بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها
عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج والخياطة والمرايات وطعام الشيطان والقطط السوداء وغير ذلك
(الفصل السابع والستون)
:: الفصل السابع والستون
:: معتقدات موروثة عن مسائل تتعلق
بالشيطان - شجرة الخروب والسدر وعلاقتهما بالجن – الجن المؤمن وعلاقته بالبيوت
التي يكثر قراءة القرآن فيها – الملائكة وعلاقتها بمن يقرأ القرآن ويعمل به – الجن
المؤمن وعلاقتهم بمن يقرأ القرآن ويعمل به - إشارة في حديث النبي لرائحة المؤمن الذي يقرأ القرآن
ويعمل به ::
1- س290: هل
شجر الخروب والسدر يسكنه الجن ؟
2- س291: هل الجن
المؤمن يسكن البيوت التي يكثر فيه قراءة القرآن ولكن الجن الكافر يسكن البيت الذي
لا يقرأ فيه قرآن ؟
- إشارة في حديث النبي .. لرائحة
المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به.
- علاقة الجن مع الإنس .. عند حضورهم لاستماع للقرآن . (ثلاث قصص حقيقية).
- علاقة الملائكة مع الإنس .. عند حضورهم لاستماع للقرآن . (قصة حقيقية).
- الفرق بين حضور الجن واستحضار الجن.
***********************
:: الفصل السابع والستون ::
:: معتقدات موروثة عن مسائل تتعلق بالشيطان - شجر الخروب والسدر وعلاقته بالجن – الجن المؤمن وعلاقته بالبيوت التي يكثر قراءة القرآن فيها – الملائكة وعلاقتها بمن يقرأ القرآن ويعمل به – الجن المؤمن وعلاقتهم بمن يقرأ القرآن ويعمل به - إشارة في حديث النبي لرائحة المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به ::
**********************
..:: س290: هل شجر الخروب والسدر
يسكنه الجن ؟ ::.. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- من خرافات بعض الناس .. الظن بأن شجرة الخروب والسدر يسكنها الجن ..
ولا أدري من أين أتوا بهذه الخرافات .. ولكن يغلب على ظني الآتي .. #- أولا: بخصوص
شجرة السدر أو النبق .. 1- فالذي يروج لهذه الفكرة قد نظن
أنهم من جماعة خدامين الجن والشياطين .. حتى يبعدوا الناس عن استخدام ورق السدر ..
لما فيها من منافع علاجية للمصابين روحانيا قد تنفع بعض الناس خاصة المصابين
بالربط الجنسي أو الثقاف .. وكذلك فيها منافع علاجية للأمراض العضوية .. بل
وتستخدم في تعطير الموتى.. ولسنا هنا لذكر منافع ورق السدر ويمكنك البحث عن منافعه
على شبكة الإنترنت. - ولذلك لعل خدامين الجن
والشياطين .. اخترعوا تلك الكذبة لينشروها بين الناس حتى يخافوا من الإقتراب منها
والإنتفاع ببركتها.. والله أعلم . 2- وعلى النقيض مما سبق .. فنجد البعض يقول بتقديس ورق السدر بصورة لا
يمكن أن يقبلها مؤمن ولا عاقل ..!! - (حديث
شيعي موضوع أي مكذوب على النبي وآل البيت) .. مروي عن الإمام جعفر الصادق
أنه قال: (كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَغْسِلُ
رَأْسَهُ بِالسِّدْرِ وَ يَقُولُ اِغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ بِوَرَقِ اَلسِّدْرِ
فَإِنَّهُ قَدَّسَهُ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ كُلُّ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ وَ مَنْ
غَسَلَ رَأْسَهُ بِوَرَقِ اَلسِّدْرِ صَرَفَ اَللَّهُ عَنْهُ وَسْوَسَةَ
اَلشَّيْطَانِ سَبْعِينَ يَوْماً وَ مَنْ صَرَفَ اَللَّهُ عَنْهُ وَسْوَسَةَ
اَلشَّيْطَانِ سَبْعِينَ يَوْماً لَمْ يَعْصِ وَ مَنْ لَمْ يَعْصِ دَخَلَ
اَلْجَنَّةَ) رواه الشيخ الصدوق ابن بابويه القمي في ثواب الأعمال وعقاب
الأعمال وذكره الطبرسي في مكارم الاخلاق ص61.. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- هذه الرواية بغض النظر عن وجود مجاهيل فيها ..، وبغض النظر عن وجود
انقطاع في السند بين الإمام جعفر الصادق وبين النبي صلى الله عليه وسلم .. إلا أن
المتن لا يمكن تصديق ان يكون قاله النبي أو أحد من اهل بيته .. فلا يخفى ما في هذا
الحديث من كذب ظاهر على النبي في قوله عن ورق السدر إذ أن ورق السدر لا يطرد وسوسة
الشيطان ولا غيره وإنما يطردها ذكر الله والاستعاذة بالله والعمل الصالح .. ولذلك هذا
الحديث متنه مخالف للقرآن وأصول الدين .. ولا يمكن أن يكون قد قاله النبي صلى الله
عليه وسلم .. ولا أي أحد من أهل بيته عليه السلام جميعا (حاشاهم). #- ثانيا: بخصوص
شجرة الخروب .. - فلعل البعض قد صدق أن شجرة
الخروب .. دليل ظهورها في مكان فهو دليل على حدوث خراب .. والخراب لا يأتي إلا من
الجن والشيطان ..!! - ولعل هذا الظن الخاطيء .. قد أتوا به من خلال القصص المخلوطة بالخرافة
في بعض كتب التفاسير التراثية القديمة .. مثل الروايات التالية التي قالت
بأن شجر الخروب يظهر للخراب .. وإليك بيان ذلك: 1- (حديث باطل ومتن منكر جدا - ولا يصح مرفوعا للنبي - وأصله حديث موقوف) .. بسند عن إبراهيم بن طهمان
عن عطاء بن السائب
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (كَانَ سُلَيمانُ نبيُّ اللهِ إذَا
صَلَّى رأى شجرة نابتة بين يديه فيقول لها ما اسمك؟ فتقول كذا، فيقول لأي شيء أنت؟
فإن كانت تُغْرَسُ غُرسَت، وإن كان لدواءٍ كُتبتْ، فبينما هو يصلي ذاتَ يَومٍ إذ
رأى شجرةً بين يديه، فقال لها: ما اسمك؟ قالت: الخروب، قال: لأي شيء أنت؟ قالت:
لخراب هذا البيت .. فقال سليمان: اللهم عمِّ على الجن موتي .. حتى يعلم الإنس أن
الجن لا يعلمون الغيب .. فنَحَتَها عصا فتوكَّأ عليها حولا ميتًا، والجن تعمل ..
