، وأخرجه
البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 385 - 386/ 1284)، والطبراني في
"المعجم الأوسط" (8/ 297/ 8686) -وعنه أبو نعيم الأصبهاني في
"معرفة الصحابة" (3/ 1882/ 2995) -، وابن الأعرابي في "معجمه"
(3/ 1056 - 1057/ 2271) بطرق عن عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد به.
- قلت (أي الشيخ أبو أسامة): وهذا إسناد
ضعيف جدًا، فيه ثلاث علل:
-
الأولى: إسحاق بن رافع؛ قال أبو حاتم الرازي؛ كما في "الجرح
والتعديل" (2/ 219): "ليس بقوي؛ لين".
-
الثانية: سعد بن معاذ الأنصاري، ذكره البخاري في "التاريخ
الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكرا فيه جرحًا
ولا تعديلًا ولا راويًا عنه إلا إسحاق هذا الضعيف، ولم يوثقه إلا ابن حبان؛ فهو
مجهول.
-
الثالثة: الحسن البصري؛ مدلس وقد عنعنه.
- وقد فاتت كلُ هذه العلل الحافظ الهيثمي في "مجمع
الزوائد" (5/ 111) حين قال: "إسناده حسن". (عُجالةُ الرّاغِب المُتَمَنِّي في تخريج كِتابِ «عَمَلِ
اليَوم وَالليلة» لابن السُّنِّي حديث رقم 576 ج2 ص648).
2- (حديث ضعيف جدا) .. عن
مُوسَى
بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: (ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رُقْيَةٌ مِنَ الْحُمَةِ، فَقَالَ: "
اعْرِضُوهَا عَلَيَّ "، فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ: بِسْمِ اللَّهِ قَرْنِيَّةٌ
شَجَّةٌ مِلْحَةُ بَحْرٍ قِفْطًا، فَقَالَ: هَذِهِ مَوَاثِيقُ أَخَذَهَا
سُلَيْمَانُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْهَوَامِّ، لَا أَرَى
بِهَا بَأْسًا) ..، قَالَ: فَلُدِغَ رَجُلٌ وَهُوَ مَعَ عَلْقَمَةَ، فَرَقَاهُ
بِهَا، فَكَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ) رواه الطبراني في الأوسط ..، ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة ورواه الذهبي في ميزان الإعتدال وقال: فيه "إسماعيل بن مسلم" متروك ..، وقال
الهيثمي: وفيه من لم أعرفه.
#- قال الشيخ أبو
أسامة، سليم بن عيد الهلالي في تحقيق الحديث السابق:
-
إسناده ضعيف جدًا .. أخرجه الطبراني في "المعجم
الأوسط" (5/ 266/ 5276)، والأزدى في "الضعفاء"، كما في "ميزان
الاعتدال" (2/ 99) - من طريق موسى بن أعين به.
-
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي معشر إلا إسماعيل بن
مسلم ولا عن إسماعيل إلا زيد بن بكر، تفرد به: موسى بن أعين".
-
قلت (أي الشيخ أبو أسامة): وهو ثقة عابد؛ كما في "التقريب"،
لكن العلة فيمن فوقه:
-
فأبو معشر نجيح السندي: ضعيف، أسن، واختلط؛ كما في
"التقريب".
-
وإسماعيل بن مسلم المكي: ضعيف الحديث، كما في "التقريب".
-
وزيد بن بكر: منكر الحديث جدًا؛ قاله الأزدي.
-
أما الهيثمي؛ فقال في "مجمع الزوائد" (5/ 111): "رواه الطبراني في
"الأوسط"؛ وفيه من لم أعرفه" أ. هـ. (عُجالةُ الرّاغِب المُتَمَنِّي في تخريج كِتابِ «عَمَلِ
اليَوم وَالليلة» لابن السُّنِّي حديث رقم 574 ج2 ص646).
