ج75: معتقدات موروثة - هل أرسل الله إلى الجن نبيا منهم اسمه يوسف وأرسل إلى الفراعنة نبيا من الجن اسمه يوسف - هل يتسلط سبعين شيطانا على الرجل الذي شاربه طويل ويختبي في شعر إبطه ويسكن فيه - هل يوجد شيطان اسمه لهوي - هل الذي يقول (يا لهوي يا خرابي يا مصيبتي يا حسرتي يا ندمي يا خيبتي) وقت نزول بلاء أو مصيبة يكون مشرك بالله.

           بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها

عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج والخياطة والمرايات وطعام الشيطان والقطط السوداء وغير ذلك

(الفصل الخامس والسبعون)

#- فهرس:

:: الفصل الخامس والسبعون :: معتقدات دينية موروثة عن الشيطان والجن وفتاوي باطلة لتكفير المؤمنين – الشيطان وعلاقته بشنب الرجل وشعر إبطه والمبيت فيه – ما هي قصة نبي الجن الذي كان اسمه يوسف – ما معنى يا لهوي يا خرابي يا مصيبتي يا خسارتي يا خيبتي يا ندمي يا حزني ::

1- س315: هل يتسلط سبعين شيطانا على الرجل الذي شاربه طويل ويختبي في شعر إبطه ويسكن فيه ؟

2- س316: هل أرسل الله إلى الجن نبيا منهم اسمه يوسف وأرسل إلى الفراعنة نبيا من الجن اسمه يوسف ؟

3- س317: هل يوجد شيطان اسمه لهوي - وهل الذي يقول (يا لهوي يا خرابي يا مصيبتي يا حسرتي يا ندمي يا خيبتي) وقت نزول بلاء أو مصيبة يكون مشرك بالله ؟

***********************

:: الفصل الخامس والسبعون ::

:: معتقدات دينية موروثة عن الشيطان والجن وفتاوي باطلة لتكفير المؤمنين – الشيطان وعلاقته بشنب الرجل وشعر إبطه والمبيت فيه – ما هي قصة نبي الجن الذي كان اسمه يوسف – ما معنى يا لهوي يا خرابي يا مصيبتي يا خسارتي يا خيبتي يا ندمي يا حزني ::

**********************

 ..:: س315: هل يتسلط سبعين شيطانا على الرجل الذي شاربه طويل ويختبي في شعر إبطه ويسكن فيه ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من أنواع الخرافات التي يتم نشرها .. حتى تبعد الشيطان عنك وتحصن نفسك منه .. فلا تطيل شاربك ولا تترك شعر أبطك وإلا سيسكنه الشيطان ويختبيء فيه بل قد يتلسط عليه سبعين شيطانا .. ولما بحثت عن هذه الخرافات وجدتها في الروايات التالية ..
 
1- (حديث موضوع أي مكذوب على النبي) .. عن عبد الواحد بن محمد بن جابان الواعظ أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن الفضل بن علويه حدثنا أحمد بن جعفر عن جده عن محمد بن إبراهيم العباداني عن الحسن بن علي عن بشر بن السري عن الهيثم عن حماد بن زيد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من طول شاربه في دار الدنيا طول ندامته يوم القيامة، وسلط الله عليه بكل شعرة على شاربه سبعين شيطانا، فإن مات على ذلك الحال لا تستجاب له دعوة ولا تنزل عليه رحمة..، ومن قص شاربه فله بكل شعرة من الثواب ألف مدينة من در وياقوت في كل مدينة ألف قصر) ذكره بن الجوزي في الموضوعات ج3 ص52 وقال: وهو من أنتن الوضع وأسمجه..، ولولا حماقة من وضع هذا وأنه ما شم ريح العلم لعلم أن غاية ما في تطويل الشارب مخالفة سنة لا يصلح التواعد عليها بمثل هذا..، والمتهم به ابن جابان، وقد خلط في الإسناد كما رأيت وأتى بجماعة مجهولين. (انتهى النقل).
 