فأكلتها الأرضة، فسقط، فتبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما
لبثوا حولا في العذاب المهين) رواه بن جرير الطبري في تفسيره.. #- قلت (خالد صاحب الرسالة): - السند فيه ضعف لأن (عطاء بن السائب) فيه لين
لاختلاطه في كبر عمره وإبراهيم بن طهمان ليس ممن سمع عنه قبل الإختلاط .. ولعل هذا
الحديث مما اختلط عليه عن سعيد بن جبير ثم رفعه للنبي في حين هو موقوف على قول
سعيد بن جبير ..، ففي كتاب تهذيب الكمال ترجمة رقم 9343: قال أبو طالب عن أحمد بن
حنبل: من سمع منه قديما كان صحيحا، ومن سمع منه حديثا لم يكن بشيءٍ، سمع منه قديما
شعبة وسفيان، وسمع منه حديثا جرير وخالد بن عبد الله وإسماعيل وعلي بن عاصم، وكان
يرفع عن سَعِيد بن جبير شيئا لم يكن يرفعها. (انتهى النقل). 2- (خبر موقوف ضعيف .. ومتن منكر جدا) .. بسند عن أَسْبَاطٌ، عَنِ
السُّدِّيِّ، فِي خَبَرٍ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَنْ
أُنَاسٍ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كَانَ سُلَيْمَانُ يَتَجَرَّدُ (أي يحتجب) فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ
السُّنَّةَ وَالسَّنَتَيْنِ، وَالشَّهْرَ وَالشَّهْرَيْنِ، وَأَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ
وَأَكْثَرَ، يَدْخُلُ طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَدَخَلَهُ فِي الْمَرَّةِ الَّتِي
مَاتَ فِيهَا، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَوْمٌ يُصْبِحُ فِيهِ، إِلَّا
تَنْبُتُ فِيهِ شَجَرَةٌ، فَيَسْأَلُهَا مَا اسْمُكِ؟ فَتَقُولُ الشَّجَرَةُ:
اسْمِي كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ لَهَا: لِأَيِّ شَيْءٍ نَبَتِّ؟ فَتَقُولُ:
نَبَتُّ لِكَذَا وَكَذَا، فَيَأْمُرُ بِهَا فَتُقْطَعُ، فَإِنْ كَانَتْ نَبَتَتْ
لِغَرْسٍ غَرَسَهَا، وَإِنْ كَانَتْ نَبَتَتْ لِدَوَاءٍ، قَالَتْ: نَبَتُّ دَوَاءً
لِكَذَا وَكَذَا، فَيَجْعَلُهَا كَذَلِكَ، حَتَّى نَبَتَتْ شَجَرَةٌ يُقَالُ لَهَا
الْخَرُّوبَةُ، فَسَأَلَهَا: مَا اسْمُكِ؟ فَقَالَتْ لَهُ: أَنَا الْخَرُّوبَةُ،
فَقَالَ: لِأَيِّ شَيْءٍ نَبَتِّ؟ قَالَتْ: لِخَرَابِ هَذَا الْمَسْجِدِ؛ قَالَ
سُلَيْمَانُ: مَا كَانَ اللَّهُ لِيُخْرِبَهُ وَأَنَا حَيٌّ، أَنْتِ الَّتِي عَلَى
وَجْهِكِ هَلَاكِي وَخَرَابُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَنَزَعَهَا وَغَرَسَهَا فِي
حَائِطٍ لَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الْمِحْرَابَ، فَقَامَ يُصَلِّي مُتَّكِئًا عَلَى
عَصَاهُ، فَمَاتَ وَلَا تَعْلَمُ بِهِ الشَّيَاطِينُ فِي ذَلِكَ .... إلى آخر الحديث الطويل) رواه بن جرير الطبري في تفسيره.. #- قلت (خالد صاحب الرسالة): - في السند (السُّدِّي المُفسر وهو إسماعيل بن عبد
الرحمن صالح) وهو ضعيف عند غالب العلماء .. وبالرغم من أن الإمام ابو جعفر الطبري
قال أنه لا يحتج به .. (كما ذكر ذلك الحافظ في تهذيب التهذيب ج1 ص314) .. إلا أن
الطبري يذكر رواياته في تفسيره ..!! ..، والسند ليس فيه رفع للنبي صلى الله عليه
وسلم .. أي ليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم .. #- مما سبق أخي الحبيب .. أنه يتضح أن هذه النصوص في قصة سليمان عليه
السلام .. مأخوذة من الإسرائيليات المنقولة عن بعض أهل الكتاب .. ولكن جزئية المتن
التي تكلمت عن شجرة الخروب فلا يمكن صحته إذ أن شجر الخروب لا يأتي بشر وضرر .. بل
العكس هو فيه من الخصائص الطبية ما فيه .. ولا يأتي بخراب شيء ..!! #- خلاصة القول: - أن الذي يقول بأن شجر السد
والخروب من يقترب منهما يمسه الجن أو هما من شجر الجن .. فإنما هو يقول خرافة مخلوطة
بكذب من أقوال بعض الروحانيين أولياء الجن والشيطان .. فانتبه. ************************** ..:: س291: هل الجن المؤمن يسكن البيوت التي يكثر فيه
قراءة القرآن ولكن الجن الكافر يسكن البيت الذي لا يقرأ فيه قرآن ؟ ::.. #- قلت (خالد صاحب الرسالة):- من الأمور التي يظنها البعض أن قراءة
القرآن تجعل الجن المؤمن يسكن البيوت .. ولكن البيت الذي لا يقرأ في القرآن فهو
يسكنه الجن الكافر ... - والحقيقة أن هذا الكلام ليس
صحيح على إطلاقه كما يظن البعض .. وإنما يقال قد يحدث ذلك . #- ولعل هذا الظن .. بأن البيت الذي يكثر فيه قراءة القرآن يسكنه
الجن المؤمن وكأنه فرضا ووجوبا .. فقد أخذوه من الكتب التي تكلمت عن مثل هذه
الأمور وذكرت في ذلك بعض الروايات الغير صحيحة .. ومثال ذلك: 1- (حديث باطل ومنكر المتن - ولا يصح نسبته للنبي حتى يثبت له
سند ويتحقق منه) .. اخرج بن النجار عن علي عن النبي: (ادخروا لبيوتكم نصيبا من القرآن – فإن البيت الذي قريء فيه ..