3- (حديث
ضعيف جدا) .. عبد الأعلى بن واصلٍ الأسدي، قال: حدثنا أبو
نعيمٍ النخعي، عن فطر بن خليفة العزرمي، عن أبي الزبير، عن
جابر بن عبد الله قال: (كان بالمدينةِ رجلٌ يُكنى أبا مُذَكَّرٍ يَرقي من العقربِ
فينفعُ اللهُ بذلك ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّمَ
: يا أبا مُذَكَّرٍ ما رُقيَتُكَ هذه ؟ اعْرِضْها عليَّ ، فقال : "شجةٌ
قرنيةٌ ملحةٌ بحرٌ قفطًا - أو
لفطا، نطفا، أو نفطا ثفقا لا محقا" ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه
وسلَّمَ : لا بأسَ بهذا ، وهذه مواثيقٌ أخذها
سليمانُ بنُ داودَ على الهوامِ) رواه الترمذي في نوادر الأصول .. وذكره بن حجر في الإصابة في
تمييز الصحابة حديث رقم 10517 وقال: حديث ضعيف ..، (قلت
خالد صاحب الرسالة): لم أجد في السند شخص اسمه (العزرمي) وأعتقد هو تحريف
في نسخة نوادر الأصول .. وإنما الموجود هو (فطر بن خليفة المخزومي) فتحرف لفظ (المخزومي
إلى العزرمي) .. وهو الذي وصفه الإمام بن حجر بالضعف ..، ولكني (خالد) وجدت علة
ثانية في السند وهو (عَبْد الرَّحْمَنِ بن هانئ - أبو نعيم النخعي الصغير) وهو متروك
الحديث وكذبه بن معين .. وإليك ما قاله فيه العلماء: قال عَبد اللَّهِ بْن أحمد بْن
حنبل، عَن أبيه: ليس بشيءٍ..، وَقَال عَلِيّ بْن الحسن الهسنجاني: سمعت يحيى بن
مَعِين يقول: بالكوفة كذابان: أبو نعيم النخعي، وأبو نعيم ضرار بْن صرد..، وَقَال
معاوية بْن صالح: سألت يحيى بْن مَعِين عَن أَبِي نعيم النخعي، فقال: من جالسه عرف
ضعفه ..، وَقَال أَبُو حَاتِم: لا بأس بِهِ يكتب حديثه..، وَقَال أَبُو دَاوُدَ،
والنَّسَائي: ضعيف.. (راجع تهذيب الكمال ترجمة
رقم 3982)..، ويوجد في الحديث علة ثالثة: وهي عنعنة أبي الزبير إذ هو دلس
في الرواية عن جابر بن عبد الله .. ويوجد في الحديث علة رابعة: وهي أن المتن مضطرب
جدا ولا يوجد لفظ صحيح لتلك الرقية وإنما مجرد احتمالات قالها الراوي ..!! والله
أعلم .
- ملحوظة: قال الحكيم الترمذي بعد أن روى تلك الرواية السابقة: فهذه رقية ذكر لنا أنها بلغة
حمير، لم ير بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأساً إذ كانت مواثيق .. (راجع جامع الأصول حديث رقم 526 ج2
ص488).
#- ثانيا: من كتب جماعة الشيعة .. حديث
فيها كلمات غريبة جعلوا منه حجة شرعية في إباحة العزائم الغير مفهومة اللفظ ..
1- (حديث باطل ومكذوب - مجهول السند) ..عن رقية العقرب: (يَكْتُبُ بُكْرَةَ يَوْمِ اَلْخَامِسِ مِنْ إِسْفَنْدَارْ مَذْ
مَاهَ وَ يَكُونُ عَلَى وُضُوءٍ وَ لاَ يَتَكَلَّمُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ
اَلْكِتَابَةِ وَ يَحْفَظُهُ لاَ تَلْدَغُهُ عَقْرَبٌ "بِسْمِ اَللَّهِ
سَبِّحْهُ سحه قرنيه برنيه ملحه بحر قعيا برقعيا قفطا قطعه تفطه") رواه الطبرسي في مكارم الأخلاق ص413.