2- (روايات شيعية باطلة لا تصح) .. ويوجد أحاديث عند الشيعة يرونها عن النبي وكلها أحاديث منقطعة ولا يصح منها شيئا .. وجاء فيها مثلا: (لاَ يُطَوِّلَنَّ أَحَدُكُمْ شَارِبَهُ فَإِنَّ اَلشَّيْطَانَ يَتَّخِذُهُ مخبأ يَسْتَتِرُ بِهِ) رواه الطبرسي في مكارم الاخلاق ص67..، ومثل حديث (وَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : لاَ يُطَوِّلَنَّ أَحَدُكُمْ شَعْرَ إِبْطِهِ فَإِنَّ اَلشَّيْطَانَ يَتَّخِذُهُ مَخْبَأً يَسْتَتِرُ بِهِ( رواه الطبرسي في مكارم الأخلاق ص60.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أظن أن القائل بهذه الروايات السابقة جماعة الحلاقين .. حتى يذهب إليهم الناس .. وحاشا آل بيت رسول الله أن ينطقوا بهذه الروايات التي رواها جماعة الشيعة عن بعض آل البيت عن النبي .. والله أعلم .
 
#- خلاصة القول:
- احترم عقلك ولا تصدق أي روايات تسمعها أو تقال لك أو تجدها مكتوبة .. إلا بعد أن تتحقق منها .. وإن كان الروايات السابقة لا تحتاج إلى أن يقول لك أحد أنها روايات باطلة .. لأنها غير معقولة .. وإلا كان من باب أولى يختبيء الشيطان في فتحة الدبر من باب أولى ..!!
 

*****************************

 

..:: س316: هل أرسل الله إلى الجن نبيا منهم اسمه يوسف وأرسل إلى الفراعنة نبيا من الجن اسمه يوسف ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قد يصادفك معتقدات غريبة على الإنترنت .. أن الجن كان فيهم أنبياء قبل خلق آدم عليه السلام .. وكان هذا النبي اسمه يوسف ..!!
- وفي بعض التفاسير مثل تفسير القرطبي تجده يذكر رأي للبعض يقول فيه أن الفراعنة تم إرسال نبي من الجن إليهم واسمه يوسف ..!!
 