أنس على أهله وكثر خيره وكان
سكانه مؤمني الجن .. واذا لم يقرأ فيه وحش على أهله وكان سكانه من كفرة الجن) ذكره السيوطي في لقط المرجان وفي الجامع
الكبير . (قلت خالد صاحب الرسالة): لم أجد سند
لهذه الرواية في كتب أهل العلم .. وإلى حين بيان
وجود سند لها .. فالرواية حكمها بطلان
نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يظهر لها سند ويتم التحقيق منه. #- وهذه الرواية لو نظرنا إليها
سنجدها مخالفة لواقع المؤمنين وللأصول الدينية .. كيف ذلك ؟ - أولا: لا يمكن أن يصح هذا الحديث .. لأن الجن حياته ليست مرتبطة
بصلاحنا وفسادنا ليسكن معنا أو لا يسكن معنا .. ومن ناحية أخرى هذه الرواية
تنظر للجن وكأن أصبح تواجد الجن هو علامة صلاح للإنسان أو علامة على فساد الإنسان
.. !!- وهنا نقول حينئذ: فما هي علامة
الصلاح للجن أنفسهم حينئذ ؟!!- ثم يقال: وماذا كان حال
بيوت المؤمنين الأوائل من الإنس قبل أن يؤمن الجن ؟!! - إذن فالواقع والعقل يبطل هذه
الرواية ولا يصح نسبتها للنبي . - ثانيا: هذا الحديث هو رواية مخالفة للأصول
الدينية .. ومن ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: (مَثَلُ المُؤْمِنِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ
كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ، ومَثَلُ المُؤْمِنِ
الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، لا رِيحَ لها وطَعْمُها حُلْوٌ،
ومَثَلُ المُنافِقِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحانَةِ، رِيحُها
طَيِّبٌ وطَعْمُها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ
الحَنْظَلَةِ، ليسَ لها رِيحٌ وطَعْمُها مُرٌّ) صحيح البخاري. - إذن قد لا يقرأ المؤمن
القرآن بانتظام .. ولكنه يعمل به
فيكون في باطنه يسكنه حلاوة الإيمان .. والذي يسكن باطنه حلاوة الإيمان فلا يقربه
شيطان .. وبالتالي لا يقرب مسكنه شيطان .. - ولا يخفى أن النبي في الحديث
السابق لم يذكر أن الذي يقرأ القرآن في بيته يسكنه جن مؤمن .. ولم يقل أن الذي
لا يقرأ القرآن في بيته يسكنه شيطان .. !! - وعلى سبيل الإشارة كما يظهر لي:
فإن الذي يقرأ القرآن ويعمل به .. فالنبي أشار
إليه بأن له طعم طيب ورائحة طيبة .. وهذا فيه إشارة إلى أن هذه الرائحة تكون وسيلة جذب للأرواح
الشريفة إلى هذا الشخص سواء أرواح إنسية أو جنية أو ملائكية .. فتأتي تلتمس مجالس ذكر القرآن من قلب يقرأ
القرآن ويعمل به. #- ومن ناحية أخرى .. فيوجد رواية أخرى .. قد يظن البعض منها مفهوم حضور
الجن المؤمن وسكنه في البيوت .. لمن يجهر بقراءة القرآن في صلاة الليل .. وذلك في
الرواية التالية .. 2- (حديث ضعيف جدا أو موضوع) .. عن سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا
بِسْطَامُ بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو
الْفَتْحِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذِ
بْنِ جَبَلٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ صَلَّى مِنْكُمْ مِنَ
اللَّيْلِ فَلْيَجْهَرْ
بِقِرَاءَتِهِ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّي بِصَلَاتِهِ، وَتَسْمَعُ
لِقِرَاءَتِهِ، وَإِنَّ مُؤْمِنِي
الْجِنِّ الَّذِينَ يَكُونُونَ فِي الْهَوَاءِ
وَجِيرَانَهُ مَعَهُ فِي مَسْكَنِهِ (أي عمار البيت من الجن) يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ وَيَسْمَعُونَ
قِرَاءَتَهُ، وَأَنَّهُ يَطْرُدُ بِجَهْرِهِ بِقِرَاءَتِهِ عَنْ دَارِهِ وَعَنِ
الدُّورِ الَّتِي حَوْلَهُ فُسَّاقَ الْجِنِّ وَمَرَدَةَ
الشَّيَاطِينِ، وَإِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي يُقْرَأُ فِي الْقُرْآنُ عَلَيْهِ
خَيْمَةٌ مِنْ نُورٍ يَهْتَدِي بِهَا أَهْلُ السَّمَاءِ كَمَا يُهْتَدَى
بِالْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ فِي لُجَجِ الْبِحَارِ وَفِي الْأَرْضِ الْقَفْرِ،
فَإِذَا مَاتَ صَاحِبُ الْقُرْآنِ رُفِعَتْ تِلْكَ الْخَيْمَةُ فَتَنْظُرُ
الْمَلَائِكَةُ مِنَ السَّمَاءِ فَلَا يَرَوْنَ ذَلِكَ النُّورَ فَتَلَقَّاهُ
الْمَلَائِكَةُ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ فَتُصَلِّي الْمَلَائِكَةُ عَلَى
رُوحِهِ فِي الْأَرْوَاحِ ثُمَّ تَسْتَقْبِلُ الْمَلَائِكَةَ الْحَافِظِينَ
الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ ثُمَّ تَسْتَغْفِرُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ إِلَى يَوْمِ
يُبْعَثُ ..... إلى آخر الحديث
الطويل) رواه
البزار .. وقال البزار: خالد بن معدان لم يسمع من معاذ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): في السند (بسطام بن خالد) مجهول ..، وفي السند (نصر بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ أَبُو الْفَتْحِ) مجهول ..!! ..، وقد وجدت الشيخ الألباني أشار لبطلان
هذه الرواية في السلسلة الضعيفة موافقا لقول المنذري فذكر قوله: وقال المنذري:" في إسناده من لا يعرف حاله، وفي متنه غرابة كثيرة؛ بل نكارة
ظاهرة، وقد تكلم فيه العقيلي وغيره، ورواه ابن أبي الدنيا وغيره عن عبادة بن
الصامت موقوفاً عليه، ولعله أشبه ".(راجع السلسلة الضعيفة ج14 ص734 عند الكلام على الحديث
رقم 6821). 3- (حديث موضوع أي مكذوب) .. بسند عن حَدَّثَنَا
الْكُدَيْمِيُّ قَالَ حَدثنَا يُونُس بن عبيد الله الْعُمَيْرِيُّ قَالَ
حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ بَحْرٍ الْكَرْمَانِيُّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ
عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ
فَلْيَجْهَرْ بِقِرَاءَتِهِ فَإِنَّهُ يَطْرُدُ بِقِرَاءَتِهِ مَرَدَةَ
الشَّيَاطِينِ وَفُسَّاقَ الْجِنِّ، وَإِنَّ الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ فِي
الْهَوَاءِ وَسُكَّانَ الدَّارِ (أي عمَّار البيت من الجن) يُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ
وَيَسْمَعُونَ لِقِرَاءَتِهِ ... إلى آخر الحديث الطويل جدا) رواه بن
الجوزي في الموضوعات ج1 ص251 .. وقال: هذا حديث لا يصح
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به داود..، قال يحيى بن معين: داود الطفاري [الطفاوي] الذي روى عنه حديث