2- (حديث باطل ومكذوب - مجهول السند) .. عن رقية الحية: (وَهِيَ رُقْيَةُ سُلَيْمَانَ اَلنَّبِيِّ عَلَى نَبِيِّنَا
وَ آلِهِ وَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ خَاتَمُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ أخ أخ و
ماسكه ملائكة هبوا سبومار و اماذا و داقوى فرادى مَرْيَمَ هندنا بِسْمِ اَللَّهِ
خَاتَمٌ وَبِاللَّهِ اَلْخَاتَمُ ... تَقْرَأُ ذَلِكَ ثَلاَثاً فَإِنَّهَا تَقِفُ
وَتُخْرِجُ لِسَانَهَا فَخُذْهَا عِنْدَ ذَلِكَ) ...،
(وَإِذَا
أَرَدْتَ أَنْ لاَ تَدْخُلَ اَلْحَيَّةُ مَنْزِلَكَ تَكْتُبُ أَرْبَعَ رِقَاعٍ وَتَدْفِنُ
فِي زَوَايَا بَيْتِكَ "بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ هجه ومهجه
ويهوريحيا و اطرد") رواه الطبرسي في مكارم الأخلاق ص413.
- قلت (خالد
صاحب الرسالة):
- قد تبين لك أخي الحبيب .. أن
الروايات سواء عند اهل السنة أو جماعة الشيعة فكلاهما لم يصح عندهما شيئا من هذه
العزائم المذكورة في الروايات المذكورة في كتبهم ..
#- ثالثا: عن الأحاديث التي تكلمت عن
رقية الحية والعقرب في صحيح الروايات ..
1- (حديث صحيح) .. عن السيدة عائشة قالت: (رَخَّصَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الرُّقْيَةِ مِنْ كُلِّ
ذِي حُمَةٍ) صحيح البخاري.
- قوله (حُمَة): أي كل حيوان أو حشرة لها لدغة أو لسعة
كالعقرب والأفعي والعنكبوت الناموس وغير ذلك مما يترتب عليه ظهور سم أو ما يشابهه
في الجسم ويؤدي لارتفاع حرارة الجسم بشدة ..
2- (حديث صحيح) .. عن السيدة عائشة قالت: (رخَّص رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الرُّقيةِ مِن الحيَّةِ والعَقْربِ) رواه بن حبان .. وقال الأرنؤوط: إسناده
صحيح.
3- (حديث صحيح) .. عن جابر بن عبد الله
قال: (رَخَّصَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لِآلِ
حَزْمٍ في رُقْيَةِ
الحَيَّةِ) صحيح مسلم.
4- (حديث صحيح)
.. عن جابر بن عبد الله قال: (كانَ أَهْلُ بيتٍ منَ الأنصارِ ،
يقالُ لَهُم آلُ عمرو بنِ حزمٍ ، يَرقونَ منَ الحُمةِ ، وَكانَ رسولُ اللَّهِ
صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، قد نَهَى عنِ الرُّقى ، فأتوهُ فقالوا : يا رسولَ
اللَّهِ ، إنَّكَ قد نَهَيتَ عنِ الرُّقى ، وإنَّا نَرقي منَ الحمةِ ، فقالَ لَهُم:
اعرِضوا عليَّ فعرَضوها علَيهِ ، فقالَ : لا بأسَ بِهَذِهِ .. هذِهِ مواثيقُ) رواه بن ماجه .. وقال الأرنؤوط: إسناده حسن ..، وذكره
الألباني في صحيح بن ماجه.
- وفي (حديث صحيح) .. بلفظ عن جابر بن عبد الله قال: (أنَّ
عَمْرَو بنَ حَزْمٍ دُعِيَ لِامرأةٍ بالمَدينةِ لَدَغَتْها حَيَّةٌ لِيَرْقيَها،
فأبى، فأُخبِرَ بذلك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم فدَعاه، فقال عَمْرٌو:
يا رسولَ اللهِ، إنَّكَ تَزجُرُ عن الرُّقى، فقال: اقْرِأْها عليَّ، فقَرأها عليه،
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: لا بَأسَ، إنَّما هي مَواثيقُ فارْقِ
بها) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: صحيح.
5- (حديث صحيح) .. عن جابر بن عبد الله
قال: (أَرْخَصَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في رُقْيَةِ الحَيَّةِ
لِبَنِي عَمْرٍو. قالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: وَسَمِعْتُ جَابِرَ بنَ عبدِ اللهِ
يقولُ: لَدَغَتْ رَجُلًا
مِنَّا عَقْرَبٌ وَنَحْنُ جُلُوسٌ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلَّمَ .. فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، أَرْقِي ؟ قالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ
مِنكُم أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ) صحيح مسلم.