#- فبحثت عن مصدر هذه المعلومة فوجدت الآتي:
1- الرواية التي تقول أنه تم إرسال نبي من الجن إلى الجن قبل خلق آدم وكان اسمه يوسف.
- (مصدر شيعي مجهول السند – ومكذوب على النبي) – عن جابر بن عبد اللّه قال: (سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عن أوّل ما خلق اللّه تعالى، فقال: «يا جابر ، أوّل ما خلق اللّه نور نبيّك ، اشتقّه من نوره، فأقبل ذلك النور يتردّد حتّى لحق بالعظمة، فسجد لها، فقسم اللّه تعالى ذلك النور على أربعة أجزاء، فخلق من الجزء الأوّل العرش، و من الثاني القلم، و قال للقلم: در حول العرش و اكتب؛ قال: يا ربّ، و ما أكتب؟ قال: توحيدي، و فضل نبيّي محمّد ، فدار و كتب: لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ وليّ اللّه؛ و خلق من الثالث اللوح، و قال للقلم: أجر في اللوح و اكتب، قال: يا ربّ، و ما أكتب؟ قال: علمي في خلقي، و ما أنا خالقه إلى يوم القيامة ؛ فجرى القلم و كتب (ذلك على اللوح) ؛ و بقي الجزء الرابع يتردّد حتّى لحق بالعظمة فسجد للعظمة، و لذلك تسجد أمّتي إلى يوم القيامة . و ما من نبيّ إلاّ كانت له سجدة واحدة إلاّ نبيّك (فإنّه) سجد سجدتين، و هو نور، فقسم سبحانه النور على أربعة أجزاء، فخلق من الأوّل: الشمس، و القمر، و النجوم، وضوء النهار، و الإبصار؛ و خلق من الثاني: العقل، و أسكنه الدماغ؛ و خلق من الثالث: المعرفة، و أسكنها الصدر؛ و بقي الجزء الرابع فقسمه على خمسة أجزاء، فأنا منهم على يمين العرش أسبّحه إلى أن خلق اللّه تعالى الدنيا و ما أسكن فيها من الأمم؛ و خلق الملائكة ..
- وإنّ إبليس كان من المجتهدين في الأرض، فرفعه اللّه لعبادته و شدّة اجتهاده، فكان في صفوف الملائكة، و كان يزهو عليهم بعلمه، فامتحنه اللّه تعالى بآدم ، كما امتحن موسى بالخضر ، لأنّ موسى زها بالتوراة والألواح ، فقال لبني إسرائيل : قد علمت كلّ علم، فلمّا لقي الخضر ، هبط الأمين جبرئيل عليه السّلام ، فقال: إنّ مثل علمك في الصحف و التوراة و الألواح ، وما علمت منه كمثل رجل جاء إلى بحر زاخر تتلاطم أمواجه فغمس خنصره فيه، والذي بيدك من العلم كذلك.
- ثمّ إنّ اللّه تعالى قال: (إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً)  فقالت الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قٰالَ إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ  تَعْلَمُونَ)  »؛ قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله : «لم تقل الملائكة: ما تريد أن تخلق؟ و لكنّها استدلّت بالجنّ، و ذلك أنّها كانت في الأرض ذات أجساد، فأفسدت فيها و سفكت الدماء، فأرسل اللّه عليهم الملائكة فاجتاحوهم عن وجه الأرض، و لقد كان فيهم نبيّ يقال له يوسف ، و هو الذي ذكره اللّه تعالى في كتابه بقوله: (وَلَقَدْ جٰاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنٰاتِ) .. فكان فيهم نبيّا مرسلا فعصوه، فأهلكهم اللّه تعالى.
- ثمّ لمّا خلق اللّه آدم أشار إلينا و نحن عن يمين عرشه مخاطبة لملائكته: (أَنْبِئُونِي بِأَسْمٰاءِ هٰؤُلاٰءِ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ `قٰالُوا سُبْحٰانَكَ لاٰ عِلْمَ لَنٰا إِلاّٰ مٰا عَلَّمْتَنٰا)  ، فقال لآدم: (أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمٰائِهِمْ)  فكان الإشارة إلينا، فقال آدم : هذا محمّد ، و هذا عليّ ، و هذه فاطمة ، و هذا الحسن ، و هذا الحسين ؛ فقال اللّه: (اُسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا)  لآدم لفضل علمه، فمن هناك فضّله على سائر الأمم (فَسَجَدَ اَلْمَلاٰئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ)  إلاّ إبليس استكبر، و كانت الإشارة الثالثة، قال لإبليس : (أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ اَلْعٰالِينَ)  ، وكان ينظر إلينا ونحن عن يمين العرش، كما ينظر أحدكم إلى الكوكب الدرّيّ في أفق السماء.
- يا جابر ، فالعرش من نور نبيّك ، و العلم من نور نبيّك ، و اللوح من نور نبيّك ، والشمس و القمر و النجوم وضوء النهار وضوء الإبصار من نور نبيّك ، مشتقّ من نور الجبّار سبحانه، فنحن الأوّلون، ونحن السابقون، ونحن الشافعون، ونحن المشفّعون، ونحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد من الأوّلين و الآخرين) ذكره صاحب كتاب غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الائمة الأطهار علي علیه السلام   ج1 ص195.. ولم يذكر له أي سند ..!!
 
2- وذكر القرطبي في تفسيره قولا عن البعض أن الله أرسل إلى الفراعنة قبل موسى نبيا من الجن وكان اسمه يوسف .. فكتب القرطبي: وحكى النقاش عن الضحاك: أن الله تعالى بعث إليهم رسولا من الجن يقال له يوسف. (تفسير القرطبي ج15 ص313) .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على الرواية:
1- لا يخفى على مؤمن عاقل مدى بطلان هذه الرواية أصلا .. لأسباب كثيرة منها أنه لا يوجد لها سند .. بل أن الرواية التي لها سند والتي تكلمت عن خلق نور النبي عند أهل السنة والجماعة .. فهي رواية مجمع عليها عند علماء أهل السنة والجماعة بأنها مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
#- وأكتفي هنا بالنقل عن المحدِّث عبد الله الصديق الغماري رحمه الله حيث يقول في رسالة له (المرشد الحائر لبيان وضع حديث جابر) ص 11:
- وعزْوه إلى رواية عبد الرزاق خطأ لأنه لا يوجد في مصنفه ولا جامعه ولا تفسيره .. ، وقال الحافظ السيوطي في الحاوي:"ليس له إسناد يعتمد عليه" اهـ.
- وهو حديث موضوع جزمًا .. وفيه اصطلاحات المتصوفة، وبعض الشناقطة المعاصرين ركب له إسنادًا فذكر أن عبد الرزاق رواه من طريق ابن المنكدر عن جابر وهذا كذب يأثم عليه .. ، وبالجملة فالحديث منكر موضوع لا أصل له في شيء من كتب السُّنّة. (انتهى النقل).
 