القرآن ليس بشئ..، وقال العقيلي: حديث داود باطل لا أصل له ..، ثم فيه (الكديمى)
وكان وضاعا للحديث. (انتهى النقل) ..،
(قلت خالد صاحب الرسالة): اسم (داود) مكتوب في
السند خطأ .. والاسم الصواب هو (داود أبو بحر الطفاوي) وليس (داود بن بحر
الكرماني) .. فلزم التنبيه !! 4- (خبر موقوف باطل لا يصح) .. بسند عن دَاوُدُ أَبُو بَحْرٍ الطُّفَاوِيُّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ
أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ
اللَّيْثِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: (مَنْ صَلَّى مِنْكُمْ مِنَ
اللَّيْلِ فَلْيَجْهَرْ بِقِرَاءَتِهِ فَإِنَ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ
يَسْكُنُونَ الْهَوَاءَ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، وَيَسْتَمِعُونَ لِقِرَاءَتِهِ، وَإِنَّهُ
يُطْرَدُ بِجَهْرِ قِرَاءَتِهُ عَنْ دَارِهِ، وَمَا حَوْلَهَا فُسَّاقُ
الشَّيَاطِينِ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ... إلى آخر الرواية
الطويلة) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير ورواه بن
الضريس في فضائل القرآن حديث رقم115 .. وقال العقيلي: هذا حديث باطل .. وقال أن
فيه (داود الطفاوي) حديثه باطل لا أصل له .(راجع الضعفاء الكبير حديث رقم 499 ج2). #-
ملحوظة: هذه
الرواية لم يذكر فيها (من يسكنون معه في داره) ..!! #- ولكن انتبه أخي الحبيب للآتي:- ليس معنى قولنا ان الروايات
السابقة غير صحيحة .. فأنت تظن بأنه لا يمكن حضور
جن صالح قد يلازمونك في صلاتك أو عند قرائتك للقرآن .. لا .. لم أقل بذلك .. بل
ولا أنكر أن بعض العلماء كان يجالسهم الجن في مجالس العلم وفي صلاتهم وعند قرائتهم
للقرآن .. وكذلك لا أنكر أن البعض قد يصاحبه جن صالح يرشده ويساعده في إصلاح أمور
نفسه أو غيره .. ولكن كل ما سبق لا علاقة له بالأحاديث المروية عن النبي صلى الله
عليه وسلم .. لأنها غير صحيحة تماما .. بل وليس فيها ضعف يسير .. لا .. بل ضعف
كبير لا يحتمل قبول قوله عن النبي صلى الله عليه وسلم .. #- ويمكن بطريق الإشارة للروايات
السابقة أن نجد إشارة لها .. من خلال قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ البَيْتِ الذي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، والْبَيْتِ
الذي لا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، مَثَلُ الحَيِّ والْمَيِّتِ) صحيح مسلم. - أي مثل البيت الذي فيه ذكر
الله عبادة ومعاملة فهو ينبض بالحياة .. الإيمانية التي
تكون محيطة بالبركة وبمدد الملائكة وبلطف الله .. والبيت الذي يخلو من ذكر الله كعبادة
ومعاملة فهو يخلو من روح الإيمان الطيبة والمصحوبة بمدد الملائكة ولطف الله . #- خلاصة القول:
#- أولا: لم يصح حديث يخبرنا أن البيت الذي يتم قراءة
القرآن فيه يسكنه الجن المؤمن .. وأن البيت الذي لا يتم قراءة
قرآن فيه يسكنه الجن الكافر .. لأن هذا اصلا كلام غير صحيح .. لأن الجن حياته ليست مرتبطة
بصلاحنا وفسادنا ليسكن معنا أو لا يسكن معنا .. وسبق توضيح ذلك .
#- ثانيا: ولكن قد يحدث انجذاب من بعض الجن .. وذلك لمن يجدوا
فيه محبة لله ورسوله فيجالسونه في مجلسه لمحبته لله ورسوله وللقرآن .. فالمجالسة
هنا هي مجالسة محبة في الله .. ولا أكثر من ذلك .. ويرحلون لعالمهم ويجتمعون فقط
وقت الذكر أو مجلس العلم .. وهذه الأمور حدثت كثيرا مع العلماء والعباد ولازالت
تحدث وستظل تحدث لمن أخلص في معاملاته مع الله .. وقد يجالسون الشخص ولا يشعر بهم
ليس لنقص فيه وإنما لأنه ليس لديه باب الاستشعار الروحاني ولعل الله منع عنه ذلك
تجنبا للفتنة .
#- وإليك ثلاث قصص في تعامل الجن المؤمن مع الصالحين على اختلاف أزمنة:
أ-
القصة الأولى: في (خبر جيد السند) .. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ (أبو الشيخ الأصبهاني) ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ (أبو محمد السلمي الأصبهاني) ،
ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثنا
الْقَوَارِيرِيُّ (عُبَيْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مَيْسَرة) ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ
التَّمَّارُ (موسى بن مروان) قَالَ: (غَدَوْتُ
يَوْمًا قَبْلَ الْفَجْرِ إِلَى مَسْجِدِ الْحَفَرِيِّ فَإِذَا بَابُ الْمَسْجِدِ
مُغْلَقٌ وَإِذَا حَسَنٌ جَالِسٌ يَدْعُو .. وَإِذَا ضَجَّةٌ فِي الْمَسْجِدِ
وَجَمَاعَةٌ يُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِ وَالْحَسَنُ يَدْعُو .. قَالَ:
فَجَلَسْتُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ فَقَامَ
فَأَذَّنَ وَفَتَحَ بَابَ الْمَسْجِدِ فَدَخَلْتُ فَلَمْ أَرَ فِي الْمَسْجِدِ
أَحَدًا فَلَمَّا أَصْبَحَ وَتَفَرَّقَ عَنْهُ النَّاسُ قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا
سَعِيدٍ، إِنِّي وَاللَّهِ رَأَيْتُ عَجَبًا قَالَ: وَمَا رَأَيْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ
بِالَّذِي رَأَيْتُ وَسَمِعْتَ، فَقَالَ: أُولَئِكَ جِنٌّ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ يَجِيئُونَ فَيَشْهَدُونَ مَعِي
خَتْمَ الْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ)
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء.. بسند جيد.
-
والرواية تشير إلى تواجد حضور وتواجد جن مع الحسن بن جعفر الحفري .. وذلك ليلة الجمعة وأثناء تواجده في المسجد
الذي أتى إليه فيه موسى بن مروان وهو أبو عمران التمار .. ورأي أبو عمران أن الحسن
جالس يدعو (لعله رآه من نافذة كانت بجدار المسجد مفتوحة قليلا) .. ولكنه سمع صوت
لجماعة في المسجد وصوت ناس يؤمنون على دعائه ولم يراهم بدليل قوله (وَإِذَا ضَجَّةٌ فِي الْمَسْجِدِ) وهذا يشير إلى أنه
تفاجأ بوجود صوت لأنه لو كان رأى أحد ما كان استغرب .. ولعله
رأى مثل خيالات لأن الوقت ظلام ولم يكن يوجد كهرباء .. ولعله يقصد بقوله (فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي رَأَيْتُ وَسَمِعْتَ) أي
حينما فتحت باب المسجد قد رأيت المسجد فارغا ولا يوجد به أحد في حين كنت أسمع صوت
جماعة معك ..!!