#- (قلت خالد صاحب الرسالة): لو انتبهت أخي الحبيب للروايات السابقة .. لم يتم ذكر
رقية الحية والعقرب التي أجازها النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الناس .. لأنه بكل
تأكيد لم يتم ذكرها في هذه الروايات وإلا كان أصحاب هذه الأحاديث ذكروها لنا ..!!
#- رابعا: الروايات التي تكلمت عن
الوقاية من لدغات ذوات السموم ..
1-
(حديث
صحيح) .. عن أبي هريرة قال: (أُتِي النبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ بلَديغٍ لدَغَتْه عَقْربٌ، قال: فقال: لو قال: أعوذُ بكلماتِ
اللهِ التامَّةِ من شرِّ ما خلَقَ لم يُلدَغُ. أو: لم يضُرَّه) رواه أبو
داود .. وذكره الألباني في صحيح أبي داود.
2-
وفي (حديث
صحيح) .. بلفظ: (لدَغَت عقربٌ رجُلًا، فلم يَنَم لَيلتَهُ، فقيلَ للنَّبيِّ
صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، إنَّ فلانًا لدَغتهُ عَقربٌ، فلَم يَنَم ليلتَهُ،
فقالَ: أما إنَّهُ لو قالَ، حينَ أمسى: أعوذُ بِكَلماتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِن
شرِّ ما خلقَ، ما ضرَّهُ لدغُ عقربٍ حتَّى يُصْبِحَ) رواه بن ماجه .. وذكره
الألباني في صحيح بن ماجه.
#- خامسا: الروايات التي تكلمت عن العلاج من ذوات السموم ..
1- (حديث حسن) .. عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ،
عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: (لدغتِ النبيَّ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عقربٌ وهو يصلِّي فلما فرغ قال لعن اللهُ العقربَ لا تدعُ
مصليًا ولا غيرَه ثم دعا بماءٍ وملحٍ فجعل يمسحُ عليها ويقرأُ قُلْ يَا أَيُّهَا
الْكَافِرُوْنَ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ النَّاسِ)
رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الطب وأبو الشيخ في تاريخه والحسن الخلال في
فضائل سورة الإخلاص ..، قال الهيثمي: إسناده حسن..، وقال
الأرنؤوط في تحقيق رواية بن ماجة برقم 1246 ج2 ص300: إسناده صحيح..، وذكره
الألباني في الصحيحة برقم 548 ..، (قلت
خالد صاحب الرسالة): الإمام الدارقطني له رأيا
في هذا الحديث وهو أنه يراه مرسلا وبالتالي يكون الحديث فيه ضعف .. إذ يقول رحمه
الله: هو حديث يرويه المنهال بن عمرو، واختلف
عنه: فرواه مطرف بن طريف عن المنهال فأسنده إسماعيل ابن بنت السُّدَّي عن محمد بن
فضيل عن مطرف عن المنهال بن عمرو عن ابن الحنفية عن علي ..، وخالفه موسى بن أعين
وأسباط بن محمد وغيرهما فرووه عن مطرف عن المنهال عن ابن الحنفية مرسلاً ..، وكذلك
رواه حمزة الزيات، عن المنهال، عن ابن الحنفية مرسلا...، وهو أشبه بالصواب. (علل الدارقطني ج4 ص124 حديث رقم 462).
2-
(حديث صحيح) .. عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: (بَعَثَنَا
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ فَنَزَلْنَا
بِقَوْمٍ، فَسَأَلْنَاهُمُ القِرَى فَلَمْ يَقْرُونَا، فَلُدِغَ سَيِّدُهُمْ
فَأَتَوْنَا فَقَالُوا: هَلْ فِيكُمْ مَنْ يَرْقِي مِنَ العَقْرَبِ ؟ قُلْتُ:
نَعَمْ أَنَا، وَلَكِنْ لاَ أَرْقِيهِ حَتَّى تُعْطُونَا غَنَمًا، قَالُوا:
فَإِنَّا نُعْطِيكُمْ ثَلاَثِينَ شَاةً، فَقَبِلْنَا فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ:
الحَمْدُ لِلَّهِ (أي سورة الفاتحة) سَبْعَ
مَرَّاتٍ .. فَبَرَأَ (أي شفي)
وَقَبَضْنَا الغَنَمَ، قَالَ: فَعَرَضَ فِي أَنْفُسِنَا مِنْهَا شَيْءٌ فَقُلْنَا:
لاَ تَعْجَلُوا حَتَّى تَأْتُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَيْهِ ذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي صَنَعْتُ، قَالَ: وَمَا
عَلِمْتَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ (أي وما أدراك بأنها رقية) ؟
اقْبِضُوا الغَنَمَ وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ (أي بنصيب
منها)) رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح ..