2- أما بخصوص المتن فواضح جدا أنها رواية تم تلفيقها بالكذب .. وذلك من أجل إثبات عقيدة معينة في النبي صلى الله عليه وسلم .. لم يقل بها النبي عن نفسه أبدا أنه كان نورا وخلق الله الخلق من نوره بما فيهم إبليس ..!!
 
- وكذلك فيها محاولة إظهار كرامة وشرف آل بيت النبي منذ الأزل منذ بداية خلق آدم .. وهذا لا يحتاج إلى هذا الكذب .. فيكفي أنهم آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهم أهل الشرف والكرامة ولهم كل المودة والحب .
- والله أعلم.
 
#- خلاصة القول:
- لا تنبهر بما تقرأه أو تسمعه على الإنترنت .. وإنما تحقق مما تسمعه .. حتى لا تنقل للآخرين من هذا الباطل وينشر الجهل بين الناس .
 

****************************

 

..:: س317: هل يوجد شيطان اسمه لهوي - وهل الذي يقول (يا لهوي يا خرابي يا مصيبتي يا حسرتي يا ندمي يا خيبتي) وقت نزول بلاء أو مصيبة يكون مشرك بالله ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من خرافات بعض الناس .. هو تكفير أو تبديع أو تشريك من يقول (يا لهوي يا خرابي يا حسرتي يا مصيبتي) .. ومن يقول بالتشريك أي يجعلوا المؤمن مشركا .. إنما هم جماعة لديهم هواية تكفير بعض المؤمنين .. وهم يستمتعون في ذلكم استمتاعا فيه نشوة نفسية عجيبة بتكفير المؤمنين .. حتى يظهروا هم أهل الكرامة والتزكية واللي مافيش زيهم في الإيمان ..!!
– فإذا صادفتهم فقل لهم: سلاما سلاما ..
 
- المهم .. إذا وجدوا أحد ينطق ويقول وقت نزول بلاء به كموت أو خراب أو مصيبة أو حسرة .. فينطق لسانه على سبيل العادة (يا لهوي يا خرابي يا مصيبتي يا حسرتي) .. وهنا ياتي ظهور جماعة تكفير المؤمنين .. فيقولون بكل أريحية ومتعة نفسية في أذى المؤمنين .. بأن من قال (يا لهوي) فهو مشرك بالله .. لأنه استغاث بالشيطان الذي اسمه ( اللهو ) .. !!
 
- ولكن هذا التكفيري المُخرِّف .. لم يخبرنا هل يوجد شيطان اسمه خرابي وشيطان اسمه مصيبتي وشيطان اسمه فضيحتي أم لا ؟!! ولكنه يعرف شيء واحد فقط وهو أن يتهم المؤمنين بأنهم مشركين وكفار ..!!
 
#- ومن غريب ما وجدته .. أن تجد أحد يقول لك أن (لهوي) هو شيخ دجال كان اسمه (الشيخ اللهوي) وهو كان في قرية ريفية وكان يستنجد به البسطاء وقت الأزمات ..!!
- طب جاب منين الكلام ده ؟!!
- لعل الشيطان قد بال في أذنه بهذا الكلام فصدقه .
 
#- اعلم أخي الحبيب يرحمني ويرحمك الله ..
- أولا: من الأساليب الخبرية في القرآن هو أسلوب التحسر والتفجع والتأسف ..
- وقد ذكرها القرآن ولم ينكر على فاعلها .. بل ذكرها الله جل شأنه شارحا الحالة النفسية التي يكون عليها الإنسان حينئذ .. حتى قد تحدث مع الأنبياء.
 