-
المهم أن "أبو عمران التمار" لما وجد هذا حال "الحسن" في حالة
عبادة .. فجلس على باب المسجد منتظرا انتهاء الحسن من دعاءه .. حتى كان وقت الفجر
فرفع الأذان وفتح باب المسجد .. ودخل أبو عمران التمار ولم يرى أحد .. وحينما
استعلم عما رآه من دعاء الحسن يدعو وسماعه لجماعة لا يراها ويقولون آمين على دعاءه
.. فأخبره الحسن أن هؤلاء من جن نصيبين يأتون لختم القرآن كل ليلة جمعة ثم ينصرفون
..
- ملحوظة: الحسن بن جعفر الحفري (أبو سعيد) توفى سنة
167 هجرية..، وقد رآه القواريري وهو يزور جده .. وكان القواريري حينئذ عمره ستة
سنوات (راجع ترجمة القواريري) .. ولكن القواريري سمع القصة من موسى بن عمران وهو
أبو عمران التمار.
ب- القصة الثانية: في (خبر صحيح) .. في ترجمة عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الفخر
البلبيسي ثم القاهري المقرئ ويعرف بالفخر إمام الأزهر المتوفى (804 هجرية) .. قال الإمام السخاوي رحمه الله يصف (عثمان) فقال عنه: قال
شيخنا في معجمه .. (هو) إمام الجامع الأزهر ، رأس القراءات ، فصار غالب طلبة البلد
ممن قرأ عليه ، بل ذكر لي أن الجن كانوا يقرءون عليه من حيث لا يراهم، سمعت ذلك منه في سنة سبع
وتسعين) الضوء اللامع - (الضوء
اللامع ج5 ص130)
ج-
القصة الثالثة: في (خبر
صحيح) .. قد ذكر الإمام الشوكاني (المتوفى: 1255 هجرية) عن نفسه شخصيا ما حدث له
في "رسالة بحث في وجود الجن": أنه قد سمع كلامهم غير مرة .. وطال بينه
وبينهم الخطاب .. وبعضهم آخذ يدي وقبَّلها .. وكانت كفه كأكبر ما يكون من أيدي
الإنس مع قصر في أصابعها . (راجع الفتح الرباني ج1 ص470 آخر سطرين في رسالة بحث في وجود الجن – وهي
رسالة داخل كتاب الفتح الرباني).
#- والقصص السابقة لو انتبهت لها
ففيها حضور للجن ويظهر منهم كلاما دون رؤية لهم .. وقد
تستشعر أو تتصور شكل بعض أجسادهم لو لامسوك كما فعلوا مع الإمام الشوكاني .. وهي
صور غير متجسدة في صورة إنسية .. حتى لا تتوهم أنهم كانوا يتجسدون في صور إنسية
..، ومن كلام الإمام الشوكاني يكفي أن نفهم أنهم لم يكونوا على صورة إنسية .. فضلا
عن أنه لم يرى سوى كف أيديهم أو استشعر بأن هذا وصفها من ملامستهم ..!!
#- ثالثا: بل وقد ينجذب
الملائكة فيجالسون الإنسان الذي يقرأ القرآن .. كما حدث مع
الصحابي أسيد بن حضير .. بل والنبي صلى الله عليه وسلم أشار لذلك بقوله: (لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ،
وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ) صحيح مسلم.
-
عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ: (بَيْنَا (أي بينما) أَنَا أَقْرَأُ اللَّيْلَةَ
سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى آخِرِهَا سَمِعْتُ وَجْبَةً (أي صوت ولعله يقصد جلبة) مِنْ خَلْفِي فَظَنَنْتُ أَنَّ
فَرَسِي تُطْلَقُ (أي يحدث ما يسبب لها اضطراب) ..، فَقَالَ (أي النبي): "اقْرَأْ أَبَا
عَتِيكٍ" (أي كان عليك أن تكمل القرآءة يا أُسيد ولا
تتوقف) .. (ثم أكمل أسيد يقول(:
وَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَمْثَالُ الْمَصَابِيحِ مُدَلَّاةٌ بَيْنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ» ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ
أَمْضِيَ (أي ما استطعت أن أكمل) .. قَالَ " أي أسيد": فَقَالَ "النبي حينئذ": تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ
نَزَلَتْ لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ .. أَمَا إِنَّكَ لَوْ مَضَيْتَ لَرَأَيْتَ
الْعَجَائِبَ) رواه الحاكم .. وهو حديث صحيح على شرط مسلم.
-
وفي رواية بلفظ: (وتَدْرِي ما ذاكَ؟ قالَ: لا،
قالَ: تِلكَ المَلائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، ولو قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ
النَّاسُ إلَيْها، لا تَتَوارَى منهمْ) صحيح البخاري واللفظ له وكذلك
رواه مسلم بلفظ مشابه للبخاري.
#- رابعا: انتبه من فضلك .. هناك فرق بين حضور الجن واستحضار الجن :
- كنا في هذه الرسالة تكلمنا
عن جزئية المخرفين والجهلة أمثال السحرة وغيرهم الذين يزعمون استحضار الجن بالقرآن
وذلك في الفصل الرابع والستون - عند السؤال (س284: هل القرآن يستحضر الجن والشيطان كما يقول ويفعل بعض الرقاة
والروحانيين ؟)
- ولكن في سؤالنا هنا تكلمنا عن أن الجن الصالح هو الذي
يحضر منجذبا لمن يقرأ القرآن ويعمل به .. وقد
يحدث لك هذا إشكالا .. ولا تستطيع التفرقة بين الإستحضار والحضور للجن ..!! وإليك حل هذا الإشكال ببساطة .
1- فالذي يستحضر الجن .. هو الذي يعقد عزيمة ونواياه على استحضار الجن
رغبة منه في الاستمتاع بهم .. وهذا يسمى طالب الإستمتاع بالجن.. وهو فعل محرم بنص
القرآن .
2- ولكن الذي يحضره الجن .. هو الذي أحب الجن مجالسته عند قراءة القرآن
لوجود رائحة منه ظاهرة تدل على صلاحه فأحبوا مجالسته .. وهذا يسمى مطلوب من الجن
محبة فيه .
*****************
#- خلاصة القول:
#- أولا: لم يصح حديث يخبرنا أن البيت الذي يتم قراءة
القرآن فيه يسكنه الجن المؤمن .. وأن البيت الذي لا يتم قراءة
قرآن فيه يسكنه الجن الكافر .. لأن هذا اصلا كلام غير صحيح .. لأن الجن حياته ليست مرتبطة
بصلاحنا وفسادنا ليسكن معنا أو لا يسكن معنا .. وسبق توضيح ذلك .
#- ثانيا: ولكن قد يحدث انجذاب من بعض الجن .. وذلك لمن يجدوا
فيه محبة لله ورسوله فيجالسونه في مجلسه لمحبته لله ورسوله وللقرآن .. فالمجالسة
هنا هي مجالسة محبة في الله .. ولا أكثر من ذلك .. ويرحلون لعالمهم ويجتمعون فقط
وقت الذكر أو مجلس العلم .. وهذه الأمور حدثت كثيرا مع العلماء والعباد ولازالت
تحدث وستظل تحدث لمن أخلص في معاملاته مع الله .. وقد يجالسون الشخص ولا يشعر بهم
ليس لنقص فيه وإنما لأنه ليس لديه باب الاستشعار الروحاني ولعل الله منع عنه ذلك
تجنبا للفتنة .
#- وإليك ثلاث قصص في تعامل الجن المؤمن مع الصالحين على اختلاف أزمنة:
أ-
القصة الأولى: في (خبر جيد السند) .. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ (أبو الشيخ الأصبهاني) ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ (أبو محمد السلمي الأصبهاني) ،
ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثنا
الْقَوَارِيرِيُّ (عُبَيْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مَيْسَرة) ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ
التَّمَّارُ (موسى بن مروان) قَالَ: (غَدَوْتُ
يَوْمًا قَبْلَ الْفَجْرِ إِلَى مَسْجِدِ الْحَفَرِيِّ فَإِذَا بَابُ الْمَسْجِدِ
مُغْلَقٌ وَإِذَا حَسَنٌ جَالِسٌ يَدْعُو .. وَإِذَا ضَجَّةٌ فِي الْمَسْجِدِ
وَجَمَاعَةٌ يُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِ وَالْحَسَنُ يَدْعُو .. قَالَ:
فَجَلَسْتُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ فَقَامَ
فَأَذَّنَ وَفَتَحَ بَابَ الْمَسْجِدِ فَدَخَلْتُ فَلَمْ أَرَ فِي الْمَسْجِدِ
أَحَدًا فَلَمَّا أَصْبَحَ وَتَفَرَّقَ عَنْهُ النَّاسُ قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا
سَعِيدٍ، إِنِّي وَاللَّهِ رَأَيْتُ عَجَبًا قَالَ: وَمَا رَأَيْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ
بِالَّذِي رَأَيْتُ وَسَمِعْتَ، فَقَالَ: أُولَئِكَ جِنٌّ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ يَجِيئُونَ فَيَشْهَدُونَ مَعِي
خَتْمَ الْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ)
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء.. بسند جيد.
-
والرواية تشير إلى تواجد حضور وتواجد جن مع الحسن بن جعفر الحفري .. وذلك ليلة الجمعة وأثناء تواجده في المسجد
الذي أتى إليه فيه موسى بن مروان وهو أبو عمران التمار .. ورأي أبو عمران أن الحسن
جالس يدعو (لعله رآه من نافذة كانت بجدار المسجد مفتوحة قليلا) .. ولكنه سمع صوت
لجماعة في المسجد وصوت ناس يؤمنون على دعائه ولم يراهم بدليل قوله (وَإِذَا ضَجَّةٌ فِي الْمَسْجِدِ) وهذا يشير إلى أنه
تفاجأ بوجود صوت لأنه لو كان رأى أحد ما كان استغرب .. ولعله
رأى مثل خيالات لأن الوقت ظلام ولم يكن يوجد كهرباء .. ولعله يقصد بقوله (فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي رَأَيْتُ وَسَمِعْتَ) أي
حينما فتحت باب المسجد قد رأيت المسجد فارغا ولا يوجد به أحد في حين كنت أسمع صوت
جماعة معك ..!!
-
المهم أن "أبو عمران التمار" لما وجد هذا حال "الحسن" في حالة
عبادة .. فجلس على باب المسجد منتظرا انتهاء الحسن من دعاءه .. حتى كان وقت الفجر
فرفع الأذان وفتح باب المسجد .. ودخل أبو عمران التمار ولم يرى أحد .. وحينما
استعلم عما رآه من دعاء الحسن يدعو وسماعه لجماعة لا يراها ويقولون آمين على دعاءه
.. فأخبره الحسن أن هؤلاء من جن نصيبين يأتون لختم القرآن كل ليلة جمعة ثم ينصرفون
..
- ملحوظة: الحسن بن جعفر الحفري (أبو سعيد) توفى سنة
167 هجرية..، وقد رآه القواريري وهو يزور جده .. وكان القواريري حينئذ عمره ستة
سنوات (راجع ترجمة القواريري) .. ولكن القواريري سمع القصة من موسى بن عمران وهو
أبو عمران التمار.
ب- القصة الثانية: في (خبر صحيح) .. في ترجمة عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الفخر
البلبيسي ثم القاهري المقرئ ويعرف بالفخر إمام الأزهر المتوفى (804 هجرية) .. قال الإمام السخاوي رحمه الله يصف (عثمان) فقال عنه: قال
شيخنا في معجمه .. (هو) إمام الجامع الأزهر ، رأس القراءات ، فصار غالب طلبة البلد
ممن قرأ عليه ، بل ذكر لي أن الجن كانوا يقرءون عليه من حيث لا يراهم، سمعت ذلك منه في سنة سبع
وتسعين) الضوء اللامع - (الضوء
اللامع ج5 ص130)
ج-
القصة الثالثة: في (خبر
صحيح) .. قد ذكر الإمام الشوكاني (المتوفى: 1255 هجرية) عن نفسه شخصيا ما حدث له
في "رسالة بحث في وجود الجن": أنه قد سمع كلامهم غير مرة .. وطال بينه
وبينهم الخطاب .. وبعضهم آخذ يدي وقبَّلها .. وكانت كفه كأكبر ما يكون من أيدي
الإنس مع قصر في أصابعها . (راجع الفتح الرباني ج1 ص470 آخر سطرين في رسالة بحث في وجود الجن – وهي
رسالة داخل كتاب الفتح الرباني).
#- والقصص السابقة لو انتبهت لها
ففيها حضور للجن ويظهر منهم كلاما دون رؤية لهم .. وقد
تستشعر أو تتصور شكل بعض أجسادهم لو لامسوك كما فعلوا مع الإمام الشوكاني .. وهي
صور غير متجسدة في صورة إنسية .. حتى لا تتوهم أنهم كانوا يتجسدون في صور إنسية
..، ومن كلام الإمام الشوكاني يكفي أن نفهم أنهم لم يكونوا على صورة إنسية .. فضلا
عن أنه لم يرى سوى كف أيديهم أو استشعر بأن هذا وصفها من ملامستهم ..!!
#- ثالثا: بل وقد ينجذب
الملائكة فيجالسون الإنسان الذي يقرأ القرآن .. كما حدث مع
الصحابي أسيد بن حضير .. بل والنبي صلى الله عليه وسلم أشار لذلك بقوله: (لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ،
وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ) صحيح مسلم.