ورخص الشافعي للمعلم أن يأخذ على تعليم القرآن أجرا، ويرى له أن يشترط على ذلك، واحتج بهذا
الحديث.
- وفي رواية بلفظ: (أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَرُّوا بِحَيٍّ مِنَ العَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ وَلَمْ يُضَيِّفُوهُمْ،
فَاشْتَكَى سَيِّدُهُمْ فَأَتَوْنَا فَقَالُوا: هَلْ عِنْدَكُمْ دَوَاءٌ؟ قُلْنَا:
نَعَمْ، وَلَكِنْ لَمْ تَقْرُونَا وَلَمْ تُضَيِّفُونَا، فَلَا نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا
لَنَا جُعْلًا (أي عطاء لو تم العلاج) ، فَجَعَلُوا عَلَى ذَلِكَ قَطِيعًا مِنَ الغَنَمِ .. قَالَ:
فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنَّا يَقْرَأُ عَلَيْهِ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ .. فَبَرَأَ .. فَلَمَّا أَتَيْنَا
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ .. قَالَ: «وَمَا
يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟» ـ وَلَمْ يَذْكُرْ نَهْيًا مِنْهُ ـ وَقَالَ: «كُلُوا
وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ») رواه الترمذي وقال: هذا حديث صحيح ..،
وذكره الألباني في صحيح الترمذي.
3-
ثالثا: (حديث
ضعيف جدا) .. عن أبي هريرة قال: (مرَّ معاذُ بنُ
جبلٍ برجلٍ لسعَتهُ حيَّةٌ أو لدغتهُ عقربٌ فوضعَ يدَهُ على موضعِ اللَّسعةِ ثمَّ
قالَ بسم اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ثمّ قرأَ الحمدُ فبرأَ الرَّجلُ وأذهبَ
اللَّهُ عنهُ الدَّاءَ فأخبرَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ
والَّذي بعثَني بالحقِّ لو قُرِئت على كلِّ داءٍ بين السَّماواتِ والأرضِ لشفى
اللَّهُ صاحبَهُ وأذهبَ عنهُ الدَّاءَ) رواه بن عدي في الكامل في الضعفاء
.. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفيه (زيد بن
أبي نعيم) وهو مجهول ..، وفيه (عبد الله بن إبراهيم بن أبى عمرو الغفارى ) وهو
متروك الحديث ومتهم بوضع الحديث..، ولكن يشهد لطريقة العلاج الحديث الصحيح السابق
المروي عن أبي سعيد الخدري.
#- سادسا: ويتبقى
السؤال الذي هو: لماذا
لعن النبي العقرب ؟!! .. فقال: (لعن الله العقرب ما تركت مصليا
ولا غير مصلي ..) أليس العقرب من خلق الله وهو يؤدي دوره
الذي خلقه الله له ؟
- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1-
لو تأملنا الحديث سنجد أن صلى الله عليه وسلم .. لم يلعن العقرب وإنما أقر وضع
حقيقي عليه العقرب ..
-
فالكلام كلام على سبيل إقرار الواقع فعلا .. وليس على سبيل الدعاء على العقرب
.. فقول النبي هو جملة خبرية .. وليس دعائية ..
-
وكأن النبي يريد أن يقول: إن الله قد لعن العقرب فحجب عنه كونه نافعا
للإنسان وجعله مؤذيا له .. ولذلك فهي لا تترك مصليا ولا غيره ..
-
ومعنى اللعن هو الحجب .. ويقصد به هنا أن الله حجب رحمته عن هذا الحيوان في
علاقته بالإنسان .. أي أن الله قد سلب منها النفع للإنسان وترك فيها الضر للإنسان فكان مؤذيا له كما هو حال الشيطان .. وذلك من باب
الابتلاء والفتنة ..