- مثل ما جاء في بعض الآيات بألفاظ مثل: (يا ويلنا) أو (يا حسرتا) أو (يا أسفا) فهل هذا فيه استغاثة بأحد .. ؟!! أكيد لا .. وإنما هي ألفاظ تدل على الألم الداخلي في النفس نتيجة نزول البلاء بالشخص ..
 
- وحرف (يا) .. إنما هو استحضار تصوري لهذا الألم في صورة شخص عاقل وكانه يحضر مع نزول الألم النفسي .. كأنك تقول: إذا كنت يا أيها الألم أو الوجع تريد الحضور فهذا هو وقتك قد حضر لتأتي وتشاركني في هذا الوجع والألم ..
 
أ- أسلوب التحسر .. يقول تعالى على العباد الغير مؤمنين: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) يس:30.
ب- أسلوب التفجع .. يحكي تعالى عن الكافرين قولهم يوم القيامة: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ) الأنبياء:14.
ج- أسلوب التأسف .. يحكي تعالي عن سيدنا يعقوب وهو يتألم ويقول: (يَا أَسَفَا عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) يوسف:84.
 
#- إذن .. يتبين لنا الآتي:
- حينما قال الله: (يا حسرة على العباد) فهو لم يكن يدعو (شيطان اسمه الحسرة) .. ولا دجال اسمه (الشيخ حسرة) ..!!
- وحينما قال يعقوب عليه السلام: (يا أسفا) وهو متوجعا على فراق يوسف .. فهو أيضا لم يكن يدعو (الشيخ أسف - ولا الشيطان آسف) ..
- والكافرين في قبضة الله لما قالوا: (يا ويلتنا) لم يكون يستغيثون (بدجال اسمه الويل - ولا بشيطان اسمه الويل) ..!!
 
- إذن .. لا يوجد استغاثة لشيطان ولا لدجال لمن يقول (يا حسرتي أو يا ندمي أو يا ويلي .. أو ما شابه ذلك) .. كما يقول بعض من لديهم هواه تكفير المؤمنين بألفاظ تجري على ألسنتهم .. بل من يقول بهذا التكفير والشرك هو الذي قد ضل بهواه وابتدع شريعة مع الله .. ليكفر هذا وذاك .. وحسبه ما فعل وكسبت يداه .. ولعله يأتي من المفلسين جزاء كذبه واتهامه لأهل الإيمان بأنهم مشركين .
 
- فلفظ الويل معناه الهلاك .. يعني كأنك بتقول يا هلاكي يا موتي المحقق يا خرابي يا مصيبي السودا .. وما شابه هذا الكلام .
 
- ولفظ الحسرة يدل على انفعال نفسي يفيد شدة الندم على فوات النفع مع العجز على استعادة هذا النفع .. ويشبه لفظ (يا خسارة على اللي فات) (يا عيني عليك يا أخويا) وما شابه هذا المعنى .. وطبعا لا تعتقد أن الله كان يتحسر على عباده .. وإنما حال هؤلاء يفيد التحسر يوم القيامة .. وليس الله هو من يتحسر ..!! فافهم.
 
- ولفظ (التأسف) .. معناه شدة الحزن على ما حدث .. ويظهر من معناه مثل (يا قلبي المكسور) ( يا أسفي على معصيتي في حق ربي) .. وما شابه ذلك ..
 
- والألفاظ كلها تظهر التحسر نتيجة الألم والحزن على ما قد حدث أو يحدث ..   
 
#- إذن لما تلاقي أحد يتوجع من ابتلاء وتخرج منه ألفاظ يتحسر بها أو يتوجع منها أو يتفجع بسبب ما حدث له أو يتأسف عليها .. ويقول (يا خرابي أو يا مصيبتي أو يا فضيحتي أو يا موتي أو يا هلاكي أو يا حزني أو يا ندمي أو يا خيبتي أو ما شابه ذلك) .. فافهم أنه لا يستدعي شيطان ولا يستعين بدجال .. كما قال بعض من لا يتقي الله في خلق ربنا ولديه هواية تكفير الناس وتحقيرهم ليظهر بمظهر التقي الورع الذي يزكي نفسه على الله .. !!
 