-
عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ: (بَيْنَا (أي بينما) أَنَا أَقْرَأُ اللَّيْلَةَ
سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى آخِرِهَا سَمِعْتُ وَجْبَةً (أي صوت ولعله يقصد جلبة) مِنْ خَلْفِي فَظَنَنْتُ أَنَّ
فَرَسِي تُطْلَقُ (أي يحدث ما يسبب لها اضطراب) ..، فَقَالَ (أي النبي): "اقْرَأْ أَبَا
عَتِيكٍ" (أي كان عليك أن تكمل القرآءة يا أُسيد ولا
تتوقف) .. (ثم أكمل أسيد يقول(:
وَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَمْثَالُ الْمَصَابِيحِ مُدَلَّاةٌ بَيْنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ» ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ
أَمْضِيَ (أي ما استطعت أن أكمل) .. قَالَ " أي أسيد": فَقَالَ "النبي حينئذ": تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ
نَزَلَتْ لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ .. أَمَا إِنَّكَ لَوْ مَضَيْتَ لَرَأَيْتَ
الْعَجَائِبَ) رواه الحاكم .. وهو حديث صحيح على شرط مسلم.
-
وفي رواية بلفظ: (وتَدْرِي ما ذاكَ؟ قالَ: لا،
قالَ: تِلكَ المَلائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، ولو قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ
النَّاسُ إلَيْها، لا تَتَوارَى منهمْ) صحيح البخاري واللفظ له وكذلك
رواه مسلم بلفظ مشابه للبخاري.
#- رابعا: انتبه من فضلك .. هناك فرق بين حضور الجن واستحضار الجن :
- كنا في هذه الرسالة تكلمنا
عن جزئية المخرفين والجهلة أمثال السحرة وغيرهم الذين يزعمون استحضار الجن بالقرآن
وذلك في الفصل الرابع والستون - عند السؤال (س284: هل القرآن يستحضر الجن والشيطان كما يقول ويفعل بعض الرقاة
والروحانيين ؟)
- ولكن في سؤالنا هنا تكلمنا عن أن الجن الصالح هو الذي
يحضر منجذبا لمن يقرأ القرآن ويعمل به .. وقد
يحدث لك هذا إشكالا .. ولا تستطيع التفرقة بين الإستحضار والحضور للجن ..!! وإليك حل هذا الإشكال ببساطة .
1- فالذي يستحضر الجن .. هو الذي يعقد عزيمة ونواياه على استحضار الجن
رغبة منه في الاستمتاع بهم .. وهذا يسمى طالب الإستمتاع بالجن.. وهو فعل محرم بنص
القرآن .
2- ولكن الذي يحضره الجن .. هو الذي أحب الجن مجالسته عند قراءة القرآن
لوجود رائحة منه ظاهرة تدل على صلاحه فأحبوا مجالسته .. وهذا يسمى مطلوب من الجن
محبة فيه .
اللهم أعذنا من شر الشيطان وشركه
ردحذفو اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا
وجزاك الله عنا كل خير استاذنا الفاضل
امين يارب العالمين
اللهم علمنا ماينفعنا وانغعنا بما علمتنا واحفظنا من الفتن
ردحذفجزاك الله كل الخير
ردحذفجزاك الله كل خير أستاذي ووالدي الفاضل
ردحذفكثيرٌ من الرزق، بل غالبًا يكون أجمله=مبنيٌّ على الترك!
موظف أقام سنين في وظيفته، أعظم مخاوفه يوم الإقالة والاستقالة، فإذا حضر ذلك اليوم يستقبله رزق أكبر وأعظم دخلًا!
إنسان أكبر مخاوفه ترك من ارتبط بها وصارت محور حياته في ظنه، فإذا بيوم الترك يكون هو يوم عيده الذي يمسح عنه دمعه ويكون عوض الخير له!
القاعدة التي لا تتغير:
لا أصدق من الله تعالى
ولا أكذب من الشيطان، لعنه الله!
نؤمن بهذا ونعتقده، ويتخلف عنا واقعا وتصورا وتحققا!
فنصدق الشيطان ونصغي إلى وسواسه وهمزه ونفخه ونفثه!
ونتردد في عِدَة الحق وبشارة الخير ، والله يغفر ويعفو!
ولعل هذا سر السبق بالمغفرة قبل الفضل في قوله تعالى: "والله يعدكم مغفرة منه وفضلا"!
آهٍ لو جعل الواحد منا رُكنَ حياته وزاوية قلبه في: وفي السماء رزقكم!
فرفع رأسه فلم يذل، وجعل قبلة قلبه سماوية، وعلم أن رزقه هنالك، بعيدا عن التراب والأرض ومن فيها وما فيها=لسكن وأحسن الظن بربه واطمأن لجمال كرمه وجميل إحسانه، سبحانه وبحمده.
وجدان العلي
راقت لي:
ردحذف📝سألوا الشيخ محمد إلياس رحمه الله تعالى :
ماهي الفرقة_الناجية ...؟
قال : هي الفرقة التي تفكر في نجاة جميع الفرق.
( نحن دعاة ولسنا قضاة )
( نحن نبين و الله يهدي )
( نحن نحبب الناس في الله لا نخوفهم منه )
( نحن نحرك الإيمان الذي فيك والله يهديك )
بارك الله فيك يا أستاذ خالد
ردحذفاللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا
اللهم زينّا بزينة الإيمان وأجعلنا هداة مهتدين
جعل الله لك خرجا ومخرجا في الدنيا والآخرة كما كما تخرج الحق من الباطل
ردحذفربنا اغفر لنا ولذوي الحقوق علينا والفضل علينا واكرمهم بما انت اهله ياكريم يا رحمان الدنيا والآخرة
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الكرام اجمعين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون ملكا عاضا فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت”
ردحذفرواه الإمام أحمد، وصححه الحافظ العراقي، وكذلك صححه الألباني.
منهاج التغيير
هذا الحديث يجمع لنا :
1- شرع الله الذي يضمن الخلافة في الأرض لمن اتبع الهدي النبوي
2- قدر الله الذي يَكشف أطوارَه الوحيُ، وتبلُغُنا فنُشَمِّرُ احتفاء بالبشرى، وتأهبا لورود القدر الموعود، توكلا منا، مع إعداد القوة، واتخاذ الأسباب، لا نعاسا وأحلاما)
منقول بإختصار وتصرف عن طبيبة القلوب الخضراء... تفاؤلا وفرحة بلون المدونة الجديد المبهج...
ردحذف☆ تعرف على شخصيتك من خلال هذه الأنماط الثلاث للشخصية
١_ الشخصية البصرية
٢_ الشخصية السمعية
٣_ الشخصية الحسية
فى علم البرمجة اللغوية العصبية برزت نظرية الأنظمة التمثيلية فما هي؟
نظرية الأنظمة التمثيلية : تعني كيف يتمثل الواقع في أذهاننا استقبالا وإرسالا وتخزينا .
فالناس لا يتفقون فى ذلك و ما يخطر ببالهم كأول خاطر إما أن يكون صور أو أصوات أو أحاسيس
وهذه الأنماط الثلاثة جميعها موجودة عند كل شخص بنسب متباينة.
ونحن عندما نقول على شخص ما بأنه إنسان بصري فهذا يعني أنه
يغلب عليه النمط البصري بنسبة كبيرة مع وجود النمطين:
الحسي والسمعي ولكن بنسبة أقل .
كيف تتعرف على شخصية من يكلمك أو يكتب اليك؟
☆ البصري: تخدم حديثه كلمات مثل :أرى ،أنظر ،أتصور ، واضح ، ألوان ، شروق ، القمر ، نظرة كاملة ، أرى ما تقوله ، صار عندي صورة واضحة ، تخيل ....
☆ السمعي: يحلل ما يسمعه فمثلا يقول .. سمعنا في الأخبار هكذا .... يحلل الأصوات .. الصحاف قال كذا وكذا .. أما البصري فينتبه إلى الطاقية ووضع الميكرفون أمامه .... وشكل فمه ...
☆ الحساس: فتهمه نبرة الصوت المنخفضة فلا يرفعها .. يتكلم من قلبه ... بمشاعره وأحاسيسه .. المعلمة تتكلم مع طالباتها بمشاعرها
يا بنات .. يا أخواتي .. الزوجة الحسية .. زوجها يتكلم معها كلمتين تتأثر وتبكي وهكذا...
لما تدعي ربنا سبحانه وتعالى ويتأخر عليك الفرج لا تقول الوقت راح مني... لأن الفرج عبادة كأنك تصوم كأنك تصلي ...
ردحذفقال الله عز وجل:
﴿ قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ...﴾
[ مريم: 9]
محمد نوح القضاة
الأحاديث التي وردت في المهدي المنتظر اختلف فيها الناس قديما وحديثا... لكن أي أمر اذا أردنا أن نعرفه نرده إلى أهله...
ردحذفوصيارفة الحديث يقولون أن أحاديث المهدي ثابتة وصحيحة بل متواترة تواترا معنويا... لعدة طرقها واختلاف ألفاظها وتعدد مخارجها عن أكثر من ثلاثين صحابي...
قال ابن باز ( القول بإنكار أحاديث المهدي قول باطل)
من عارضها= ابن خلدون وهو غير معدود من علماء الحديث
وهناك من عول على إنكار حديث المهدي لعدم ورودها في الصحيحين فالشيخين لم يستوعبا الصحيح كله...
لكن الشوكاني عد أكثر من من خمسين حديثا وحكم على ثلاثين منها بالصحة وهذا الذي لا يقبل معه عذر أن الشيخين لم يخرجا أحاديث المهدي....
الشيخ :صالح بن عواد المغامسي
أيها المسلمون لا يجب أن تأمنوا مكر الله... نحن في موقع الصدمة... وقد يكون من ألطاف الله أن تكون هذه الصدمة بمثابة دعوة إلى العودة إليه سبحانه وتعالى...
ردحذفيقول ابن مسعود عن الزلازل بالخصوص: (ان الله يستعتبكم فاعتبوا)
الشيخ محمد المبيض
أسيد بن حضير
ردحذفكان أُسيد بن حُضير رضي الله عنه في ليلة من الليالي يقرأ القرآن في المكان الذي يخزن فيه التمر، وفرسه مربوطة بجانبه، وولده يحيى نائم بجواره، فلما قرأ تحركت فرسه واضطربت، فلما سكت سكنت، ثم قرأ مرة أخرى فتحركت فرسه واضطربت، وهكذا حدث ثلاث مرات، فخاف أسيد أن تدوس ابنه يحيى، فقطع القراءة وقام إلى فرسه لينظر ما السبب في حركتها واضطرابها، فرأى فوقه مثل السحابة فيها أشياء تشبه المصابيح، وإذا بها تصعد في السماء حتى لم يستطع رؤيتها، فذهب أسيد في الصباح إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحكى له ما حدث له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مزيلًا لفزعه ومُعْلِمًا له بعلو مرتبته ومؤكدًا له فيما يزيد في طمأنينته: «اقرأ يا ابن حضير» ثلاث مرات للتأكيد، أي: ردِّد وداوم على القراءة التي سببت هذه الحالة العجيبة إشعارًا بأنه لا يتركها إن وقع له ذلك بعد في المستقبل، بل يستمر عليها لعظيم فضيلتها، ثم أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذه الملائكة كانت تستمِعُ لقراءة القرآن، ولو أنه قرأ إلى الصباح لأصبحت الملائكة يراها الناسُ ما تستترُ منهم.
من فوائد الحديث
☆جواز رؤية آحاد الأمة للملائكة، ولكن من يدعي بعد عصر النبوة أنه رأى ملكًا في اليقظة فلا يُصدَّق لأنه لا دليل على صدقه، وإنما كان معرفة ذلك ممكنًا في عهده -صلى الله عليه وسلم- عن طريق الوحي.
☆ فضيلة قراءة القرآن الكريم، وأنها سبب نزول الرحمة وحضور الملائكة.
☆ فضيلة استماع القرآن. فيه فضيلة ظاهرة لأُسيد بن حُضير -رضي الله عنه
معذرة فالتعليق السالف يشرح الحديث.. اما الحديث فهو:
ردحذفعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أنَّ أُسَيْد بن حُضَيْر بينما هو ليلةً يَقْرأ في مَرْبَدِه، إذ جالَتْ فَرَسُه، فقرأ، ثم جالَتْ أخرى، فقرأ، ثم جالَتْ أيضا، قال أُسَيْد: فخشيتُ أن تَطَأَ يحيى، فقمتُ إليها، فإذا مِثلُ الظُّلَّة فوق رأسي فيها أَمْثال السُّرُج، عَرَجَتْ في الجَوِّ حتى ما أراها، قال: فغدوتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت: يا رسول الله بينما أنا البارِحَةَ من جَوْف الليل أقرأ في مِرْبَدي، إذ جالَتْ فَرَسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اقرأ ابنَ حُضَيْر» قال: فقرأتُ، ثم جالَتْ أيضًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اقرأ ابنَ حُضَيْر» قال: فقرأتُ، ثم جالَتْ أيضًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اقرأ ابنَ حُضَيْر» قال: فانصرفتُ، وكان يحيى قريبًا منها، خشيتُ أن تَطَأَه، فرأيتُ مثل الظُّلَّة فيها أمْثال السُّرُج، عَرَجَتْ في الجَوِّ حتى ما أراها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تلك الملائكةُ كانت تستمِعُ لك، ولو قرأتَ لأصبحَتْ يراها الناسُ ما تَسْتَتِرُ منهم»
اما بن حُضَيْر الأوسي فهو صحابي، وكان زعيما للأوس في المدينة قبل إسلامه، وورث عن أبيه مكانته، حيث كان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية ومن مقاتليهم الأشداء وقد ورث المكارم كابرا عن كابر وكان صاحب فكر صاف وشخصية مستقيمة قوية وناصعة ورأي ثاقب وقد ذكر بعض المفسرين أنه كان سببُا في نزول آية التيمم..