-
فكان اللعن حال كونه مؤذيا للإنسان بضره وسمومه .. وذلك لسلب الرحمة الإلهية من هذا
العقرب تجاه الإنسان .. وإن كانت له مهمته في الوجود التي خلقه الله لها في الحياة
..
-
وكذلك كل حيوان قد ظهر لفظ اللعن من النبي له .. ليس لأن النبي قد دعا عليه باللعن
.. ولكن النبي كان يقر حقيقة إلهية مودعة في هذا الحيوان وانه مؤذيا للإنسان فلا
خيرية فيه للإنسان ..
2-
وفي هذا الحديث نقطة مهمة جدا يجب أن يفهمها المؤمن .. وهي أن المؤمن ليس لكونه مصليا
ويقف بين يدي الله .. فإن المؤذيات لن تقترب إليه .. لا .. فالمؤذيات قد تقترب
إليك لتؤدي دورها القدري معك .. لأن الإنسان والحيوان كلاهما لهما قدر يجب أن
يجتمعا فيه إما بالنفع أو بالضر .. ولا راد لحكم الله ..
-
والله أعلم.
#- خلاصة القول أخي الحبيب:
1- لا يوجد دليل على إباحة الكلمات الغير مفهومة
للرقية من خلال روايات الأحاديث لا عند أهل السنة ولا عن طائفة الشيعة .. فأبصر .
-
ولكن يوجد دليل منع من اتباع ما ليس لك به علم .. إذ يقول تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ
السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء:36.
- والمعنى من التفسير الميسر: ولا تتبع -أيها
الإنسان- ما لا تعلم، بل تأكَّد وتثبَّت. إن الإنسان مسؤول عما استعمَل فيه سمعه
وبصره وفؤاده، فإذا استعمَلها في الخير نال الثواب، وإذا استعملها في الشر نال
العقاب. (انتهى النقل).
2-
والرقية بالكلام الغير مفهوم الألفاظ .. غير مأمونة العواقب ولا تنخدع
بمن يقول لك أنها ألفاظ ملكوتية أو لغة علوية أو لغة سريانية ملائكية .. فلا ضامن
لهذا الكلام ولا دليل عليه .. فانتبه يا مؤمن.
-
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أجاز للبعض الرقية بكلام غير مفهوم وقد يكون
مفهوم .. فهذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم
الصواب من الخطأ .. ويعلم أن أغلب الرقي في الجاهلية كانت منحرفة وباطلة .. ولذلك
قال النبي لمن يرقي بغير كلام الله: (اعْرِضُوا
عَلَيَّ رُقَاكُمْ،
لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ) صحيح مسلم.
3-
ولا تجعل أحد يخدعك ويقول لك لقد أثبتت التجربة صدق
المعلومة .. والتجربة
وحدها ليس دليل على صدق الراقي فيما يقول .. لأنه قد يكون معه شيطان يخدمه ويوهمه
أن ما ينطق به هو حق ويساعده في اعماله ليؤكد له أن ما ينطقه هو حق .. ولكن في
حقيقة الأمر هو باطل .. والجهل لا يشفع لأن الله نهاك عن اتباع ما ليس لك به علم
.. فانتبه.
4- ويكفي أن لديك كلام الله في
الرقية من لدغات العقرب والحية بسورة الكافرون والمعوذات والفاتحة .. وبعض استخدمه النبي وبعض استخدمه
الصحابة كما سبق وأوضحنا .. ولسنا في حاجة إلى غير كلام الله وما هو مباح من
العلاجات الطبيعية أو الدوائية المشروعة .. وكلام الله فيه النور .. ومن ترك النور
فلا خيرية فيه ..
- والله أعلم .
*****************
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
ردحذفوأعاذكم من كل شر وسوء
آمين يارب العالمين
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك ورزقك المعافاة في الدنيا والآخرة... بنفهم من حضرتك حاجات كتير وبنقهم ايه ينفع وايه لاء . لأن ف ناس بتشوه كل شيء وتحرمه بدون أي دليل شرعي...
ردحذفكنت قرأت قبل كده يا أستاذ خالد عن حاجه إسمها الأورموس وده ليه كذا طريقة لاستخراجه واشهرها من الملح الغير معالج وبيقولوا ليه فوايد كتير. وفيه أقاويل كتير عنه .... أتمنى تعمل موضوع عنه عشان نوصل لحقيقة الأمر.
" الكبير هو من لم يفقد قلبه الطفولي"
ردحذفكن طفلا في المواقف الصعبة...
بهذا نصحت... وبه يجب أن انتصح...
غير خافي اننا في آخر الزمان= نهاية العالم والفتن...
وعليه ... فليست العبرة بصلاح الزمان أو فساده ولكن بصلاح الحال مع الله...
ولهذا... راقب نفسك أيها العبد الفقير، وراقب حالك مع الله...حالك مع الناس، حالك مع القرآن، حالك مع الصلاة، حالك مع أمك وأبيك، حالك مع زوجك وبينك... راقب أحوالك كلها لكي يصلح حالك مع الله...
" وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" (100) يوسف
حذفالسؤال:
لماذا لم يقل يوسف البئر بدل السجن مع أن البئر أشد من السجن؟
الجواب:
من الذي أدخل يوسف السجن؟ - عزيز مصر
من الذي ألقى يوسف في البئر؟ - إخوته...
وإخوته الآن بين يديه... وأبوه حاضر...
فلم يذكر البئر لأنه قرر أن يعفو عن إخوته... فلما عفى عن إخوته... ليس من المروءة أن تعفو ثم تذكر بالذنب... وهو قد قال لهم من قبل لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم... فلما وقف بين يدي أبيه ذكر الذنب الذي لا علاقة لإخوانه به...
☆♡☆♡☆♡☆
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وآله
جزاك الله خيرا استاذ خالد ربنا ينفع بيك يارب ويثبتك
ردحذفجزاك الله خيرا على التوضيح والتفهيم
ردحذفبارك الله فيك استاذنا الكريم
الله اذا أحب عبد لين قلبه ونزع قساوة القلب من صدره
ردحذفسأل : مازال الناس يعرفون عيوبهم ولا يرجعون إلى صوابه
أجيب: لأنهم اشتغلوا بالمباهاة بالعلم ولم يشتغلوا بآداب البواطن فأعمى الله قلوبهم وقيد جوارحهم عن العبادات...
هل كتابة ايات الرقية بالزعفران او اى صبغة للأكل ثم محو الكتابة في الماء وشربه فيه نفع ام انه حرام ؟
ردحذفأخي الفاضل:
حذف- كتابة القرآن بالزعفران لأنه نبات طاهر .. فهذا شيء أجازه كثير من العلماء واستخدموه ..
- وعن نفسي لا أميل لهذا الفعل (اتباعا لبعض العلماء) .. لأنه ليس من فعل النبي ولا من إرشاده .. ولكن عدم فعل النبي ليس بحجة تفيد النهي إلا بدليل قطعي الدلالة .. وإنما فقط نقول مكروه لأنه لم يفعله .. ولا أكثر من ذلك ..
- فلو أنت فعلت ذلك تبركا بكلام الله .. فلا إثم ولا حرج ولا تحريم .. ولعل الله يجعل لك فيه شفاء ببركة ما كتبته وبللته وشربته ..
#- وفي الحقيقة الذي أنت تشربه ليس هو القرآن وإنما فقط أثر ناتج عن كتابة القرآن وليس قرآن فعلا ..!!
#- ولعل يخطر ببالي دليل على جواز هذا الفعل من خلال آية:
- إذ يقول تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) الاسراء:82
- ولما كان كلام الله فيه شفاء ظاهرا وباطنا .. ولم يظهر الله لنا كيفية فعل ذلك .. فقد ظهر جواز العمل بالقرآن في الاستشفاء به إما توسلا بكلام الله إلى الله .. أو تبركا بكلام الله من خلال كتابته ومحوه .. او من خلال سماعه والإنصات له فيطهر صدورنا من الوساوس وغيرها .. (وهذا اجتهاد خاص بي) .
- والله أعلم
***********************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
جزاك الله خيرا على التوضيح استاذى
ردحذفكنت اظن ان وضع الماء مكشوف لسما ء من الشعوذة
ثبتك الله على الحق داىما استاذنا الفاضل يارب