- إنما هذا شخص يتألم ويتوجع بألفاظ .. فخذ بيده وطمأنه وهون عليه الأمر .. وليس تحاكمه وتجعله من المشركين وتدخله النار .. وكأنك نائب عن الله في الحكم على الناس ..!!
 
#- ثانيا: أما عن لفظ .. يا لهوي ..
- فمعناه يا غفلتي التي لم أكن منتبه بسببها .. ولم أخذ احتياطي لهذه المصيبة أو الكارثة ولم أتصور حدوثها بسبب غفلتي .. ولم أعمل حساب لتلك اللحظة .. فهذا أوان حصادها وحصولها ورؤية جزاء هذه الغفلة ..
 
- وقد يكون أصلها هكذا (يا لهو بالي) وتم دمجها في كلمة واحدة للتسهيل على اللسان .. ومعناها أيضا أي يا غفلة قلبي أو عقلي .. فهو لازال نفس المعنى (يا لهوتي أو يا لهوي) .. أي يا غفلتي التي حضرت نتائجها أمامي الآن ولم أكن منتبه لتلك اللحظة ..
 
3- أما عن قول البعض .. أن (لهوي أو يا لهوتي) هو اسم لدجال كان الناس يلجئون إليه في الأزمات .. فهذا إن دل فإنما يدل على أنه قول كذب بكل تأكيد لأن قول (يا لهوتي) مستحيل يبقى وصف لإنسان ..!!
 
- أما عن قول البعض .. أن (يا لهوي أو يا لهوتي) هو استغاثة باسم شيطان يسمى باللهو .. فهذا كلام باطل وكذب على المؤمنين .. لأن المؤمنين لا يستعينون بالشيطان وإنما بالله .. ولكن هذا المتهم للمؤمنين في دينهم استدل بحديث باطل ليؤكد حكمه بالكذب على المؤمنين .. فيذكر ما هو الآتي:
 
#- (حديث موضوع لكثرة مجاهيله) .. عن الفضل بن محمد الواسطي: ثنا إبراهيم بن موسى الطرسوسي: ثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن سعيد بن زيد، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (وُكِّلَ بالنفوس شيطانٌ يقال له: اللهو، فهو يخيل إليها ويتراءى .. إلى أن ينتهي إذا عرج بها .. فإذا انتهت إلى السماء، فما رأت، فهو الرؤيا التي تصدق) رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول برقم 1600 ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) الحديث باطل وموضوع:
أ- في السند (الفضل بن محمد الواسطي) مجهول ولم أجده في كتب التراجم ..
ب- وفيه (إبراهيم بن موسى الطرسوسي) مجهول ولم أجده في كتب التراجم ..
ج- وفيه (سعيد بن زياد) وليس (بن زيد) وبن زياد هذا ضعيف الحديث كما قال أبو حاتم والبعض جعله مجهول كما قال بن حجر..
د- وفيه أنه يوجد انقطاع للسند بين (أبي سلمة بن عبد الرحمن) وبين (النبي) ..
 
#- ولا يخفى على عاقل أن هذه الرواية حتى لو صحيحة .. فهي تتحدث عن شيطان تم توكيله من الله ليفسد على النائم حال الرؤيا .. فكيف يتم الاستعانة بما هو حضوره موجود ومسلط من الله ؟!!
- حتى الدليل الذي استدل به هذا الضلالي .. فهو إنما استدل به لأنه يتناسب مع هواه ورغبته في تحقير المؤمنين ..
 
#- خلاصة القول:
- لا تتجرأ على أحد من المؤمنين وتجعله مشركا لصدور لفظ منه في لحظة انفعال يتألم منها .. ولا تتبع جماعة التكفريين الذين يزكون أنفسهم على الله بتكفير المؤمنين وتحقيرهم .. فهذه جريمة وستسأل عنها أمام الله ..
- ولا تفتري على الناس الكذب بأنهم يستغيثون بالشياطين أو بالدجالين لنجدتهم .. لأن هذا قول كذب على المؤمنين .. فاتقي الله .. واعلم أن الأنفاس قليلة ويوم القيامة قريب.
- والله أعلم .

 

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .